المقالات

14 مايو 2023

سيروا فى النور

الإِسبُوع الرَّابِع مِنْ الخماسِين المُقدّسة الكنِيسة بِترتِب لِنا رِحلة فِى فِترة الخماسِين الهدف مِنها إِنْ إِحنا فِى نِهايِة الخماسِين ننال إِستحقاق عطيَّة الرُّوح القُدس وَنتمتَّع بِالمِيلاد الجدِيد رِحلة عِبارة عَنْ رِحلة النِفُوس الّلِى فِى برّيَّة العالم مُنطلِقة إِلَى كنعان ، النِفُوس الّلِى فِى برّيَّة العالم مُنطلِقة إِلَى كنعان عليها إِنَّها تتحلّى بِبعض الصِفات أوِل صِفة فِى النِفُوس الّلِى مُنطلِقة فِى البرّيَّة رايحة لِكنعان لازِم يكُون عندها رصِيد كافِى مِنْ الإِيمان إِنْ هى حتوصل كنعان ، وَلازِم يُبقى عندها قناعة كامِلة إِنْ تبعيتها لِربِنا أفضل مِنْ تبعيتها لأهل العالم أوْ لأرض مِصْرَ أوْ لِفرعُون فَلاَزِم نِمرة واحِد الإِيمان ، عشان كِده تلاحظوا إِنْ الحد الأوَّل مِنْ الخماسِين حد تُوما حد الإِيمان بِالقيامة ، لابُد إِنْ يُبقى فِى رصِيد كافِى مِنْ الإِيمان يكفِى لِفترِة الرِحلة ،ده أوِل حد ، تانِى حد يكلّمنا إِنْ المسِيح هُوَ خُبز الحياة ، زى لَمَّا كان فِى البرّيَّة النَّاس فِى الرِحلة خارُوا مِنْ قِلّة الطعام ربِنا أرسل لهُمْ المن وَالسلوى ربِنا لَمَّا أرسلنا فِى برّيَّة هذا العالم إِدانا زاد لِلطرِيق ،قَالَ لنا [ لاَ تَحمِلُوا كِيساً وَ لاَ مِزوداً] ( لو 10 : 4 ) ، وَفِى نَفْسَ الوقت صار هُوَ نَفْسَه زاداً لنا ، هُوَ بِنَفْسَه ، فَربِنا يسُوعَ المسِيح بِيقُول لِنا أوِل حاجة عشان خاطِر تتمتّعُوا بِالرِحلة دى معايا يكُون عندكُمْ رصِيد مِنْ الإِيمان إِتنين تتحدوا بِخُبز الحياة ، نِمرة تلاتة تتمتّعُوا بِعطيَّة ماء الحياة ، عطيَّة ماء الحياة عطيَّة ينابِيع الرُّوح عطيَّة ربِنا الّلِى فجَّر لِهُمْ مِنْ الصخرة ماء عطيَّة المِيلاد الفوقانِى مِنْ الماء وَالرُّوح النهارده بيقولّك أنا بدِيك حاجات مُهِمة ، بدِيك خُبز الحياة ، بدِيك ماء الحياة ، مِنْ ضِمن مُقّوِمات الرِحلة المُهِمة جِدّاً النّور ، عشان تعرف تمشِى فِى الرِحلة صعب جِدّاً أبعتك فِى مكان أنا عارِف إِنّه قفر وَعارِف إِنّهُ برّيَّة وَيُبقى ضلمة ، يُبقى أنا كِده بعتك فِى مكان بقولّك إِتفضل توه ، لكِنْ هُوَ أرسلنا فِى برَّيَّة العالم وَأعطى لنا النَّور فَتلاقِى إِنّه فِيه حد للإِيمان ، حد لِلخُبز ، حد لِلماء ، حد لِلنَّور ، حد لِلطرِيق نَفْسَه الّلِى هُوَ الحد الّلِى جاى ده الّلِى بِيدِينا الطرِيق لِلصعُود لِلسَّماويَّات ، الّلِى بيمهِدنا لِعطيَّة الرُّوح القُدس يُوم الخمسِين النهارده " حد النَّور " يقُول كِده [ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ النُّورُ مَعْكُمْ زَمَاناً قَلِيلاً بَعْدُ0 فَسِيرُوا مَادَامَ لَكُمْ النُّورُ لِئَلاَّ يُدْرِكَكُمُ الظَّلاَمُ] ( يو 12 : 35 ) ، نتكلّم شويَّة عَنْ النُّور وَنتكلَّم شويَّة عَنْ الظلام ، نُقطتين إِتنين فقط أوِل حاجة النُّور ، طبِيعة الله نُور ، يقول عنّه كِده أنَّ الله [ نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ]( 1 تى 6 : 16 ) ، يعنِى لَمَّا حب يوصِف طبِيعة الله قالك عَلَى الله [ نُور وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ البَتَّةَ ] ( 1 يو 1 : 5 ) ، طبِيعة ربِنا مفهاش أىّ ظُلمة ، الله نُور ، طبِيعِة ربِنا تكشِف ، طبِيعِة ربِنا ترشِد ، طبِيعِة ربِنا تنُّور ، تقُود لَوْ تلاحظُوا يا أحِبَّائِى أوِل حاجة سِفر التكوِين ذكرها فِى أيَّام الخلِيقة السِتَّة ، أوِل حاجة يقولّك [ وَقَالَ اللهُ لِيَكُن نُورٌ] ( تك 1 : 3 ) ، أوِل حاجة عملها إيه ؟ النُّور لِيه ؟ قالّك علشان خاطِر أُظهِر أعمال خلِيقتِى وَأُظهِر مجدِى فِى خلِيقتِى 0 تخيّلُوا كِده لَوْ ربِنا معملش النُّور وَجِه عمل مَثَلاً بعد كِده النباتات ، طيِّب حد شايِف ؟! لِنفرِض إِنْ ربِنا عمل الزَّحافات وَالدبَّابات الّلِى تدِب عَلَى الأرض ، طيِّب حد شايِف ؟! وَبعدِين ربِنا علشان يعمِل حاجة علشان يتمّجِد يعمِل كُلّ حاجة مُهِمة علشان خاطِر الّلِى بعدها تتمتّع بِها 0 منلاقيِش مَثَلاً ربِنا يخلِق العُشب قبل الحيوان لأ ما ينفعش ، هُوَ بِيخلق العُشب لِلحيوان ، فَايخلق الأوِّل العُشب وَبعد كِده الحيوان ، طب وَالعُشب محتاج نُور ، يُبقى يخلق له الأوِّل النُّور ، طب العُشب محتاج ميه ، يُبقى يخلق له الأوِّل الميه ، يُبقى يخلق الأوِّل النُّور وَبعد كِده يخلق الميه وَبعد كِده يخلق العُشب ، بعد كِده يخلق الحيوان ، بعد كِده يُبقى يخلق الإِنسان الّلِى يلزمه كُلّ هذِهِ الأمور ، تدرُّج عجِيب إِذن ربِنا عشان يُعلِن مجده فِى الخلِيقة الأُولى أوِل حاجة قَالَ [ لِيكُن نُور ] ،الخلِيقة الجدِيدة فِى القيامة أوِل حاجة شُفناها فِى القيامة إيه ؟ نُور وَكأنّ ربِنا يسُوعَ المسِيح بِالقيامة عايِز يقول لنا أنا هدِيكُوا معنى جدِيد لِلنُّور الأوِّل كان مُجرّد نُور عشان تتمتّعُوا بِه بِأعمال خلِيقتِى المنظُورة ، لكِن دلوقتِى النُّور ده موجُود ، أنا هدِيكُوا نُور جدِيد ، النُّور الجدِيد ده عشان تتمتّعُوا بِمجدِى غير المنظُور ، مجد قيامتِى الّلِى موجودة داخِلكُمْ عشان كِده ربِنا إِبتدى الخلِيقة بِالنُّور وَإِبتدى القيامة بِالنُّور الّلِى هى الخلِيقة الجدِيدة ، عايِز يعرّفنا عليه مِنْ جدِيد مِنْ خِلال القيامة ، مِنْ خِلال القيامة المفرُوض إِنْ إِحنا نتعرّف عَلَى ربِنا يسُوع المسِيح مِنْ جدِيد عشان كِده النهارده بِيكلّمنا عَنْ " سِيرُوا فِى النُّور مادام لكُمْ النُّور " ، النُّور معكُمْ زماناً يسِيراً ، يعنِى إيه " زمان يسِير " ؟ عايِز يقولّك الفِترِة الّلِى إِنت عايشها فِى حياتك دى دى فِترة قلِيلة جِدّاً ، فِترة قلِيلة جِدّاً بِالنسبة لِمجد الأبديَّة ، فَالنُّور معاك دلوقتِى زمان يسِير ، سِير فِى النُّور لِئلاَّ يُدرِكك الظلام يعنى إيه " يُدرِكك الظلام " ؟ يعنِى لَوْ إِنسان مِنّنا دلوقتِى ترك طرِيق النُّور ها تبُص تلاقِى حياته بعد كِده بعِيد عنِنا ترُوح الجحِيم ، بعِيد عنِنا الواحِد يرُوح نار جُهنم ، طبعاً هُناك ظُلمة ظُلمة ظُلمة يُبقى أنا علىَّ أستغِل الزمن اليسِير الّلِى أنا عايِش فِيه ده ، وَأعِيش فِيه فِين ؟ فِى النُّورلِئلاَّ يُدرِكنى الظلام ، سِير فِى النُّور ، النُّور يعنِى إيه ؟ نُور الوصيَّة ، نُور المسِيح ، المسِيح طبِيعته نُور ، الله طبِيعته نُور ، طب أنا إيه بِالنسبة له ؟ أنا إِبنه يُبقى طبِيعتِى مِنْ طبِيعته ، أنا طبِيعتِى مِنْ طبِيعته ، أنا واخِد النُّور ده ، النُّور ده مِش غرِيب عنِّى ، بِدلِيل إِنْ أنا مبحِبش الظُلمة ، بِدلِيل إِنْ أنا مبحِبش أعمال الظُلمة أنا نُور ، مِنْ طبِيعته لإِنْ إِحنا المسِيح نقل لنا مجده ، نقل لنا مِيراثه ، نقل لنا صِفاته ، فَالنُّور بقى مِش غرِيب علينا لأ كُلِنا متعمدِين وَلَمَّا إِتعمِدنا أخدنا السِر وَالسِر الكنِيسة تسميه ( سِر الإِستنارة ) ، يعنِى إيه إِستنارة ؟ يعنِى إِحنا إِتنوّرنا فِى المعموديَّة ، أخدنا النُّور ، النُّور بقى ساكِن فِينا ، النَّور بقى حِتَّة مِننا مبقاش غرِيب عنِنا لأ النُّور بقى مِننا ، النُّور بقى حِتَّة مِننا مبقاش النُّور غرِيب علىَّ لأ النُّور بقى مِنِّى [ أبناءُ نُورٍ وَأبناءُ نهارٍ0لسنا مِنْ لَيْلٍ وَ لاَ ظُلْمَةٍ ] ( 1 تس 5 : 5 ) زى ما قال مُعلّمِنا بولس الرسُول ، لكِنْ إِنتُمْ أبناء نُور ، النُّور مُفرِح ، النُّور مُبهِج عشان كِده نقُول [ فِى نُور قدِيسيه ] كُلّ إِنسان يخاف الله وَيعِيش مَعْ ربِنا تُبقى حياته منُّوره ، نُور مِنْ نُور المسِيح ، نُور مِنْ نُور الله ، [ نُور لاَ يُدْنَى مِنه ] ( 1 تى 6 : 16 ) ، أد إيه أحِبَّائِى الحياة فِى النُّور لها صِفات مُبهِجة ، أد إيه النُّور ده مِنْ طبِيعِة ربِنا ، الطبِيعة المُمجدّة ، الطبِيعة الّلِى ربِنا عايِز ينقِل لِنا كُلّ البركات مِنْ خلال النُّور بِتاعه فَيقولّك [ سِيرُوا فِى النُّور ] ، سِير فِى النُّور ، النُّور يكشِف الطرِيق ، لَمّا جِه ربِنا فِى العهد القدِيم فِى البرَّيَّة وَالشَّعْب مُعرّض إِنْ هُوَ يتوه بقى يعمِل معاهُمْ حاجتين ، حاجة بِالنَّهار وَحاجة بِالليل ، يبعت لِهُمْ بِالنَّهار عمود سحاب وَبِالليل عمود نُور لِيه ؟ يقولّك عشان خاطِر النُّور يقودهُمْ فِى الطرِيق ، إِحنا دلوقتِى فِى نَفْسَ الحال ،إِحنا دلوقتِى تايهين فِى برَّيَّة العالم ، مُنطلقِين نحُو كنعان ، طيِّب إِذا ما كنش عمود النُّورده حا يقودنا يُبقى حتماً حنتوه إِذن أنا لَوْ ماسلكتِش فِى النُّور وَعنيَّا عَا النُّور وَبقى النُّور ده السِراج المُضِئ فِى موضِع مُظلِم بِالنسبة لىَّ يُبقى أنا كِده حتوه ، سِير فِى النُّور ، النُّور يعنِى الوصيَّة ، النُّور يعنِى الإِنجِيل ، النُّور يعنِى صُوت الرُّوح ، النُّور يعنِى فِعل الوِلادة الجدِيدة الّلِى جوايا ، ده لازِم أطِيعه ، أطِيعه زى ما بِيقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول [ فشُكراً للهِ أطعتُمْ مِنَ القلبِ صُورةَ التَّعلِيمِ الَّتِي تَسَلَّمْتُمُوهَا ] ( رو 6 : 17 ) ، " أطعت مِنَ القلب " يعنِى إيه ؟ يعنِى مشيت ورا النُّور بِكُلّ صِدق وَبِكُلّ إِخلاص وَأمانة وَرفضت الظُلمة وَمحبِتش الظُلمة قَالَ كِده [ مَادَامَ لَكُمْ النُّورُ آمِنُوا بِالنُّورِ لِتَصِيرُوا أبْنَاءَ النُّورِ] ( يو 12 : 36 ) ، " لِتصِيرُوا أبناء لِلنُّور " أنا إِبن لِلنُّور بِالطبِيعة الّلِى ربِنا وهبها فىَّ ، أنا إِبن لِلنُّور ، طالما أنا إِبن لِلنُّور أبقى بحِب النُّور وَأحِب أعمال النُّور وَأحِب إِنْ أنا أسلُك فِى النُّور بِكُلّ أمانة وَكُلّ إِخلاص وَإِلاّ أتوه النُّور يكشِف الأخطاء ، يكشِف الزيغان ، النُّور يكشِف ، إِحنا لَوْ جِينا دلوقتِى نقُول هى العِين الّلِى بِتشُوف وَإِلاّ النُّور هُوَ الّلِى يخلِّى العِين تشُوف ؟ تلاقِى مِش العِين هى الّلِى بِتشُوف ، النُّور هُوَ الّلِى يخلِّى العِين تشُوف بِدلِيل إِنْ الدُنيا لَمَّا بِتُبقى ضلمة وَعنِينا مفتّحة مِش بِتشُوف وَعنِينا سلِيمة ،إِذن مديونيتِى لِلرؤية وَمديونيتِى لِلبصِيرة وَرؤيِة الأمُور بِطرِيقة سلِيمة مِش لِلعِين وَلكِنْ لِلنُور إِذن طُول ما أنا سالِك فِى النُّور حا تُبقى نظرتِى لِلأمُور سلِيمة ، أعرف ده فِين وَأعرف ده فِين وَأعرف أمشِى إِزاى ، لكِنْ لَوْ أنا سالِك فِى الظُلمة أُبص ألاقِى نَفْسِى رغم إِنِّى عندِى عِين لكِنْ مِش بشُوف وَهُوَ ربِنا يسُوعَ المسِيح قَالَ كِده [ لَهُمْ أَعْيُنٌ وَ لاَ يُبْصِرُونَ ] ( أر 5 : 21 ) ، كان مُمكِن نحُط التفسِير بِتاع الحِتَّة دى لِيه ؟ لِيه لِهُمْ أعيُن وَ لاَ يُبصِرُون ؟ لإِنّهُمْ سالكِين فِين ؟ فِى الظُلمة ، سالكِين فِى الظُلمة يعنِى إيه ؟ يعنِى وَالدِنيا ضلمة يعنِى بِالليل ؟! يقولّك لأ الظُلمة الّلِى قصده عليها ظُلمِة غياب المسِيح ، يعنِى غياب النُّور إِذن أىّ وقت أنا بسلُك فِيه غايِب عَنْ المسِيح ، المسِيح يغِيب عَنْ حياتِى ، معِش فِى حضرته ، ظُلمة ، الظُلمة طبعاً الإِنسان أد إيه بقى إِتلغبط وَأد إيه الواحِد ميعرفش يميِّز وَأد إيه الإِنسان يفقِد قِيمة الأمور ، واحِد يجِيب له حاجة يُقعُد يلمِس فِيها كِده مِش عارِف دى إيه ؟ دى معدن وَإِلاّ دى خشب ؟ يعتمِد على الملمس ، مُمكِن الملمس يُبقى خدَّاع ،ميعرفش يميِّز الطرِيق ، مُمكِن يمشِى يعثُر فِى الطرِيق ، يتخبّط فِى حاجة لإِنْ الدُنيا ضلمة أدى الإِنسان الّلِى سالِك فِى الظُلمة ، غير الإِنسان الّلِى سالِك فِى النُّور ،وَطُول ما أنا قُرّيِب مِنْ النُّور خطاياى تُبقى أوضح ، طُول ما أنا قُرّيِب مِنْ النُّور أعرف مقياس نَفْسِى أنا فِين مِنْ الوصيَّة ؟ أنا فِين مِنْ أخويا ؟ أنا فِين مِنْ بِرّ المسِيح ؟ أنا فِين مِنْ نُوره ؟ لَمَّا يِجى واحِد كِده يُبقى الملابِس بِتاعته ملابِس مُتسِخة وَقاعِد فِى ظُلمة ،لاَ يشعُر إِنْ هدومه مِش نضِيفة ، لكِنْ لَوْ قرّب لِنُور وَكُلّ ما النّور كان أقوى كُلّ ما يكشِف وَيفضح ، أهُوَ أنا كِده كُلّ ما أأقرّب لِربِنا كُلّ ما أعرف أنا فِين مِنْ بِرَّه ؟ أنا فِين مِنْ نوره ؟أوِل ما أأقرّب مِنّه أشعُر أد إيه أنا خطاياى كثِيرة جِدّاً إِشعياء النبِى لَمَّا إِتخدِت الجمرة مِنْ عَلَى المذبح قَالَ [ وَيْلٌ لِي إِنِّي هَلَكْتُ لأِنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ] ( أش 6 : 5 ) ، طب لِيه مقولتِش كِده قبل كِده ياإِشعياء ؟ قالك ماكونتِش تلامست معاه مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول مصرخش وَقال [ أُخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَارَبُّ لأِنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ] ( لو 5 : 8 ) إِلاّ لَمَّا تلامس معاه ، لَمَّا أتلامس معاه أنا خطاياى بِتُكشف ، بِتتفضح ،لَمَّا تتفضح أصرُخ وَأطلُب الرحمة وَأطلُب النِعمة وَأطلُب التوبة وَأطلُب الغُفران وَأعرف ضعفِى ، أوِل لَمَّا أعرف ضعفِى النِعمة تُبقى قرِيبة ، أوِل لَمَّا أكتشِف قباحاتِى وَذنوبِى وَالظُلمة الّلِى أنا فِيها وَالبُقع الّلِى فِى ثيابِى الّلِى أحدثتها فىَّ الخطيَّة ، ساعِتها أبقى أنا قرِيب مِنْ البُرء ،لإِنْ [ الَّذِي يعرِف خِزيه يعرِف كيف يطلُب النِعمة ] ، وَالَّذِى يعرِف مرضه هُوَ قرِيب مِنْ البُرء ، الّلِى يعرِف المرض بِتاعه ، المرض إِكتشفه إِزاى ؟ بِالنُّور النُّور معكُمْ زماناً يسِيراً سِيرُوا فِى النُّور ، خلِيك قُرّيِب لِلنُّور ، لاَ يكُون فِيك ظُلمة البتَّة ، عشان كِده إِحنا يقول عنِنا إِحنا [ لكِنِ إِغْتَسَلْتُمْ بَلْ تَقَدَّسْتُمْ بَلْ تَبَرَّرْتُمْ ]( 1 كو 6 : 11 ) ، إِحنا إِستنرنا بِنُور المسِيح ، إِحنا تبرّرنا بِالمسِيح ، لَمَّا إِتغسلنا بِه حملنا بِرَّه ، حملنا نُوره عشان كِده يقولّك [ هُوَ الَّذِي أشْرَقَ فِي قُلُبِنَا لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ ] ( 2 كو 4 : 6 ) ، " أنار فِى قُلُوبِنا " ، نوَّر ، جاب كِده كمية ضُوء ضخمة جِدَّاً جِدَّاً وَسلَّطها عَلَى القلب لَمَّا جاب كمية ضُوء كبِيرة سلَّطها عَلَى القلب ، القلب نوَّر وَإِتكشف وَشُوفنا فِيه الزوايا وَالأركان الضعِيفة لَمَّا يِجِى دكاتره فِى أُوضة العمليات تلاقِى حطِين لهُمْ كمية كشَّافات كبِيرة وَضخمة جِدَّاً متركزِين فُوق سرِير العمليَّات وَينزِّلُوا كمية الإِضاءة دى وَيركِزُوها عَلَى المكان الّلِى بِيشتغلُوا فِيه لِيه ؟ كُلّ النُّور ده ؟ عشان يكشِف ده الراجِل شغَّال فِى حاجات دقِيقة جِدَّاً ،عايِز ينُّور المكان ده جِدَّاً ، عاوِز يكشِف فِيه الدقائِق الصغِيرة جِدَّاً بِإيه ؟ بِالنُّور عايِز تكشِف نَفْسَكَ سلَّط النُّور عليك ، سلَّط النُّور وَحتعرِف حتعرِف إِذا كان فِيك حاجات مِضلِمة ، حاجات ضعِيفة ، حاجات مرِيضة ، حاجات مُتليِفَّة ، حاجات الخطيَّة أحدثت فِيها أضرار بالِغة ، بقى عندك شُريان مِش شغَّال ، بقى عندك عضلة واقفة ، بقى عندك تليُّف فِى أنسِجة أهُوَ هُوَ ده ، ده التشخِيص بِتاع المرض الجسدِى ، المرض الرُّوحِى أخطر ،يعنِى إيه شُريان مِش شغَّال ؟ يعنِى إيه عضلة مِش شغَّالة ؟ يعنِى القلب معدش ينبُض بِمحبِة ربِنا ، يعنِى القلب صار لاَ يتجاوب مَعْ نِداءات النِعمة ، يعنِى إيه فِيه تليُّف ؟ التليُّف يعنِى فِيه قساوة ، يعنِى فِى قلب فِيه أنسِجة ميِتة ، ده أكتشِفه إِزاى ؟ أكتشِفه بِالنُّور ، مالوش طرِيقة تانية غِير النُّور ، أأقرّب لِلنُّور أكتشِف الأمر عَلَى طُول [ سِيرُوا فِي النُّور مادام لكُمْ النُّور ، النُّور معكُمْ زماناً يسِيراً ] ، إِوعى تضيَّع فِترِة العُمر بِتاعك وَتسلُك فِى الظُلمة لإِنْ كِده يُبقى إِنت بِتُحكم عَلَى نَفْسَكَ إِنْ إِنت هاتعِيش فِى الظُلمة إِلَى الأبد ، الزمن اليسِير بِتاعك ده سِير فِيه فِى النُّور عشان كِده الكِتاب المُقدّس يقولّك إِنْ الحياة الزمنيَّة بِتاعِتنا دى نحتمِل لإِنَّها زمن يسِير ، يقولّك كِده [ الْمَرْأَةُ وَهِي تَلِدُ تَحْزَنُ لأِنَّ سَاعَتَهَا قَدْ جَاءَتْ0 وَلَكِنْ مَتَى وَلَدَتِ الطِّفْلَ لاَ تَعُودُ تَذْكُرُ الشِّدَّةَ لِسَببِ الْفَرَحِ ] ( يو 16 : 21 ) ، خلاص الساعة بِتاعِتها خِلصِت ،أوِل لَمَّا السِت تولِد وَتسمع صُراخ الطِفل وَتشوف الطِفل بعنِيها تنسى الألم ،تنسى الصُراخ ، الألم مرحش طيِّب إيه الّلِى حصل ؟ فِى حاجة أهم جت غطِّت عَلَى الألم أهُوَ إِحنا كِده ، إِحنا ربِنا يسُوعَ بِيشبِهنا إِنْ الحياة الزمنيَّة بِتاعِتنا دى فِيها شويِة ألم لكِنْ لَمَّا حا تتمجّد لاَ نعُود نذكُر الشِّدَّة ، خلاص إِنتهِت ، كانِت إد إيه دى ؟ كانِت ساعة ، قالّك [ لأِنَّ ساعتها قَدْ جاءت ] ، دى ساعة ، يعنِى لَوْ واحدة تتألِم ساعة لكِنْ تولِد إِبن يعِيش معاها طُول العُمر ، تقولّك أستحمِل ساعة ، فِى واحدة تُبقى مِش عايزه تجِيب وِلاد تقولّك أصل الوِلادة مؤلِمة ؟! ماتسمعش الكلام ده أبداً لِيه ؟ صحِيح الوِلادة مؤلِمة لكِنْ الثمرة جمِيلة عشان كِده الحياة بِتاعِتنا ربِنا يسُوعَ يقولّك دى ساعة ، زماناً يسِيراً ، سِيرُوا فِى النُّور النُّور معكُمْ زماناً ، ده ساعة ، عشان كِده لَوْ تلاحِظ إِنْ لَمَّا يِجِى الواحِد يتعب شويَّة فِى جِهاده الرُّوحِى وَيحِس إِنْ الجِهاد تقِيل يفكّر نَفْسَه وَيقُول دى إيه ؟ دى ساعة ، معقُولة واحِد يكُون طالِب مِنِّى أشتغل عنده ساعة وَهايكافِئنِى مُكافأة كبِيرة جِدَّاً وَأبقى أنا كسلان فِى الساعة دى ؟! دى ساعة ، عشان كِده لَوْ تلاحظُوا إِنْ ربِنا يسُوعَ قَالَ لِتلامِيذه [ مَا قَدَرْتُمْ أنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً ] ( مت 26 : 40 ) ، هى ساعة ، كُلّ مَا الضِيقات تحوّط بِىَّ فِى الحياة أقول دى ساعة ، شِد حِيلك شويَّة دى ساعة ، ياسِيدِى إِحتمِل دى ساعة ،إِنّ ساعتها قَدْ أتت ، أدى الساعة بِتاعِتها [ سِيرُوا فِى النُّور ] ، النُّور معك زمن يسِير ، الزمن اليسِير بِتاعك ده قضِّيه فِى النُّورلِئلاَّ يُدرِكُكَ الظلام ، قضِّيه فِى النُّور الزمن بِتاعك ده عايِز تعرف إِنت فِى النُّور وَ لاّ لأ ؟ أكتر الحاجات الّلِى تخلِيك تعرف إِذا كُنت إِنت فِى النُّور وَ لاّ لأ إِنْ إِنت تقِيس نَفْسَكَ عَلَى وصايا مُعيَّنة ، هل إِنت عندك رحمة ؟ القلب المنُّور قلب مليان رحمة ، قلب مليان رِقّة ، قلب فِيه مشاعِر حسَّاسة جِدَّاً تِجاه الآخرِين ، عكس الإِنسان الّلِى قلبه مُظلِم تلاقيه عِنده قساوة ، عِنده لاَ مُبالاة ، مايشوفش أبداً أتعاب النَّاس ،ظُلمة ظُلمة ، مفِيش نُور ، محبَّة تبُص تلاقِى الإِنسان الّلِى قلبه منُّور تلاقيه قلبه كُلّه منُّور ، تلاقِى المحبَّة عِنده محبَّة صادِقة أوِل لَمَّا تلاقِى نَفْسَك فِى إِحساس كراهية ، أوْ أوِل ما تلاقِى نَفْسَكَ إِنَّك إِبتدِيت تميِّزبين النَّاس وَإِبتدا يُبقى عندك إِنْ إِنت تُبقى فِى ناس مِش قادِر تحتمِلهُمْ وَقلبك شايِل مِنهُمْ إِعرف إِنْ مفِيش نُور فِى قلبك المحبَّة مقياس مايكدِبش أبداً ، يقولّك [ المحبَّةُ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ ] ( 1 تى 1 : 5 ) ،" قلب طاهِر بِشِدَّة " ، مُعلّمِنا يُوحنا الرسُول يقُول لِنا كلام يخلِّى الواحِد يراجِع نَفْسَه ألف مرَّة فِى موضُوع المحبَّة ده ، قالّكَ [ كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ00] ( 1 يو 3 : 15 ) ، ياربِى لِلدرجة دى ؟؟ يقولّك أيوه ، فِى ظُلمة فِى القلب خلِتك تكره ، خلِتك تُبغِض ، لَمَّا خلِتك تكره وَتُبغِض مبقِتش مِنْ أبناء النُّور بقِيت مِنْ أبناء الظُلمة ،[ مَنْ يُبغِضُ أخاهُ فَهُوَ قاتِل نَفْسٍ ] مرَّة واحدة ؟؟ أيوه قالّك [ وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ لأِنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ ] ( 1 يو 4 : 8 ) ،الّلِى مايحِبش ميعرفش ربِنا لِيه ؟ أصل الله محبَّة أقِيس نَفْسِى أنا مِنْ أبناء النُّور وَ لاّ مِنْ أبناء الظُلمة ؟ أنا فِى أىّ طرِيق ؟ مِنْ هِنا أبُص ألاقِى يقولّك إِنْ النُّور ده يكشِف للإِنسان كُلّ حاجة ، يخلِّى الإِنسان يُبقى الطرِيق بِالنسبة له واضِح جِدَّاً واضِح جِدَّاً [ سِرَاج لِرِجْلِى كَلاَمُكَ ] ( مز 119 : 105 ) ، السبِيل منُّور ، الطرِيق منُّور ،طرِيق كُلّ العلامات فِيه واضحة جِدَّاً ، إِذا كان فِيه حِتّه مُرتفِعة مكشُوفة ، إِذا كان فِيه حِتَّة مُنحنية مكشُوفة ، إِنسان مُستنِير ، عشان كِده مُعلّمِنا بولس الرسُول يقولّك[ مُستنِيرة عُيُونُ أذْهانِكُمْ ] ( أف 1 : 18 ) ، عِين القلب منُّوره فِيها نُور تعرَّف الطرِيق ، وَتعرِف خِداعات العدو ، وَتعرِف الأماكِن الواعرة وَالأماكِن الصعبة عشان كِده كُلّ شر يُفعل يُفعل فِى الظلام ، عشان كِده مُعلّمِنا بولس الرسُول يكلّمك عَنْ الشَّر يقولّك [ أعمال الظُلمة ] ( أف 5 : 11 ) ، لِدرجِة إِنْ مُعلّمِنا بولس الرسُول يقولّك [ لاَ تشترِكُوا فِى أعمال الظُلمة غير المُثمِرةِ بَلْ بِالحرىَّ وَبخّوُها ] ( أف 5 : 11 ) لِيه ؟ قَالَ لإِنْ أنا جوايا نُور ، النُّور لاَ يطِيق الظُلمة ، لاَ يشترِك النُّور مَعْ الظلام أبداً أبداً ، أوِل لَمَّا يِجِى النُّور عَلَى طُول يغِيب الظلام ، يتلاشى الظلام ، راح فِين الظُلمة ؟ راحِت فِين الظُلمة بِتاعِت الليل الّلِى كانِت مخلِيَّة النَّاس مِش عارفة تمشِى راحِت فِين ؟ إِنتهِت ، ليس لها أصل ، النُّور يُبّدِد الظلام ، النُّور قوِى ، النُّور يكشِف ، الظُلمة جهل لَمَّا نلاقِى إِنسان يحِب أعمال الظُلمة نقوله فِى خلل رهِيب جوّه حياتك ، عشان كِده أحِبَّائِى تلاقِى الإِنسان الّلِى يحِب الخطايا تبُص تلاقيه أعمال الظُلمة تملُك عليه ، تلاقِى حياته كُلّها ظُلمة فِى ظُلمة ، أعمال الخطايا كُلّها ، لَمَّا واحِد يحِب يسرق محدِش يسرق فِى النُّور ، أعمال الشَّياطِين ، أعمال الشهوات وَالزِنا وَالخلاعة تنشط فِى الليل ، الإِنسان الكدَّاب ، الإِنسان الّلِى يحِب يعِيش فِى غِش وَرِياء يحِب يعمِل حاجات النَّاس متعرفهاش ، يحِب الظُلمة ، ميحِبِش يكشِف نَفْسَه أبداً ، يعِيش فِى الظُلمة وَالظُلمة تُعمِى عنيه مِنْ كُتر ما هُوَ خلاص معدش بِيشُوف ، خلايا عنيه الرُّوحيَّة تضمُر وَتذبُل لِيه ؟ مَا خلاص ليس لهُ الحواس الّلِى قَالَ عنها مُعلّمِنا بولس الرسُول [ الْحواسُّ مُدَرَّبةً ]( عب 5 : 14 ) ، ليس لهُ الحواسّ المُدرَّبة ، حاسِة البصِيرة عِنده حاسَّة فُقِدت ، حاسَّة تبلَّدت ، تجمَّدت ، أدى أعمال الظُلمة أعمال الظُلمة الّلِى تخلِّى الإِنسان يفقِد البركات ، يفقِد حضُور الله ، يفقِد نُور الله ،ده أعمال الظُلمة ، عشان كِده أحِبَّائِى تلاقِى آبائنا القدِيسين كُلّ واحِد فِيهُمْ حواليه هالة مِنْ النُّور ، النُّور ده لِيه ؟ دى نُور القداسة ، ده نُور ربِنا الّلِى إِرتسم عَلَى وجوههُمْ وَالّلِى أضاء عليهُمْ ، ده النُّور بِتاعهُمْ ، دى الإِستنارة بِتاعِتهُمْ عشان كِده يكلّمنا عَنْ السَّما إِنْ السَّما مفهاش ظُلمة أبداً لِيه ؟ قالّك لإِنْ ربِنا يسُوعَ المسِيح العرِيس وَالخرُوف بِتاع السَّما ها يكُون هُوَ سراجها وَ لاَ تحتاج إِلَى شمس وَ لاَ تحتاج إِلَى قمر ، لأِنّ هُوَ سراجها ، فِيها نُور دائِم نُور دائِم ، مفِيش لِيل مفِيش ظلام إِنتهى الظلام إِحنا عايِشيِن دلوقتِى علشان إِحنا دلوقتِى فِى فِترِة الإِختبار ، إِنت بِتحِب أىّ طرِيق فَتَلاقِى دلوقتِى فِى ظُلمة وَفِى لِيل ، لكِنْ فوق فِى السَّما خلاص مفِيش ظُلمة ، لَوْ إِنت مِنْ دلوقتِى حبِيت النُّور وَإِخترت النُّور وَسلكت فِى النُّور ها تصِير مِنْ أبناء النُّور فَطُوباك ، لكِنْ لَوْ إِنت مِنْ دلوقتِى مِلت لِلظُلمة وَحبِيت الظُلمة وَأعمالها ها تبُص تلاقِى نَفْسَكَ خلاص صِرت غرِيباً عَنْ النُّور وَالنُّور غرِيب عنك النُّور معكُمْ زمان يسِير ، عشان كِده قالّك [ أعمى عُيُونهُمْ وَأغلظ قُلُوبهُمْ لِئلاَّ يُبصِرُوا بِعُيُونِهِمْ وَيشعُرُوا بِقُلُوبِهِمْ وَيرجعوا فَأشفِيهُمْ ] ( يو 12 : 40 ) لِيه ؟ قالّك ما هُمَّا مِش عايزِين يشُوفوا النُّور ، مِش عايزِين يشُوفوا قَالَ كِده [ أنَا قَدْ جِئتُ نُوراً إِلَى العالم ] ( يو 12 : 46 ) ، خلاص طالما إِنسان آمِن بِى لاَ يمكُث فِى الظلام أبداً ، عشان كِده أحِبَّائِى الإِنسان الّلِى حياته داقِت نُور ربِنا لاَ يستحمِل الظُلمة ، لاَ يمكُث فِى الظلام ، وَمِش يوم وَ لاَّ إِتنين لكِنْ حياته كُلّها ، مِش قادِر يحتمِل إِلاَّ إِنْ هُوَ يعِيش فِى النُّور لَمَّا نِيِجِى نقُول دلُوقتِى إِحنا لِيه بِنحِب النُّور وَإِحنا لِيه مُشتاقِين لِلنُّور وَلِيه النُّورإِحنا بِنفّضله ؟ يقُولّك أصل إِحنا جرَّبنا الضلمة لَمَّا جرَّبنا الضلمة محبِنهاش ، حبِينا النُّور ،إِذن الضلمة هى الّلِى تخلِينا نكتشِف النُّور عشان كِده ربِنا سمح إِنْ يكُون فِى نُور وَفِى ضلمة ، لِيه ربِنا يسمح بِالشَّرُور ؟ قالّك الشَّرُور هى الّلِى حا تعرَّفك البِرَّ ، قالّك الشَّرُور هى الّلِى حا تخلِيك إِزاى تتمسَّك بِالبِرَّ ، لإِنْ لَوْ الحياة بِرّ بس مُمكِنْ أبقى كِده لاَ أُمتحن أنَا عايِز إيه ، النُّور هُوَ الّلِى يخلِيك تحِب النُّور وَتُبغِض الظُلمة مِنْ جمال النُّور ها أسِير فِى النُّور مادام لَكَ النُّور ، وَالنُّور هُوَ الّلِى يغلِب الظُلمة لإِنْ هُوَ الأقوى ، وَالنُّور مِش مُمكِنْ الظُلمة تغلِبه إِلاَّ إِذا هُوَ إِنسحب ، لكِنْ الظُلمة متعرفش أبداً تغلِب النُّور أبداً ، النُّور يغلِب الظُلمة بِسهُولة ، مُجرّد إِنْ كشَّاف صُغيّر يُبّدِد ظُلمة ، لكِنْ الظُلمة متغلِبش النُّور أبداً إِلاَّ إِذا أنا طفِيت النُّور ، النُّور أقوى لهُ سُلطان عشان كِده أحِبَّائِى أنا بختار أىّ طرِيق وَماشِى فِين ؟ طرِيقِى منُّور ، الّلِى طرِيقه منُّور تبُص تلاقِى كارِه الخطايا ، مِش بس كارِه الخطايا ده بِيوّبِخ الخُطاه ، ده مِنْ جوَّاه إِحساس بِمرارة لِلنَّاس الّلِى عايشة فِى الظُلمة ، مِش هُوَ قلبه ميَّال لِلظُلمة لأ ده بِيوّبخ أعمال الظُلمة0 ربِنا أنار فِى قلوبنا ، نوَّر قلبِنا ، أخدنا فِى المعموديَّة النُّور حقِيقِى ، عشان كِده إِحنا كُلّ يوم فِى صلاة باكِر نفتِكر النُّور الحقِيقِى نُور القيامة ، نُور حقِيقِى الّلِى أشرق فِى قلوبنا وَنقوله إِنْ هُوَ [ يخلِق فِينا الحواس المُضِيئة وَالأفكار النُورانيَّة ] ، حواس مُضِيئة منُّوره منُّوره بِنُوره نُور قيامته تتحوّل الحواس المُظلِمة وَالجسد المُظلِم لِجسد منُّورهذا النُّور مِنْ علامات الخلِيقة الجدِيدة مِنْ علامات القيامة إِنْ أنا إِنسان بحِب النُّور وَلازال نُور ربِنا يسُوعَ المسِيح يُعلن فِى قيامتِهِ فِى كُلّ قيامة ليس فِى يوم قيامة فقط وَلكِنْ فِى قلُوب أولاده وَفِى قلُوب أبناء الكنِيسة كُلّها ربِنا ينُّور قلوبنا بِنُور معرِفته الحقِيقيَّة يكمِلّ كُلّ نقص فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين0 القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
13 مارس 2023

أضواء من الإنجيل : ٧- كيف نحب الله ؟

تكلمنا عن أهمية احسانات الله لكى تنمو محبتنا له ... ونتابع كلمات المزمور « بارکی یا نفسي الرب ولا تنسى كل حديثنا حسناته » ( مز ۱۰۳ ) . 4 ـ الذي يكللك بالرحمة والرأفة : الإكليل هو ما يحيط بالرأس ومعنى أن الرب يكللنا بالرحمة أى أنه يضع حول رؤوسنا إكليلا من رحمته ... وكل من يرانا يبصر عمل رحمة إلهنا واضحاً في حياتنا ... لهذا قال القديس زكريا الكاهن حينما ولد يوحنا المعمدان « ليصنع رحمة مع آبائنا و يذكر عهده المقدس ... أن يعطينا أننا بلا خوف و منقذين من أيدى أعدائنا ، نعبده بقداسة وبر قدامه جميع أيام حياتنا ... باحشاء رحمة إلهنا التي بها أفتقدنا المشرق من العلاء » ( لوا : ۷۲ ، ٧٤، ٧٥ ، ۷۸ ) . نطق زكريا الكاهن بالروح القدس بهذه الكلمات ، معبراً عن الرحمة الإلهية التي بسببها سوف يمكن للبشر الذين يقبلون خلاص الله أن يتخلصوا من سلطان الشيطان ، وأن يعبدوا الرب بقداسة وبر كل أيام حياتهم ... إنه يعبر عن إكليل الرحمة الذي وضع على رأس البشرية بأحشاء رحمة إلهنا التي بها أفتقدنا المشرق من العلاء » ( لوا : ۷۸ ) . الإنسان الذي يتكلل برحمة إلهنا يذكر دائماً أن كل ما في حياته من أمور مقدسة ، إنما هو ثمرة الرحمة الغنية التي أحاطته و يبقى مديوناً لها إلى الأبد . إن قيام حياتنا وإكليلها هو الرب يسوع المسيح ، لهذا قال الكتاب « البسوا الرب يسوع » وحينما نتكلل بالرب يسوع ، فإننا نتكلل بعنوان الرحمة . لأننا في المسيح قد نلنا الرحمة الموعود بها « ليصنع رحمة مع آبائنا و يذكر عهده المقدس » ( لوا : ۷۲ ) . إن أفضال الرب تطوق أعناقنا ، وتحيط برؤوسنا وتغطيها ، حتى أننا نليس إكليلا من رحمة . لهذا يقول المزمور « مثل إرتفاع السموات فوق الأرض ، قويت رحمته على خالقیه » ( مز ١٠٣ : ۱۲ ) أما عن الرأفة فإن الرب كثيراً ما يتراءف علينا ، ويعاملنا برفق ، و يرثى لضعفنا . لأن « الرب رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة ، لا يحاكم إلى الأبد ولا يحقد إلى الدهر . لم يصنع معنا حسب خطايانا ، ولم يجازنا حسب آثامنا » ( مز ۱۰۳ : ۸ . ۱۰).وأجمل لقب يحب الرب أن ندعوه به هو لقب الأبوة كما يحلو له أن يشبه نفسه في علاقته معنا ، بعلاقة الأب بابنائه مثلما يقول : « كما يتراءف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه . لأنه يعرف جبلتنا يذكر أننا تراب نحن » ( مز ١٠٣ : ١٣، ١٤ ) . وما أروع هذا الإحساس في داخلنا ، حينما نشعر بترفق الرب بنا ، وبأنه يعاملنا برأفة كثيرة . فتتهلل أنفسنا وتقول « الذي يكللك بالرحمة والرأفة » ( مز ١٠٣ : ٥ ) . لقد اقتبس القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات هذه الآية في قداسه الغريغوري فقال « مكللنا بالمراحم والرأفات » . وفي ختام صلوات الكنيسة تردد قول المزمور « ليتراف الله علينا ويباركنا ، ويظهر وجهه علينا ويرحمنا » ( مز ٦٧ ( 66 ) .ه ـ الذي يشبع بالخير فيتجدد مثل النسر شبابك : الجميل في ذلك أن الله لا يكتفي بكل ما سبق من إحسانات ، بل إنه يشبعنا من خيراته ونعمه ... « يفتح يديه و يشبع كل حى غنى من رضاه » ... يملأ حياتنا فرحاً ونعيماً وشبعاً وحلاوة ... بل يدعونا أن نفتح أفواهنا لكي تمتلىء من حلاوة محبته . أولاً : في سر الإفخارستيا : أعطانا الرب خبز الحياة الأبدية ، ودعانا إلى الثبات فيه بالتناول من جسده ودمها « أنا الخبر الحي الذي نزل من السماء إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد . والخبر الذي أنا أعطى هو جسدي الذي أبذله من أجل حيوة العالم » ( يو ٦ : ٥١) « من يأكل جسدى و يشرب دمى قله حيوه أبدية ، وأنا أقيمه في اليوم الأخير . لأن جسدى ودمى مشرب حق . من يأكل جسدى و يشرب دمى يثبت في وأنا فيه » ( يو ٦: ٥٤ - ٥٦ ) . لا توجد كلمات بشرية تستطيع أن تعبر عن عظمة هذا السر ، ومقدار فاعليته في حياتنا ، وتأثيره في تجديد شبابنا الروحي .... إنه يعطى لمغفرة الخطايا ، وحياة أبدية لمن يتناول منه بإيمان . ثانياً : فعل الروح القدس الذي نلناه في سر المسحة المقدسة الروح القدس يشبع بالخير عمرنا ... يعلن أسرار الله لنا ... يدخلنا إلى شركة الحياة الروحية مع الله ... يرفع عقولنا نحو السماء ... يضرم محبة الله في داخلنا ... يشفع فينا في الصلاة بآنات لا ينطق بها ، و يشبعنا من الخيرات الروحية « بإسمك أرفع يدى ، فتشبع نفسى كأنها من شحم ودسم » ( مز ٦٣ : ٤ ، ٥ ) ... يرافق كلمات الكتاب المقدس حتى يستعلن المسيح لنا ، ويحول الكلام إلى حياة في داخلنا ... يمنحنا ثماراً روحية مثل الفرح والسلام ، ويجتذبنا إلى كل ما هو سمائي ، وكل ما هو صالح وكل ما هو جليل ... ألم يقل السيد المسيح « من آمن بي كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حي » (يو ٣٨:٧ ) . ( وللحديث بقية ) نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد الثانى عام ١٩٨٩
المزيد
14 يوليو 2023

مائة درس وعظة ( ٢٢ )

الآخر طريقك للأبدية محبة القريب » قدموا في إيمانكم فضيلة ، ( ٢بط ١ : ٥ ) قدم السيد المسيح مثل السـامـري الصالح بعد ان ساله ناموسی « ماذا أعمل لارث الحياة الأبدية ) ، ( مر ١٠ : ١٧) ، فأجابه السيد المسيح عن المحبة ، وفي نهايتها قال له : « تحب قريبك كنفسك . افعل هذا فتحيا . ثم أعطى لنا مثل السامري الصالح. أولاً : رسالة المصالحة أما ربنا يسوع المسيح فقد أتي ليوحد الجميع 1- السماء والأرض ٢- اليهود مع الأمم ٣- اليهود والسامريين ٤- الجسد والروح ويصالح العالم كله ، ونسميها خدمة المصالحة في مثل السامري الصالح ( لو٢٥:١٠-٣٧ ) سال السيد المسيح من من الثلاثة هو المقبول ، كانت الإجابة الذي صنع الرحمة. ثانياً : محبة القريب أم الصلاة ؟ وهنا يأتي سؤال مهم جدا من الأسئلة التي شغلت الكثير من الآباء أيهما أهم محبة القريب أم الصلاة والإجابة على هذا السؤال نجدها على لسان هؤلاء: ١- يوحنا الدرجي : عندما سئل القديس يوحنا الدرجي نفس السؤال : أيهما أعظم محبة القريب أم الصلاة فأجاب : « المحبة أعظم من الصلاة ، فـالـصـلاة واحـدة من الفضائل ، أما المحبة هي أمهم جميعاً . ٢- اثناسيوس الرسولي : وهذه الصورة عبر عنها اثناسيوس الرسولي ، فقال : « إن حياتنا وهلاكنا هما في يد القريب ، فإذا كسبنا القريب فقد كسبنا الله. ٣- العـلامـة إكليمنضس : وأيضا في تاريخ الكنيسة العلامة إكليمنضس السكندري يقول : « عندما ترى أخانا فقد رأينا الله. ٤- يوحنا الذهبي الفم ، وللقديس يوحنا الذهبي الفم عبارة من العبارات العميقة جدا يقول فيها : « لا تنتظر أن يحبك الآخر ، بل اقفز نحو بنفسك وقدم له حبك هذه هي تعاليم مسيحيتنا لا تنتظر أن يحبك الآخر أولا ( وهذا ما صنعه معنا ربنا يسوع المسيح ) بل قدم له حبك أولا - يوجد كتاب اسمه ، الفيلوكاليا، وكلمة الفيلوكاليا ، هذه تعني محبة الصلاة مكتوب فيه : « كما أن التفكير في لهيب النار لا يجلب لك دفئا ، كذلك الإيمان بدون محبة لا يحقق نور المعرفة الروحية في النفس. ثالثاً : امثلة حية في المحبة: ١- المسيح له المجد : المسيح مثل اعلى في المحبة ، فنجـد في لقائه مع المرأة السامرية ، ربح هذه المرأة بحديث طويل نتعلم منه كيف تربح الآخرين أيضـاً زكا الذي كـان مكروهاً في المجتمع اليهودي ، ترى كيف أظهر له السيد المسبح كل حب وربحـه حـتـى صـار أحـد تلاميذه. ٢- الإباء ويقول ذهبي الفم عن الإنسان المسيحي : « اى مـصـبـاح بلا نور وأي مسيحي بلا حب ؟ فكما أن المصباح الذي لا يضيء عديم النفع ، كذلك المسيحي ينبغي أن يمتلى بمحبة الغريب وقال أحد الأدباء عبارة لطيفة جداً بحثت عن الله كثيرا ولم أجده ، وبحثت عن نفسي كثيراً ولم أجدها ، ولكن عندما فتشت عن أخى وجدت الثلاثة ، فأنت عندما تقدم محبة لأخيك ، فإنك تجد الثلاثة ، تجد الله وتجد نفسك وتجد أخاك . وهكذا علمنا ربنا يسوع المسيح : « من لا يحب أخاه يبق في الموت ( ۱ يو ٣ : ١٤ ) . رابعاً : طريق المحبة ۱- جهاد مع النفس ۲- محبة عمل الرحمة ، نحن نقول في صلواتنا الليلية : « ليس رحمة في الدينونة لمن لم يستعمل الرحمة . ٣- العطف على المسكين في المزمور طوبي للذي ينظر إلى المسكين في يوم الشر ينجيه الرب ( مز ٤١ : ١ ) . ٤- كسر الهوى النفسي : لذلك يا إخوتي الأحـبـاء ليكن جـهـادنا اليومي مع أنفسنا لنتعلم محبة القريب . اكسر داخلي الهوى النفسي لكي ما ينفتح قلبي على محبة الآخر إن محبة القريب ، مقياس في منتهی الخطورة ، عندما تقف أمام الله وتسال عن هذه الفضيلة ، فماذا تجيب إن فقدت هذه الفضيلة تفقد بسببها الملكوت.
المزيد
13 يونيو 2023

أبعاد حياة الشركة (٤) أعضاء كثيرة وجسد واحد

تحدثنا فيما مضى عن بعدين من أبعاد حياة الشركة وهما : أتحادنا بالسيد المسيح رأس الجسد، واتحادنا بالقديسين السمائيين الأعضاء الظافرة في الجسد المقدس ، الذي هو الكنيسة . وحديثنا اليوم عن البعد الثالث في حياة الشركة وهو: اتحادنا باخوتنا المؤمنين ، من خلال سر الأفخارستيا . سر الشركة : التناول في الكنيسة يدعى سر الافخارستيا ، أو الشكر، أو الشركة المقدسة Holy Communion ذلك لأننا من خلال هذا السر المقدس ننال نعمة الثبات في الرب ، ونشكر الرب على عطاياه الكثيرة ، ونتحد معاً في جسد واحد «كأس البركة التي نباركها، أليست هي شركة دم المسيح ؟! الخبز الذي تكسره ، أليس هو شركة جسد المسيح ؟! فإذن نحن الكثيرين خبز واحد ، جسد واحد، لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد» (اکو۱۰: ١٦ ،١٧) لهذا تحرص كنيستنا على تقديم قربانة واحدة كحمل مهما كان عدد المتناولين، وكذلك كأس واحدة لنشرب منها جميعاً ، فتحس بالوحدة التي لنا في المسيح . والحقيقة أن الأفخارستيا هي محور الحياة المسيحية والكنيسة ، لأننا فيها : ١- نتحد بالسيد المسيح إذ نتناول جسده ودمه الأقدسين . ٢ - نتحد بالسمائيين ، إذ يحضرون معنا القداس ، سواء أكانوا القديسين أو الملائكة . ٣ ـ تتحد ببعضنا البعض كمؤمنين فنصير اعضاء كثيرة ولكن جسد واحد » (اکو ۱۲ : ۲۰). العضو والفرد : هناك فرق شاسع بين الفرد والعضو فالفرد منفصل، مستقل بذاته ، أما العضو فليس له وجود ولا قيمة إلا باتصاله ببقية الأعضاء ، واتحاده بها داخل الجسد الواحد . والعضو له وظيفة محددة ، وخدمة هامة لبقية أعضاء الجسد، وإلا صار « زائدة » يستحسن استئصالها . كذلك فالعضو مختلف تماماً عن بقية الأعضاء، ولكنه يتكامل معها ، ومن مجموع الأعضاء المتنوعة يتكون الجسد .ومن المستحيل أن يرى إنسان في نفسه أنه مكتف بذاته ،فهو بهذه الطريقة يتصور أن الجسد يمكن أن يختزل إلى عضو واحد ... « لو كان كل الجسد عيناً ، فأين السمع ؟ ولو كان الكل سمعاً ، فأين الشم » ( ۱كو۱۲ : ۱۷). تطبيقات حياتية : ١- لو عاش المؤمن بهذا الإحساس ، إحساس العضوية في الجسد الواحد ، لن يسقط في الكبرياء ، لأنه سيشعر أنه محتاج إلى كل أخوته ويستحيل أن ينفصل عنهم أو يكتفى بنفسه . ٢ ـ كذلك فإنه سيحاول أن يكتشف دوره في الجسد الواحد ، ما كان الصلاة من أجل الكنيسة كالآباء النساك المتوحدين ، أو الكرازة بالكلمة كالخدام برتبهم ودرجاتهم، أو عمل المحبة والانتقاد ، أو تقديم نشاطات كثيرة متنوعة ومتكاملة . ٣- وحين يحس بهذا الدور ، فو لن يستكبر، بل سيسلك باتضاع عالماً أن دوره هذا عطية من الروح القدس ، ولا قيمة له بدون الأدوار الأخرى لغيره من الأعضاء . ٤ ـ ولن يحسد غيره لما عنده من مواهب ، لأن الرب قد خصه هو بمواهب وعطايا أخرى نافعة . ه ـ ولن يهمل في حق بقية الأعضاء الجريحة والمتألمة والفقيرة والبعيدة والمرتدة ، إذ سيحس أنها كلها تنتمى إليه، ومسئولة إنها الوحدة المقدسة التي لنا في المسيح، فهل تذوقتها أيها القاريء الحبيب أرجو ذلك لتحيا جميعا إحساس الشركة المقدسة ... والرب معك . نيافة الحبر الجليل الانبا موسى اسقف الشباب
المزيد
12 مايو 2023

مائة درس وعظة ( ١٣ )

محاسبة الذات اخـتـبـرني يا الله واعرف قلبي . امـتـحـنى اعرف أفكاري . وانظر إن كان في طريق باطل ، اهدني طريقا أبديا ( مز ١١٩ : ٢٣-٢٤ ) جيد أن يجلس الإنسان مع نفسه ، ويراجع ذاته داود النبي وهو رجل صـلاة .. قلبـه حـسب قلب له ، فرغم كل ذلك يقف أمام الله ويقول : « جرینی یارب امتحني » ، وذلك لأن داود مهتم بخلاص نفسه وأنت سئول عن نفسك ، وسوف تسأل عن هذه النفس أولا : - فحص الفكر الفكر هو مـؤشـر القلب .. فأفكارنا هي التي تشير ى ما بداخل القلب - تنقسم الأفكار التي يجب فحصها إلى ۱- أفكار عابرة( فكرة تيجي وتروح ) والفكرة عابرة لا تقـدر أن نتحكم فيها. ۲- أفكار تستدعى:- بعض الأفكار يستدعيها الإنسان بإرادته وقـوة الخيال التي في ذهنه ، يستدعيها في الصحو والنوم يتلذذ بها ٣- أفكار مستقرة وهي التي تسكن القلب وتكون عادة .. إذا ابحث عن افكارك ما هو شكلها ونوعها ؟ ثانياً : - فحص مصدر الفكر ۱- قد يكون المصدر صداقة معينة . ٢-ارتباط معين بشخص ٣- ارتباط بفكرة ٤- ارتباط بجهاز وهكذا . افحص مصدر الأفكار التي تجـرح مـشـاعـرك القاوتك . افحص مقدار النقاوة ، فبغير النقاوة لا يرى لإنسان الله . نقاوتك هي جواز عبورك ومكانك في السماء. ثالثاً : فحص الأفعال :- بالتأكيد توجد في حياتك أفعال جميلة ومرضية مام الله وهناك أفعال أخرى لا ترضى الله . افحص أفعالك بروح الصلاة ، ارفع صلوات حارة وقل له : " يارب اكشف عن ذاتي" دائمـا قل لذاتك "أنا أفحص ذاتي في نور الله لطبيب حقيقي يكشف للإنسان ضعفاته" .. أحياناً الله لا يكشف للإنسان كل ضعفاته مرة احدة لئلا يسقط في صغر النفس ، فيكشف الله عن خطاياك جزءا جزءا إذا كنت صادقا مع نفسك . ارفع صلواتك وبروح الصلاة ، اكتشف خطاياك اطرحها أمام أب اعترافك. رابعا : - فحص الذات :- ١- لا تبرر ذاتك ولا تضع أعذارا ٢- لا تلق اللوم على غيرك بل تحمل المسئولية. ۳- کن حـازمـا مع نفسك « أنت بلا عـذر آيهـا الانسان » ( رو ۱ : ۲ ) . ٤- الإنسان مسئول أمام الله عن كل فكر وكل فعل هذه بعض الخطوط العريضة التي تضعها أمامك مع قراءة المزمور رقم ٦ ورقم ١٣٩ ، وتفحص ذاتك في ضوئهما . خامسا : - عهد مع الله :- العهد الذي من الممكن أن تأخذه مع الله ١- أن تكون منتظما في فحص ذاتك . ۲- أن تحاسب نفسك على كل فعل ٣- أن تكون واضحا وعندك إرادة . الإنسان إذا قال لأخيه : « يا أحمق » ( مت ٥ : ٢٢) منع من دخول السماء ، وهي كلمة من أربعة حروف الإنسان الحكيم يكون حذرا من فكره ، فهو مؤشر لقلب . نظام الاعتراف : خطايا الإنسان لها ثلاثة أبعاد :- أولا : - علاقتك ، مع الله لا تنس أنك إنسان مخلوق ، والله خالقك فـأنت ملك لله .. فكرا وقلبا وجسدا وروحا .. ١- ما هي علاقتك بالله :- 1- هل تعيش خارج دائرة الله ب- هل تتذكر الله في المناسبات . ج- هل أنت في علاقة دائمة ويومية مع الله . ۲- اكتشف أبعاد علاقتك الله:- ا- صلواتك . ب أصوامك ج- ارتباطك بالكتاب المقدس . د- ارتباطك بالأسرار المقدسة . هـ- ارتباطك بنصيب الله فيما بين يدك من مال أو وقت أو جهد و ارتباطك بسير القديسين الذين طبقوا وصايا الله في حياتهم . ۳- هل تفكر في نصيبك السماوي ؟ أم مهموم بالأرض ؟ هل تفكر في اليوم الذي ستقف فيه أمام الله ؟ وماذا ستقول له ؟ وماذا سيقول لك ؟ مـخـيـف هـو الـوقـوع في يدي الله الحي ! » ( عب ١٠ : ٣١) . ثانيا : - علاقتك مع البشر :- ١- ما هي علاقتك بالمجتمع الذي تعيش فيه:- أ- أسرة صغيرة . ب عائلة كبيرة ج- عملك د- جيرانك . هناك إنسان من الصعب عليه أن يقول أخطأت أو يلوم نفسه . ۲- هل وجودك في مجتمعك سبب فرح أم سبب حزن ؟ هل أنت مصطلح مـع مـجـتـمـعك ؟ هل تصنع السلام مع من حولك ؟ هل تتحمل الآخر ؟ ٣- لا تتخيل أن حياتك سوف تنتهى على الأرض ، فالإنسان كائن سام مخلوق على صورة الله والحكمة والعقل والحرية ، سوف يحاسبه الله عنها يوما ما ثالثاً : علاقتك ذاتك:- ۱- فكرك : من الضروري أن تكشفه لأب اعترافك ، وتحترس من الأفكار التي تلح عليك . ۲- کلامك : ما هو شكل كلامك ؟ الفاظك ؟ حد عن الآخرين ؟ نقلك للأخبار ؟ « بكلامك تتبرر وبكلامك ندان » ( مت ١٢ : ٣٧) . ٣- أفعالك : التي تصنعها سواء كانت خفية أو ظاهرة ، بسيطة أو كبيرة . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
01 مايو 2023

أسئلة عن القيامة والرد عن التشكيك

سؤال: كيف عرف متى بالاتفاق المزعوم بين الجنود ورئيس الكهنة؟ ألا يستطيع أى أحد أن يقول أن هناك شخصاً قد أعطى النساء مبلغاً كبيراً من المال وأمر النساء أن يقولوا أن يسوع قد قام من الأموات وينشروا هذا الكلام بين الناس. وفي هذه الحالة تكون هذه الرواية لها نفس مصداقية رواية متى. الإجابة: هل نسي من طرح مثل هذه الأسئلة أن كاتب الإنجيل موحى إليه بالروح القدس؟ وقد ذكرت مثلاً قصة خلقة العالم في التوراة بينما لم يكن موسى موجوداً حينما خلق الله العالم. وأيضاً قصة سقوط الشيطان وغيرها كلها عرفت عن طريق الوحي. فقد عرف متى عن هذا الاتفاق عن طريق الوحي. لكن إلى جوار الوحي وما ذكر في البشائر فإن هناك مصادر أخرى للمعرفة مثل الشهود الذين عاينوا الصلب والقيامة. فقائد المئة مثلاً الذي قاد عملية الصلب آمن بالسيد المسيح وقال: "حقاً كان هذا الإنسان ابن الله" (مر١٥: ٣٩). ويقال أن لنجينوس الجندي الذي طعن السيد المسيح بالحربة آمن وصار شهيداً. أما بخصوص حراس القبر فقد كانوا يعيشون في المنطقة ومن الممكن جداً أن يكون واحد منهم أو أكثر قد آمن بعد حلول الروح القدس وبداية الكرازة بالمسيحية.وبعدما آمن ندم وروى ما حدث بينهم وبين رئيس الكهنة.هناك مثل إنجليزى يقول: I knew it is a secret for it is whispered everywhere بمعنى "لقد علمت أنه سر لأني سمعتهم يتهامسون به في كل مكان". وقد كتب معلمنا متى إنجيله بعد مرور حوالي أربعين سنة على أحداث القيامة فمن كان حينئذ يريد من الحراس أو غيرهم أن يقول سر رشوة اليهود يكون في أمان. فالمعروف أن أسرار الحرب العالمية مثلاً وأسرار كبار السياسيين في العالم، يسمح القانون بنشرها بعد مرور 25 سنة. لأن الأمور السرية بعد عدة سنوات من الممكن أن يتم كشفها لأن الزمن الذي يمكن أن يعاقب فيه أصحاب الشأن على ما فعلوه يكون قد انتهى. هناك كثير من الردود يمكننا أن نقولها عن كيفية معرفة متى الرسول بهذا الاتفاق. بخصوص حراس القبر المشكلة كان لها بعدان: الأول: خاص بأنهم عاينوا معجزة رهيبة جداً. فقد نظروا الملاك ومنظره كالبرق وجلس على الحجر: "وإذا زلزلة عظيمة حدثت لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه. وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج. فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات" (مت٢٨: ٢-٤). الثاني: خاص بخوفهم من عقوبة إفلات حراستهم من أيديهم. "فصاروا مثل الأموات"، لأنهم كيف يقولون للوالي إنه قد جاء جندي من عند الله لم يقوا عليه، والوالي طبعاً لن يصدقهم، ولذا صاروا في مأزق! كانوا يعلمون أنه لن يصدقهم أحد إن قالوا الحقيقة. حتى رئيس الكهنة علم أن المسيح قام ومع ذلك قاوم القيامة لأنه عدو للحق. أما بالنسبة للحراس فقد عرفوا أن هناك معجزة حدثت.. وأن حدثاً خارقاً للطبيعة قد تم، فحتى لو كانوا قد فرحوا بأن رؤساء الكهنة قد طمأنوهم قائلين: "وإذا سمع ذلك عند الوالي فنحن نستعطفه وتجعلكم مطمئنين" (مت٢٨: ١٤ )، لكنهم كانوا في رعب من الملاك ومن الزلزال من ناحية، وفي رعب من اليهود ومن الوالي من ناحية أخرى. إلا أن هذا لا يمنع أن الإيمان كان يداعب قلوبهم وأذهانهم لأنهم عاينوا معجزة فائقة. وما رآه هؤلاء الحراس لم يره أحد سواهم، مثل لحظة دحرجة الحجر عن فم القبر ومثل الزلزلة، ثم نظروا داخل القبر ولم يجدوا أحداً. وهذا يعني أنهم شاهدوا أحداث القيامة فيما عدا رؤية المسيح القائم. فلماذا نستبعد أن يكون أحدهم قد آمن بالمسيحية ثم شهد بالحقيقة؟ وهذا هو أرجح الاحتمالات. يقول الكتاب المقدس: "فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات" (مت٢٨: ٤). وبعدما استفاقوا من حالة الرعب التي أصابتهم بدأوا في مراجعة أنفسهم وصاروا يفكرون في هذه الشخصية العظيمة التي صلبت وقامت، وتلك الملائكة المنيرة والكائنات السماوية.. هذا يعني أن هناك شيئاً آخر غير الحياة الأرضية التي نعيش فيها في الشهوات... بل من الممكن أن من آمن منهم يكون قد أعاد المال لليهود. نقطة أخرى هامة جداً وهي: كيف لم يسمع الحراس الحجر عند دحرجته حتى لو كانوا نياماً، بينما كان الحجر عظيماً لأن معلمنا مرقس يقول "فتطلعن ورأين أن الحجر قد تدحرج، لأنه كان عظيماً جداً" (مر١٦: ٤). نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن كتاب القيامة والرد علي الشكوك
المزيد
13 يوليو 2023

شخصيات الكتاب المقدس إسطفانوس الرسول

إسطفانوس: إسم يونانى معناه تاج أو إكليل من الزهور إسطفانوس رئيس الشمامسة وأول شهداء المسيحية (أع 6: 5). اع 6: 5 فحسن هذا القول امام كل الجمهور فاختاروا استفانوس رجلا مملوّا من الايمان والروح القدس وفيلبس وبروخورس ونيكانور وتيمون وبرميناس ونيقولاوس دخيلا انطاكيا. اع 6: 8 واما استفانوس فاذ كان مملوّا ايمانا وقوة كان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب اع 6: 9 فنهض قوم من المجمع الذي يقال له مجمع الليبرتينيين والقيروانيين والاسكندريين ومن الذين من كيليكية واسيا يحاورون استفانوس. اع 7: 59 فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول ايها الرب يسوع اقبل روحي. اع 8: 2 وحمل رجال اتقياء استفانوس وعملوا عليه مناحة عظيمة. اع 11: 19 اما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا الى فينيقية وقبرس وانطاكية وهم لا يكلمون احدا بالكلمة الا اليهود فقط. اع 22: 20 وحين سفك دم استفانوس شهيدك كنت انا واقفا وراضيا بقتله وحافظا ثياب الذين قتلوه. 1كو 1: 16 وعمدت ايضا بيت استفانوس. وهو اسم اول شهداء المسيحية وبما ان اسمه يوناني فيرجع انه كان هيلينا " أي انة كان يهودياً يتكلم اللغه اليونانية وأنه لم يكن يوناني الجنس بل يوناني اللغه والثقافة ولما اشتكى الهيلينيون المسيحيون في اورشليم من أن ارامهلن كن يهملن (اع 6: 1).انتخب سبعه رجال من ضمنهم اسطفانوس ليقوموا بأمر الخدمة اليومية وتوزيع التقدمات علي الفقراء المسيحيين (أع 6: 2- 6) وهؤلاء الرجال السبعة يعرفون بأول شماسه في الكنيسة المسيحية. ويصف الكتاب المقدس اسطفانوس بأن رجل ممتلئ من الايمان والروح القدس (أع 6: 5) وأنه كان يصنع قوات وعجائب (اع 6: 8) وكان ينادي بالرسالة بحكمة (اع 6: 10) ولما لم يتمكن بعض هؤلاء الهيلينين أن يجابوه أو يقاموا قوة الحكمة والروح التي كانت فيه اخترعوا ضده شكايات زور، فدسوا رجالا مأجورين يقولون اننا سمعناه يجدف علي الله وعلي موسي. وانه يتكلم ضد الشريعة وضد الهيكل وقدمن هذه الشكاوى الي مجمع السنهدريم (أع 6: 9- 14).وقد سجل لنا سفر الأعمال ملخصا للدفاع المجيد الذي قدمة القديس اسطفانوس (اع 7: 1 - 35) فظهر اولا أنه يعطي المجد كله لله (اع 7: 2) وانه يكرم موسي (اع 7: 20 – 43) ثم ظهر ثانية انه لم يكن لموسي الكلمه النهائية ولا كان الهيكل نهائيا ايضا. فقط اتبع موسي اعلانات سابقه وقد وعد.نفسه بمجئ نبي بعده وهو المسيح (اع 7: 37) وكذلك الهيكل فقد جاء في اثر خيمة الاجتماع ولم يكن المسن النهائى لله رب الكون بجعلته (اع 7: 38 – 50).ثم ثالثة وبخ اسطفانوس اليهود علي مقاومتهم لله المتكررة طوال حقب تاريخهم فقد قاموا يوسف أي اول نشأتهم (اع 7: 9) وموسي في دور تكوينهم كأمه (أع 7: 39 – 42) والانبياء حينما استقر بهم الامر في كنعان (اع 7: 52) وقد رفض المجلس أن يستمع الي اسطفانوس بعد هذا اما هو فقال انه يري السماوات مفتوحة وابن الانسان قائما عن يمين الله (اع 7: 45 – 56) عندئذ اخرجوه خارج المدينة وربما من الباب الذي يدعى هذا اليوم باب اسطفانوس ورجموه وكان وهم يرجمونه يقول.. ايها الرب يسوع اقبل روحى.. ثم طلب من الرب غفران خطيئتهم بسبب رجمه.وشاول الذي أصبح فيما بعد بولس الرسول كان راضيا برجم القديس اسطفانوس (اع 8: 1) وكان حارساً لثيابهم ونجد ان سفراعمال الرسل يذكر عن رجم القديس اسطفانوس انهم اخرجوه خارج المدينة ورجموه والشهود خلعوا ثيابهم عند رجلي رجل يقال له شاؤل (اع 7: 58) ولقد كانت شهادة اسطفانوس المجيدة حقا من اكبر عوامل النعمة لأعداد شاول لكي يقبل المسيح بل ويكون رسولا كارزا المسيح (اع 22: 20). تعيد الكنيسة في اليوم الاول من شهر طوبه كل عام. استشهاد القديس اسطفانوس رئيس الشمامسة (1 طوبة) في مثل هذا اليوم استشهد القديس اسطفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء. هذا الذي شهد عنه لوقا في سفر أعمال الرسل بقوله " وأما اسطفانوس فإذ كان مملوءا إيمانا وقوة كان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب " فحسده اليهود واختطفوه وأتوا به إلى مجمعهم " وأقاموا شهودا كذبة يقولون بان هذا الرجال لا يفتر عن أن يتكلم كلاما تجديفا ضد الموضع المقدس والناموس. لأننا سمعناه يقول إن يسوع الناصري هذا سينقض هذا الموضع ويغير العوائد التي سلمنا إياها موسى. فشخص إليه جميع الجالسين في المجمع ورأوا وجهه كأنه وجه ملاك فقال رئيس الكهنة أترى هذه الأمور هكذا هي " فأجابهم بكلام مقنع وسرد لهم القول من إبراهيم إلى موسى. وخروج إبراهيم من حاران وميلاد ختان اسحق ويعقوب وبنيه وبيعهم ليوسف وكيف ظهر لاخوته واستدعاهم وساق القول حتى بناء الهيكل. ثم ختم كلامه بقوله: يا قساة الرقاب وغير المختزنين بالقلوب الأذان انتم دائما تقاومون الروح القدس. كما كان آباؤكم كذلك انتم. أي الأنبياء لم يضطهده آباؤكم وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبوا بمجيء البار الذي انتم ألان صرتم مسلميه وقاتليه ممتلئ من الروح القدس فرأي مجد الله ويسوع قائما عن يمين الله. فقال ها أنا انظر السموات مفتوحة وابن الإنسان قائما عن يمين الله. فصاحوا بصوت عظيم وسدوا آذانهم عليه بنفس واحدة. وأخرجوه خارج المدينة ورجموه وهو يدعو ويقول أيها الرب يسوع اقبل روحي ثم حثي علي ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يا رب لا تقم لهم هذه وإذ قال هذا رقد" وحمل جسده بعض المؤمنين وأقاموا عليه مناحة عظيمة ثم دفنوه. صلاته تكون معنا آمين. نقل جسد القديس أسطفانوس رئيس الشمامسة (15 توت) نعيد في هذا اليوم بنقل جسد القديس اسطفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء. وكانت قد مضت على نياحته سنين كثيرة تزيد على الثلاثمائة سنة، وقد ملك الإمبراطور قسطنطين وذاعت العبادة الحسنة، وذلك ان إنسانا اسمه لوكيمانوس. بالضيعة المدفون بها الجسد المكرم، وتسمى كفر غماليال قرب أورشليم، قد ظهر له المجاهد الشهيد اسطفانوس عدة مرات وأعلمه بمكانه، وعرفه باسمه، فذهب إلى أسقف أورشليم وأعلمه بما رأى في نومه. فقام الأسقف وأخذ معه أسقفين وأهل البيعة، وأتى إلى المكان وحفروه فحدثت زلزلة عظيمة، وظهر تابوت الجسد المقدس، وفاحت منه روائح طيب فاخرة، وسمعت أصوات الملائكة يسبحون قائلين "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفى الناس المسرة". وتكررت هذه التسبحة فسجد رؤساء الكهنة أمام التابوت، ثم حملوه بالترتيل والشموع.إلى أن دخلوا به صهيون. وبعد ذلك بنى له رجل اسمه الاسكندروس من أهل القسطنطينية كنيسة في أورشليم، وظل الجسد المقدس فيها. وبعد ذلك بخمس سنين تنيح الاسكندروس، فدفنته زوجته بجانب تابوت القديس. وبعد ذلك بثماني سنين اتفق لامرأة الاسكندروس أن تذهب إلى القسطنطينية، فأرادت أن تأخذ جسد زوجها معها. فأتت إلى المكان وأخذت التابوت الذي فيه جسد القديس ظنا منها أنه التابوت الذي فيه جسد زوجها، وحملته إلي عسقلان، ومن ثم ركبت مركبا إلى القسطنطينية. ولما توسطوا البحر سمعت من داخل التابوت تسبيحا وترتيلا كثيرا، فتعجبت وقامت وفحصت التابوت فعرفت أن الذي فيه هو جسد القديس اسطفانوس، وليس جسد زوجها وذلك بتدبير الله فلم تعد ولكنها شكرت الله واستمرت في سيرها إلى أن وصلت القسطنطينية، ومن ثم ذهبت إلى الملك وأعلمته بالخبر. فخرج ومعه البطريرك والكهنة وشعب المدينة إلى المركب وحملوا التابوت على أعناقهم إلى قصر المملكة. وأظهر الله في المركب وفى الطريق آيات كثيرة. منها أنهم حملوه على هودج محمول على بغلين، فلما وصلوا إلى الموضع المسمى قسطنطينيوس وقف البغلان ولما ضربوهما لم ينتقلا، وسمعوا صوت أحدهما يقول: يجب أن يوضع القديس هنا، فتعجب كل من سمع، وعلموا أن الذي أنطق حمارة بلعام هو الذي أنطق هذا الحيوان الحامل لجسد القديس، وأمر الملك أن تبنى له بيعة في ذلك المكان. ووضعوا فيها الجوهرة النقية التي لجسد القديس اسطفانوس الرسول أول الشهداء، صلواته تكون معنا أمين.
المزيد
06 مارس 2023

أضواء من الإنجيل : ٦- كيف نحب الله ؟

تكلمنا عن أهمية تذكرنا لإحسانات الله إلينا ، وذلك لكي تنمو محبتنا له بإستمرار . وقلنا إن محبتنا لله سوف تقودنا إلى حب الآخرين . واتخذنا من مزمور « بارکی یا نفسی الرب ولا تنسى كل حسناته » منهجاً نتذكر بواسطته إحسانات الله العجيبة . ٣ - « الذي يفدي من الحفرة حياتك » ( مز ۱۰۲ : ٤) الحفرة تشير إلى الفخ الذي يقع فيه الإنسان ، كما تشير إلى الهاوية التي يهوى إليها . وتشير إلى الجب كقول المرنم « لا تحجب وجهك عنى فأشابه الهابطين في الجب » ( مز ١٤٢ : ٧ ) . معنی ان الرب يفدى من الحفرة حياتنا هو أنه أنقذنا من الهلاك الأبدي في الهاوية بالفداء الذي صنعه لأجلنا حتى أنه وعد بلسان النبي قائلاً : « من يد الهاوية أفديهم . من الموت أخلصهم » ( هو ١٣ : ١٤ ) . ومعناه أيضاً أن الرب ينقذنا من الفخاخ الشيطانية التي ينصبها لنا الشيطان ليقتنصنا لإرادته ، و يأخذنا معه إلى هاوية الهلاك الأبدى . كم من مرة أنقذنا فيها الرب من فخاخ الشيطان ، ونبهنا إلى خطورتها وأعاننا بنعمته لتنجو منها ونتجنبها . ربما يرسل الرب لنا من يحذرنا قبل أن نقع . ربما بتحذير من مرشد أو أب أو صديق روحي . وربما عن طريق عظة روحية سمعناها ، أو عن طريق كتاب روحی قرأناه . ربما يحذرنا الرب عن طريق أحداث معينة ، نفهم منها مشيئته وتسمع صوته يجتذبنا إليه . وفى كل ذلك نتغنى ونقول المرنم « عینای تنظران إلى الرب في كل حين ، لأنه يجتذب من الفخ رجلی » ( مز ٢٤ : ١٥ ) . كم من مرة حملتنا يد القدير لكي لا تهوى إلى عمق الفخاخ الشيطانية فحتى لو عثرنا في الفخ ، فإنه يحملنا على ذراعيه منقذاً إيانا .كم من مرة أخرجنا الرب من داخل الفخ . حتى لو سقطنا فإن الرب يقيمنا ، ويخرجنا إلى الرحب والسعة « أيها الرب إلهى صرخت فشفيتنى . يارب أصعدت من الجحيم نفسى ، وخلصتنى من الهابطين في الجب » ( مز ۲۹ : ۲ ، ۳ ) . وحقاً كان هذا هو لسان حال البشرية التي إنتظرت مجيء المخلص ، ولكنه أيضاً إختبار كل إنسان خلصه الرب من خطاياه بالتوبة والإعتراف وفى كل ذلك تتغنى ونقول « لولا أن الرب كان معنا .. عندما قام الناس علينا لإبتلعونا ونحن أحياء .. مبارك الرب الذي لم يسلمنا فريسة لأسنانهم . نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين . الفخ إنكسر ونحن نجونا . عوننا باسم الرب » ( مز ۱۲۳ : ۱- ۸ ) . لولا عمل الله في حياتنا لضاعت أنفسنا ، ولضاعت أبديتنا . إنه يهتم بأمر خلاصنا ويحيطنا بمراحمه ، ويحارب كجبار بأس لحمايتنا . ونحن ينبغي ـ بعد عمادنا ـ أن نشترك معه في الحرب الروحية ، ولكننا نغلب بقوته التي توازر ضعفنا إن فخاخ الشيطان كثيرة ومتنوعة ومحكمة الإتقان ، إذ أنها تحمل خبرة طويلة في الحرب ضد جنس البشر . لهذا تساءل القديس أنطونيوس منزعجاً ، حينما أبصر في البرية فخاخ الشيطان الكثيرة المنصوبة لمحاربة الرهبان : « يارب من يفلت من كل هذه الفخاخ ؟ !! » . فأتاه صوت من السماء قائلاً : « المتواضعون يفلتون منها » ، لأن الرب « يعلم الودعاء طرقه » ( مز ٢٤ : ٩ ) « يرشد الذين يخطئون في الطريق ، يهدى الودعاء في الحكم » مز ٩:٢٤ ) وقد أصدر قداسة البابا مثلث الرحمات شنوده الثالث ـ كتاباً قيماً عن « حروب الشياطين » . من المفيد جدا قراءته لنفهم ، كيف حارب القديسون الشياطين ، ولتعرف أنواع الحروب الشيطانية ، وكيفية الإنتصار فيها ... إنه ينقل إلينا خبرات واسعة نضيفها إلى خبراتنا الروحية أجيالاً وأجيال . + أخيراً نقول إن معنى « الذي يفدى من الحفرة حياتك » ، أن الرب كثيراً ما أنقذنا من مصائب شعرنا بها ، وأخرى لم نشعر بها ولم نعلمها . ونحن نشكره على جميع إحساناته وهى بلا شك غير محصاة لكثرتها ... كم من مرة أنقذنا فيها الرب من موت محقق ، وشعرنا أننا مديونون للرب بحياتنا ـ ليس بحياتنا الأبدية فقط ، بل وبحياتنا على الأرض أيضاً .. لهذا فإننا نقول مع معلمنا بولس الرسول « إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت . فإن عشنا وإن متنا فللرب نحن » ( رو ١٤ : ٨ ) . نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد الاول عام ١٩٨٩
المزيد
16 مايو 2023

فاعلية الإيمان بالقيامة

إيماننا بالفداء والقيامة ... أهنئكم أحبائي بعيد قيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح راجيا أن نعيش جميع سلام وأفراح وقوة القيامة. وان نحيا جميعا على رجاء القيامة مع المسيح القائم منتصرا علي الشيطان وعلي مملكة الشر وعلى الموت واهبا الحياة للذين فى القبور. وثقين ان الآم الزمان الحاضر لابد ان تنهي مهما طال العمر أو قصر، وانه بعد حمل الصليب وتبعية المصلوب هناك مكافاة للأبرار والقيامة المجيدة وافراح السماء. فنحن ابناء القيامة والحياة الأبدية نحيا فى فرح وقوة لا تهاب الموت بل نشهد للمسيح القائم ونعلم ان الموت هو جسر عبور لنا للسماء. لقد اخبر السيد المسيح بقيامته التلاميذ كما أعلن لهم صلبه قبل حدوثه حتى يطمئنوا وهو عالم بالضعف البشري { لانه كان يعلم تلاميذه ويقول لهم ان ابن الانسان يسلم الى ايدي الناس فيقتلونه وبعد ان يقتل يقوم في اليوم الثالث} (مر31:9). وقد تمت الاحداث الخلاصية والصلب بشهادة الاعداء قبل الاصدقاء وتمت محاكمة السيد المسيح أمام قيافا وحنان ثم أمام مجلس السنهدريم وامام بيلاطس البنطى الوالي وهيرودس الملك وقد تم الصلب امام الكثيرين وتحدث من فوق الصليب مع أبيه السماوي ومع أمه ويوحنا ومع اللص اليمين ومع الجموع طالبا لهم المغفرة وفى حضور الجند الرومان وحضر دفنه وتكفينه يوسف الرامي ونيقوديموس ودفن فى قبر جديد لم يوضع فيه احد قط بل شهد الاعداء قبل الاصدقاء انه صلب وأمروا بحراسة القبر عالمين انه قال انه سيقوم فى اليوم الثالث { وفي الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون الى بيلاطس. قائلين يا سيد قد تذكرنا ان ذلك المضل قال وهو حي اني بعد ثلاثة ايام اقوم. فمر بضبط القبر الى اليوم الثالث لئلا ياتي تلاميذه ليلا ويسرقوه ويقولوا للشعب انه قام من الاموات فتكون الضلالة الاخيرة اشر من الاولى. فقال لهم بيلاطس عندكم حراس اذهبوا واضبطوه كما تعلمون. فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر} ( مت 62:27-66). فلم يتم الصلب والفداء والقيامة خفية حتى ينكرهم البعض وليبقى الله صادقا وأمينا وليتشدد المؤمن ويحيا فى سلام وإيمان بقوة المسيح القائم. نعم قد يتعرض إيماننا للضعف والخوف ونحن نواجه التجارب، وعندما نحارب ولكن لن يتخلى عنا الله ابدا بل وعدنا انه معنا كل الأيام والى إنقضاء الدهر، وكما ظهر للتلاميذ الخائفين بعد قيامته مبددا خوفهم مانحا لهم السلام والفرح والقوة ليبشروا بكل مجاهرة بفداء وقيامة الرب من الاموات، فلنصلى فى ثقة وإيمان ورجاء والله قادر ايضا ان يبدد خوفنا ويزيل ضعفنا ويهبنا السلام ويحول الحزن الى فرح والضعف الى قوة ويجعلنا شهود امناء للقيامة. محاولات فاشلة لمقاومة الإيمان.. لقد حاول البعض قديما كما الأن ان يخفوا حقيقة القيامة، فعقب قيامة الرب وظهوره وانتشار خبر القيامة بواسطة الجنود الرومان المكلفين بحراسة القبر، حاول البعض أخفاء القيامة وتكذيبها { وفيما هما ذاهبتان اذا قوم من الحراس جاءوا الى المدينة واخبروا رؤساء الكهنة بكل ما كان. فاجتمعوا مع الشيوخ وتشاوروا واعطوا العسكر فضة كثيرة. قائلين قولوا ان تلاميذه اتوا ليلا وسرقوه ونحن نيام. واذا سمع ذلك عند الوالي فنحن نستعطفه ونجعلكم مطمئنين. فاخذوا الفضة وفعلوا كما علموهم فشاع هذا القول عند اليهود الى هذا اليوم.}(مت 11:28-15). لكن شيوع الخبر الكاذب لدى هؤلاء لم يخفى حقيقة قيامة السيد المسيح بل اظهر كذبهم ونفاقهم، فلو كان الجند نيام فمن اين قد عرفوا ان التلاميذ هم سارقوا الجسد المقدس، وان كانوا متيقظين فهل يتركوهم يسرقوه؟. وهل يقدر الرسل الخائفين ان يقوموا بذلك. وهل يدعوا كذبا ان المسيح قام وهو لم يقم من الموت، بل يتعرضوا للموت والاستشهاد شهادة للمسيح القائم. لقد اعلنت الملائكة خبر القيامة للنسوة الخائفات فى زيارتهن للقبر باكر احد القيامة { فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع. وفيما هن محتارات في ذلك اذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة. واذ كن خائفات ومنكسات وجوههن الى الارض قالا لهن لماذا تطلبن الحي بين الاموات.ليس هو ههنا لكنه قام اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل. قائلا انه ينبغي ان يسلم ابن الانسان في ايدي اناس خطاة ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم. فتذكرن كلامه. ورجعن من القبر واخبرن الاحد عشر وجميع الباقين بهذا كله. كانت مريم المجدلية ويونا ومريم ام يعقوب والباقيات معهن اللواتي قلن هذا للرسل.} ( لو 3:24-10). ثم ظهر لتلمذى عمواس ثم للرسل مجتمعين { وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم سلام لكم. فجزعوا وخافوا وظنوا انهم نظروا روحا. فقال لهم ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر افكار في قلوبكم. انظروا يدي ورجلي اني انا هو جسوني وانظروا فان الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي. وحين قال هذا اراهم يديه ورجليه.} ( لو 36:24- 40). لقد ظهر المسيح بعد قيامته لمريم المجدلية اولا (مر9:16) ولبطرس الرسول(لو 12:24). كما ظهر للتلاميذ فى غياب ثم فى حضور توما واراهم حتى جرح جنبه من أتر الطعن بالحربة . وظهر للتلاميذ على بحيرة طبرية (يو1:21-7) وظهر بعد ذلك لخمسمائة مؤمن وظهر بعد لجماعة المؤمنين وكانوا يزيدوا عن خمسمائة مؤمن ثم ظهر لشاول مضطهد الكنيسة الذى شهد للقيامة {فانني سلمت اليكم في الاول ما قبلته انا ايضا ان المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب. وانه دفن وانه قام في اليوم الثالث حسب الكتب وانه ظهر لصفا ثم للاثني عشر. وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لاكثر من خمس مئة اخ اكثرهم باق الى الان ولكن بعضهم قد رقدوا. وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل اجمعين. واخر الكل كانه للسقط ظهر لي انا} (1كو 3:15-8) لقد برهن السيد المسيح للرسل علي قيامته مرات كثيرة { الذين اراهم ايضا نفسه حيا ببراهين كثيرة بعدما تالم وهو يظهر لهم اربعين يوما ويتكلم عن الامور المختصة بملكوت الله} (أع 3:1). لكي يحمل الرسل هذه البشري السارة لكل العالم وهم قلة قليلة بلا سيف ولا مال أو سلطان جالوا فى كل الأرض وفى سني حياتهم وصل الإيمان الى كل الارض. قد يتسأل الانسان لماذا لا يظهر لنا السيد المسيح الأن ويدعونا للإيمان ويعلن مجده علانية. وتنهى المجادلات العقيمة ويؤمن الكثيرين. وقد نجد بعضا من الإجابة فى ظهور الرب القائم لتوما الشكاك {وبعد ثمانية ايام كان تلاميذه ايضا داخلا وتوما معهم فجاء يسوع والابواب مغلقة ووقف في الوسط وقال سلام لكم. ثم قال لتوما هات اصبعك الى هنا وابصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا.اجاب توما وقال له ربي والهي. قال له يسوع لانك رايتني يا توما امنت طوبى للذين امنوا ولم يروا.} ( يو 20: 26-29). ان الله قد أعطانا الحرية ولا يريد ان نؤمن به كرها وتغصبا او تحت ضغط، سواء بالترغيب او الترهيب المادي أو الفكري بل نستخدم العقل وحريتنا فى الإيمان أو عدمه، كما نتحمل نتائج ذلك. لقد حمل لنا التلاميذ والرسل شعلة الايمان للعالم واستطاعوا ان ينطلقوا بعد حلول الروح القدس عليهم بقوة تغلبت بمحبتها وجرائتها فى الحق على العنف المضاد لهم فى الشهادة للإيمان فى أورشليم واليهودية والسامرة والى اقصى الارض حتى روما ويعتبر هذا التغيير العظيم لدى التلاميذ أكبر دليل مقنع على قيامة المخلص وعلى فاعلية القيامة فى التلاميذ والرسل وتغيرهم الفجائي وقد عرفوا انهم من عامة الشعب. وبالتأكيد لم يضحى التلاميذ والرسل بحياتهم من اجل الشهادة للمسيح القائم ان لم يكونوا على ثقة ويقين بقيامته والوهيته وكان من الاسهل عليهم ان يكرموا مسيحا ميتا كاحد الأنبياء الشهداء الذين يُبجل اليهود قبورهم حتى اليوم. ونحن قد آمنا بايمان ابائنا الرسل وانتشر الايمان بالمسيح المصلوب القائم فى كل الارض { وايات اخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم اذا امنتم حياة باسمه} (يو30:20-31). ان هذا الإيمان صنع القديسين واعطانا اليقين والثقة فى المسيح الغالب وبه نبشر بموته المحيي ونعلن قيامته المجيدة لكل احد كسبب للرجاء الذى فينا. الإيمان بقيامة الرب يسوع المسيح من بين الأموات هو هو من أسس المسيحية الراسخ ومصدر عزائنا ورجائنا فى الحياة الأبدية فكما قام الرب سنقوم نحن ونكون معه كل حين. فلابد ان يكأفا المؤمنين على تعب محبتهم وصبرهم ويعاقب الأشرار على جحودهم وشرهم. ان العادل لابد ان يعطى كل واحد حسب عمله ورحمته تدعونا الى الإيمان والتوبة وتقدم لنا المغفرة والحياة الأبدية وكما انه بأدم دخلت الخطية والموت الى العالم هكذا فى المسيح يسوع سيحيا الجميع كما يقول الكتاب المقدس { وان لم يكن المسيح قد قام فباطل ايمانكم انتم بعد في خطاياكم.اذا الذين رقدوا في المسيح ايضا هلكوا.ان كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فاننا اشقى جميع الناس. ولكن الان قد قام المسيح من الاموات وصار باكورة الراقدين. فانه اذ الموت بانسان بانسان ايضا قيامة الاموات.لانه كما في ادم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع. ولكن كل واحد في رتبته المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه} ( 1كو 17:15-23). لقد تحدى اعداء السيد المسيح الرب مطالبين اياه ان ينزل عن الصليب ولم يظنوا انه بسلطانه وضع ذاته ليموت عن خطايانا ويقوم من اجل تبريرنا، وابقى أثار الجروح فى جسده المقام كشهادة محبة لنا فقد كانت الجراح رمزا لحياته وما تفعله الخطية ككسر لوصايا الله وكتذكير لنا لمدى محبته ومع ان الجراح تحولت الى ذكرى لكنها شاهد حي على محبة الله والفداء والخلاص. ثمار القيامة فى حياتنا الروحية لكي نتبين ثمار القيامة فى حياتنا الروحية، يجب ان نرى أثر القيامة على التلاميذ والرسل ونقتدى بهم ناظرين الى رئيس إيماننا ومكمله الرب يسوع المسيح. فقد اختلفت حياة الرسل فى ايام قلائل وتغيرت قدرتهم على رؤية العالم والأشياء وفقا لارادة الله، لقد تبدد ضعفهم الى قوة { وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمة عظيمة كانت على جميعهم }(اع 4 : 33). وتحول خوفهم الى سلام وكان السلام يملاء قلوبهم رغم الضيقات والتجارب التي تعرضوا لها واثقين فى من قال لهم { قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16 : 33). { سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب }(يو 14 : 27). وتحول ضيقهم الى فرح { ولما قال هذا اراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ اذ راوا الرب (يو 20 : 20). وأمتلاؤا بالرجاء الصالح حتى ان بطرس الذى ضعف إمتلاء قوة للكرازة وبعظة واحده منه أمن ثلاثة الآف نفس. كانت القيامة سبب لرجاء بطرس الرسول { مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات} (1بط 1 : 3). وجال الرسل القديسين فى كل الارض يبشروا بايمانهم { وقال لهم اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها. من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن} ( مر15:16-16) وهكذا تتلمذنا وآمنا نحن { فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين}(مت 19:28-20). اننا مدعوين لان ناخذ من ثمار الإيمان بالمسيح القائم فى حياتنا ايضا، فالله هو امس واليوم والى الابد {غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله } (مر 27:10).اننا مدعوين لحياة السلام من رب السلام ومادام الله فى سفينة حياتنا فثقوا انها لن تغرق ابداً، بل سيأتي حتى فى الهزيع الأخير من الليل ويأمر الريح ان تسكت وهياج البحر ان يبكم.{ فقال لهم ما بالكم خائفين يا قليلي الايمان ثم قام وانتهر الرياح والبحر فصار هدوء عظيم} (مت 8 : 26). فى القيامة نحيا حياة الفرح الروحي كابناء وبنات الملكوت بمن دعانا من عالم الظلمة الى نوره العجيب. نفرح بخلاص الله وبمحبه لنا وبتعزية الروح القدس وثماره وبمواعيده الصادقة على رجاء مجد ملكوت الله والحياة الأبدية ولقائنا باحبائنا الذين إنتقلوا وبالقديسين وبالملائكة وبالحياة فى مع الله. يجب ان نصلى فى ثقة ونطلب ان يقوى الله إيماننا ليكون عاملا بالمحبة ويقوى رجائنا بمن على اسمه رجاء الأمم { الذي به ايضا قد صار لنا الدخول بالايمان الى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله }(رو 5 : 2). ان المسيح القائم يريد ان يعمل معنا وبنا ويدعونا ان نحيا بالإيمان ونثمر ويدوم ثمرنا حتى نحيا معه أمجاد القيامة فى مجيئه الثاني له كل المجد، أمين. القمص أفرايم الانبا بيشوى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل