خبز كل يـــوم

02 أكتوبر 2020
Large image

تعودنا أن ندرس كلمة الله ونتغذى عليها كل يوم. وكمثل المن النازل من السماء الذي عال به الرب الشعب أربعين سنة، هي مدة غربتهم، حتى وصلوا إلى أرض الميعاد، هكذا تكون كلمة الله تُشبع وتُغني الساعين نحو الوطن الأفضل.وهى كما كان المن -جديدة متجددة كل صباح- ويلتقط الواحد منها ما يكفيه لسعي يوم بيوم. ولا يكفي ما التقطه بالأمس لمواجهة احتياجات اليوم. وأيضًا كما اختبر الآباء الأولون كيف يأكلون الكلمة.. إذ أعطاهم الرب هذه النعمة كما فعل حزقيال وإرميا وداود وغيرهم. اختبروا مذاقة الكلمة وحلاوتها، وأيضًا مُرَّها فى الباطن وتبكيتها الشديد. ثم طعمها الذى كالعسل حلاوة.وفي عهد النعمة قال القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس مُشجعًا إيّاه على اللهج في ناموس الرب أن يواظب على القراءة والدرس.. يأكل الكلمة ويُعلِّمها ويستأمن أُناس أكفاء يعطيهم مما تحصَّل عليه من النعمة بواسطة الإنجيل ليُعلِّموا آخرين أيضًا.لذلك وجدنا أن نشجع شعبنا على القراءة اليومية والدرس الروحي العميق لكلمة الله، بدون فلسفة أو جدل.. لكي تتحول الكلمة إلى طعام روحي وخبز كل يوم، الذى لا يستغني عنه السائر فى الطريق. ويَتبع التأمُّل الروحي العميق للكلمة تطبيقها فى الحياة اليومية إذ تكون النفس قد تشبّعت بروح الإنجيل وتأدبت بكلام الحياة الأبدية، فلم تعُد تصدر عنها أفعال إلا المضبوطة بفعل الكلمة. لأنّ الأعمال هي الترجمة الحقيقية للإيمان.. «لأَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ» (يع 2 : 20). لذلك نحن نقدم عينة تصلح أن تكون بداية لتدريب النفس على الانحياز لكلمة الله والتلمذة للإنجيل، بعيدًا عن فلسفة الكلام وحكمة العقل البشري، ومماحكات الكلام.. فنحن نؤمن أنّ الإنجيل هو الحياة.فالكلمة فعلاً «حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ» (عب 4 : 12). وليبارك المسيح إلهنا في كل كلمة لمنفعتنا وخلاص نفوسنا.
المتنيح القمص لوقا سيداروس

عدد الزيارات 851

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل