المقالات

12 أكتوبر 2019

إبراهيم أبو الآباء ج2

مصاعب فى طريق الله: أ – الكنعانيون..لكن مع وجودهم كان الله هناك. ب – جوع فى الارض.. وبسبب الجوع نزل إبراهيم إلى مصر دون إعلان أو مشورة من الله..هل فكر إبراهيم أن جوع كنعان أفضل من خيرات مصر؟..ليس هذا ما أختبره موسى بعد ذلك " فقد حسب " عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر، لأنه كان ينظر إلى المجازاة (عب 11: 26)..نلاحظ أن إبراهيم عاش فى مصر بدون مذبح.. أى أنه فقد شركته مع الله.. ولو أنتظر مشورة الله فى تجربة الجوع لكانت سبب بركة وتزكية. ج - إبراهيم وهو يقترب من مصر قال لسارة أمراته أن تقول أنها أخته، خوفا أن يقتله فرعون، عجيب هو ضعف إبراهيم فى إيمانه!! أستطاع إبراهيم أن يحصل على خير من فرعون بسبب إمرأته،.. لكن ماذا كانت النتيجة؟ لقد حرم إبراهيم من سارة شريكة حياته!! لكن فرعون لم يمسس سارة، وضرب وبيته ضربات عظيمة حتى أطلقها.. د – هنا نرى الله يتدخل بقوته لينقذ إبراهيم – لا من فرعون – بل من ضعفه هو..فترجع سارة.. ويعود هو إلى مكانه بين بيت إيل وعاى حيث سكن أولا، وبنى مذبحا للرب.. النزاع بين إبراهيم ولوط: كان إبراهيم (السائر مع الله) غنيا جدا – وكان لوطا (السائر مع إبراهيم) غنيا أيضا.. ولم تحتملهما الأرض أن يسكنا معا.. الثروة بركة من الله، إن أحسن الأنسان أستخدامها صارت نافعة له ولغيره وللكنيسه، لكن إن أساء أستخدامها وتسلطت محبتها على قلبه، صارت وبالا عليه،" ولم تحتملهما الأرض "..كلمة شديدة يقولها الكتاب..لما كانا فقراء، كانت الأرض تسعهما، لم يتشاجرا فى الفقر، إنما تشاجرا فى الغنى!! وما أكثر المآسى والمشاكل التى تحدث بسبب المال، المال يفرق بين الأخ وأخيه، وبين الأبن وأبوه، (مثل الأبن الضال)كان منشأ النزاع بين رعاة إبراهيم ورعاة لوط.. وكثيرا ما أدت النزاعات بين الصغار إلى تصادم الكبار. شخصية لوط: + كان لوط سائرا مع إبراهيم بتأثيره وقدوته، أكثر من إيمانه الشخصى بالله، مجرد التقليد ضار، ويحدث هذا مع كثير من المترددين على الكنيسة والمجتمعات الدينية،..ويؤيد هذه الفكرة ما ذكر عن لوط " ولوط السائر مع إبرآم " (تك 13: 5) – لوط فى سيره مع إبراهيم كان مجرد مقلد، لذا كانت نهايته فى سهول سدوم. + فى الظاهر كان سبب الفرقة والنزاع بين لوط وإبراهيم هو ماحدث بين الرعاة، أما السبب الحقيقى فكان فى قلب لوط، الخصام بين الطرفين هو الذى أظهر فضيلة إبراهيم، ومحبة لوط للعالم. + رفع لوط عينيه واختار دائرة الأردن.. لقد كانت كجنة عدن.. وكان ما جذبه هو خصوبتها، وشكلها الظاهرى بغض النظر عن أى اعتبار آخر،،،، + قال الرب لآبرام " أرفع عينيك وانظر.. " وفرق كبير بين أن يرفع الأنسان عينيه (من نفسه) لينظر ويختار، وبين أن يسمع لمشورة الله فى الأختيار،- الله يريدنا أن نختار الأرض الجديدة والسماء الجديدة التى يسكن فيها البر (2 بط 3: 13). + اسلوب إبراهيم فى حل المنازعة.. " لاتكن منازعة بينى وبينك، لأننا نحن إخوان " – فى الظاهر كان لوط هو الرابح، لكن الواقع كان عكس ذلك، لقد فقد لوط روحياته، لم يستطع أن يبنى مذبحا للرب فى سدوم، لقد فقد هيبته ووقاره الروحى،.. ثم إذ بحرب كبيرة بين أربعة ملوك يسبى فيها كل شعب سدوم، ويؤخذ لوط أسيرا هو وأسرته وكل أملاكه، وإبراهيم هو الذى فك أسره وأسترد أمواله، كان ذلك نتيجة شهوة قلبه وعينه. + حينما نقارن بين إبراهيم ولوط: .إبراهيم أختار الله ولوط اختار المادة..، لوط اخذ النصيب الاكبر، وإبراهيم اختار الفقر والبرية المجدبة..، لوط أخذ أرض العشب والمرعى وإبراهيم أخذ المذبح والخيمة..، لوط فقد حريته الشخصية وكيانه الأول، بينما ظل إبراهيم محتفظا بكيانه حرا لله،..لوط جلب على نفسه الهوان والهزيمة، وإبراهيم هو الذى أنقذه. + بعد نصرة إبراهيم خرج ملك سدوم الذى هزم أولا - لأستقبال إبراهيم وعرض عليه أن يعطيه النفوس وأن يأخذ الغنائم المادية لنفسه.. وهنا يظهر تعفف إبراهيم وروحانيته وشهامته " رفعت يدى الى الرب الإله العلى مالك السماء والأرض، لا آخزن لا خيطا ولا شراك نعل، ولا من كل ما هو لك، فلا تقول أنا اغنيت إبرام ". والحق أن إبراهيم فى هذه الحرب انتصر نصرتين: نصرة ضد الملوك، والنصرة الثانية ضد مغريات العالم (الأسلاب والغنائم)، ولعله لم ينل النصرة الأولى إلا لأنه كان يقتنى الثانية. ملكى صادق: ملك ساليم كان كاهنا لله العلى فضلا عن كونه ملك، ويذكر فى المزامير موضوع كهنوته..(مز 110: 4)، وهو يرمز إلى المسيح (عب 7: 1 – 3)، تقابل إبراهيم مع ملكى صادق بعد رجوعه من الحرب وانتصاره، وهكذا يظهر لنا السيد المسيح بعد أن نجاهد روحيا وننتصر بنعمته..، إبراهيم قدم العشور من كل شىء لملكى صادق.. والعشور وبركاتها مارسها الأنسان قبل عصر الشريعة، وقبل أن يعطى الله وصية مكتوبة عنها. إبراهيم بعد كسرة الملوك: قال الله فى رؤيا الى إبراهيم " لا تخف يا إبرام، أنا ترس لك، اجرك كثير جدا " تك 15: 1، فقال إبراهيم: "أيها السيد الرب ماذا تعطينى وأنا ماض عقيما، ومالك بيتى هو اليعازر الدمشقى.. إنك لم تعطنى نسلا وهوذا ابن بيتى وارث لى ".. كان كلام إبراهيم هذا لله، وربما كان تعبيرا عن قلق أو ضعف إيمان، والله يصنع أموره بطول أناة وحكمة، وهناك مثل آخر نجده فى (ص 16)، فنرى سارة – نتيجة عدم صبرها – تدفع إبراهيم لأن يتزوج هاجر الجارية لينجب منها نسلا، لكن الله يؤكد وعده لإبراهيم بأن الذى يخرج من أحشائه هو الذى يرثه. الله يدخل فى عهد مع إبراهيم: فى (تك 15: 7، 8) نرى الله يؤكد وعده لإبراهيم " أنا الرب الذى أخرجك من أور االكلدانيين ليعطيك هذه الأرض لترثها " فكان تعليق إبراهيم على ذلك " أيها السيد الرب بماذا أعلم أنى أرثها " ليس هذا شكا بل هو طلب إيضاح من الله على نحو ما فعلت العذراء مريم وسألت الملاك " كيف يكون لى هذا"اعتاد القدماء احيانا ان يقطعوا عهودهم على ذبيحة يشقونها نصفين، ويجوز كل طرف بين الشقين، وكأنه يقبل أن يشقه الله مثل الذبيحة إذا خان العهد.. وهكذا قطع الله عهده مع إبراهيم بهذه الصورة المألوفة، ونلاحظ هنا أن (العجلة والعنزة والكبش – واليمام والحمام) من الحيوانات والطيور التى كانت تقدم ذبائح فى العهد القديم،وتلك الحيوانات من الحيوانات الطاهره التى كان مسموحا للانسان بأكلها، واختيار تلك الفصائل المعينة من الحيوانات الطاهرة كذبائح لأنها من الحيوانات التى تخدم الأنسان، إشارة للسيد المسيح الذى جاء ليخِدم لا لُيُخدم كما أن اختيار فصائل من الطيور كاليمام والحمام – كذبائح – وليس كل الطيور الطاهرة كالبط والأوز والرومى مثلا، لأن الاولى لها القدرة على الطيران..، (وهى ترمز إلى السمو الروحى) فى حياة الخادم. + من سياق الكلام نرى أن أمر الذبائح الدموية كان أمرا معروفا لإبراهيم، ولم يكن بحاجة إلى أن يعرفه الله بتفاصيله..كان أمرا معروفا بالتقليد مثل موضوع العشور. + اختيار ثلاثة حيوانات وتكون ثلاثية (عمرها 3 سنوات) حتى ما تكون كاملة النمو، لان هذا أمر يليق بالله الكامل، كما يشير إلى كمال العهد وأهميته.. وهو يشير أيضا إلى الثالوث القدوس. + نلاحظ أهمية الدم فى العهد الذى قطعه الله مع إبراهيم.. فحينما سأل إبراهيم الله عن الأرض " بماذا أعلم أنى أرثها " كان أمر الله له بهذه الذبائح، وهكذا نفهم أننا نرث الأرض الجديدة التى يسكن فيها البر عن طريق الدم والذبيحة (المسيح) - وفى عهود أخرى بين الله والأنسان مثل (عملية الختان) فيها إسالة للدم. + كانت الطيور الجارحة تنزل على جثث الذبائح، لكن إبراهيم كان يزجرها، وهذه الجوارح ترمز للشياطين، وهكذا ينبغى أن نحفظ الذبائح الروحية التى نقدمها لله من اقتراب الشياطين منها، ومن الأفكار الشريرة القمص تادرس يعقوب ملطى
المزيد
11 أكتوبر 2019

التعليم الكنسي (2) المنهج

تحدثنا في العدد الماضي عن الدور التعليمي للكنيسة والذي يساهم في بناء الإنسان. واعتمدنا على شرج الجزء الأول من المنظومة التعليمية الكنسية وهي "العلم – المنهج – المتعلّم". وقدمنا عرضًا عن المعلم الكنسي سواء: قارئًا – مدرِّسًا – واعظًا – محاضرًا – باحثًا – متأمِّلاً – كاتبًا. واليوم نتحدث عن الجزء الثاني وهو "المنهج" المنهج هو المادة التعليمية (قصيرة أو طويلة) التي يقدمها المعلم إلى المتعلم بقصد تعليمه وتربيته، وبناء معارفه، وتكوين شخصيته وأسلوب حياته، وتنمية قدراته العقلية والفكرية والروحية والعملية، وإكسابه خبرات الحياة المتنوعة، وتمكينه أن يكون مُبدعًا، يستطيع التصرف الحسن في وداعة الحكمة في كل المواقف التي يقابلها في حياته، ويكون قادرًا بعد عدد من السنين على أن يقود نفسه وآخرين في أسرة أو في عمل أو في خدمة أو نشاط بصورة ناجحة ومتوازنة ومتوافقة مع المجتمع الذي يعيش فيه، ليهنأ في حياته سعيدًا إيجابيًا راضيًا وقانعًا وفي سلام ورفاهية. والمادة التعليمية التي يقدمها المعلم فيها ثوابت وفيها متنوعات، ولكنها تأخذ أشكالاً عديدة تبعًا لنوعية القطاع الذي يتلقى هذه المادة. ومن الناحية الزمنية يمكن أن نرى المنهج قصيرًا كما في المؤتمرات الروحية والخلوات التي عادة تستمر عدة أيام قليلة أو حتى في برنامج اليوم الروحي، وقد تكون المناهج دورية أي متكررة كل فترة، أو تكون طويلة كالمناهج الدراسية في فصول مدارس الأحد مثلاً. وعلى هذا الأساس يمكن أن نضع أمامنا عدّة نوعيات من المناهج التي تقدم في منظومة التعليم الكنسي: المنهج الأول: الكتاب المقدس بعهديه: وهذا هو المنهج الأساسي لأي منهج آخر. ويجب ألّا يخلو أي منهج آخر من الجزء الكتابي. والقراءة الكتابية الشخصية كفيلة ببناء فكر روحي سليم في الإنسان مهما كانت درجة ثقافته ومعرفته وكما هو مكتوب: «كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ» (عبرانيين 4: 12). ومن أفضل أساليب القراءة الكتابية هي قراءة أسفار العهد القديم في أيام الأصوام عبر السنة، وقراءة أسفار العهد الجديد في أيام الإفطار، وهذا أسلوب فيه تنوع وتحصيل ومعرفة مفيدة طوال السنة ومرتبط بحياة الكنيسة. المنهج الثاني: القراءات الكنسية: وهي تشمل البرنامج الكنسي الليتورجي المرتبط أساسًا بالعشيات والقداسات اليومية، وفيه تقرأ الكنيسة من سفر المزامير ومن البشائر الأربعة مع فصول مختارة من الرسائل والأعمال.. وهو منهج كنسي دوَّار متكرّر من سنة إلى سنة، وفيه شمول وعمق، وغالبًا تقوم عليه عظام القداسات. المنهج الثالث: الكتب الكنسية: مثل الأجبية والأبصلمودية والسنكسار وكتب الخدمات كالأكاليل والمعموديات والجنازات وغيرها. وهي مليئة بالفصول الكتابية مع الصلوات الآبائية والألحان الموسيقية. وهذا المنهج أيضًا متكرّر دائمًا عبر السنة الكنسية. المنهج الرابع: التعليم الأساسي: والمقصود به مناهج فصول الحضانة والتعليم الابتدائي والاعدادي والمرتبط بنظام التعليم المصري. وهو منهج تربوي في مدارس الأحد، ويتم تطويره كل فترة زمنية مناسبة مع إضافات من الترانيم والألحان والأنشطة المتنوعة. المنهج الخامس: المناهج الدراسية: وهي التي تُقدَّم أساسًا في الكليات الإكليريكية وفروعها، وهي مواد دراسية عديدة تصل إلى 25 مادة في فروع المعرفة الكنسية، وتعتمد على القراءة والفهم والبحث الدراسي مع إدخال التكنولوجيا فيها. وهذا يشبه المناهج التي تُقدم في المراكز التعليمية مثل مراكز المشورة الأسرية أو دراسات الآباء أو غيرها. المنهج السادس: المناهج النوعية: وهي التي تُقدم لقطاع معين من قطاعات الرعاية، مثل قطاع الفتيان أو الشباب أو الخريجين أو السيدات أو الفتيات، أو العاملين في مجال معين مثل المهن الطبية أو المهندسين أو المحامين أو غيرهم. وكذلك قطاع الأسرة سواء الحديثة أو التي مرّ عليها أكثر من عشر سنوات، أو قطاعات المسنين، أو ذوي الاحتياجات الخاصة أو المرضى بصفة عامة، أو القرويين أو العمال أو رجال الأعمال أو العاملين في الأعمال الخاصة... وغير ذلك مما يندرج تحت باب الرعاية الشاملة. ويندرج تحت هذه النوعية برنامج «جَدِّدْ أَيَّامَنَا كَالْقَدِيمِ» (سفر مراثي إرميا 5: 21)، وهو برنامج تدريب ألف معلم كنسي لتطوير التعليم الكنسي اعتمادًا على مصادر التعليم الكنسي وهي الكتاب المقدس والليتورجيا والآبائيات والتاريخ والهوية. وقد بدأ هذا البرنامج عام 2016 على ثلاث مستويات هي: اعرف وابحث وابتكر. وسوف تبدأ مرحلة ثانية خلال هذا العام لرفع عدد المعلمين المتدرّبين إلى عشرين ألف معلم. المنهج السابع: المناهج الكرازية: وهي مناهج دراسية قصيرة أو ممتدة خصيصًا لمن يود أن يتعرف على الكنيسة ورسالتها وإيمانها، وغالبًا ما تكون باللغات الأجنبية، ويتم تقديمها من خلال كنائسنا خارج مصر بحسب الوصية الإلهية: «وَقَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا» (إنجيل مرقس 16: 15). قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
10 أكتوبر 2019

التناقض المزعوم بين الأسفار وبين سفر التكوين

3- وبين اصحاح 1 : 5" و دعا الله النور نهارا و الظلمة دعاها ليلا و كان مساء و كان صباح يوما واحدا". و8 و" دعا الله الجلد سماء و كان مساء و كان صباح يوما ثانيا". و13 " كان مساء و كان صباح يوما ثالثا".وعدد 14-18 " و قال الله لتكن انوار في جلد السماء لتفصل بين النهار و الليل و تكون لايات و اوقات و ايام و سنين و تكون انوارا في جلد السماء لتنير على الارض و كان كذلك فعمل الله النورين العظيمين النور الاكبر لحكم النهار و النور الاصغر لحكم الليل و النجوم و جعلها الله في جلد السماء لتنير على الارض و لتحكم على النهار و الليل و لتفصل بين النور و الظلمة و راى الله ذلك انه حسن و كان مساء و كان صباح يوما رابعا". ففى اليوم الاول ذكر نهار وليل وفى الثانى ان الشمس خلقت فى اليوم الرابع ومن المعلوم ان لانهار بلا شمس لان النهار هو الوقت الذى بين طلوع الشمس وغروبها. فنجيب بان النهار هنا ليس الوقت بين طلوع الشمس وغروبها بدليل قوله فى اول ذلك الاصحاح (ودعا الله النور نهارا والظلمه ليلا) عدد 5 فخلق الله الايام فى المده الاول ى. فكان اليوم حينئذ من مقابله جزء من الارض لكتله منيره غير منتظمه وتحركها على محورهاالىرجوعهاالىتلك المقابله. 4- وبين اصحاح 1 : 26 "و قال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الارض و على جميع الدبابات التي تدب على الارض".وص 4 : 14 "انك قد طردتني اليوم عن وجه الارض و من وجهك اختفي و اكون تائها و هاربا في الارض فيكون كل من وجدني يقتلني".ففى الاول ان ادم اول خليقه الله وفى الثانى يقول قايين (كل من وجدنى يقتلنى) كانه كان اناس غير ادم وذريته فى العالم. فنجيب ان قايين قال ذلك لاعتقاده ان فى الارض اناسا كثير ين غير اسرته لعدم معرفته انه ليس سواها وكيف كان يمكنه ان يعرف انه ليس على وجه الدنيا سوى ادم ونسله ؟ وذهب المفسرينالىانه كان لادم ونسله اولاد تناسلوا وكثروا وانتشروا فى الارض لم يذكرهم الكتاب وينقل امرهم بدليل قوله (وولد بنين وبنات) (تك 5 : 4) وان من اولئك البنين من كان من حزب هابيل فينتقمون منه، فانه من عاده الكتاب ان يقتصر على ذكر بعض النسل وقد جاء ذلك فى مواضيع كثيره. اما قول البعض بان الله خلق ادم مع غيره بدليل قوله فى اصحاح 1 : 27 (فخلق الله الانسان على صورته. على صوره الله خلقه. ذكرا وانثى خلقهم) فقوله خلقهم بصيغه الجمع بيانا ان الحكم عام يراد به خلق الجنس. ففى خلق ادم خلق الله جميع من يتناسلون منه لان عمليه الخلق اجراها مره واحده، وبقوه الله سيتناسل الناس من بعضهم. المتنيح القس منسى يوحنا عن كتاب حل مشاكل الكتاب المقدس
المزيد
09 أكتوبر 2019

ما هى إذن عناصر القوة التى يجب أن تتصفوا بها ؟

قوة الروح يظن بعض الشباب أن القوة تعنى القوة الجسدية ، التى يظهر بها أبطال الملاكمة والمصارعة والكاراتيه 0 قوة من نوع قوة شمشون الجبار ( قض 13 : 16 ) ولكن ليست القوة الجسدية هى كل شئ بل أن كثيرين من الأقوياء بالجسد ، كانوا ضعفاء إن شمشون الجبار الذى أنتصر بالجسد على كثيرين ، كان ضعيفا أمام إغراء دليلة وحبه لها 0 وقد ضعف أمام إلحاحها ، فكشف لها سره ، فحلقت شعره ، وسلمته لأيدى أعدائه ، ففقأوا عينيه ، وأوثقوه بسلاسل ، وجعلوه يطحن فى بيت السجن ( قض 16 : 19 – 21 ) وداود الذى هزم جليات الجبار ( 1صم 17 ) وكان منذ صباه ( جبار بأس ورجل حرب ) ( 1صم 16 : 18 ) هذا الجبار كان ضعيفا أمام جمال بثشبع ، فسقط وأخطأ واستحق أن يعاقبه الرب ، وقد جعل أعداء الرب يشمتون ( 2صم 12 : 7 – 14 ) هنا نقرأ ما قال القديس يوحنا الحبيب للشباب فى رسالته الأولى ( كتبت إليكم أيها الشباب ( الأحداث ) لأنكم أقوياء ، وكلمة الله ثابتة فيكم 0 وقد غلبتم الشرير ) ( 1يو 2 : 14 ) هنا نوع آخر من القوة وهو أن تغلب الشرير ( أى الشيطان ) إذن القوى هو الذى يغلب الخطية ويغلبها لأن كلمة الله ثابتة فيه 0 لأن وصية الله ثابتة فى قلبه 0 أما الإنسان المغلوب من الخطية ، فلا نستطيع أن نقول عنه إنه قوى 0 توجد نقطة ضعف فيه ، يستطيع الشيطان أن يدخل منها ويهزمه الروح القوية تنتصر على الجسد ، وعلى المادة والشيطان مهما تعرضت لحروب روحية قوية ، تقاوم حتى الدم ( عب 12 : 14 ) وتجاهد وتطلب معونة من الله ، ولا تستلم مطلقا ، حتى تنتصر ، كما فعل يوسف الصديق ( تك 39 ) الروح القوية لا تسمح لنفسها أن تستعبد لعادة من العادات ولا تقبل أن تنهزم مهما كانت الحرب عنيفة ومهما كانت كان خداع الشيطان ، ومهما كانت حيله إنها أقوى من إغرائه ومن كل خدعه وحيله كذلك المغلوب من إحدى العادات ، هو إنسان ضعيف المغلوب مثلا من عادة التدخين ، أو من المسكرات ، أو الواقع تحت سلطان إدمان المخدرات ، ليس هو قويا ، لأنه ضعيف أمام كل هذه العادات 0 وهو أمامها لا يمكن أن يملكك السلطان على إرادته 0 بل العادة أو الإدمان لهما السلطان على إرادته وتصرفاته ، وقد يقودانه إلى الجريمة 0 قوة النفس :- النفس القوية لا تقلق ، ولا تضطرب ، ولا تخاف ، ولا تنهار ، ولا تتردد إنها كالجنادل فى النهر ، تصدمها المياه والأمواج ، على مدى السنين والقرون ، وهى ثابتة فى مكانها 0 وكالجبال تصدمها الرياح والأمطار والسيول ، دون أن تتأثر هكذا الإنسان القوى فى نفسيته : يقول مع داود النبى ( إن يحاربنى جيش ، فلن يخاف قلبى ، وإن قام على قتال ، ففى ذلك أنا مطمئن ) ( مز 27 : 1 ) الإنسان القوى هو إنسان صامد ، أمام المشاكل العويصة ، وأمام التهديدات 0 هو قوى من الداخل ، مهما كان الضغط من الخارج أما الضعيف ، فإنه يتخيل مخاوف ، وينزعج بسببها وربما لا يكون لها وجود ! ولكنه بسبب خوفه الداخلى ، يتوقع أن تأتيه المتاعب فيتعب بدون سبب ! الإنسان القوى لا يضع أمامه احتمال الفشل أو الإنهزام 0 كما قال القديس بولس الرسول( إن الله لم يعطنا روح الفشل ، بل روح الفشل ، بل روح القوة ) ( 2تى 1 : 7 ) ( لذلك لا نفشل ) ( 2كو 4 : 16 ) مهما كانت المحاربات والمتاعب والضيقات كل هذه لا تدخل إلى القلب فتتعبه الإنسان القوى يتعامل مع الضيقات وهى خارجه أما الضعيف فيدخلها إلى قلبه وأعصابه فتتعبه هذه هى قوة النفس التى اتصف بها الناجحون فى حياتهم 0 الطالب الضعيف يدخل إلى الامتحان 0 فإن وجد سؤالا صعبا ، يعرق ويتصبب ويدوخ ، وينسى كل ما كان قد حفظه !! أما الطالب القوى فيفكر فى الحل ، ويبدأ بالسهل فيتقوى ، ويعود إلى الصعب ليحله فى الواقع إن المفهوم الحقيقى للقوة ، ينبغى أن يتركز على القوة الداخلية فقد يبدو البعض قويا من الخارج ، بينما هو ضائع تماما من الداخل 0 قد يسمع كلمة إهانة ، فيقول من الخارج ( الله يسامحك ) 000 بينما فى الداخل يتقد غضبا وحقدا 000 إن تحويل الخد الآخر ( مت 5 : 39 ) كما قال أحد القديسين – هو الخد الداخلى ، أعنى الأحتمال فى الداخل ، والمسامحة الداخلية ، ولوم النفس أيضا القوة الداخلية هى الانتصار على النفس من الداخل فليس القوى هو الذى ينتصر على الآخرين ، إنما هو الذى ينتصر على نفسه وكما قال أحد القديسين : إن القوة الغضبية قد وضعت فى الإنسان ، لا لكى يغضب على الآخرين ، إنما لكى يغضب على نفسه إذا أخطأ 0 وحسنا قيل فى المزمور ( كل مجد إبنة الملك من داخل ) ( مز 45 ) فإذا انتصرت على نفسك من الداخل ، يمكنك أن تنتصر على كل الأمور الخارجية 000 حينئذ يمكنك أن تغلب كل الأعداء الخارجيين 0 وصدق القديس يوحنا ذهبى الفم حينما قال ( لا يستطيع أحد أن يؤذى إنسانا ، ، ما لم يؤذ هذا الإنسان نفسه ) إذن من عناصر القوة ضبط النفس الذى يضبط لسانه هو إنسان قوى ، حسب شهادة القديس يعقوب الرسول ( يع 3 : 2 ) وما أكثر الأشخاص الذين نقطة الضعف فيهم هى أخطاء اللسان 0 ويدفعوا ثمن ذلك غاليا كذلك الإنسان القوى هو الذى يستطيع أن يضبط أفكاره 0 فلا تهزمه الأفكار وتسرح به حيثما تشاء ، وتوقعه فى خطايا كثيرة 0 والإنسان القوى هو الذى يضبط نفسه وقت الغضب 0 ويضبط نفسه وقت الصوم ، من جهة الطعام والشراب 0 ويضبط نفسه من جهة الوقت ، فلا يضيعه فى المتعة واللهو ، ويفشل فى مسئولياته قوة الأعصاب هناك لونان آخر من القوة ، هو قوة الأعصاب الإنسان الضعيف الأعصاب : أقل كلمة تثيره وتهيجه ، وتجعله يفقد هدوءه ، ويفقد سيطرته على نفسه ، ويخطئ فى تصرفاته وفى ألفاظه ، ويكون موضوع نقد من الآخرين لأن أعصابه ضعيفة لم تحتمل ، مهما كان قويا فى نواح أخرى حقا إن الأعصاب مسألة جسدية ، ولكن العامل النفسانى يؤثر عليها 0فالإنسان الواقع فى خطية الغضب ، تجد أن أعصابه تلتهب بسرعة ، كذلك الإنسان الواقع فى محبة الذات ، وفى الكرامة الشخصية : أقل كلمة تلمس كرامته ، أو يظن أنها تلمس كرامته ، تتعب أعصابه لا تستطيع أن تحتمل مسألة الأعصاب هى نقطة ضعف فيه لذلك قال الرسول : يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل ضعفات الضعفاء ( رو 15 : 1 ) فالذى يعتدى على غيره هو الشخص الضعيف ، بينما الذى يحتمل القوى 0 هو الجبل الراسخ الذى تثيره أخطاء غيره ضده هذا الجبل مهما ألقى أحد عليه طوبا ، يبقى راسخا لا يتزعزع أما الذى يثور ويحاول أن ينتقم ويسئ إلى غيره ، هو إنسان مغلوب من ذاته ، وليس مغلوبا من غيره 0 أقل كلمة تتعبه وتفقده هدوءه وتتلف أعصابه أما القوى ، فهو قوى فى أعصابه ، وقوى فى احتماله إذن الذى يحتمل هو القوى 0 والذى يهين غيره هو الضعيف ليتك إذن تمتحن نفسك ، وترى ما هى ضعفاتك ، وتبذل كل جهدك فى الإنتصار عليها إن القوى ليس هو الشخص الذى ينتصر على غيره ، إنما هو الذى يستطيع إن ينتصر على نفسه 0 لأن البعض يظن أنه منتصر وقوى من الخارج 0 بينما هو فى داخله ضعيف ومهزوم ليس فقط يحتمل إساءات الناس ، إنما أيضا يحتمل الأحداث والمشاكل يحتمل المتاعب التى تتعب غيره 0 يحتمل الأمراض والضيقات والحوادث لقد كان السيد المسيح قويا فى احتماله 0 كان قويا فى احتماله التحدى وهو على الصليب ، وقولهم له ( إن كنت ابن الله انزل من على الصليب ) وهكذا نقول له فى القداس الإلهى ( احتملت ظلم الأشرار ) إن الاعتداء سهل 0 يمكن لأى إنسان ضعيف النفسية أو ضعيف الخلق أن يعتدى على غيره 0 أما القوى فهو الذى يحتمل فى الحياة الزوجية : إن كان الطرفان ضعيفين لا يحتملان ، قد يخرب البيت ! أما إذا كان أحدهما على الأقل قويا ، يمكنه أن يحتمل الطرف الآخر ، حينئذ يمكن أن يستمر السلام بينهما قد يوجد إنسان ضعيف ، لا يحتمل 0 ممكن أن خبرا معينا ينهار : يؤثر على أعصابه ، وعلى نفسيته ، على أفكاره 0 صحته لا تحتمل ، يرتفع ضغط دمه ، أو قلبه لا يحتمل 0 وربما يقع على الأرض لم تكن له القوة التى يحتمل بها ذلك الخبر !! ننتقل إلى نقطة أخرى : قوة المحبة :- يقول الكتاب ( المحبة قوية كالموت مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة والسيول لا تغمرها ) ( نش 8 : 6 ، 7 ) المحبة قوية من الناحية الإيجابية ، فيما تقدمه من بذل وعطاء ، وتصل إلى بذل الذات من أجل من تحبه وهى قوية – من الناحية السلبية – فى احتمالها لأخطاء من تحبه ، مهما فعل ولذلك قال عنها الرسول ( المحبة لا تسقط أبدا ) ( 1كو 3 : 8 ) أما الإنسان الذى يفقد محبته لصديق أو حبيب ، بسبب كلمة قيلت أو تصرف مخطئ ، فقد تكون محبته ضعيفة المحبة استطاعت أن تصعد على الصليب ، لكى تخلص وتفدى المحبة القوية احتملت إنكار بطرس ، وشك توما ، وهروب التلاميذ وقت القبض على المعلم الصالح المحبة القوية يمكن أن تشمل الأعداء والمسيئين ، وتبارك لاعنيها ( مت 5 ) قوة الشخصية:- من أبرز ما يميزها قوة العقل والفكر إنسان قوى فى ذكائه ، فى سرعة البديهة ، فى قوة الإقناع ، فى روعة الفهم والاستنتاج 0له قوة الأسلوب ، وقوة الذاكرة لذلك إذا دخل فى أى موضوع ، يسنده بالفكر القوى ، الذى يمكن أن يجذب الآخرين فيخضعون لمنطقه لا يسير وراء كل شائعة ، ولا وراء كل مذهب 0 بل يفكر ويفحص الأمور جيدا ، فى ذكاء ويتمسك بما هو أفضل وبذكائه وفهمه ، يكون ناجحا فى كل مسئولية تعهد إليه 0 ويقف قويا أمام المشكلة ، لا تهزمه ، بل يحلها ، أو يحتملها إلى أن تحل أما الذى ينهار أمام المشاكل ، فليس هو قويا الشخصية القوية التى لا تنقاد إلى مشورة خاطئة 0 هى التى تؤثر فى غيره ، دون أن تكون تحت تأثير الغير ، إلا مشورة الروحيين وليس معنى القوة فى الشخصية أن يكون الإنسان عنيدا صلب الرأى ، بل أن يكون قويا فى الخير 0 سهلا فى التفاهم ، ولكن ليس ألعوبة فى أيدى الغير هناك أشخاص لهم القوة التى تؤثر فى الغير 0 وهؤلاء هم الذين يصلحون للخدمة وللقيادة 0 بعكس الإنسان الضعيف فى تفكيره ، فإنه مهما كان قويا فى جسده ، أو عظيما فى مركزه ، يمكن أن يقوده شخص آخر إلى جواره ، يكون أذكى منه وأعمق فكرا قد تحدث مشكلة لإنسان ، ويرفض كل نصيحة ، ومهما قيل له لا يقتنع إلى أن يحدثه شخص آخر ، فيؤثر عليه 0 ويستمع لنصيحته 0 كلماته قوية وفعالة ، ولها تأثيرها ، ولا ترجع فارغة قوة التأثير هذه تنفع فى الإرشاد الروحى وخدمة الكلمة وجذب الآخرين بل تنفع أيضا فى محيط الصداقة ، وفى مجال العمل الإجتماعى ، ولكل من يتولى إرادة وقيادة 0 وتنفع أيضا الكاتب والصحفى 0 إذ تكون للشخصية قوة وجاذبية وتأثير هناك إنسان آخر قوى فى خدمته وكرازته له قوة الكلمة ، وقوة التأثير على الغير ، ويستطيع أن يجذب النفوس إلى الله وكلمته لا ترجع فارغة ( أش 55 : 11 ) بل باستمرار تأتى بثمر 0 من أمثلة هذا النوع ، كان القديس بولس الرسول ، ومارمرقس ، والقديس أثناسيوس الرسولى الذى وقف ضد الأريوسيين ، ونشر الإيمان السليم وكذلك كل أب كاهن روحى عميق فى تأثيره الروحى ، وكل واعظ وخادم ناجح فى خدمته ونريد أن نقول إن الوداعة لا تتعارض مع القوة فقد كان السيد المسيح قويا ووديعا فى نفس الوقت كان ( لا يخاصم ولا يصيح ) وفى نفس الوقت كانت له قوة الإقناع وقوة الشخصية 0 وكان يفحم مقاوميه فى كل حوار 0 قوة الإرادة:- من مظاهر القوة أن تكونت للشخص قوة إرادة ، قوة عزيمة 0 يستطيع إن أراد ، أن ينفذ 000 فإذا دخل فى تدريب مثلا : يمكنه إذ بدأ ، أن يستمر وينفذ 0 أمال الإنسان الضعيف ، فقد يريد ولا يستطيع 0 وقد يبدأ ولا يستمر 0 ومن مظاهر الإرادة ، ضبط النفس فالإنسان القوى يمكنه أن يضبط نفسه ، سواء فى وقت الغضب ، أو رغبة الأنتقام كذلك يضبط نفسه أما الشهوة ، وعندما يحارب بأية خطية القوى يمكنه أن يضبط لسانه ، وأن يضبط حواسه ، ويضبط فكره إن كان مريضا بالسكر مثلا ، يمكنه أن يضبط نفسه من جهة الأطعمة الممنوعة وهنا أقول : إن الإنسان الذى لا يستطيع أن يضبط عن الطعام – فى مرض أو صوم – كيف يمكنه أن يضبط نفسه أمام أية شهوة أو أية خطية ؟! هناك إنسان قد يكون ضعيفا أمام إغراء معين أمام إغراء وظيفى ، أو إغراء مالى ، أو إغراء شهوانى لا يستطيع أن يحتمل 0يغلبه ضعفه ، أو تغلبه شهوته ، فيسقط وقد يرتد !!آخرون يضعفون أمام المجد الباطل ، أمام كلمات المديح والإطراء أما الشهداء والمعترفون فكانوا فى منتهى القوة أمام كل الإغراءات0 قوتا الصلاة والإيمان:- نوع آخر من القوة ، هو قوة الصلاة الصلاة القوية فى إيمانها ، وفى حرارتها ، وفى انسحاقها وفى روحياتها ، التى يمكن أن تصعد إلى السماء وتأتى بالاستجابة كثيرون يشعرون بقوة الشخص الذى له مثل هذه الصلاة ، ويلجأون إليه فى مشاكلهم لكى يحلها الله لهم على يديه صلاة الآباء الرسل كانت قوية جدا ، لدرجة أنه قيل عنهم ( ولما وصلوا ، تزعزع المكان الذى كانوا مجتمعين فيه ، وامتلأ الجميع من الروح القدس ) (أع 4 : 31 ) إنها الصلاة القوية التى تصعد إلى فوق ، وتستطيع أن تدخل إلى عرش الله ، وتأخذ منه ما تريد أترى هل لك مثل هذه الصلاة ، التى قد يلجأ إليها الآخرون 000 يمكنك أن تقرأ عن مثل هذه الصلاة فى سير القديسين ، الذين ائتمنوا على مخازن الله ، فكانوا يأخذون منها بصلواتهم ويمنحون الناس الصلاة القوية ، صلاة حارة ، مملوءة بالإيمان إن الإيمان القوى يمنح الصلاة قوة وقوة الصلاة مع قوة الإيمان ، تعملان معا بقوة الإيمان مشى بطرس على الماء 0 ولما ضعف إيمانه بدأ يغرق 0 فأنقذه الرب ووبخه قائلا ( يا قليل الإيمان ، لماذا شككت ؟ ) ( مت 14 : 31 ) الإيمان القوى يستطيع أن يصنع المعجزات 0 يكفى قول الكتاب ( كل شئ مستطاع للمؤمن ) ( مر 9 : 23 ) أليشع ذهب مع المرأة الشونمية ، وهو واثق أنه سيقيم ابنها ( 2مل 4 : 35 ) وهكذا فعل إيليا مع أرملة صرفة صيدا وأقام ابنها ( 1مل 17 : 22 ) الإيمان القوى يؤمن أن الرب سيأتى ، ولو فى الهزيع الرابع من الليل 0 ولابد سيعمل عملا إنه يؤمن أن لعازر سيقوم ، ولو بعد أربعة أيام من دفنه إنه إيمان لا يتزعزع مهما ( تأخر ) الله عليه ، أو خيل إليه أن صلواته لم تستجب 0 إيمان لا يشك فى محبة الله ، معهما أحاطت به الضيقات واستمرت ، ومهما ( على ظهره جلده الخطاة وأطالوا إثمهم ) ( مز 129 ) قوة الإيمان ليست فقط من جهة الثقة بعمل الله بل تظهر قوة الإيمان فى مواجهة الهراطقة مثل قوة إيمان القديس أثناسيوس الذى وقف ضد أفكار الأريوسيين ، وكل ما قدموه من شكوك 0 ولكن الإيمان الذى كان فى قلبه ، كان أقوى من كل شكوكهم بعكس الإيمان الضعيف الذى يصمد أمام الشك ، ولا يصمد أمام البدع والهرطقات 0 مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث عن كتاب عشرة مفاهيم
المزيد
08 أكتوبر 2019

المسيح في سفر التكوين - الجزء الثاني

(5) شجرة الحياة:- "وقال الرب الإله: هوذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفًا الخير والشر. والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضًا ويأكل ويحيا إلى الأبد" (تك3: 22) لقد أشفق الله على الإنسان، وأراد له ألا يحيا إلى الأبد وهو في حالة الفساد بل دبّر أن يُعالجه أولاً، ويشفيه من الفساد وذلك بتجسد كلمة الله ثم بعد ذلك يسمح له أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله، التي هي بحسب تفسير كنيستنا الأرثوذكسية – جسد الرب يسوع ودمه الطاهر فمَنْ يأكل من شجرة الحياة "يحيا إلى الأبد" (تك3: 22)، ومَنْ يأكل جسد الرب ويشرب دمه يحيا إلى الأبد إن شجرة معرفة الخير والشر هي الطعام البائد، أما شجرة الحياة فهي الطعام الباقي للحياة الأبدية.. "اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يعطيكم ابن الإنسان، لأن هذا الله الآب قد ختمه" (يو6: 27) وشجرة الحياة الحقيقية هي "خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم" (يو6: 33)، وهذا الخبز هو ربنا يسوع المسيح نفسه "أنا هو خبز الحياة. مَنْ يُقبل إليَّ فلا يجوع، ومَنْ يُؤمن بي فلا يعطش أبدًا" (يو6: 35)."لأن هذه هي مشيئة الذي أرسلني: أن كل مَنْ يرى الابن ويُؤمن به تكون له حياة أبدية، وأنا أُقيمه في اليوم الأخير" (يو6: 40)"الحق الحق أقول لكم: مَنْ يؤمن بي فله حياة أبدية. أنا هو خبز الحياة. آباؤكم أكلوا المَنَّ في البرية وماتوا. هذا هو الخبز النازل من السماء، لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت. أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أنا أُعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم" (يو6: 47-51)هنا يُعلن ربنا يسوع المسيح بكل وضوح أنه هو شجرة الحياة، وهو خبز الحياة، حتى المَن الذي أكله الشعب في البرية كان مجرد رمز، ولم يكن الحياة بدليل أن الآباء أكلوا منه، ثم ماتوا.. أما مَنْ يأكل من المسيح فإنه يحيا إلى الأبد وقد يظن البعض أن الأكل من المسيح هو مجرد كلام معنوي كمثلما نأكل كلامه "وُجِدَ كلامك فأكلته" (إر15: 16)، "ما أحلى قولك لحنكي! أحلى من العسل لفمي" (مز119: 103)، "أحلى من العسل وقطر الشهاد" (مز19: 10)ولكن السيد المسيح أكد أن "الخبز الذي أنا أُعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم" (يو6: 51). أي أننا سننال هذه الحياة إذا أكلنا جسده الحقيقي، وشربنا دمه الحقيقي وعندما انزعج اليهود من هذا التفسير وتساءلوا بخصوصه "كيف يقدر هذا أن يُعطينا جسده لنأكل؟" (يو6: 52)أكدّ السيد المسيح أننا لابد أن نأكل جسده ونشرب دمه بالحق وليس بالرمز أو الذكر أو بأي تفسير آخر غير أنه حق "الحق الحق أقول لكم: إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم. ومَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية، وأنا أُقيمه في اليوم الأخير، لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق. مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه. كما أرسلني الآب الحي، وأنا حي بالآب، فمَنْ يأكلني فهو يحيا بي. هذا هو الخبز الذي نزل من السماء. ليس كما أكل آباؤكم المَنَّ وماتوا. مَنْ يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد" (يو6: 53-58) لذلك صار ما يُميّز العهد الجديد أننا نأكل جسد الرب ونشرب كأسه المقدسة. "هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يُسفك عنكم" (لو22: 20)، وهذا أيضًا ما كرره بنفس النص مُعلّمنا بولس الرسول "هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي" (1كو11: 25). أي أنه لا يوجد عهد جديد بدون هذا الكأس إن ربنا يسوع المسيح هو شجرة الحياة التي نأكل منها – الآن في الإفخارستيا – ولا نموت وكانت شجرة الحياة التي في "وسط الجنة" (تك2: 9) هي رمز لشخصه القدوس المبارك وهناك أيضًا وعد بأن نغتذى منه في الأبدية.. "مَنُ يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله" (رؤ2: 7)، "في وسط سوقها وعلى النهر من هنا ومن هناك، شجرة حياة تصنع اثنتي عشرة ثمرة، وتُعطي كل شهر ثمرها، وورق الشجرة لشفاء الأمم" (رؤ22: 2) إن المسيح هو حياتنا كلنا، وبدونه لا يوجد حياة.. "إلى مَنْ نذهب؟ كلام الحياة الأبدية عندك" (يو6: 68)، "مع المسيح صُلبت، فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيَّ. فما أحياه الآن في الجسد، فإنما أحياه في الإيمان، إيمان ابن الله، الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي" (غل2: 20). (6) الابن الأول:- كانت ترن في أذني حواء أن (نسل المرأة يسحق رأس الحية)وبعد قليل حبلت حواء، وولدت إنسانًا جديدًاوطار قلبها فرحًا، وظنت أنه هو النسل المزمع أن يسحق رأس الحية فقالت: "اقتنيت رجلاً من عند الرب" (تك4: 1).. فدعت اسمه (قايين)ولكنه لم يكن هو النسل الموعود به والمنتظر.. كان لابد لحواء أن تنتظر آلاف السنين حتى يأتي (قايين الحقيقي) الذي اقتنته البشرية من عند الآب قايين الجديد الذي "جاء لكي يطلب ويُخلِّص ما قد هلك" (لو19: 10)، وليس مثل قايين القديم الذي أهلك أخاه قايين الجديد الذي ستلده حواء الجديدة القديسة في كل شيء.. وليست حواء القديمة التي سقطت في المخالفة وصارت أصل الموت وينبوع الهلاك"ثم عادت فولدت أخاه هابيل" (تك4: 2)، وكلمة هابيل تعني (بسيط، بخار)، لقد أيقنت حواء أن قايين ليس هو المُخلِّص لذلك أسمت الآخر هابيل (ساذج، عادي) مُعلنة أنه ليس هو أيضًا المُخلِّص "وكان هابيل راعيًا للغنم، وكان قايين عاملاً في الأرض" (تك4: 2) كان قايين كأبيه آدم الذي "أخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أُخذ منها" (تك3: 23)، كان مشغولاً بالأرض، وبأكل العيش، لأنه أرضي ويعمل بالأرض أما هابيل فكان كالمسيح راعيًا "أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو10: 11)، كان مشغولاً بالخراف والغنم لأن ذهنه كان مسحوبًا إلى الذبيحة والفادي لاحظ عزيزي القارئ أنه لم يكن مسموحًا وقتها للإنسان أن يأكل من الحيوانات، فلم يكن هابيل يرعى الغنم ليأكل منها، بل ليقدمها ذبيحة.. لذلك يُعتبر هابيل الصديق هو أول مُكرس على وجه الأرض وكانت ذبيحة هابيل المقبولة رمزًا لذبيحة المسيح التي رضى عنها وبها الآب السماوي، ورفع خطايا البشر من أجلها أما ذبيحة قايين فكانت شريرة وليست بقلب مستقيم فكرهها الرب "ذبيحة الشرير مكرهة" (أم21: 27). "بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين. فبه شهد له أنه بار، إذ شهد الله لقرابينه. وبه، وإن مات، يتكلم بعد" (عب11: 4) ثم حدث "أن قايين قام على هابيل أخيه وقتله" (تك4: 8)، وكان هذا أول ذبيحة بشرية قدمها الإنسان الشرير.. ذبح الخاطئ إنسانًا صدّيقًا وبارًا "ليس كما كان قايين من الشرير وذبح أخاه. ولماذا ذبحه؟ لأن أعماله كانت شريرة، وأعمال أخيه بارة" (1يو3: 12) إنه إشارة مبكرة إلى ذبح المسيح بيد الأشرار كان هنا قايين رمزًا ليهوذا ورؤساء الكهنة وبيلاطس، وكان هابيل رمزًا للسيد المسيح المذبوح لا لشيء إلا لأنه كان (بارًا)، "ويل لهم! لأنهم سلكوا طريق قايين" (يه11)، لذلك حكم السيد المسيح عليهم بالهلاك بسبب هذه الدماء البريئة التي سفكوها "لكي يأتي عليكم كل دم زكي سُفك على الأرض، من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح. الحق أقول لكم: إن هذا كله يأتي على هذا الجيل!" (مت23: 35 ،36). نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
07 أكتوبر 2019

الأنبا انطونيوس والأريوسية

في إطار الحديث عن الرهبنة، ودفاعها عن الإيمان الأرثوذكسي؛ وهو الأمر الذي امتدّ عبر قرون طويلة؛ يستوقفنا ما فعله القديس العظيم الأنبا أنطونيوس أب الرهبان في العالم عندما احتدم الصراع بين البابا القديس ألكسندروس (19) ومن بعده خليفته القديس أثناسيوس (20) مع أريوس وأتباعه؛ وكان أريوس قد نشر بدعته في الأسكندرية حتى اعتنقها 700 شماسة مكرسة و12 من الشمامسة و7 من الكهنة واثنين من الأساقفة، وقام بتأليف ترانيم جذّابة يروّج بها بدعته، واستخدمها أتباعه للترويج لتعاليمه المدمِّرة في الإسكندرية: وقتها ترك القديس أنطونيوس البرّية الشرقية لأول مرة منذ بداية خروجه إليها، ونزل إلى مدينة الإسكندرية العظمى. فتجوّل القديس أنطونيوس في شوارع الإسكندرية، وتهافت الشعب على رؤيته وأخذ بركته، والتطلُّع إلى وجهه الممتلئ نعمة وروحانية نورانية في شيبة مقدسة. وكانوا يسألونه: أيهما نتبع إيمان أثناسيوس أم إيمان أريوس؟ فكان يجيبهم إن إيمان أثناسيوس هو الإيمان المسيحى الأرثوذكسى الصحيح ومن أمثلة الخداعات الماكرة التى كان أريوس يستخدمها في نشر بدعته الخطيرة بأن الابن الكلمة مخلوق وأن الآب وحده هو الإله الحقيقي؛ إنه كان يقتبس من إنجيل يوحنا قول السيد المسيح الذي قاله لتلاميذه: «لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي» (يوحنا 14: 28). ويستند أريوس (بعدم فهم) على ذلك ويقول: إن الآب أعظم من الابن؛ وبذلك لا يمكن أن يكون الابن مساويًا للآب في الجوهر، ولا في المجد، ولا في الربوبية. وأن الابن مولود من الآب بإرادة الآب وليس بالطبيعة؛ وبالتالي فهو ليس إلهًا حقًّا من إله حق: أى ليس إلهًا حقيقيًا!! وأن الآب قد أوجده من العدم ثم خلق بواسطته العالم أي كل الخليقة!!! وردّ القديس أثناسيوس على أريوس وقال: إذا كان المسيح هو كلمة الله "اللوغوس" Logos أي العقل الإلهي منطوق به بالولادة من الآب العاقل: فبأي عقل خلق الله له عقلاً، وبأي كلمة عقلية خلق له كلمة؟! وهل يجوز أن نقول إن الله كان بغير الكلمة قبل كل الدهور أي قبل الأزمنة الأزلية؟؟ أمّا بالنسبة لقول السيد المسيح إن «أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي» (يوحنا 14: 28)، فإنه يقصد أنه قد أخفي مجده بالتجسد بواسطة الناسوت الذي اتخذه بالروح القدس من العذراء القديسة مريم والدة الإله، لكي يمكن أن يتمِّم الفداء بأن يقبل الإهانات والظلم والصلب والموت الجسدى وهو في هذا العالم أي على الأرض. أمّا عند دخوله إلى السماوات العليا فإنه لا يلزمه أن يخفي هذا المجد. لهذا ففي مناجاته للآب قبل الصلب، وفي نفس إنجيل يوحنا قال للآب: «أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. والآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ» (يوحنا 17: 4-5). ومعنى ذلك كله أن السيد المسيح كان يقول لتلاميذه إنهم لو كانوا يحبونه لكانوا يفرحون بتمجده بصعوده إلى السماوات عند الآب لأن مجده في وضعه الكامل هناك مع الآب وليس على الأرض في مجيئه الأول فهو قد أخفى مجده لسببين:- الأول: لكى يمكن أن يتمّم الفداء، الثاني: لأنه لو أظهر ملء مجده لمات جميع من رأوه من البشر. ولذلك قال السيد المسيح لموسى النبي عند جبل سيناء حينما قال له موسى: «أَرِنِي مَجْدَكَ» (خروج 33: 18) وهو يقصد ملء مجده «الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ» (خروج 33: 20). وكان الذي تكلم مع موسى وقتها هو الابن الكلمة في أحد ظهوراته في العهد القديم؛ وقال له إنه سيضعه في نقرة الصخرة، ويضع يده على الفتحة ويعبر، ثم يراه موسى من الخلف؛ أي لا يعاين ملء مجده وحتى حينما حضر إيليا النبي وهو مازال حيًّا مع روح موسى النبي في لقاء مع السيد المسيح على جبل التجلي؛ وصار وجه السيد المسيح يلمع مثل الشمس وهي تضيء في قوتها، وصارت ثيابه بيضاء ناصعة كالثلج؛ إلا أن هذا أيضًا كان شعاعًا من مجده الإلهى وإلّا لمات إيليا النبى وكذلك بطرس ويعقوب ويوحنا الذين شاهدوا هذا المنظر العجيب إن السيد المسيح في قيامته من الأموات قام بجسد ممجد لا يقوى عليه الموت وقال لتلميذى عمواس: «أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهَذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ» (لوقا24: 26) ولكنه بالرغم من ذلك لم يظهر بعد القيامة بمجده الإلهى الكامل الذي لا يحتمل أحد من البشر في هذا العالم أن يراه ويعيش، بل قال معلنًا بولس الرسول عن تجسد الكلمة: «وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، اومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ» (تيموثاوس الأولى3: 16) أي أن السيد المسيح قد صار في مجده الإلهي الكامل (حتى بحسب ناسوته) بعد صعوده إلى السماوات. نيافة الحبر الجليل المتنيح الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير السيدة العفيفة دميانة بلقاس
المزيد
06 أكتوبر 2019

ملابس رئيس الكهنة

قَدْ يَبْدُو الحَدِيث عَنْ مَلاَبِس رَئِيس الْكَهَنَة حَدِيثاً جَافّاً بِلاَ فَائِدَة وَقَدْ يَشْتَكِي البَعْض مِنْ عَدَم فَهْم هذِهِ التَّفَاصِيل الَّتِي تَبْدُو صَعْبَة لأِوَّل وَهْلَة وَلكِنْ نَدْعُوك عَزِيزِي القَارِئ بِنِعْمَة الله لِلدُّخُول مَعَنَا فِي جَوْلَة مُمْتِعَة لِنَتَعَرَّف عَلَى أسْرَار مَحَبِّة الله وَرِعَايَتَهُ لِشَعْبِهِ مِنْ خِلاَل مَلاَبِس رَئِيس الْكَهَنَة وَأيْضاً نَكْتَشِفْ عَظَمِة الوَحْي الإِلهِي الَّذِي أشَارَ إِلَى السَيِّد الْمَسِيح رَئِيسُ الْكَهَنَة الأعْظَم فِي كُلَّ أجْزَاء وَتَفَاصِيل مَلاَبِس رَئِيسُ الكَهَنَة وَلكِنْ بِصُورَة سِرِّيَّة بَدِيعَة وَهذَا مَا نُحَاوِل أنْ نَكْتَشِفُه مِنْ خِلاَل هذِهِ الجَوْلَة . ثيابا مقدسة للمجد والبهاء:- أعْلَنْ الله إِرَادَتَهُ المُقَدَّسَة لِمُوسَى النَّبِي أنْ يَصْنَع لِلكَهَنَة وَرَئِيسَهُمْ مَلاَبِس مُقَدَّسَة فِي أقْصَى حُدُود الجَمَال وَالجَلاَل تَلِيقٌ بِمَجْدِهِ وَخِدْمَتِهِ وَحِينَ نَدْخُل بِنِعْمَة الله فِي التَّأمُّل فِي تَفَاصِيل هذِهِ الثِّيَاب سَنَجِد أنَّهَا لَيْسَ مُجَرَّدٌ ثِيَاب ذَات أوْصَاف مُحَدَّدَة مِنْ مَوَاد أوْ ألْوَان بَلْ هِيَ إِعْلاَن عَنْ عِلاَقَة الله بِشَعْبِهِ مِنْ خِلاَل الْكَاهِنْ فَالكَهَنُوت الهَارُونِي قَدْ تَرَّتَبْ مِنْ الله لأِجْل الشَّعْب الَّذِي لَمْ يَكُنْ لَهُ حَقٌ فِي ذَاتُه أنْ يَدْنُو مِنْ الله فَاحْتَاج إِلَى شَخْص يَظْهَر أمَام الله دَائِماً مِنْ أجْلُهُمْ ﴿ وَاصْنَعْ ثِيَاباً مُقَدَّسَةً لِهَارُون أَخِيكَ لِلْمَجْدِ وَالْبَهَاءِ وَتُكَلِّمُ جَمِيعَ حُكَمَاءِ الْقُلُوبِ الَّذِينَ مَلأْتُهُمْ رُوحَ حِكْمَةٍ أَنْ يَصْنَعُوا ثِيَابَ هَارُونَ لِتَقْدِيسِهِ لِيَكْهَنَ لِي ﴾ ( خر 28 : 2 – 3 ) كَانَ أمر الله أنْ تُصْنَع ثِيَاب مُقَدَّسَة لِهَارُون أوَّلاً لأِنَّهُ هُوَ رَئِيس الْكَهَنَة لأِنَّهُ يَرْمُز إِلَى السَيِّد الْمَسِيح رَئِيسُ الْكَهَنَة الأعْظَم وَدُعِيَتْ مُقَدَّسَة لأِنَّهَا مُكَرَّسَة لِلخِدْمَة إِذْ تَخَصَّصَتْ لِخِدْمِة الرَّبَّ القُدُّوس وَقَوْلِهِ * لِلْمَجْدِ وَالْبَهَاءِ * أي لِلجَلاَل وَالعَظَمَة وَالجَمَال لِكَيْ تَلِيقٌ بِمَجْد الله الَّذِي يَجِبْ أنْ يُسْجَد لَهُ وَيُعْبَدٌ فِي زِينَة مُقَدَّسَة وَكَأنَّهَا تُحَدِّث بِمَجْد الله بِحَسَبْ تَعْبِير سِفْر أخْبَار الأيَّام الأوَّل ﴿ لأِنَّ الرَّبَّ عَظِيمٌ وَمُفْتَخَرٌ جِدّاً وَهُوَ مَرْهُوبٌ فَوْقَ جَمِيعِ الآلِهَةِ لأِنَّ كُلَّ آلِهَةِ الأُمَمِ أَصْنَامٌ وَأَمَّا الرَّبُّ فَقَدْ صَنَعَ السَّموَاتِ الْجَلاَلُ وَالْبَهَاءُ أَمَامَهُ الْعِزَّةُ وَالْبَهْجَةُ فِي مَكَانِهِ هَبُوا الرَّبَّ يَا عَشَائِرَ الشُّعُوبِ هَبُوا الرَّبَّ مَجْداً وَعِزَّةً ﴾ ( 1أخ 16 : 25 – 28 ) فَهْيَ ثِيَاب لاَ تَخُص الْكَاهِن كَشَخْص بَلْ الْكَهَنُوت كَكَرَامَة أمَام الله وَهُنَا نَتَذَكَّر القِصَّة الَّتِي حَدَثَتْ مَعَ شَخْص سَمَعْ عَنْ نُسْك القِدِيس بَاسِيلْيُوس وَتَقَشُّفِهِ فَذَهَبَ لِيَرَاه فَوَجَدَهُ يَلْبِس مَلاَبِس فَاخِرَة جَمِيلَةٌ أثْنَاء القُدَّاس فَسَألَهُ كَيْفَ تَلْبِس هذِهِ المَلاَبِس رَغْم مَا نَسْمَعَهُ عَنْكَ فِي نُسْك وَتَقَشُّف ؟!! فَأخَذَهُ جَانِباً وَأرَاه المَلاَبِس الَّتِي تَحْت مَلاَبِس الْكَهَنُوت فَوَجَدَهَا مِنْ الخِيش الخِشِنْ وَقَالَ لَهُ أنَّهُ لاَ يَلْبِس هذِهِ المَلاَبِس لأِجْل شَخْصُه بَلْ لِعَظَمِة الْكَهَنُوت وَبَهَاؤه أمَرَ الله بِتَفَاصِيل إِقَامِة مُحْتَوَيَات خِيمِة الإِجْتِمَاع فِي غَايِة الدِّقَّة وَالرَّوْعَة وَأيْضاً أمَرْ بِجَمَال وَبَهَاء ثِيَاب الْكَهَنَة لِيَكُونُوا مُمَجَّدِينْ وَذَوِي كَرَامَة عَالِيَة فِي عُيُون الشَّعْب وَبِذلِك يَكُون الجَمَال وَالبَهَاء مُتَنَاسِباً بَيْنَ الخِيمَة وَالخُدَّامَ فِيهَا وَبِذلِك تُقَدِّم خِدْمَة تَلِيقٌ بِمَجْد وَبَهَاء الَّذِي خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَناً . فهى ثياب تتحدث إِذْ لَمْ تَكُنْ الثِيَاب غَايَة فِي حَدٌ ذَاتْهَا بَلْ تَتَحَدَّث وَتَشْهَدٌ عَنْ أُمُور كَثِيرَة مِنْهَا :- أنَّهَا تَتَحَدَّث عَنْ عِظَم شَأن رَئِيس الْكَهَنَة وَتُضْفِي عَلَيْهِ مَجْداً وَبَهَاءً لَيْسَ لَهُ فِي ذَاتُه وَإِنَّمَا تَتَحَدَّث عَنْ مَجْد شَرَفْ الخِدْمَة الَّتِي يَقُوم بِهَا تَتَحَدَّث وَتَشْهَدٌ عَنْ وُجُودٌ الرَّبَّ بَيْنَ شَعْبِهِ وَرَغْبَتِهِ فِي أنْ يُهْدِي وَيُقَدِّس وَيَغْفِر لِجَمَاعَتِهِ المُخْتَارَة المَحْبُوبَة جِدّاً لَدَيْهِ تَتَحَدَّث عَنْ إِحْتِيَاج رَئِيس الْكَهَنَة لِمَجْد هذِهِ الثِيَاب إِذْ تُخْبِر عَنْ عُرْيُه الشَّخْصِي فِي عَيْنَيّ قُدُّوس إِسْرَائِيل وَلِذلِك إِحْتَاج إِلَى ثِيَاب تُكْسِبُه مَجْداً وَبَهَاءً تَتَحَدَّث عَنْ رَئِيس كَهَنَة آخَر أعْظَمْ لاَ يَحْتَاج إِلَى ثِيَاب مَصْنُوعَة بِالأيَادِي يَلْتَمِس مِنْهَا مَجْدُه وَبَهَاؤه بَلْ كَانَتْ تُخْبِر عَنْ رَئِيس الْكَهَنَة الأعْظَم الَّذِي أخْبَرْنَا عَنْهُ القِدِيس بُولِس الرَّسُول﴿ هُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ ﴾ ( عب 1 : 3 ) فَهْيَ تُعْلِنْ المُفَارَقَة البَعِيدَة المَدَى الشَّاسِعَة بَيْنَ كَهَنُوت هَارُون وَكَهَنُوت الرَّبَّ يَسُوع الَّذِي لَهُ كُلَّ مَجْد الآب وَالَّذِي لَهُ المَقَام الإِلهِي وَالمَجْد الأزَلِي فَهُوَ الإِبْن الوَحِيد المَمْلُوء نِعْمَة وَحَقّاً تَتَحَدَّث عَنْ إِحْتِيَاج كَهَنُوت هَارُون لِمَجْد وَبَهَاء هذِهِ الثِيَاب إِلاَّ أنَّ رَئِيسُ الْكَهَنَة الأعْظَمْ يَسُوع الْمَسِيح هُوَ الَّذِي أعْطَى وَظِيفِة الْكَهَنُوت مَقَامَهَا وَكَرَامَتِهَا وَالعَجِيب رَغْم كُلَّ هذِهِ الثِّيَاب وَبَهَاءَهَا إِلاَّ أنَّنَا نَجِد أنَّ رَئِيس الْكَهَنَة لَمْ يَدْخُل قَطْ إِلَى قُدْس الأقْدَاس مُرْتَدِياً هذِهِ الثِّيَاب وَلاَ يَقِفْ أمَام الله بِهذِهِ الصِفَات الَّتِي تُعْلِنْهَا تِلْكَ المَلاَبِس إِذْ كَانَ يَدْخُل إِلَى قُدْس الأقْدَاس مَرَّة وَاحِدَة فَقَطْ فِي السَنَة يَوْم الكَفَّارَة العَظِيمْ مُتَسَرْبِلاً بِثَوْب مِنَ الكِتَّان فَقَطْ هَلْ عَلَمْت لِمَاذَا ؟ لأِنَّ كَمَال المَجْد وَالبَهَاء اللَّذَانْ تَتَحَدَّث عَنْهُمَا تِلْكَ الثِيَاب هُمَا يَخُصَان الرَّبَّ يَسُوع وَحْدَهُ الَّذِي فِيهِ يَكْمُل فِكْر الله مِنْ جِهَة الْكَهَنُوت . حكماء القلوب:- ﴿ وَتُكَلِّمُ جَمِيعَ حُكَمَاءِ الْقُلُوبِ الَّذِينَ مَلأْتُهُمْ رُوحَ حِكْمَةٍ أَنْ يَصْنَعُوا ثِيَابَ هَارُونَ لِتَقْدِيسِهِ لِيَكْهَنَ لِي ﴾ ( خر 28 : 2 – 3 ) لَمْ يَتْرُك الله بَنِي إِسْرَائِيل لِيَعْمَلُوا هذِهِ الثِّيَاب كَمَا شَاءُوا بَلْ وَصَفَ لَهُمْ كُلَّ قِطْعَة مِنْهَا وَصْفاً دَقِيقاً فَلاَ مَجَال لِلأفْكَار الشَّخْصِيَّة أوْ الإِبْتِكَار أوْ الخَيَال بَلْ هُنَاك صِفَتَانْ :- أوَّلاً : حُكَمَاء القُلُوب أي لَهُمْ رُوح المَعْرِفَة وَالحِكْمَة ثَانِياً : مَلأتَهُمْ مِنْ رُوح الحِكْمَة وَكَأنَّ الله يُرِيدْ أنْ يُعْلِن أنَّهُ يَقُود حُكَمَاء القُلُوب الَّذِينَ يَطْلُبُون مَجْدُه وَيَخَافُون إِسْمُه فَيُرْشِدَهُمْ وَيَلْهِمَهُمْ فِي كُلَّ أعْمَالِهِمْ لِيُعْلِنْ مَجْدُه وَسَطْ العَالَمْ فَالله هُوَ مَصْدَر كُلَّ مَعْرِفَة وَهُوَ وَاهِبْ المَوَاهِبْ وَهُوَ يَسْتَخْدِم وَيُقَدِّس مَوَاهِبْ البَشَر لِتَعْمَل لِحِسَاب مَجْدُه فَمَا أعْجَبْ تَنَازُل رُوح الله الَّذِي يُظْهِر قُدْرَتَهُ فِي الأشْيَاء المَحْسُوسَة الفَانِيَة حَتَّى تُسْتَعْلَنْ قُدْرَتَهُ فِي كُلَّ شَيْء مُسْتَخْدِماً حُكَمَاء القُلُوب عَزِيزِي القَارِئ إِنَّ الله يُرِيدْ أنْ يَسْتَخْدِم قُدْرَاتَك وَيَقُودٌ مَوَاهِبَك بِنِعْمِة رُوحُه القُدُّوس لِيُقَدِّسَك لِحِسَاب مَجْد مَلَكُوتُه الإِلهِي فَكُنْ أمِيناً فِي تَسْلِيم مَوَاهِبَك وَقُدْرَاتَك لِيَعْمَل بِهُمَا مَا يَشَاء . تفاصيل الثياب:- ﴿ وَهذِهِ هِيَ الثِّيَابُ الَّتِي يَصْنَعُونَهَا صُدْرَةٌ وَرِدَاءٌ وَجُبَّةٌ وَقَمِيصٌ مُخَرَّمٌ وَعِمَامَةٌ وَمِنْطَقَةٌ ﴾( خر 28 : 4 ) .. وَيُمْكِنْ أنْ نُقَسِّم الثِّيَاب * مِنْ الخَارِج إِلَى الدَّاخِل * إِلَى :- الرّدَاء ( أُفُودٌ ) وَهُوَ الثُوب الخَارِجِي مِثْلَ قَمِيص قَصِير يَصِل إِلَى مَا قَبْلَ الرُّكْبَتَيْن لَهُ كِتْفَان مَوْصُولاَن وَبِلاَ أكْمَام . الصَّدْرَةٌ ( صَدْرَة القَضَاء ) وَهيَ أثْمَنْ المَلاَبِس وَأعْجَبَهَا وَهيَ قِطعَة مُرَبَعَة طُولَهَا تَقْرِيباً شِبْر وَعَرْضَهَا شِبْر تُثَبَّتْ فِي كِتْفَيَّ الرِّدَاء بِوَاسِطَة سَلاَسِل مِنْ ذَهَبْ مُرَّصَعَة بِصُفُوف مِنْ الأحْجَار الكَرِيمَة . الأُورِيم وَالتُّمِّيم وَهُمَا حَجَرَان مِنْ المَاس مَوْضُوعَان عَلَى الصَّدْرَة . الجُبَّة وَهُوَ ثُوب مَنْسُوج طَوِيل أسْمَانْجُونِي ( أزْرَق سَمَاوِي ) بِلاَ كُمَّيْن يُلْبَس تَحْت الصَّدْرَة مِنْ الرَّقَبَة إِلَى الرُّكْبَتَيْنِ وَتَنْتَهِي أذْيَالَهُ بِرُّمَانَات مِنْ أسْمَانْجُونِي وَأُرْجُوَان وَقِرْمِز وَجَلاَجِل ذَهَبْ . العَمَامَة وَصَفِيحِة الذَّهَبْ العَمَامَة مِنْ الكِتَّان النَّقِي تُلَفْ حَوْل الرَّأس وَصَفِيحِة الذَّهَبْ مُثَبَّتَة عَلَى العَمَامَة مَكْتُوب عَلَيْهَا " قُدْس لِلرَّبَّ " . القَمِيص هُوَ أوِّل شِئ يَرْتَدِيه رَئِيس الكَهَنَة وَهُوَ ثُوب ذُو كُمَّيْن مِنْ الكِتَّان يَصِل إِلَى القَدَمَيْنِ وَيَسْتُر كُلَّ الجِسْم وَالسِرْوَال هُوَ ضَرُورِي لِسَتْر العَوْرَة وَهُوَ يُغَطِّي مِنْ الحَقَوَيْن إِلَى الرُّكْبَتَيْن . المَنْطِقَة وَهيَ قِطْعَة مِنْ الكِتَّان المُطَرَّز ذَاتَ ألْوَان يُخَالِط نَسِيجَهَا الذَّهَبْ وَيَشْتَد بِهَا الوَسَطْ . القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك الاسكندرية عن كتاب مَلاَبِس رَئِيس الكَهَنَة
المزيد
05 أكتوبر 2019

إبراهيم أبو الآباء

ان إبراهيم هو أب " لجميع الذين يؤمنون" (رو 4: 11).. ونحن ندرس حياته لكى ماندرس معاملات الله مع البشر، فكل ما كتب كتب لأجل تعليمنا،، وعلىالرغم من أن إبراهيم هو أعظم رجل سجلت الأسفار المقدسة تاريخه، لكن لنذكر دائما أن أمامنا من هو أعظم من إبراهيم، ذاك الذى قال عن نفسه: " قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن " – ذاك الذى تهلل إبراهيم أن يرى يومه فرأى وفرح (يو 8: 56، 58).. ولا عجب فالقديس بولس بعد أن سرد قائمة طويلة لأبرار العهد القديم فى الرسالة إلى العبرانيين كسحابة شهود استطرد يقول: " ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع " (عب 12: 2). قصة إبراهيم مع الله:- تبدأ قصة إبراهيم حين تراءى له إله المجد، وهو مازال فى مدينة أور الكلدانيين، (مكانها الحالى خرائب فى منتصف المسافة بين بغداد والخليج الفارسى، شرقى نهر الفرات بقليل ناحية الجنوب) – ويوضح ذلك الوحى الألهى على فم أستفانوس شهيد المسيحية الأول " ظهر رب المجد لأبينا إبراهيم وهو فى ما بين النهرين قبل سكنه فى حاران (مدينة على أحد فروع نهر الفرات) – وقال له أخرج من أرضك ومن عشيرتك وهلم إلى الأرض التى أريك، فخرج حينئذ من أرض الكلدانيين وسكن فى حاران، ومن هناك نقله (الله) بعدما مات أبوه إلى هذه الأرض التى أنتم الآن ساكنون فيها " (أع 7: 2 – 4) إذن فقد تلقى إبراهيم الدعوة بالخروج وهو مازال فى أور الكلدانيين.. وكانت دعوة الله لإبراهيم هكذا " اذهب من أرضك، ومن عشيرتك ومن بيت أبيك الى الأرض التى أريك، فأجعلك أمة عظيمة، وأباركك وأعظم أسمك. وتكون بركة، وأبارك مباركيك ولاعنك ألعنه، وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض " (تك 12: 1 –3). 1 – فى الواقع يبدأ تاريخ إبراهيم بظهور الله له. والحق أن القيمة الحقيقية فى حياة أى أنسان وتاريخه تبدأ بظهور الله فى حياته. فقد يعيش إنسان عشرات السنين دون أن يكون له أثر، حتى يقبل دعوة الله ويحيا فى طاعته.. والله فى أثناء ذلك يعرض عليه ذاته لكى يستغنى، ويلبس ثيابا بيضا فلا يظهر خزى عريته. 2 – لنتأمل فى قول الله لإبراهيم: " وتكون بركة ".. هنا نلاحظ ظاهرة عجيبة، فبعد أن كان الله يبارك البشر، أصبح هناك بشر يباركون البشر!!! 3 – تأملات فى طاعة إبراهيم: كانت طاعة إبراهيم لله فى أن خرج من أرضه، فما هى حكمة الله من ذلك؟ الواقع أن كل أنذارات الله القديمة (الطوفان – بلبلة الألسن -..) لم تفلح فى حمل البشر أن يقلعوا عن الشر، لذا لم يكن هناك بد من أن يعزل الله فئة من البشر ليكونوا له. كان هناك خوف على إبراهيم، فالجو الذى عاش فيه إبراهيم فى أور الكلدانيين كان موبوءا بالوثنية ونجاساتها، فالانسان بطبعه ضعيف ومعرض للسقوط، وإبراهيم نفسه وهو - أب الآباء – ضعف إيمانه وشك فى قدرة الله على إعالته فى أرض كنعان لما حدثت مجاعة فنزل إلى مصر دون مشورة الله، وكذب وقال عن زوجته سارة أنها أخته خوفا أن يقتله فرعون.. من هذا نفهم حكمة الرب فيما قاله على لسان أشعياء النبى " اعتزلوا اعتزلوا. أخرجوا من هناك. لا تمسوا نجسا " (أش 52: 11) – ويقول يوحنا فى رؤياه "..اخرجوا منها ياشعبى لئلا تشتركوا فى خطاياها، ولئلا تأخذوا من ضرباتها " (رؤ 18: 4) خرج إبراهيم من أور الكلدانيين طاعة لأمر الله، لكن أباه تارح والذين معه خرجوا معه على سبيل الصحبة والقرابة.. وهؤلاء كانوا ثقلا على إبراهيم فى طريق الطاعة الكاملة. وما أن وصلوا إلى حاران حتى حطوا رحالهم، ورفضوا الأرتحال أكثر، ظل إبراهيم معهم فى حاران زمانا طويلا لم يتمتع فيه بظهور الله له، ولم يتمكن من تنفيذ وصية الله له بالخروج، إلا بعد أن تخلص من هذه الروابط الجسدية التى كانت معطلا له عن السير فى طريق طاعة الله الكاملة. 4 – تارح والد إبراهيم يقود القافلة (الجسد يتولى قيادة المؤمن): " وأخذ تارح أبرآم ابنه ولوطا أبن هاران ابن أبنه وساراى كنته امرأة إبرام أبنه، فخرجوا معا من أور الكلدانيين ليذهبوا إلى أرض كنعان " (تك 11: 31)هنا يظهر تارح كما لو كان هو المدعو من الله ليخرج من أور إلى كنعان، بينما الدعوة فى الواقع كانت لإبراهيم.. النتيجة هو التوقف عن السير.. تارح يمثل صورة الجسد عندما يقود المؤمن. فقد كان تارح عابدا للأوثان (يش 24: 2) وقيادة الجسد للأنسان فى الأمور الروحية المتصلة بالله، لا نتيجة منها سوى التعثر للوصول لله. + كان أمر الله لإبراهيم أن يذهب إلى كنعان، أما هو فسكن فى حاران. لكن ما أن مات أبوه حتى أطاع وصية الرب.. إن صلات الجسد وروابطه كثيرا ما تعوقنا فى إتمامنا لدعوة الله لنا، فنتقاعد عن الوصول إلى مادعينا اليه ونرضى بما هو أقل منه!!!إن دعوة إبراهيم هى مثال لدعوة الله للانسان، فكما أن الموت وحده هو الذى هيأ لإبراهيم فرصة الأنطلاق، كذلك فإننا بحاجة للموت عن العالم حتى ما ننطلق إلى الله. + كانت الدعوة إلى كنعان لكن إبراهيم تخلف فى حاران.. وكثيرا ما تأتى معطلات فى طريق الأنسان إلى الله.. فعلينا أن نحترس!! + لقد أطاع إبراهيم دعوة الله إليه بالخروج من أرضه، دون أن يعلم إلى أين يذهب، وفى هذا مثال للطاعة الكاملة لله.. وحياة التسليم بالكامل. + حسب الظاهر كان إبراهيم قد خسر أرضه وعشيرته وبيت أبيه،،، لكن فى الواقع كان إبراهيم رابحا، فالانسان الخاطىء عندما يترك العالم وملذاته، ما هى خسارته وهو يربح المسيح " ما كان لى ربحا، فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة. بل إنى أحسب كل شىء أيضا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربى. الذى من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكى أربح المسيح وأوجد فيه " (فى 3: 7، 8). + لابد من حدوث العوائق فى طريق الله، لا نتصور أن الطريق أمام المؤمن سهلا. + فى دعوة إبراهيم نرى الله يوضح الطريق الروحى الذى ينبغى أن يسلك فيه الإنسان أومايمكن أن نسميه طريق التكريس: أولا: يقول الله لإبراهيم " أخرج من أرضك " هذه تشير الى الزهد بالجسد. فيزهد الأنسان فى الثروة والممتلكات. ثانيا: " ومن عشيرتك " وهذه تشير إلى نبذ وترك أساليب السلوك القديم والرذائل الخاصة بالروح والجسد " اسمعى ياابنتى وانظرى وأميلى أذنك، وانسى شعبك وبيت أبيك ". ثالثا: " أخرج..الى الأرض التى أريك ".. ماهى هذه الأرض؟ هى الأرض التى عناها المسيح بقوله " طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض " - " ثم رأيت سماء جديدة وارضا جديدة.. " – " بالأيمان تغرب.. لأنه كان ينتظر المدينة التى لها الأساسات التى صانعها وبارئها الله ". إبراهيم بعد أن ترك حاران (تك 12: 4 – 9): + أول مكان بلغه إبراهيم بعد أن ترك حاران هو شكيم.. ومعنى شكيم كتف، وهى عناية عن قوة الله التى تحفظنا فى دائرة الأيمان.. ثم جاء الى بلوطة مورة، ومعناها تعليم. والتعليم والقوة يرتبطان ببعضهما، فالقوة الروحية تقودنا الى قبول التعليم، والتعليم ينشىء فينا قوة روحية.. هذه لفتة الهية للطائعين!!!. + أتى إبراهيم إلى شكيم، لكنه وجد الكنعانيين فى الأرض..كان وجود الكنعانيين هناك امتحانا لقلب إبراهيم ومدى ثبات إيمانه، ومع وجود الكنعانيين فقد وجد الله هناك.. " وظهرالرب لإبرآم " (تك 12: 7). + إبراهيم بين الخيمة والمذبح.. لقد بنى إبراهيم مذبحا بعد وصوله شكيم.. وبنى مذبحا ثانيا بين بيت إيل وعاى.. عاش إبراهيم حياة الغربة فى خيمة متنقلة.. والخيمة والمذبح صفتان أمتاز بهما إبراهيم. فالخيمة تشير إلى حياة الغربة.. التى عاشها على الأرض، والمذبح يشير إلى حياة التعبد والشكر لله. بالخيمة أعترف أن لا شىء له فى الأرض، وبالمذبح أعترف أن الله كان كل شىء له.. ففى الوقت الذى لم يعطه الله فيه ميراثا ولا وطأة قدم (أع 7: 5)، كان الله هو نصيبه و ميراثه، وهذا وحده يكفى.. القمص تادرس يعقوب ملطى
المزيد
04 أكتوبر 2019

التعليم الكنسي

الكنيسة بصورة عامة هي أُمٌّ لنا جميعًا، لها الدور الأكبر كمُعلّمة ومُربّية ومُلهمة في مسيرة حياتنا الأرضية امتدادًا إلى السماء حيث النصيب الصالح. وهذا الدور التعليمي الذي تقوم به الكنيسة مُستمَد من المسيح المعلم الصالح Good Teacher، الذي كان يعلّم في المجامع (متى 4: 23)، وفي الهيكل (متى 21: 23)، وفي الأعياد (يوحنا 8: 20)، بل وكل يوم (متى 26: 55)، كما أجاب عن العديد من الأسئلة التي وُجِّهت إليه في مناسبات متنوعة. ولذلك لقّبه اليهود بلقب "رابي" أي معلم. وقد أخذ تعليمه عدة أوجه، فتارة يتكلم ويعلم ويتصرف كنبي، وتارة كمُفسِّر للشريعة التي جاء ليشرحها ويكملها (متى 5: 17)، كما أنه كان يعلم بسلطان (متى 13: 54)، وكان تعليمه مذهلاً للسامعيين (مرقس 1: 27)، كما أنه كان جديدًا إذ يخاطب القلوب والأعماق هادفًا إلى خلاص النفوس وتحريرها من الناموسيات والحرفيات والجمود الفكري والقساوة القلبية. وكثيرًا ما اصطدم بالعمى الإرادي عند أولئك الذين يدّعون أنهم يُبْصِرُونَ وهم لاَ يُبْصِرُونَ (يو 9: 39-41). والتعليم عملية مستمرة تشمل جوانب عديدة، وتبدأ في الأسرة التي هي الوحدة الأولى لبناء أي مجتمع سواء مدني أو ديني. وعملية التعليم يشترك فيها: الأسرة (المؤسسة التربوية الأولى)، والكنيسة (المؤسسة الروحية الأولى)، والمدرسة (المؤسسة المعرفية الأولى)، والأصدقاء (البيئة الاجتماعية الأولى)، والميديا (المؤسسة العالمية الأولى). ولأن التعليم الكنسي هو عمل الكنيسة الأساسي بين كل ما سبق من عناصر تشارك في بناء الإنسان وتعليمه وتربيته وتنشئته، لذا سوف أقصر حديثي عن الجوانب الرئيسية لمنظومة التعليم الكنسي وهي ثلاثية الأبعاد: المُعلّم – المنهج – المُتعلِّم. وسوف أحاول بنعمة المسيح الحديث في هذا المقال عن "المعلم" على أن استكمل باقي العناصر في مقالات قادمة. أولاً: المعلم وهو الإنسان الذي يقوم بالعملية التعليمية الواجبة، وليس كل إنسان صالحًا أن يكون معلمًا. المعلم يجب أن يكون شخصًا ذا مواصفات خاصة: معرفيًا – روحيًا – أخلاقيًا – كنسيًا – اجتماعيًا. ويجب أن تتوازن هذه العناصر في شخصيته ودراسته وتحصيله المعرفي، فمثلاً لا يكون على قدر عالٍ من المعرفة في أي مجال، وفي نفس الوقت سلوكه الأخلاقي أو الاجتماعي بعيد عن ذلك تمامًا. أو أن يكون كنسيًا وليس روحيًا تائبًا.. وهكذا. ويمكن أن نصف عدة مستويات في المعلم وكيف يكون: 1- القارئ: وهو الإنسان الذي يقرأ لنفسه أو لآخرين، ويثقّف ذاته سواء في القراءات الدينية بأنواعها أو الثقافية بأنواعها، وربما يكون له مكتبة صغيرة أو متوسطة، كما قد تكون قراءاته عابرة مثلًا في الصحف أو المجلات متنوعة الموضوعات أو على شبكة النت والتجوال بين المواقع دون قصد معين في هذه القراءة. 2- المدرس: وهو الذي له صلاحية التدريس ونقل المعرفة إلى الآخرين بوسائل تربوية سليمة، وينطبق هذا على خادم مدارس الأحد وفصول الشباب، وينطبق على الكاهن أو الأسقف بصور متدرّجة. وبالطبع يحتاج أن يكون قارئًا ودارسًا جيدًا، وقد تتلمذ على آخرين بصورة عميقة، سواء في الاجتماعات أو الدروس أو غير ذلك. 3- الواعظ: وهو الذي عنده مهارة مخاطبة الآخرين في كل المستويات التعليمية أو حتى أصحاب التعليم المحدود أو الغير موجود. وهو يملك معرفة اجتماعية وشعبية تناسب من يكلمهم. وكان في بدايات القرن العشرين عدد كبير من الوعاظ وأثروا الكنيسة جدًا، ولكن مع تنامي مراكز التعليم وظهور وسائل التكنولوجيا الحديثة، قلّ عددهم الآن وصار دورهم محدودًا، ربما في مناسبات الوفاة والعزاء فقط. 4- المحاضر: وهو الشخص صاحب خبرات متميزة في مجال ما، يأتي ليلقي محاضرات علمية عميقة في مجال معرفته، ويقدم هذه المعرفة بأسلوب متقدم معتمدًا على دراساته وأبحاثه وقراءاته الواسعة. 5- الباحث: وهو صاحب الأبحاث الدينية أو الكنسية أو العلمية، وقد حصل على أبحاثه شهادات الماجستير والدكتوراه، ويتميز بالدقة والأمانة العلمية، والتعمق في التحصيل الدراسي، ويمكن أن ينشر أبحاثه دون أن يكون لها آثار سلبية على سلام الكنيسة أو المجتمع، ويكون حكيمًا في كل ما يقوله. 6- المتأمّل: وهو الذي تعمّق وراء النصوص الدراسية سواء كتابية أو آبائية أو كنسية، وصار له تأملات متنوعة ومتوازنة تكشف أعماق الغنى الروحي فيها، وتقديم مثل هذه التأملات يشبع الروح والقلب، ويحتاجها الإنسان في فترات الخلوة والهدوء النفسي وفترات التوبة. 7- الكاتب: وهو الذي يستطيع أن يصيغ معرفته وقراءاته ودراساته في صورة مكتوبة بأسلوب رصين واضح، وليس كل إنسان عنده هذه الموهبة، ويجب أن يكون عارفًا بأصول الكتابة والنحو والصرف والأسلوب واللغة المناسبة. وعادة كل كتاب يقرأه مئات وآلاف من البشر، ويظل قائمًا وحاضرًا على الدوام. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل