المقالات

08 سبتمبر 2023

مائة درس وعظة ( ٣٠ )

حياتي في المسيح السعادة » أتيت لتكون لهم حـيـاة ولـيـكـون لـهـم أفـضـل ( يو ١٠ : ١٠ ) المسيح له المجد قال : « أتيت لتكون لهم حـيـاة وليكون لهم أفـضـل ( يو ۱۰ : ۱۰ ) ، الأفضل هنا هو تعبير عن السعادة قـال غاندي حكيم الهند : « إننا جميعاً نبحث عن السعادة وهي بين أيدينا » أمـثـال العـرب يقولون الرفيق قبل الطريق » ، والرفيق هو شخص السيد المسيح ، لذلك فالسعادة فيه أولاً وآخراً كلمة سعادة: السعادة كلمة تتكون من خمسة حروف ، ودائما رقم خمسة يعني قبضة اليد أي منظومة عمل متكاملة وشاملة س- رمز السماء: ١- البـداية : السـعـادة لا تبدأ من الأرض ، وإنما تبدأ من السماء. ٢- الـعـلاقـة : الإنسان له علاقة بالسماء لأنه مخلوق إلهي وفيه نسمة حياة من الله. ٣- الفكر : عندما يكون فكر السماء حاضراً في حياة الإنسان ، تكون حياته كلها سعادة. ٤- العلو : زكا العشار كل عالمه كان مرتبطاً بالأرض في جمع الضرائب وبالتالي لم يكن عنده فـرصـة أن ينظر إلى فوق . ع- رمز العطاء: الآية الوحيدة التي قالها السيد المسيح ولم تذكر في البشائر الأربع وذكرت في سفر الأعمال هي : « مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ ، ( أع ٢٠ : ٣٥ ) . الغبطة في السعادة . ١- التعود : وصية العشور أو البكور الهدف منها هو أن يتعود الإنسان على العطاء ، فيصير أكثر سعادة. ٢- الإعـواز : عندما تمتلك أي شيء هو ملك لله لكنه منـحـه لك . الأرملة صاحبة الفلسين ، امرأة فقيرة ولكن روح العطاء الذي في داخلها جعلها تقدم الفلسين من إعـوازها ، وكانت أكثر سعادة. ٣- الاستمرارية : إذا أردت أن تحيا السعادة فعليك أن تقدم باستمرار . ٤- المحـبـة : لا يهم الله مـقـدار مـا تقدمه ، ولكن ما يهمه هو المحبة في هذا العطاء ، وعندما تقدم هذا العطاء بروح المحبة تكتسب سعادة. أ- رمز الآخرين : ١- الأنانية : يجب على الإنسان أن يتخلى عن أنانيته فلا مكان للسعادة مع الأنانية . ٢- الذات : العنف الموجود في العالم يدور حول كلمة واحدة وهي ذات الإنسان ، أمـا إذا نظر الإنسان إلى الآخر يشعر بالسعادة . ٣- الآخر أولا : السعادة ليست في الجمال أو المنصب .. إلخ ، السعادة تأتي في أن الإنسان يضع الآخر أولاً . ٤- الخدمة : نظرة الإنسان لاحتياج الآخر هي في غاية الأهمية لأجل سعادة الأوطان . د- رمز الدموع 1- التعب : الدموع معناها التعب حتى الكتاب يقول : « الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتـهـاج ( مز ١٢٦ : ٥ ) . السعادة فيها دموع وتعب ، فيها اجتهاد وفيها بذل . ٢- البـذل: الدمـوع تعنى البـذل ملعون من يعمل عمل الرب برخاء ( إر ٤٨ : ١٠ ) . حتى مسيحنا القدوس حمل صليب الألام من أجل سـعـادة الإنسان . ٣- الاجـتـهـاد : الدموع تعنى الاجتهاد ، فالسعادة ليست في الكسل" الرخاوة لا تمسك صيدا "( أم ١٢: ٢٧). ٤- التوبة : الدموع هي أيضاً دموع التوبة . ويقول الكتاب في سفر الأمثال النفس الشـبـعـانة تدوس العسل ، وللنفس الجـائعة كل مـرحلوه ( ام ٧:٢٧). هـ- رمز الهناء ١- الاكتفاء الإنسان الذي يشعر أنه مكتف ، وعنده شبع داخلی يشعر بالسعادة . ٢- الرضا : بالاكتفاء يشعر الإنسان بالرضا ، ومن ثم السعادة.
المزيد
01 سبتمبر 2023

مائة درس وعظة ( ٢٩ )

من له أذنان للسمع « الملامة » ولماذا تدعـوننى : يارب ، يارب ، وأنتم لا تفعلون ما أقوله ؟ » ( لو٦ :٤٦ ) . القديس موسى الأسود عندما دعي بعد توبته- لمحـاكـمـة أحـد الآباء ، دخل حـامـلاً جوالاً ممتلئاً بالرمل ، وبه ثقب يتسرب منه الرمل ، وقال : « هذه هي خطاياي أحملها ولا أراها .. !! .. ا بالرجوع لمثل الشاب الغني الذي سأل السيد المسيح له المجد : « ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية ؟ » وأعجب السيد المسيح بهذا السؤال لأنه رأه شاباً يبحث عن الحياة الأبدية ، وابتدأ يقـول له : « احفظ الوصايا » ، فأجاب الشاب حفظتها منذ حداثتی ، فقال له المسيح : يعوزك شيء واحد ، أن تبيع كل أمـلاكك وتعطى الفقراء وتحمل الصليب ، ويقـول عنه الكتاب « إنه مضى حزيناً لأنه كان ذا أمـوال كثيرة » . لم يستطع هذا الشاب أن يلوم نفـسـه ومضى دون أن ينتفع بركات الملامة أولا : السمع الداخلي ليس السمع هو سمع الأذن ، ولكن السمع هو سمع القلب . تحكى لنا قـصـص الـحـيـاة الرهبـانيـة عن القديس أرسـانيـوس مـعلم أولاد الملوك أنه كـان محبا للصمت ، وذات يوم سأله البابا ثاؤفيلوس البطريرك الـ٢٣ عن كلمة منفعة فأجاب أرسانيوس للبابا بعبارة : ليس أفضل من أن يرجع الإنسان بالملامة على نفسه في كل شيء . ثانيا : التوبة المقبولة ١- القلب الداخلي : أحـيـانـاً يقع إنسـان في ضعف ، ولكنه لا يستطيع أن يقول كلمة « أخطأت » لأن قلبه لم يلمه لأنه لا يحيا فضيلة الملامة . ۲- الضمير الحي : الملامة تجعل الإنسان ضميره حيا وقلبه حيا ، وتقوده إلى التوبة . مثال القديس داود النبي : كان ملكاً ونبيا عظيـمـا ، سـقط لأنه إنسان في الضـعف ، ولكن مشاعر التوبة بدأت تتحرك في قلبه ، عندما حدثه يوناثان النبي وجعلته يلوم نفسه . ٣- الملامة أمام الله : مثال الفريسي والعشار ، الفريسي يقول : أنا أصوم وأعشر أموالي ، وحالي أفضل من العشار ( يقيس نفسه على العشار ) ، وبالتالي هو لم يقدم توبة . ٤- القياس على المسيح : لكي تقدم توبة يجب أن تقيس نفسك على قامة ربنا يسوع المسيح ذاته ، فتجد نفسك صغيرا وضعيفا جدا . عندما تبدأ بالاستماع للوصية يجب أن تتعلم هذه المقولة : « ليس أفضل من أن يرجع الإنسان بالملامة على نفسه » . ٥- تفتيش الذات : لا تلقى باللوم على غيرك ، ولا تبحث عن سبب إلا نفسك ، وعندما تنجح في ذلك تستطيع أن تقدم توبة حقيقية . ٦- الاعتراف التائب : أحياناً تمارس سر الاعتراف ، ولكن تذهب إلى هذا السر دون أن تلوم نفسك ، لهذا لا توجد نتيجة إيجابية ، أحيانًا تقدم الضعف أو القصور في حياتك ، وتقدمه بتوبة ولكن هل تلوم نفسك من الداخل ؟ مثال يوسف : الذي وقف ولام نفسه بقوة ، وقال : كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله ضميره مستيقظ وقلبه واع تماما . ثالثا : ربح النفس فضيلة الملامة تجعلك تكسب نفسك .. تقتنى نفسك .. كما تعبت القديسة مونيكا ( أم القديس أوغسطينوس ) بالـدمـوع والصـلاة لـتـقـتني نفس ابنها .في كل مرة تنجح أن تمارس هذه الفضيلة تكسب نفسك . الممارسات الشكلية لا تؤدى إلى الملكوت ولا تبنى الملكوت .حينما تكون في موقف تمتدح فيه ، تذكر خطاياك ولم نفسك ، فتصير حياتك باستمرار حية وقلبك حساسا نحو أي ضعف . رابعا : - ربح الآخرين إحـدى وســـائـل كـسـب الآخرين أن تتعلم كيف تلوم ذاتك . الملامـة تعلمك التـوبـة الحقيقية . الله يعطيك نعما كثيرة لأنك تعرف كيف تلوم نفسك . ويحكي لنا تاريخ البـريـة أنهم سألوا الأنبا باخوميوس أب الشركة ما هو أجمل منظر رأيته ؟ وكانت إجابته أن أجمل منظر هو منظر الإنسان المتضع . فضيلة الملامة تنطبق عليها العبارة : « متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا : إننا عبيد بطالون . لأننا إنما عـمـلـنـا مـا كـان يجب علينا » ( لو ١٧: ١٠ ) .
المزيد
25 أغسطس 2023

مائة درس وعظة ( ٢٨ )

ليكون الجميع واحداً « الوحدانية » « ليكون الجميع واحداً ( يو ١٧ : ٢١) أولاً : مصادر الوحدانية : ١- المسيح القدوس : شهوة قلب المسيح الوحـدانية ، لذلك نجد وصيته الأخيرة في الصلاة الوداعـيـة « ليكون الجميع واحـدا » ( یو ١٧ : ٢١ ) . ۲- الكتاب المقدس : الوحـدانيـة خيط رفيع يربط الكتاب المقدس كله . ٣- الكنيـسـة الـواحـدة : كنـيـسـتنا الأرثوذكسية تعلمنا الوحدانية عندما نتناول من خبزة واحدة وكأس واحد . ثانياً : صورة الوحدانية : « جسد واحد ، وروح واحد ، كما دعيتم أيضاً في رجاء دعوتكم الواحد » ( أف ٤ : ٤ ). ۱- جسد واحـد : الكنيسة جسد المسيح والمسيح رأس الكنيسة . ۲- روح واحـد : روح الله الذي سكن في كل واحد فينا بالمعمودية . ۳- رجـاء واحـد : ننتظر مجيء السيد المسيح له المجد . ثالثاً : الوحدانية والإيمان : « رب واحـد ، إيمان واحـد ، مـعـمـودية واحدة » ( أف ٤ : ٥ ) . من جهة الإيمان لنا : ۱- رب واحـد : لنا التزام واحـد بطاعـة الوصية ، ولنا علاقة يومية بالكتاب المقدس . ٢- إيمان واحـد : بقيت الكنيسة واحـدة إلى مـجـمـع خلقيدونية سنة ٤٥١ م ، ودخل الانقسام الكنيسة عندما اختطلت الكنيسة بأمور سياسية . ۳- مـعـمـوديـة واحـدة : هي باب الأسرار .. كلنا مولودون من المعمودية التي هي « رحم الكنيسة » . رابعاً : الوحدانية والأبوة : « إله وأب واحـد للكل ، الذي على الكل وبالكل وفي كلكم » ( أف ٤ : ٦ ) . من جهة أبوة الله : ۱- على الكل : الرئاسة الأبوية بمفهـوم العناية الإلهية والرعاية . ۲- بالكل : هذا الإله يعـمـل بالكل ، خلق الله كل إنسان فينا فريداً عن الآخر ، وخلقه لرسالة لكي يعمل بها . ٣- في كلكم : الله يسكن في داخلنا لأنه افتدانا كلنا . خامساً معوقات الوحدانية : ۱- ضعف المحبة : « لكن عند عليك : أنك تركت محبتك الأولى » ( رؤ ٢: ٤) المحبة الأولى التي عاشـتـهـا الكنيسة الأولى .اسع أن تجدد محبتك لربنا كل يوم . ۲- عناد الذات : ربمـا هـذا هـو أخـطـر الأسباب . إذا دخل الإنسـان في دائرة العناد ، يعرف أنه ضاع . حضور هذا الإنسان يصنع اضطراباً مثل هيرودس الملك . ۳- سوء الظن : ضـعف قـد يصل إلى المرض النفسي . « لا تظن السوء » ( ۱ کو ١٣ : ٥ ) ، التمس الأعذار للآخرين . « ليس أفـضـل للإنسـان من أن يرجع بالملامـة على نفـسـه في كل شيء » ( أحـد الآباء » . ٤- عـدم فـهـم الأخـر : الله لم يخلق الـبـشـر بـصـورة واحـدة ، ، فالإنسـان عـالـم صغير من يستطيع أن يفهمه . سـادسـا : عـلامـات الوحدانية : ١- حـضـور المسـيح : « حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة بـاسـمـى فـهناك أكـون في وسطهم » ( مت ١٨ : ٢٠). ٢- مناخ الفرح : « فتمموا فرحی حـتى تفتكروا فكراً واحـداً .. » ( في ۲ : ۲ ) . الفرح بنجاح الآخرين . ۳- تنامى المحبة : « من لا يـحـب لـم يـعـرف الـلـه » ( ١ يو ٤ : ٨ ) . ٤- طول الأناة : احـفظ وحدانية الروح بطول الأناة .
المزيد
18 أغسطس 2023

مائة درس وعظة ( ٢٧ )

كن أميناً إلى الموت الأمانة » « كنت أميناً في القليل فاقيمك على الكثير » ( مت ٢٥ : ٢١ ) . سلامة حياة الإنسان تحكمها الاستقامة والعطاء والأمانة ، ليصير الإنسان وكيلاً جيداً أولا : - أمانة وكيل الظلم ١- مبذراً : لأموال سيده ، وكان من المفترض أن يكون أمينا ، والإنسان قد يكون مبذرأ في المال أو في أشياء أخرى في الطاقة ، في نقطة الماء الخ ۲- متواطناً : مع مديوني سيده فخفض مديونيتهم ، وهذا التواطؤ يتنافى مع الأمانة ٣- مزورة ؛ لأن الصكوك التي سيقدمها لسيده فيها تزوير ، الـ۱۰۰ جعلها ٥٠.... الخ هذا الوكيل كان إنساناً ظالماً ومزوراً ومبذراً وتنطبق عليه العبارة "محبة المال أصل لكل الشرور " ( اتي٦ : ۱۰ ) ، ويأتى الاندهاش لماذا امتدحه السيد. ثانيا : مدح وكيل الظلم ١. نظرة مستقبلية : « ماذا أفعل ، لأن سيدي يأخذ منى الوكالة ، لست أستطيع أن أنقب ، وأستحي أن أستعطى ( لو ١٦: ٣ ) . هو يفكر في المستقبل ، فاستحق المديح . ٢- طريقة إدارية السيـد مـدحـه على التصرف الإداري ، ولم يمدحه على الناحية الأخلاقية. ثالثا : امثلة إيجابية للامانة ١- يوسف الصديق : كان وكيلا ناجحاً تعرض لمتاعب من إخوته ومن الإسماعيليين وفي بيت فوطيفار ، وفي السجن ، لكنه ظل وكيلا أمينا ، وعندما تعرض للتجربة القاسية من امرأة فوطيفار ، كانت إجابته رائعة : « كيف أصنع هذا الشـر العظيم وأخطي إلى الله ( تل ۹:۳۹ ). ٢- يوحنا الحبيب عندما أوكل السيد المسيح للقديس يوحنا الحبيب وهو على الصليب رعاية أمنا العذراء قائلاً : « هوذا أمك ( يو٢٧:١٩ ) ، أخذ يوحنا هذه الوكالة بمنتهى الأمانة ، وأعطاه الله نعمة أن يكتب سفر الرؤيا ، وأن يرى رؤى ، وسجل لنا ما راه في الجزيرة التي نفي إليها ، لأنه كان وكيلاً أمينا . رابعا : - أمثلة سلبية للأمانة ١- ملاك كنيسة افسس : يقول له الرب عندي عليك أنك تركت مـحـبـتك الأولى ( رؤ ٢ : ٤ ) ، كنت في أول خدمتك وأول عملك ملتهباً بالروح ، ولكن أين ذهبت حـرارتك الروحية وكانه يقول له ما هذا الذي أسمعه عنك ، أين حرارتك الروحية أين نشاطك أين اجتهادك إلى متى تظل في انحرافك ؟أعطني حساب وكالتك. ۲ ، الغني الغبي : الله أعطاه أموالا كثيرة وقال له : أنت وكيل على هذه الأموال ، لكنه سقط في خطايا الأنانية والطمع ، وكانت النتيجة أنه أراد أن يهدم مخازنه ويبني اعظم منها ، وفي ليلة واحدة الله دعاه ليعطى حساب وكالته وينتهي كل شيء . خامساً : - نظرة المسيحية للمال ١- مصدر : المال يمكن أن يكون مـصـدر بركة وحياة للبشر ، وليس المهم كثرة المال أو قلته ، المهم في كيفية استخدامه. ٢- وسيلة المال يمكن أن يكون وسيلة من وسائل الحياة الناجحة ، وأيضا يمكن أن يكون مصدر فخ وهلاك للإنسان . الحياة الرهبانية تقوم على مبادي ، أحد هذه المبادئ هو الفقر الاختياري ، وان كسر الإنسان ( الذي تكرس في رهبنة أو تكريس ) هذا الشرط انكسرت رهبانيته . بصفة عامة يقول لنا الكتاب واصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم ، ( لو ١٦ : ٩ ) ، هذا المال الذي يجب أن تخدم به وأن تفيد به ، وألا تسقط في خطيـة الأنانيـة أو الطمع أو الاكتناز وهذا ما يجعلنا في الصوم الكبير تصلي في الطلبـة : « طوبي للرحـمـا على المساكين .. الكنيسة تطوب الإنسان الذي يمتلك القلب الرحيم الذي يتعطف على كل مسكين.
المزيد
11 أغسطس 2023

مائة درس وعظة ( ٢٦ )

عين مستنيرة « الاستنارة » « سراج الجسد هو العين ، فمتى كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا » ( لو ١١ : ٣٤ ) العين ليس المقصود بها العين الخارجية ، ولكن المقصود بها العين الداخلية الروحية ، عين قلبك . أولا : العين في الكتاب المقدس الكتاب المقدس يحدد لنا نوعين من العيون العين البسيطة النقية ، والعين الشريرة المظلمة . وترتبط العين في الكتاب المقدس بالآتي : ١- الوصـيـة : في المزمـور ۱۹ : « وصايا الرب مستقيمة تفرح القلب » . ٢- التحذير : في سفر الجامعة « العين لا تشبع من النظر ، والأذن لا تمتلئ من السمع » ( جا ١ : ٨ ) . ٣- الوعـود : الله يسـتـخـدم الـعين ليـقـدم لنا وعوده . أ - « من يمسكم يمس حدقة عينه » ( زك ٢ : ٨ ) . ب - « عيني الرب على الأبرار ، وأذنيه إلى طلبتهم ، ولكن وجه الرب ضد فاعلى الشر » ( ۱ بط ٣: ١٢ ) . ج - « ما لم تر عين ، ولم تسمع اذن ، ولم يخطر على بال إنسان : ما أعده الله للذين يحبونه » ( ۱ کو ٢ : ٩) ثانيا : . العين في الفن القبطى نلاحظ مثلاً في رسم أيقونات القديسين ما يلي : - ١- العينان الاثنان : دائما ما ترسم العينان الاثنان تعبيرا على أن الإنسان له عينان واحدة داخلية وأخرى خارجية. ۲- الاستدارة : الاستدارة هي رمز لله لأنه ليس له بداية ولا نهاية . ثالثا : أهمية العين ١- مدخل للمعرفة : معظم ما تعرفه في حياتك وصل إليك من خلال عينيك . ۲- قائدة الجسد : العين تقـود الـجـسـد فكرا ومشاعر ومعرفة . ۳- مـدخـل للـعـثـرة : العين سبب في قـصـة السقوط . رابعا : العين الشريرة ١- طائشة : مثال ( الغني الغبي ) . ۲- ديانة : عين تدين وتنتقد ، مثال الفريسي الذي أقام وليمة للسيد المسيح . ٣- أنانية ٤- طماعة ه - شهوانية : وأمثلة هذه العيون كثيرة منها شمشمون ٦- قاسية خامسا : العين المستنيرة العين النقـيـة تبدأ بالنظر إلى الله وإلى يده التي تعمل ونضع أمامك العين النقية وهي عين فيها بعض الصفات منها : - ۱. عين الإيمان : عندما أرسل موسى رجالاً لكي ما يتجسسوا الأرض .عين الإيمان تعنى أن الله حاضر : فهو موجود . الله قادر : فهو قوى لا يعسر عليه أمر الله عـادل : فهـو يـعـمـل معنا في الحـاضـر والمستقبل . ۲- عين الرجاء : هي عين رؤيتها للأمور دائما إيجابية هي عين ترى التوبة وسط ضعف الخطية .عين الرجـاء هي نفس العين التي كانت عند المرأة السامرية . عين الرجاء هي نفس العين التي كانت عند الابن الضال .عين الرجـاء كـانت عند المريمات اللواتي في فجر القيامة فكرن في من يدفع الحـجـر ولكن هذا السؤال لم يمنعهن من الذهاب . ٣- عين الرضا : هي عين شـاكـرة وراضـيـة والإنسان الراضي الله يعطيـه نـعـمـا أكـثـر « شاكرين كل حين على كل شيء » ( أف ٥: ٢٠ ) ليست مـوهـبـة بـلا زيادة إلا التي بلا شكر ( القديس مارإسحق ). سادسا : - طريق الاستنارة لتمتلك العين المستنيرة ضع أمامك : ١- الوجود مع الله : تعلم كيف تكون في حضرة المسيح .في كل مرة تقف تصلي .. أنت في حـضـر المسيح . ضع أمامك أيقونة محبوبة لربنا يسوع توجه فكرك ومشاعرك . اقض فترة من الصمت لتسمع صوت المسيح . تعلم أيضا كيف تتكلم مع المسيح ، وتدرب على ذلك . ٢- الحياة بالإنجيل : كتابك المقدس تشتم فيه أنفاس الله وتستنير عيناك . اجعل الإنجيل مفتوحا دائما في بيتك وفي حياتك . ٣- الأماكن المقدسة : زيارة الأديرة والكنائس القديمة وقضاء فترة خلوة . زيارة أماكن رفات القديسين ونوال بركتهم بوعي وليست كعادة . زيارة المواضع المقدسة التي عاش فيها الآباء القديسون. ٤- مصاحبة القديسين : تعرف سيرتهم وتتمتع بأقـوالـهـم وتـتـمـثل بإيمانهم وتزور أماكنهم . من الطقوس الجميلة في الكنيسة أننا يوميا نقرأ سير القديسين من خلال السنكسار . من الـتـقـالـيـد الـجـمـيـلـة أننا نسمي أبناءنا بأسماء القديسين . ه . الخدمة العملية : مثل خدمة ذوى الاحتياجات الخاصة ، أو الذين ليس لهم أحد يخدمهم ... احفظ عينيك طاهرة لكي ما يكون جسدك كله طاهرا ، ودرب نفـسـك وأنت تقرأ في الكتـاب المقدس أن تجد كل الآيات التي تتكلم عن العين .
المزيد
04 أغسطس 2023

مائة درس وعظة ( ٢٥ )

من هو الأعظم ؟ الاتضاع » « إذا أراد أحــد أن يكون أولاً فيكون آخر الكل وخادما للكل ( مر ٩ : ٣٥) تحاجج التلاميذ بعضهم مع بعض فيما هم في الطريق عمن يكون الأعظم فيهم ؟ من الممكن ان يدور هذا السؤال بين زوج وزوجة ، أو بين الذين من الخدام أو اثنين من الآباء في كنيسة واحدة ، وهنا يكشف هذا السؤال عن خطية رابضة في قلب الإنسان ، وقد يأتي السؤال في صورة من هو الأقوى أو من هو الأفضل؟!. أولا . خطورة الكبرياء ١- غياب المسيح كيف فكر تلاميذ السيد المسيح بهذه الطريقة قد غاب عنهم شيء مهم جدا أن بينهم المسيح له المجد في شخصه المبارك وهو الأعظم منهم كلهم فلم يشعروا بوجوده ٢- عباب النعمة الكبرياء يوقف عمل النعمة في الإنسان ، فيعطل طريقه للملكوت ، ويمنع الإنسان أن يكون له نصيب في السماء شعور بالاستغناء. ثانيامن الأعظم ؟ ١- قامة الملكوت ليست العظمة بالرئاسة أو السلطان أو المناصب أو الألقاب ، ولا هي بالقدرات والمهارات ، ولا السن أو الغني ، فليست هذه عظمة. العظمة أن يكون في حياتك قامة الملكوت . ۲- اتضاع الطفولة المسيح له المجد أقام طفلا في وسطهم واحتضنه ليعلن محبته لهذه القامة الروحية قامة الطفولة . ٣-خدمة الكل « إذا أراد أحد أن يكون أولا فيكون اخر الكل وخـادمـا للكل ، ( مـر ٣٥:٩ ) هذه هي العظمـة وارجوكم يا إخوتي لا تتلوث عقولكم بمفاهيم العالم ، فالعالم له مفاهيم أخرى في العظمة عظمة منظر- عظمة لقب - وعظمة مكانة ، ولكن كل هذا لا يوجد في حياتنا المسيحية ، العظمة في مسيحيتنا هي أن يكون الإنسان أخر الكل وخادما الكل ثالثا إجابة السؤال المسيحية تجيب على سؤال من هو الأعظم » بثلاث درجات ١- المسيح أولا : « فإذا كنتم تاكلون أو تشربون أو تفعلون شيئا ، فافعلوا كل شيء لمجد الله ( اکو ۳۰:۱۰ ) . اجعل المسيح أولاً في كل أمور حياتك ، في تكوين أسرة جديدة في بداية عمل .. ۲- الآخر ثانيا : « من أحب أبا أو أما أكثر مني فلا يستحقني ( مت ۳۷:۱۰ ) ۳- نفسك ثالثة إن أردت أن تكون عظيما وتكون الأول في عين المسيح ، ليس مهما ان تكون اولا في عين الناس ، وتكون آخر الكل ، وسيصنع مع المسيح كما فعل مع تلاميذه ( أقام طفلاً واحتضنه ) ، وتسمع صوت المسيح كانه يقول لك هوذا فتاى الذي اخترته ، حبيبي الذي سرت به نفسی ، ( مت ١٨:١٢) . رابعاء ، طريق الاتضاع:- ۱- قبول الذات : ادرس ذاتك التي تتمرد عليك فقد تحرمك من ابديتك ، قد لا تستطيع أن نقول أنا متآسف او انا اخطيت ، مع أن قول انا اخطيت يمكن ان يحل المشكلة. ۲- غسل الأرجل : غسل الأرجل هو درس الاتضاع الذي قدمه ربنا يسوع السيح قبل الصليب مباشرة ، طبق المسيح بذاته أن يكون أخر الكل وخادما للكل ، ( مر ٩ :٣٥ ) . تعلم الانحناء بالاتضـاع ، وهذا لا يلغى شخصيتك ابدا بل يحفظها ويحفظ كرامتك مصونة - تعلم ان تنحني بالاعتذار ، وتعلم أن تنحني للآخر ، وتعلم أن تقدم الآخرين حتى لو كانوا اصغر أو أقل منك. ٣- وعود الكتاب فهذا وعد من فم السيد السيح ( إذا أراد) الاختيار لك ، إذا أراد أحد أن يكون أولا فيكون أخـر الكل وخـادما للكل . خامسا، أمثلة للتواضع 1 - ابو الاباء : على الرغم من أن أبانا إبراهيم هو الأكبر عندما تنازع رعاته مع رعاة ابن أخيه ا لوط ، إلا أنه تصرف بكل وداعة ، وأحضر إبراهيم لوطا ليختار الأرض التي تناسبه أولا ، هذا العظيم جعل نفسه اخر الكل. ٢- العذراء مريم : من هي الأعظم أمنا العذراء مريم التي حبلت بإبن الله القدوس ، أم اليصابات التي حبلت بيوحنا المعمدان ۳- يوحنا المعمدان كان يوحنا له مكانته ومهابته في المجتمع ، لكن عندما يأتي إليه المسيح يقول له : الست أهلا أن انحنى واحل ســيـور حذائه ، ( مر ٧:١ ) العظمة فيها تواضع مع طاعة ، إن أردت أن تكون عظيما ضعها قاعدة أمامك الإنجيل يقول أخر الكل وخادما للكل ، ( مر٣٥:٩ ) ، هذه هي العظمة المحسوبة لك في السماء.
المزيد
28 يوليو 2023

مائةدرس وعظة ( ٢٤ )

قلبا نقيا اخلق في النقاوة » « لأنـه حـيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً » ( مت ٦ : ٢١ ) القلب في الفكر المسـيـحى هو كل الكيان الإنساني ، وعندما يصير القلب نقيا يستطيع أن يـتـقـابـل فـيـه الإنسان مع الله والملائكة والقديسين وكل أحـد ، عندمـا قـال السيد المسيح : « ها ملكوت الله داخلكم » ( لو ١٧ : ٢١ ) ، يقـصـد قلبك النقى « لأنه حيث يكون كنزك هنـاك يـكـون قلبك أيـضـا » ( مت ٦ : ٢١ ) . القلب هو الشيء الوحيد الذي طلبه منا المسيح له المجـد : « يا ابنى أعطنى قلبك » ( أم ٢٣ : ٢٦ ) .. أي أن الإنسان يساوى قلبه . ويتعجب القديس ديديموس الضـرير من أنه ممكن أن يصير قلب الإنسان مرتعا للعدالة والإثم ؟! أولا : تعريفات للقلب النقى:- ۱- مـصـدر الـحـيـاة : القلـب هـو مـصـدر الحياة وكل عواطف الإنسان . ۲- عضو المعرفة : القلب هو عضو المعرفة الإلهية ، كما يوجد في جسم الإنسان أجهزة بيولوجية يوجد أيضا الجهاز الروحي وهو 3 أعضاء ( العين- الأذن- القلب ) . ۳- مـصـدر الأفكار : القلب هـو مـصـدر الأفكار « فإنه من فضلة القلب يتكلم الفم » ( مت ١٢ : ٣٤ ) . « اخـتـبـرني يا الله واعـرف قلبی . امـتـحـنى واعـرف أفكاري » ( مز ١٣٩ : ٢٣ ) ، أفكارك تكون نقـيـة إذا كان قلبك نقيا . ٤- بدء الحـيـاة : القلب هو بدء الحـيـاة الروحية المتجددة . ٥- طارد الخطية : القلب النقي في أبسط معنى هو الذي يطرد الخطية . ٦- جـهـاد ونعمة : القلب النقى هو جـهـاد ونعمة . جهاد منك ، ونعمة من الله .القلب النقى هو طلبة ورجاء من الله « قلبا نقيا اخلق في يا الله ، وروحا مستقيما جدد في داخلی » ( مز ٥١ : ١٠) . ثانيا : طريق النقاوة:- ۱- ادخل : ادخل إلى أعماق نفسك أ- اجلس مع نفسك في هدوء وتدرب أن تأخذ خلوة كل يوم . ب- في خلوتك اشـعـر أن هذا الكون لا يوجد فيه سوى الله وأنت . ۲- ارتفع : ارتفع إلى الله بصلواتك . أ - من خلال صلوات الأجبية أو الصلوات الارتجالية أو السهمية . ب - انشغل بالله طوال أيام الصوم . ٣- ارتم : ارتم في أحضان الكنيسة . أ . كنيستنا هي أم نرتمي في أحضانها ونشبع بالدسم الروحي . ب . اسكب نفسك أمام الله في سر التوبة والاعتراف ، وتمتع بأسرار الكنيسة .
المزيد
21 يوليو 2023

مائة درس وعظة ( ٢٣ )

روحاً مستقيماًجدد الاستقامة » « قد علمت يا إلهي أنك أنت تمـتـحن القلوب وتسر بالاستقامة ( ٢أخ١٧:٢٩ ) الإنسان الروحي يجب أن يتميز بثلاث صفات أساسية هي : الاستقامة مع النفس ، الأمانة مع الله ، والسلامة مع الناس واستقامة النفس كما يتكلم عنها سفر الأمـثـال هي الخط المستقيم ، ونحن في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية نفتخر أننا نحمل في اسم كنيستنا لفظ « الاستقامة كنيسة مـسـتـقـيـمـة الرأي والفكر والسلوك والعقيدة . أولا : تحديات الاستقامة :' ١- التطرف : ليس فقط في حـيـاتنا الاجتماعية ، ولكن أيضا في حياته الروحية فلا يتطرف مثلا في أوقـات أصـوامـه أو صلواته أو قراءاته في الكتاب المقدس بل يسلك على حسب قامته الروحية . ٢- الكبرياء : « طريق الجاهل مستقيم في عـينيـه » ( أم ١٢ : ١٥ ) . والجـاهل هنا ليس الجاهل من جهة العلم والثقافة والمعرفة وإنما الجاهل هو من يسيء استخدام عمره وأيامه ووقته .كبرياء الإنسان يطرح من حياته كل اسـتـقـامـة . ولذلك أمنا العذراء قالت في تسـبـحـتـهـا الخـالدة : « أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتـضـعين«( لوا : ٥٢ ) ، هذا الكبرياء أضـاع أريوس ، فـالـهـرطقـة التي ابتدعها وسقط فيها وأسقط آخرين كان منشأها الحقيقي هو الكبرياء « توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة ، وعاقبتها طرق الموت«( أم ١٢:١٤ ) ، فجميع الهراطقة الذين ظهروا في التاريخ كانت بداية هرطقـتـهم من إحساسهم بذواتهم خطية الكبرياء تعتبر أم الخطايا ، وتعمل في الإنسان دون أن يشعر ، لذلك أحياناً يدق الله جرس تنبيه ليفيقه من كبريائه . ٣- الرياء : الشخص المرائي داخله غير مستقيم ، ولكن خارجه يتظاهر بالاستقامة . ومن أمثلة المرائين في الكتاب المقدس يهوذا التلميذ ، الذي كان خارجه تلميذ ومن داخله خائن خطايا النفاق والمديح الكاذب ، كل هذه وما يماثلها تفقد الإنسان استقامة قلبه . أيضاً في كل يوم يا أحـبـائي نصلی مزمور التوبة قائلين : « قلباً نقياً اخلق في يا الله ، وروحاً مستقيما جدد في داخلي ( مز ٥١ : ١٠) . هذه طلبة يومية ، لأنه ربما يأتي يوم يصنع فيه الإنسان ما لا يرضى الله ، فتكون النتيجة انحراف عن الاستقامة . ٤- التهاون : يقال أن في حالات الإدمان أول مرة الإنسان يكسر فيها كلمة ( لا ) يكون كسر ٨٠ ٪ من الحاجز النفسي ضد الخطية ، وتكون المرات التالية أسهل في السقوط فلا تتهاون . ثانياً : طريق الاستقامة لكي تزرع الاستقامة في حياتك عليك الآتي:- ١- اهتم : اهتم بالأمور الصغيرة : الوقت ، نظرة عين ، صداقة شخص ، كلمة تقولها .اهتمامك بالأشياء الصغيرة يجعل لك ضمير مستقيم أمام نفسك ، في معجزة إشباع الجموع قال السيد المسيح : « أجمعوا الكسر » ، والكسر هنا لها فائدتان ، الفائدة الأولى أن يـتـركـوا المكان نظيـفـاً ، والفائدة الثانية أن هذه الكسر ممكن أن يستفيد منها إنسان محتاج القديس العظيم مارمرقس عندما جاء ليكرز في مـصـر لم يكن مـعـه سـوى صليب وعصا وإيمان ولكنه صنع عجائب في مصر الأنبا باخوميوس أب الشركة كان جندياً في الجيش ، وقدمت له امرأة مسيحية طبق طعام ( كانت المرأة تقدم طعاماً لجنود الجيش الذين لا تعـرفـهـم وهـذا عـمـل بسـيط جـداً ) ولكن باخوميوس تأثر ، فلما رجع من الحرب سالماً تحولت حياته وصار قديساً عظيماً وأباً للشركة ومؤسساً لحياة النظام الرهباني ۲- ارفض : ارفض الإغـراءات .. يوسف الصديق رفض الإغراء الذي أمـامـه وقـال قوله المشهور : « كيف أصنع هذا الشـر العظيم وأخطئ إلى الله ؟ » ( تك ٣٩ : ٩ ) . في العهد القديم نتـقـابـل مع الملكة « وشتی » والتي كانت امرأة وثنية ، وعندما طالبها الملك لتستعرض جمالها باعتبارها الملكة رفضت بشدة وكانت النتيجة أنه انتزع منها الملك . ۳- احذر : احذر الانقسام .. احـذر أن يكون لك وجهين وجه الملاك في العلن ، ووجه الشيطان في الخفاء ، ونذكـر شـاول الملك الذي كـان يريد أن يقتل داود وفي نفس الوقت يتظاهر أمامه بأنه يقربه إليه . صل مع داود النبي : « قلباً نقياً اخلق في يا الله » ( مز٥١ : ١٠) . 4- احفظ احفظ النقاوة .. « أدرب نفسي ليكون لي دائماً ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس » ( أع ٢٤: ١٦ ) أي ضمير مستقيم اجعل قلبك شـفـافـاً ، وقلبك لن يصير بهذه النقاوة إلا إذا عشت في حياة روحية ، وفي وسائط النعمة وتمتعت بها « وتلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك » ( مز ٣٧ : ٤ ) .
المزيد
14 يوليو 2023

مائة درس وعظة ( ٢٢ )

الآخر طريقك للأبدية محبة القريب » قدموا في إيمانكم فضيلة ، ( ٢بط ١ : ٥ ) قدم السيد المسيح مثل السـامـري الصالح بعد ان ساله ناموسی « ماذا أعمل لارث الحياة الأبدية ) ، ( مر ١٠ : ١٧) ، فأجابه السيد المسيح عن المحبة ، وفي نهايتها قال له : « تحب قريبك كنفسك . افعل هذا فتحيا . ثم أعطى لنا مثل السامري الصالح. أولاً : رسالة المصالحة أما ربنا يسوع المسيح فقد أتي ليوحد الجميع 1- السماء والأرض ٢- اليهود مع الأمم ٣- اليهود والسامريين ٤- الجسد والروح ويصالح العالم كله ، ونسميها خدمة المصالحة في مثل السامري الصالح ( لو٢٥:١٠-٣٧ ) سال السيد المسيح من من الثلاثة هو المقبول ، كانت الإجابة الذي صنع الرحمة. ثانياً : محبة القريب أم الصلاة ؟ وهنا يأتي سؤال مهم جدا من الأسئلة التي شغلت الكثير من الآباء أيهما أهم محبة القريب أم الصلاة والإجابة على هذا السؤال نجدها على لسان هؤلاء: ١- يوحنا الدرجي : عندما سئل القديس يوحنا الدرجي نفس السؤال : أيهما أعظم محبة القريب أم الصلاة فأجاب : « المحبة أعظم من الصلاة ، فـالـصـلاة واحـدة من الفضائل ، أما المحبة هي أمهم جميعاً . ٢- اثناسيوس الرسولي : وهذه الصورة عبر عنها اثناسيوس الرسولي ، فقال : « إن حياتنا وهلاكنا هما في يد القريب ، فإذا كسبنا القريب فقد كسبنا الله. ٣- العـلامـة إكليمنضس : وأيضا في تاريخ الكنيسة العلامة إكليمنضس السكندري يقول : « عندما ترى أخانا فقد رأينا الله. ٤- يوحنا الذهبي الفم ، وللقديس يوحنا الذهبي الفم عبارة من العبارات العميقة جدا يقول فيها : « لا تنتظر أن يحبك الآخر ، بل اقفز نحو بنفسك وقدم له حبك هذه هي تعاليم مسيحيتنا لا تنتظر أن يحبك الآخر أولا ( وهذا ما صنعه معنا ربنا يسوع المسيح ) بل قدم له حبك أولا - يوجد كتاب اسمه ، الفيلوكاليا، وكلمة الفيلوكاليا ، هذه تعني محبة الصلاة مكتوب فيه : « كما أن التفكير في لهيب النار لا يجلب لك دفئا ، كذلك الإيمان بدون محبة لا يحقق نور المعرفة الروحية في النفس. ثالثاً : امثلة حية في المحبة: ١- المسيح له المجد : المسيح مثل اعلى في المحبة ، فنجـد في لقائه مع المرأة السامرية ، ربح هذه المرأة بحديث طويل نتعلم منه كيف تربح الآخرين أيضـاً زكا الذي كـان مكروهاً في المجتمع اليهودي ، ترى كيف أظهر له السيد المسبح كل حب وربحـه حـتـى صـار أحـد تلاميذه. ٢- الإباء ويقول ذهبي الفم عن الإنسان المسيحي : « اى مـصـبـاح بلا نور وأي مسيحي بلا حب ؟ فكما أن المصباح الذي لا يضيء عديم النفع ، كذلك المسيحي ينبغي أن يمتلى بمحبة الغريب وقال أحد الأدباء عبارة لطيفة جداً بحثت عن الله كثيرا ولم أجده ، وبحثت عن نفسي كثيراً ولم أجدها ، ولكن عندما فتشت عن أخى وجدت الثلاثة ، فأنت عندما تقدم محبة لأخيك ، فإنك تجد الثلاثة ، تجد الله وتجد نفسك وتجد أخاك . وهكذا علمنا ربنا يسوع المسيح : « من لا يحب أخاه يبق في الموت ( ۱ يو ٣ : ١٤ ) . رابعاً : طريق المحبة ۱- جهاد مع النفس ۲- محبة عمل الرحمة ، نحن نقول في صلواتنا الليلية : « ليس رحمة في الدينونة لمن لم يستعمل الرحمة . ٣- العطف على المسكين في المزمور طوبي للذي ينظر إلى المسكين في يوم الشر ينجيه الرب ( مز ٤١ : ١ ) . ٤- كسر الهوى النفسي : لذلك يا إخوتي الأحـبـاء ليكن جـهـادنا اليومي مع أنفسنا لنتعلم محبة القريب . اكسر داخلي الهوى النفسي لكي ما ينفتح قلبي على محبة الآخر إن محبة القريب ، مقياس في منتهی الخطورة ، عندما تقف أمام الله وتسال عن هذه الفضيلة ، فماذا تجيب إن فقدت هذه الفضيلة تفقد بسببها الملكوت.
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل