تَعَالِيم آباء الكنِيسة حولَ الحِشمة

19 فبراير 2020
Large image

تعالوا لِننظُر مَا هِىَ تَعَالِيم آباء الكنِيسة فِى أمر الحِشمة حيثُ أنَّ الخرُوج عَلَى آثار الغنم هُوَ الضامِن لِلوصُول وَكَنِيسة مُمتدة مِنْ شخص يَسُوع المسِيح والآباء الرُسل إِلَى إِنقضاء الدَّهر لِذلِك فَنحنُ نلتزِم بِرُوح التلمذة لآبائنا وَكُلَّ تُراثهُمْ الغنِى لأِنَّ التلمذة هِىَ حارِسة الرَّجاء وَرابِطة الإِيمان وَالمُرشِدة لِطرِيق الخلاص وَمُعَلِّمة الفضِيلة وَبِها نثبُت فِى المسِيح وَنحيا دوماً لله إِتباعها نافِع وَمُفِيد وَإِهمالها مُهلِك وَمُمِيت وَهُنا يُنَّبِهنا مُعَلِّمنا داوُد النَّبِى وَالمَلِك عَلَى ضرورة سَماع التَّعالِيم وَالعمل بِها وَخطورة إِهمالها وَأنتَ قَدْ أبغضت التأدِيب وَألقيت كَلاَمِى خلفك ( مز 50 : 17 ) وَعَلَى الكنِيسة مُمَثَّلة فِى رُعاتها أنْ تُعَلِّم وَتُنذِر وَتُؤدِب فَهِىَ لاَ تُبغِض مَنْ تُوَّبِخه بَلْ تُحِبَّه لأِجل تهذِيبه لأِنَّ الله قَدْ تنبأ بِأرمِيا النَّبِى قائِلاً وَأُعطِيكُمْ رُعاة حسب قلبِى فيرعُونكُمْ بِالمعرِفة وَالفهم( ار 3 : 15 ) لِذلِك علينا أنْ نُؤسِس نِفُوسنا عَلَى صخرة الكنِيسة غير المُتزعزِعة مِنْ عواصِف وَزوابِع العالم كى نصِل بِالتَعَالِيم الإِلَهِيَّة إِلَى جعالات الله0
القديس كبريانوس:-
يقُول القِدِيس كبريانُوس فِى كِتابه " ثِياب العذارى " إِنَّ أعضاءنا عِندما تتطهر مِنْ دنس المرض القدِيم بِتقدِيس حمِيم المِياة أى المعمودِيَّة تَصِير هياكِل لله فَيجِب ألاَّ تُهان أوْ تُدَّنس فَصِرنا هياكِل خاصة لَهُ كما يقُول مُعَلِّمنا بُولِس الرَّسُول أنَّكُمْ لستُمْ لأِنفُسَكُمْ لأِنَّكُمْ قَدْ إِشتريتم بِثمن فَمَجِّدوا الله فِى أجسادكُمْ ( 1كو 6 : 19 – 20 )وَعلينا أنْ نُمَجِّد الله فِى جسد طاهِر عفِيف بِطاعة كامِلة حَتَّى لاَ يدخُل أى شىء دَنِس أوْ غير طاهِر داخِل هيكل الله لِئلاَّ يُهان فَيهدِم الهيكل الَّذِى سَكَنْهُ وَيُوَّجِه القِدِيس كبريانُوس حدِيثه لِلعذارى وَيمتدحهُنَّ قائِلاً أنهُنَّ زُهُور بِذار الكنِيسة أكثر أعضاء قطِيع المسِيح بهاءً وَبِهُنَّ تفرح الأُم الكنِيسة فَلاَ يُوَبِخَهُنَّ بَلْ يخشى عليهُنَّ مِنْ تجارِب العدو وَينصح وَيقُول يجِب عَلَى العذارى أنْ يحفظن أنفُسَهُنَّ طاهِرات عَفِيفات ليسَ فقط فِى الجسد بَلْ وَأيضاً فِى الرُّوح0
وعن الإهتمام بالزينة والأصباغ والشعر :-
ليسَ مِنْ الصواب أنْ تُبالِغ العذارى فِى الإِهتمام بِزِينة جَسَدها أوْ تتباهى بِجمالها الجسدِى فِى حِين أنَّهُ ليسَ لديها جِهاد أعظم مِنْ جِهادها ضِد جَسَدها وَليسَ لديها صِراع أصعب مِنْ هزِيمة وَإِخضاع الجسد وَرغم أنَّ بُولِس يُعلِن بِصوت عالٍ[ وَأمَّا مِنْ جِهَتِي فَحَاشَا لِي أنْ أفتخِر إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنا يَسُوعَ المسِيحِ الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ العالمُ لِي وَأنَا لِلعالم ] ( غل 6 : 14 ) فَهل يلِيق أنْ تفتخِر عذراء بِجمالها الجسدِى وَمظهرها !! وَيُذَّكِرنا بِقول مُعَلِّمنا بُولِس أنَّ الَّذِينَ هُمْ لِلمسِيح قَدْ صلبُوا الجسد مَعْ الأهواء وَالشَّهوات ( غل 5 : 24 ) وَيَتَساءل كيف أنَّ من نذرت أنْ تجحد شهواتها وَأهواء الجسد توجد خاضِعة لِهذِهِ الأمور عينها الَّتِى سبق وَنذرت أنْ تجحدها فَمِنْ غير اللائِق بِأى مَسِيحِى وَبِالأخص بِالعذارى أنْ ينظُر أوْ يهتم بِأى مجد أوْ كرامة لِلجسد بَلْ فقط يهتم بِما يقوته وَيُرَبِيه لأِنَّهُ يطلُب وَيشتهِى كَلِمة الله حَتَّى ينال العطايا الَّتِى تدوم إِلَى الأبد وَيتحدَّث القِدِيس كبريانُوس عَنْ العذارى اللائِى يتعذبنَ وَيتألمنَ لأِجل الإِعتراف بِالإِسم الحسن وَكيف أنهُنَّ أقوى مِنْ العذابات رغمَ رِقة أعضائِهِنَّ وَلَكِنْ إِجتزنَ النِيران وَالصلب وَالحيوانات المُفترِسة حَتَّى كُلِّلنَ وَيصِف آثار عذاباتِهِنَّ فِى أجسادِهِنَّ بِأنَّها أفضل زِينة لأجسادِهِنَّ وَأنَّها جواهِر الجسد الثمِينة إِنَّ سِمات الزِينة وَالمُبالغة فِى الثِياب وَإِغراءات الجمال لاَ تلِيق إِلاَّ بِغير العفاف وَلِنتذكر أنَّ الكِتاب المُقدَّس الَّذِى بِهِ أرادَ الله أنْ يُعَلِّمنا وَيُهَذِبنا أعطىَ وصفاً لِلمدِينة الزانِية أنَّها جمِيلة لِلغاية فِى المنظر بِسبب زِينتها وَلَكِنَّها ستهلك بِسبب هذِهِ الزِينة عينِها[ ثُمَّ جاءَ واحِد مِنَ السَّبعةِ الملائِكةِ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبعةُ الجاماتُ وَتَكَلَّمَ مَعِي قائِلاً لِي هَلُمَّ فَأُرِيكَ دينونةَ الزَّانِيةِ العظِيمةِ الجالِسةِ عَلَى المِياهِ الكثِيرةِ الَّتِى زَنَى معها مُلُوكُ الأرضِ وَسَكِرَ سُكَّانُ الأرضِ مِنْ خَمْرِ زِناها0فَمَضَى بِي بِالرُّوحِ إِلَى بَرِّيَّةٍ فرأيتُ امرأةً جالِسةً عَلَى وحشٍ قِرمِزِيٍّ مملُوءٍ أسماء تجدِيفٍ لَهُ سبعةُ رُؤُوسٍ وَعَشْرَةُ قُرُونٍ0وَالمرأةُ كانت مُتَسَرْبِلَةً بِأُرجوانٍ وَقِرمِزٍ وَمُتَحَلِّيَةً بِذَهَبٍ وَحِجارةٍ كرِيمةٍ وَلُؤلُوءٍ وَمَعَهَا كأس مِنْ ذَهَبٍ فَي يَدِهَا مَملُوَّة رَجَاسَاتٍ وَنَجَاسَاتِ زِنَاهَا ] ( رؤ 17 : 1 – 4 )0
وفى إستخدام الألوان والأصباغ يقول:-
لِيعرِف كُلَّ جِنس المرأة وَلابُد أنْ يعلمنَ أنَّ عمل الله وَصنعَتِهِ يجِب ألاَّ يُغش أوْ يُغَيَّر سواء بِإِستخدام الألوان أوْ الأصباغ أوْ بِأى نوع مِنْ المساحِيق الَّتِى تُفسِد الملامِح الطبِيعِيَّة لأِنَّ الله يقُول نعمل الإِنسان عَلَى صورتنا كَشَبَهِنا ( تك 1 : 26 ) وَهل يجرؤ أحد أنْ يُغَيِّر أوْ يُبَدِّل مَا عمل الله إِنهُنَّ يُحاوِلن أنْ يُغَيِّرنَ مَا عملهُ الله غير عالِمات أنَّ كُلَّ مَا أتى إِلَى الوجُود هُوَ مِنْ عمل الله وَصنعَتِهِ فَإِذا كَانَ هُناك رسَّاماً وَرسمَ بِدِقة صورة لِشخص بِألوان رائِعة وَاكتملت الصورة وَصَارت شِبه الشخص المرسوماً تماماً ثُمَّ جاءَ آخر وَوَضَعَ يَدَهُ عليها كما لَوْ كَانَ لأِنَّهُ أكثر مهارة يُمكِنه أنْ يجعلها أفضل سَيَكُون مِنْ الطبِيعِى أنْ يحدُث خَطَأً شَدِيداً وَتتلف الصورة وَسَيَكُون ذلِك سبباً وَجِيهاً لِغضب الرَّسام الأصلِى وَإِرتكاب العذارى لِمثل هذِهِ التعدِيات إِنَّما هُوَ إِهانة لله الخالِق الصَّانِع الكُلَّ حَسَناً وَعِندما يُبالِغنَ فِى إِستخدام الأصباغ المُغرِية وَيَتَزَينَّ وَيُصَفِفنَ شعورَهُنَّ لِدَرِجة لاَ تعرِفَهُنّ بِهذا يُشَوِهنَ العمل الإِلهِى وَيَزُغنَ عَنْ الحقٌّ وَيَتَساءل القِدِيس كبريانُوس فِى أمر تغيير الملامِح بِالأصباغ الخادِعة وَالمساحِيق الكاذِبة أنْ كيف نُبَدِّل مَا هُوَ حقّ بِكَذِب وَماذا نقُول رغم قوله لاَ تقدِر أنْ تجعل شعرة واحِدة بيضاء أوْ سوداء ( مت 5 : 36 )وَيطلُب القِدِيس كبريانُوس فِى محبَّة أبوِيَّة مِنْ العذارى أنْ يتذكرنَ أنهُنَّ إِذا تَزَيَنَّ بِالمساحِيق هكذا فَإِنَّ خالِقَهُنَّ لَنْ يعرِفَهُنَّ ثانِيةً فِى يوم القِيامة وَسَيبعِدَهُنَّ عَنْ جعالتِهِ وَمواعِيده وَيرفُضَهُنَّ مُوَبِخاً إِياهُنَّ قائِلاً أنَّ هذا ليسَ عمله وَلاَ هذِهِ صورته وَأنهُنَّ قَدْ لَوَثنَ بشرتَهُنَّ بِمسحوق كاذِب وَغيَّرنَ شعرهُنَّ بِألوان مُختلِفة فَفَسَدت صورَتَهُنَّ وَتَبَدَلت رزانتهُنَّ وَهدوءهِنَّ وَيُحَذِرَهُنَّ أنهُنَّ لَنْ يستطِعنْ رؤية الله لأِنَّ عيونَهُنَّ لَمْ تعُد تِلكَ الَّتِى صنعها الله بَلْ تِلكَ الَّتِى أفسدها الشيطان وَبِمَحبَّة أبوِيَّة رَعَوِيَّة يحِث القِدِيس كبريانُوس بناته العذارى قائِلاً لِذلِك إِستَمِعنَ إِلَىَّ أيَّتُها العذارى كأب إِستَمِعنَ إِلَىَّ أرجوكُنَّ لأِنِّى أخاف عليكُنَّ لِذلِك أُحَذِر0
إِحفظنَ أنفُسَكُنَّ كما صنعكُنَّ الله الخالِق إِحفظنَ أنفُسَكُنَّ كما زينكُنَّ أبوكُنَّ السَّماوِى لِيظِل وجهكُنَّ غير فاسِد هيئتكُنَّ بسِيطة إِحفظنَ شعورَكُنَّ غير مُلَّوثة بِأى صبغة لِتكُنْ عيونَكُنَّ مُستحِقة أنْ تُعايِن الله إِهزِمنَ الزِينة الخارِجِيَّة لأنكُنَّ يجِب أنْ تهزِمنَ الجسد وَالعالم فَمِنْ غير المعقُول أنْ تهزِمنَ الأكبر أى الجسد وَالعالم إِنْ إِنغلبتُنَّ لِلأصغر أى الزِينة الخارِجِيَّة فلترتفِع عيونَكُنَّ نحو الله وَالسَّماء وَليسَ إِلَى أسفل نحو الشَّهوة وَالجسد وَشهوة العيُون وَمحَبِّة العالم تذكَّرُوا أنَّ الباب ضيِّق إِحتمِلنَ بِشَجاعة تقدمنَ رُوحِيَّاً إِجعلنَ المسِيح يُكافَئ فِيكُنَّ0
القديس يوحنا ذهبى الفم:-
إِهتمَ القِدِيس يُوحَنَّا فم الذَّهب بِالتَّعلِيم وَلَهُ جرأة وَوَاقِعِيَّة شَدِيدة جعلتهُ يتعرَّض لأخطار كثِيرة وَاستمرَ فِى تمسُكِهِ بِالحقٌّ وَالتعلِيم إِلَى النَّفْس الأخِير وَهُنا نذكُر مَا حَدَثَ مَعْ المَلِك أركاديُوس الَّذِى أقامَ تِمثال مِنْ الفِضة الخالِصة لِزوجته الأمبراطورة أفدوكسِيا وَوَضَعَهُ فِى أكبر ساحات المدِينة بِجِوار كنِيسة أجِيَّا صُوفِيَّا وَفِى حفل تنصِيب التِمثال إِجتمع الشَّعْب فِى السَّاحة الَّتِى تحوَّلت لِمَسارِح وَحَفَلاَت راقِصة وَدَخَلت الأمبراطورة فِى موكِب مهِيب وَهِىَ لابِسة ملابِس خلِيعة وَغير مُحتشِمة فَغَارَ القِدِيس يُوحَنَّا عَلَى الكنِيسة فَصَاحَ يشجُب هذِهِ التصَّرُّفات وَيُبَكِت الأمبراطورة عَلَى خلاعتِها فَأثَارَ ذلِك مشاعِر الأمبراطورة وَبدأت تُخَطِط لِعقد مجمع مِنْ الأساقِفة لإِستبعاد ذهبِى الفم وَإِذْ سمع الأب البطريرك بِذلِك لَمْ يُبالِ بِالأمر بَلْ عَلَى العكس وقفَ فِى عِيد يُوحَنَّا المعمدان وَبدأَ يعِظ بِهذِهِ الكَلِمات هُوَّذا هِيرُوديا جدِيدة فِى وسطنا إِنَّها تعُود فترقُص فِى ثِياب خلِيعة إِنَّها تطلُب رأس يُوحَنَّا مِنْ جَدِيد فِى طبقٍ00وَلَكِنْ أقُول أنَّ يُوحَنَّا فضَّل أنْ يَكُون بِلاَ رأس عَنْ أنْ يَكُون بِلاَ ضمِير أدَّى ذلِك إِلَى نفى القِدِيس يُوحَنَّا وَبقىَ فِى منفاه حَتَّى تنيَّح عام 407م0
سؤال لنبحث له عن إجابة:-
إِنْ كَانَ القِدِيس يُوحَنَّا فم الذَّهب فَعَلَ ذلِك مَعْ الأمبراطورة ماذا يفعل لَوْ أتى إِلَى بنات المسِيح اليوم وَهُنَّ فِى المُناسبات وَالأعياد وَالأفراح وَرأى أكثر مِمَّا فعلتهُ الأمبراطورة أفدُوكسِيا وَأسأل نَفْسِى ماذا ينبغِى أنْ أفعل إِنْ رأيت مَا رآه القِدِيس يُوحَنَّا فم الذَّهب هل إِختلفِت الأجيال أم أنَّ الوصِيَّة ثابِتة وَقداسِة الكنِيسة دائِمة أم أنَّ الحقٌّ فِينا غير مُعلن كما كَانَ فِى القِدِيس يُوحَنَّا فم الذَّهب ؟!!
ينصح القديس يوحنا ذهبى الفم العذارى ويقول أتريدى أن تكونى جميلة ؟؟
تسربَلِى بِالصَدَقة إِلبِسِى العطف توَّشحِى بِالعِفة كُونِى خالِية مِنْ التشامُخ هذِهِ كُلَّها أوفر كرامة مِنَ الذَّهب هذِهِ تُصَيِّر الجمِيلة كَثِيرة الجمال وَغير الجمِيلة جَمِيلة وَعِندما تُغالِينَ فِى التَزَيُّن تكونِينَ قَدْ خلعتِ عنكِ حُسن الجمال0
ويخاطب العذارى قائلاُ:-
قولِى لِى لَوْ أعطاكِ أحد ثوباً مَلَكِيَّاً فَأخذتِيه وَلبستِى فوقهُ ثوب العبِيد أمَا يَكُون لَكِ خِزى يلِيه عذاب ؟؟ قَدْ لَبِستِى المسِيح سيِّد الملائِكة أفَترجعِينَ إِلَى الأرض ؟ قولِى لِى لِماذا تتزينِين إِعلمِى أنَّ الرِّجال قَدْ يُعجبنَ بِالزِينة الخارِجِيَّة لَكِنْ إِلَى حِين أمَّا مَا يجذِب قُلُوبَهُمْ بِحقٌّ فَهُوَ الزِينة الدَّاخِلِيَّة بَلْ وَتجذِب قلب المسِيح أيضاً قائِلاً هَا أنتِ جَمِيلة يَا حَبِيبتِي عيناكِ حَمَامَتَانِ ( نش 1 : 15 )0
ينصح القديس يوحنا ذهبى الفم بالحشمة أيضا للمتزوجات :-
إِذْ كيفَ تهتم أنْ تُرضِى رجُلها أوَّلاً وَآخِراً وَهُوَ الوحِيد الَّذِى يتعرَّف عَلَى جمالها الدَّاخِلِى وَالخارِجِى وَكما يغِير ربَّ المجد عَلَى عروسه فَلاَ يطلُب مِنْها أنْ تتصدق وَتصوم أوْ تُصَلِّى لأجل إِرضاء وَمدح الآخرِين إِنَّما تصنع هذا كُلَّه فِى الخفاء لأجله هُوَ وحده هكذا النِساء المُتَزَوِجات كيفَ يَكُون لَهُنَّ تقوى وَعفاف وَوَداعة وَجمال فِى الخفاء وَتهتم بِفَضائِلها كيف تُرضِى رجُلها وَليسَ العكس وَهُنا يُؤكِّد مُعَلِّمنا بُطرُس الرَّسُول أنَّ النِساء يستطِعنَ عَنْ طرِيق العفاف وَالطهارة وَالحِشمة رِبح أزواجِهِنَّ [ كَذلِكُنَّ أيَّتُها النِّساءُ كُنَّ خَاضِعاتٍ لِرِجَالِكُنَّ حَتَّى وَإِنْ كَانَ البعضُ لاَ يُطِيعُونَ الكَلِمة يُربَحُونَ بِسِيرةِ النِّساءِ بِدُونَ كَلِمةٍ مُلاَحِظِينَ سِيرَتَكُنَّ الطَّاهِرةَ بِخوفٍ ]( 1بط 3 : 1 – 2 ) إِذْ أعطىَ لِلحِشمة وَالوداعة وَالطاعة عِندَ المرأة دور تبشِيرِى كِرازِى وَعمل هام فِى رِبح النِفُوس لِلمسِيح وَأكثر مِنْ ذلِك ينصح القِدِيس يُوحنَّا ذهبِى الفم المُتَزَوِجات قائِلاً { ليتنا لاَ نهتم بِالمظهر الجمِيل الباطِل وَبِلاَ نفع ليتنا ألاَّ نُعَلِّم أزواجنا أنْ يُعجبوا بِالشكل الخارِجِى المُجرَّد لأِنَّهُ إِنْ كانت زِينتِك هِىَ هذِهِ فَإِنَّهُ يعتاد عَلَى رؤية وجهِك هكذا فَيُمكِنْ لِزانِية أنْ تأسِره بِسِهُولة فِى هذا الجانِب لَكِنْ إِنْ تعلَّم أنْ يُحِب أخلاقِك الصَّالِحة وَتواضُعِك فَإِنَّهُ لاَ يَكُون مُعَدَّاً لِلضياع إِذْ لاَ يجِد فِى الزانِية مَا يجذِبَهُ إِليها هذِهِ الَّتِى لاَ تحمِل هذِهِ السِمات بَلْ نقِيضتها لاَ تُعَلِّمِيه أنْ يُؤسر بِالضحك وَلاَ بِالملابِس الخلِيعة لِئلاَّ لَهُ السُم }0
كذلك القديس إكليمندس الأسكندرى يشير إلى خطورة الزينة الخارجية بقوله إِنَّ النِسوة اللاتِى يُنفِقنَ فِى الزِينة الخارِجِيَّة فَإِنَّهُنَّ لاَ يُدرِكنَ مدى تبدُّد القوى الدَّاخِلِيَّة لأِنَّهُ إِنْ نَزَعَ أحد عنهُنَّ هذِهِ الزِينة الزائِفة يُصاب بِخيبة أمل عنِيفة إِذْ لاَ يجِد فِى الدَّاخِل صورة الله السَّاكِن داخِل الإِنسان كما يجِب بَلْ يجِد صورة شهوانِى مسكِين0
القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك الاسكندرية
عن كتاب ثياب الحشمة

عدد الزيارات 1309

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل