المقالات

05 ديسمبر 2022

التجسد الالهى

هو أصل كل الأسرار ، هو بداءة التحامنا بالالهيات ، وهو الطريق للشركة مع الابن ، وهو الطريق للفداء والقيامة والصعود ، هو بداءة الخلقة الجديدة « مخلوقين في المسيح يسوع » أف ٢ : 10.التجسد الالهى تم في بطن العذراء ( المعمل الالهي ) ثيؤتوكية الأربعاء. والعذراء أعطت لكلمة الاله جسداً لأنها صارت ( عجنة البشرية ) ثيؤتوكية الخميس اتحاد الكلمة بجسد انسان أصبح هو الطريق الوحيد لدخول السماء من أجل ذلك تعودت الكنيسة أنه في كل مرة تتحدث عن التجسد لا بد أن تتحدث عن العذراء ، وكل مرة تتحدث عن العذراء تتحدث عن التجسد ، وأيضاً اعتادت الكنيسة أن لاترسم صورة العذراء بدون المسيح محمولاً على يديها ، واعتادت أن تمجد التجسد كل يوم في التسبحة على مدار الأسبوع . ووجدت الكنيسة في التجسد الالهي من العذراء تفسيراً لكل رموز الأنبياء والعهد القديم ووجدت في العهد القديم كنزا لاينضب من الرموز والنبوات التي ليست فقط تشير للتجسد الالهي بل تكشف أسرار التجسد ـ حتى أن الكنيسة : ـ ( أ ) خصصت شهرا كاملا ۔ شهر كيهك - للحياة مع التجسد الالهى من خلال الحبل العذراوي في ضوء أضواء أنبياء العهد القديم. ( ب ) خصصت الكنيسة حياة يومية على مدار السنة في التجسد الألهى من العذراء مريم وذلك في ثيؤتوكية الأيام ونأخذ مثالاً بسيطاً لقطعة من ثيؤتوكية الأحد تقال كل يوم على مدار السنة في التسبحة اليومية ( شيرى ني ماريا ) . العذراء في تجسد السيد المسيح منها أصبحت : - 1 ـ طريق خلاص آدم ، ونوح البار ، واسحق الذبيح وأشعياء . فادم الحزين ( ثيئوطوكية الاثنين ) أخذ وعداً من الله أن نسل المرأة ( العذراء ) ـ أي السيد المسيح يسحق رأس الحية وظل آدم على هذا الرجاء محبوساً في الجحيم منتظراً المسيح ( نسل المرأة العذراء مريم ) ليفك أسره ، ويكسر أبواب الجحيم الحديدية وينقله إلى الفردوس الذي طرد منه بل وأعظم منه. ونوح البار : رأى بعينيه هلاك البشرية ـ وخلص بالمعمودية عن طريق الفلك ـ أي بالولادة الثانية ١بط ٣ : ٢0،٢1الذي بمثاله تم خلاصنا بالميلاد الثاني ـ لأن السيد بتجسده صار إنسانا بتجسده من العذراء أعطانا سلطانا أن نصير أولاد الله غير قابلين للموت . لأن حياتنا الجديدة أبدية. اسحق الذبيح : رأى بعيني رأسه الخلاص من الموت بيد إبراهيم عندما رأى المسيح نسل العذراء يقدم ذاته جسده ذبيحة بدلا عنه . أما أشعياء : فهو كاتب الانجيل الخامس الذي بدأه في الاصحاح السابع قائلا « ها العذراء تحبل وتلد إبنا ويدعى اسمه عمانوئيل » الذي تفسيره الله معنا . هو أشعياء الذي بدأ انجيل الخلاص بالعذراء التي ستلد عمانوئيل ( اش 7 : 14 ) وبالعذراء التي ستلد لنا ولدا وتعطينا ابنا ويدعى اسمه الها مشيرا أبا أبدياً رئيس السلام أش 9 : 6 فأشعياء رأى في السيدة العذراء كل بركات التجسد والخلاص. ( ۲ ) وطريق تهليل وفرح حواء وهابيل ويعقوب : فرحت حواء التي طردت من الجنة بواسطة الحية عندما رأت حواء الثانية نسلها يسحق رأس الحية . حواء الأولى ولدت الموت لنسلها وحواء الثانية نسلها كان مصدر الحياة للذين ماتوا جميعاً. وهابيل الصديق .. نال فرحا بسفك دم ابن العذراء عوضاً عن دمه الذي سفكه أخوه . ويعقوب عندما بارك يهوذا أبو العذراء والمسيح بالجسد قال بفرح « لخلاصك يارب انتظرت » تك 49 : 18 . ( ۳ ) وطريق نعمة ابراهيم : ابراهيم أغدق الله عليه بنعم مادية كثيرة ولكن لم يكن له نسل ، فما قيمة هذه النعم !! ؟ . ولكن الله قال له إنه سيعطيه نسلا وبنسله يتبارك جميع قبائل الأرض إنه نسل العذراء . إن السيد المسيح النعمة الحقيقية التي لا تزول. ( 4 ) كرازة موسى عندما صعد موسى على الجبل أراه الله كل أمثلة التجسد : التابوت ، والكاروبيم مظللين عليه ، والغطاء المصنوع من الخشب الذي لايسوس والمغطى بالذهب ، وقسط المن ، وعصا هرون ولوحي الشريعة ، وقدس الأقداس ، والمنارة ، ومائدة خبز الوجوه ، ومذبح البخور ، والمجمرة الذهب ، والقدس ، والخيمة ، ومذبح النحاس ، والمرحضة الخ كل هذه هي رموز عن التجسد من العذراء ، ولا أكون مغالياً إن قلت إنه أراه نموذجا للعذراء قالتابوت رمز التجسد ( العذرء بداخلها مسيح ) وقسط المن العذراء بداخلها المن والغطاء مضلى بالذهب ( اللاهوت ) وهي من خشب لا یسوس (أى رمز الطهارة) - وعصا هرون التي أفرخت زهرة البخور هي رمز للحبل الالهى بلا دنس ـ ولوحى الشريعة رمز لتجسد كلمة الله _ والمنارة هي العذراء حاملة النور المسيح نور العالم المجمرة الذهب هي العذراء الحاملة جمر اللاهوت . والعليقة التي نشعل النار جواها ولا تحترق هي العذراء حاملة السيد المسيح الإله وهي لاتحترق .هل موسى كرز إلا برموز التجسد في العدراء . بحق إن العذراء هي كرازة موسى ، والكنيسة اليوم في جميع ثيؤتوكيات الأيام السبعة تتحدث عن التجسد بواسطة العذراء في رموز كتب موسى .. بحق بحق العذراء هي كرازة موسى. ( 5 ) ثبات أيوب شفاء أرميا قوة إيليا أيوب المجرب في أولاده وبيته وجسده ، من يعطيع الثبات في التجربة إلا إذا رأى الله يأخذ جسداً منك يامريم جسد غير قابل للفساد أو للموت . وأرميا الذي ذاق مرارة الآلام والرمي في الجب ، والضرب والهوان أين يجد له رجاء وتعزية وشفاء إلا فيمن يولد منك يا مريم الذي وحده بجراحاته شفينا. وقوة إيليا : من يعطى إيليا قوة أمام آخاب إلا أنه كان إلا أنه كان يرى الله مولوداً بالجسد منك فيقول " حي هو الرب الذي أنا واقف أمامه" فالمولود منك الذي كان دائما إيليا واقف أمامه هوالذى أعطاه قوة أمام آخاب الملك وأمام جنوده الأقوياء. علم حزقيال : تكلم حزقيال بأسرار يعسر على أي عالم أن يفسرها . ا ـ « رأى باباً في المشرق وهو مغلق : « فقال لى الرب هذا الذي الباب يكون مغلقاً لايفتح ولايدخل منه انسان لأن الرب إله إسرائيل دخل فيكون مغلقاً حز ۲:44 ( كيف نفسر هذا الباب المغلق الذي دخل منه الرب ومازال مغلقاً إلا بتولية العذراء . وبالميلاد الالهى العذراوى ... أليست العذراء علم حزقيال . ب ـ وفى الأصحاح الأول يتكلم عن مركبات لها عجلات ، ولها أربعة أوجه وتسير حيثما يسيرها الروح . وآخرها مخيفة ومملوءة أعيناً ما هذه البكرات ؟ ... هرب اليهود من تفسير هذا الإصحاح ، واعتذر عنه أغلب المفسرين الغربيين .. وقال عنه بعض الكتاب إنه الأطباق الطائرة ولكن هو رمز التجسد اليست هذه البكرات هي العذراء العرش الألهى ، والسماء الثانية الجالس عليها السيد المسيح .. العذراء رمز للجنس البشري الذي أخذ منه السيد جسداً .. فحول الانسان إلى مركبة نارية حاملة لروح الله كقول القديس مقاريوس في الموعظة الأولى أقدامك ( عجلات نار في بيت أليصابات ). صديقة سليمان : سليمان الكنائسي الذي بني بيتاً لله يسكن فيه . هذا الهيكل الذي عاشت فيه العذراء وعمرها ثلاث سنوات . ولم تمض سنين بسيطة حتى صارت العذراء الهيكل الذي سكن فيه الله بالجسد سليمان بني هيكلا ليسكن الله فيه بالروح . العذراء صارت هيكلا ليسكن الله الكلمة بالجسد فيه . هي صديقة سليمان . سليمان زين الهيكل وجمله بكل جهده والعذراء صارت جميلة بالروح القدس الذي حل عليها وقدسها وطهرها . كرامة صموئيل : أية كرامة نالها النبي صموئيل أعظم من هذه فهو الذي دهن داود ملكاً . وأعلن قيام مملكة المسيح كقول الملاك . « ويعطيه الرب الاله كرسى داود أبيه .. ولايكون لملكه نهاية » لو 1 : 33 . وكقول لوقا الانجيلي « ولد لكم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب » لو ۲ : ۱۱ هذه هي بيت لحم مدينة داود التي ذهب اليها صموئيل . وهذا هو داود الملك أبو المسيح بالجسد والعذراء مريم الذي نال صموئيل كرامة باعلان قيام مملكته . مملكة داود ـ مملكة المسيح الذي ليس لملكه انقضاء . المتنيح القمص بيشوى كامل كاهن كنيسة مارجرجس أسبورتنج تأملات فى القراءات الكنسية لأيام الآحاد من شهر كيهك
المزيد
04 ديسمبر 2022

ماذا اعمل لارث الحياة الأبدية

انجيل هذا الصباح المبارك احبائى فصل من بشارة معلمنا مار مرقص بيتكلم عن الشاب الغني بينما كان السيد المسيح خارج على الطريق..قابل شاب لبسة أنيق وشكلة وسيم..جرى وسجد امام الرب يسوع ((جسى على ركبتية )) وسأل الرب يسوع ايها المعلم الصالح ماذا أعمل لارث الحياه الابديه... سؤال جميل.. سؤال مفرح ..كل حاجه عملها الشاب ده جميله.كونة يتخلى عن وقارة ومظهرة ويجري وبعد مايجرى يسجد !و يكلم ربنا يسوع المسيح يقول له ايها المعلم الصالح ده اقرار منه اقرار جميل جدا كان في العرف اليهودى الذى يقول لة انت المعلم كانه بيعترف انه تلميذ من تلاميذة..وكانة عايز يقول له اعتبرني تلميذ من تلاميذك هاقول لك يا معلم بس ما قالوش معلم بس ..قال له معلم صالح .الشاب جرى وسجد وقال لة يا معلم يعنى تعتبرنى واحد من تلاميذك.. مش بس معلم وصالح... لدرجه ان ربنا يسوع المسيح ترك سؤال ماذا اعمل لارث الحياه الابديه وركزة على كلمه صالح... قال له يسوع لماذا تدعوني صالحا ليس احد صالحا الا واحد وهو اللة ....وكأن عايز يقول له انت بتقر ان اللة ؟! انت وصلت لهذه الدرجه من الايمان؟! انك جاي تسجد لي وتقول انى معلم صالح؟! في الحقيقه في الترجمه العربيه الامر صعب شويه فهمو لانه كلمه صالح تقال على اي شئ... لكن في الترجمه اليونانيه اليونانى دى لغة غنية ..و كلمه صالح فى اليونانى لها عدت معانى ممكن رجل طيب يتقال عنه صالح ...لكن بمعنى...ممكن رجل خير يتقال عنة صالح وممكن رجل يسامح فى حقة يتقال عنه صالح... صالح دى اللي الكنيسه بتقولها اللي هي آغاثو...ودى بمعنى لا مجرد واحد طيب ولا مجرد واحد خير ولا مجرد احد يهينوا ويغفرلوا.....المعنى هنا ان الصالح االذى لا يتوقف عن اللي قدامه هي دي كلمه صالح الذى قالها الشاب الغنى الصلاح الالاهى الذى يشرق شمسه على الابرار والأطهار الصلاح الالهى الذى يعطى ا دون ان ياخذ الصلاح الاهى اللي مش يسامح اللي لى عنده اللي يسامح اللي لى ضدة دي كلمه صالح هنا...عشان كده .ربنا يسوع المسيح عندما سمع منه انة يدعوة بالصلاح الذى يخص الله ...سالة يسوع لماذا تدعونى بالصالح..ليس احد صالح الا اللة ...وبكلامك بتقر اننى اللة ...وهذة شهادة جميلة جدا كان يحب الرب يسوع ان يسمعها ....لكى يشاهد هل الناس متلامسة مع تدبيرة الإلهى حسين بية..هو مين ....وعندما جمع تلاميذه في قيصريه فيلبس.. قال لهم ماذا يقول الناس اني انا؟ هو مش مجرد عايز يسمع انهم يقولوا.عنة طيب او كويس او انسان اخلاقك كويسه....لا كان يريد أن يسمع انة هو اللة ...بالنسبه لاهتمام ربنا يسوع المسيح ان يشعر ان الناس شاعرين بالرساله بتاعتة... ان هو الله الظاهر في الجسدفقال لة ماذا اعمل لارث الحياة الأبدية...الشاب الغنى كان فى أشياء جميلة ...جرى امام يسوع ولم يرد ان تفوتة الفرصة للذهاب الى الرب يسوع ..وسالة سؤال رائع ...ماذا اعمل يارب لارث الحياه الابديه عاوز اضمن الحياه الابديه اعمل ايه؟! قال لة يسوع.. انت تعرف الوصايا وكانة عاوز يقول له. سؤالك اجابتة عندك كتير احبائى ..نسأل أسئلة كتير واجباتها بتكون عندنا؟!كلمة ربنا جوانا مخزونة جوانا ...لو حبيت اسئل ضميرى الصح من الغلط .....الاقى الصح معلن...بس انا اللى مابحبش او انا اللى مااقدرش او انا اللى بكسل...قال لة يسوع الوصايا... انت تعرف الوصايا وفجأة ربنا يسوع المسيح لم يكلمة على اول وصية وكأنة بيقول هذة الوصية تنقصك الشاب ...وهى أنك تحب الرب الهك من كل قلبك وكل فكرك تكلم عن الوصايا اللي بعد كده لا تقتل لا تزنى لا تسرق لا تشهد بالزور لا تظلم اكرم اباك وامك فقال له يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حداثتي ...فنظر اليه يسوع واحبة....نظر لة يسوع نظرة مملوءة حب ..مملوءة جاذبية..مملوءة جاذبية...نظر لة نظرة يستعطف بها قلبة... عايز يقول له سيبك من اللي انت حافظه وقال لهم اتريد ان تكون كاملا؟! يعوزك شيء واحد اذهب بيع كل مالك واعطيه للمساكين... فتربح كنزا في السماء وتعال اتبعني حاملا الصليب... سمع الكلام ده اتصدم اجابه غير متوقعه تماما... كل ما لك ؟!ورجل غني ؟!ما كنتش افتكر منك الرد دة يا رب يسوع...كان ممكن تقولى اعطى المكتوب في الوصايا (العشور) ربما يكون الشاب الغني ده بيعمل كده بس الشاب اتصدم لما اتصدم من كتر رغبه واشتياق الولد انة يبقى ضامن للحياة الأبدية..فاغتم زعل وحزن وهذا يدل على صدق مشاعر هذا الشاب... كان ممكن يسخر بيه ويقول لة كلامك مش مقبول....لكن اغتم دى فى الترجمه اليوناني يقولك اغتم وخزيا ورجع..ومضى حزينا..لانة كان ذا أموال كثيرة... (لانة عندما تزيد الأموال لدى الإنسان تتسلط علية اكتر وتمتلكة اكتر )وهذا هو نفس الشئ الذى حزن الشاب الغنى لانة كان ذا أموال كثيرة...يسوع المسيح حب يحول الدرس لدرس عام مش مجرد شخص ومضى.....الشاب مضى حزيننا . فنظر يسوع لتلاميذه وقال لهما مااعثر دخول ذوي الاموال الى ملكوت الله فخاف التلاميذ من الكلام فاجابهم يسوع ايضا وقال ما اعثر دخول المتكلين على الاموال الى ملكوت اللة بدأ يوضح اكثر مش بس المال لاتكال على المال ..مرور جمل من ثقب ابره ايصر من ان يدخل غنى الى ملكوت الله...وكلمة ثقب ابره هنا تحتاج إلى تفسير اوضح... لان ممكن احنا نكون فاكرين ثقب ابره..ابره الخياطه لا .... انما المدن قديما كان لها أبواب فكانت الابواب تظل مفتوحه للغروب ..ولان كان يوجد اعتداءات وعدم امان.فكانت البلد لها صور و لها ابواب ..وعندما ياتى الغروب يقفلوا الابواب...ولأجل بعض حالات استثنائيه... دخول فراد وطلوع افراد... حاجات بسيطه للطوارئ... كان يوجد ابواب صغيره جدا يا دوب تعدي فرد منحنى.... ده الباب الصغير ده اسمه ثقب ابره...فاذا شخص اتى بجمال محملة..يقول له خلاص الباب اتقفل لابد من أن تقيم هنا حتى الصباح ..قال يسوع لهم دخول جمل من ثقب إبرة ايصر من دخول غنى ملكوت السماوات.... فبهتوا الى الغايه كلهم ..بس الشاب اختم لكن دول بهتوا اصلهم مش اغنيه زى الشاب الغنى...فقالوا لة ...من يستطيع ان يخلص اذا كان الامر اللي بتقوله ده فخلاصننا كدة زي دخول جمل من ثقب ابره ... فنظر اليهم يسوع وقال عند الناس غير مستطاع لكن عند الله كل شيء مستطاع أولا سؤال: ماذا اعمل لارث الحياة الأبدية: جميل جدا ان الانسان يبقى مشغول بميراث الحياة الأبدية... جميل الانسان الذى يكون فى اشياق لدخول الحياه الابديه ما اجمل ان الانسان اللي يبقى مشغول بالابديه الابديه اللي تبقى في قلبة الذى يفكر فيها كثير مشغول بيها كثير و يتخيلها ويتهيئها...الذى يدور على مكانةفي السماء كرمته مكتوب مجدة في السماء بيدور على نصيب الحياة الأبدية. جميل الانسان الذى يعيش هذا الاهتمام يا ترى انا اعمل ايه عشان اروح السماء يا ترى انا لي مكان في السماء؟! ليا نصيب في السماء اسمي مكتوب في السماء ؟انا ليا ضمان دخول السماء؟ سؤال جميل لابد من التفكير بة كثير ...عشان ادخل السماء طب ماذا اعمل؟؟ اعمل ايه يا رب عشان اروح السماء ؟؟نلاقى ربنا بيجاوب لكل واحد حسب ظروفة لو واحد ذا امور كثيره يقول لة بيع مالك... لو واحد مرتبط بأرض يقول لة اترك الارض..لواحد مرتبط بشهوة يقول له اترك هذة الشهوه... ربنا عشان يدخلني السماء لازم يضمن ان قلبى لا يوجد فية الا السماء... ربنا عشان يدخلني السماء لازم يعرف ان انا بكل قلبي وكل فكرى و كل مشاعري وكل اهتماماتى وكل وجدانى.. انا مشغول بالسماء.. ما عنديش حاجه تشغلني اكثر من السماء ..هو ده الانسان الذى يستحق ميراث الحياه الأبدية... شئ رابطنى بالارض وعاوز اروح السماء مش هينفع....مش هينفع ان انا اجمع الشيئان في وقت واحد ...كش هعرف طول ما انا فكري وقلبي مشغولين بحاجة ثانيه غير السما يبقى السماء دي حاجه سنوية بالنسبه لي مش هعرف اخذها..المسيحي انسان مخلوق للسماء... المسيحي انسان اخذ ضمان السماء..المسيحي انسان ربنا سمح ان يكون عايش على الارض لكن مش من الارض... المسيحي انسان سماوى مولود من فوق ...((انعم علينا بالميلاد الفوقانى بواسطة الماء والروح )) احنا مولودين من فوق احنا ابناء الملكوت احنا ابناء السماء طب نعمل ايه عشان نعرف اننا هندخل السماء يا رب ...ااقول لك خلي اهتماماتك في السماء وقلبك في السماء وفكرك فى السماء.. خليك مشغول بالسماء... خلي اهتمامك اهتمام سماوي... هو ده الانسان اللي ممكن ربنا يعطى لة ميراث السماء...بيفكر في السماء قد ايه؟ شغلانى؟ هل بعتبرها وهم هل معتبره حقيقه..هل بنشغيل كثير بصفات السماء مجد السماء؟ جميل الانسان اللي يبقى مشغول بميرث الحياه الابديه... اول مازهنى يرتفع جدا جدا للحياة الابديه ..تلاقى الارض صغيره جدا تضائلت الكنيسة تعاملنا على اساس ان احنا ناس سماوين عشان كده تملى تيجى عليك وتطلب منك تترك كل شئ...ربنا يسوع يقول لك من طلب منك الثوب اعطية الرداء أيضا التوب كان يشبة القميص والرداء يشبة البدلة فكان الشعب اليهودي عنده اكثر من ثوب ..لكن يبقى عنده رداء واحد فقط .. لدرجه ان في بيت شويه ناس غلابه ممكن يبقى البيت كله عندهم رداء واحد...وكل ماواحد يروح مشوار مهم ياخذ نفس الرداء....لكن الأغنياء كل شخص عنده رداء ...تخيل انت ربنا يسوع بيقولك يطلب منك الثوب!! مش مشكله االثوب ده انت كمان تعطى له الرداء أيضا.... اية اللى يخليني اوصل للتضحيات دى؟! يقول لك اصل انت خلاص فكرك بقى في السماء اللي فكرة فوق ما يفرقش معاة..اللى شتمة واللى اهانة واللى ضايقة واللى ضربة...لانة خلاص بقيت من فوق وتنازلت عن أمور كثيرة جدا ....اعمل ايه لارث الحياه الابديه؟؟ ارفع قلبك ليها ارفع اشتياقاتك ليها اوعى تحط فكرك في الارض اوعى تعتبر المسيح انه مجرد وسيلة عشان تنمى انتمائك للارض. في واحد ياخذ المسيح عشان كدا..كل اهتماماتة وطلباتة تبقى أرضية...يقولك ربنا ياابنى انا جاى عشان احلك من الرباطات الأرضية ...انت جاى تطلب منى اهتمامات أرضية!!(الاكل والشرب والولاد والفلوس )بقى انا جاى اخذ منك حاجة انت تطلبها منى؟!انا بقولك اتحل من الأمور الأرضية..انت بتطلب أمور أرضية. ؟! عشان كده شعب بنى إسرائيل لما جاء لهم المسيح كان بالنسبه لهم حاجه غريبه جدا حاجه غير مقبوله بالمره.. بالمره ايه اللي جاي ده بيقول ان هو المسيا! طيب بما ان المسيا عاوزين منك سلطان فكنا من الدوله الرومانيه اعلن سلطانا عليهم واحنا اللى نستعبدهم...رفض وقال لهم لا قالوا لة انت ماسيا ازاى وهتعمل معانا اية ..قال لهم الكبير فيكم يكون كالاصغر قالوا لة ده كلام ما ينفعش معانا خالص ...طب هتديني فلوس !!يقول لهم لا ابدا بيعوا امتعتكم واعطوا صدقة...اليهودى زمان كان يعبد المال ..في جاي يقول لليهودى بيعوا امتعتكم و اعطوا صدقه؟! لا دة انت مش هتنفع معانا خالص.. ده انت ضد اهتماماتنا تماما ...جاى تكلمنا نتنازل ! احنا عاوزين نتمسك... عشان كده تاخذ بالك لحد النهارده كانت مشكله اليهود المال... عشان كده ربنا يسوع المسيح بالنسبالهم كان غير مقنع بالمره..لانهم ناس عاوزة سلطة ناس عاوزة ارض ناس عاوزة مال....ربنا يسوع المسيح جاء وقال لهم لا سلطة ولا مال ولا أرض..عشان كدة رفضوا الرب يسوع وقالوا عاوزين ماسيا على مزاجهم احيانا الواحد يبقى جواة كدة... عاوز المسيح الذى يحقق لة طلباته بس... انا لازم اقول له ماذا اعمل لارث الحياة الأبدية... بس خد بالك حاجه مهمه جدا لما اطلب طلب زي كده يبقى عندي استعداد ان انا اعمل مش مجرد سؤال ...اخطر حاجه فينا احبائي ان تتحول حياتنا الروحيه الى حياه نظريه يعني كل حاجه عرفناها وبس .. عرفت الوصايا ؟اه عارفها ...عرفتها منذ حداثتى ..يعوزك...حول الامور النظرية إلى أفعال..ابتدى سامح ...حول الامور والمعلومات لفعل..الفعل صحيح مش سهل لة نفقة لكن لو انت مشغول بالحياة الأبدية هتلاقى نفسك بتسامح بسهولة ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
03 ديسمبر 2022

إنجيل عشية الأحد الرابع من شهر هاتور

تتضمن الحث على الصدقة . مرتبة على قوله بفصـلى اليوم : " إيها الجيـل غير المؤمن الملتوى إلى متى أكون معكم " ( مت ١٧ : ١٤-٢١ إذا كان ربنا له المجد يبكت الذين سمعوا أقواله أولاً هكذا حيث انـــهم يمتلكوا قوة النفس ولا شجاعة العزم ولم يضمروا القدرة على إخـراج الشياطين . فماذا عساه يخاطب الذين يسمعونه دائماً ولا يتشجعون . وما بالنا لا نسـمـع تـأديب ربنا ونقتني قوة الإيمان وكمال الأعمال . ونختار لذة الباقيات . ونهمل الأمور المانعـة عن خلاصنا . وكيف لا نميز تصرفاتنا . ونتمسك بالأعمال النافعة لنا ونعرض عـن الأموال المهلكة لنفوسنا . ونتأهل لقبول هذه العطايا الصالحة لنقدر علـى إخـراج الشياطين وإنهاض الساقطين . وإذا علمنا أن في عالمنا هذا صناعات كثــــــيرة مختلفـة الآلات والغايـات كصناعة الذهب والفضة مثلاً . والحدادين والبنائين والصباغين والمزارعين . والذيـن يعملون الملابس المختلفة وغير ذلك . وأن كل واحدة من هذه الصناعات تحتاج فـي ذاتها إلى ألات ورجال ونفقات . فكيف لا يجب علينا أن نجتهد ونمعن النظـر فـي أختيار صناعة قليلة التكاليف والألات . كثيرة الفوائد والراحات . مأمونـة العواقـب والغايات . لا يعدم مالها ولا يستحيل حالها . فإن قلت يا هذا وهل في الصناعات مـا هذه حالته ؟ أجبتك : نعم الصدقة على المساكين . فأن قلت وكيـف تسـمى الصدقـة صناعة ؟ قلت : ينبغي لنا أولا أن نأتي بحدود الصناعات ورسومها لتوضيح الحـال فنقول : إن الصناعة هي عمل ما يكتسب به العامل الفوائد . فأن قلت إن الصدقـة لا تدخل تحت مثل هذه الرسوم . لأن تلك تحصل الاموال وهذه تفرقها . أجبتك اننا قـد شرحنا فيما سلف أن الصناعة تكسب فوائد خسيسة وسريعة الزوال . أمـا الصدقـة فتكسب فوائد سرمدية لا نهاية لشرفها . وذلك لأن البنائين يصنعون المسـاكن التـى من شأنها السقوط والزوال . والنساجون يصنعون ثياباً تســـــتحيل وتفسـد وشيكاً . والفلاح يفلح الأرض لتأتي بثمرات تضمحل سريعاً . وكذلـك فوائـد واحـدة مـن الصناعات الأخرى . أما بهذه الصناعة الفاضلة فإنها تـهيئ مجـالس وقصـوراً . ليست من صناعة أيدى البشر . وتصنع من الملابس والحلى أنواعا . ومن المـأكل والمشارب أصنافاً . وهي كنوز غير فانية لا تزول سريعاً كتلك . وتنقل محبها مـن الأرض إلى السماء . وتحفظ أمواله من اللصوص والسارقين وقطـاع الطرقـات وتقيها من فساد الحشرات والعوادي الأرضية . وتشبه المخلوق بخالقه في التحنـن على المساكين . والرحمة بالناس أجمعين . ومع ذلك فهي غنيية عن إتخاذ الآلات ومنزهة عن الحاجة لارباب الصناعات . فان قلت نعم انـها لا تحتـاج إلـى آلات وصناعات أخرى ولكنها تحتاج إلى أموال وخدم ومنازل وغير ذلك . فـإن بعـض هؤلاء المساكين يحتاج إلى المال . وبعضهم إلى الثياب . وبعضهم إلى المنــازل . وكيف يتيسر ذلك جميعه ؟ قلت : ألا تسمع قول ربنا له المجد دعا إلى سقى شـربة من الماء وضمن المجازاة عنها مت ٤٣:١٠ . ألا ترى كيف ذكر الأرملة التي ألقت فلسين في الخزانة وقال أنها ألقت أكثر من الكل ؟ مر٤٢:١٢-٤٤ قال هذا ليحقق لنا أن ربـح الصدقـة لا يكون بحسب الكثرة فقط . بل بحسب الوجود والنيات . ولهذا قال : إن هؤلاء القـوا من فضل ما عندهم . وهذه ألقت كل مالها . والغرض أنه إذا كان لاحدنا مال ولـم يتصدق منه بشئ على الفقراء . فهذا لا يعد انساناً . . ويكون حظة شقياً . وإذا كـان له مال وأعطى أقل مما ينبغي . فإنه يكون ملوماً لأنه لم ينظـر نـظـر الحـاذقين وكيف لا يعد عاجزاً وشقياً من يعلم أن له داراً تزول . وداراً تدوم . ولا ينقـل مـا في هذه إلى تلك أما الذين يأخذون أكاليل الغلبة . ويفوزون بملـك السـماء ، فـهم الذيـن يرحمون سائر الشعوب على حسب طاقتهم . ومما يفضل عن كفافهم وتصـل إليـه قدرتهم في زمانهم . فانهم تـارة يرحمـون بأموالهم ، وتـارة بـالصلوات عـن المتضايقين ، وتارة بإرشاد الضالين ، وتارة بزيادة المحبوسين ، وتـارة بتعزيـة المحزونين . وأمثال هذه . ها قد تبين من أقوالنا الآن أن الصدقة أفضل الصناعـات جميعـها . لأنـه عندما تفسد سائر الصناعات وتضمحل . يشرق ضياء الصدقـة ويزهـر جمالـها ويظهر محبها أوجه من الفصحاء والحكماء . وأرفع شأناً ، من الخطبـاء والأدبـاء . وذلك لأن الفصيح والأديب وأمثالهما كلما تزايدت علومهم وحسنت حالاتهم مقتنـهم أعين الحساد والمضادين . وأما ذوو الصدقات فكلمـا كـثـر عطـاؤهم وتزايـدت مراحمهم وتناهوا في الفضيلة حسب طاقتهم ، كثر المادحون لهم والناقلون لحسن صنيعهم والمصلون عنهم والذين يتشبهون بسيرتهم . فأولئك يقفون ويظهرون أفعالهم أمام البشـر . يقصـدون المديـح منـهم ويلتمسون جوائز زمنية تزول وشيكاً . أما هؤلاء فيظهر ضياء صدقاتهم أمام منـــبر المسيح ويأخذون أكاليل المجسد وتاجات الظفر . أولئك يحتـاجون إلـى الوسـائط والوسطاء في تنجيز حوائجهم الزائلة . أما هؤلاء فيشفعون بدالة في آخرين . هذا وقد زرع البارى سبحانه وتعالى في الطباع البشرية والحيوانية الرأفـة والرحمة لحفظ نظام عالم الكون من الفساد . وهذا نراه عياناً ، ليس فـى الآدمييـن فقط ، وبل في الوحوش الضارية كالسباع والذئـاب والثعـالب . وفـي الطيـور والحشرات والدبابات وأشباهها ، فقد نرى الأسد لا يزال متعاليـا علـى الوحـوش الأخرى ، رافعاً صوته بالغلبة والضوضاء إلى حيث يظفر بالفريسة فيحملها ويـأتى بها إلى اشباله . ويدور بها ويقترب منها إلى حيث يقومون ويأكلون . ولعله يوجـد في حالة كهذه جائعاً . لأن الطبيعة تقوده إلى فعل ذلـك . وكذلـك الطيـور فأنـها تطوف البراري والبيادر وتلتقط من الأشراك والمهالك . وتخاطر بنفسـها وتمـلاً مخازنها من الحبوب وغيرها . فإذا عادت إلى أوكارها أفرغت ما لديها وجعلته فـي أفواه فراخها .من هذا قد تبين لكم الآن أنه لو ارتفعت الرحمة والرأفـة مـن الوجـود . لأرتفع حسن النظام السائد بين الموجودات جميعها ، وليس حال الصناعات الأخـرى هكذا . وإذ قد أشرق ضياء الصدقة . وأتضح شرف فضلها على غيرها . لأنـه لا شئ أفضل من جبر الكسير وتسهيل العسير . والسير في خير مسير . فقد وجـب علينا إذن أن تأخذ نفوسنا وأولادنا وذوى القربى والمعارف . ونبادر بالدخول إلـى بيوتها . لنتعلم فضائلها وآدابها . ولنتذكر دائماً قول ربنا : " كونوا رحمـاء كمـا أن أباكم أيضاً رحيم لو٣٦:٦ وقوله : طوبى للرحماء . لنهم يرحمون مت٧:٥ وقول الرسـول يعقوب : " لأن الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة . والرحمـة تفتخـر علـى الحكم يع١٣:٢ أي أن مجازاة من لم يعمل رحمة تكون بغير رحمة . وهى تفتخر فـي يوم الدين . فسبيلنا أيها الاحباء ان نهرب من الرذائل المهلكة ونتسلح بسلاح الرحمة . لنفوز بملكوت ربنا يسوع المسيح . الذي له المجد إلى الأبد أمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
02 ديسمبر 2022

أخبريني يا أمي لماذا قلت : منذ الآن جميع الأجيال تطوبني " ؟

في دهشة أمام كلماتك يا أمي : " لأنه نظر إلى اتضاع أمته ، فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني " ( لو ١: ٤٨) . تدور في ذهني بعض الأسئلة ، منها : " ما ارتباط " تواضعك كأمة الرب بتطويب جميع الأجيال لك ؟ تجيب أم النور قائلة : كشفت لي بشارة رئيس الملائكة جبرائيل كيف صرت معملاً للثالوث القدوس ، إذ قال لي : " الروح القدس يحل عليك ، وقوة العلي تظللك ، فلذلك القدوس المولود منك يدعى ابن الله " ( لو ١: ٣٥) . فأردت تأكيد أنني إذ أصير أما للقدوس ابن الله ، فليعلم الكل أنني أمة الرب المنسحقة هذا العمل العجيب الذي يتحقق في بطني سيجعل المؤمنين في كل العالم يطوبونني ، لأنه لم يحدث هذا منذ خلقة آدم ولن يتكرر إلى يوم مجيء الرب الأخير . أمام محبة الله الفائقة . إنها نعمة الله التي جعلتني أما للرب المتجسد في . فإن كان كلمة الله " أخلى نفسه أخذا صورة عبد ، صائرا في شبه الناس وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب " ( في ٢ : ٧-٨ ) . كما قال : " تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب " ( مت ۱۱ : ۲۹ ) ، فيليق بي وأنا أمة الرب المتواضع ، أن أدرك ما أتمتع به من تطويب عبر الأجيال ، إنه عطية من الرب ، وألا يفارق عيني أنني أمة الرب . أقول هذا وأنا في كمال الثقة أن الذي حبلت به وهو القدوس المولود مني يهبني روح التواضع حتى وإن كرمتني كل الطغمات السمائية وجميع الأنبياء والقديسين . إني إذ حملت مخلص العالم ، أصلي من أعماق نفسي أن يتمتع كل إنسان في العالم بالخلاص ، وبصلواتي هذه يزداد انسحاق نفسي كأمة الرب المتواضع . إنه لن يسمح لي أنا أمه أن أسقط في فكر الكبرياء بغواية عدو الخير ، إذ اقتنيت أيقونة ابني المتواضع . لماذا تدعوك الكنيسة بألقاب كثيرة في ثيؤطوكية الأحد ؟ يتساءل الفتى جورج : لماذا يا أمي تربط الكنيسة بين ألقابك وبين المؤمنين منذ آدم وحواء حتى نهاية كل العصور ، في ثيؤطوكية الأحد ، تارة تذكر أسماء المؤمنين مثل حواء وإبراهيم وأيوب والأنبياء ، وتارة أخرى تذكر الشعب ككل مثل بني إسرائيل ، وتارة ثالثة تعمم كل البشرية كقولها عنك " فرح الأجيال " ؟ أجابت أم النور : لا يقصد في هذه الثيؤطوكية شخصي المجرد ، وإنما تهتم الكنيسة أن تبرز إني والدة كلمة الله المتجسد مخلص العالم . ومن جانب آخر إن كنت قد صرت مطوبة بسبب تجسد كلمة الله في ، فإن المؤمنين من جانبهم أيضا يجب أن يدركوا أنهم مطوبون وهذا يبهج السمائيين ، إذ يدرك المؤمنون أنهم هيكل الرب وروح الله ساكن فيهم ( رو ۸ : ۹ ) ، ويقدس الرب قلوبهم وأفكارهم وعواطفهم وأيضا أجسادهم . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت فرح الملائكة ؟ أجابت أم النور : لكي تدركوا ما تمتعتم به خلال تجسد ابن الله في ، ولكي يقدم نفسه ذبيحة عن العالم ، فإنه لا يسبب فرحا للبشرية وحدهم بل ولجميع الطغمات السماوية التي تعلن حبها للمؤمنين ، كما يعلن الرب نفسه حبه لهم . بهذا أكون فرح الملائكة ، أظهر الحب والوحدة بين البشر والسمائيين . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت تهليل حواء ؟ أجابت أم النور : بلا شك أدركت حواء الأولى ما حل على نسل آدم وحواء من مرارة الموت بسبب إنصاتها لخدعة الشيطان ، وما سببته لرجلها آدم الذي شاركها العصيان للوصية الإلهية . والآن استخدمني الرب لأصلح الموقف لأنه عوض العصيان للرب ، قلت لرئيس الملائكة جبرائيل الذي بشرني بالتجسد : " هوذا أنا أمة الرب ، ليكن لي كقولك " ( لو ١: ٣٨) . مضى من عندي الملاك ليقدم ذبيحة الطاعة التي قدمتها للرب . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت فرح هابيل ؟ أجابت أم النور : هابيل ابن حواء وآدم ، إذ قتله قايين أخوه بسبب الحسد الذي سيطر على قلبه من أخيه ، صرخ دم هابيل إلى الله من الأرض ( تك ٤ : ١٠) ،الآن وقد تجسد الكلمة وتم الخلاص على الصليب ، تحول صوت دم هابيل الصارخ من الأرض إلى تسبحة في الفردوس كلها فرح وتهليل وحب حتى لأخيه الذي قتله . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت خلاص نوح ؟ أجابت أم النور : كان نوح محتاجا إلى فلك ضخم بني خلال سنوات كثيرة ليخلص هو وزوجته وأولاده وزوجاتهم من الطوفان ، أما وقد تم الحبل بالمخلص في بطني ، فقد صرت فلكا فريدا يقودني المخلص بنفسه لا لينقذ ثمانية أفراد من الطوفان بل ينقذ كل المؤمنين عبر الأجيال من نيران جهنم ويدخل بهم إلى الفردوس السماوي . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت نعمة إبراهيم ؟ أجابت أم النور : كان اليهود يتطلعون إلى أبيهم إبراهيم بكونه نعمة لهم من الله ، خلاله صاروا شعب الله ، أما أنا ابنته المملوءة نعمة من الله ، فقد صرت لشعب الله الذين من كل الأمم والشعوب ، الكنيسة العروس الملكة التي تجلس عن يمين ملك الملوك أبديا . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت خلاص إسحق ؟ أجابت أم النور : حتما كان إسحق بن يعقوب متعجبا هو وأبوه إبراهيم في الهاوية كيف كان الاثنان في سلام عجيب حين أمسك إبراهيم بالسكين ليقدم ابنه ذبيحة الله ، وهو الابن الوحيد والمطيع . لكن إذ انطلقت نفس السيد المسيح بموته على الصليب لكي تعلن الخلاص الإلهي لكل المؤمنين ، أدرك إسحق وإبراهيم أن ذبح إسحق كان رمزا لذبيحة المسيح الفريدة . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت كرازة موسى ؟ أجابت أم النور : دعيت بهذا اللقب ، لأن الشعب اليهودي مع مقاومتهم لموسى النبي ( حتى أرادوا أن يقتلوه في البرية هو وأخاه هرون الكاهن ) ، أدركوا العجائب التي صنعها الرب معهم على يديه مثل عبورهم البحر الأحمر ، وتحويل مياه مارة المرة إلى مياه عذبة ، وبضرب الصخرة تفجر ينبوع ماء يرويهم في الطريق ، ونزول المن من السماء طعاما جاهزا كل يوم ما عدا يوم السبت الخ . لقد طلب الرب من رئيس الملائكة ميخائيل أن يدفنه في مكان خفي حتى لا يعبده الشعب . مع هذا كله لم يدركوا أسرار خدمة موسى ، أما وقد تجسد كلمة الله في أحشائي فقد أدركنا هذه الأسرار : فالعليقة التي رآها موسى ملتهبة بالنار ولم تحترق ( خر ۲ : ۳ ) تشير إلي وقد تجسد ابن الله في أحشائي ، ولم تحرقني نار اللاهوت . وخيمة الاجتماع التي صنعت في أيامه كانت رمزا لي الساكن في المسيح . والناموس الذي استلمه موسى كان قائدا للمسيح ، كقول الرسول بولس : " لأن غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن " ( رو ٤ : ١٠) . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت ثبات أيوب ؟ أجابت أم النور : يعتبر أيوب النموذج الرائع لاحتمال التجارب التي حلت به من الشيطان المقاوم له ، واتهامات الأصدقاء له ، وحث زوجته له أن يجدف على الله ويموت ... أما أنا فقد تمتعت بالبشارة من الله خلال رئيس الملائكة جبرائيل ، ووقفت متأملة فيما يفعله ابن الله المتجسد ، وإذا بي أجد قيادات اليهود من رؤساء كهنة وكهنة ولاويين وفريسيين وصدوقيين يقاومون ابن الله المتجسد ويحكمون عليه بالصلب ، كما اتهموني ظلما في طهارتي . فثبات أيوب كان رمزا لثباتي ، خاصة وأن أيوب في عتابه الله أظهر نوعا من الضعف ! يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت كرامة صموئيل ؟ أجابت أم النور : لقد أحزن شاول الملك قلب صموئيل النبي في مواقف كثيرة ، لكن الله كرمه بمسح داود ملكا ( ١صم ١٦ : ١٢-١٣ ) . وتمتع صموئيل بكرامة أعظم حين رآني أنا ابنة داود المحبوب لديه جدا قد صرت والدة الإله التي يعتز بها السمائيون . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت ابنة الملك داود ؟ أجابت أم النور : سبق أن قدم الله لداود أبي وعدا أن كرسيه يبقى إلى الأبد ( ١أي ١٧ ) . لذلك قال داود في صلاته : " والآن قد ارتضيت بأن تبارك بيت عبدك ليكون إلى الأبد أمامك " ( ١أي ١٧: ٢٧ ) . كيف تم هذا الوعد ؟ بتجسد ملك الملوك في ، الذي يقيم ملكوته في قلوب المؤمنين ، ويعدهم للميراث الأبدي . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت صديقة سليمان ؟ أجابت أم النور : إذ نجح سليمان في إقامة صداقة مع الملوك المحيطين به ، كانت هذه الصداقة رمزا لصداقتي مع كل المؤمنين الذين يجلسون كملوك في ملك الملوك . لهذا قيل في سفر الرؤيا : " وجعلنا ملوكا وكهنة الله أبيه " السماء ( رؤ ١ : ٦) . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت خلاص إشعياء ؟ أجابت أم النور : تحققت نبوات إشعياء عن الخلاص خلالي إذ قال عني : ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل " ( إش 7 : ١٤ ) . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت شفاء ارميا ؟ أجابت أم النور : كان قلب ارميا منكسرا بسبب ما حل بالشعب والقادة من فساد ، حتى دعي بالنبي الباكي . وإذ مسح ابني المخلص دموعه ، وتحقق قوله في المراثي : " نصيبي هو الرب قالت نفسي ، من أجل ذلك أدعوه " ( مرا ٣ : ٢٤ ) . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت علم حزقيال ؟ أجابت أم النور : وردت نبوات كثيرة في سفر حزقيال وهو في السبي عن الرجوع من السبي ( حز ٣٣-٣٩) ، وعن إصلاح الهيكل وأورشليم ( حز ٤٠-٤٨) . تمت هذه النبوات الواردة في السفر ، كما تحققت بأكثر قوة بتجسد الكلمة في أحشائي أنا العذراء حيث أعد الرب الهيكل السماوي الجديد والأرض الجديدة . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت قوة إيليا ؟ أجابت أم النور : مع ما اتسم به إيليا من قوة غير أن الملك أخاب والملكة إيزابيل حطما نفسه إلى حين ، أما تجسد كلمة الله ففتح باب الرجاء على مستوى أبدي . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت فرح الأجيال ؟ أجابت أم النور : بميلاد السيد المسيح مني صرت أما لكل المؤمنين من كل الشعوب وعبر كل الأجيال ودعيت فرح الأجيال . القمص تادرس يعقوب ملطي كاهن كنيسة مارجرجس اسبورتنج
المزيد
01 ديسمبر 2022

شخصيات الكتاب المقدس شتربوزناي

شتربوزناي (عزرا 5: 3) اسم فارسي قديم ومعناه "مخلص الدولة" أو "بهاء النجم". وهو ضابط فارسي أراد منع اليهود العائدين من السبي من بناء الهيكل (عز 5: 3 و6 و6: 13) فقد كان أحد موظفي الدولة الفارسية مع تتناي والي عبر النهر (أي البلدان الواقعة غربي الفرات)، فلما رأي هو ورفقاؤه، زربابل ويشوع الكاهن ومن معهما، يبنون بيت الله الذي في أورشليم، لم يوقفوهم عن العمل، بل كتبوا رسالة متزنة لداريوس الملك يشرحون له فيها الموضوع، ويطلبون البحث عما إذا كان قد صدر فعلا أمر من كورش الملك ببناء هذا البيت. فأمر الملك بالتفتيش في الخزائن، "فوجد في أحمثا في القصر الذي في بلاد مادي، درج مكتوب فيه" ، أنه في السنة الأولي لكورش الملك أمر ببناء بيت الله في أورشليم، وإعادة كل ما نهبه نبوخذ نصر ملك بابل. فأرسل إليهم داريوس بما وجده، وأمرهم أن يتركوا عمل بيت الله، وأن يمدوهم بكل ما يلزم، مع تهديد كل من يعترضهم بالصلب. فأسرع تتناي وشتربوزناي ورفقاؤهما بتنفيذ ذلك، وهكذا تم بناء الهيكل بعد العودة من السبي البابلي (عز 5: 1-6: 15). تعالوا نتعرف أكتر على شتربوزناي ونشوف هنتعلم إيه؟ 1- شتربوزناي المتزن كان شتربوزناي مشهور جدا بأنه متزن في فعله وقوله حتى انه برغم انه ضابط عسكري ولكنه أصبح السكرتير العام لتتناي والي عبر النهر ومستشاره الخاص حتى ان تتناي استشار شتربوزناي في نص الرسالة اللي عايز يرسلها لداريوس الملك 2- شتربوزناي المدقق موضوع الرسالة يعبر عن حكمة شتربوزناي بأنه أرسل المهم في الرسالة وأرشد الملك بطريقة مباشرة عن إيه المطلوب بالضبط كان ممكن يعمل زي رسالة رحوم وشمشاي سكرتيره اللي بسبب رسالتهم توقف العمل لكن شتربوزناي أرسل للملك برجاء محدد وهو البحث عن أمر صدر أم لا والموضوع كله لا يستغرق الا قليل من الوقت في البحث في السجلات 3- شتربوزناي المتعقل لما شاف تتناي وشتربوزناي بداية العمل كان ممكن يوقفوا العمل لحين الاستفسار من الملك لكن لم يوقفوا العمل تعالوا نطبق اللي اتعلمناه 1- في كل أمورك اوزن تصرفاتك ما بين الحزم واللين...نشّف قلبك بقطعة من عقلك... ولين عقلك بقطعة من قلبك... واجعل روحك تحكم ما بين الاثنين 2- كن مدقق في كل أمورك ولا تسترسل في الكلام الكثير لأنه لا يوجد للناس طاقة للتفسير والتأويل كن واضحا فيما تقول حتى لا يفهم الآخرين خطأ 3- لا تحكم على أحد قبل أن تثبت ادانته ولا تدين أحد من مجرد سماع بعض الكلمات فالذي تراه صدق نصفه والذي تسمعه صدق نصفه فلا تصدق الا ما تراه بعينيك وتسمعه باذنك وتعايشه.
المزيد
30 نوفمبر 2022

كيف تحب الناس ويحبك الناس؟

هناك قواعد هامة، عليك أن تتبعها لكي تكسب محبة الناس، ونحاول هنا أن نعرض لبعض منها. 1- ضع هدفًا واضحًا أمامك، أن تكسب محبة الناس، حتى لو أدى الأمر أن تضحى في سبيل ذلك هناك أشخاص يهمهم ذواتهم فقط، ولا يهتمون بالآخرين. لا يبالون إن غضب فلان أو رضى. أما أنت فاحرص على شعور كل أحد، وحاول أن تكسب كل أحد، لأن الكتاب يقول "رابح النفوس حكيم". وإن عرفت أن واحدًا من الناس متضايق منك، فلا يهدأ قلبك حتى ترضيه. اجعل كل أحد يحبك، وكما قال الكتاب"أن استطعتم فعلى قدر طاقتكم سالموا جميع الناس". لذلك قدم للناس محبتك، واكتسب محبتهم، واعتبر أن محبة الناس كنز ثمين يجب أن تحرص عليه. 2- وفي سبيل محبة الناس، احترم كل أحد، حتى من هو أصغر منك وأقل شأنًا كثير من الناس يحترمون من هم أكبر منهم أو من هم أعظم مركزًا، ولكنهم يتجاهلون من هم أقل منهم، وبهذا يخسرون الكثير. أما أنت فتدرب على احترام الكل وتوقير الكل. لا تقل كلمة فيها إقلال من شأن أحد، أو جرح لشعور إنسان. ولا تعامل أحدًا باستصغار أو باحتقار، ولا تتجاهل أحدًا مهما كان مجهولًا. درب نفسك على عبارات تقدير وتوقير بالنسبة إلى أولادك أو أخوتك الصغار أو مرؤوسيك أو خدمك واعلم أن أمثال هذه العبارات سوف لا تنسى، سيتذكرها أولئك الصغار طول العمر، وسترفع من روحهم المعنوية، وستجعلهم يحبونك. إن كثيرًا من الكبار ينسون احترامك لهم لأنه شيء عادى بالنسبة إليهم. أما الصغار فلا ينسون. احترامك لهم عمل باق لا يضيع. واعرف أن الله لا يحتقرنا على الرغم من الفارق اللانهائي بين عظمته وضآلتنا، والله مع ذلك يتنازل ويكلمنا، ويتضع مستمعًا إلينا ساعيًا لخلاص أنفسنا. 3- لذلك فإن تواضعك للناس هو عامل هام في كسب محبتهم لك لا تكلم أحدًا من فوق، ولا تتعال على أحد، بل عامل الكل باتضاع، فإن الناس يحبون المتضعين. إن كان لك مركز كبير، إنس مركزك، وعش مع الناس كواحد منهم. لا تشعرهم بفارق في إحدى المرات سألني أحد الآباء نصيحة، فقلت له: (كن ابنًا وسط أخوتك، وكن أخًا وسط أبنائك) ذلك لأن الاتضاع يستطيع أن يفتح حتى القلوب المغلقة والناس قد يخافون من هو عال وكبير بينهم، ولكنهم يحبون من ينسي مركزه في محبتهم. أكتسب أذن محبة الناس لك لا خوفهم منك. ولا يكن هدفك أن يهابك الناس وإنما أن يحبوك. لا تطلب أن تكون فوق رؤوسهم، وإنما أطلب أن تكون داخل قلوبهم ولا تظن أن تواضعك للناس، يقلل من شأنك، بل على العكس إنه يرفعك أكثر.. تذكر قول الشيخ الروحاني (في كل موضع حللت فيه، كن صغير أخوتك وخديمهم).. وقد قال السيد المسيح "من وضع نفسه يرتفع، ومن رفع نفسه يتضع".. وما أجمل تلك النصيحة التي وجهها الشيوخ الحكماء لرحبعام الملك ابن سليمان الحكيم حينما قالوا له "إن صرت اليوم عبدًا لهذا الشعب، وأحببتهم وخدمتهم، يكونوا لك عبيدًا كل الأيام".. 4- إن أردت أن يحبك الناس، اخدمهم، وساعدهم، وابذل نفسك عنهم.. أشعرهم بمحبتك بما تقدمه لهم من معونة ومن عطاء ومن بذل. أن الذين يحبون ذواتهم، يريدون باستمرار أن يأخذوا وأن ينالوا وأن يكسبوا. أما أنت فلا تكن كذلك. درب نفسك على البذل والعطاء. لتكن علاقتك بالناس تهدف إلى مصلحتهم هم لا إلى مصلحتك أنت. انظر كيف تريحهم، وكيف تجلب السرور إلى قلوبهم، وتدخل الفرح إلى حياتهم.. بهذا يحبونك إن أكثر إنسان مكروه هو الشخص الأناني، وأكثر إنسان محبوب هو الشخص الخدوم، الباذل المعطى لا تظن أن الطفل هو فقط الذي تعطيه فيحبك، بل حتى الكبير أيضًا.. الله نفسه علاقته مع الناس علاقة إعطاء وبذل، وكذلك الرسل.. الأم محبوبة جدًا لأنها باستمرار تعطى وتبذل وإن لم يكن لك شيء تعطيه للناس، أعطهم ابتسامة لطيفة وكلمة طيبة. أعطهم حبًا، أعطهم حنانًا أعطهم كلمة تشجيع.. أعطهم قلبك.. أظهر لهم أنك تريد، وأنك مستعد، لكل تضحية من أجلهم.. 5- و إن أردت أن يحبك الناس، قابلهم ببشاشة ولطف إن الشخص البشوش شخص محبوب.. الناس أيضًا يحبون الإنسان المرح والإنسان اللطيف، والإنسان الذي ينسيهم آلامهم ومتاعبهم بكلامه العذب وشخصيته المريحة.. لذلك حاول باستمرار أن تكون بشوشًا.. حتى في عمق متاعبك وضيقاتك إنس متاعبك لأجل الناس لا تكلم أحد وأنت مقطب الوجه صارم الملامح، إلا في الضرورة الحتمية لأجل الصالح. أما في غير ذلك فكن لطيفًا كلم الناس بكل أدب وذوق، لا تعبس وجهك.. 6- إن أردت أن تكسب محبة الناس، لا تكن كثير الانتهار، أو كثير التوبيخ.. إن الكلمة القاسية موجعة تتعب الناس. والكلمة الجارحة قد تضيع المحبة وتبددها، فلا تكن كثير الانتهار.. إن أردت أن توجه لومًا أو نصيحة، فليكن ذلك بهدوء ووداعة وفي غير غلظة. ولا تشعر الناس بكثرة توبيخك أنك تكرههم. وإن أردت أن تقول كلمة توبيخ، فلتسبقها عبارة تقدير أو عبارة مديح أو مقدمة لطيفة تمهد الجو لقبول التوبيخ. أو على الأقل تخير الألفاظ في توبيخك فلا يكن جارحًا مهينًا، ولا يكن أمام الناس حتى لا يشعر من توبخه بالذل والخزي.. كذلك لا توبخ على كل صغيرة وكبيرة وإنما على الأمور الهامة فقط، إذ لا يوجد إنسان يخلو من الزلل. ويمكنك أن توجه الناس دون أن تجرحهم. ولا توبخ كل أحد، لأن سليمان الحكيم يقول: "وبخ حكيمًا يحبك، وبخ مستهزئًا يبغضك" وإذا انتقدت فلا تكن قاسيًا في نقدك، إنما تكلم عن النقط الحسنة قبل أن تذكر السيئة. إذا انتقدت أحدًا لا تحطمه بل كن رفيقًا به. وليكن هدف النقد هو البناء وليس الهدم.. 7- وإن أردت أن يحبك الناس، دافع عنهم، وامدحهم حساس جدًا هو القلب المسكين الذي يجد الكل ضده، ووسط هؤلاء يعثر على إنسان يدافع عنه. إنه يهبه كل قلبه.. لذلك دافع عن الناس، وبخاصة من تجده في مأزق أو من تجد الضغط شديدًا عليه، أو من تراه مظلومًا أو في حاجة إلى من يدافع عنه وفى تعاملك مع الناس تذكر حسناتهم وانس سيئاتهم. وتأكد أن كل إنسان مهما كانت حياته مظلمة، لا بد ستجد فيه بعض نقط بيضاء تستوجب المديح.. ابحث عن هذه النقط البيضاء وامتدحها وأبرزها واظهر له أنك تعرفها وتقدرها. عندئذ سيحبك ويكون مستعدًا لقبول توجيهك أو توبيخك بعد أن أظهرت له حبك لتكن ألفاظك بيضاء، حاول أن تكثر من ألفاظ المديح لمن يستحقها.. لا تكن شتامًا، ولا هدامًا، ولا مستهزئًا، ولا متهكمًا على الآخرين.. اضحك مع الناس، ولكن لا تضحك على الناس. اشعر كل أحد بتقديرك له، وأعلن هذا التقدير أمام الكل.. استفد من الخير الذي في الناس قبل أن تنقد الشر الذي فيهم. اعتبر أن الشر الذي في الناس دخيل عليهم، وواجِبك أن تنقذهم منه لا أن تحطمهم بسببه. 8- وإن أردت أن يحبك الناس فلتكن إنسانًا فاضلًا فيه الصفات المحببة إلى الناس لا تظن أن الناس يحبون عبثًا أو بلا مقابل، بل يحبون الشخص الذي تتركز فيه الصفات التي يحبونها.. يحبون الإنسان القديس، والإنسان الشجاع والإنسان الناجح والإنسان الذكي.. فلتكن فيك صفات جميلة.. عندئذ سيحبك الناس بسببها.. لذلك إن أردت أن يحبك الناس قوم نفسك أولًا أصلح العيوب التي فيك التي يكرهها الناس، عندئذ يحبك الناس إن واجهك أحد بعيب فلا تغضب، بل اختبر نفسك جيدًا فربما يوجد هذا العيب فيك. حينئذ اشكر من وجهك إليه ولا تحزن منه.. 9- و إن أردت أن يحبك الناس، احتمل الناس لا تنتقم لنفسك، ولا تقابل السيئة بمثلها، ولا تغضب على مَنْ يسئ إليك.. كل إنسان له ضعفات فاحتمل الناس. لا تتضايق بسرعة، ولا تخسر الناس بسبب أخطائهم، بل اغفر لكل من يخطئ إليك.. وعندما يرجع لنفسه ويذكر احتمالك له ستزداد محبته لك.. وحتى الذين لا يرجعون لا تخسرهم أيضًا بل اذكر قول القديس يوحنا ذهبي الفم حينما قال: (مَنْ لا توفقك صداقته، فلا تتخذه لك عدوًا). 10- و إن أردت أن يحبك الناس كن مخلصًا لهم، وكن حكيمًا في إخلاصك عامل الناس بكل إخلاص، واحذر من أن تكون محبتك لهم ضارة بهم. بل لتكن محبتك في حكمة استخدم المديح ولكن لا تستخدم التملق ولا الرياء. واستخدم الحنو، ولكن ابعد عن التدليل الضار.. كن مخلصًا في حبك للناس، هدفك صالحهم وليس مجرد أن يحبوك والله المحب قادر أن يسكب المحبة في قلوبنا جميعًا لنحب بعضنا بعضًا كما أحبنا هو في قلبه الواسع الكبير. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية
المزيد
29 نوفمبر 2022

الوزنات

عندما وزع السيد الوزنات على عبيده، راعى أن يعطي لكل واحد على قدر طاقته (متى 25)، فليس المطلوب من الإنسان أن يحقق نجاحاً بعينه، بل أن يتعب ويجاهد قدر استطاعته، كما أنه ليست هناك مقارنة بين شخص وآخر ولكن المقارنة الحقيقية هي بين ما يستطيعه الإنسان من جهة، وما يقدمه الفعل من جهة ُاخرى. ويلاحظ في مثل الزارع (متى 13) أن الأرض الجيدة قد أعطت في بعض مساحات منها ثلاثين ومساحات ُاخرى ستين وُاخرى مئة، ومع ذلك لا يجوز لنا أن نقارن بين مساحة وُاخرى، وانّما كل مساحة قد أعطت بما يتناسب مع البذور التي ُالقيت فيها وما نالته من حصة في الماء مع بعض عوامل ُاخرى. كذلك الجندي في المعركة، فهو ليس ُمطالباً بتحقيق النصر، بقدر ما هو مطالب بالجهاد إلى آخر لحظة من حياته، بغضّ النظر عما إذا كان جيشه منتصراً أم لا. وليست هناك مقارنة بين شخص وآخر، كما أن الله يضع في الاعتبار الظروف المحيطة، وهل كانت هناك عوامل مساعدة أم عوامل معاكسة وهكذا.. حقاً يقول الكتاب " الفرس معد ليوم الحرب أما النصرة فمن الرب (أمثال21: 31). نيافه الحبر الجليل الانبا مكاريوس أسقف المنيا وتوابعها
المزيد
28 نوفمبر 2022

باب الطقوس

س1 : هل يلبس الشماس ملابس الخدمة ( التونية ) أثناء صلاة العشية؟ ج1: نعم يجب أن يلبس الشماس التونية أثناء صلاة عشية ، توقيراً للخدمة كما يلبس الكاهن الصدرة أثناء صلاة العشية ، الشماس يلبس التونية لأنه يدخل الهيكل ليشترك مع الكاهن فى دورة البخور حول المذبح ولأنه يقرا الإنجيل ويحمل الأيقونة أثناء الدورة فى أعياد القديسين ، فلا يليق أن يعمل كل هذا بملابسه العادية مثل بنطلون وقميص وخلافه . س2 : هل يصح إستخدام كشافات بطارية بدلاً من إستخدام الشموع .؟ ج2: مهم جداً إستخدام الشموع أثناء الصلوات الطقسية حتى فى وجود الكهرباء لأنها طقسية أكثر ، فهى قديمة الإستعمال إلى جانب المعانى الروحى التى فيها ، فهى تذوب وتنصهر لتضىء للآخرين هكذا يجب أن يكون المؤمن ، تنزل منها نقاط كإنها دموع تذكرنا بدموع التوبة التى يجب أن نذرفها على خطايانا. الشموع نورها هادىء وخافت يساعد على التركيز فى الصلاة ، كذلك يمكن إضاءتها فى الوقت المناسب فمثلاً عند قراءة الإنجيل حسب قول المرنم « سراج لرجلى كلامك ونور لسبلى « كذلك عند لحظات تقديس الأسرار لأهمية هذه اللحظات. س3: هل يجوز تناول الشماس من الجسد بعد تناوله من الدم ؟ ج2: أعتقد أن هذا ليس صحيحاً ، علينا أن نتبع خطوات السيد المسيح صاحب السر ومؤسسه الذى أخذ خبزاً وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا هذا هو جسدى. وأخذ الكأس وشكر واعطاهم قائلاً اشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمى الذى للعهد الجديد الذى يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا (مت 26 : 26، 27). ولم يرد فى الإنجيل إنه أعطاهم من الجسد مرة أخرى بعد تناولهم الدم. س4: ما هى القراءات التى تقرأ يوم 29 من الشهر القبطى . لأن كل تقويم له رؤية مختلفة ؟ ج4: تحتفل الكنيسة يوم 29 من كل شهر قبطى بثلاثة أعياد سيدية كبرى هى البشارة والميلاد والقيامة ، لأن عيد البشارة يأتى دائماً يوم 29 برمهات وعيد الميلاد فى 29 كيهك أما عيد القيامة فقد حدث فعلاً فى سنة صلب السيد المسيح وقيامته فى 29 برمهات كما هو موضح من السنكسار، وحتى الآن يأتى فى بعض السنين فى 29 برمهات ، كما حدث فى سنة 1991م. لذلك جعلت الكنيسة يوم 29 من كل شهر قبطى عيداً للتذكار الشهرى لهذه الأعياد الثلاثة ، ما عدا شهرى طوبة وأمشير لأنهما يقعان خارج المدة من اليشارة إلى الميلاد ( برمهات – كيهك ) ولم تكن فيهما العذراء مريم حاملاً بالسيد المسيح ويقول رأى آخر إنهما يرمزان بالناموس والأنبياء . طقس الصلوات فى هذا اليوم فرايحى وتصلى المزامير فى بداية القداس حتى الساعة السادسة فقط ، وليس فيه صوم إنقطاعى أو ميطانيات. أما قراءات هذا اليوم فتظل كما هى مدونة بالقطمارس وكما رتبها الآباء منذ القديم وبدون تغيير ولا تقرأ قراءات 29 برمهات فلو كان الصحيح هو قراءات 29 برمهات فلماذ لم يسجل الآباء هذا الطقس فى القطمارس ويكتبوا تحت يوم 29 من كل شهر تقرأ فصول 29 برمهات وهكذا لم نقرأ لا فى القطمارس المخطوط أو المطبوع ولا فى أى كتاي طقسى آخر أن فى كل يوم 29 من الشهر القبطى تقرأ قراءات 29 برمهات بل الأصح أن تظل القراءات كما هى لأنها مرتبة على سنكسار اليوم ويكتفى فى الإحتفال بذكرى الأعياد الثلاثة بالطقس الفرايحى فقط دون تغيير القراءات . والحالة الوحيدة التى يمكن فيها تغيير القراءات هى إذا جاء يوم 29 يوم أحد لأنه يكون الأحد الخامس من الشهر وقراءاته تتكرر كثيراً وفى هذه الحالة فقط تقرأقراءات 29 برمهات ( أنظر كتاب منارة الأقداس ج4 ص 10). نيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس أسقف دير السريان العامر
المزيد
27 نوفمبر 2022

كانت جموع كثيرة تسير معه

إِنجيل هذا الصباح المُبارك يُكلّمنا عن ربنا يسوع المسيح وهو فىِ فترة مُنتصف خدمتهُ ، إِبتدأ يُعلّم ويعمل مُعجزات ويُعرّف أُناس كثيرة جداً عِندها رغبة أن ينظروا مَن هذا ؟ وكُلّما ذهب إِلى مكان زحمه جداً وأُناس كثيرة بعدما سمِعوا كلامهُ أيّنما ذهب ذهبوا وراءهُ ، ربنا يسوع يُعلّم الناس وتسمع ويخرُج يخرُجوا ورائهُ 0مِثل لو 14 : 25 " وكان جِموع كثيرة سائرين معهُ " ، كانت الجِموع تذهب معهُ أيّنما ذهب إِلى أى مكان ، وربنا يسوع حبّ أن يُصفّىِ هؤلاء الجِموع ( الجمع الكبير ) ويُعرّفهُم الهدف ، " فالتفت وقال لهُم : إِن كان أحد يأتىِ إِلىّ ولا يُبغض أباهُ وأُمّهُ وامرأتهُ وأولادهُ وإِخوتهُ وأخواتهُ ، حتى نفسَهُ أيضاً ، فلا يَقدرُ أَنْ يكُون لىِ تلميذاً" ( لو 14 : 25 – 27 ) ومِن الّذين سمِعوا هذا الكلام صُدموا ، نحنُ نمشىِ معك وفىِ نفس الوقت نكون فىِ بيوتنا ومع أولادنا ، وأنّ الذى يمشىِ ورائهُ لابُد أن يكون حامل صليب وليس فارغ وإِبتدأ يقول لهُم " ومَنْ مِنْكُم وهو يُريدُ أن يبنىِ بُرجاً لا يجلسُ أوّلاً ويحسبُ النّفقة ، هل عِندهُ ما يلزمُ لِكمالهِ ؟ لئلاّ يضع الأساس ولا يقدِر أنْ يُكمّل " ( لو 14 : 28 – 29 ) إِبتدأ يقول لهُم ليس الأمر هو أن تمشىِ ورائىِ ولكن هذا المشى لهُ حِساب النفقة ، إِحسب التكلفة فىِ مشيّك ورائىِ حتى لا تمشىِ ورائىِ وبعد ذلك تترُكنىِ جميل جداً أنّ ربنا يسوع المسيح يُريدنا لمّا نسير معهُ يكون ذلك بِشكل صحيح ، وجميل فىِ ربنا يسوع المسيح يُحب أن يرى كيفيّة العمل أكثر مِن شكل العمل ، يُحب أن يرى فىِ داخلنا صوم ، صلاة ، فضيلة ، وهل أنا أسير فِضول أم مِثل الناس أسير أم مبهور بهِ ؟ لِماذا أنا سائر ؟ وما هى الدوافع ؟ ولِماذا أتيت للكنيسة ؟ لِماذا أنا مسيحىِ ؟ وماذا فعلت مِن أجل الكنيسة ؟ " المِلحُ جيّد ولكِن إِذا فسَد المِلحُ ، فبِماذا يُصلَحُ ؟ لا يصلُحُ لأرضٍ ولا لِمزبلةٍ ، فيطرحونهُ خارِجاً 0مَنْ لهُ أُذُنان للسمّع ، فليسمعْ " ، أنتُم سائرين ورائىِ حلو جداً ( مِلح جيّد ) يُصلح ويُعطىِ مذاق ولكن إِذا كان هذا الملح نفسهُ فاسد ( لا يصلُح لأرضٍ ولا مزبلة ) ، لا يُمكن وضعهُ على الأرض ولا على المزبلة ، لأنّ المزبلة يُستفاد منها والملحُ يفسد الأرض والمزبلة ، لا يُمكن لِمكان أن يُرحّب بِهذا المِلح أنت مِلح لك رِسالة فىِ العالم أن يكون لنا طعم مُميّز لنا تأثير ، تحفظ العالم مِن كُلّ شر ومِن كُلّ دنس ، وربنا يسوع ينظُر للكنيسة وشعبه فيرفع غضبهُ عن مِئات مِن الخطايا ، جميل أن يعرف الإِنسان أنّهُ سائر وراء السيّد المسيح لِماذا ؟ لِيشهد لهُ ، لِيكون لِملكوته إِمتداد على الأرض ، ربنا علّمنا أن يكون لنا هدف ويكون لنا طعم ويختلف عن طعم العالم ، أرسلنا الله حِفظ للعالم ، جميل أن يعرف الإِنسان لِماذا أرسلنا الله إِلى هذا المكان ؟ فىِ عمل ، مدرسة ،لو الملح لم يصنع دورهُ يكون ملح فاسد ، ملح لا يُملّح هو خادع أرسلنا للعالم حِفظ للعالم مِن الفساد ، القديسين يقولوا " غضب الله يأتىِ لا لِزيادة الشر بل لِقلّة الأشرار" فىِ سدوم وعمورة ليس كم واحد هالك ولكن كم واحد بار ؟ قيل أنّ الله كان يرفع غضبهُ عن العالم ويُرسل الأمطار ويأتىِ بِفيضان النيل بِصلوات الأنبا بولا أنا ليس مِثل أهل العالم ، أنا لىِ طعم مُختلف قليل ولكن لهُ تأثير ، لابُد أن أعرف لِماذا أرسلنىِ الله إِلى العالم ؟ ، أرسلنا مِلح وشفاعة وقيمة للعالم ، لِنفرض أنّ فىِ العالم غلاء ، مشاكل ، حرب ، لى دور فىِ الشفاعة والصلاة الكنيسة تُصلّىِ وتقول " إِرفع يارب الغلاء والوباء وسيف الأعداء " ، تشعُر أنّ لها دور فىِ الشفاعة والحِفظ تشهد للمسيح فىِ وسط العالم ، مِن يشعُر أنّ لهُ دور حول الناس التى لا تعرِف الله ، مِن يأنّ بِداخلهُ مِن أجل إِنسان بعيد عن المسيح ، ولكن المُشكلة أننّا إِنحصرنا فىِ ذواتنا الله قال لأبونا إِبراهيم " أُباركك وتكون برَكة " أن تكون برَكة " فىِ نسلك تتبارك قبائل الأرض " ، هدف الله أن يعرِف الشروط مِن السير ورائهُ ليس السير كجُزء مِن الحياة والوقت ، لا بل كُلّ أهل بيتك وبل ونِفَسك تكون قبل منّىِ ، أتُريد أن تكون لى تلميذ وتسير ورائىِ ؟ إِجعلنىِ أتقدّم عِن كُلّ عاطفة داخلك وأنا أكون مركز حياتك أجمل ما فىِ الحياة المسيحيّة حِمل الصليب هو إِنتصار الروح ، سحق الشيطان ، غلبة العالم ، والقديسين يُقسّموا حِمل الصليب إِلى مُستويين : المُستوى الأول خاص بِك المُستوى الثانىِ خاص بالسيّد المسيح لأنّ إِسم المسيح دُعىّ علىّ المُستوى الثانىِ وهذا يُعتبر فىِ حد ذاته صليب " تكونوا مُبغضين مِن الجميع مِن أجل إِسمىِ " ، العالم يكره ويُدبرّ لنا مؤمرات ولا يُعطىِ لنا حقّنا طالما نحنُ نسير بِوصايا المسيح ، ولكن فىِ العالم أنا أبكّتهُ لأنّىِ نور والظُلمة تكره النور ، نُبغض لأنّ لنا رائحة المسيح الذكيّة التى تُظهر الرائحة الكريهة ، الناس التى تعيش فىِ العالم ولا تحمل إِسم السيّد المسيح ، العالم يُمجّدها ويُمجّدها هُم خُطاه مِثل ( الفنانين ، المُغنّيين ، زُناه ، ) كُلّ هؤلاء العالم يُمجّدهُم ولكن قديس تقىِ العالم يحتقره ويُقللّ مِن شأنهُ ويُهينهُ لأنّ إِكرامنا ليس مِن العالم ولكن نحمل الصليب وإِسأل القديسين والآباء الرُسل كم إِستهتر بِهُم العالم وعذّبهُم 0 المُستوى الأول ويختلف الصليب مِن شخص إِلى آخر ولكن لنا صليب مُشترك صليب صِراع الأهواء والشهوات والموت والحياة والإِنسان العتيق كصليب خاص بِجسدىِ مُعلّمنا بولس الرسول يقول " الّذين هُم للمسيح يسوع قد صلبوا ذواتهُم مع الأهواء والشهوات " ، الإِنسان العتيق يُصلب ويموت وأنا أُروضّ جسدىِ لأنّ الّذى يتبع الشهوات لا يستطيع أن يعرِف المسيح " الإِنسان الطبيعىِ لا يفهم ما هو لِروح الله " ، الإِنسان الجديد الّذى أخذتهُ فىِ المعموديّة مِن أجل الحياة " مِن أجلك نُمات كُل النهار " الإِنسان الّذى يرفُض الصليب الّذى داخل جسدهُ لا يقدر أن يتبعهُ ، الّذى يرفُض الصوم والصلاة رفِض حِمل الصليب ، هُناك صليب لابُد أن أسير بِحُبّهِ وبِحُب وصاياه مثلما قدّم السيد المسيح ذاتهُ على الصليب وقدّم نفسهُ ذبيحة هكذا نفسىِ وصلواتىِ وأصلُب شهواتىِ ونفسىِ ولِماذا أصلُب نفسى ؟ العالم يصلُبنىِ وأنا أصلُب العالم ، أنا مُسيّطر على العالم ومسرّاته لا تغلبنىِ وأنا غير مشدود لهُ ، لابُد أن يتطّور العالم والذى لا يعيش الصليب ينخدع وينجذب ، عِيش الصليب فالصليب هو جسدك0 المُستوى الثالث صليب آخر يُرسلهُ الله مِن الظروف المُحيطة ، واحد مُتضايق بِسبب مرض ، ضيقة ماليّة ، صُلبان يُرسل صليب مُتعب فىِ الأسرة زوجة أو زوج مُتعب بِهذا الصليب تخلُص ، الصليب يُميت الذات يُقوّيك ويسندك ويجعلك دائماً مُحتاج أن تصرُخ للّه ، إِمسك فيهِ ، الله يُحاول أن يُشعرنا بِضعفنا ، الله يعرف أنّ إِماتة الجسد صعبة فيُرسل ضيقة أو صليب تفعل ذلك ، فأصرُخ للّه فيحدُث نفع فىِ حياتىِ ولكن حدث العكس وتذمرّ الإِنسان ورفض الصليب ، كُلّ هذا عدم حمل الصليب ، الإِنسان الرافض الصليب( مُتمرّد ، صوتهُ عالىِ ، رافض مَن حولهُ وشاعر أنّ حياته سلسلة مِن الآلام ، يُحاول الإِنتقام لِنفسهُ ) قيل عن ربنا يسوع المسيح " قاتلاً العداوة بِدم صليبهُ " ، الّذى يعيش الصليب يعرِف يقتُل العداوة ، سيّدك حمل الصليب إِفعل مثلهُ ، إِن لم تفعل ذلك لا تستحق السير ورائىِ ، لأنّ السير ورائىِ يكون بِحسب قصدىِ وهواى " لأنّ ليس التلميذ أفضل مِن مُعلّمهِ " ، أُنظر ما حدث لى وقبلت ، الإِنسان الذى يفتح فاه لأعدائه وهو لم يفتح فاه ، سيّدك أُهين وصُلب إِفعل مثلهُ أحسب النفقة إِبتدأ إِنفق وإِجعل عِندك إِستعداد أن تعرِف كثير عن البُرج حتى يعلو ، كُلّ واحد يبنىِ بُرج واصل إِلى السماء لهُ نفقات مُحتاج إِلى ( صلاة ، صوم ، جِهاد ، محبّة لِربنا وللأعداء ) ، هذهِ هى نفقة بُناء بُرج الحياة ، فلا تكون بخيل لأنّك لو بنيت وليس لك الشياطين يسخروا بك والملائكة تضحك عليّك السائر وراء المسيح أخذ الشكل أنّهُ سائر مع المسيح ، ما هى النفقة هُنا ؟ نفقة مِن المال والصحة والرحمة ، أهاننىِ أسامحه هذهِ نُقطة فىِ شكلها خِسارة ولكن فىِ الداخل بُناء للبرُج مِن أجمل الأمور فىِ بُناء البُرج أنسى ماذا فعلت ولكن أتذكّر ما بقى لى ، دائماً أمامهُ ما هو ناقص عِندهُ " أنسى ما هو وراء وأمتد إِلى ما هو قُدّام " ، أنسى كم أنا صومت أو صليت أو سامحت وأفكّر كم سأفعل مرّة أُخرى مِن صوم وصلاة وتسامُح وأرسل شفاعة للسماء مِن القديسين أنا فقير وغلبان لكن نفسىِ أغلب مُشتاق أكملّ وطالما طلبت تأخُذ ، الحياة مع ربنا لها نفقة والأرض لن تُمطر عطايا ، إِحسب نفقتك مِن كُلّ مجالات حياتك ، تعلّم حياة الترك الكامل ، إِصرف على البُرج السماوىِ ، مهما كان معك مِن ثروة إِصرف على هذا البُرج ، حياة صلاة وتقوى القديسين الّذى جعلوا بُرجهُم حصين مُزيّن بالفضائل بُرج ملىء عطايا " تُبغض نفِسك " ، هذا البُرج يأخُذ كُلّ طاقتك ، إِسأل نِفسك إِلى أى مرحلة وصل البُرج وأحياناً طويلة يقف لا يزيد ، وأحياناً أشوّههُ وأهدمهُ ولكن زوّد بُرجك وإِحسب النفقة ، المفروض أنّ الإِنسان يُحاول يكون مُدقّق فىِ حياتهُ وتابع المسيح بأى شكل الله يفرح بالسير ورائهُ ولكن تكون حياة وحدة واحدة ليس منظر فىِ الكنيسة وآخر فىِ المنزل وآخر فىِ الشارع ، لكن الكنيسة فىِ داخلىِ أنا دائماً مشغول بِربنا فىِ الداخل والخارج ، لأنّ الكنيسة لا تعنىِ التركيز فىِ الكنيسة ولكن هى إِمتحان ماذا فعلت طول اليوم خارج الكنيسة الطالب فىِ الإِمتحان لا يخترع ولكن يكتُب مُحصّلة السنة الدراسيّة ، الإِنسان الذى لهُ حياة مع ربنا فىِ النهار يقف فىِ الكنيسة يشعُر بأنّ فىِ جدوى أو فائدة ، يشعُر بِفرحة روحيّة وإِنسجام فىِ الصلوات والحضور الإِلهىِ ربنا يسوع ينظُر للجموع السائرة ورائهُ ويقول لهُم الشروط لابُد أن تكون معىِ أنا تحمل الصليب تحسب النفقة وبُرج حياتك الواصل إِلى السماء تُنفق عليهِ مهما كلّفك الأمر لأنّهُ ليس هُناك أهم منهُ كُن حكيماً فىِ حِساب حياتك لتكُن تلميذ للمسيح ، يا ترى هل الّذين سمِعوا هذا الكلام تركوهُ أم هُناك مِن مشى ورائهُ لأنّ " كلِمة ربنا سيف ذو حدين " تجعلنىِ أميّز القلب والهدف لِماذا أنا معهُ وسائر ورائهُ ربنا يُعطينا أن نكون تلاميذ حقيقيين لهُ ومِلح لِحفظ العالم ولا نبخل فىِ الإِنفاق على البُرج ونكون أُمناء فىِ حمَل الصليب ربنا يسند كُلّ ضعف فينا بنعمتهُ ولإِلهنا المجد دائماً أبدياً آمين . القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل