المقالات

24 ديسمبر 2019

فتاة ممتلئة نعمة

قال الملاك للسيدة العذراء حين بشرها:«سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا المُمْتَلِئَةُ نِعْمَةً» (لوقا 1: 28). ولاشك أن هذا يجعلنا نتمنّى ونطلب شيئًا من هذه النعمة الإلهية التي ملأتها، ولكن... َ ما هي النعمة؟ هي عمل الروح القدس في الإنسان، من أجل خلاص نفسه، وتقديسه، وتكميله... ليصير مناسبًا للحياة المسيحية هنا، والحياة الأبدية هناك. وكلمة نعمة باليونانية معناها "خاريس" وبالإنجليزية grace، ومعناها العمل المجاني الذي يقدمه روح الله للإنسان، لخلاص نفسه، لهذا يقول الرسول بولس: «خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ...‏ حَتَّى إِذَا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ، نَصِيرُ وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ» (تيطس 3: 5، 7). «مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِى بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِى قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ، لإِظْهَارِ بِرِّهِ، مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ» (رومية 3: 24، 25). «وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ ¬ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ» (أفسس 2: 5). ومن هذه الآيات نكتشف مفاعيل النعمة الإلهية، التي قدّمها لنا الرب، من خلال تجسده وفدائه لنا: 1- التبرير: وهو غير التبرئة، فنحن خطاة ومدانون، لكن الرب برّرنا بأن دفع هو ديون خطايانا كما علّمنا الكتاب المقدس، والقديس أثناسيوس الرسولى. فالرب يسوع «يُصَالِحَ الاثْنَيْنِ فِى جَسَدٍ وَاحِدٍ مَعَ اللهِ بِالصَّلِيبِ، قَاتِلاً الْعَدَاوَةَ بِهِ» (أفسس 2: 16)، أي أننا كُنّا فى خصومة، وتحت عقوبة، وعلينا دين: «لأنَّ أُجرَةَ الخَطيَّةِ هي موتٌ» (رومية 6: 23)، لكن الرب يسوع على الصليب «حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِى جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ» (1بطرس 2: 24)، "ومات عوضاً عنا" (القديس أثناسيوس)، فصرنا نقول له: "حوّلت لي العقوبة خلاصًا"... "أنا اختطفتُ لي حكم الموت" (القداس الغريغورى). وهكذا برّرنا السيد المسيح إذ دفع الدين الذي كان علينا، وحمل حُكم الموت بدلاً منّا. 2 - الخلاص : والمقصود به أن دم المسيح خلصنا من خطايانا بأنه: X يغفرها لنا: «وَ‍بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ» (عبرانيين 9: 22). يطهّرنا منها: «وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ ‍يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ» (1يوحنا 1: 7). يقدِّسنا للرب: «لذلكَ يَسوعُ أيضًا، لكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعبَ بدَمِ نَفسِهِ، تألَّمَ خارِجَ البابِ» (عبرانيين 13: 12). يثبّتنا فيه: «مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِى وَيَشْرَبْ دَمِى يَثْبُتْ فِىَّ وَأَنَا فِيهِ» (يوحنا 6: 56). يعطينا حياة أبدية: «مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِى فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ» ((يوحنا 6: 54). التجديد: فالرب يسوع، بروحه القدس يجّددنا: فبالمعمودية والميرون: تتجدّد طبيعتنا. وبالتوبة: تتجدّد سيرتنا. وبوسائط النعمة: نتجدّد يومًا فيومًا. ويتغيّر الجسد في القيامة: تتجدّد أجنا فتصير أجسادًا نورانية. 3- الميراث: النعمة المجانية، التي دفع ثمنها الرب يسوع بتجسده وفدائه لنا، جعلتنا أبناءً لله، وورثة للملكوت... فصرنا «وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَد (تيطس 3: 7)... لهذا قال لنا: «لاَ تَخَفْ، أَيُّهَا ‍الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ، لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ» (لوقا 12: 32). السيدة العذراء كانت ممتلئة نعمة، بالروح القدس، فصارت السماء الثانية، والشفيعة المؤتمنة. ليتنا نطلب قبسًا مما نالته من نعمة فائقة قال الملاك للسيدة العذراء حين بشرها:«سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا المُمْتَلِئَةُ نِعْمَةً» (لوقا 1: 28). ولاشك أن هذا يجعلنا نتمنّى ونطلب شيئًا من هذه النعمة الإلهية التي ملأتها، ولكن... َ ما هي النعمة؟ هي عمل الروح القدس في الإنسان، من أجل خلاص نفسه، وتقديسه، وتكميله... ليصير مناسبًا للحياة المسيحية هنا، والحياة الأبدية هناك. وكلمة نعمة باليونانية معناها "خاريس" وبالإنجليزية grace، ومعناها العمل المجاني الذي يقدمه روح الله للإنسان، لخلاص نفسه، لهذا يقول الرسول بولس: «خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ...‏ حَتَّى إِذَا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ، نَصِيرُ وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ» (تيطس 3: 5، 7). «مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِى بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِى قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ، لإِظْهَارِ بِرِّهِ، مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ» (رومية 3: 24، 25). «وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ ¬ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ» (أفسس 2: 5). ومن هذه الآيات نكتشف مفاعيل النعمة الإلهية، التي قدّمها لنا الرب، من خلال تجسده وفدائه لنا: 1- التبرير: وهو غير التبرئة، فنحن خطاة ومدانون، لكن الرب برّرنا بأن دفع هو ديون خطايانا كما علّمنا الكتاب المقدس، والقديس أثناسيوس الرسولى. فالرب يسوع «يُصَالِحَ الاثْنَيْنِ فِى جَسَدٍ وَاحِدٍ مَعَ اللهِ بِالصَّلِيبِ، قَاتِلاً الْعَدَاوَةَ بِهِ» (أفسس 2: 16)، أي أننا كُنّا فى خصومة، وتحت عقوبة، وعلينا دين: «لأنَّ أُجرَةَ الخَطيَّةِ هي موتٌ» (رومية 6: 23)، لكن الرب يسوع على الصليب «حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِى جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ» (1بطرس 2: 24)، "ومات عوضاً عنا" (القديس أثناسيوس)، فصرنا نقول له: "حوّلت لي العقوبة خلاصًا"... "أنا اختطفتُ لي حكم الموت" (القداس الغريغورى). وهكذا برّرنا السيد المسيح إذ دفع الدين الذي كان علينا، وحمل حُكم الموت بدلاً منّا. 2 - الخلاص : والمقصود به أن دم المسيح خلصنا من خطايانا بأنه: X يغفرها لنا: «وَ‍بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ» (عبرانيين 9: 22). يطهّرنا منها: «وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ ‍يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ» (1يوحنا 1: 7). يقدِّسنا للرب: «لذلكَ يَسوعُ أيضًا، لكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعبَ بدَمِ نَفسِهِ، تألَّمَ خارِجَ البابِ» (عبرانيين 13: 12). يثبّتنا فيه: «مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِى وَيَشْرَبْ دَمِى يَثْبُتْ فِىَّ وَأَنَا فِيهِ» (يوحنا 6: 56). يعطينا حياة أبدية: «مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِى فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ» ((يوحنا 6: 54). التجديد: فالرب يسوع، بروحه القدس يجّددنا: فبالمعمودية والميرون: تتجدّد طبيعتنا. وبالتوبة: تتجدّد سيرتنا. وبوسائط النعمة: نتجدّد يومًا فيومًا. ويتغيّر الجسد في القيامة: تتجدّد أجنا فتصير أجسادًا نورانية. 3- الميراث: النعمة المجانية، التي دفع ثمنها الرب يسوع بتجسده وفدائه لنا، جعلتنا أبناءً لله، وورثة للملكوت... فصرنا «وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَد (تيطس 3: 7)... لهذا قال لنا: «لاَ تَخَفْ، أَيُّهَا ‍الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ، لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ» (لوقا 12: 32). السيدة العذراء كانت ممتلئة نعمة، بالروح القدس، فصارت السماء الثانية، والشفيعة المؤتمنة. ليتنا نطلب قبسًا مما نالته من نعمة فائقة نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
23 ديسمبر 2019

كيف حدث التجسد؟

الله بنفسه (اللوغوس) دخل في أحشاء السيدة العذراء ونقى لنفسه من لحمها وأنسجتها وكوّن لنفسه جسدًا كاملًا وأخذ ينمو نموًا كاملًا تسعة أشهر حتى وُلد ولادة جسدية عادية وأخذ يعيش على الأرض كإنسان حقيقي، وينمو نموًا بشريًا حقيقيًا كإنسان حقيقي وليس تمثيل كان إنسانًا ولكنه كان يحمل في داخله جوهر اللاهوت السيد المسيح هو الوحيد الذي اختار والدته واختار لنفسه جسده "تطلع الآب من السماء فلم يجد مَنْ يشبهك أرسل وحيده أتى وتجسد منكِ" (ثيؤطوكية الأربعاء) العذراء مريم هي أحسن البنات، ودخل فيها، واختار منها أحسن الصفات الموجودة فيها لذلك وُلد أبرع جمالًا من بني البشر وهذا الجسد أيضًا بلا خطية لأن لا يوجد خطية دخلت للسيدة العذراء عن طريق الزواج كما يحدث مع الجميع لذلك قطع هذه القصة الخطية ووُلد من العذراء بغير زرع بشر. ولماذا أخذ جسدًا بلا عيب؟ (أي بدون عيوب خلقية) لأنه لا ينفع أن يكون ذبيحة وبها عيب فالذبيحة بلا عيب جسدي لا يوجد عند السيد المسيح أي عيوب خلقية صفاته الجسدية كانت كلها نموذجية"أبرَعُ جَمالًا مِنْ بَني البَشَرِ" (مز45: 2) السيد المسيح بارك كل مراحل الحياة من أول الزيجوت zygote حتى الرجل الكامل. بركات التجسد 1. الخلاص (الفداء):- لولا أن الله تجسد لم يكن الإنسان قد خلص لأن الخلاص بالموت"موت المسيح من أجلنا"عندما جاء الله للأرض جاء ليخلصنا. 2. بارك طبيعتنا البشرية:- "باركت طبيعتي فيك"نشكر الله أنه لم يتجسد في شكل خروف أو أي حيوان أو ملاك أو نجمة أو غير ذلك باتخاذه جسد بشري (إنسان) بارك طبيعة الإنسان فيه، وأعطى كرامة فائقة للجنس البشري العذراء مريم ليست غريبة عن البشر. 3. تقديس الحياة اليومية:- بارك كل مراحل الحياة (أكل، شرب، نوم، استيقاظ، تأمل، عمل أيام روحية) قدّس كل مراحل الحياة التي نعيشها. 4. تقديس الجسد:- أعطى كرامة فائقة للجسد "أما تعلَمونَ أنَّكُمْ هيكلُ اللهِ، وروحُ اللهِ يَسكُنُ فيكُم؟" (1كو3: 16)، وأصبح الجسد له كرامة فائقة بعد تجسد السيد المسيح، كما يحدث مع القديسين يخرج من الجسد أنوار، ويخرج منه قوة شفاء حتى بعد موته. 5. شركة الحياة الأبدية:- فتح لنا باب السماء وأعطى للروح كرامة في السماء لذلك تصعد الروح للسماء بعد موت الإنسان ولأن السيد المسيح بعد موته دخل السماء فاتحًا الباب المغلق الملاك ذو السيف الملتهب نار "اِرفَعنَ أيَّتُها الأرتاجُ رؤوسَكُنَّ، وارتَفِعنَ أيَّتُها الأبوابُ الدَّهريّاتُ، فيَدخُلَ مَلِكُ المَجدِ" (مز24: 17) دخل الإنسان مع السيد المسيح وأصبح باب السماء مفتوح أمامنا. 6. نعمة الإفخارستيا:- أعطانا جسده ودمه في سر الإفخارستيا فلو لم يتجسد لم يكن أعطانا جسده نأكله ودمه نشربه. 7. التبني لله الآب:- أصبحنا أبناء الله الآب بالتبني. 8. معرفة الثالوث:- أوضح لنا الثالوث القدوس بتجسده في المعمودية وفي التجلي عرفنا الثالوث القدوس بالفعل في تجسد الابن الوحيد ربنا يبارك حياتكم ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين. الراهب القمص بطرس البراموسي
المزيد
22 ديسمبر 2019

الطَّرِيق

بَعْد أنْ تَعَرَّفْنَا عَلَى شَرِيعِة مُدُن المَلْجَأ وَالمَفْهُوم الرُّوحِي لِمُدُن المَلْجَأ وَعَدَد وَمَوْقِعْ مُدُن المَلْجَأ وَوَجَدْنَا فِي كُلَّ تَفَاصِيلَهُمْ إِشَارَة لِعَمَلْ الله وَنِعْمَتِهِ وَرَحْمَتِهِ وَصَلاَحِهِ كَمَا أنَّنَا سَنَجِدْ أنَّ بَرَكَات كَثِيرَة فِي إِنْتِظَارْنَا تُكْتَمَلْ بِالدُّخُول فِي الطَّرِيق حَتَّى الوُصُول إِلَى مَدِينِة المَلْجَأ وَالإِقَامَة فِيهَا إِلَى مَوْت الكَّاهِنْ العَظِيمْ ثُمَّ الرُّجُوع إِلَى البَيْت فَهَيَّا نُسْرِع فِي الرِّحْلَة إِلَى مَدِينِة المَلْجَأ وَلاَ نَطْمَئِنْ إِلاَّ بِالوُصُول إِلَيْهَا . الطَّرِيق :- تُصْلِحُ الطَّرِيق : إِهْتَمَّ الله بِوُضُوح وَسِهُولِة الطَّرِيق فَأمَرَ{ تُصْلِحُ الطَّرِيقَ } ( تث 19 : 3 ) إِذْ كَانَتْ الطُرُق فِي القَدِيمْ تُمَهَدْ خِلاَل سِير الحَيَوانَات الَّتِي تَحْمِلْ الأثْقَال وَخَاصَّةً القَوَافِلْ وَكَانَ اليَهُود فِي ذلِك الحِينْ لاَ يَعْرِفُون الطُرُق إِذْ عَاشُوا فِي البَرِّيَّة طَوَال أرْبَعِينَ عَاماً وَلكِنْ إِلْتِزَاماً بِالأمر الإِلهِي " تُصْلِحُ الطَّرِيقَ " يَلْتَزِم المَسْؤُلُون أنْ يُهَيِّئُوا الطُرُق المُؤَدِيَة إِلَى مُدُن المَلْجَأ فَيُزِيلُوا كُلَّ العَقَبَات الَّتِي تُعَطِّل الإِنْطِلاَق إِلَيْهَا فَيَرْدِمُون الحُفَر وَيُقِيمُون المَعَابِر وَالجُسُور عَلَى الأنَّهَار وَالمَجَارِي الَّتِي فِي الطَّرِيق وَقَدْ عَيَّنُوا يَوْماً فِي كُلَّ سَنَة فِي شَهْر آزَار يُرْسَلْ إِلَيْهَا خُبَرَاء يَفْحَصُون الطُرُق وَيُصْلِحُون مَا تَلِفَ مِنْهَا وَقَرَّر مُعَلِّمُوا اليَهُود أنَّ عَرْض الطَّرِيق لاَ يَقِلْ عَنْ إِثْنَيْن وَثَلاَثِينَ ذِرَاعاً أي مَا يَقْرُب مِنْ ثَمَانِيَة عَشَرَ مِتْراً أوْ يَزِيدْ . عَلاَمَات الطَّرِيق :- وَعَلَى طُوَال الطَّرِيق وَعِنْدَ مَدَاخِلِهِ وَمُنْحَنَيَاتِهِ تُوضَعْ عَلاَمَات وَاضِحَة تُشِير إِلَى مَدِينَة المَلْجَأ مَكْتُوب عَلَيْهَا بِخَطٍ وَاضِحٌ " miklot ( مَلْجَأ ) " وَيَقِفْ بِجِوَار العَلاَمَة كَاهِنْ لِلإِرْشَاد إِلَى الطَّرِيق لِنَنْظُر يَا أحِبَّائِي فِي جَمَال عِنَايِة الله وَمَرَاحِمِهِ الَّتِي تُحِيطُ بِالخَاطِئ الَّذِي يُدَبِّر كُلَّ الأُمُور مِنْ أجْل ضَمَان الخَلاَص وَيَجْعَلَهُ بِلاَ عَائِق وَلاَ مَانِعْ إِنَّهَا تَفَاصِيلْ الوُصُول إِلَى مَلَكُوت إِبْن مَحَبِّة الله إِنَّهُ إِلَهْنَا الَّذِي رَاعَانَا بِكُلَّ الأدْوِيَة المُؤَدِيَة إِلَى الحَيَاة الَّذِي يَنْتَظِرْنَا فِي أبَدِيَتِهِ مُنْذُ الأزَل الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ خُسَارَة – إِنْ جَازَ القَوْل – إِلاَّ هَلاَكِنَا الَّذِي جَعَلَ ضَمَان الوُصُول إِلَيْهِ مَقْرُون بِشَخْصِهِ الحَبِيب إِذْ قَالَ أنَا هُوَ الطَّرِيق{ لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي } ( يو 14 : 6 ) وَلَوْ أرَدْنَا أنْ نُلْقِي ضَوءً عَلَى العَلاَمَات المَوْجُودَة لَنَا لِضَمَان الوُصُول إِلَى المَدِينَة نَجِدْ مِنْهَا :- 1- الإِنْجِيل عَلاَمَة عَلَى الطَّرِيق :- الله مَهَّدْ الطَّرِيق لِمَعْرِفَة إِبْنِهِ يَسُوع الْمَسِيح خِلاَل الآبَاء وَالأنْبِيَاء وَالرِمُوز وَالأحْدَاث حَتَّى لاَ يُوْجَدْ عُذْر لِمَنْ يَرْفُض الإِلْتِجَاء إِلَيْهِ لَقَدْ أرْسَلْ إِلَيْنَا نُبُوَات وَاضِحَة أشْبَه بِعَلاَمَات تُشِيرنَحْو شَخْص المُخَلِّص مَدِينَة مَلْجَأنَا الحَقِيقِيَّة . 2- فِي النُّبُوَات :- فَنَجِدْ عَلاَمِة نَسْل المَرْأة يَسْحَق رَأس الحَيَّة ( تك 3 : 15){ لاَ يَزُولُ قَضَيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنَ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِي شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ } ( تك 49 : 10){ هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ } ( أش 7 : 14) . 3- فِي 3الأشْخَاص :- جَعَلَ مِنْ هَابِيل وَنُوح وَمَلْكِي صَادِق وَإِبْرَاهِيم وَيُوسِف وَمُوسَى عَلاَمَات مُضِيئَة فِي طَرِيق الوُصُول إِلَيْهِ وَوَضَعَ شَجَرِة الحَيَاة وَفُلْك نُوح وَسُلَّم يَعْقُوب وَعُلِّيقَة مُوسَى وَخَرُوف الفِصْح وَالمَنَّ وَغَيْرَهَا عَلاَمَات وَاضِحَة لِلقِيَادَة إِلَى مَدِينِة المَلْجَأ الفَرِيدَة يَسُوع الْمَسِيح وَبِالجُمْلَة فَالإِنْجِيل هُوَ كَلِمَة الله الَّتِي أُعْلِنَتْ لَنَا فِي شَخْص يَسُوع الْمَسِيح كَلِمَة الآب أنْتَ عَلاَمَة عَلَى الطَّرِيق وَبِقَدْر أمَانَتْنَا لِلإِنْجِيل وَتَشْكِيلْ أرْوَاحْنَا بِكَلاَم الإِنْجِيل نَصِير نَحْنُ أيْضاً إِنْجِيلاً فَنَصِير رِسَالِة الْمَسِيح المَقْرُوءة مِنْ جَمِيعْ النَّاس يَقْرأ الكُلَّ فِينَا كَلِمَة miklot ( مَلْجَأ ) وَيَجِدُونَ فِي أعْمَاقْنَا طَرِيقاً يَقُود إِلَى المُخَلِّص وَكَمَا كَانَتْ الطُرُق مُهَيَّأة وَمُصْلَحَة يَلِيق بِخُدَّام الكَلِمَة أنْ يُهَيِّئُوا الطَّرِيق لِكُلَّ نَفْس كَيْ تَلْتَقِي بِالمُخَلِّص كَمَلْجَأ لَهَا يَلْتَزِمُوا أنْ يُزِيلُوا كُلَّ عَقَبَة وَرَدْم الحُفَر وَإِقَامِة الجُسُور وَالمَعَابِر لِفَتْح أبْوَاب الرَّجَاء أمَام الرَّاجِينَ رَحْمَتَهُ فَيَتَمَتَّعُوا بِبِر الْمَسِيح وَقَدَاسَتِهِ عِوَض رَجَاسَاتِهِمْ وَعَدَم الفَسَاد يَسْتَقِر عِوَض فَسَادِهِمْ . 4- الكَنِيسَة عَلاَمَة عَلَى الطَّرِيق :- وَالكِنِيسَة هِيَ عَلاَمَة تَحْمِلْ ذَاتَ الكَلِمَة miklot ( مَلْجَأ ) تَقُودْ كُلَّ نَفْس فِي طَرِيق الحَقَّ وَتَدْخُلْ بِهِ إِلَى المَلْجَأ الإِلهِي لِيَتَمَتَّعْ بِحُرِّيِة مَجْد أوْلاَد الله وَسَلاَمٌ الله الَّذِي يَفُوق كُلَّ عَقْل وَفَرَحٌ السَّمَاء الَّذِي لاَ يَنْقَطِعْ فَنَجِدْ مَنَارَات الكَنِيسَة فِي إِرْتِفَاع يَخْرُج مِنْهَا ضُوء يُبَدِّدْ الظَّلاَم وَيُرْشِدْ التَّائِهِينْ إِلَى المَلْجَأ الحَقِيقِي مِثْل سَفِينِة نَجَاة تُنَادِي كُلَّ مَنْ تَخَبَّطْ بِلاَ هَدَف مَعَ أمْوَاج بَحْر العَالَمْ فَتُنَادِي عَلَيْهِ وَتَدْعُوه لِلتَّمَتُّع بِالخَلاَص الَّذِي تُقَدِّمَهُ مِنْ أجْلُه . 5- القِدِّيسُون عَلاَمَة عَلَى الطَّرِيق :- بِحَسَبْ وَصِيِّة الكِتَاب المُقَدَّس{ إِنْ لَمْ تَعْرِفِي أَيَّتُهَا الْجَمِيلَةُ بَيْنَ النِّسَاءِ فَاخْرُجِي عَلَى آثَارِ الْغَنَمِ وَارْعِي جِدَاءَكِ عِنْدَ مَسَاكِنِ الرُّعَاةِ } ( نش 1 : 8 ) وَكُلَّ مَنْ يَسْلُك فِي الطَّرِيق سَيَجِدْ أُلُوف غَيْرِهِ سَبَقُوه وَمَهَّدُوا الطَّرِيق لَهُ وَكُلَّ فَضِيلَة وَلَهَا عَلاَمَات تَقُود إِلَيْهَا فَمَا أكْثَر العَلاَمَات فَبِمُجَرَّدْ أنْ تَجِدْ عَلاَمَة إِلاَّ وَتَرْغَبْ فِي الطَّرِيق وَتُفَتِّش عَنْ غَيْرِهَا فَيَزْدَاد شَوْقَك لِنِهَايِة الطَّرِيق الَّذِي تَلْتَقِي فِيهِ مَعَ جَمِيعْ الَّذِينَ سَبَقُوك فِي ذَاتَ الطَّرِيق فَحِينَ تَتَعَرَّف عَلَى قِدِيس تَأكُلَك غِيرِة أعْمَالُه وَيُثَبِّتْ أقْدَامَك عَلَى الطَّرِيق وَيَقُودَك إِلَى غَيْرِهِ فَأيٍ مَنْ أحَبَّ العِفَّة وَلَمْ يَجِدْ لَهَا عَلاَمَات وَعَلاَمَات !!! وَمَنْ رَغَبَ فِي النُسْك وَلَمْ يَجِدْ مَنْ يَحْمِلُه !!! وَمَنْ إِشْتَاقَ إِلَى الدُّخُول مِنْ البَاب الضَّيِق إِلاَّ وَوَجَدَ مَنْ يَقُودَهُ إِلَى المَدِينَة المَمْلُؤَة أفْرَاح وَسُرُور !! فَلَيْسَ مَنْ سَارَ وَرَائِهِمْ إِلاَّ وَتَعَلَّقْ بِمَسِيحِهِمْ وَلَيْسَ مَنْ عَرِفَ مَسِيحِهِمْ إِلاَّ وَاشْتَاقَ لِمَعْرِفَتِهِمْ لِذَا يَلِيقُ بِنَا أنْ نُجَاهِدْ بِرُوح الحَقَّ كَأعْضَاء فِي كَنِيسِة الْمَسِيح وَنُدْرِك أنَّ حَيَاتِنَا هِيَ إِخْتِفَاء فِي الْمَسِيح يَسُوع مَلْجَأنَا وَمُعِينَنَا أُنْظُر إِلَى شَخْص يَسُوع الْمَسِيح سَتَجِدَهُ تَنَازَل جِدّاً لِيَكُون قَرِيباً جِدّاً مِنْكَ إِذْ مَهَّدْ طَرِيقاً بِتَجَسُّدِهِ لِيَصِل إِلَيْكَ طَرِيقاً كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثاً بِالحِجَاب أي جَسَدِهِ ( عب 10 : 20 ) فَتَجِدَهُ مِنْتِظْرَك فِي كُلَّ مَكَان وَفِي كُلَّ وَقْت فِي ظَلاَم الَّليْل مَعَ نِيقُودِيمُوس فِي الظَّهِيرَة يَأتِي إِلَيْكَ حَتَّى وَإِنْ كَانَ مُتْعَباً لِتُقَابِلُه مَعَ السَّامِرِيَّة وَفِي الصَّبَاح البَّاكِر تَجِدَهُ مَعَ الَّتِي أُمْسِكَتْ فِي ذَاتَ الفِعْل( يو 8 : 1 – 11) فَجَعَلَ نَفْسَهُ مُصْغِياً لَنَا فِي كُلَّ وَقْت وَوَضَعْ أُذُنَهُ قَرِيبَة جِدّاً إِلَى شَفَتَيْنَا وَفِي أي وَقْت دُعِيَ أجَاب فَمَنْ يَدَّعِي إِبْتِعَادُه ؟ إِلاَّ مَنْ إِبْتَعَدَ هُوَ عَنْ طَرِيقِهِ فَهُوَ يَطْلُب الجُلُوس مَعَك فِي أي مَكَان الجِبَال البِحَار بَيْنَ الزُّرُوع فِي البُيُوت فِي الهَيْكَل سَيَلْتَقِي بِكَ بَلْ وَحَتَّى وَهُوَ عَلَى الصَّلِيب سَيُكَلِّمَك وَلَيْتَكَ تُصْغِي إِلَيْهِ لِتَسْمَعْ وَعْد ضَمَان الدُّخُول لِلمَلَكُوت وَإِنْ حَتَّى نَزَلَ إِلَى الجَحِيم سَيَتَقَابَلْ مَعَ سُكَّان الجَحِيم لِيَرْفَعَهُمْ وَيُقَدِّمَهُمْ قُرْبَاناً لأِبِيهِ الصَّالِحٌ فَهُوَ خَرَجَ مِنْ عِنْدَ الآب لِيُقَابِلَك فِي طَرِيق الحَيَاة وَأنْتَ تَسْكُنْ فِي الجَسَدٌ فَتَقَدَّم إِلِيه لِتَجِدْ نِعْمَة وَعَوْناً فِي حِينِهِ وَكُلَّ حِين هَيَّا أسْرِع إِلَيْهِ لأِنَّهُ وَعَدَ أنَا هُوَ الطَّرِيق وَاجْعَل طَرِيقُه طَرِيقَك لِتَكُون أنْتَ مِنْ الَّذِينَ مَدَحَهُمْ دَاوُد النَّبِي طُرُق بَيْتَك فِي قُلُوبِهِمْ ( مز 84 : 5 ) وَاعْلَمْ أنَّهُ لَيْسَ بِبَعِيدٍ عَنْكَ ذَاكَ الَّذِي تَعِبْتَ فِي البَحْث عَنْهُ كُلَّ أيَّام حَيَاتَك فَهَيَّا نَسْلُك فِي الطَّرِيق لأِنَّهُ يَنْتَظِرْنَا هُنَاك وَمِنْ كَثْرِة تَعَلُّقْنَا بِهِ نُتْقِنُه فَيُقَال عَنَّا هذَا خَبِيراً فِي طَرِيق الرَّبَّ ( أع 18 : 25 )فَنُضِيفْ عَلاَمَة جَدِيدَة تُنَجِّي آخَرِينَ أيْضاً . القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك الاسكندرية عن كتاب مدن الملجأ
المزيد
21 ديسمبر 2019

السبع ثيؤطوكيات في تسبحة سبعة وأربعة رموز العذراء

عندما نتحدث عن التسبحة الكيهيكة وخاصة في كلامنا عن الثيؤطوكيات لا بُد أن نذكر السيدة العذراء والدة الإله (الثيؤطوكوس qeotokoc)، والتي جاءت منها كلمة ثيؤطوكية (أي تمجيد لوالدة الإله) وهنا لابد أن نذكر سر التجسد الإلهي، الذي تم من خلال السيدة العذراء كُلية الطُهر والنقاء فشخصية السيدة العذراء لها أهمية عظمى في سر التجسد فسر التجسد الإلهي لا يمكن أن نلمسه أو نحسه، ونأخذ بركته في حياتناإلا بعد إدراك فهم الاتحاد الإلهي بين الطبيعة الإلهية والطبيعة الإنسانية، وهذا الاتحاد هو الذي حدث في المعمل الإلهي (أي بطن السيدة العذراء) ولأن سر التجسد هو أساس كل الأسرار المسيحية، فعيد البشارة نسميه "بكر الأعياد" – لذلك تفنن أنبياء العهد القديم بوحي الروح القدس لهم في إلقاء وتسليط الضوء على هذا السر العجيب، وذلك من خلال وصفهم للسيدة العذراء "السماء الثانية" وهذا ما نجده واضحًا جدًا في ثيؤطوكيات التسبحة اليومية (السبع ثيؤطوكيات أي ثيؤطوكية لكل يوم من أيام الأسبوع). رموز السيدة العذراء في الثيؤطوكيات (1) التابوت المصفح بالذهب من كل ناحية: (ثيؤطوكية الأحد) هذا التابوت كان مصنوعًا من خشب لا يسوس، ومصفح بالذهب من كل ناحية فهذا الخشب الذي لا يسوس يرمز لطهارة السيدة العذراء، والذهب هو رمز لللاهوت وهذا يرمز إلى أن كل العطايا السماوية هي ليست من طبعنا الخشبي (الذي يمكن أن يسوس ويفسد)، ولكنها هي هبة سماوية من الذهب الذي يغطي طبيعتنا الفاسدة، وهذا ما قيل في بشارة الملاك"الرّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ علَيكِ، وقوَّةُ العَلي تُظَلّلُكِ" (لو1: 35) ومن هنا نستطيع أن نضع أمام أعيننا كل حين أن: الطهارة نعمة إلهية مرتبطة بوجود الله معنا كل حين. (2) المجمرة الذهبية: (ثيؤطوكية الأحد) هذه المجمرة هي رمز للسيدة العذراء فالذهب يرمز لطهارتها، والمجمرة نفسها حاملة جمر اللاهوت. هذه المجمرة لم تحترق بوضع الجمر المحمى بالنار داخلها – مثال لأن بطن السيدة العذراء لم تحترق عندما حل اللاهوت داخل بطنها وقدسها، وأخذ الإله منها جسدًا والمجمرة أيضًا نستخدمها في كل الصلوات الليتورجية.. هكذا يعطينا السيدة العذراء مثالًا لأن طريق العلاقة القوية مع الله هي الصلاة. (3) السلم الذي رآه يعقوب: (ثيؤطوكية الأربعاء ، السبت) هذا السلم الذي رآه يعقوب كان ثابتًا على الأرض، ومرتفع حتى السماء، والملائكة نازلة عليه"وَرَأَى حُلْمًا، وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ، وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا" (تك28: 12) كان السلم رمزًا للسيدة العذراء الذي استخدمه الله لينزل من السماء من طبيعته اللاهوتية، ثم بعد ذك أصعد طبيعتنا البشرية الساقطة إلى السماء عندما فتح لنا باب الفردوس، وأعطانا الملكوت "لا تخَفْ، أيُّها القَطيعُ الصَّغيرُ، لأنَّ أباكُمْ قد سُرَّ أنْ يُعطيَكُمُ الملكوتَ" (لو12: 32). (4) باب حزقيال: (لبش ثيؤطوكية الأربعاء) لقد رأى حزقيال بابًا مغلقًا لم يفتحه إنسان، ولم يدخل منه أحد قط "لأنَّ الرَّبَّ إلهَ إسرائيلَ دَخَلَ مِنهُ فيكونُ مُغلَقًا" (حز44: 2) هذا الباب كان رمزًا لبتولية السيدة العذراء فلم يعرفها رجل في حبلها للسيد المسيح، وفي ميلادها المعجزي لم يفتح هذا الباب بل ظلت بتوليتها محفوظة ومصانة، كما نقول في صلاة قسمة صوم الميلاد"وبتوليتها مختومة". فهي العذراء الدائمة البتولية مثل هذا الباب المغلق الذي لم يقترب إليه أي إنسان. (5) عليقة موسى: (ثيؤطوكية الخميس) هذه العليقة التي رآها موسى "وظَهَرَ لهُ مَلاكُ الرَّب بلهيبِ نارٍ مِنْ وسطِ عُلَّيقَةٍ فنَظَرَوإذا العُلَّيقَةُ تتوَقَّدُ بالنّارِ، والعُلَّيقَةُ لم تكُنْ تحتَرِقُ فقالَ موسَى "أميلُ الآنَ لأنظُرَ هذا المَنظَرَ العظيمَ لماذا لا تحتَرِقُ العُلَّيقَةُ؟" فلَمّا رأَى الرَّبُّ أنَّهُ مالَ ليَنظُرَ، ناداهُ اللهُ مِنْ وسطِ العُلَّيقَةِ وقالَ"موسَى، موسَى!" فقالَ "هأنذا" فقالَ "لا تقتَرِبْ إلَى ههنااخلَعْ حِذاءَكَ مِنْ رِجلَيكَ، لأنَّ المَوْضِعَ الذي أنتَ واقِفٌ علَيهِ أرضٌ مُقَدَّسَةٌ" (خر3: 2-5) لقد كانت رمزًا للسيدة العذراء التي حل عليها الروح القدس، وامتلأت من نار اللاهوت ولم تحترق كمثال العليقة وأصبحت بطن السيدة العذراء أرض مقدسة (مكانًا مقدسًا)، لأن الإله المالئ الكون كله ساكنًا في أحشائها وأخذ منها جسدًا إنسانيًا. (6) المنارة الذهب: (ثيؤطوكية الأحد) نحن نقول في مقدمة قانون الإيمان يوميًا"نعظمك يا أم النور الحقيقي"، لأن هذه المنارة الذهبية كانت رمزًا للسيدة العذراء، لأنها هي حاملة النور الحقيقي الذي يضيء لكل إنسان آتٍ إلى العالم فالمنائر رمز لها في سفر الرؤيا بالكنائس"والسَّبعِ المَنايِرِ الذَّهَبيَّةِ السَّبعَةُ الكَواكِبُ هي مَلائكَةُ السَّبعِ الكَنائسِ، والمَنايِرُ السَّبعُ التي رأيتَها هي السَّبعُ الكَنائسِ" (رؤ1: 20)لذلك شبهت السيدة العذراء بالمنارة الذهبية، لأنها حملت نور العالم وشمس البر هو ربنا يسوع المسيح. (7) قدس الأقداس: (ثيؤطوكية الأحد) قدس الأقداس هو جزء منفصل عن باقي الهيكل، وهذا الجزء ممسوح ومكرس لحلول الله فيه، فرُمز به للسيدة العذراء، لأنها أصبحت نموذجًا حيًا للطريق الذي يجعلنا شركاء للطبيعة الإلهية، وذلك بانعزالنا عن الخطية والشر، فتصبح حياتنا منعزلة عن شر العالم وملذاته، كما كان قدس الأقداس منعزل عن باقي الهيكل ولكنه جزء من الهيكل كما نحن جزء من العالم فننعزل عن العالم وشروره بتقديس القلب والحياة، وتكريس الحياة كلها لله، ولتمجيد اسمه القدوس. (8) عجينة البشرية: (ثيؤطوكية الخميس) "وجبلت منه امرأة كل عجينة البشرية أعطتها بالكمال لله الخالق وكلمة الآب"هذا تعبير عن أن السيدة العذراء بطاعتها قدمت ذاتها للسيد المسيح ليأخذ منها جسدًا بشريًا، فهي ممثلة للبشرية كلها التي قدمت عجينة جسدها التي خلقها الله قديمًا عند خلقة البشرية الممثلة في آدم وحواءفهي قدمت هذه العجينة له ليأخذ منها نفس الجسد البشري، ليتحد ويتأنس (أي يأخذ جسد إنسان) من السيدة العذراء. (9) عرش الله: (ثيؤطوكية الأربعاء) نقول في القطعة السادسة من ثيؤطوكية الأربعاء"من تخافه الملائكة حملته العذراء في بطنهاهي أرفع من الشاروبيم وأجَلّ من السارافيم لأنها صارت هيكلًا للواحد من الثالوث هذه هي أورشليم مدينة إلهنا وفرح جميع القديسين كائن فيها"فلقد صارت السيدة العذراء أعلى من الشاروبيم وارتفعت أيضًا فوق السارافيم لأنها صارت عرشًا لله محمولًا بهؤلاء الطغمات السمائية العالية كل هذا يبين عِظم كرامة السيدة العذراء فصارت أعلى من الطغمات السمائية لذلك نذكرها في مجمع التسبحة قبل رؤساء الملائكة. (10) غطاء التابوت: (ثيؤطوكية الأحد) نقول في القطعة الخامسة عشر من ثيؤطوكية الأحد "شبهوا الغطاء بالعذراء وكاروبا المجد يظللان عليها"فهذا التعبير يتقارب لفهم الآية "قوَّةُ العَلي تُظَللُكِ" (لو1: 35)فهذا الرمز يبين لنا عمق اهتمام الله بنا، فهو يظللنا برعايته ويسترنا بستر جناحيه لذلك لا تحرقنا الشمس بالنهار ولا القمر بالليل"إنَّهُ لا يَنعَسُ ولا يَنامُ حافِظُ إسرائيلَ الرَّبُّ حافِظُكَ الرَّبُّ ظِلٌّ لكَ عن يَدِكَ اليُمنَى لا تضرِبُكَ الشَّمسُ في النَّهارِ، ولا القَمَرُ في اللَّيلِ الرَّبُّ يَحفَظُكَ مِنْ كُل شَر يَحفَظُ نَفسَكَ الرَّبُّ يَحفَظُ خُروجَكَ ودُخولكَ مِنَ الآنَ وإلَى الدَّهرِ" (مز121: 4-8). (11) جبل دانيال: (ثيؤطوكية الثلاثاء) في القطعة الخامسة من ثيؤطوكية الثلاثاء نقول "لأن هذا هو الحجر الذي رآه دانيال قد قُطع من جبل لم تلمسه يد إنسان البتة هو الكلمة الذي من الآب أتى وتجسد من العذراء بغير زرع بشر حتى خلصنا"فقطع هذا الحجر من الجبل بدون يد إنسان كان رمزًا للسيدة العذراء التي أخذ منها السيد المسيح جسدًا بدون زرع بشر ولا معرفة رجل فكما لم يلمس الجبل يد إنسان هكذا لم يقترب أي رجل من السيدة العذراء فحبلها بالسيد المسيح كان بالروح القدس. (12) سماء ثانية جديدة: (ثيؤطوكية الأربعاء، الخميس، السبت) في القطعة الأولى من ثيؤطوكية الأربعاء نقول "كل الطغمات السمائية ينطقون بطوباويتك لأنك أنتِ هي السماء الثانية الكائنة على الأرض"وفي ثيؤطوكية الخميس نقول "الاثنا عشر كوكبًا تكلل رأسها وهي حبلى"وفي القطعة الخامسة من ثيؤطوكية السبت نقول "صرت سماءً ثانية على الأرض يا والدة الإله لأنه أشرق لنا منكِ شمس البر"هذه السماء الثانية الجديدة هي التي تحدث عنها ملاخي النبي قائلًا "ولكُمْ أيُّها المُتَّقونَ اسمي تُشرِقُ شَمسُ البِر والشفاءُ في أجنِحَتِها، فتخرُجونَ وتنشأونَ كعُجولِ الصيرَةِ" (ملا4: 2) فقد أشرق لنا منها شمس البر ربنا يسوع المسيح النور الحقيقي. (13) المرأة المتسربلة بالشمس: (ثيؤطوكية الخميس) نقول في القطعة التاسعة من ثيؤطوكية الخميس "هي مريم السماء الجديدة التي على الأرض المشرقة لنا منها شمس البر لأن الشمس المتسربلة بها هي ربنا يسوع المسيح والقمر الذي تحت رجليها هو يوحنا المعمدان والاثنى عشر كوكبًا المكللة رأسها هي الاثني عشر رسولًا يحيطون بها ويكرمونها" وهذا الكلام نفسه هو ما ذكر في سفر الرؤيا "وظَهَرَتْ آيَةٌ عظيمَةٌ في السماءِ امرأةٌ مُتَسَربِلَةٌ بالشَّمسِ، والقَمَرُ تحتَ رِجلَيها، وعلَى رأسِها إكليلٌ مِنِ اثنَيْ عشَرَ كوكَبًا، وهي حُبلَى تصرُخُ مُتَمَخضَةً ومُتَوَجعَةً لتلِدَ" (رؤ12: 1-2)هذه التشبيهات كلها تدلنا على أن السيدة العذراء هي المرأة المتسربلة بالشمس والقمر الذي تحت رجليها هو يوحنا المعمدان فتدلنا على عظمة السيدة العذراء. (14) قسط الذهب والمن المُخفى داخله: (ثيؤطوكية الأحد) في القطعة الرابعة عشر من ثيؤطوكية الأحد نقول "كان في القبة قسط ذهبي وكيل منٍ مخفى فيه" وفي القطعة الخامسة عشر نقول "شبهوا التابوت بالعذراء وذهبه المختار بطهارتها شبهوا القسط الذهبي بالعذراء وكيلة المن بمخلصنا"وهنا نقول إذا كان القسط الذهبي الذي كان رمزًا للسيدة العذراء نال كرامة هذه مقدارها في العهد القديم بوضع المن فيه فكم بالعذراء بإعطائها جسدًا للمسيح قد نالت كرامة لا توصف فهي التي حملت المن الحقيقي الذي "إنْ أكلَ أحَدٌ مِنْ هذا الخُبزِ يَحيا إلَى الأبدِ"(يو6: 51) وقدمته لنا، فالذي يأكل منه لا يموت إلى الأبد وتكون له حياة أبدية. (15) مدينة الله: (ثيؤطوكية الأربعاء) تتحدث ثيؤطوكية الأربعاء في قطعتيها الثانية والسادسة عن العذراء وتشبهها بأنها مدينة الله فنقول "تكلموا بكرامات من أجلك يا مدينة الله لأنك أنت مسكن جميع الفرحين كل ملوك الأرض يسيرون في نورك والأمم في ضيائك يا مريم أم الله"، "هي أرفع من الشاروبيم وأجل من السارافيم لأنها صارت هيكلًا للواحد من الثالوث هذه هي أورشليم مدينة إلهنا وفرح جميع القديسين كائن فيها" وهذا ما ذكره معلمنا داود في (مز87: 7) "لأن سكنى الفرحين جميعهم فيك" – حسب ترجمة الأجبيةهذه التشبيهات التي اتصفت بها السيدة العذراء على سبيل المثال وليس الحصر فيوجد العديد منها لم نذكره في ثيؤطوكية الأحد – حِرصًا على وقتكم الثمين. وهنا نذكر لك أيها القارئ العزيز بعض العبارات المهمة التي ذكرت في الثيؤطوكيات: "تطلع الآب من السماء فلم يجد من يشبهك أرسل وحيده أتى وتجسد منك" (الأربعاء). "غير المتجسد تجسد - والكلمة تجسمت – وغير المبتدئ ابتدأ – وغير الزمني صار زمنيًا – وغير المدرك لمسوه – وغير المرئي رأوه" (الأربعاء) "البطن الواقع تحت الحكم وولد الأولاد بوجع القلب صار ينبوعًا لعدم الموت" (الجمعة) "لم يزل إلهًا أتى وصار ابن بشر لكنه هو الإله الحقيقي أتى وخلصنا" (الجمعة) "السلام للقديسة أم جميع الأحياء" (الثلاثاء) "هذه الصنارة العقلية التي تصطاد المسيحيين" (لبش الجمعة) ويضاف في تسبحة كيهك العديد من الإبصاليات التي تقال على الهوسات والثيؤطوكيات (وكلمة إبصالية معناها ترنيمة ينتهي المرد بها في كل ربع باسم يسوع)وبهذا نرى أن الترنيم القبطي يمثل حوار مع اسم المخلص وهو اسم السيد المسيح فهو ليس مجرد ترنيم عادي كما نرى في ترانيم هذه الأيام فنجد الآباء أبرزوا بحق قيمة ترديد اسم يسوع المسيح وهو اسم الخلاص حتى صار هو محور عبادتهم بل صاروا يتنفسونه لأنه "وليس بأحَدٍ غَيرِهِ الخَلاصُ لأنْ ليس اسمٌ آخَرُ تحتَ السماءِ، قد أُعطيَ بَينَ الناسِ، بهِ يَنبَغي أنْ نَخلُصَ" (أع4: 12) فهذا موجز سريع وبسيط أردنا به أن نتعرف على معنى (7 و 4)، وهي التسبحة التي نصليها في شهر كيهك، لكي نكون على دراية كافية بسر التجسد الإلهي وعظمة والدة الإله التي من خلالها تم هذا التجسد وبذلك تتحول السهرة إلى ليلة نقضيها في السماء حول موضوع التجسد الإلهي عن طريق السيدة العذراء ونختم هنا كلامنا بما قاله القديس غريغوريوس النزينزي عن السيدة العذراء فيقول"من لا يؤمن أن القديسة مريم والدة الإله فهو غريب عن الله"ربنا يبارك حياتكم ولإلهنا المجد والإكرام من الآن وإلى الأبد آمين. الراهب القمص بطرس البراموسي
المزيد
20 ديسمبر 2019

امتنعوا عن كل شبه شر

أي مجتمع فيه فضائل، حتى الشعوب الوثنية عندها فضائل كثيرة مثل فضيلة احترام الآخر، لكن ما ذكره القديس بولس الرسول (1تس5: 12-23) هو فضائل مسيحية سامية. الفضيلة الإنسانية تقول: امتنعوا عن كل شر، لكن في المسيحية نقول: «امتنعوا عن كل شبه شر»، يا لهذا السمو! في العهد القديم كانت الوصية تقول: «لا تقتل»، لما جاء العهد الجديد قال ربنا يسوع المسيح: «لا تغضب»، لأن الغضب يؤدي إلى القتل. يسوع المسيح قال لنا أنه ما جاء لينقض بل ليكمل، أكمل فهم الإنسان للوصية، فالوصية لها أبعاد ومستويات يتقدم فيها الإنسان، في سمو ورقي، في مسيرة طويلة. ما معنى امتنعوا عن كل شبه شر؟شبه الشر هو الذي يؤدي إلى الشر، يؤدي إلى الخطية أو الجريمة أو الانحراف. «امتنعوا عن كل شبه شر» تعني أن تضع في بالك أن هناك أمور في حياتنا تؤدي إلى ما هو أخطر، قد تكون هذه الأمور ليست خطيرة في حد ذاتها، لكن عندما يسقط الإنسان فيها أو يدخل في بدايتها يقع في خطايا كثيرة. تعالوا لنأخذ أربعة أو خمسة نماذج تبيّن لنا ما هو شبه الشر.1) التردديقول لنا الكتاب في رسالة يعقوب عن الإنسان المتردد: «رَجُلٌ ذو رأيَينِ هو مُتَقَلقِلٌ في جميعِ طُرُقِهِ» (يع1: 8). أتذكر حين كنت في الدير وكنت مسئولًا عن الزائرين، أن دخل شاب مع أمه ومعه ورقة في يده مغلق عليها، وقال لي: "اختر ورقة يا أبونا"، فاخترت ورقه كان مكتوبًا فيها "لا أبيعها" ففرح الشاب، ردت أمه قائلة أنهم كانوا ي دير آخر واختار أب راهب هناك ورقة أخرى مكتوب عليها "بعها" وتضح أن ذلك كان بخصوص قطعة أرض كانا يفكران في بيعها لكن الشاب كان مترددًا. مثل هذا الإنسان هو صعب جدًا، وخصوصًا لو كان في مسئولية. التردد يوصّل إلى الشر، وعكسه الثبات. الإنسان الثابت حينما يواجه موضوعًا فإنه يدرسه ويصلي ويفكر ويأخذ مشورة ويقرر. مثال لذلك إبراهيم أبو الآباء، في سفر التكوين أصحاح 12، طلب منه الله أن يترك أرضه وعشيرته ويتغرّب، ولم يضيّع إبراهيم وقتًا، بل قام بكل نشاط وبدأ يأخذ طريق المسيرة وهذه الدعوة. مثال آخر إبراهيم أبو الآباء عندما طلب الله أن يقدم ابنه ذبيحة، فأطاع فورًا. في المقابل نرى مثالًل للتردد في الشاب الذي دعاه السيد المسيح وقال له: اتبعني، فأجاب: «يا سيِّدُ، ائذَنْ لي أنْ أمضيَ أوَّلًا وأدفِنَ أبي» (مت8: 19-22)، طبعًا دفن الأب شيء مهم، لكنها هنا شكل من أشكال التردد. أحيانًا الروح يحركك لعمل روحي مثل أن تصلي أو تقرأ الإنجيل، ولكنك تتلادد لثوانٍ تحت أي مُسمّى، وتكون النتيجة أن الإنسان يخسر عمله الروحي، وهذا شبه الشر الذي يقود للشر. 2) الإهدارأكثر ما يهدره الإنسان في عمره هو الوقت. الوقت عطية إلهيه لا تتوالد ولا تتمدد، اليوم 24 ساعة لكل البشر، وهو لا يتوقف ولا يرجع إلى الوراء وهو محدود مهما طال. القديس أغسطينوس في نهاية حياته كان لا يستطيع الوقوف أو الجلوس، بل كان راقدًا أغلب الوقت، ولأنه كان يريد أن يصلي فطلب أن تُكتَب المزامير على الحائط ليستطيع قراءتها. زيارة صغيرة لأيّة محطة قطار أو أتوبيس في أيّة دولة غربية، تجد الناس تقرأ دون تضييع وقت في الثرثرة. اهتم بوقتك، قدِّر هذه العطية التي يقدمها الله لك، استخدم الوقت حتى تفيد نفسك وتفيد الآخرين. الوقت هو أغلى ما نملك.ليس قثط إهدار الوقت، بل أيضًا إهدار المال. هناك قديسون كانوا أغنياء جدًا مثل إبراهيم أبي الآباء، والقديس الأنبا أنطونيوس أب جميع الرهبان والذي كان يمتلك 300 فدان، وغيرهما الكثيرون. المال نعمة وعطية من عند الله، ولكنها نعمة يُختبَر بيها معدن الإنسان. هناك من يستغل المال بشكل صحيح سواء في مشاريع أو خدمة... إلخ، وهناك آخر يسيء استخدام هذا المال بأي شكل من الأشكال. إهدار المال خطية، هو شبه شر، قمن يسيء استخدام ماله، يوقع نفسه في خطايا كثيرة. افرض وفرة المال لا تعني التبذير، بل تعني الحكمة للاستخدام الحسن. هناك أشكال أخرى من الإهدار، مثل إهدار إهدار المياه والطعام. يوجد في العالم مليار من البشر لا يجدون مياه الشرب، بمعنى أن واحدًا من كل سبعة لا يجد كوب ماء ليشربه، وهناك بلاد فيها مجاعات والناس يبحثون عن الطعام في صناديق القمامة! لذلك فكر البشر في اختراع الثلاجات وأجهزة أخرى ووسائل طهو متعددة، وذلك لتقليل إهدار الطعام. حينما ترمي الطعام فأنت تحرم إنسانًا آخر من الطعام. 3) الإهمالمثلما يهمل أب أو أم في تربيه أولادهما، وقد يأخذ الإهمال صورة التدليل. وهناك الإهمال في العمل، والإهمال في الإنتاج. لو لم يُربَط المسمار جيدًا في عجلة السيارة فمن الممكن أن يؤدي هذا إلى شر. أظنكم تتذكرون كيف أهمل عالي الكاهن في تربية أولاده وماذا كانت النتيجة. وهناك الإهمال في العلاقات الاجتماعية، بجيرانك وأصحابك وزملائك... الإهمال شر، وأحيانًا نسمًيه "آفة الحياة الروحية": إهمال صلواتك، إهمال انجيلك، إهمال قراءاتك... إلخ. وهناك إهمال النظافة: في البيت، في الفصل الدراسي، في المدرسة، في الشارع... بل وقد نرى صنوف الإهمال هذه في الكنيسة! نظافة المكان تجعل الإنسان مرتاحًا، والعكس صحيح.5) الانشغال الزائد هناك من يعمل أكثر من اللازم، وهذا يؤدي إلى أخطاء كثيرة منها الإهمال. هناك من أناس "مدمنو شغل" workaholic. الانشغال الزائد يتعب الإنسان في كل علاقاته، بل قد ينقطع عن الممارسات الروحية من صلاة وقراءة وخدمة بسبب الانشعال. وهناك من يضيع بيته وأسرته بسبب انشغاله الدائم. الانشغال الزائد أحيانًا يكون مقدمة لشرور أخرى. لابد أن يكون هناك تنوع في حياة الإنسان، لذلك نجد في الحياة الديرية يقولون لنا إن قانون الراهب: ساعة عمل، ساعة قراءة، ساعة صلاة؛ أي أن اليوم مُقسَّم فترة للصلاة وفترة للقراءة والدراسة وفترة للعمل: عمل يدوي أو غير يدوي.المشغولية الزائدة هي شبه شر، وتحرم الإنسان من بيته، ومن حياته، بل وربما من أبديته أيضًا، لذلك يجب أن يكون الإنسان منتبهًا للغاية من الانشغال الزائد، ويجب أن يكون له وقته الخاص بين فترة وأخرى، لكي يستطيع أن يكمل مسئولياته الأخرى.6) العشوائية هناك من يذاكر بدون نظام، ومن يجاوب بلا نظام، ومن يتكلم بلا نظام، وآخر يبني بدون نظام... والعجيب أن مثل هؤلاء يقولون عن حياتهم إنها "ماشية بالبركة"! بينما في الواقع، البركة في النظام. في معجزة إشباع الجموع، قال السيد المسيح للجموع أن يجلسوا فرقًا فرقًا، خمسين خمسين، وطبعًا بينهم ممرات، وجعل الرسل يوزعون الطعام عليهم، فأكلوا وشبعوا وفضل عنهم اثنتا عشرة قفة من الكسر التي جمعوها، مما يعني أنهم تركوا المكان نظيفًا؛ فالنظام يؤدي إلى البركة. ودائمًا نقول لأولادنا إن كلمه نجاح تبدأ بحرف "النون" الذي هو رمز واختصار لكلمة "نظام". العشوائية لا تبني الإنسان، بل هي شكل من أشكال الإهمال. الذي يبدد طاقات الإنسان، ولا يجعل الحياة هادئة بل تصير مشوشة. حتى في المناطق العشوائية لا نستطيع أن نوصّل لها الكهرباء والمياه، بل في بعض المناطق العشوائية حينما يحصل حادث أو مشكلة قد لا تستطيع عربة الإسعاف الدخول، أو لا يستطيعون الوصول للمكان...... ... ...هذه الصور كلها تندرج تحت هذه الفضيلة «امتنعوا عن كل شبه شر». وطبعًا هناك نماذج كثيرة وصور متعددة يمكن أن تبحث عنها في حياتك. وأحب أن أقدم لكم تدريبًا ونحن في نهاية السنة في الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر، راجعوا الجزء الذي قرأناه في رسالة تسالونيكي الأولى الأصحاح الخامس 12-22، اكتبوا هذه العشر الآيات وراجعوا أنفسكم بحسب الوصايا التي في الآيات، وابحثوا عن كيفية تطبيقها. راجع نفسك في نهاية هذا العام، واعمل برنامج عمل لحياتك في السنة القادمة. ربنا يحافظ عليكم دائمًا. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
19 ديسمبر 2019

التناقض المزعوم بين الأسفار وبين سِفْرُ اَلاَّوِيِّينَ

1- بين اصحاح 1 – 4، اصحاح 26 ففى الاول والثانى ذكر عدد بنى اسرائيل ولكنهما اختلفا فى تقدير العدد فبعض الاسباط فى الاحصاء الثانى زاد وبعضها نقص. فنجيب: كان بين الاحصائين ما يزيد عن 38 سنه فلهذا زاد عدد بعض الاسباط فى الثانى عن الاول، والاحصاء الاول تكرار للاحصاء المذكور فى (خر 38 : 6) اما النقص فى بعض الاسباط فسسبه ان الله كان قد قضى قبل دخول ارض كنعان بافناء كل الرجال الذين فوق سن العشرين وقت الخروج (ماعدا اثنين وسبط لاوى) اى كل الذين تضمنهم الاحصاء الاول، وان ذلك القضاء اخذ يجرى منذ نطق الله به اى منذ بدء السير فى البريه او منذ رجوع الجواسيس (عدد 14 : 29) ولا ريب فى ان نتيجه ذلك نقص عدد الاسرائيليين فى الجيل التالى. ولم يكن النقص متناسبا فاننا نرى النقص الاعظم فى شمعون ولاوى مع كونه خرج من ذلك القضاء فلم يزد سوى الف وهى زياده زهيده وذلك لتتم عليهم نبوه ابيهما (تك 49 : 5 – 7) انظر ايضا بخصوص شمعون (عد 25 ويش 19 : 9 و1 اى 4 : 27) وبخصوص لاوى (عد 3 : 4 و16 : 32 و26 : 10) واصاب النقص الراوبينيين لانهم كانوا على موسى (تث 11 : 1). 2- وبين اصحاح 1 : 7، را 4 : 20 ففى الاول ان نحشون كان فى عصر موسى وفى الثانى ان بينه وبين داود اربعه اعقاب فقط هم سلمون وبوعز وعوبيد ويسى، على ان بين موسى وداود اكثرمن 450 سنه (اع 13 : 20). فنجيب لعل الثانى ترك بعض اشخاص واكتفى بذكر المشاهير من رؤساء العائله. مثال ذلك انه فى (1 اى 6 : 3 – 15) توجد سلسله رؤساء الكهنه من هارونالىالسبى، اما عزرا الذى كان منهم فعند ذكر نسبه فى سفره اصحاح 7 : 1 – 5 يهمل من هذه السلسه ذاتها نحو سته اجيال كما يظهر من مقابله هذين الشاهدين فى محلهما. 3- وبين لا اصحاح 4، عد اصحاح 15 ففى الاول تقدم ذبيحه ثور فداء عن الشعب وفى الثانى لابد ان يكون الثور مع لوازمه. فنجيب ان الاول قصد به ذبيحه الاثم وقصد بالثانى ذبيحه الاثم مع النذور. راجع العبارتين. 4- وبين عد 4 : 3 و23 و30 و35 و39 و43 و47 وبين اصحاح 8 : 24 و25 ففى الاول ان خادم خيمه الاجتماع يكون من ابن 30 سنه فصاعداالى50 سنه وفى الثانى يكون ابن 25 سنه فصاعداالى50 سنه فنجيب كان اللاويون فى عصر موسى يخدمون من سن 25 سنه فى الخدم البسيطه اما وقت نقل ادوات خيمه الاجتماع الثقيله فكان يختار لها الرجال الاقوى. وبعد ان بنى الهيكل وخف العمل قبل فى خدمته من كان سنه 30 سنه. 5- وبين اصحاح 16 : 32، اصحاح 26 : 11 ففى الاول ان الارض ابتلعت قورح وكل من كان له وفى الثانى ان بنو قورح لم يموتوا فنجيب. جاء فى الكتاب ان قورح من عشيره قهات وداثان وابيرام اللذان اعتصبا معه على موسىمن سبط راوبين عد 16 ومحله الاول كانت قبلى خيمه الاجتماع المركزي ه على جانب المسكنالىالتيمن واما محله الاخرين فقد كانت قبلى الخيمه ايضاالىالتيمن فى صف خارجى وهذا يعلل لنا سبب مخاطبه موسى لقورح لقربه منه (عد 16 : 8) وسبب استدعائه لداثان وابيرام (عد 12) اللذين رفضا ان يجيئا ثم تركه فى الصباح خيمه الاجتماع المركزيه (عد 16) حيث كان الشعب يقدمون البخور امام الرب وذهابهالىداثان وابيرام (عد 25)ويعلل ايضا سبب ذكر خيام داثان وابيرام مرتين واغفال ذكر خيمه قورح مع انه زعيم المحرضين (عد 26 و27) ويفصح لنا ايضا عن سبب هلاك هاتين العشيرتين وعدم ذكر عشيره قورح لان انشقاق الارض كان قاصرا على المكان المنصوبه فيه خيام داثان وابيرام التى امر الرب شعب اسرائيل بالاعتزال عنها (عد 26) فعشيره قورح لم تهلك لان خيمتها كانت فى صف داخلى وهذا هو السبب فى ذكر داثان وابيرام فقط فى (تث من 11 : 6) واما قول الاول (وكل من كان لقورح) اى من الثائرين معه ولا يقتضى ان يكونوا من عشيرته، وذكر الاول له بصفته كبير المعتصبين. المتنيح القس منسى يوحنا عن كتاب حل مشاكل الكتاب المقدس
المزيد
18 ديسمبر 2019

الوقت

يا أخوتي ، في بداية عام جديد ،أود أن نتذكر حقيقة هامة وهي الحياة هي وقت والذي يضيع وقته ، يضيع حياته كما أن الذي يستفيد من الوقت،إنما يستفيد من حياته حياتك هي أيام وساعات ودقائق . وكما قال الشاعر : دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثواني وأنا اليوم أود أن أقول لكم : كل عام وأنتم بخير وها قد مضي عام ، ونحن نستقبل عاماً جديداً ولست أدري ، هل أبارك لكم في العام الجديد ، أم أعزيكم بمناسبة العام الذي مضي ؟! فالعام المنقضي ، هو عام من حياة كل إنسان قد أنقضي ، هو جزء من حياته قد مضي هو خطوة قد خطاها نحو الأبدية ، وأقترب بها نحو العالم الآخر هو سجل من صفحات حياته سوف يعطي حساباً عنه أمام الله وملائكته وكل عام يمضي من حياتنا ، لا نستطيع أن نسترجعه مرة أخري أصبح أمراً واقعاً ، مستحيلاً علينا ، لا نستطيع تغييره ربما كانت لنا في العام الماضي أخطاء قد نندم عليها ، أو نتبرم بها ، أو نتركها ، أو نتوب عنها وتغفر لنا ولكن مع ذلك لا نستطيع أن نلغي حدوثها لقد حدثت وانتهي الأمر ، ولا نستطيع أن نغير هذا أو ننكره لقد أصبح تاريخاً ، ولم يعد في إمكاننا أن نتصرف فيه لقد أنكر بطرس سيده وتاب ، وغفرت له هذه الخطية . ولكنها أصبحت تاريخاً غفرانها لم يمنع أنها حدثت ، بل يثبت حدوثها وقد عاش أوغسطنيوس حياة فاسدة ثم تاب وتغيرت حياته إلي العكس وأصبح كنزاً من روحيات ولكن هذه التوبة وهذه القداسة لم تمنع ما قد تسجل في صفحات تاريخه لذلك علينا أن ندقق في كل دقيقة وكل تصرف فكل دقيقة هي جزء من حياتنا وكل تصرف هو جزء من تاريخنا وكل دقيقة تمضي ، لا نستطيع ان نسترجعها وكل تاريخ لنا ، لا نستطيع أن نلغيه أو ننكر وقوعه ولقد أعطانا الله العمر ، لكي نستغله للخير ، ونحب الله فيه وأعطانا هذا العام الجديد ، ليكون عاماً للحب والخير وإذا ضاع هذا العام بغير ثمر ، يكون هدف الله من إعطائه لنا لم يتحقق تري كيف سنسلك في هذا العام ؟هو صفحة بيضاء ، لم نكتب فيها شيئاً بعد تري ما الذي سنكتبه في هذه الصفحة من صفحات تاريخنا ؟ ماذا سنسجله علي أنفسنا ؟ ماذا سنحاسب عليه ، عندما يقول الله لكل منا " أنا عارف أعمالك " ( رؤ 2: 2) ؟ هل سنرضيه في السنة المقبلة ، ونفعل مشيئته ، نكون أفضل حالاً مما سبق ؟ هل سنعتبر العام الجديد ، وزنه نتاجر بها ونربح ؟ هل ستكون كل دقيقة من دقائقه دسمة ومثمرة ، ومملوءة بالخير والبركة ، لنا وللآخرين ؟ أترانا حريصين علي كل دقيقة تمر من عمرنا ؟ وهل كل ساعة من حياتنا ثمينة في نظرنا ، عزيزة علينا ؟ هل نعتبر أنفسنا مجرد وكلاء علي هذه الحياة ؟ هذه الحياة ، حياتنا ، ليست ملكاً لنا ، إنما هي ملك لله ، وهبها لنا ونحن مجرد وكلاء عليها إنها مجرد وديعة منه في أيدينا ، ينبغي أن نكون أمناء عليها وسنقدم حساباً عنها - جملة وتفصيلاً - حينما يقول لكل منا " أعطني حساب وكالتك " ( لو 16: 2) فلنراجع أنفسنا إذن ، ولننظر إلي حياتنا كيف هي ؟ كل وقت مملوء بالخير ، هو الذي سيحسب من عمرنا هو الوقت الحي في حياتنا أما الأوقات التي لا تستغل في الخير ، فهي ميتة لا تحسب من الحياة ، بل قد تميت غيرها معها فعلي ذلك أسألكم كم هي الأوقات التي ضاعت من عمركم ولم تحسب لكم وكم هي الأوقات المحسوبة من عمركم ، الحية المثمرة ؟كم هي سنو حياتكم الحقيقة علي الأرض ؟أنظروا إلي حياتكم ، وليسأل كل منكم نفسه كم ساعة من العمر كانت لي مع الله ؟ وكم ساعة كانت للشيطان وللمادة وللجسد ؟ كم ساعة كانت مثمرة ، خيرة نيرة ؟ ليتنا نواجه أنفسنا في صراحة وصدق ونسألها : كم هو الوقت الذي كان لنا في عمرنا ، وكم هو الوقت الذي كان علينا وضدنا ؟ أني أعجب ممن يبحث عن طريقه لقتل الوقت ! الذي يقتل الوقت ، إنما يقتل حياته ، لأن حياته هي بهذا الوقت مثل هذا الإنسان الذي يبحث عن أية طريقة يقضي بها وقته ، لكي يمر الوقت عليه بلا ملل مثل هذا الإنسان ، لا يشعر بأن هناك قيمة لحياته ! إنه يعيش بلا هدف ، وبلا رسالة حياته رخيصة في عينيه ، لذلك يبحث عن وسيلة يقتل بها وقته ! وعكس ذلك الذين يقدرون حياتهم ، فيكون وقتهم مثمراً هناك قديسون عاشوا فترة قصيرة جداً علي الأرض ولكنها فترة عجيبة الثمر ، إقتدرت كثيراً في فعلها كل دقيقة من حياتهم ، كانت لها قيمة وكان الله يعمل فيها خذوا مثالاً لذلك القديس يوحنا المعمدان لقد بدأ رسالته وهو في سن الثلاثين ، قبل بدء خدمة السيد المسيح بسته أشهر ، وانتهت خدمته باستشهاده بعد ذلك بقليل كم كانت فترة خدمته إذن ؟ حوالي سنة علي الأكثر وفي هذه الفترة القصيرة ، استطاع أن يعد الطريق للرب ، ويهيئ له شعباً مستعداً ، ويكرز بمعمودية التوبة ، ويعمد آلافاً من الناس ، ويشهد للحق ويموت شهيداً ويستحق أن يدعي " أعظم من ولدته النساء "( مت 11: 11) ، كما دعي ملاكاً إن الشهور التي قضاها يوحنا في الخدمة ، كانت أثمن وأعكق بكثير من عشرات السنوات في حياة خدام آخرين كان وقته غالباً جداً ومثمراً ، ونافعاً لجيله كله متوشالح الذي عاش 969 سنة ، أطول عمر لإنسان علي الأرض ، لم نسمع عنه أنه عمل أعمالاً عظيمة خلال مئات السنوات ، كبعض أعمال يوحنا المعمدان في شهور ! وكما تحدثت عن الحياة المثمرة القصيرة التي للمعمدان ، يمكن أن أتحدث عن قديسين آخرين كبوليس الرسول الذي لو أتيح له أن يزور عالمنا ، ولو ليوم واحد ، لاستطاع في هذا اليوم الواحد أن يعمل عملاً لا نستطيع نحن مثله في مئات السنين هذا القديس الذي تعب أكثر من جميع الرسل ( 1كو 15: 10) ، وأسس كنائس عديدة في أقطار كثيرة ، ونشر الإيمان وكان يكتب الرسائل حتي وهو في السجن كم كان وقت هذا القديس ثميناً ، له وللكنيسة كلها ، عبر الأجيال الطويلة خذوا مثالاً أخر لساعة واحدة من حياة بطرس الرسول ، ألقي فيها عظة فآمن علي يدية ثلاث آلاف من اليهود ، واعتمدوا ( أع 2) كم كانت تلك الساعة ثمنية ، ليست مثل باقي ساعات الناس ، وفاعليتها أكثر من فاعليه سنوات في حياة الآخرين وهناك قديسون قضوا أوقاتهم بجدية فنموا نمواً مبكراً :- كالقديس تادرس تلميذ الأنبا باخوميوس ، الذي صار مرشداً لكثيرين وهو لا يزال شاباً وفي سنه الصغير أسس عدداً كبيراً من الديرة وأشرف عليها ، وصار الساعد الأيمن للقديس باخوميوس ، وأعتبره الكل كطاقة روحية جبارة ، وهو بعد شاب ويشبهه في نمو المبكر القديس يوحنا القصير ، الذي قيل عنه إن الإسقيط كله كان متعلقاً بأصابعه ، وكان شاباً ، ومرشداً لكثيرين نعم كثيرون كهؤلاء عاشوا حياة قصيرة ولكنها غالية عاشوا حياة مثالية ، قدموا فيها صورة حية لأولاد الله ، وأدوا فيها رسالات عظيمة ، وقدموا للعالم قدوة ومثالاً ونفعاً . وقيست حياتهم بمفعولها وليس بطولها .وكان مفعولها عجيباً ومثل تادرس ويوحنا القصير ، نذكر الأنبا ميصائيل السائح هذا الذي كانت كل دقيقة من حياته الرهبانية لها عمقها الروحي وفاعليتها ، حتي انه صار سائحاً وهو في حوالي الثامنة عشرة من عمره وهكذا نما بسرعة كبيرة ، لأن وقته كان ثميناً ، لم يضيعه ، بل استغله في حياة النمو ، بجدية لا تعرف التهاون مطلقاً ولعلكم وسط هذه الأمثلة تسألون ما هو أعجب وقت عرفه التاريخ في تأثيره وفاعليته ، فأجيبكم إنها الثلاث ساعات التي قضاها المسيح علي الصليب ، من السادسة إلي التاسعة : ثلاث ساعات علي الصليب ، كانت كافية لخلاص العالم ! لا يوجد بالنسبة إلينا ، وقت أثمن من هذه الساعات الثلاث ، التي فيها سفك السيد المسيح دمه وقدم حياته كفارة عن خلاص العالم كله إن آلاف السنين لا يمكن أن تتوازن مع هذه الساعات الثلاث ، التي كانت بكرة لكل الأجيال من آدم إلي آخر الدهور ، والتي محيت فيها خطايا العالم كله ، التي حملها المسيح عمن آمنوا به حقاً هذه الساعات الثلاث لا توازيها أجيال البشرية كلها وجزء من هذ ه الساعات ، كان لخلاص اللص اليمين إن كل العمر الذي عاشه ديماس اللص ، لا يمكن أ، يقارن بهذه الساعات التي قضاها مع المسيح علي الصليب وكل أنواع اللذة والسعادة التي تمتع بها في حياته ، لا يمكن أن تقاس باللحظة التي سمع فيها من فم الرب عبارة " اليوم تكون معي في الفردوس "إنها أسعد لحظة في حياته عمره كله لا يساويها حقاً أن مقاييس الوقت ، تختلف في طولها وعمقها إن ساعات قليلة من حياة إنسان ، قد تكون أطول وأعمق في مفعولها ، من عمر كامل لإنسان آخر ، سواء من جهة الخير أو الشر ، النفع أو الضرر ساعة من حياة بطرس الرسول ، كانت سبباً لخلاص ثلاثة آلاف وساعة عكسية في حياة داود النبي ، أخطأ فيها ، وظل يبكي بسببها حياته كلها ، ويبلل فراشه بدموعه ، وصارت دموعه شراباً له نهاراً وليلاً وأنت هل وقتك صديق لك أم عدو ؟ هل هو لك أم عليك ؟ هل تكسب فيه الحياة أم تخسرها ؟ هل تنمو فيه روحياً ، أم ترجع فيه إلي الوراء ؟ أسأل نفسك هل مر عليك يوم قلت عنه ندم ليت هذا اليوم لم يكن من حياتي فمشاكلي طول العمر هي من نتاج هذا اليوم ، الذي فيه ضيعت عمري!ومن الناحية الأخري هل مر عليك وقت آخر كان له تأثيره الجميل في حياتك وحياة الناس ! هناك أناس كانت حياتهم بركة لأجيالهم لدرجة تجعل بعض الناس يقولون " لقد عشنا في زمن فلان ، عشنا في جيله وعاصرناه "فهل أنت هكذا ، يفرح الناس لأنهم عاشوا في أيامك وعاصروك وتأثروا بك ؟ هل لك تأثير وفاعلية وبركة ؟ هل وقتك ترك خاتمة علي غيرك ؟ كثيراً ما يرتبط الجيل بالشخص ، وتسمي بإسمه ، كما قلنا ليس في النطاق الروحي فقط ، بل والمدني أيضاً فكثيرون يذكرون مثلاً عصر شكسبير ، الشاعر المعروف ، دون أن يعرفوا القادة الذين عاشوا في عصره ، إلا الذين أرتبط بهم تاريخه ، فأعطاهم تاريخه شهرة أو قد يتحدث البعض عن عصر مايكل أنجلو الرسام الإيطالي المعروف ، دون أن يعرفوا البابوات الذين عاشوا في زمنه ، أو الأباطرة الذين عاصروه لقد كان هو أشهر من في الجيل كله ، فعرف الجيل كله به ، لأن وقت ميشيل أنجلو ترك آثاراً عميقة إستمرت حتي جيلنا هذا نقول هذا هؤلاء المشهورين ، ونقول من الناحية الأخري هناك أشخاص آخرون ، عاشوا وكأنهم لم يولودا ! قضوا فترة علي الأرض ، وكأنهم غير موجودين ، كأنهم لم يخلقوا لم يستفد العالم شيئاً من وجودهم ، ولم يحدثوا تأثيراً حتي في الدائرة الضيقة التي عاشوا فيها كان وقتهم بلا ثمر ، لم يستغلوه لمنفعتهم ولا لمنفعة أحد لذلك صارت حياتهم فراغاً .فحاذروا أن تكونوا من هذا النوع ، بل استفيدوا من وقتكم ، لبنيانكم وبنيان الآخرين ولا أقصد أن يكون تأثيركم في المجتمع الذي تعيشون فيه ، هو من أجل لفت الأنظار ، إنما من أجل أيمانكم بأن تكون لكم رسالة ، في بناء ملكوت الله علي الأرض إن كانت أيامكم السابقة بهذا الثمر ، فطوبكم وإن لم تكن فاهتموا من بداية هذا العام الجديد ان تكون حياتكم مثمرة ، وأن يكون وقتكم غالباً ، وله فاعليته احرصوا أن يكون هذا العام مثالي. عام مثالى:- لو كانت أعوام حياتكم تتنافس فيما بينهما ، فأي عام من هذه الأعوام يكون أفضلها ؟لا تتبعوا أنفسكم في فحص الماضي ، إنما ليت هذا العام الجديد يكون هو الأفضل وهو العام المثالي ليت هذه السنة الجديدة تكون أحسن سنوات العمر وليتنا نقول هذه العبارة في كل عام جديد يطل علينا وكما يدرب البعض أنفسهم علي يوم مثالي يقضونه في أجمل وضع روحي ، هكذا فليكن لنا تدريب العام المثالي ، كل يوم من أيام هذا العام المثالي ، لنجعل كل يوم من أيام هذه العام يوماً مثالياً ، وكل ساعة فلتكن ساعة مثالية فليعطينا الرب هذه النعمة ، له المجد الدائم إلي الأبد آمين قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كيف نبدأعاماً جديدا
المزيد
17 ديسمبر 2019

التجسد الإلهي

عقيدة التجسد هي إحدى العقائد الهامة في الإيمان المسيحي، لذلك تردّد الكنيسة في كل العالم في قانون الإيمان: "هذا الذي من أجلنا ومن أجل خلاصنا، نزل من السماء، وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء، وتأنس". فالتجسد كان في فكر الله منذ البدء، فالموت وفساد الطبيعة البشرية كانا نتائج خطية آدم، وبمجيء المسيح متجسدًا إلى العالم لكي يتمّم فداءنا، وبصلبه وقيامته، وهب لنا أن ننال الحياة والطبيعة الجديدة في سر المعمودية المقدسة.لم تكن توبة آدم كافية لحل مشكلة سقوط الإنسان، إذ لم يكن ممكنًا للتوبة وحدها أن تفي عدل الله ولا أن تغيِّر طبيعة الإنسان، بل كانت البشرية محكومًا عليها بالموت، وكان لابد لوجود مخلص ليعتق الإنسان من هذا الموت ويجدّد طبيعته. وفي المسيحية وحدها دون سائر الديانات فإن الإله فيها هو إله مخلّص، وهو يخلّص بذاته، لا يرسل ملاكًا ولا نبيًا ولا رسولًا من أجل خلاص الإنسان، بل هو وحده بذاته أتى ليخلّص الإنسان (لأنه وحده بلا خطية، وهو وحده غير المحدود، وهو وحده الذي يستطيع أن يجتاز الموت ويهزمه، فيهبنا بقيامته الخلاص من الخطية ومن اللعنة ومن العبودية للشيطان والخطية، ومن الإحساس بالذنب ومن الخوف.. الخ)، فوحده جدّد طبيعتنا الفاسدة.لماذا التجسد؟1) كان التجسد من أجل إتمام الفداء والخلاص، فقد ارتضي الله أن يتخذ لنفسه جسدًا لكي يقبل فيه حكم الموت، وفي جسده يحمل خطايانا على الصليب، وبهذا الجسد الذي تألم يقوم ناقضًا أوجاع الموت واهبًا لنا الحياة.2) بالتجسد يعلن الله ذاته للخليقة (عمانوئيل الله معنا)، فعندما سقط الإنسان وفقد صلته بالله، جاء الله في صورة إنسان لكي يعلن ذاته للبشرية «الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو خبّر» (يو1: 18)، حتي لا يعود الإنسان يعبد المخلوق دون الخالق، فتبطل كل عبادة غير عبادة الإله الحقيقي، فيسوع كان بهاء مجد الله ورسم جوهره (عب1: 3).3) بالتجسد قدم يسوع ذاته مثالًا للبشرية، وتمّم كل بر لكي نتبع خطواته، ولكي لا يعيش الأحياء فيما بعد لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام (2كو5: 15).نبوات ورموز عن التجسد الإلهي + تكلم سفر التكوين عن وعد الله بالخلاص لآدم وحواء في (تك3: 15)، ثم عن كون المخلص من سبط يهوذا في (تك49: 10)، ثم تحدث موسى النبي لشعب إسرائيل «يقيم الرب إلهك نبيًا من وسطك من إخوتك مثلي» (تث18: 15)، ويُكتب عنه في سفر العدد «أراه ولكن ليس الآن، أبصره ولكن ليس قريبًا» (عد21: 17)، ثم عنه يتحدث إشعياء بكونه مولودًا من عذراء (إش7)، ثم بكونه ملكًا وأبًا أبديًا في (إش9: 6)، كما يتحدث ميخا النبي عن ميلاده في بيت لحم (ميخا5: 2)، وعن مجيئه أيضًا يكتب حجي النبي بكونه مُشتهى الأمم (حجي2: 7)، كما يكتب عنه ملاخي بكونه شمس البر التي تشرق والشفاء في أجنحتها (ملاخي4: 2).+ أمّا عن رموز التجسد فكان عمود السحاب وعمود النار المصاحب للشعب في البرية رمزًا لناسوت الرب ولاهوته، وكانت العليقة رمزًا لتجسده من العذراء، وكانت أيضًا عصا هارون التي أفرخت بغير غرس ولا سقي إشارة لميلاد الرب بدون زرع بشر.المعاني الروحية للتجسد في التجسد تظهر معاني محبة الله للإنسان، ورغبته أن يصنع صلحًا مع البشرية، كما يحمل التجسد معنى الرجاء الذي جعل كل شر الإنسان لا يمنع الله عن خلاصه الذي صنعه من أجل الإنسان. في التجسد أيضًا معنى الاتضاع الحقيقي للإله الذي صار في صورة عبد. وفيه أيضًا تظهر قيمة الإنسان في عيني الله الذي لم يشأ أن يهلك الإنسان، لأنه كان عزيزًا في عيني الرب. التجسد أيضًا يؤكد ضرورة الكرازة وانتشار بشرى الخلاص. أخيرًا التجسد يظهر كيف جاء الله ليمنح الإنسان النصرة على الخطية والشيطان...لتكن هذه المعاني في حياتك معاني حية تتذكرها كلما احتفلت الكنيسة بتذكار ميلاد الرب. نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا
المزيد
16 ديسمبر 2019

لماذا التجسد؟

لم يكن تجسد ابن الله هدفًا في ذاته بل كان وسيلة لتحقيق أهداف عظمى وهي:- 1- فداء الإنسان إذ بذل أقنوم الابن جسده فداءً عن الإنسان الساقط. 2- تجديد خلقة الإنسان إذ جاء ابن الله الكلمة المتجسد ليتحد بطبيعتنا الساقطة، ويُقيمها من ضعفها ويجددها بل ويُعيد خلقتها لتصير طبيعة مُقدسة. 3- تعليم الإنسان الفضيلة والكمال،وتقديم المثل الأعلى إذ أتى أقنوم الابن وعلّم الإنسان الفضيلة والكمال، ليس بكلامه فقط بل بشخصيته أيضًا، فعاش كاملًا، مُقدمًا مَثلًا وقدوة يسير عليها المؤمنون لأن الله غير قابل للموت بلاهوته أخذ جسدًا قابلًا للموت،فيه ذاق الموت من أجل الجميع "يا من ذاق الموت بالجسد في وقت الساعة التاسعة من أجلنا نحن الخطاة" (قطع الساعة التاسعة). إذًا لابد من التجسد لكي يتم الخلاص وفداء الإنسان. لماذا يفدينا؟ خلق الله الإنسان على صورته ومثاله"وقالَ اللهُ: "نَعمَلُ الإنسانَ علَى صورَتِنا كشَبَهِنا، فيَتَسَلَّطونَ علَى سمَكِ البحرِ وعلَى طَيرِ السماءِ وعلَى البَهائمِ، وعلَى كُل الأرضِ، وعلَى جميعِ الدَّبّاباتِ التي تدِبُّ علَى الأرضِ" (تك1: 26) وبدأ الله يفكر في هذا المخلوق الذي يريد أن يعمله على صورته وشبهه"وجَبَلَ الرَّبُّ الإلهُ آدَمَ تُرابًا مِنَ الأرضِ، ونَفَخَ في أنفِهِ نَسَمَةَ حياةٍ فصارَ آدَمُ نَفسًا حَيَّةً" (تك2: 7)بهذه النفخة التي نفخها الله لتعطي الحياة للإنسان طبع الله صورته فينا، وسكن فينا بروحه الذي يحبنا ويجعلنا ننمو كل يوم في القداسة على صورة الله "ليس جَيدًا أنْ يكونَ آدَمُ وحدَهُ، فأصنَعَ لهُ مُعينًا نَظيرَهُ" (تك2: 18).. استيقظ آدم فوجد حواء بجانبه وشعر بمحبة عظيمة نحوها "هذِهِ الآنَ عَظمٌ مِنْ عِظامي ولَحمٌ مِنْ لَحمي" (تك2: 23) أعطى الله آدم السلطان على كل الخليقة ثم سقط آدم بمخالفته الوصية آدم أيها المحبوب إنك مخلوق من تراب،وكان يمكن أن تظل تربًا،لكنني أردت أن أخلقك لأمتعك بالوجود معي لقد خلقت الحيوانات يا آدم بلا عقل أو حرية،ولكنني أحبك لذلك أعطيتك من عقلي ومن حريتي ومن إرادتي،لأني خلقتك رجلًا محبوبًا بعد سقوط آدم وحواء صنع لهم الله أقمصة من الجلد "ذبح حيوان" "الدم".. فكرة الذبيحة النائبة عن المخطئ وضعت من ذلك الوقت فكر الله في خلاص الإنسان الذي أخطأ وطُرد من الجنة كيف ومتى لقد أخذ العدل الإلهي مجراه، فطُرد آدم من حضرة الله القدوس، وسرى عليه حكم الموت الأبدي. ما هو قدر خطية آدم؟ إنها غير محدودة لماذا؟لأن الخطية تقدر بشخصية المخطئ إليه فمثلًا:- لو أخطأ إنسان في حق ابنه، يكون الخطأ بسيطًا فيمكن إصلاحه بالاعتزاز بينما نفس الخطأ لو حدث مع صديق فيكون الصلح أصعب ولو حدث مع الرئيس في العمل يكون أصعب وأصعب وقد يحتاج تدخل الآخرين ولكن ما رأيك لو حدث نفس الخطأ مع رئيس الدولة؟ بلا شك ستكون هذه الإهانة موجهة للدولة ككل،وقد يقع مرتكب هذا الخطأ تحت حكم السجن مدى الحياة. هنا نتأمل خطية أبونا آدم.. كم هي معقدة وغير محدودة!! لأنها موجهة ضد الله الغير محدود هذه الخطية توارثها جميع أبناء آدم ولم يفلت منها أحد وبما أن خطية آدم وجهت لله الغير محدود، أصبحت خطية غير محدودة لذلك وجب أن الذي يفي العدل الإلهي ويخلص آدم يكون كائن غير محدود ولأن الخطية التي وجهت لله كان المخطئ فيها إنسان له جسد أصبح الذي يفي عدل الله لابد أن يكون له جسد ولأن الإنسان بطبيعته التي أفسدها أصبح طبيعة خاطئة يحمل الخطية في كل شيء، ولأن فاقد الشيء لا يعطيه فكيف يفي الإنسان الخاطئ أو يفدي الإنسان الخاطئ إنسانًا آخر خاطئ مثله؟ فلابد الذي يفديه يكون بلا خطية. لذا وجب شروط للفادي الذي يفدى الإنسان:- شروط الفادي كائن ذو طبيعة بشرية له جسد. كائن غير محدود. بلا خطية. مَنْ يفدي آدم؟ رئيس ملائكة!!نبي أو رئيس أنبياء!!إنسان!!اللاهوت لا يموت لذلك لازم يأخذ جسد قابل للموت لذلك وجب تجسد الابن الوحيد لذلك لزم أن يكون كائنًا غير محدود بلا خطية، ذو طبيعة بشرية وطبيعة قابلة للموت مَنْ هذا الكائن غير الإله المتجسد السيد المسيح!لذلك وجب نزول الأقنوم الثاني، وحلوله في بطن السيدة العذراء، وتكوين جسد له بحلول الروح القدس فى بطنها، وخروجه من بطنها إلهًا متجسدًاإلهًا آخذًا صورة إنسان ربنا يبارك حياتكم ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين. الراهب القمص بطرس البراموسي
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل