المقالات

27 أكتوبر 2023

مائة درس وعظة ( ٣٧ )

تركنا كل شيءوتبعناك « الترك » « فتركت المرأة جرتها » ( يو ٤ : ٢٨ ) من مبادئ الحياة : - "الأمانة" ولها قوانين تنظمها . مساعدة الآخره فكل أحـد يجب أن يساعد الآخر . الترك وهو له وجـهـان التـرك بإرادة أو بغير إرادة . الإنسان يقع في خطايا كثيرة مثل : خطيـة حب القنيـة ، التملك والأنانيـة والبحث عن النصيب الأكبر ... المرأة السـامـرية كـانت تضع كل أحلامها في جرتها تحملها يوميا وتملأ بها الماء ، وهذا كان كل عالمها ولم يتعد عالمها سوى الشرب من الجرة وفي المقابل السيد المسيح على الصليب عندما قال : « أنا عطشان ، فهو كان عطشاناً لخلاص البشر أي خلاص كل أحد ، والمرأة السامرية كانت عطشانة ولم تكن شبعانة ، مثل العالم الذي يقدم كل يوم ، ولكن الإنسان لا يشبع إلا بعمل الله في قلبه ، ونتيجة لعدم شبع الإنسان تحدث الحروب حيث إنه غير قادر على محبة أخيه ، وهذه المرأة عندما صارت في مواجهة مع شخص السيد المسيح وبدأت تشعر أنه هو الماء الحي تركت جرتها .. وهنا رسالة : إنك لا تستطيع أن تبدأ حياة جديدة ما لم تترك شيئاً . شكراً لك أيتها المرأة السامرية لأنك وضعتينا على الطريق ، فأول الطريق هو الـتـرك ( لكي تتـزوج يجب أن تتـرك - تترهب يجب أن تتـرك ) ، والحـيـاة بنيت على هذا المبدأ : مبدأ الترك . أولا : الترك الإرادي : ۱- من أجل العائلة من يترك أباه وأمه ويلتصق بامرأته ، فهو يترك من أجل تكوين عائلة . ٢- من أجل تكوين الشخص : ففي مراحل الإنسان يتـرك لتنمو شخصيته ، مثال : عندما يفطم. ٣- من أجل عشرة المسيح: وهو يسمى في الحـيـاة الـرهـبـانـيـة ب" الفقر الاختياري " ، أي يترك ما لديه من أجل المسيح. ٤- من أجل طاعة المسيح : ونجد فيه مثال أبينا إبراهيم عندما أتي إليه أمر بترك أرضه . ٥- من أجل حياة مادية أفضل : مثل قرار الهجرة لتحسين المستوى بحثاً عن حياة أفضل : مادياً ، اقتصادياً .. إلخ . ثانياً : الترك الإجباري: ١- التهجير: مثل تـهـجـيـر السكان في البـلاد المنكوبة ، ومـثـل أحـداث السـبي في الكتاب المقدس. ٢- الموت : الترك عند الموت ، فالإنسان بالموت يترك كل شيء ثالثاً : التخلى والتحلي والنجلي : توجد 3 كلمات في اللغة العربية مرتبطة بموضوعنا وهي التخلي والتحلي والتجلي ١- حياة التخلي: التخلي عن الأرضيات التخلي عن العلاقات الأرضية ( الخطايا والقيود ) والتخلي عن الفكر المرتبط بالأرض ( المرتبط بالتراب ) . ۲- حياة التحلى: التحلي بالفضائل والسلوكيات زين حياتك بالفضائل ، وكأنك تعيش هواية جمع الفضائل. ٣- حياة التجلي : التجلي في السماويات وهي أمـر مرتبط بالسمائيات وتعنى أن الإنسان عندما يدخل إلى أعماق الصلاة والتمتع بالعـشـرة مع المسيح والصلوات والتسابيح ، تكون حياته فيها نوعا من التجلى ، حـيـاته مشغولة بالسماء والملكوت والنصيب السمائي. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
20 أكتوبر 2023

مائة درس وعظة ( ٣٦ )

سعادتي في العطاء « البذل » مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ » ( أع ٢٠ : ٣٥ ) فكرة البذل أسسها السيد المسيح عندما قال : « مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ ، ( أع ٢٠: ٣٥ ) . أولاً : معان للبذل : ١- العطاء : آدم لم يكن سعيداً لأنه كان وحيداً فأوجد الله له معيناً نظيـــره ، لكي يبـذل من أجل هذا المعين النظير فيكون أكثر سعادة. ٢- النضوج : الذي يبذل أكثر هو الأكثر نضوجاً ٣- الآخر أولا : « مقدمين بعضكم بعضاً في الكرامة » ( رو ١٢: ١٠ ) . ثانياً : عوائق البذل : ١- الكسل : الإنسان الذي يحب الراحة أو الكسل أو الحياة السهلة . نسـبـة الانـتـحـار في المترفهة أكثر من البلاد الأخرى . ٢- الكرامة : محبة الكرامة تقف حـاجـزا أمام الإنسان أن يعطى أو يقدم خدمة أو يشترك مع الآخرين. ٣- الذات : الشخص المعـتـد بذاته .. العنيـد .. غير المعترف بخطئه الذي لـم يبـذل لم يعرف الحب بعد ، والسيد المسيح قال : من أراد أن يتبعني ينكر ذاته ، ليستطيع أن يحمل صليبه . ثالثاً : طريق البذل : ١- علم نفسك : أن تترك شيئاً من أجل الله. ۲- علم أولادك : أن يتـركـوا من أجل الله . ۳- روح العطاء : ليس المقصود العطاء المادي فقط ، بل روح العطاء . رابعاً : أمثلة حية : ١- أبونا إبراهيم : ترك أرضـه وعشيرته وباركه الله . ٢- الآباء الرسل : « قد تركنا كل شيء وتبعناك » ( مت ١٩ : ٢٧ ) . ٣- متى العشار : ترك كل شيء وتبع السيد المسيح. ٤- بولس الرسـول : « من أجله خسرت كل الأشياء ، وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح ، ( فی ٣ : ٨ ) ه الأرملة والفلسين : أعطت كل شيء ، أعطت كل معيشتها . ٦- طفل الـخـمـس خـبـزات والسمكتين : بسبب تقدمته حلت عليهم بركة الله ، فأشبعوا خمسة آلاف من الرجـال مـاعـدا النساء والأولاد . ٧- أرملة صرفة صيدا : قدمت بإيمان ما تملك من دقيق وزيت . 8- الشـهـداء : قدموا حياتهم فـصـاروا صـورة حية جميلة للكنيسة. ٩- أصـدقاء المفلوج : كانوا صورة رائعة للبذل . الإنسان الذي يبذل يجب أن يترك شيئاً « وأنتم باذلون كل اجتهاد قدموا في إيمانكم فضيلة » ( ۲ بط ١ : ٥ ) . اسال نفسك كل يوم : مـاذا قدمت ( بذلت ) من أجل المسيح ؟ هل وقتاً أم صحة أم مالأ أم فكراً أم تعباً أم عملاً خيرياً ، أم ... ؟ فجاءت أرملة فقيرة وألقت فلسين ، قيمتهما ربع . فدعا تلاميذه وقال لهم : « الحـق أقول لكم : إن هذه الأرملة الفقيرة قد ألقت أكثر من جميع الذين القوا في الخزانة ، لأن الجميع من فضلتهم القـوا وأمـا هذه فـمـن إعـوازها ألقت كل ما عندها ، كل معيشتها (مر٤٢:٢٢-٤٤). قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
13 أكتوبر 2023

مائة درس وعظة ( ٣٥ )

شبعي في المسيح "الرضا "أتبعك أينما تمضى ( لو ٩ : ٥٧ ) فإني قد تعلمت أن أكـون مكتفياً بما أنا فيه ، ( في ٤ : ١١ ) نلاحظ في هذا الزمان أن حياة التذمر تزداد وبعض الناس يمتلكون كل شيء لكنهم غير فرحين. أولاً : معان في الرضا: ۱ - شعور ایمانی. ٢- شعور ایجانی. شعور القلب الهادي. ٤- شهور قبول الحياة. ثانياً : جوانب حياة الرضا ١- طبيعة شخصية: تكونت من خلال مدة الإنسان وتربيته ، وهذه من أهم الفضائل التي يجب أن تزرعها في نفوس اولادنا . ۲- اسلوب حياة : سواء في العمل ، الدراسة ، والخدمة . ٣- علامة نجاح : الإنسان الراضي دائماً ناجح في حياته. ٤- حياة اكتفاء : حياة الخطية تبدأ بعدم الرضا مثل الابن الضال النفس الشبعانة تدرس العسل ( أم ٧:٢٧). ثالثاً : صفات حياة الرضا 1- في القرارات المصيرية: عندما تكون راضيا ستكون ناجحا ، احذر من حرب التشكيك من عدو الخير لقراراتك مثل راعـوث الموابيـة رغم كل ما تعرضت له لكنها كانت راضية فاستحقت أن يذكر اسمها في سلسلة انساب السيد المسيح. ٢- في الخدمة والمسئولية : المقارنة بالآخرين تتعب الإنسان لابد أن تعرف أن لكل إنسان وزنة مختلفة عن الآخر. ٣- في تعاملاتي مع الآخر : بعض الناس يسمونهم trouble maker صانعی مشاكل والبعض الآخر peace marker صانعی سلام فأي من الاثنين تريد أن تعمل معه ؟ ٤- في الظروف المحيطة : يجب أن تشعر أن الله له ترتيب في كل يوم من أيام حياتك وتثق أنه مدبر كل شيء لخيرك ، حتى وإن كانت ضد العقل طالما انت إنسان أمين لذلك. رابعا : طريق الرضا: ۱- موضوع اهتماد الله : أنت موضع اهتماامه قبل أن توجد. ۲- موضوع انشغال الله : أنت فكرة في عقل الله هو انشغل بك حتى اوجدك. ۳- موضوع فرح الله: نحن كبشر نفرح بقدوم مولود جديد. ٤- موضوع رعاية الله : "وأنا حملتكم على اجنحة النسور وجئت بكم إلى الله يحملنا ، ويكبر الإنسان إلى أن يصير بالغا" . خامسا : اقتناء الرضا ا- الطاعة: نتعلم في النسكيات الديرية على ابن الطاعة تحل البركة » . والحياة تشهد بذلك أن الإنسان الذي يعيش بالطاعة ينال بركة. ٢- التسليم من أبسط صور التسليم الطفل الصغير الممسك بيد أبيه في شارع مزدحم ، فيشعر بالأمان رغم كل الظروف . في سير القديسين عندما يتعرض الأخ المبتدئ إلى حروب فإنه يصلي قائلاً " ببركة ابي يارب ارفع عنى هذه الحرب" حياة التسليم هي ضمان الصحة النفسية للإنسان والراحة النفسية . ٣- الثقة: ثقتي أن يد الله قوية ومازالت تعمل شاول الطرسوسي كان يضطهد كنيسة الله بإفراط ولكن بعد ظهور السيد المسبح له لم يجد سوى هذه العبارة ليقولها ماذا تريد أن أفعل ؟ ( أع٦:٩ ) ، فكانت هذه الإجابة تشمل ثلاثة جوانب حياة الرضا ، والطاعة والتسليم ، والثقة في شخص المسيح توجد أشياء كثيرة لا تفهمها لكن الله في التوقيت المناسب يعمل ويعمل الخير الإنسان لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع ، ولكنك ستفهم فيما بعده ( يو ۷:۱۳ ). ٤- الفرح: كل أيام الحزين شقية ، أما طيب القلب فوليمة دائمة ، ( أم ١٥ : ١٥ ) الإنسان الحزين هو الإنسان البعيد عن ربنا أما طيب القلب فهو الإنسان الراضي والمطيع ، الذي يحيا حياة الفرح ، فيكون وليمة دائمة أي يشعر بالشبع. سادساً : ممارسة الرضا ١- تجنب ( إشمعني ): الله يتعامل مع البشر بحسب احتياجات كل واحد علم أولائك منذ الصغر على تجنب هذه الكلمة . ٢- قلل ( لا ): كلمة "لا" متعبة عكس كلمة "حاضر" ، الكلمة المريحة من أمثال العرب قل نعم ، تزيد "النعم" اوجد صياغة أخرى لرفضك غير كلمة "لا". ٣- کن مبتسماً: فالابتسامة هي اللغة العالمية التي يفهمها كل الناس غياب روح الفرح أو روح الابتسامة يجعل ما تقوله كلمات جامدة. ٤- اشكر: اكتب ۳۰ نقطة تشكر ربنا عليها في حياتك واحفظ هذه الورقة معك دائما ، لتصلي بها إلى الله وتشكره على نعمه معك ، وتتذكرها عندما يضايقك شيء أو يجرح حياة الرضا لديك. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
06 أكتوبر 2023

مائة درس وعظة ( ٣٤ )

أتبعك أينما تمضى التلمذة أتبعك أينما تمضى ، ( لو ٩ : ٥٧ ) اولا : نماذج سلبية للتبعية: هناك ثلاثة مشاهد لثلاثة اشخاص تقابلوا مع السيد المسيح في أوقات متفاوتة لا يوجد بينهم رابط زمني أو مكاني ، ولكن القديس لوقا حدثنا عن هذه الثلاثة مشاهد ، لكي يقدم لنا إجابة على إخلاص الإنسان في تلمذته وتبعيته لربنا يسوع قدم لنا ثلاثة مشاهد بثلاثة أسئلة. ونقدم لك الثلاثة اشخاص الأول : إنسان له مشاعر ولكنه لم يفكر جيدا. الثاني : إنسان له فكر ولكن بلا مشاعر. الثالث : عنده فكر ومشاعر ، ولكنه سقط في التردد أو التأجيل. الصديق الأول : مشاعر بدون فكر شخص مندفع ، وكل ما يقوم على العاطفة يكون مؤقتا ، وأجابه المسيح للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار ، وأما ابن الإنسان فليس له این يسند راسه » ( مت ٢٠:٨ ) وكانت إجابة المسيح أن تبعيته فيها متاعب وفيها حمل للصليب ، ليست المسيحية مجرد معجزات ، المسيحية ايضا فيها طريق للآلام ، وربنا يسوع قال لنا : « في العالم سيكون لكم ضيق ، ( يو ١٦ : ٣٣ ) ، ومع الآلامات توجد تعزيات فهل أنت مستعد ؟ إذا عندما تأخذ قرارا اعتمد أولا : على ربنا ثانيا على عقلك ثالثا : على عاطفتك ( التي هي ممكن أن تكون متغيرة ) .فتأخذ قرارك بطريقة صحيحة الصديق الأول كان صاحب مـشاعر ولم يكن صاحب فكر ، لذلك يبدو أن انصرف ولم يتبع المسيح. الصديق الثاني : فكر بدون مشاعر المسيح قال له اتبعني ، وكان شرط هذا الشخص أن يأذن له المسيح ان يذهب أولاً ويدفن اباه عندما تأتي دعوة المسيح لك فهي لحظة فارقة وفرصة ذهبية في حياتك . الشخص الثالث : مشاعر وفكر تقدم للمسيح وقال له : « أتبعك يا سيد ولكن ائذن لي أولا أن أودع الذين في بيتي هذا الشخص ربما تنكسر عاطفته ، او ينكسر فكره بخطية اسمها خطية التردد ، وقد تمتد خطية التردد إلى التاجيل ، وكما تعرفون أن التـاجـيل لص الزمان ، حتى في التوبة ، ويظل التأجيل يضيع الحرارة الروحية في داخلك وهذا ما نسميه في تحليل نصف الليل تسويف العمر باطلا، وكانت إجابة السيد المسيح عليه : ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله ، ( لو ٦٢:٩ ) بولس الرسول في محاكمته أمام اغريباس الملك وقف يدافع عن إيمانه بقـوة حتى أن اغريباس قال له : « بقليل تقنعني أن أصير مسيحياً ، ( اع ٢٦ : ٢٨ ) ، ولكننا للأسف لم نسمع أن أغريباس قد صار مسيحيا ، مشكلة التردد . ثانياً : نماذج إيجابية للتبعية : ١- متى الرسول نقرأ في ( متى ۹ : ۹ ) عبارة ، اتبعني ، وهنا العبارة قـالـهـا ربنا يسوع المسيح للاوى العشار الذي كان يجلس في مكان الجباية فقام وتبعه وصار متى الرسول ۲- بولس الرسول وهو كان بعيداً عن المسيح تماماً ويهوديا حتى أنه قال عن نفسه : « كنت اضطهد كنيسة الله بإفراط وإتلفها ( غل ١ : ١٣ ) ، وكنت قبلا مجدفا ومضطهدأ ومفتريا ، ( اتی ١ : ١٣) ومجرد رؤية المسيح وحديثه معه قال له : « يارب ماذا تريد أن أفعله «. ۳- بطرس الرسول ( لوه : ۱ - ۱۱ ) كان سمعان بطرس صياد وفي مرة قضى الليل كله ولم يصطد شيئا وبعد أن أرسوا على الشاطئ دخل السيد المسيح سفينته وصار يعلم الجموع ، ثم قال المسيح لسمعان ابعد إلى العمق والقوا شباككم للصيد ، فاجاب سمعان وقال له .يا معلم ، قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئا ، ولكن على كلمتك ألقي الشبكة .. ٤- الأنبا باخوميوس اب الشركة كان جنديا وثنيا ، ولكن عندما شاهد أهل إسنا وهم يقدمون فضيلة إضافة الغرباء وعرف أنهم مسيحيون ، قال : إن رجعت من الحرب سالما ساصير مسيحيا ، ورجع وبدأ طريقه الروحي ، وبدأ يتبع المسيح ويتكرس وصـار راهبا بل وأسس حياة الشركة في الحياة الرهبانية ، وصار قديساً في الكنيسة.أحياناً يفتقد الله الإنسان بنعمته ويدعو في قلبه ، وعندمـا يسـتـجـيب بفكره وعقله ومشاعره وإيمانه ويتخذ القرار يعرف أن طريقه طريق جيد وناجح ، ويعرف أن الذي يتبع المسيح لا ينظر إلى الوراء بل يأخذ طريق ينظر فيه للأمام ويتقدم وينمو. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
29 سبتمبر 2023

مائة درس وعظة ( ٣٣ )

حريتي في المسيح الحرية » « تعـرفـون الـحـق ، والحـق يحرركم » ( یو ٣٢:٨). لعل من أهم القـضـايا التي شغلت الإنسان منذ بدء الخليقة على الأرض إلى يومنا هذا هـي الحـريـة فهي كلمة لامعة تكلم عنها الكثير من الكتاب والشعراء ورجال الأدب ورجال العلم والسياسة ، حتى صارت الحرية واقعاً أو خيالاً يداعب حياة الإنسان . هناك ما يسمى بالحرية الزائفة مثل الإدمان . عبارة خالدة للـقـديس أغسطينوس عن الحرية : « قد جلست على قمة العالم عندما وجدت نفسي لا أخاف شيئاً ولا أشتهي شيئاً » . أولاً : معاني الحرية : ۱- عتق من الاستعباد : الحرية تعنى ألا يتحكم في الإنسان شیء ، سواء كان هذا الشيء فكرة أو شهوة أو أصحاباً أو عادة أو مالاً .مثل الابن الضال الذي كان في بيت أبيه يتمتع بكل ما يحتاج إليه ومن أين أتى بـهـذه الفكرة ؟ مـن أصحابه ، وبدأ ينحدر حتى وصل إلى رتبة الحيوان واشتهى طعام الخنازير ولم يجده ، لكنه في لحظة توبة بدأ يقارن بين ما وصل إليـه ومـا كـان يحيـاه سابقاً ، فـعـرف أنه في حالة عبودية وليست حرية . ۲- عتق من الخطية : الحرية تعنى أن يتحرر الإنسان من الخطية بكل أشكالها ، قد تكون حسية أو مادية أو سياسية أو مالية ( عبودية الخطية بصفة عامة ) . شـرح ربنا يسـوع مـعنى الاستعباد ، ووضع مفهومه في شكل قانون : « إن كل من يعمل الخطية هو عـبـد للخطية » ( يو ٣٤ : ٨ ) ، وأوضح أن الحرية والخطية لا يجتمعان سوياً . ۳- قوة من الداخل : أراد السيد المسيح أن يكلم اليهود عن الحرية . ٤- معرفة الحق : قال السيد المسيح لليهود : « إنكم إن ثبتم في كلامي فبـالـحـقـيـقـة تكونون تلاميذي ، وتعـرفـون الحق ، والحـق يحرركم » ( يو ٨: ٣١) . ثانيا : طريق الحرية : ١- الثبات في المسيح : - فداء المسيح الذي قدمه لنا على الصليب منحنا الحرية . مسيحنا القدوس له قدرة على خلاص المأسورين في العبودية .ثبات القلب في المسيح وثبات المسيح في القلب هو بداية طريق الحرية . ۲- الثبات في الوصية : الثبات يعني الحياة في الوصية الإنجيلية باستمرار . كل صلواتنا مأخوذة من الكتاب المقدس مثل القداس وكل الأسرار . معرفة الكتاب والثبات في الوصية هما طريق الحرية . ٣- الحياة بالوصية : أن تكون حـيـاتك كلهـا حـسب الإنجيل ، كقول الأنبا أنطونيوس : « أن يكون لك شـاهـد عـمـا تصـنـعـه مـن الكتاب المقدس » . أتعجب من أي شيء يكسـر محبة ربنا في قلبك حتى ولو بالفكر أو بالقول أو بجميع الحواس ! ٤- التوبة النقية : هناك أنواع من الناس : - إنسان يسعى إلى الخطية ( الابن الضال ) . - إنسـان يـعـيـش في الخطيـة ( السامرية ) . - إنسـان تمادي في الخطـيـة ( المفلوج ) . - - إنسـان كل عـمـره في الخطيـة ( المولود أعمى ) . لا تـوجـد حـرية بدون توبة ، فالإنسان الذي يفعل الخطية يصير عـبـداً للخطية ، ثم يأتي المسيح لكي يحرره من الخطية . في فترة الصـوم نـتـحـرر من سلطة الطعام ، لتصـيـر حـيـاتنا من المسيح .
المزيد
22 سبتمبر 2023

امائة درس وعظة ( ٣٢ )

معاً في المسيح لشركة وجـمـيع الذين أمنوا كانوا معاً ، وكان عندهم كل شيء مشتركا » ( أع ٢ : ٤٤) . أولا : جذور حياة الشركة ١- شركة الأقانيم : نحن نؤمن بإله واحـد مـثلث الأقانيم نؤمن بالجوهر الواحد ، ونؤمن بالذات الإلهية الواحدة عندما نقول : « الأب والابن والروح القدس ، هو تعبير عن هذه الشركة فإن كلمة « الأب » ( وهي كلمة غير عربية ) ومعناها الأصلي هو المحب والابن المحبوب ، فالروح القدس روح الحب ، لذا يقال إن مسيحيتنا كلها تختصر في عبارة : « الله محبة • شـركـة الأقانيم- في الذات الإلهية الواحدة هي أول تعبير عن المشاركة. ۲- شركة الأسرة : الأسرة المسيحية تتكون من ثلاثة هو وهي والمسيح ، وهذا الرباط المقدس الذي يربطهم يكون هذه الوحدة أو هذا الكيان هذه الشركة التي تكون الأسرة هي بداية الحياة . عندما تضع الكنيسة الإكليل ( التاج ) في سر الزيجـة على رأس العريس ، تريد أن تقول له : إن هذا التاج هو أن تحمل زوجتك وأبناءك على رأسك ، وعندما تضع التاج على رأس العروسة يكون بالمثل . ۳- شركة الكنيسة الكنيسة في جسد المسيح ونحن اعضاء في هذا الجسد هذه هي الكنيسة التي تجـاهد على الأرض وتنتظر أن تنضم إلى الكنيسة المنتصرة في السماء في شركة . كلمة الشركة ، تذكر كثيراً في صلواتنا ، لهذا السبب يوجد في كنائسنا حامل الأيقونات الذي يحمل ملامح القديسين والقديسات الذين سبقونا إلى السماء صلواتنا هي شــــــــركـة مع السمائيين ، عندما تطلب صلوات القديسين أو شفاعاتهم إنما هذا نوع من الشركة . ثانيا : طريق الشركة : ١- قبول النفس : كما قال القديس مارإسحق : « اصطلح مع نفسك تصطلح معك السماء والأرض .. احرص أن تكون من داخلك راضياً غير متذمر أول خطوة في حياة الشركة لتكون عضواً فعالاً في كنيستك ، في مجتمعك في حياتك ، في أسرتك هي خطوة التوبة وتقبل ذاتك . الوحدة إنما تبني على أساس قوى من توية كل فرد فيها . ٢- الصدق مع النفس خطية اليهود المشهورة هي الرياء ، فابتعد عن الرياء والأقنعة عيش الصدق في حياتك . ٣- الشركة مع الآخر : التسابيح الكنسية تخاطب المسكونة والخليـقـة كلـهـا لكي مـا تشترك وتقول : « سبحوه وزيدوه علوا« عالم الأنانية ضيق يقسم الناس ، أما عالم المحبة واسع يضمهم جميعاً . وكما قال القديس أغسطينوس : « حب الكل فيكون لك الكل ». ٤- حضور المسيح : اجعل إيمانك بالسيد المسيح حاضراً وقوياً ولا تنس وعده : ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهرة مت ۲۰:۲۸ ) اول اسم يدعى به ربنا يسوع اسمه عمانوئيل الذي تفسيره : الله معنا » ( مت ١ : ٢٢ ) ، عش هذا الإيمان لا تعتقد أن الإيمان مـوضـة قديمة ، ولا تنس أن الاختراعات التي على الأرض وتبهرنا هي نتاج العقل الذي خلقه الله ثق أن الله لازال يعمل وسيظل يعمل إلى نهاية الدهور. ٥- الاحتماء بالكنيسة: الكنيسة كيان سماوي ، المسيح قال عنه : « على هذه الصخرة ابني کنیستی ، ( مت ١٦ : ١٨ ) عش في هذا الكيان.
المزيد
15 سبتمبر 2023

مائة درس وعظة ( ٣١ )

قوتنا في وحدتنا الوحدة هوذا مـا أحسن ومـا أجـمل أن يسكن الإخوة معاً ( مز ١٣٣: ١ ) . كلمة معا : كلمة معا ، بالرغم من أن حروفها قليلة إلا أنها ذات معان كثيرة أقف معكم أمام ثلاثة معان لهذه الكلمة القوة -الجمال - الحياة ١- القوة : من الكلمات العربية المشهورة ( الاتحاد قوة ) .. وإن تأملت في أصابع يدك سوف تجد أنه لا يوجد إصبع فيها يتشابه مع الآخر ، تختلف تماماً شكلا وحجما وطولاً ، وتختلف أيضاً في إمكانياتها وفي موقعها ، وإذا تخيلت أن أصابع يدك كلها بنفس الشكل ونفس الحجم كانت اليد لا تستطيع أن تعمل شيئا ، وكلما فعلت شيئا بيدك كانك تعبر عن قوة كلمة معا . تتعاون الأصابع برغم تنوعها ولا تقول اختلافها لكي مـا تنتج ، ويقولون إن الحضارة الإنسانية في حضارة الأصابع ، فقد نشأت من أصابع الإنسان واليد طبياً تعتبر معجزة بكل الأفعال التي تقوم بها . ۲- الجمال : هذه الكلمة تجمع البشر والبشر ليسوا قوالب ، فالبشر اجناس وبيئات متعددة وحضارات ولغات وعادات ، والبشر أيضاً نوعيات وأفكار ، والبشر فنون وفلسفات ومذاهب ، وهذا يعطي جمالاً للحياة الأرضية . ولذلك على سبيل المثال يقولون : « في السفر سبع فوائد، لأن من خلال السفر يتقابل الإنسان مع آخرين وأجناس ولغات متعددة فتزداد إنسانيته وتزداد معرفته ، وتكون الحصيلة أنه يزداد في الجمال ، عندما يكون الإنسان متعدد الثقافات ومتعدد الحضارات ومتعدد المعارف يزداد جمالا ، ويكون قلبه مفتوحاً للجميع وعقله متسعا لكل شيء . ٣- الحياة : إذا سألتك ماذا تعني كلمة « صحة .. فالصحة في معناها العلمي في توافق كل أعـضـائنا مع بعضها ، وإن فقدنا هذا التوافق بأي نسبة يدخل الإنسان في حالة مرض . الـصـحـة هي التوافق سواء على المستوى الجسدى ، ويسمونها الصحة الجسدية ، أو على المستوى النفسي وهي الصحة النفسية ، إن فقد الإنسان هذا التوافق ( معا ) يدخل في حالة مرضية . إذا لابد من التوافق.
المزيد
08 سبتمبر 2023

مائة درس وعظة ( ٣٠ )

حياتي في المسيح السعادة » أتيت لتكون لهم حـيـاة ولـيـكـون لـهـم أفـضـل ( يو ١٠ : ١٠ ) المسيح له المجد قال : « أتيت لتكون لهم حـيـاة وليكون لهم أفـضـل ( يو ۱۰ : ۱۰ ) ، الأفضل هنا هو تعبير عن السعادة قـال غاندي حكيم الهند : « إننا جميعاً نبحث عن السعادة وهي بين أيدينا » أمـثـال العـرب يقولون الرفيق قبل الطريق » ، والرفيق هو شخص السيد المسيح ، لذلك فالسعادة فيه أولاً وآخراً كلمة سعادة: السعادة كلمة تتكون من خمسة حروف ، ودائما رقم خمسة يعني قبضة اليد أي منظومة عمل متكاملة وشاملة س- رمز السماء: ١- البـداية : السـعـادة لا تبدأ من الأرض ، وإنما تبدأ من السماء. ٢- الـعـلاقـة : الإنسان له علاقة بالسماء لأنه مخلوق إلهي وفيه نسمة حياة من الله. ٣- الفكر : عندما يكون فكر السماء حاضراً في حياة الإنسان ، تكون حياته كلها سعادة. ٤- العلو : زكا العشار كل عالمه كان مرتبطاً بالأرض في جمع الضرائب وبالتالي لم يكن عنده فـرصـة أن ينظر إلى فوق . ع- رمز العطاء: الآية الوحيدة التي قالها السيد المسيح ولم تذكر في البشائر الأربع وذكرت في سفر الأعمال هي : « مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ ، ( أع ٢٠ : ٣٥ ) . الغبطة في السعادة . ١- التعود : وصية العشور أو البكور الهدف منها هو أن يتعود الإنسان على العطاء ، فيصير أكثر سعادة. ٢- الإعـواز : عندما تمتلك أي شيء هو ملك لله لكنه منـحـه لك . الأرملة صاحبة الفلسين ، امرأة فقيرة ولكن روح العطاء الذي في داخلها جعلها تقدم الفلسين من إعـوازها ، وكانت أكثر سعادة. ٣- الاستمرارية : إذا أردت أن تحيا السعادة فعليك أن تقدم باستمرار . ٤- المحـبـة : لا يهم الله مـقـدار مـا تقدمه ، ولكن ما يهمه هو المحبة في هذا العطاء ، وعندما تقدم هذا العطاء بروح المحبة تكتسب سعادة. أ- رمز الآخرين : ١- الأنانية : يجب على الإنسان أن يتخلى عن أنانيته فلا مكان للسعادة مع الأنانية . ٢- الذات : العنف الموجود في العالم يدور حول كلمة واحدة وهي ذات الإنسان ، أمـا إذا نظر الإنسان إلى الآخر يشعر بالسعادة . ٣- الآخر أولا : السعادة ليست في الجمال أو المنصب .. إلخ ، السعادة تأتي في أن الإنسان يضع الآخر أولاً . ٤- الخدمة : نظرة الإنسان لاحتياج الآخر هي في غاية الأهمية لأجل سعادة الأوطان . د- رمز الدموع 1- التعب : الدموع معناها التعب حتى الكتاب يقول : « الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتـهـاج ( مز ١٢٦ : ٥ ) . السعادة فيها دموع وتعب ، فيها اجتهاد وفيها بذل . ٢- البـذل: الدمـوع تعنى البـذل ملعون من يعمل عمل الرب برخاء ( إر ٤٨ : ١٠ ) . حتى مسيحنا القدوس حمل صليب الألام من أجل سـعـادة الإنسان . ٣- الاجـتـهـاد : الدموع تعنى الاجتهاد ، فالسعادة ليست في الكسل" الرخاوة لا تمسك صيدا "( أم ١٢: ٢٧). ٤- التوبة : الدموع هي أيضاً دموع التوبة . ويقول الكتاب في سفر الأمثال النفس الشـبـعـانة تدوس العسل ، وللنفس الجـائعة كل مـرحلوه ( ام ٧:٢٧). هـ- رمز الهناء ١- الاكتفاء الإنسان الذي يشعر أنه مكتف ، وعنده شبع داخلی يشعر بالسعادة . ٢- الرضا : بالاكتفاء يشعر الإنسان بالرضا ، ومن ثم السعادة.
المزيد
01 سبتمبر 2023

مائة درس وعظة ( ٢٩ )

من له أذنان للسمع « الملامة » ولماذا تدعـوننى : يارب ، يارب ، وأنتم لا تفعلون ما أقوله ؟ » ( لو٦ :٤٦ ) . القديس موسى الأسود عندما دعي بعد توبته- لمحـاكـمـة أحـد الآباء ، دخل حـامـلاً جوالاً ممتلئاً بالرمل ، وبه ثقب يتسرب منه الرمل ، وقال : « هذه هي خطاياي أحملها ولا أراها .. !! .. ا بالرجوع لمثل الشاب الغني الذي سأل السيد المسيح له المجد : « ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية ؟ » وأعجب السيد المسيح بهذا السؤال لأنه رأه شاباً يبحث عن الحياة الأبدية ، وابتدأ يقـول له : « احفظ الوصايا » ، فأجاب الشاب حفظتها منذ حداثتی ، فقال له المسيح : يعوزك شيء واحد ، أن تبيع كل أمـلاكك وتعطى الفقراء وتحمل الصليب ، ويقـول عنه الكتاب « إنه مضى حزيناً لأنه كان ذا أمـوال كثيرة » . لم يستطع هذا الشاب أن يلوم نفـسـه ومضى دون أن ينتفع بركات الملامة أولا : السمع الداخلي ليس السمع هو سمع الأذن ، ولكن السمع هو سمع القلب . تحكى لنا قـصـص الـحـيـاة الرهبـانيـة عن القديس أرسـانيـوس مـعلم أولاد الملوك أنه كـان محبا للصمت ، وذات يوم سأله البابا ثاؤفيلوس البطريرك الـ٢٣ عن كلمة منفعة فأجاب أرسانيوس للبابا بعبارة : ليس أفضل من أن يرجع الإنسان بالملامة على نفسه في كل شيء . ثانيا : التوبة المقبولة ١- القلب الداخلي : أحـيـانـاً يقع إنسـان في ضعف ، ولكنه لا يستطيع أن يقول كلمة « أخطأت » لأن قلبه لم يلمه لأنه لا يحيا فضيلة الملامة . ۲- الضمير الحي : الملامة تجعل الإنسان ضميره حيا وقلبه حيا ، وتقوده إلى التوبة . مثال القديس داود النبي : كان ملكاً ونبيا عظيـمـا ، سـقط لأنه إنسان في الضـعف ، ولكن مشاعر التوبة بدأت تتحرك في قلبه ، عندما حدثه يوناثان النبي وجعلته يلوم نفسه . ٣- الملامة أمام الله : مثال الفريسي والعشار ، الفريسي يقول : أنا أصوم وأعشر أموالي ، وحالي أفضل من العشار ( يقيس نفسه على العشار ) ، وبالتالي هو لم يقدم توبة . ٤- القياس على المسيح : لكي تقدم توبة يجب أن تقيس نفسك على قامة ربنا يسوع المسيح ذاته ، فتجد نفسك صغيرا وضعيفا جدا . عندما تبدأ بالاستماع للوصية يجب أن تتعلم هذه المقولة : « ليس أفضل من أن يرجع الإنسان بالملامة على نفسه » . ٥- تفتيش الذات : لا تلقى باللوم على غيرك ، ولا تبحث عن سبب إلا نفسك ، وعندما تنجح في ذلك تستطيع أن تقدم توبة حقيقية . ٦- الاعتراف التائب : أحياناً تمارس سر الاعتراف ، ولكن تذهب إلى هذا السر دون أن تلوم نفسك ، لهذا لا توجد نتيجة إيجابية ، أحيانًا تقدم الضعف أو القصور في حياتك ، وتقدمه بتوبة ولكن هل تلوم نفسك من الداخل ؟ مثال يوسف : الذي وقف ولام نفسه بقوة ، وقال : كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله ضميره مستيقظ وقلبه واع تماما . ثالثا : ربح النفس فضيلة الملامة تجعلك تكسب نفسك .. تقتنى نفسك .. كما تعبت القديسة مونيكا ( أم القديس أوغسطينوس ) بالـدمـوع والصـلاة لـتـقـتني نفس ابنها .في كل مرة تنجح أن تمارس هذه الفضيلة تكسب نفسك . الممارسات الشكلية لا تؤدى إلى الملكوت ولا تبنى الملكوت .حينما تكون في موقف تمتدح فيه ، تذكر خطاياك ولم نفسك ، فتصير حياتك باستمرار حية وقلبك حساسا نحو أي ضعف . رابعا : - ربح الآخرين إحـدى وســـائـل كـسـب الآخرين أن تتعلم كيف تلوم ذاتك . الملامـة تعلمك التـوبـة الحقيقية . الله يعطيك نعما كثيرة لأنك تعرف كيف تلوم نفسك . ويحكي لنا تاريخ البـريـة أنهم سألوا الأنبا باخوميوس أب الشركة ما هو أجمل منظر رأيته ؟ وكانت إجابته أن أجمل منظر هو منظر الإنسان المتضع . فضيلة الملامة تنطبق عليها العبارة : « متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا : إننا عبيد بطالون . لأننا إنما عـمـلـنـا مـا كـان يجب علينا » ( لو ١٧: ١٠ ) .
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل