المقالات

06 سبتمبر 2021

آباء العصور الوسطى

لا يختلف بقية آباء العصور التالية كثيرا عما سبق يقول سويرس (حوالي 363 –420)، أن معلمه القديس مارتن أسقف تورز أعتقد أن ضد المسيح كان قد ولد فعلا وأنه صبي يستعد لنوال القوة في السن المناسبة. وقال نارساى السرياني (399- 503 م)، أن ضد المسيح هو إنسان يلبسه الشيطان تماما، فيصنع عجائب باهرة، ويؤسس سلاما غاشا، ويطلب أن يعبد. وأن إيليا سيعود إلي العالم لكي يقاوم ضد المسيح باسم البشرية المؤمنة، وسيغلبه في معركة واحدة حاسمة، بالروح القدس، متسلحا بالكلمة وفي نهاية المعركة يظهر السيد المسيح نفسه ويتوج نصرة إيليا بسحق ضد المسيح في الجسد والنفس. وقال اكيومينس (في بداية القرن السادس) أن ضد المسيح سيأتي إنسانا يلبسه شيطان ويصير ملكا علي اليهود ويقبل إيليا وأخنوخ النبيين اللذين يظهران في أواخر الدهور. وقال رومانس (القرن السادس أيضا) أن ضد المسيح هو الشيطان متجسدا، فهو يقاوم مؤمني المسيح بقوة. كما أنه يصنع معجزات ويقيم موتي، ويبذل كل جهده لكي يقود الأبرار إلي حجال عرسه. وأنه سيلقي في النار الأبدية، هو وملائكته وكل الأشرار. وقال أندروس مطران قيصرية أن ضد المسيح يأتي من سبط دان، من باشان في منطقة الفرات. ويظهر كشخص إلهي ويقيم نفسه إمبراطورا رومانيا، ويعيد تأسيس الإمبراطورية الرومانية، لكنه لا يجعل عاصمتها روما بل يقيمها مملكة أرضية عامة، هي " جسد الذين يقاومون كلمة الله في كل الأزمنة والأماكن "أما الأب يوحنا الدمشقي (حوالي 650- 750 م) فقال " أن ضد المسيح سيكون إنسانا عاديا قابلا للموت، مولودا من زنا، تلبسه قوة شيطانية، وسيقبله اليهود بحماس. سيضطهد الكنيسة ويخدع كثيرين بعلامات وعجائب كاذبة. عندما يأتي السيد المسيح علي السحاب كما صعد في مجد ويهلك الإنسان غير الشرعي (ضد المسيح) 000 ينبغي أن تعلم أن المسيح الدجال لا محالة آت وأنه لمسيح دجال كل من لا يعترف أن ابن الله قد أتي بالجسد وأنه إله كامل وأنه قد صار إنسانا كاملا بعد أن كان إلها. ومع ذلك فبالمعني الخاص والحصري فإنهم يدعون المسيح الدجال ذاك الذي سوف يأتي في منتهى الدهر. ومن ثم ينبغي أن يكرز أولا بالإنجيل في جميع الأمم (مت 24: 14)، كما قال الرب، ثم يأتي الدجال ليحاج اليهود مقاومي الله، فقد قال الرب لهؤلاء: " أنا أتيت باسم أبي فلم تقبلوني، ويأتيك آخر باسم نفسه فذاك تقبلون " (يو 5: 43). وقال الرسول أيضا: " لذلك يرسل الله إليهم عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب، ويدان جميع الذين لم يؤمنوا بالحق بل ارتضوا بالإثم " (2 تس 2: 10- 12). " فاليهود إذا لم يقبلوا الرب يسوع المسيح، علي أنه ابن الله والله، ويقبلون الغاش المدعي بأنه الله. وقد سمي نفسه الله لان الملاك الملقن لدانيال يقول هكذا: " لا يعبأ بآلهة آبائه " (دا 11: 37). ويقول الرسول " لا يخدعنكم أحد بوجه من الوجوه، لأنه لابد أن يسبق الارتداد أولا، ويظهر إنسان الخطيئة ابن الهلاك المعاند المترفع فوق كل من يدعي إلها أو معبودا حتى إنه يجلس في هيكل الله ويري من نفسه أنه هو الله " (2 تس 2: 3 – 4). هو يقول " في هيكل الله " - لا هيكلنا - بل الهيكل القديم اليهودي، لأنه لا يأتي إلينا بل إلي اليهود. ليس لأجل المسيح، بل ضد الذين هم للمسيح. لذلك يدعي المسيح الدجال "." وعليه ينبغي أن يكرز بالإنجيل في جميع الأمم، " وحينئذ يظهر الذي لا شريعة له ويكون مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبالعلامات والعجائب الكاذبة، وبكل خديعة وظلم في الهالكين، فيهلكه الرب يسوع بنفس فمه ويبطله بمجيئه " (2 تي 2: 8 – 10). وعليه فإنه ليس هو الشيطان الذي يصير إنسانا علي مثال تأنس الرب، حاشا! بل هو إنسان يولد من زني، ويتسلم كل عمل الشيطان. وقد سبق الله وعلم شناعة اختياره فترك للشيطان أن يسكن فيه ". " إذا قلنا إنه سيولد من زني ويتربي في الخفية ويثور فجأة ويستولي ويملك. وفي أوائل تملكه أو بالأحرى تجبره يتظاهر بالعدل. وعندما تكون قد اتسعت سلطته يضطهد كنيسة الله ويظهر كل شره. " ويكون مجيئه بالعلامات والعجائب الكاذبة " (2تس 2: 9) المضلة وغير الصادقة. ويخدع من كان أساس ذهنهم فاسدا وضعيفا ويبعدهم عن الله الحي " ويضل المختارين لو أمكن " (مت 24: 24)." وسيرسل الله أخنوخ وإيليا التشبي فيعيدان قلوب الأباء إلي الأبناء، أي شيوخ المجمع إلي ربنا يسوع المسيح وإلي كرازة الرسل. ولكنه سيقتلهما. ثم يأتي الرب من السماء كما كان شاهده الرسل القديسون صاعدا إلي السماء، إلها كاملا وإنسانا كاملا، بمجد وقوة، فيهلك بنفس فمه الإنسان الزائغ عن الشريعة وابن الهلاك.فلا يتوقعن أحد إذا مجيء الرب من الأرض بل من السماء، علي ما أكده لنا هو نفسه ". 4 - أضداد كثيرون للمسيح عبر التاريخ القديم والمعاصر وكما تحدث السيد المسيح عن ضد المسيح، المسيح الكذاب، أو المسيح الدجال، الذي وصفه "بالآخر " والذي وصفه القديس بولس ب " ابن الخطية، الأثيم، ابن الهلاك " تحدث أيضا عن أنبياء كذبة ومسحاء كذبة وقال " انه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضا " (مت24: 24)، تحث القديس يوحنا عن " أضداد للمسيح كثيرون " ؛ " أيها الأولاد هي الساعة الأخيرة وكما سمعتم أن ضد المسيح يأتي قد صار الآن أضداد للمسيح كثيرون من هنا نعلم أنها الساعة الأخيرة " (1يو 2: 18). وكما بينا أعلاه فمن أهم صفات أضداد المسيح ؛ إنكار لاهوت المسيح وتجسده ووحدانية الآب والابن، أي إنكار الثالوث المقدس وعمل الفداء. وهذا الفكر ينطبق على الكثيرين عبر التاريخ من أصحاب البدع والهرطقات وغيرهم، سواء في العصور القديمة أو الحديثة، من أمثال اريوس وشهود يهوه والمورمنس 00الخ كل الذين أنكروا لاهوت المسيح وعقيدة الثالوث والتجسد وعمل الفداء.وقد وُصف قادة اليهود بسبب موقفهم الرافض والمقاوم للمسيح والمسيحية بأنهم أضداد ليس للمسيح فقط بل ولكل الناس لأنهم وقفوا ضد طريق الخلاص " الذين قتلوا الرب يسوع وأنبياءهم واضطهدونا نحن وهم غير مرضين لله وأضداد لجميع الناس (1تس2: 15). كما وُصف عدد كبير من القادة وغيرهم عبر التاريخ القديم والحديث بلقب " ضد المسيح " بسبب مواقفهم المختلفة والمقاومة سواء من جهة العقيدة المسيحية أو بسبب نظريات تفسيرية معينة. وفيما يلي ملخص لأهم هؤلاء من خلال ما سجله لنا تاريخ الكنيسة المسيحية القديم والحديث، وما سجلته الكتب وغيرها من وسائل المعرفة: (1) ضد المسيح والإمبراطورية الرومانية ؛ تحدث القديس يوحنا بالروح،كما بينا أعلاه، عن أضداد كثيرين للمسيح وكل واحد منهم هو نموذج ورمز وصوره ضد المسيح الآتي في نهاية العالم. وقد تحقق إعلان الوحي على مر التاريخ في انتيوخس ابيفانس مجسم ونموذج ضد المسيح في القديم، وتصور بعض الآباء أنه سيمون الساحر. وكانت الإمبراطورية الرومانية في نظر المسيحيين في القرون الأولى هي ضد المسيح وأباطرتها هم أضداد للمسيح والمسيحية الرومان من كاليجولا إلى نيرون إلى دقلديانوس.. الخ. والذين كانوا اشد قسوة واكثر هولا على المسيحيين والمسيحية وحاولوا استئصال المسيحية من جذورها. ففي سنة 40م أصدر جايوس قيصر المعروف بكاليجولا أمرا بوضع تمثاله في الهيكل في أورشليم، وأرسل كتيبتين من جنوده لتنفيذ هذا الأمر بالقوة وهنا تصور المسيحيون واليهود أن نبوة المسيح عن رجسة الخراب (مت15: 24،16) قد تحققت. ولكن كاليجولا مات فجأة ولم ينفذ أمره! وفى سنة 64م أضطهد نيرون المسيحيين بشدة وأتهمهم بحريق روما، ومنذ ذلك التاريخ أعتبر الكثيرون من الآباء أن نيرون هو ضد المسيح. وقد أستمر ذلك حتى بعد موته! وظهرت نظرية تقول أنه سيقوم من الموت ويكون هو ضد المسيح! وأعتقد كل من لاكتانيوس (240 -320م) وجيروم (340 -420م) واغسطينوس 354 -430م)، أن ضد المسيح هو نيرون القائم من الموت والعائد إلى الحياة! ولما حاول الإمبراطور شارلمان (742 - 814 م) إعادة إحياء الإمبراطورية الرومانية ثانية رأوا فيه ضد المسيح المذكور في نبوات سفر دانيال وسفر الرؤيا. وعندما غزا نابليون بونابرت (1769 - 1821م) أوربا وحاول توحيدها رأوا فيه نفس ما رأوه في شارلمان، ونفس الشيء حدث مع القيصر ولهيم Wilhem، وكذلك وصف كل من هتلر (1889 - 1945م) في ألمانيا، وموسيلينى (1899 - 1955م) في إيطاليا بسبب محاولاتهم أحياء الإمبراطورية الرومانية. ونفس الشيء أيضا يقال عن السوق الأوربية المشتركة والتي ينظرون إليها باعتبارها الإمبراطورية الرومانية العائدة إلى الحياة!! وما يسمى بالنظام العالمي الجديد الذي يمهد لمجيء الوحش أحد أعضاء ما يسمى بالثالوث الشيطاني الذي سيحكم العالم ضد حكم المسيح، وكذلك الكومبيوتر العملاق الذى يوجد في المقر الرئيسي في بروكسل ببلجيكا والذي يقال أنه يضم معلومات عن كل شخص على وجه الأرض ويدار بواسطة ثلاث مجموعات مكونة من ست (6) وحدات رقمية!! (2) ولما ظهرت حركة الإصلاح البروتستانتية قالوا أن بابا روما هو ضد المسيح، وقال مارتن لوثر (1483- 1546م) أن النظام البابوي، كل بابوات روما، هو ضد المسيح، وكانوا يصفون ضد المسيح بشخص مثل البابا. وما تزال هذه النظرة عند بعض البروتستانت إلى بابا روما حتى اليوم!! بل ويصفون البابوية بأنها بابل الزانية التى اضطهدت القديسين!! وبنفس الطريقة وصف الكاثوليك مارتن لوثر بأنه ضد المسيح!! ويقول أحد الكتاب من الكنيسة الإنجيلية المشيخية " من يضطهد من؟ حقيقة أن الكاثوليكية الرومانية متهمة باضطهاد الكثيرين. ولكن هذا الاتهام لا ينطبق علي الكاثوليكية فقط، بل أيضا علي البروتستانت. فإذا كانت الكاثوليكية قد اضطهدت البروتستانت، فهناك اضطهادات كثيرة ارتكبها البروتستانت ضد الكاثوليك - بل هناك الملايين من الجنود من كلا الطرفين قتلوا في حرب الثلاثين عاما من 1618 - 1648 - بجانب اضطهاد الكنيستين لأصحاب مذهب أل Anabaptists (الذين ينادون بقصر المعمودية علي الكبار دون الأطفال) والهراطقة ".وعندما حدثت الثورة الفرنسية وحاول رجالها بإيحاء من مفكرين من أمثال فولتير القضاء على المسيحية سواء الكاثوليكية أو البروتستانتية، وحولوا كاتدرائية نوتردام إلى معبد لعبادة العقل، نظر إليهم المؤمنين على أنهم ضد المسيح، وقالوا أن ضد المسيح أظهر نفسه. (3) كما وصف بعض رؤساء الدول من المعاصرين بأن كل منهم هو ضد المسيح لأسباب مختلفة ؛ فقد وصف ستالين في روسيا الشيوعية والذي قتل 30 مليون نسمة من شعبه بسبب اضطهاده للمسيحية والدين عموما، والديكتاتور الأسباني فرانشيسكو، وجون كيندى الذى كان أول رئيس كاثوليكي للولايات المتحدة الأمريكية، بسبب تبعيته للكنيسة الرومانية، كما أن عدد الأصوات التى حصل عليها من المرشحين في الحزب الديموقراطي (666) صوتاً، وهنري كيسنجر بسبب أصله اليهودى وكونه أمريكي ونشاطه في مشكلة الشرق الأوسط وحسب اسمه الأخير هو (666)، والملك الأسباني خوان كارلوس بسبب نسبه وسبب دخول أسبانيا كالدولة العاشرة في السوق الأوربية المشتركة وقالوا أنه سيكون ملكا لأورشليم وحامى حمى الكاثوليكية، وآية الله الخومينى بسب موقفة من أمريكا، والرئيس الأمريكي رونالد ويلسون ريجان لأن كل اسم من أسمائه الثلاثة يتكون من ستة حروف Ronald Wilson Reagan كما أن رقم منزله في كاليفورنيا كان (666) علما بأنه رجل متدين وقد قام بتحويل رقم منزله إلى 668، والرئيس السوفيتي ميخائيل جورباتشوف أول رئيس روسي يؤيد حقوق الإنسان وبسبب تأييده للنظام العالمي الجديد ولأن اسمه في الروسية هو " جوجرا باتشيف " والحروف الثلاثة الأولى من اسمه هي " جوج " التى تقول النبوات أنه سيحارب إسرائيل، والرئيس العراقي صدام حسين الذى ينظرون إليه باعتباره الوحش في سفري دانيال والرؤيا ولأنه يحاول أحياء الإمبراطورية البابلية من جديد ويحاول إعادة بناء برج بابل، والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لأنه وقع معاهدة السلام مع إسرائيل سنة 1993م، السلام الذى يقولون أنه السلام الزائف الذى سيستمر سبع سنوات، وكذلك العروسة، الدمية، الديناصور بارني لأنها تشبه الوحش Dragon الأرجواني في سفر الرؤيا!! وعدى أبن الرئيس صدام حسين لأنه أكثر شراسة من أبيه وهناك احتمال أن يكون الرئيس التالي له، والرئيس الأمريكي كلينتون والرئيس الفرنسي جاك شيراك والرئيس السوري حافظ الأسد الذى يمثل الملك السوري مضطهد اليهود أو ملك الشمال والملك حسين ملك الأردن، الراحل، لأنه الرئيس العربي الوحيد الذى له علاقات ودية مع إسرائيل!! والأمير تشارلز ولى عهد بريطانيا بسبب أصله الروماني!! وهناك شخصيات معاصرة أيضا كثيرة أعطيت لقب ضد المسيح بسبب أعمالها وما تدعيه لنفسها. وعلى سبيل المثال ؛ القس صان ميانج مونSun Myung Moon قائد الكنيسة الموحدة Unification Church ويدعى أنه المسيا ودخل السجن بسبب عدم دفعه للضرائب ويتبعه أكثر من 000, 30 شخص من الأمريكيين. وجورو مهيراجي Guru Mahereji رئيس إرسالية النور الإلهي Divine Light Mession والذي وعد بأن يعلن الله وأن يؤسس سلاما عالميا. ويطلقون عليه لقب المعلم الكامل وتضم جماعته 500 ألف أمريكي وأكثر من 8 مليون هندي. والساحر الأمريكي ديفيد كوبر David Cuper والذي يعمل أعمال سحرية مبهرة والذي أوحى للناس أنه أخفى تمثال الحرية لمدة 15 دقيقة في وجود وكالات الأنباء والصحافة والتليفزيون، كما أوحى أيضا أنه اخترق سور الصين العظيم بجسده إلي جانب الأخر. وغير هؤلاء يوجد عدد كبير من المسحاء الكذبة في الوقت الحاضر والذي يصل عددهم إلى الآلاف فقد نشرت مجلة " أخبار الحوادث " بتاريخ 23/ 3/ 1995 ص 25 تحت عنوان: حرب شرسة جديدة تجتاح العالم " المسيخ الدجال " بالجملة " احترسوا إنها حرب جديدة تجتاح العالم، أبطالها بعض الدجالين والمتخلفين دينيا وعقليا أطلقوا علي أنفسهم الأنبياء الجدد أو المسيخ الدجال! وصل عدد هؤلاء الدجالين إلى 50 ألف مسيخ دجال من بينهم 500 في فرنسا! نوعية من البشر أصبحت تشكل خطورة بالغة علي عشرات الملايين من الأفراد.. تأثير خادع وضلال اشد وطأة من اغتيال الشخص نفسه ممارسات مجنونة تصل إلى حد الإغتصاب والانتحار الجماعي وأفعال إجرامية غريبة 000 هذا وقد اثبت القطاع العالمي للأبحاث والدراسات حول المسيح الذي يراقبه " رونالد ديكون " إن كل مدعي النبوة أو المسيخ الدجال يجب أن يتمتع بوجه قريب الشبه من وجه السيد المسيح ويجيد التحدث بطلاقة ومنطق وتسلسل منتظم، أيضا يجب أن يكون علي دراية بأصول الإنجيل، لا يبتسم كثيرا، ولا يأكل اللحوم وله مقدرة جنسية كبيرة تفوق كل العامة من البشر وأخيرا يأتي ببعض أعمال السحر أو ما يشابه ذلك مثل شفاء المرضى ".ومن هؤلاء " بيتر بولينو " الفرنسي الذي يعمل رجل مطافئ.فقد وقع له في عام 93 حادث مروع ادخله في غيبوبة لمدة 3 أسابيع قام من بعدها يدعي النبوة ويقول ان في استطاعته رؤية الطالع والمستقبل أطلق علي نفسه " مصلح العالم " وانه مندوب المسيح علي الأرض 000!! ومن هؤلاء أيضا الأيسلندية " ميلاني نيلياك " المرأة التي بدأت نشاطها عام 1989 واستمرت فيه حتى القي القبض عليها في يونيو 1994 بعد أن تمكنت وبيدين من حديد أن تسيطر وتجند 21 ألف فتاة انتحر منهن 400 فتاة. (4) وكان الفيلسوف الوثني بروفيرى عدوا شديدا للمسيحية وحاول اقتلاعها من جذورها في كتابه ضد المسيحيين "، وكذلك اليهود الذين صلبوا المسيح وقتلوا يعقوب ابن زبدى ورجموا استيفانوس. وفى العصور الحديثة رفضت العقلانية الوحي والنبوات وبالتالي الكتاب المقدس ككلمه الله، وكانت ضدا شديدا للمسيح والمسيحية. ورفضت الشيوعية على مدى 70 سنه وجود الله من الأساس واعتبرت الدين أفيون الشعوب وحرمت الكتاب المقدس وسجنت وأعدمت آلاف، بل وملايين من المؤمنين بالمسيح بسبب إيمانهم، والفت كتاب أسمته " سفر الإلحاد " يحارب ما جاء في الكتاب المقدس ويحارب وجود الله ذاته وكل الأديان التى تؤمن بالله، فكانت بذلك اشد ضد للمسيح في القرن العشرين. (5) ضد المسيح أو الخطر القادم من المريخ!! ومن أعجب ما كتب عن ضد المسيح هو ما تقوله كتابات الهيئة الأمريكية المعروفة ب UFOs ونقله عنها أحد الكتاب، هنا في مصر، من أن ضد المسيح ليس بشر ولن يولد من امرأة بل سيأتي من الفضاء الخارجي ومن كوكب آخر لأنه ببساطة يؤمن مثلهم أن ضد المسيح هو ملاك الشيطان، الشيطان نفسه الذي سيظهر في شكل إنسان، ويقول " نخلص مما تقدم بنتيجة قوامها أن الدجال لم يولد ولن يولد فالولادة أي التجسد من أعمال القدرة الإلهية وقد اقتضتها ضرورة إتمام عمل الفداء ولا ضرورة تقتضي الولادة للقيام بأعمال التضليل "!! ثم يقول مؤكدا " من المحقق أن المسيح الدجال هو الشيطان ذاته مستعلنا 000 ومن الكتب المقدسة نعلم أن الشيطان عند إستعلانه على الأرض كضد للمسيح سيتخذ من مدينة صور اللبنانية مقرا له للسيطرة على العالم كما سيتخذ من هيكل الله الذي في قلب البحار (أي في مدينة صور الأممية) مسكنا له، وسيجلس فيه في ترفع واستعلاء ليطهر نفسه أنه إله "!! ويقول أنه سيستعلن في هيئة جسمية منظورة ومرئية " منتحلا اسم المسيح وصفته وهيئته لخداع البشر لكي يدان جميع الذين لا يقبلون الحق بل سروا بالإثم "!! ثم يقول أنه سيأتي على طبق طائر، مركبة نارية سماوية لأنه يعتقد أن الأطباق الطائرة ما هي إلا مركبات كاروبيمية ملائكية " أننا ندق ناقوس الخطر، فالخطر قادم وضد المسيح على الأبواب وسوف تستيقظ الدنيا ذات يوم على نبأ هبوط طبق طائر أو مركبة نارية قرمزية في مدينة صور " الزانية المنسية " التي سوف يصير لها ملك على ملوك الأرض عندما يملك عليها ضد المسيح كما جاء بالأنبياء "!! بل ويرى أن السيد المسيح نفسه سيأتي في مجيئه الثاني على طبق طائر أيضا!! فيقول " والمحقق كتابيا أن مركبات الكروبيم هي بحسب طبيعتها مركبات سمائية طائرة، وعلى إحدى هذه المركبات سوف يأتى رب المجد في مجيئه الثاني على سحاب السماء "!! ثم يحدد مجيئه أو نزوله " في منتصف ليلة 14/15 مايو سنة 2010م!! والسؤال الآن ؛ من هو ضد المسيح كما يتبين من الكتاب المقدس ومما قاله معظم أباء الكنيسة عبر كل القرون والعصور، وما قاله علماء الكتاب المقدس، في معظم الطوائف الأساسية؟ 5 - ضد المسيح وإسرائيل يجمع معظم أباء الكنيسة والدارسين والمفسرين في كل العصور على أن ضد المسيح هو إنسان، شخص يهودي، سيولد كإنسان عادى من رجل وامرأة ثم يدعى بعد ذلك أنه المسيح الحقيقي الذي ينتظره اليهود.فقد سبق الله ووعد، كما بينا سابقا، بأن نسل المرأة الذي هو نسل إبراهيم واسحق ويعقوب وداود، الذي هو المسيح سيأتي ليخلص العالم من خلال تجسده، مجيئه بالجسد من بنى إسرائيل " ومنهم المسيح بالجسد ". وقد أنتظر اليهود هذا المسيح القادم، الذي سيولد منهم لمئات السنين، وقد تركز فكرهم لا في خلاصهم من عقوبة الخطية والموت الأبدي، بل تركز في خلاصهم وجمعهم من الأمم وسيطرتهم على العالم وأن يجعلهم يعيشون في سلام وأمان! وفسروا جميع نبوات العهد القديم عن المسيح بصورة حرفية بحتة، كما فعل التدبيريون بعد ذلك (أنظر الفصل السادس)، ولما جاء السيد واشبع الجموع بخمسة خبزات وسمكتين آمنوا أنه هو الآتي " فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا أن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم، وأما يسوع فإذ علم انهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا انصرف أيضا إلي الجبل وحده 000 ولما وجدوه في عبر البحر قالوا له يا معلم متى صرت هنا؟ أجابهم يسوع وقال الحق الحق أقول لكم انتم تطلبونني ليس لأنكم رأيتم آيات بل لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم. اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يعطيكم ابن الإنسان لان هذا الله الأب قد ختمه " (يو 14: 6،15،25-27). وقال أمام بيلاطس البنطى " مملكتي ليس من هذا العالم " (يو36: 18). ولما وجدوا أن دعوته لا تهتم بما يتمنون ويأملون قالوا "ماذا نصنع فان هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة أن تركناه هكذا يؤمن الجميع به فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وامتنا " (يو47: 11،48). ومن ثم قرروا قتله!! ولا يزال اليهود حتى اليوم ينتظرون مجيء المسيح الذي سيحقق لهم توقعاتهم وأحلامهم! فيملك عليهم كابن داود المنتظر ويجمعهم من كل الأمم ويعيد أورشليم إلى ما كانت عليه، بل ويجعلها عاصمة العالم الروحية، وفى الوقت الحالي يتوقعون قرب مجيئه، ويقول بعضهم أنه سيأتي قبل سنة 2000م!! ويقول بعض الربيين أن المسيح المنتظر سيبنى الهيكل، هيكل سليمان، أو ما يسمونه حاليا بالهيكل الثالث، ويعيد تقديم الذبائح الحيوانية عليه كما كانت أيام موسى وسليمان..الخ (ملا 1: 3)! ويقول حاييم ريتشمان رئيس معهد الهيكل في إسرائيل " بصرف النظر عن كون الهيكل سيبنى قبل أو بعد ظهور المسيا، فالشخص الذي سيأتي من نسل داود، الذي سيكون إنساناً تاماً، والذي سيكون أعظم معلم وجد في الوجود، والذي ستكون له القوة المسلمة إليه ليعيد البشرية إلى قيمها الروحية الأصلية ويعيد ربط كل شخص هو المسيا ". ونتيجة لحلم اليهود هذا وانتظارهم للمسيح " الآخر الذي سيأتي من نفسه " فقد شهد التاريخ اليهودي وشهدت التجمعات اليهودية في أوربا وآسيا منذ القرن الأول الميلادي وخلال العصور الوسطي الكثيرون الذين ادعوا وزعم كل منهم أنه المسيح المنتظر!! وكانت نهايتهم جميعا واحدة وهي الفشل الذريع أو الموت. فقد ظهر في القرن الثاني الميلادي 24 شخصاً يهودياً أدعى كل منهم أنه المسيح المنتظر ومن أشهرهم باركوبه الذي أدعى أنه رئيس الأمة اليهودية وملكها فانحاز إليه اليهود ضد الرومان وانتهى بالهلاك. وفى القرن الثاني عشر ظهر عشرة رجال ادعى كل منهم أنه المسيح، وكان من بين أولئك المسحاء الكذبة " داود الرائي " (1147 م) والتحق بهم عدد غفير من اليهود.. ومات كثيرون منهم بسبب الاضطهادات. وفى عام 1250م ظهر ابراهام أبو العافية، وفى سنة 1502م ظهر أشير لاملين. وكان أشهرهم سبتاي تسيفي الذي أعلن نفسه انه المسيح عام 1664 م، وفى عام 1682م ظهر مردخاى الألماني الذي هرب باتباعه ولم يعرف له مكان. وفى القرن التاسع عشر ظهر في باريس رجل فرنسي ادعى أنه المسيح ولم ينحز إليه إلا عدداً قليل ثم أختفي مع أنصاره!! ويؤمن اليهود أنه سيظهر فجأة في الهيكل ويجلب السلام لإسرائيل ثم لكل العالم. ويقول الكتاب أن ضد المسيح سيكون له نفس هذه الصفات. فهو مسيح كاذب، وسيأتي باسم نفسه، كما قال السيد المسيح " أنا قد أتيت باسم أبى ولستم تقبلونني أن أتى أخر باسم نفسه فذلك تقبلونه " (يو5: 43). فهو الآخر أو الذي يدعى أنه المسيح، المسيح الكذاب، والذي يسميه الكتاب ضد المسيح. وعبارة ضد المسيح في أصلها اليوناني Anti Christ وتعنى ضد المسيح وأيضا بديل المسيح. وهو إنسان كما كان المسيح أيضا إنساناً، فقد ولد المسيح في ملء الزمان من امرأة وكان مجربا مثلنا في كل شيء بلا خطية (غل4: 4؛ عب15: 4). وهكذا سيكون من يدعى أنه المسيح، المسيح الكاذب، ضد المسيح. فاليهود يتوقعون مسيا من نسل داود وليس ملاك من السماء، ولكن المسيحيين هم الذين يتوقعون المجيء الثاني للرب من السماء (1كو 47: 15). والمسيح الكذاب سيظهر لليهود على أنه المسيا الآتي من نسل داود، الموعود نسل إبراهيم واسحق ويعقوب، ولن يظهر للمسيحيين على أنه المسيح الآتي ثانية من السماء. ومن ثم يدعوه الكتاب ب " إنسان الخطية ابن الهلاك " (1تس 3: 2). ويبدو أن عبارة إنسان الخطية مع عبارة معصية الخراب التي سترتبط بظهوره في الهيكل أوحت للبعض أنه سيولد من زنى، لذا قال البعض أنه سيأتي من شاب من سبط دان، كما حدد تاريخ ميلاده وختانه وظهوره وقد مرت كل التواريخ التي ذُكرت ولم يظهر شيء!! " بعد حرب يونية 1967م واستيلاء اليهود على مدينة القدس حُبل بهذا الطفل نتيجة علاقة وقتية بين شاب يهودي (من سبط دان - تك 16: 49،17) - وغالبا كان هذا الشاب جندي في هذه الحرب – وشابة صغيرة في سن المراهقة، وولد هذا الإنسان بعد تسعة شهور من آخر يونية 1967م، أي في آخر مارس 1968م 000 فيوم 2أبريل هو يوم ختان الطفل – معصية الخراب – مسيح اليهود الكذاب 000 وجدير بالذكر أن هذا الإنسان سيظل مجهولا ولن يعرفه أحد من بنى البشر، فقط الله في سمواته، وكذلك على الأرض الشيطان الذي سيعده لساعة ظهوره في سن الثلاثين لخديعة العالم 000 ولابد أن يكون ظهوره في سن الثلاثين لكي يكون مطابق للنبوات.سنة ظهور المسيح الكذاب = مارس 1968 + 30 سنة = مارس - أبريل 1988م. أي في وقت عيد فصح اليهود من 10 - 17 أبريل م. ". وسيملك هذا الشخص في أورشليم مدة يصفها الكتاب في سفر الرؤيا بزمان وزمانين ونصف زمان (رؤ14: 12) و " أثنين وأربعين شهرا " (5: 13) و" 1260 يوما " (رؤ3: 11)، ثلاث سنوات ونصف. في أثناء هذه المدة، سواء كانت مدة رمزية أو حرفية، سيجلس في هيكل الله ويعطى لنفسه ألقاب السيد المسيح فيدعى أنه المسيح وأنه إله ويحاول أن يضل حتى لو أمكن المختارين! ثم يتحول إلى تمجيد نفسه ويقوم بعمل معجزات بخديعة الشيطان " ويصنع آيات عظيمة حتى انه يجعل نارا تنزل من السماء على الأرض قدام الناس، ويضل الساكنين على الأرض بالآيات التي أعطى أن يصنعها أمام الوحش " (رؤ13: 11،14). وسينخدع فيه ويصدقه ويجرى وراءه ويؤمن به بعض من اليهود ويرفضه المؤمنون. ثم يتحول إلى محاربة " وأعطى أن يصنع حربا مع القديسين ويغلبهم وأعطى سلطانا على كل قبيلة ولسان وأمة " (رؤ13: 7)، " وحينئذ سيستعلن الأثيم الذي الرب يبيده بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه، الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الإثم في الهالكين لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا. ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب " (2تس8: 2-11).ومع عدم موافقتنا على تحديد زمن محدد للمجيء الثاني وظهور ضد المسيح ونهاية العالم، لأنها ضد ما قاله السيد المسيح، نقول أن كثيرين من الأباء قالوا أن ضد المسيح، أو المسيح الكذاب يأتى من سبط دان وذلك بسبب نبوة يعقوب عن سبط دان القائلة " دان يدين شعبه كأحد أسباط إسرائيل. يكون دان حية على الطريق افعوانا على السبيل يلسع عقبي الفرس فيسقط راكبه إلي الوراء " (تك17: 49،18)، وعدم ذكر سبط دان نهائيا في سفر الرؤيا ضمن أسباط إسرائيل الأثنى عشر واستبداله بمنسي ابن يوسف (رؤيا 7).وهكذا وجد أضداد كثيرين للمسيح والمسيحية وسوف يأتي ضد المسيح الرئيسي في المستقبل قبل المجيء الثاني للمسيح والدينونة وسيرى منه المؤمنون كل ما سبق أن كتب عنه في سفر دانيال والعهد الجديد.وسوف تحدث حروب بين جنود المسيح وبين ضد المسيح وجنوده وستنتهي في النهاية بإبادة المسيح لهذا الدجال ضد المسيح ونرى في نهاية كل حديث عن ضد المسيح أن المسيح قد حطمه وأباده. ففي رؤيا دانيال يقول الملاك لدنيال عن فناء ضد المسيح أو القرن الصغير " فيجلس الدين وينزعون عنه سلطانه ليفنوا ويبيدوا(أي العشرة ملوك ضد المسيح وكل ما يتصل بالمملكة الرابعة) إلى المنتهى ". يقول يوحنا الرائي " هؤلاء الملوك العشرة " سيحاربون الحمل " المسيح " والحمل يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك ". ويقول القديس بولس بالروح " الذي الرب يبيده بنفخه فمه ويبطله بظهور مجيئه".وما اجمل هذه الصورة التي نرى فيها المسيح منتصرا على الشر في وقت النهاية إذ أنه خرج غالبا ولكي يغلب لان أزمنة الأمم قد انتهت وجاء زمن رد كل شئ في الأبدية. يقول يوحنا الرائي " ثم رأيت السماء مفتوحة إذا فرس أبيض والجالس عليه يدعى أمينا وصادقا وبالعدل يحكم ويحارب. وعيناه كلهيب نار وعلى رأسه تيجان كثيرة وله اسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو. وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى اسمه كلمة الله والأجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزا ابيض ونقيا ومن فمه يخرج سيف ماضي لكي يضرب به الأمم وهو سيرعاهم بعصا من حديد وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شئ. وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الأرباب " (رؤ 11: 19-16). القمص عبد المسيح بسيط أبو الخيركاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد عن كتاب المجيء الثاني متى يكون وما هي علاماته؟
المزيد
05 سبتمبر 2021

بين النبوة والإيحاء الشيطانى

ربما كان اختيار رصل لعام 1914م هى بمحض الصدفة أو بإيحاء شيطانى، لأن الشيطان يستطيع أن يعرف بعض الأشياء ليس كنبوة ولكن كاستنتاج لأحداث يمكن أن تحدث من دراسته للجو السياسى فى العالم. فلا نأخذ هذه الاستنتاجات على أنها نبوات. النبوة هى شئ لا يستطيع أحد أن يستنتجه بطريحته أو بذكائه السياسى. فمثلاً عندما يتنبأ إشعياء النبى قبل ميلاد السيد المسيح بثمانمائة سنة ويقول: "ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل" (إش7: 14) فهذا لا علاقة له لا بالطب ولا بالسياسة أو غيرها. وعندما يقول داود النبى قبل صلب السيد المسيح بألف سنة: "ثقبوا يدىّ ورجلىّ. أُحصى كل عظامى.. يَقسِمُون ثيابى بينهم وعلى لباسى يقترعون" (مز22: 16-18) والمعروف أن أحداً لم يثقب يدى داود أو رجليه. وأيضا حينما يقول: "يُنغِضون الرأس قائلين: اتكل على الرب فلينجه، لينقذه لأنه سُرَّ به" (مز22: 7، 8).. هذه العبارات نفسها قالها اليهود وهم يلتفون حول صليب السيد المسيح، وكان هذا الكلام قد قيل قبل الحدث بأكثر من ألف سنة وقدم وصفاً دقيقاً لصلب السيد المسيح. والذين تمموا هذه النبوات ليسوا أصدقاء للسيد المسيح لئلا يظن أحد أنهم اتفقوا على محاولة إتمام النبوة، بل الذين تتموه هم أعداء السيد المسيح اليهود ومعهم الرومان الوثنيون. فما منفعة الرومان أن يعملوا كل هذا ليثبتوا الآيات التى قالها داود النبى؟! النبوة دائماً تكون واضحة أنها نبوة... لكن الأحداث التى تحدث بالصدفة لا تكون نبوات. مثلما يقول البعض أن مستردامس تنبأ عن بعض الأشياء. بالطبع لا؛ مستردامس فى فرنسا عندما كان التنجيم محرّماً وكان يحكم على المنجمين بالإعدام، كتب بعض الأخبار والأشياء فى وريقات متفرقة خوفاً من أن تُمسك وتعتبر تنجيماً، وكتب عن حروب وعن مآسى وعن أمور أخرى من الممكن أن تحدث فى العالم ولكن لم يحدد تاريخ لأى حدث منها. فالذين يتتبعون أوراقه يبحثون إلى أن يجدوا ما يناسب الزمن المعين فينسبون ما فى ورقة ما إلى تاريخ معين، أو يقولون هذه نبوة لم تحدث بعد. يا ليتنا لا نتبع هذه البدع والخرافات. البقرة الحمراء أيضاً من ضمن الذين استغلّوا موضوع المجيء الثانى، أولئك الذين تكلموا منذ بضع سنوات عن موضوع البقرة الحمراء. فادعوا أن بقرة حمراء ولدت فى إسرائيل وعملوا ضجة كبيرة فى العالم وفى مصر على هذا الموضوع، حتى أن البعض أصدروا كتباً للرد. يقولون أن بقرة حمراء ولدت فى إسرائيل وفى سفر العدد الأصحاح 19 ورد ما يلى: "وكلّم الرب موسى وهارون قائلاً هذه فريضة الشريعة التى أمر بها الرب قائلاً: كلّم بنى إسرائيل أن يأخذوا إليك بقرة حمراء صحيحة لا عيب فيها ولم يعلُ عليها نير. فتعطونها لألعازار الكاهن فتُخرَجُ إلى خارج المحلة وتُذبحُ قدامه. ويأخذ ألعازار الكاهن من دمها بأصبعه وينضح من دمها إلى جهة وجه خيمة الاجتماع سبع مرات. وتُحرق البقرة أمام عينيه، يحرق جلدها ولحمها ودمها مع فرثها. ويأخذ الكاهن خشب أرز وزوفا وقرمزاً ويطرحهن فى وسط حريق البقرة. ثم يَغسِلُ الكاهن ثيابه.. ويجمع رجل طاهر رماد البقرة ويضعه خارج المحلة فى مكان طاهر فتكون لجماعة بنى إسرائيل فى حفظٍ ماء نجاسة. إنها ذبيحة خطية.. فتكون لبنى إسرائيل وللغريب النازل فى وسطهم فريضة دهرية" (عدد19: 1-10).هذا الماء كان يُستخدم لتطهير الذين يتنجسون بحسب الشريعة الموسوية. فاعتقدوا أنه بولادة بقرة حمراء سيُبنى الهيكل لأن هذه كانت لها علاقة بخيمة الاجتماع وبالذبائح الحيوانية عند اليهود.. فقالوا مادامت قد ولدت فى إسرائيل بقرة حمراء وحيث إنه لا يوجد فى العالم كله بقرة حمراء أخرى فسوف يبنى الهيكل وستعود الشرائع اليهودية مرة أخرى.إذا روّج اليهود لهذه الشائعات فنحن نعرف خططهم ولا نجهلها لكن أن يتبنى المسيحيون الفكرة ويروجوا لها فأمثال هؤلاء يريدون أن يعملوا شهرة لأنفسهم لاغير. وفعلاً عمل أحد الوعاظ المسيحيين ضجة حول هذا الموضوع، وحينما قابله قداسة البابا وسأله كان رده "ذبحناها خلاص يا سيدنا"! للرد على هذا الموضوع أمامنا اعتباران:- 1) بإمكان اليهود عن طريق المسائل الجينية إعطاء حقن وهرمونات معينة لكى تولد بقرة بلون معين.. فلا يخدعنا هذا الأمر. 2) ماذا تعنى كلمة أحمر فى الكتاب المقدس؟ هل تعنى دائماً الألوان الحمراء الصريحة؛ الأحمر القرمزى مثلاً أم ماذا؟! أحياناً حينما يذكر اللون الأحمر فى الكتاب المقدس يكون أحمر فعلاً، وأحياناً يكون بنى أو أصفر. والدليل على ذلك أن العدس الذى طبخه يعقوب عندما أراد عيسو أن يأكل منه يقول الكتاب "قال عيسو ليعقوب أطعمنى من هذا الأحمر.. فأعطى يعقوب عيسو خبزاً وطبيخ عدس" (تك25: 30، 34). يقول على العدس "هذا الأحمر" فالأحمر هنا هو لون تقريبى لأنه لا يوجد عدس أحمر. يوجد عدس بنى وعدس أصفرهكذا حينما يقول الكتاب "بقرة حمراء" قد يكون المقصود بقرة لونها بنى لأنه من غير المعقول أن يظل شعب إسرائيل ينتظرون قروناً طويلة حتى تولد بقرة حمراء منذ أن أمر الله موسى بهذه الوصية، وأضاف أن تكون صحيحة ولا يعلوها نير. من الواضح أن المقصود هو البقر بنى اللون لأنه يوجد بقر لونه أسود اللون وبقر أبيض اللون وبقر مبقع أبيض على بنى.. والبقر الموجود فى منطقة الشرق الأوسط غالباً ما يكون أبيض اللون أو بنى أو مشكل. إيمان اليهود ونهاية العالم للأسف؛ فإن البعض يعتقدون أن اليهود سوف يؤمنون عندما يبنون الهيكل ويقدمون الذبيحة ولا تنـزل نار من السماء وتأكل الذبيحة، فيكون هذا هو سبب إيمانهم.لكن اليهود سبق وعرفوا من الحراس الرومان أن المسيح قام من الأموات، وكانت النتيجة أنهم أعطوا رشوة للحراس وقالوا لهم قولوا أن تلاميذه أتوا ليلاً وسرقوه ونحن نيام.. والمعروف طبعاً أن النائم لا يرى من حضر!! فإيمان اليهود لا يتوقف على حدوث حدث معين يحرجهم لأنه سبق وأحرجتهم قيامة السيد المسيح ولم يؤمنوا. والذين آمنوا هم فقط المعينون للحياة الأبدية. لكن قيادات اليهود والأمة اليهودية الرسمية فى ذلك الوقت استمرت فى عصيانها. أنا أعتقد أن إيمان اليهود ليس من الضرورى أن يرتبط بحدث بناء الهيكل لأن السيد المسيح نفسه قال "لا يترك ههنا حجر على حجر لا ينقض" (مت24: 2). لذلك الدوران حول قضية نهاية العالم وربطها ببناء الهيكل وتقديم بقرة حمراء ذبيحة خطية و.. إلخ، أعتقد أنها فى غالب الأمر محاولات سوف تبوء بالفشل.فحينما نفكر فى إيمان اليهود وتوبتهم كعلامة من علامات المجئ الثانى التى سوف نتكلم عنها، الأفضل أن نفكر فى البُعد الروحى لهذا الموضوع ولا نربطه بحدث محدد قد لا يكون هو الذى فى تدبير الله. الطريقة الصحيحة للتفكير فى المجيء الثانى تكلّم السيد المسيح كثيراً عن أهمية حياة الاستعداد... واستخدم الاستعداد لمجيئه الثانى كوسيلة للاستعداد فى حياتنا الشخصية. لأن العالم سينتهى بالنسبة لأى إنسان مع انتقاله من هذا العالم. فمجيء السيد المسيح الثانى لن يغير الوضع كثيراً بالنسبة لأى إنسان من حيث استعداده الشخصى لملاقاة الرب.. والذين سيكونون فى العالم فى وقت مجيء السيد المسيح الثانى عليهم أيضاً أن يستعدوا، لكن ما الفائدة من أن يظل الإنسان يفكر فى ميعاد نهاية العالم ثم تنتهى حياته هو شخصياً على الأرض ولم يكن مستعداً؟ فلو فُرض أن عرف الإنسان أن العالم سينتهى بعد ألف سنة من الوقت الحاضر، بينما لم يستعد هو نفسه لأنه يعلم أنه لا يزال هناك ألف سنة أخرى. حياته هو لن تطول ألف سنة، فما الفائدة من معرفته بميعاد نهاية العالم؟!! لذلك كان السيد المسيح متعمداً كما أيضاً فى التدبير الإلهى أن لا يعلن متى ستكون نهاية العالم لأن هذا سيكون مدعاة للناس أن تتمسك بهذا العالم. لكن الكتاب ينذرنا دائماً بزوال هذا العالم وانتهائه لنفهم أيضاً أن العالم سينتهى بالنسبة لنا شخصياً بانتقالنا من هذا العالم، فالبعدين مرتبطين معاً.لذلك حينما تكلّم السيد المسيح عن مثل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات قال فى نهاية المثل: "فاسهروا إذاً لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التى يأتى فيها ابن الإنسان" (مت25: 13).كذلك حينما تكلّم عن نهاية العالم قال: "اسهروا إذاً لأنكم لا تعلمون فى أية ساعة يأتى ربكم.. لذلك كونوا أنتم أيضاً مستعدين لأنه فى ساعة لا تظنون يأتى ابن الإنسان" (مت24: 42، 44). والعروف أن "ابن الإنسان" هو الرب السيد المسيح نفسه لأنه تجسد من العذراء مريم وصار إنساناً.إذاً الشئ الذى يستفيد منه الإنسان فى تذكّره لنهاية العالم هو أن لا يحب العالم.. ليس المقصود هو كراهية الناس، بل عدم محبة المادة والحياة الزمنية. وأن يشتاق إلى الأمور السمائية وينتظر الحياة الأبدية. فى نهاية قانون الإيمان الذى يقال فى الصلوات الخاصة وفى القداسات والأسرار إلخ. نقول {وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتى آمين}. ففيما نحن ننتظر حياة الدهر الآتى ونهاية العالم نتذكر قيامة الأموات. وهذا هو الأسلوب السليم للتفكير فى نهاية العالم. فنهاية العالم بالنسبة لنا هى بداية استعلان ملكوت الله فى الحياة الأبدية. هل سيملك على الأرض البعض يظنون أن السيد المسيح حينما يأتى ليدين العالم ويجلس على عرش مجده سوف يكون هذا العرش على الأرض، لكن معلمنا بولس الرسول يقول فى رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكى: "لأن الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات فى المسيح سيقومون أولاً. ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعاً معهم فى السحب لملاقاة الرب فى الهواء وهكذا نكون كل حين مع الرب" (1تس4: 16، 17). فإذا كنا سنلاقى الرب فى الهواء، إذاً الرب سيجلس على عرش مجده فى السماء، ولكن بعد أن يكون قد اقترب من الأرض. وعن مجيئه الثانى قال السيد المسيح نفسه: "ومتى جاء ابن الإنسان فى مجده وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسى مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب. فيميّز بعضهم من بعض كما يميّز الراعى الخراف من الجداء. فيُقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركى أبى رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم.. ثم يقول أيضاً للذين عن اليسار: اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدَّة لإبليس وملائكته، لأنى جعت فلم تطعمونى، عطشت فم تَسقونى. كنت غريباً فلم تأوونى، عرياناً فلم تكسونى، مريضاً ومحبوساً فلم تزورونى.. الحق أقول لكم بما أنكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الأصاغر فبى لم تفعلوا. فيمضى هؤلاء إلى عذاب أبدى والأبرار إلى حياة أبدية" (مت25: 31 –46).الإيحاء المبدئى الذى تتركه عبارة "متى جاء ابن الإنسان فى مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسى مجده" التصور المبدئى هو أن يكون هذا الكرسى موضوعاً على الأرض، ولكن هذا الكرسى ليس مثل الكراسى المادية التى نعرفها المصنوعة من الخرزان، أو خشب، أو حتى الذهب، ولكنه كرسى مجده، أو عرش مجده.. هل عرش مجده فى سماء المسوات فى الملكوت مصنوع من الخشب؟! هذا العرش لا يحتاج أن يرتكز على الأرض. أما عبارة "يجلس على كرسى مجده" فتعنى أنه الديان، مثلما يجلس القاضى إلى منصة القضاء. فالسيد المسيح حينما صعد إلى السماء لم يخضع لقوانين الجاذبية الأرضية بالرغم من أنه صعد بجسده الذى قام من الأموات. لذلك يصف القديس بولس الرسول نفس الموقف يقول "الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء". إذاً مجيئه من السماء وأن عرش مجده فى السماء أمر واضح فى العبارات التى ذكرناها من إنجيل متى ورسالة تسالونيكى الأولى. "والأموات فى المسيح سيقومون أولاً" أى الذين رقدوا سيقومون أولاً.. "ثم نحن الأحياء.." وقد شرح بولس الرسول فى رسالته إلى أهل كورنثوس إن الأموات سيقومون أولاً ثم كلنا نتغيّر "هوذا سر أقوله لكم لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير. فى لحظة فى طرفة عين عند البوق الأخير؛ فإنه سيُبوَّقُ فيقام الأموات عديمى فساد ونحن نتغير" (1كو15: 51، 52). نتغير بمعنى نكون لابسين جسداً معرضاً للموت أو الفساد أو الألم أو الجوع، نتغير إلى أجساد ممجدة، أجسام روحانية. فجسد القيامة الذى سنأخذه سيكون على مثال جسد السيد المسيح الذى صعد به إلى السماء ولكن ليس مساوٍ له فى المجد لأنه ليس متحد باللاهوت مثل جسده الإلهى. مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل المتنيح الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن كتاب المجئ الثانى للرب من منظور روحى
المزيد
04 سبتمبر 2021

علامات تسبق المجيء الثاني للرب ج3

عودة أخنوخ و إيليا إلى الأرض: الزيتونتان و المنارتان القائمتان:- هناك مَثَل شعبي يقول أن القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود... هذا المثل يناسب حدث عودة أخنوخ وإيليا، لكنهما قرشين.على مدى تاريخ البشرية رفع الله شخصين من الأنبياء أحياء إلى السماء، وهما أخنوخ السابع من آدم وإيليا النبي الذي صعد بمركبة نارية وخيل ناري إلى السماء. ولكن ليس إلى السماء العليا سماء السموات في الملكوت، بل إلى سماء معينة. لماذا حفظ الرب إيليا وأخنوخ؟ لكن لماذا "سار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه" (تك5: 24)؟ لماذا حفظه الله عنده هو وإيليا حتى الآن وهما لم ينالا سر المعمودية ولا ماتا؟! والكتاب يقول "وُضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة" (عب9: 27) فلابد إنهما سيموتا، فلماذا هما باقيان هكذا؟ وماذا يفعلان؟ وما هي فائدتهما؟ فائدتهما أنهما من أعظم شخصيات الأنبياء، أحدهما قبل الطوفان وهو أخنوخ، والآخر بعد الطوفان وهو إيليا. والرب وعد أنه سوف يرسل إيليا النبي قبل مجيء يوم الرب العظيم والمخوف. فالله يحفظهما عنده لكي يشهدا للمسيح الحقيقي أمام الوحش. وقد قيل ذلك في سفر الرؤيا "سأعطى لشاهديَّ فيتنبآن ألفًا ومئتين وستون يومًا لابسين مسوحًا" (رؤ11: 3) وألفًا ومئتين وستون يومًا أي ثلاث سنين ونصف إن كان الشهر ثلاثين يوم فقط، لكن قد تكون هذه أرقام رمزية. وهنا نتذكر أن إيليا قد صلى صلاة فلم تمطر السماء ثلاث سنين وستة أشهر "كان إيليا إنسانًا تحت الآلام مثلنا وصلى صلاة أن لا تمطر فلم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر" (يع5: 17) وهى نفس المدة المذكورة في سفر الرؤيا.وقيل عنهما أيضًا أنهما يكونان "لابسين مسوحًا" وهذا دليل الحزن، لأنه في أيام الوحش ستكون الأوضاع سيئة للغاية.ويكمل: "هذان هما الزيتونتان والمنارتان القائمتان أمام رب الأرض. وإن كان أحد يريد أن يؤذيهما تخرج نار من فمهما وتأكل أعداءهما، وإن كان أحد يريد أن يؤذيهما فهكذا لا بد أنه يقتل" (رؤ11: 4، 5). والمعروف أن إيليا النبي عندما كان الملك يرسل رئيس الجند ليستدعيه، كانت تنزل نار من السماء تأكل رئيس الجند مع جنوده الخمسين (انظر 2مل1).علامة أخرى "هذان لهما السلطان أن يغلقا السماء حتى لا تمطر مطرًا في أيام نبوتهما، ولهما سلطان على المياه أن يحوّلاها إلى دم وأن يضربا الأرض بكل ضربة كلما أرادا" (رؤ11: 6) من الذي صلى ولم تمطر السماء ثلاث سنين وستة أشهر؟ إنه إيليا النبي أما عبارة "لهما سلطان على المياه أن يحولاها إلى دم" فتذكرنا بقصة إيليا النبي عندما قدّم ذبيحته وأمر بأن يغرقوا الذبيحة بماءً حتى تمتلئ القناة التي حول المذبح أمام كهنة الأصنام لكي يعرف الجميع حقيقة قوة المعجزة التي سوف تحدث، وبعد ذلك صلى، فنزلت نار من السماء أكلت الذبيحة ثم لحست المياه التي حول المذبح وكان قد اختلط دم الذبيحة بالماء، فتحولت المياه إلى دم مثلما حدث وقت الضربات العشر لموسى النبي."وأن يضربا الأرض بكل ضربة كلما أرادا. ومتى تمما شهادتهما فالوحش الصاعد من الهاوية سيصنع معهما حربًا ويغلبهما ويقتلهما" (رؤ11: 6، 7) إذًا هما أحياء ولم ينتقلا كموسى النبي الذي مات ورقد ودفن. هؤلاء أحياء لأنه قال "يقتلهما" وكلمة "يغلبهما" هنا ليس معناها الغلبة الروحية، لكن بمعنى أنه سيكون معه قوة أكثر من القوة التي معهما بسماح من الله. هما يعملان بقوة الله، ولكن قوة الله تُعطىَ بدرجة معينة للأنبياء وهذه ليست قوة الله اللانهائية.. فهو سوف يعطيهم درجة معينة من القوة. وبالرغم من قوتهما الهائلة إلا أن الوحش سيغلبهما. إنها ستكون من أصعب الأيام!! تصوروا أن إيليا وأخنوخ القادمين بقوة وبتأييد من الله يغلبهما الوحش!! إيليا هذا الذي طلب أن تنزل نار من السماء لتأكل الذين أتوا للقبض عليه، والذي كان بصلاته يمنع المطر ثلاث سنين وستة أشهر، ومع كل هذه القوة يغلبه الوحش!! ولكن، قبل أن يغلبهما الوحش سيكونا قد شهدا للمسيح لذلك يقول الكتاب "سأعطى لشاهديَّ"، أي سوف يصيرا شهداء."وتكون جثتاهما على شارع المدينة العظيمة التي تُدعى روحيًا سدوم ومصر حيث صُلب ربنا أيضًا" (رؤ11: 8) و"مصر" ليست مصر فعلًا بل "تُدعى روحيًا" لأن "المدينة العظيمة" حيث صلب الرب على جبل هي أورشليم القدس.. هناك سيُقتل إيليا وأخنوخ. وهذا يعرّفنا أن الوحش سيظهر بالفعل في أورشليم.لكن شيء جميل أنهما يأتيان ويشهدان للمسيح ويكون قد تحقق المثل الذي قلناه أن القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود... نعم قُتلا.. لكنهما قاما بالدور الذي كان عليهما أن يقوما به. لأنه في وقت الذي سوف تكون فيه الكنيسة مطحونة بالاضطهاد سوف تفاجأ بأن هذين النبيين قادمان من السماء ليقفا إلى جوار الكنيسة أمام الوحش، ويشهدا للمسيح. وباستشهادهما سترتج السموات والأرض. والسؤال الذي يرد إلى الأذهان الآن هو: متى يُعمدا؟ الإجابة: إن معموديتهم هي معمودية الشهادة أو معمودية الدم... وهذا تأكيد كتابي لقبول الكنيسة لمعمودية الدم. الأجيال تجتمع حول المسيح:- رغم أن النبيين قادمان من العهد القديم إلا أنهما سوف يُحسبا من شهداء العهد الجديد.. وهذه هي الروعة! ويكون عمادهما بدمهما. شيء رائع أن نرى جميع الأجيال تجتمع حول السيد المسيح.وأيضًا على جبل التجلي لما ظهر إيليا وموسى مع الرب كان السيد المسيح يمثّل المزامير، وموسى يمثّل التوراة أو الناموس، وإيليا يمثّل الأنبياء "لا بُد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى في ناموس موسى والأنبياء والمزامير" (لو24: 44). فقد اجتمعت الأجيال أيضًا حول المسيح على جبل التجلي.وأيضًا على جبل أورشليم سوف تجتمع هذه الأجيال السحيقة لكي تشهد للمسيح.. الأجيال المتواجدة وقتها وجيل أخنوخ إلخ.وأخنوخ ليس شخصية عادية.. فهو من الشخصيات التي تعتبر بداية الكارزين في تاريخ البشرية. ويقول عنه الكتاب: "حفظ نوحًا ثامنًا كارزًا للبر" (2بط2: 5) فأخنوخ كان أول الكارزين. إيليا بين المجيء الأول والثاني:- آيات أخرى بالكتاب تشير إلى النبيين:- في سفر ملاخي النبي وهو آخر أسفار العهد القديم يقول في آخر آيتين من السفر: "هأنذا أرسل إليكم إيليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف. فيرُدُّ قلب الآباء على الأبناء وقلب الأبناء على آبائهم لئلا آتى وأضرب الأرض بلعن" (ملا4: 5، 6).. هاتين هما آخر آيتين في آخر أسفار العهد القديم! وكأنه يريد أن يقول هذا آخر شيء. إيليا بين المجيء الأول والثاني هل سيأتي إيليا النبي قبل مجيء السيد المسيح الأول أم الثاني؟ "قبل مجيء يوم الرب، اليوم العظيم والمخوف" المقصود المجيء الثاني حرفيًا والمجيء الأول رمزيًا! لماذا؟ لأن التلاميذ عندما رأوا إيليا على جبل التجلي، وكانت رؤية مؤقتة لأن إيليا رجع مكانه مرة أخرى، قالوا للسيد المسيح "لماذا يقول الكتبة إن إيليا ينبغي أن يأتي أولًا؟" (مت17: 10، مر9: 11)، فقال لهم: "إن إيليا قد جاء ولم يعرفوه، بل عملوا به كل ما أرادوا" (مت17: 12)، "حينئذ فهم التلاميذ أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان" (مت17: 13) لأن الملاك المبشر بميلاد يوحنا كان قد قال لزكريا عن يوحنا "يتقدم أمامه بروح إيليا وقوته ليرد قلوب الآباء إلى الأبناء والعصاة إلى فكر الأبرار لكي يهيئ للرب شعبًا مستعدًا" (لو1: 17).إذًا إيليا قد جاء رمزيًا، وليس بالاستنساخ طبعًا لأن هذا مرفوض مسيحيًا، ولا بعودة التجسد، أو بأي نوع من الأنواع، لأن إيليا كان حيًا ولم يكن قد مات. قال الرب: إيليا قد جاء وكان يقصد يوحنا المعمدان، والملاك قال عن يوحنا أنه سيتقدم بروح إيليا وقوته، ولكنه ليس هو إيليا. الضيق العظيم، ونبوة عن المجيئين الأول والثاني:- الضيق العظيم قال عنه السيد المسيح: "لأنه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم إلى الآن ولن يكون" (مت24: 21).وأكمل السيد المسيح كلامه قائلًا: "ولو لم تقصّر تلك الأيام لم يخلص جسد. ولكن لأجل المختارين تقصّر تلك الأيام" (مت24: 22). نبوة عن المجيئين: يوم الرب العظيم والمخوف ذكرت مواصفاته في سفر يوئيل النبي وفى سفر أعمال الرسل على لسان معلمنا بطرس في يوم الخمسين "بل هذا ما قيل بيوئيل النبي يقول الله ويكون في الأيام الأخيرة أنى أسكب من روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويرى شبابكم رؤى ويحلم شيوخكم أحلامًا وعلى عبيدي أيضًا وإمائي أسكب من روحي في تلك الأيام فيتنبأون. وأعطى عجائب في السماء من فوق وآيات على الأرض من أسفل دمًا ونارًا وبخار دخانًا. تتحول الشمس إلى ظلمة، والقمر إلى دم قبل أن يجيء يوم الرب العظيم الشهير ويكون كل من يدعو باسم الرب يخلُص" (أع2: 15-21).وقيل في ملاخي: "قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف" (ملا4: 5). واضح الربط بين نبوة يوئيل وبين نبوة ملاخي والمجيئين. المجيء الأول هو يوم الخمسين ويوم الصلب والفداء. والمجيء الثاني الذي سيحدث فيه أن الشمس تحترق والقمر.. والعناصر.. إلخ. هذه ليست من علامات المجيء بل من الأحداث التي سوف تصاحب المجيء نفسه.لكن كيف نطبق "دمًا ونارًا وبخار دخانًا" (أع2: 19) على المجيء الأول؟ حدث في يوم صلب المسيح أن الشمس أظلمت في وضح النهار، وكان هناك دم المسيح المسفوك، ونقول {هذا الذي أصعد ذاته ذبيحة مقبولة عن خلاص جنسنا فاشتمه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة..}. فبخار الدخان هو النار التي أصعدت الذبيحة في يوم الفداء وهى نفس النار التي ظهرت في يوم الخمسين، لأن بولس الرسول يقول عن السيد المسيح في رسالته إلى أهل العبرانيين "الذي بروح أزلي قدّم نفسه لله بلا عيب" (عب9: 14) فهو قدّم نفسه بالروح القدس.. الروح القدس الذي حلّ على هيئة ألسنة منقسمة من نار هو نفسه أصعد ذبيحة الابن الوحيد فوق الجلجثة فاشتمه أبوه الصالح وقت المساء."الدم والنار وبخار دخان" موجودة في يوم الفداء في المجيء الأول، وموجودة في يوم الخمسين كحدث متصل بيوم الفداء، وموجودة في المجيء الثاني في نهاية العالم.واضح هنا من نبوة يوئيل ونبوة ملاخي عن يوم الرب العظيم والمخوف إنه يشير إلى المجيء الأول والفداء وحلول الروح القدس يوم الخمسين، ويشير أيضًا إلى المجيء الثاني حينما تحدث هذه العجائب فتتحول الشمس إلى ظلمة والقمر إلى دم. وهذه هي العلامات التي تكلّم عنها السيد المسيح. ثامنًا: العلامات التي ترافق المجيء الثاني "وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطى ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السماوات تتزعزع. وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء" (مت24: 29، 30).وعلامة ابن الإنسان هي علامة الصليب التي سوف تظهر في السماء لكي نستطيع أن نميّز بين المسيح الحقيقي والمسيح الغير حقيقي. "وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتيًا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير" (مت24: 30). ويحيطه ألوف ألوف وربوات ربوات من الملائكة لذلك يقول: "آتيًا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت، فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح من أقصاء السموات إلى أقصائها" (مت24: 30، 31) الملائكة سيجمعون هؤلاء المختارين لنختطف لملاقاة الرب في الهواء."تظلم الشمس والقمر لا يعطى ضوئه والنجوم تسقط من السماء وقوات السماوات تتزعزع" هذه أمور سوف تحدث أثناء المجيء الثاني. معنى ذلك أن هذا أيضًا هو يوم الرب العظيم الشهير المخوف.وليس فقط السماوات والقوات التي فيها تتزعزع، بل حتى الأرض نفسها ستحترق. لذلك يدعونا بطرس الرسول أن نعتبر من هذا الأمر فيقول: "لا يخف عليكم هذا الشيء الواحد أيها الأحباء؛ أن يومًا واحدًا عند الرب كألف سنة وألف سنة كيوم واحد. لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ، لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يهلك أناس بل أن يقبل الجميع إلى التوبة. ولكن سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السماوات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها. فبما أن هذه كلها تنحل أي أناس يجب أن تكونوا أنتم في سيرة مقدسة وتقوى. منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب الذي به تنحل السماوات ملتهبة والعناصر محترقة تذوب. ولكننا بحسب وعده ننتظر سماوات جديدة وأرضًا جديدة يسكن فيها البر" (2بط3: 8-13).واضح من كلام معلمنا بطرس الرسول أنه لا يُفيدنا حساب الأيام والسنين لمعرفة ميعاد مجيء الرب لأن "ألف سنة عند الرب كيوم واحد"، لكن يقول "منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب". ومع ذلك يقول "لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ، لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يهلك أناس بل أن يقبل الجميع إلى التوبة". فكون الله يتأنى ويطيل أناته هذا لا يعنى أنه يتباطأ. ولكن هذا لا يمنع أن نكون مشتاقين إلى سرعة مجيء يوم الرب ومشتاقين أن ننطلق من هذا العالم مثلما قال بولس الرسول "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، ذاك أفضل جدًا" (فى1: 23).من ضمن إعجاز الكتاب المقدس أن معلمنا بطرس يقول: "تنحل العناصر محترقة". في أيام بطرس الرسول من كان يصدق أن الحديد من الممكن أن يحترق؟ في عصر الذرة نعرف أن النيوترونات تصطدم بنواة الذرة وتدمّرها وتحوّل المادة إلى طاقة. بمعنى أن العناصر نفسها تحترق وهذا ما حدث عند انفجار القنبلة الذرية في هيروشيما.من الناحية العلمية لم يكن هذا الكلام معقولًا في أيام معلمنا بطرس لكنه كتبه لأن الروح القدس هو المتكلم.كيف تحترق الأرض؟! من يصدق أن الرمل يحترق، بل ويحترق بضجيج!! "تزول السماوات بضجيج، وتنحل العناصر محترقة".. من المعروف أنه يحدث ضجيج في الانفجار النووي. ولكن إذا حرقت حديد مثلًا وأذبته لا يحدث ضجيج؛ بل يحدث احمرار فقط. لكن متى يحدث ضجيج؟ الضجيج يحدث مع الانفجار النووي، هيدروجيني أو ذرى كان بطرس الرسول صياد سمك بسيط ولكنه حينما تكلم عن نهاية العالم تكلم بالروح القدس. وعلى الرغم ذلك، كان بطرس واحدًا من الذين سألوا السيد المسيح عن نهاية العالم فقال لهم: "ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه" (أع1: 7). نصيحة ختامية: يا ليتنا نتضع ونقول إذا كان الآباء الرسل أنفسهم لم يعرفوا متى سوف ينتهي العالم، فمن يستطيع أن يدّعى أنه فاق الآباء الرسل القديسين كاتبي أسفار العهد الجديد، فاقهم في معرفة الأزمنة والأوقات ويستطيع أن يحدد كما فعل وليم ميلر وتشارلز راصل مؤسسا بدعتيّ الأدفنتست وشهود يهوه.يا ليتنا نستعد لمجيء الرب بروح الانسحاق والاتضاع لأن هذا أنفع لأنفسنا من أن نحاول معرفة الأزمنة. مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير السيدة العفيفة دميانة بلقاس عن كتاب سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان
المزيد
03 سبتمبر 2021

علامات تسبق المجيء الثاني للرب ج2

ظهور الوحش من علامات المجيء الثاني:- الله لا يُرى أحدًا هذه الأيام التي سوف يظهر فيها الوحش فالسيد المسيح يقول أنه سيكون هناك ضيق عظيم لم يحدث مثله منذ بداية العالم "لأَنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْعَالَمِ إِلَى الآنَ وَلَنْ يَكُونَ. لو لم تقصّر تلك الأيام لم يخلص جسد ولكن لأجل المختارين تقصّر تلك الأيام" (مت24: 21، 22).يقول الرائي في سفر الرؤيا ما يلي: "ثم متى تمت الألف السنة يُحَلُّ الشيطان من سجنه ويخرج ليضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض" (رؤ20: 7، 8). والألف سنة هنا هي مجرد رقم رمزي قيّد خلالها السيد المسيح الشيطان بعد إتمام الفداء. والضلال المذكور في هذه الآية هو الأهوال التي لم يرَها أحد من قبل.وفى سفر الرؤيا ورد أيضًا ما يلي: "ورأيت ملاكًا نازلًا من السماء معه مفتاح الهاوية وسلسلة عظيمة على يده. فقبض على التنين الحية القديمة الذي هو إبليس والشيطان وقيَّده ألف سنة. وطرحه في الهاوية، وأغلق عليه، وختم عليه لكي لا يضل الأمم في ما بعد حتى تتم الألف السنة. وبعد ذلك لابد أن يُحلَّ زمانًا يسيرًا" (رؤ20: 1-3).وقد علّق على الزمان اليسير في سفر الرؤيا أيضًا بقوله: "ويل لساكني الأرض والبحر لأن إبليس نزل إليكم وبه غضب عظيم عالمًا أن له زمانًا قليلًا" (رؤ12: 12).فبعد أن حُلَ الشيطان من سجنه بعدما أظهر السيد المسيح طغيانه وظلمه بدلًا من أن يتوب ازداد شره بالأكثر.هذا يرد على من يقولون إن الشيطان سوف يتوب!!! وقد قرأت في بعض الصحف مقالًا يقول الكاتب فيه أننا يجب أن نحب الشيطان ونطلب من أجل توبته!! هذا الكلام يتعارض مع تعاليم الكتاب المقدس لأنه مُعلم مسبقًا أن الشيطان لن يتوب فمن ناحية: ما فائدة أن نضيع جهدنا في هذا الأمر ونطلب من أجل عدو الله وقد أعلن الله هذا؟ومن ناحية أخرى: كيف نحب الشيطان؟!! حقًا قال السيد المسيح: "أحبوا أعداءكم" (مت5: 44).لكنه كان يقصد أعداءنا من البشر ولم يقل أبدًا "أحبوا الشيطان"! بل قال الكتاب "اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسدٍ زائرٍ يجول ملتمسًا من يبتلعه هو. فقاوموه راسخين في الإيمان" (1بط5: 8، 9).علينا أن نحترس من هذه الضلالات. الوحش 666:- وعندما يأتي الشيطان لن يكتفي بأن يوسوس للناس بأفكار سيئة، ولكن سيختار شخصية معينة من البشر، وهذه الشخصية سوف تكون أداته. وللأسف سوف يختار إنسان عدد اسمه 666، فلذلك عبدة الشيطان حاليًا يضعون رقم 666 كعلامة من علاماتهم في عباداتهم. ما معنى أن عدد اسمه 666؟ هذا يعنى أننا عندما نجمع حروف اسمه يكون حاصل الجمع 666. إن كل حرف في اللغات يقابله رقم، ففي اللغة العربية مثلًا ترتب الحروف على طريقة أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت.. فالحرف "أ" يقابله رقم "1"، والحرف "ب" يقابله رقم "2"، وهكذا إلى الحرف "ى" الذي يقابله رقم "10"، ومن بعده مباشرة الحرف "ك" يقابله رقم "20"، وهكذا إلى الحرف "ق" يقابله الرقم "100"، ومن بعده مباشرة الحرف "ر" يقابله الرقم "200" وهكذا فعندما تجمع الرقم المقابل لكل حرف من حروف اسم الوحش يكون الحاصل 666... لذلك يقول الكتاب: "هنا الحكمة من له فهم فليحسب عدد الوحش فإنه عدد إنسان وعدده ست مئة وستة وستون" (رؤ13: 18).ولم يرد ذكر اسم الوحش لئلا عند مجيئه يقول أنه طالما أن الكتب المقدسة ذكرت أنه الوحش يجب أن تحرق كل هذه الكتب. لذلك يقول "هنا الحكمة من له فهم فليحسب عدد الوحش".ومحاولة توفيق أسماء لأشخاص عاشوا فعلًا على العدد 666 هو أمر غير مقبول. الاسم سيكون واضحًا، وعندما تحسبه تجده 666، وغالبًا سيكون باللغة العبرية لأنه سيدّعى أنه المسيح، فلابد أن يأتي من سبط يهوذا ومن نسل داود ويكون غالبًا اسمه عبريًا. وحروف الأبجدية العبرية تمشى بطريقة أبجد هوز حطي كلمن المعروفة وبالتالي سيكون هناك تشابه في الرقم بين اللغة العربية والعبرية.هناك حروف تُحسب أيضا باللغة اليونانية التي كُتب به العهد الجديد من الكتاب المقدس ولكن في حساب عدد الوحش لن يكون لليونانية الدور الفعّال لأن الوحش سيدّعى أنه المسيح، ولن يصدق أحد أن المسيح من اليونانيين أو من شعب اليونان. إلا إذا كان هناك رجلًا يهوديًا يعيش في اليونان ويعرف اللغة اليونانية وسُمّى بأسماء يونانية فهذا وضع آخر. الارتداد العام من علامات المجيء الأخير:- بالطبع لن يكون ظهور الوحش بلا تأثير بعد توبة اليهود وإيمانهم ستكون هناك مرحلة ازدهار شديد جدًا، لكن لا بُد أن كل الذين آمنوا يرقدون في الرب سواء كان رقاد طبيعي أو استشهاد لأنه يقول: "هكذا سيخلُص جميع إسرائيل" (رو11: 26). لم يقل "يؤمن جميع إسرائيل" بل "يخلُص جميع إسرائيل" وكلمة "يخلُص" تعنى أن الشخص يؤمن ويرقد في الإيمان. فأين إيمان اليهود اليوم وأين خلاصهم؟!! لذلك، عندما بدأ الرسل يقولون إنهم منتظرين سرعة مجيء الرب لكي يحفِّزوا الناس للتوبة والاستعداد، ظن أهل تسالونيكي أن المسيح سوف يأتي سريعًا فبدأوا يتوقفون عن العمل وعن بناء الكنائس إلخ. فحذرهم معلمنا بولس الرسول وبدأ يعطيهم علامة فقال لهم: "لا يأتي إن لم يأتِ الارتداد apostasy أولًا ويُستعلَن إنسان الخطية ابن الهلاك المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى إلهًا أو معبودًا حتى إنه يجلس في هيكل الله كإله مظهرًا نفسه إنه إله.. الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآياتٍ وعجائب كاذبة وبكل خديعة الإثم في الهالكين. لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا. ولأجل هذا سيُرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدِّقوا الكذب. لكي يُدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سُرُّوا بالإثم" (2تس2: 3، 4، 9-12). الارتداد العام واستعلان إنسان الخطية:- ربط معلمنا بولس الرسول بين ثلاثة أشياء فيما يخص مجيء السيد المسيح:- أولًا: الارتداد العام واستعلان إنسان الخطية:- إن المسيح لن يأتي إلا بعدما يأتي الارتداد العام أولًا وأيضًا استعلان إنسان الخطية ابن الهلاك فيقول معلمنا بولس الرسول: "لا يأتي إن لم يأتِ الارتداد أولًا ويُستعلن إنسان الخطية ابن الهلاك" (2تس2: 3).و"ابن الهلاك" هو الوحش الذي يجلس في هيكل الله كإله مظهرًا نفسه إنه إله. ويقول عنه الكتاب أنه "المقاوم والمرتفع على كل من يدعى إلهًا أو معبودًا حتى أنه يجلس في هيكل الله". وهنا يتساءل البعض ما معنى عبارة "يجلس في هيكل الله"؟ هل تعنى أن هيكل سليمان سيبنى؟ هيكل سليمان عندما دشنه سليمان بذبائح كثيرة وكان تابوت العهد موجودًا في ذلك الحين فحينما أدخل الكهنة تابوت العهد في قدس الأقداس ملأ مجد الرب البيت، وتم تدشين الهيكل وصار اسمه هيكل الله. خيمة الاجتماع دشنها موسى النبي ورش الدم بالزوفا فقدّس الخيمة. ولكن اليوم، من له أحقية تدشين الهيكل؟ لقد انتهي الكهنوت الهاروني وزال فلا يدعى هيكل الله فيما بعد. إذًا عبارة "يجلس في هيكل الله" من الممكن أن تعنى أنه يجلس مثلًا في كنيسة القيامة في القدس. هناك توجد كنيسة اسمها "كنيسة نصف الدنيا" وهى كنيسة ضخمة جدًا، وداخل قبتها الكبيرة يوجد قبر المسيح والجلجثة وتفاصيل كثيرة أخرى ومن الممكن أيضًا أن تطلق تسمية "هيكل الله" على كنائس من أيام الإمبراطورة هيلانة أم الملك قسطنطين، تم بنائها في ذلك الزمان ودشّنها الآباء البطاركة القديسين قبل عصر الانشقاق. لكن لا يمكن أن يبنى أي شخص معاصر اليوم هيكل ويقول عنه بولس الرسول أن هذا هو هيكل الله.الكتاب يقول عن جماعة المؤمنين: "أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم" (1كو3: 16) وقال أيضًا: "مبنيين كحجارة حية" (1بط2: 5) (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)، "مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية" (أف2: 20).فنحن لا نستطيع أن نقبل أن عبارة "هيكل الله" في الكتاب المقدس في العهد الجديد تطلق على مبنى يبنيه إنسان غير مؤمن بالمسيح.هذا الوحش سيحاول الاستيلاء على الهياكل والمقدسات. وسيُعلِن نفسه أنه المسيح الحقيقي وأن المسيح السابق ليس هو المسيح. ثانيًا: المعجزات الخارقة التي يعملها الوحش وتؤدى إلى الارتداد العام:- هذا الارتداد سيأتي نتيجة المعجزات الخارقة التي سيعملها الوحش "الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة وبكل خديعة الإثم في الهالكين" (2تس2: 9، 10)."الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة وبكل خديعة الإثم في الهالكين" (2تس2: 9، 10) لذلك نحذر شعبنا من الجري وراء أي شيء يسمعه ويقول أنها معجزة.. لا يجب أن نجرى وراء أي معجزة ونصدقها. بل يجب أن يكون هناك شيء من التأني والفحص. ويفضّل أن الكنيسة نفسها هي التي تقيّم المعجزات، وتصدر بشأنها قرارات كما حدث في ظهور السيدة العذراء في كنيستها بالزيتون وفى كنيستها ببابا دوبلو. وأيضا عندما ظهرت الأنوار السمائية في كنيسة مارمرقس في أسيوط قريبًا.. هذه الأمور شهدت لها الكنيسة بصفة رسمية وصدّقت عليها.نحن لا نحب أن نجرى وراء أي مظهر من المظاهر الخارقة لأن للشيطان أيضًا قدرة على الأعمال الخارقة للطبيعة. ففي أيام أيوب أنزل نارًا من السماء وحرق كل حقوله وقتل كل الماشية وهدم البيت وقتل كل أولاده.. فللشيطان قوة خارقة.. هو حاليًا مقيد لكن عندما يُحل ستكون هذه أصعب الأيام.. لذلك قال بولس الرسول عن الوحش: "الرب يبيده بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه" (2تس2: 8).214- ظهور الرب وإبادته للوحش في المجيء الثاني ثالثًا: ظهور الرب أو مجيء المسيح وإبادته للوحش وللوضع السيئ:- من الذي سيوقف هذا الوحش عند حدّه ويرميه في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت مع إبليس وكل جنده، إلاّ مجيء الرب "الرب يبيده بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه" (2تس2: 8).إذًا من علامات نهاية العالم ظهور الوحش والارتداد العام، ومعجزات الوحش التي تؤدى إلى الارتداد العام. وبعد ذلك مجيء الرب وإبادته لهذا الوضع السيئ.يقول الكتاب: "يصنع آيات عظيمة حتى إنه يجعل نارًا تنزل من السماء على الأرض قدام الناس. ويضل الساكنين على الأرض بالآيات التي أعطى أن يصنعها" (رؤ13: 13، 14). هل هناك أكثر من ذلك أنه سوف يجعل نارًا تنزل من السماء على الأرض أمام الناس؟!! لذلك نقول للناس الذين يدّعون أن اليهود سوف يؤمنون عندما يتم بناء الهيكل ولا تنزل نارًا من السماء نقول لهم أن الشيطان يقدر أن يُنزل نارًا من السماء. لذلك قد سبق السيد المسيح وحذّر قائلًا: "إن قال لكم أحد هوذا المسيح هنا أو هناك فلا تصدقوا" (مت24: 23).والوحش طبعًا يعمل ضد الثالوث لذلك رقمه 666. ورقم 666 هو 7-1 ، 7-1 ، 7-1 لأن رقم ستة هو سبعة ناقص واحد، أو مطروح منها واحد. وقد أكمل الله الخليقة في سبعة أيام بما فيها الراحة فحينما نطرح من السبعة واحد تصير ستة. لذلك صلب المسيح في اليوم السادس، يوم الجمعة، وقال: "هذه ساعتكم وسلطان الظلمة" (لو22: 53) وفى نفس هذا اليوم الذي ارتكب فيه الشيطان جريمته، صنع السيد المسيح الفداء وداس الموت بالموت، وقام في اليوم الثامن الذي هو يوم الأحد أول أيام الأسبوع، لذلك يُرمز للسيد المسيح برقم 888.رقم 666 يرمز إلى ما هو ناقص 7-1=6 وتذكر ثلاث مرات لأن الوحش يعمل ضد الثالوث. أما 888 فهي 7+1=8 وهذا الرقم يرمز إلى الحياة الجديدة بعمل الثالوث الأقدس في حياة البشرية. وللحديث بقية مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير السيدة العفيفة دميانة بلقاس عن كتاب سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان
المزيد
02 سبتمبر 2021

علامات تسبق المجيء الثاني للرب

علامات المجيء الثاني للرب هناك من يتساءلون هل هناك علامات معينة للمجيء الثاني للسيد المسيح له المجد؟ وإن وجدت هذه العلامات فهل تكون وسيلة لتحديد موعد المجيء الثاني؟ لقد أعطى السيد المسيح علامات وقال: "فمن شجرة التين تعلّموا المثل متى صار غصنها رخصًا وأخرجت أوراقها تعلمون أن الصيف قريب" (مت24: 32).فلا يوجد مانع أن يكون لدينا علامات لكن هذه العلامات لا تحدد موعد المجيء الثاني، وإلا سيتعارض هذا مع كلام الرب عندما قال: "ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه" (أع1: 7).إن هذه العلامات لها فائدة ثانية إلى جوار معرِفة موعد المجيء الثاني بالتقريب (وحينما نقول بالتقريب هنا فإننا لا نقصد الساعة أو اليوم أو الشهر أو السنة طبعًا). الفائدة الثانية هي أنه طالما هذه العلامات لم تحدث بعد فإننا نستطيع أن نرد على الذين يدّعون أن المجيء الثاني سوف يحدث الآن بسؤالهم: أين هي العلامات؟!! إذًا العلامات ليست فقط لكي نعرف أن مجيئه قد اقترب، لكن أيضًا لكي نقدر أن نرد على الذين يدّعون سرعة مجيء الرب. لذلك لابد أن نفهم العلامات جيدًا. ترتيب علامات المجيء الثاني ولا يكفى مجرد معرفة ما هي العلامات لكن لابد أيضًا من معرفة ترتيبها ونلاحظ من كلام السيد المسيح العلامات التالية بالترتيب الآتي: أولًا: انتشار الإنجيل في كل العالم. ثانيًا: توبة اليهود وإيمانهم بالسيد المسيح. ثالثًا: النهضة الروحية الهائلة التي تترتب على هذا الحدث، الذي هو توبة اليهود وإيمانهم بالسيد المسيح. رابعًا: ظهور الوحش والوحش ليس حيوان لكنه إنسان سوف يدّعى إنه هو المسيح. خامسًا: الارتداد العام الذي سيترتب على ظهور الوحش. وهو ارتداد غير ما نراه في أيامنا هذه، وسيكون مصحوبًا باضطهاد عنيف جدًا على المسيحيين. سادسًا: عودة أخنوخ Enoch وإيليا اللذين صعدا إلى السماء أحياء؛ سيرجعان إلى الأرض مرة أخرى ويستشهدا. سابعًا: الضيق العظيم الذي سيسبق مجيء الرب. ويلي ذلك أحداث المجيء نفسها، فالمجيء الثاني هو الحدث الثامن في الترتيب. هناك سبعة علامات للمجيء الثاني ثم أحداث المجيء الثاني نفسها. انتشار الإنجيل في كل العالم من علامات المجيء الثاني:- قال السيد المسيح: "ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم ثم يأتي المنتهي" (مت24: 14). وهو هنا ربط بين البشارة بالإنجيل لجميع الأمم وبين نهاية العالم.لو فحصنا هذه العلامة سوف نجد أن الإنجيل قد انتشر فعلًا في العالم كله وطُبع في مئات اللغات، ومن السهل جدًا على أي شعب من شعوب الأرض حاليًا معرفة محتوى الإنجيل سواء عن طريق أناجيل طُبعت بلغاتهم الخاصة أو عن طريق ترجمات من الممكن أن يقوم بها بعض المفسرين.وكما نعرف فإنه حتى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية حاليًا لها كنائس في كل قارات العالم تقريبًا. فلها كنائس في أوربا، وكنائس في أمريكا الشمالية، وفى أمريكا الجنوبية، وفى أفريقيا، وفى أسيا مثل دول الخليج، ولنا كنائس في أستراليا. وبدأت خدمة في اليابان. وأيضًا إلى جوار أستراليا توجد نيوزلندا التي تعتبر أرض جديدة ولنا فيها كنيسة في بلد اسمها Christ Church "كنيسة المسيح" وهى تتبع إيبارشية ملبورن.ولنا كنائس شقيقة مثل الكنيسة السريانية وهى كنيسة أنطاكية السريانية الأرثوذكسية الموجودة في أسيا: في سوريا ولبنان وبلاد المشرق حتى الهند.فبنظرة سريعة نرى الكلام الذي قيل عن بشارة الرسل "إلى كل الأرض خرج صوتهم وإلى أقاصي المسكونة أقوالهم" (رو10: 18) وذكرها بولس الرسول نقلًا أو اقتباسًا من سفر المزامير (مز18: 4).ففي تصوري إن فكرة انتشار الإنجيل أو البشارة بالإنجيل في العالم كله من الممكن أن نعتبرها علامة شبه تمت. وهذا يعطينا انطباعًا لما قاله السيد المسيح: "حتى تكمل أزمنة الأمم" (لو21: 24) الأمم أي الشعوب التي ليست من أصل يهودي. نستطيع القول بأننا قاب قوسين أو أدنى من عبارة "تكمل أزمنة الأمم". لكن ليس هناك تحديدات إنما مجرد ملاحظة أن الإنجيل قد انتشر في العالم كله. توبة اليهود وإيمانهم من علامات المجيء الثاني:- وهناك ارتباط بين الأمرين.. فقد قال معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية: "فإني لست أريد أيها الإخوة أن تجهلوا هذا السر لئلا تكونوا عند أنفسكم حكماء، أن القساوة قد حصلت جزئيًا لإسرائيل إلى أن يدخل ملؤُ الأمم" (رو11: 25). بمعنى أن الذي لا يحاول فهم هذه النقطة، ويظن نفسه فاهمًا وحكيمًا، فهو في الحقيقة غير فاهم. إذًا هذه مسألة تستدعى الانتباه.. بمعنى أننا يجب أن نتفهّم هذا القول "أن القساوة قد حصلت جزئيًا لإسرائيل إلى أن يدخل ملؤُ الأمم. وهكذا سيخلُصُ جميع إسرائيل" (رو11: 25، 26).عبارة "سيخلص جميع إسرائيل" تبطل تطبيق هذه العلامة على إيمان عشرون أو ثلاثون فردًا من اليهود بالمسيحية في بلد ما، أو جماعة كبيرة من اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية عملوا في فلوريدا نموذج لهيكل سليمان ليُوَضِحوا الارتباط بين الرموز الموجودة في الهيكل وبين الديانة المسيحية.. هذه كلها مجرد محاولات للاقتراب من المسيحية من جانب بعض اليهود. ثم، أولًا: هل هؤلاء صاروا مسيحيين أرثوذوكسيين؟ ثانيًا: ما هو عددهم؟ لأن الكتاب يقول "هكذا سيخلص جميع إسرائيل" (رو11: 26)، فالنص الكتابي لا يحتمل المزايدات. إن توبة اليهود وإيمانهم هو عبارة عن تحول جذري في مصير الأمة اليهودية كلها. فإذا استثنينا أفراد قلائل لن يقبلوا الإيمان في ذلك الحين ولا يعبرون عن المجتمع العام لليهود سواء كانوا موجودين في أرض إسرائيل أو خارجها هذا لا يؤثر في المعنى لكن الهدف إن اليهود سوف يؤمنون بصفة شاملة، حتى غير الموجودين في إسرائيل.. لابد أن يكون الرجوع شاملًا.. رجوع إلى الله وتوبة.هذا الكلام لا يوجد فقط في الكتاب المقدس بعهده الجديد لكنه موجود في القديم أيضًا. فقد قال هوشع النبي في العهد القديم: "لأن بنى إسرائيل سيقعدون أيامًا كثيرة بلا ملك وبلا رئيس وبلا ذبيحة... بعد ذلك يعود بنى إسرائيل ويطلبون الرب إلههم وداود ملكهم ويفزعون إلى الرب وإلى جوده في آخر الأيام" (هو3: 4، 5). والمعروف أن هوشع النبي قد أتى بعد داود النبي بمدة كبيرة أي بمئات السنين، فعندما يقول: "ويطلبون الرب إلههم وداود ملكهم" يكون المقصود بعبارة "داود ملكهم" هو "الرب يسوع المسيح"، وهذا يعنى إيمانهم بالمسيح لأنهم كيف يطلبون داود وهو قد دُفن وقبره موجود إلى هذا اليوم كما قال بطرس الرسول (انظر أع2: 29).وقوله: "يعود بنى إسرائيل ويطلبون الرب إلههم وداود ملكهم ويفزعون إلى الرب وإلى جوده في آخر الأيام " (هو3: 4-5) عبارة "آخر الأيام" تعنى المجيء الثاني، وهذه هي إحدى علامات المجيء الثاني.لا زال اليهود إلى الآن يسفكون دماءً كثيرة في حروبهم ضد الفلسطينيين، ويشردون سكان الأراضي المقدسة، ويصارعون من أجل مملكة أرضية رفضها السيد المسيح عندما قال: "مملكتي ليست من هذا العالم" (يو18: 36)، ويصارعون من أجل هيكل قديم قال عنه السيد المسيح: "لا يترك ههنا حجر على حجر لا ينقض" (مت24: 2، مر13: 2، لو21: 6) وهذه العبارة وردت في ثلاثة أناجيل من الأربعة.وقال لهم السيد المسيح أيضًا: "هوذا بيتكم يترك لكم خرابًا" (مت23: 38، لو13: 35).. إذًا السعي إلى بناء الهيكل هو أمر يعتبر ضد التيار.. فتيار الرب هو في أن يستغنوا عن الذبائح الحيوانية ويقبلوا ذبيحة الرب يسوع المسيح. وأن يستغنوا عن المُلك الأرضي ويقبلوا الملكوت السماوي. فطالما لازالت أحلامهم الأرضية قائمة، سيظل إيمانهم بالمسيح معطل. والعزوة والاعتزاز بالشرائع الناموسية الموسوية المختصة بالذبائح والهيكل إلخ. كل هذا يُعطّل إيمانهم بالسيد المسيح.كيف سيؤمن اليهود؟ هذه مسألة لا نقدر أن نقطع فيها برأي. ولكن علينا مسئولية وهى أن نشهد للمسيح في كل زمان ومكان..لقد أصبحت وسائل الاتصالات اليوم توفّر للإنسان التواصل مع أي شعب من الشعوب حتى وهو جالس في مكانه. لذلك علينا مسئولية وهى أن تكون لنا شهادة عما ورد في العهد القديم من نبوءات. ومن الممكن جدًا أن يهتم المسيحيين بشرح المسيحية شرحًا سليمًا من خلال الكتاب المقدس وأسفار العهد القديم بحيث تبرز صدق إرسالية السيد المسيح وحقيقة أن يسوع الناصري هو فعلًا المسيا المنتظر. فهذه رسالة موضوعة علينا حتى وإن لم نوجد في وسط اليهود في الأراضي المقدسة، ومن الممكن أن يكون لنا القدرة على التواصل الفكري من خلال وسائل الاتصالات. كما أنه توجد لنا كنائس وشعب في الولايات المتحدة الأمريكية من الممكن أن يعلن المبادئ المسيحية لكي يراجع اليهود الموجودون هناك أنفسهم، وتكون لهذه قوة تأثير كبيرة جدًا على اليهود في أي مكان آخر في العالم عندما قال الرب: "لما كان إسرائيل غلامًا أحببته، ومن مصر دعوت ابني" (هو11: 1) كان المقصود بها ليس فقط خروج شعب إسرائيل من أرض مصر ولكن أيضًا مجيء العائلة المقدسة إلى أرض مصر وعودتهم مرة أخرى إلى هناك حيث صُلب السيد المسيح في الأراضي المقدسة. فعبارة "من مصر دعوت ابني" تعنى عندما هربت العائلة المقدسة إلى مصر.وحاليًا الإيمان الحقيقي مستقر في مصر وفى الكنائس الشقيقة. ونحن نحتاج إلى أن نحفظ هذا الإيمان إلى أن يأتي الوقت الذي يصل فيه نور الإيمان وشرارة الإيمان إلى هؤلاء الناس.. هذه مسئولية علينا.. النهضة الروحية من علامات المجيء الثاني:- اليهود مصدر حزن وقلق للعالم كله، وقد قال عنهم بولس الرسول: "غير مرضيين لله وأضداد لجميع الناس" (1تس2: 15). ولكن الله في مقاصده التي يعبر عنها بولس الرسول بقوله: "إن كان رفضهم هو مصالحة العالم، فماذا يكون اقتبالهم إلا حياة من الأموات" (رو15:11). وهذا يعنى أنه لما كان اليهود قد رُفِضوا بسبب قساوتهم وصلبهم للسيد المسيح، اتجه الآباء الرسل للتبشير بالمسيحية إلى كل أمم الأرض، فإذا كان رفضهم صار مصالحة للعالم -لأن المسيحية قد انتشرت في شعوب الأرض كلها بسبب قساوة اليهود- فماذا يكون اقتبالهم إلا حياة من الأموات. إذن رجوعهم سيكون سبب ازدهار شديد جدًا للمسيحية. للأسف نحن نرى أن المسيحية تنهار في الغرب بصورة رهيبة.اليهود في حالة غضب شديد بسبب فيلم آلام المسيح الذي ظهر قريبًا (إخراج ميل جيبسون Mel Gibson)، وفى نفس الوقت فإن المسيحيون الذين يشاهدون هذا الفيلم يتأثرون ويتبكت الكثيرون منهم على خطاياهم. هناك حركة تحدث الآن.. لست أقصد أن هذا الفيلم هو الذي سوف يتسبب في إيمان اليهود لكن من الواضح أن هناك صراع فكرى يدور. تأثير هذا الفيلم جبار على كل المستويات فاليهود في حالة غضب شديد والمسيحيون في حالة تأثر شديد. وهذا يعطينا نموذج لِما يمكن أن يحدث في مرحلة مشابهة عندما ينوح اليهود على خطاياهم بدلًا من أن يبكوا عند حائط المبكى على مجدهم الزائل، يبكوا على خطية صلبهم للسيد المسيح، حينئذ يتبكت المسيحي أيضًا.اليهود في وقت صلب السيد المسيح قالوا "دمه علينا وعلى أولادنا" (مت 27: 25)، والآن يقولون ما ذنبنا إن كان أجدادنا هم الذين صلبوه؟ لكن طالما هم إلى هذا الوقت يعتبرون أن السيد المسيح مضل ومخالف للناموس، وبالتالي فحسب شريعتهم هو مستحق للموت، إذن كل يهودي اليوم يظن في نفسه أن السيد المسيح كان مستحقًا للصلب، لا يجب أن يقول ما ذنبي إن كان أجدادي هم الذين صلبوه؟! لأن هذا نوع من تزييف الحقيقة ونوع من التمويه لكن على أية الأحوال اليهود أعداء من أجل الإنجيل، وأحباء من أجل الآباء كما يقول معلمنا بولس الرسول: "من جهة الإنجيل هم أعداء من أجلكم وأما من جهة الاختيار فهم أحباء من أجل الآباء" (رو11: 28). "من جهة الإنجيل أعداء" تعنى أنهم طالما ينكرون السيد المسيح فهم أعداء للإنجيل، و"من جهة الاختيار فهم أحباء من أجل الآباء" تعنى أنهم عندما يتوبون ويؤمنون بالمسيح فسيكون هذا هو تحقيق الوعد الذي قاله الرب لإبراهيم: "يتبارك فيك وفى نسلك جميع قبائل الأرض" (تك28: 14). فمن باب أولى إذا كانت كل الشعوب قد تباركت، فلماذا يحرمون هم أنفسهم من هذه البركة؟ ولكن بشرط أن يتوبوا.. ومن ضمن توبتهم أن يكفوا عن سفك الدماء والعدوان والأحلام الأرضية والتوسعية. وللحديث بقية مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير السيدة العفيفة دميانة بلقاس عن كتاب سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان
المزيد
01 سبتمبر 2021

الدينونة العامة

يعتقد أخوتنا الكاثوليك بدينونة خاصة بعد الموت مباشرة وهي غير الدينونة العامة التي بعد قيامة الأجساد... فيرون أن الإنسان بعد موته مباشرة يقف أمام لينال الحكم: إما أن يكون شريرًا فيذهب مباشرة إلى جهنم، أو يكون بارًا فيذهب إلى المطهر، لتتطهر نفسه، ويكفر عن خطيته ويوفي ديونه... ولكننا نقول إنه لم يذكر الكتاب سوي الدينونة العامة. وسنحاول أن نفحصها معًا لنرى على أي شيء تدل يشرح الرب خير الدينونة فيقول "ومتى جاء ابن الإنسان في مجده، وجميع الملائكة القديسين معه [أي في مجيئه الثاني]، فحينئذ يجلس على كرسي مجده، ويجتمع أمامه جميع الشعوب، فيميز بعضهم من بعض، كما يميز الراعي الخراف من الجداء فيقيم الخراف عن يمينه، والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين معه: تعالوا إلى يا مباركي أبى، رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم، لأني جعت فأطعمتموني، عطشت فسقيتموني... فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين: يا رب متى رأيناك جائعًا فأطعمناك؟ أو عطشانًا فسقيناك... فيجيب الملك ويقول لهم: الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي الصغار فبي فعلتم""ثم يقول للذين عن اليسار: اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته" (متى25: 41).وعبارة " اذهبوا إلى النار المعدة لإبليس، معناها أنهم لم يكونوا قد ذهبوا إليها بعد". لأنه من غير المعقول أن يكونوا قد ذهبوا إلى هذه النار بعد الدينونة الخاصة، ثم يخرجهم الرب منها يوم القيامة ليختلطوا بالأبرار. ثم يفرزهم عنهم، ويوقفهم عن يساره، ويعود فيقول لهم " اذهبوا إلى النار... "؟! نلاحظ أيضًا أنه بدأ يقول لهم حيثيات حكمة: "لأني جعت فلم تطعموني، عطشت فلم تسقوني. كنت غريبًا فلم تأووني.. إلخ." حينئذ يجيبونه هم أيضًا قائلين "يا رب متى رأيناك جائعًا أو عطشانًا أو غريبًا أو عريانًا أو مريضًا أو محبوسًا، ولم نخدمك؟" فيجيبهم قائلًا: الحق أقول لكم: بما أنكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الأصاغر، فبي لم تفعلوا" (متى25: 42-45) هنا نرى لونًا من المحاكمة، وحوارًا وفرصة للدفاع عن النفس ثم ينفذ الحكم بعد ذلك "فيمضى هؤلاء إلى عذاب أبدي، والأبرار إلى حياة أبدية" (متى25: 46). ومعنى هذا أنه لم تكن محاكمة من قبل... بدليل أن الأبرار ما كانوا يعلمون، معنى حيثيات الحكم، بدليل أنهم سألوا الرب "متى يا رب رأيناك...؟" والرب بدأ هنا (بعد القيامة) يشرح لهم ذنوبهم، وما كانوا قبلًا يفهمون فإذا كان المضي إلى العذاب الأبدي، وإلى الحياة الأبدية، يكون بعد القيامة والفرز والمحاكمة، فكيف يقال إنه بعد الموت مباشرة، في دينونة خاصة؟! 2 – وكون الدينونة تكون بعد القيامة واضح من قول الرب " تأتى ساعة، فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة" (يو5: 28، 29) إذن هنا قيامة عامة، ولا يذهبون إلى الحياة أو إلى الدينونة إلا بعدها بعد أن تتحد الأرواح بالأجساد التي تخرج من القبور، ويقف الإنسان كله أمام الله... وهناك شاهد آخر على هذا وهو: 3 – يقول الرب "فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجده أبيه مع ملائكته. وحينئذ يجازى كل واحد بحسب عمله" (متى16: 27).وعبارة "حينئذ يجازي" معناها أنه لم يجازهم من قبل، وإنما حينئذ، حينما يأتي في مجد أبيه مع ملائكته. 4 – هذه المجازاة في المجيء، هي جزء من قانون الإيمان النيقاوي وهو قانون الإيمان تؤمن به جميع الكنائس، وفيه نقول عن المجيء الثاني للسيد المسيح: "يأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات". 5 – نفس المعنى نراه في تفسير الرب لمثل الزوان، إذ يقول "الحقل هو العالم، والزارع الجيد هو بنو الملكوت، والزوان هو بنو الشرير والحصاد هو انقضاء العالم. والحصادون هم الملائكة"."هذا يكون في انقضاء العالم، يرسل أبن الإنسان ملائكته، فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم، ويطرحونهم في أتون النار. (متى13: 38 – 41).أي أن هذه الدينونة تكون عند انقضاء العالم. والأشرار يطرحون في أتون النار في انقضاء العالم، وليس بعد الموت مباشرة... وكلمة "يجمعون" معناها يأتون بهم من كل مكان... وماذا عن الأبرار؟ ينابع الرب شرحه فيقول: "حينئذ يضئ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم. من له أذان للسمع فليسمع". وعبارة حينئذ، أي في ذلك الوقت، في انقضاء العالم، في الدينونة العامة، وليس بعد الموت مباشرة... "ومن له أذنان للسمع فليسمع".وعبارة حينئذ، أي في ذلك الوقت، في انقضاء العالم، في الدينونة العامة، وليس بعد الموت مباشرة... "ومن له أذنان للسمع فليسمع". 6 – يشبه هذا ما ورد في رسالة يهوذا الرسول "وتنبأ عن هؤلاء أيضًا أخنوخ السابع من آدم قائلًا: هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه... ليصنع دينونة على الجميع... ويعاقب جميع فجارهم على جميع أعمال فجورهم... وعلى جميع الكلمات الصعبة... إلخ." (يه 14: 15). إذن هؤلاء لم يكونوا قد عوقبوا قبلًا، وإنما سيعاقبون حينما يأتي الرب في ربوات قديسيه ليصنع دينونة على الجميع... على هؤلاء الفجار وعلى غيرهم... 7 – ومن الآيات الواضحة في هذا المجال قول بولس الرسول: "لأنه لابد أننا جميعًا أمام كرسي المسيح، لينال كل واحد ما كان بالجسد، بحسب ما صنع خيرًا كان أم شرًا" (2كو5: 10) فلا يمكن أن تقف الروح وحدها، لكي تنال جزاء ما كان بالجسد، خيرًا كان أم شرًا.إذن لا بُد من الوقف أمام كرسي المسيح، بعد أن تتحد الروح بالجسد. وعبارة " أننا جميعًا، تعنى الدينونة العامة. وهنا نود أن نقول بعض ملاحظات عما يسمونه (الدينونة الخاصة): 8 – ما لزوم الدينونة العامة، بعد الدينونة الخاصة؟ إن كان الخاطئ – في الدينونة الخاصة – قد صفى حسابه، وأخذ عقابه أو ثوابه، فما لزوم الدينونة العامة بالنسبة إليه؟! مادام الإنسان قد وقف الله ونال دينونته، البار ذهب إلى السماء، والشرير ذهب إلى جهنم، وانتهى الأمر... فما لزوم الدينونة العامة إذن؟ وما هدفها؟ وما قيمتها؟ وما تأثيرها على تلك النفوس؟... ولكن تكون لها قيمة، إن كانت هي الدينونة الوحيدة التي يتقرر فيها مصير الإنسان. 9 – ومن الآيات الواضحة في الدينونة، ما ورد في سفر الرؤيا "ثم رأيت عرشًا عظيمًا أبيض، والجالس عليه الذي من وجهه هربت الأرض والسماء ولم يوجد لهما موضع" [هذا عن نهاية العالم طبعًا] "ورأيت الأموات صغارًا وكبارًا واقفين أمام الله. وانفتحت أسفار، وانفتحت سفر آخر هو سفر الحياة. ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم. وسلم البحر الأموات الذين فيه، وسلم الموت والهاوية الأموات الذين فيها. ودينوا كل واحد بحسب أعماله. وطرح الموت والهاوية في بحيرة النار... (رؤ20: 11-15) كيف توجد دينونة قبل أن يقف كل الأموات أمام الله، وقبل أن يسلم البحر والهاوية الأموات الذين فيهما؟! وقيل أن تفتح الأسفار وتكشف الأعمال؟ 10 – والقديس بولس الرسول يتكلم عن الدينونة في المجيء الثاني واستعلان ربنا يسوع المسيح، فيقول: "إذ هو عادل عند الله أن الذين يضايقونكم يجازيهم ضيقًا، وأباكم الذين تتضايقون راحة معنا، عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته، في نار لهيب، معطيًا نقمة للذين لا يعرفون الله... الذين سيعاقبون بهلاك أبدي" (2تس1: 6-9). فكيف نقول إن الدينونة تكون بعد الموت مباشرة، على الرغم من كل هذه الآيات الصريحة؟! 11 – وأيضًا لا يتفق العقاب بعد الموت مباشرة، مع قول بولس الرسول"... ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب، تدخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة سيجازى كل واحد بحسب أعماله" (رو2: 5، 6).وهنا يتكلم عن المجازاة في يوم الغضب، يوم الدينونة. 12 – وأيضًا هذه الدينونة التي بعد الموت، ويكافأ فيها الأبرار، كما يعذب الأشرار، لا تتفق مع كلام الكتاب عن الأكاليل حيث يقول القديس بطرس الرسول للرعاة " صائرين أمثلة للرعية. ومتى ظهر رئيس الرعاة، تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى" (1بط5: 3، 4). وكذلك قول الرسول عن إكليل البر الموهوب له. قال "وأخيرًا وضع لي إكليل البر، الذي لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل، وليس لي فقط، بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضًا" (2 تي 4: 8). قداسة مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث عن كتاب لماذا نرفض المطهر؟
المزيد
31 أغسطس 2021

الدينونة العامة للبشر "وسيأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات" (قانون الإيمان)

هذا هو الحدث الذي به ينتهي التاريخ. وما يحدث "بعد" الدينونة النهائية ليس مُعتَبَراً من التاريخ، بل هو الأبدية الفائقة على والخارجة عن التاريخ. كما أنه بحلول هذا الحدث يكون تدبير الخلاص الشفائي للبشرية قد اكتمل. وهكذا يأتي التاريخ البشري إلى نهايته، حيث لم يَعُدْ زمان للعمل بعد؛ بل فقط نتيجة الإيمان والعمل في هذه الحياة الحاضرة. الدينونة الأخيرة: التعاليم المختصة بالتعليم عن الدينونة الأخيرة يُردِّدها الذين يتلون قانون الإيمان، وكانوا قديماً يردِّدونه باللحن والترتيل، ولم يبقَ إلاَّ الترتيل للبند السابق على بند "الدينونة" وهو: "وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي، آمين"؛ وكذلك للذين يُصلُّون والذين يستمعون لصلوات القدَّاس الإلهي للبند المختص بالدينونة: "ورسم يوماً للمجازاة، هذا الذي يظهر فيه ليدين المسكونة بالعدل، ويُعطي كل واحد حسب أعماله" (قداس القديس باسيليوس)؛ وكذلك للذين يُداومون على قراءة أو الاستماع للإنجيل المقدس. ومن بين ما تتضمَّنه الدينونة، الفرز والفصل والتمييز بين الأبرار وغير الأبرار، كما سيرد في بقية المقال، كما سيقف "كل واحد" في وضع الدينونة. وفي قانون الإيمان المُبكِّر المُسمَّى "قانون الرسل"، يعترف بأنَّ المسيح "سوف يأتي ليدين الأحياء والأموات". ثم أتى التأكيد على ذلك في قانون الإيمان الصادر عـن مجمع نيقية المسكوني عام 325م، الذي أُضيف عليه هذا البند في مجمع القسطنطينية المسكوني عام 381: "وسيأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات"، مُضيفاً: "الذي ليس لمْلْكه انقضاء". الدينونة الأخيرة هي فرز المختارين من غير المختارين، ليقضي كل فريق أبديته: إما للحياة في حضرة الله، أو بعيداً عن حضرة الله. والدينونة لن تكون فقط للأفراد "كل واحد"، بل وأيضاً هناك دينونة وقضاء للشعوب: «لأنه جاء ليدين الأرض، يدين المسكونة بالعدل، والشعوب بأمانته» (مز 96: 13). والدينونة الأخيرة هي قمة العمل القضائي الذي بدأ في التاريخ للأفراد والشعوب والأُمم. أما المسيح فسيكون هو الديَّان الأخير لكل أعمال البشر والشعوب الذين سيقفون أمام كرسي الدينونة، كما أوضح القديس يوحنا ذهبي الفم(1). كلمات أحداث الدينونة: يأتي، يجلس، يُميِّز: ثلاثة أفعال تصف عمل الدينونة التي يُجريها ابن الله كما صوَّره مَثَل الدينونة الأخيرة: «ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القدِّيسون معه، فحينئذ يجلس على كرسي مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب، فيُميِّز بعضهم من بعض، كما يُميِّز الراعي الخراف من الجِدَاء (جمع "جَدْي")» (مت 25: 32،31). وأما الحَدَث الأساسي في الدينونة الأخيرة، فهو الفصل والتمييز بين مَن سيكونون مع الله إلى الأبد، وبين مَن سيكونون بعيداً عن حضرة الله، كما يقول القديس إيرينيئوس(2). وكما كان في ميلاد الابن الكلمة، وتجربته، وآلامه، وقيامته، وصعوده؛ هكذا سيكون في الدينونة الأخيرة، حيث سيكون للملائكة القديسين حضور فعَّال في هذا الحَدَث: (مَثَل القمح والزوان): «والحصَّادون هم الملائكة... يُرسل ابن الإنسان ملائكته، فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم» (مت 13: 41،39). (مَثَل الشبكة): «يخرج الملائكة ويفرزون الأشرار من بين الأبرار» (مت 13: 48). «فيُرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت، فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح، من أقصاء السموات إلى أقصائها» (مت 24: 31)، (مت 25: 31 - النص أعلى). «لأن الرب نفسه بهُتاف، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله، سوف ينزل من السماء، والأموات في المسيح سيقومون أولاً. ثم نحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعاً معهم في السُّحُب لملاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب» (1تس 4: 17،16). آيات مُعزِّية في أيام الضيقات التي تمر بالأقباط في هذه الأيام: «حتى إننا نحن أنفسنا نفتخر بكم في كنائس الله، من أجل صبركم وإيمانكم في جميع اضطهاداتكم والضيقات التي تحتملونها، بَيِّنة على قضاء الله العادل، أنكم تؤهَّلون لملكوت الله الذي لأجله تتألمون أيضاً. إذ هو عادلٌ عند الله أنَّ الذين يُضايقونكم يُجازيهم ضيقاً، وإياكم الذين تتضايقون راحةً معنا، عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته» (2تس 1: 4-7). «أمواج بحر هائجة مُزبِدَةٌ بخزيهم. نجوم تائهة محفوظٌ لها قتام الظلام إلى الأبد. وتنبَّأ عن هؤلاء أيضاً أخنوخ السابع من آدم قائلاً: "هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه، ليصنع دينونةً على الجميع، ويُعاقب جميع فُجَّارهم على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها"» (رسالة يهوذا: 13-15). توقيت الدينونة: بعد قيامة الأموات تأتي الدينونة. فالأموات يقومون لكي يُدانوا: «إذاً لا تحكموا في شيء قبل الوقت، حتى يأتي الرب الذي سيُنير خفايا الظلام ويُظْهِر آراء القلوب. وحينئذ يكون المدح لكل واحد من الله» (1كو 4: 5).والإنجيل يضع التأكيد على أن الدينونة الأخيرة ستكون عند «انقضاء العالم» (مت 13: 39). الدينونة الحاضرة وعلاقتها بالدينونة الأخيرة: ولكن يؤكِّد إنجيل يوحنا على كلام المسيح عن الدينونة الحاضرة. فالدينونة الأخيرة النهائية ستكون في الواقع تسجيلاً لِمَا يُحقِّقه بعض الناس من دينونة حكموا بها على أنفسهم منذ الآن من جهة علاقتهم الحاضرة بالمسيح: «الذي لا يؤمن به قد دِينَ (أي حَكَم على نفسه) لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد» (يو 3: 18). والضمير الحسَّاس يُسابق الزمن في دينونة نفسه: «خطايا بعض الناس واضحة (أمام ضمائرهم) تتقدَّم إلى القضاء (الدينونة)، وأما البعض فتتبعهم» (1تي 5: 24). الدينونة ليست فكرة عقلية، بل "يوم" لابد قادم وننتظره: والدينونة ليست فكرة عقلية، بل هي حَدَث لابد قادم وننتظره كيوم مُحدَّد يُسمَّى في الإنجيل: «قيامة الدينونة» (يو 5: 29)، و«يوم الدين» (2بط 3: 7)، و«ذلك اليوم» (مت 7: 22؛ 2تي 4: 8)، و«يوم الغضب (الإلهي) واستعلان دينونة الله العادلة» (رو 2: 5)، «لأنه أقام يوماً هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل، برجل قد عيَّنه» (أع 17: 31). وليس المهم هو التحديد الزمني ليوم ومكان الدينونة، بل المهم أن يكون لدينا اليقين بحَدَث الدينونة المزمع أن يأتي: «لأن الله يُحضر كل عملٍ إلى الدينونة، على كل عمل خفيٍّ، إنْ كان خيراً أو شراً» (سفر الجامعة 12: 14)، «يأتي إلهنا ولا يصمت. نارٌ قُدَّامه تأكل، وحوله عاصفٌ جداً، يدعو السموات من فوق، والأرض، إلى مُداينة (دينونة) شعبه» (مز 50: 4،3). الدينونة عَهَدَ الله بها إلى مَن سبق وأُدين من البشر: أسماء الديَّان في العهد الجديد متنوعة، وأول اسم هو: «الله ديَّان الجميع» (عب 12: 23؛ رو 2: 5،3). 1. ويُنسب أحياناً إلى الآب: «أنا لستُ أطلب مجدي، يوجد مَن يطلب ويدين» (يو 8: 50)، «لأنه أقام يوماً هو فيه مُزمع أن يدين المسكونة بالعدل برجل قد عيَّنه مُقدِّماً للجميع إيماناً إذ أقامه من الأموات» (أع 17: 31)، «الذي إذ شُتِمَ لم يكن يشتم عِوَضاً. وإذ تألَّم لم يكن يُهدِّد، بل كان يُسلِّم لمَن يقضي بعدل» (1بط 2: 23) 2. أو يُنسب إلى الروح القدس: «ومتى جاء ذاك (الروح القدس) يُبكِّت العالم على خطية وعلى برٍّ وعلى دينونة» (يو 16: 8). 3. ولكن كثيراً ما يُستعلن شخصياً أنَّ الدينونة ستقوم بواسطة ابن الله المتجسِّد، أي المسيح نفسه: «ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسي مجده...» (مت 25: 31)، «وأوصانا (المسيح) أن نكرز للشعب ونشهد بأنَّ هذا هو المُعيَّن من الله ديَّاناً للأحياء والأموات» (أع 10: 42)، «لكي تجثو باسم يسوع كلُّ رُكبة مِمَّن في السماء ومَن على الأرض ومَن تحت الأرض» (في 2: 10)؛ وذلك لأنه يعرف وقد اختبر ضعفاتنا: «لأنه في ما هو قد تألَّم مُجرَّباً يقدر أن يُعين المجرَّبين» (عب 2: 18)، فهو القادر أن يدين الأحياء والأموات كواحد كان منهم. الآب أعطى كل الدينونة للابن: «لأن الآب لا يدين أحداً، بل قد أعطى كل الدينونة للابن» (يو 5: 22). لأنه من منطلق الرحمة، فإنه بإنسانٍ حقيقي، أي ابن الإنسان الذي شارك البشر في أحوالهم، وتجرَّب بكل نوع من التجارب؛ بهذا الإنسان يجب أن تكون دينونة البشر. فهذا الشفيع الإله والإنسان في وقت واحد هو الذي «أعطاه (الله) سلطاناً أن يدين أيضاً، لأنه ابن الإنسان» (يو 5: 27). وسبب تكليف الابن بالقيام بالدينونة هو «لأنه ابن الإنسان». العلاقة بين تألُّم الابن والحُكْم عليه بالموت في عهد "بيلاطس البنطي"، وبين تكليفه بدينونة البشر: فهذا الديَّان يحمل في جسده جروح آلامه وموته من أجل الذين حكموا عليه بالموت. الديَّان هو الرجل الذي عُلِّق على الصليب مُداناً من أجل خطايا العالم. إنه لائق جداً أنَّ ابن الله المتجسِّد الذي جاء ليُخلِّص البشرية من خطاياها هو هو نفسه الذي يكون ديَّان الخطية في نهاية الزمن. إنَّ عمل الفداء لابد أن ينتهي بنفس الشخص الذي بدأه. سرُّ العدالة والرحمة الإلهيتين: يظن الكثيرون أنَّ العدالة الإلهية هي مثل العدالة البشرية. وهذا محض وهم وبُعد عن الحقيقة. فكما عَلَت السموات عن الأرض، هكذا تعلو مفاهيم العدالة الإلهية عن العدالة البشرية.فالعدالة البشرية قاطعة وحاسمة وبتَّارة، لأنها خاضعة لشريعة "الحرف" القاتل أي نصوص قانون العقوبات. أما سر العدالة الإلهية فهو أنها مغموسة بدم الرحمة الإلهية، وهذا مفقودٌ في العدالة البشرية! العالم كله مُدان أمام الله، لكي يرحم الجميع: وتظهر هذه التضادة الرهيبة بوضوح في رسالة القديس بولس الرسول إلى مسيحيي روما، فهو يُصوِّر البشرية كلها - يهوداً وغير يهود، وهو التقسيم الطائفي الذي كان سائداً في أيام القديس بولس - بأنها كلها مُدانة ومحكوم عليها بالموت بقوله: «لأن الله أغلق على الجميع -يهوداً مفتخرين بيهوديتهم، وغير يهود عائشين في ضلال الوثنية - معاً في العصيان (أي وضع الجميع معاً في سجن الاستعداد لحُكْم الموت بسبب العصيان)»، ولكنه أسرع واستدرك في الحال وقـال: «لكـي يـرحم الجميع» (رو 11: 32)؛ أي المفتخرين بديانتهم والذين غرقوا في شهوات الوثنية معاً، يرحمهم الله معاً كما حَكَمَ عليهم أولاً بالموت معاً! هذا ليس موجوداً في قانون العدالة البشرية! وهو ما سيُميِّز عدالة الله في الدينونة الأخيرة، ولكن كيف؟ هذا لا يقدر أحد أن يشرحه أو يستخرج منه أي تعليق؛ بل فقط أن يطلب الجميع الرحمة الإلهية أمام العدالة الإلهية. وهذا ما تصرخ به الحناجر البشرية في كل قدَّاس، بعد ذِكْر يوم الدينونة: "ورَسَمَ يوماً للمجازاة، هذا الذي يظهر فيه ليدين المسكونة بالعدل" (القداس الإلهي)؛ فيكون المردُّ هو التوسُّل ردّاً على هذه المقولة: "كرحمتك يا رب ولا كخطايانا". سرُّ العدالة الإلهية: القاضي والمحامي هما شخص المسيح: ويكمن الفارق الرهيب بين العدالة البشرية المحكومة بقانون "الحرف" القاتل وبين العدالة الإلهية المغموسة في دم حَمَل الله الحامل خطايا العالم؛ أنه في العدالة الإلهية يجلس القاضي لكي يحكم في شكاية الشيطان ضد الإنسان، وإذا بالقاضي ينزل إلى منصة الدفاع ليكون هو "المحامي" و "الشفيع" عن الإنسان ضد شكايات الشيطان ضده. وهذا ما يُصوِّره بولس الرسول: «مَنْ سيشتكي على مختاري الله؟ الله هو الذي يُبرِّر! مَن هو الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات، بل بالحري قام أيضاً، الذي هو أيضاً عن يمين الله، الذي أيضاً يشفع فينا!» (رو 8: 34،33) أما نصيب هذا المُشتكي ضد المختارين فقد رآه القديس يوحنا الرائي هكذا: «الآن صار خلاص إلهنا وقدرته ومُلْكه وسلطان مسيحه، لأنه قد طُرح المُشتكي على إخوتنا، الذي كان يشتكي عليهم أمام إلهنا نهاراً وليلاً» (رؤ 12: 10).من هذا نفهم أنَّ الرحمة الإلهية في الدينونة الأخيرة هي في مجملها عدل، وعدل الديَّان هو رحمة بما لا يُقاس. ونقص الرحمة الإلهية اللامحدودة أو نقص العدل الإلهي اللامحدود، لا يمكن أن يكون هو دينونة الله. وهاتان الصفتان: العدل والرحمة، ليستا متناقضتين، بل مُكمِّلتان بعضهما للبعض. وقد ظهرتا هكذا على الصليب في كمال مشترك بصورة باهرة لا يمكن إدراكهما بالعقل المجرَّد. إنهما متَّحدتان في اليوم الأخير بطريقة متكاملة وبحكمة لا يمكن فحصها.وهكذا فإنَّ محبة الله لا يمكن تحقيقها بعدل غير رحيم، ولا برحمة غير عادلة. ذلك لأن هذا الديَّان هو "فاحص القلوب" (مز 7: 9)، الذي «بيده نسْمتُك، وله كل طُرُقك» كما قال الرب لبيلشاصَّر الملك الذي حاكم دانيال النبي (دا 5: 23)، إنه «العارف قلوب الجميع» (أع 1: 24). الراحة والرهبة في حضرة الديَّان: المؤمن لا يرهب أو يخاف من الدينونة الأخيرة، لأنه لا يقف أمام قاضٍ آخر غير شفيعنا والذي قضيتنا بين يديه. والقديس بولس كان واثقاً أنه محفوظٌ بيد "الرب الديَّان العادل" وله عنده: «إكليل البـر الذي يَهَبه لي في ذلك اليوم» (2تي 4: 8).
المزيد
30 أغسطس 2021

ضد المسيح وآباء الكنسية

الديداكية (نهاية القرن الأول): تقول عن ضد المسيح أنه مضلل العالم، الذي يدعي أنه ابن الله ويحكم علي الأرض ويصنع آيات وعجائب ويضطهد المؤمنين. لكن تتحقق النصرة الكاملة للسيد المسيح بظهور علامة (الصليب) في السماوات المفتوحة، ويسمع صوت البوق، ويقوم الأموات. عندئذ يأتي السيد المسيح ومعه جميع قديسيه علي سحب السماء (Didache 16: 3) القديس بوليكاربوس (69 - 155م): أحد تلاميذ القديس يوحنا الرسول: تكلم عن ضد المسيح بنفس نص وأسلوب القديس يوحنا وقال " كل روح لا يعترف بيسوع انه قد جاء بالجسد، هو ضد المسيح " (فيلادلفيا 1: 7). رسالة برنابا (حوالي 100م): وقد جاء فيها عن ضد المسيح أنه " حجر العثرة النهائي (أو مصدر الخطر) والمكتوب عنه كما يقول دانيال 000 ستحكم عشره ممالك علي الأرض وسيخرج منها ملك صغير بعدهم وسيخضع ثلاثة ملوك " 000ويقول دانيال أيضا عن نفس الشخص " ورأيت الوحش الرابع، شرير قوي، وأكثر وحشيه من كل وحوش الأرض، وقد خرج منه عشره قرون ومنها خرج قرنا صغيرا ناشئا وقد اخضع ثلاثة من القرون العظيمة ". وهو لا يقتبس من سفر دانيال بالحرف وإنما يقتبس روح وجوهر موضوع النص عن ضد المسيح. القديس يوستينوس الشهيد (حوالي 100 - 165م): والذي يصف ضد المسيح بإنسان الخطية وإنسان الارتداد الذي ينطق بما هو ضد العلي، ويتجاسر بارتكاب أعمال شريرة ضد المسيحيين ". القديس اريناؤس (140 -202 م): وقد تكلم كثيرا عن ضد المسيح مستشهدا بما جاء في سفر دانيال وما جاء في أقوال السيد المسيح والقديس بولس وما جاء في سفر الرؤيا فقال" وتبين الأحداث التي ستقع في زمن ضد المسيح انه لكونه مرتداً ولصاً وقلق ليعبدا كإله ؛ ومع انه مجرد عبد، فهو يريد أن ينادي به كملك. ولكنه سيأتي ليس كملك بار، وليس كملك شرعي خاضع له، مؤبد بكل قوة الشرير، لذا سيأتي كعاق وظالم وبلا قانون ؛ وكمرتد وجائر وقاتل، وكلص يتركز في ذاته الارتداد الشيطاني ويرفض الأصنام ليقنع الناس أنه هو نفسه إله، رافعا نفسه كالوثن الوحيد، يملك في نفسه أخطاء الأوثان الأخرى الكثيرة. ويفعل ذلك لكي يخدمه الذين يعبدون الشيطان بالرجاسات الكثيرة. هذا الوثن الأوحد هو الذي يتحدث عنه الرسول بولس هكذا " ويشير القديس اريناؤس إلي جلوسه في هيكل باعتباره " رجسه الخراب " التي تنبأ عنها داينال النبي أشار إليها السيد المسيح.ثم يقول " ويتطلع دانيال أيضا إلي نهاية المملكة الأخيرة " وينقل كل ما جاء عن القرن الصغير في (د71: 8؛ 20-22؛ 23- 25). ثم يقول هذا يكون لمدة ثلاث سنوات وستة شهور ثم يأتي القرن ليحكم علي الأرض. ويتكلم عنه أيضا الرسول بولس 000 ويعلن سبب مجيئه 00 " ثم ينقل نص ما جاء في (2 تس 2: 8 –12)." وقال عنه الرب اللذين يؤمنون به ما يلي " أنا أتيت باسم أبى ولم تقبلوني. أن آتي آخر باسم نفسه فذلك تقبلونه " (يو 5: 43) داعيا ضد المسيح ب " الأخر" لأنه مبعد من الرب. هذا هو أيضا القاضي الظالم الذي ذكره الرب بأنه " لا يخاف الله ولا يهاب إنسان " (لو 18: 2) الذي لجأت إليه المرأة عندما نسيت الله، التي هي أورشليم الأرضية 000 فسينقل ملكوته إلي تلك المدينة ويجلس في هيكل الله ليضل من يتبعونه، كما لو انه المسيح، ولهذا السبب يقول دانيال أيضا 00 " ثم ينقل ما جاء في (دانيال 8: 12، 13 – 25 ؛ 9: 27) عن ضد المسيح.وبعدما يشرح ما جاء في سفر دانيال وسفر الرؤيا عن الممالك وضد المسيح يقول: " وأذ كان الله العظيم قد كشف ما سيحدث في المستقبل عن طريق دانيال وأكد ذلك عن طريق ابنه، وإذا كان المسيح هو الحجر الذي قطع بغير يدين والذي سيدمر الممالك الزمنية، ويقيم ملكوت أبدي الذي هو قيامه الأبرار، كما يعلن هو: " يقيم اله السموات مملكه لن تنقرض ابدأ "، فلندع أولئك الذين 000 يرفضون الخالق ولا يوافقون على أن الأنبياء قد أرسلوا من قبل من الأب الذي أتي منه الرب أيضا لان النبوات أنبا بها الخالق بنفس الأسلوب بواسطة جميع الأنبياء قد أتمها المسيح في النهاية عاملا إرادة أبيه ومكملا لتدبيراته الخاصة بالبشرية "ويرى إريناؤس والقديس كيرلس الكبير أن ضد المسيح سيقوم بتجديد الهيكل اليهودي في أورشليم ليكون مركزا لعمله، على عكس ذهبي الفم وأغسطينوس وغيرهم الذين يرون أنه سيتربع في هيكل الكنيسة المسيحية!! العلامة ترتليان (160 - 240 تقريبا): أنتشر بين آباء القرون الأولى اعتقاد بأن الدولة الرومانية ستظل إلى ما قبل المجيء الثاني وأن إنسان الخطية سيظهر بعد زوالها، وتصوروا أن الإمبراطورية هي القوة المقاومة لظهوره. ومن ثم يقول العلامة ترتليان " أي عائق له إلا الدولة الرومانية، فإنه سيظهر الارتداد كمقاوم وضد المسيح ". كما يقول " نلتزم نحن المسيحيون بالصلاة من أجل الأباطرة واستقرار الإمبراطورية استقرارا كاملا، فإننا نعرف أن القوة المرعبة التي تهدد العالم يعوقها وجود الإمبراطورية الرومانية. هذه القوة التي لا نريدها، فنصلي أن يؤجل الله ظهورها 000 بهذا تظهر إرادتنا الصالحة لدوام الدولة الرومانية " العلامة اوريجانوس (185- 253 م): وما كتبه اوريجانوس عن ضد المسيح لا يخرج عن ما ذكرناه في الصفحات السابقة وما ذكره القديس إريناوس، خاصة ما جاء عن القرن الصغير في د81: 23- 25 و2 تسالونيكي 2: 4 " والنبوة فيما يختص بعد المسيح أعلنت في سفر دانيال 000 وقد ذكر في نبواته الأمور الخاصة بالملكوت الآتي مبتدأ من أزمنة دانيال ويستمر إلي نهاية العالم 000 وما قاله بولس في الكلمات المقتبسة منه. ثم يتحدث عن الآيات الشيطانية التي تتبعه، ضد المسيح، التي يقول إنها آيات خادعة وعاجزة ولا تقدر أن تغير طبيعتنا الفاسدة إلي طبيعة مقدسة، ولا أن تهب نموا في الحياة الفضلى، بل أن الممارسين لها أنفسهم لا يسلكون في نقاوة. ويري أن إنسان الخطية وهو يحمل أعمال الشيطان بكل عنفها وخداعها إنما يمثل الكذب الذي لا يمكن أن يكون له وجود بإعلان ظهور مجيء المسيح، أي ظهور الحق. فظهور المسيح يسوع شمس البر في أواخر الدهور سيقضي تماما علي ظلمة عدو الخير ويدفع بها إلي العذاب الأبدي، وإعلان الحق يحطم الكذب. أما العلامة هيبوليتوس: فقد كتب مقاله كاملة بعنوان " المسيح وضد المسيح " لا يخرج مضمون ما جاء بها عن ضد المسيح عما ذكر في هذا الفصل. ويمكن تلخيصها كالآتي ؛ إن التاريخ سينتهي بظهور طاغية عنيف، يقلد المسيح لكي يغلب كل الأمم لحسابه. وسيقوم ببناء الهيكل في أورشليم. ويكون أساسه هو مملكة روما (بابل الجديدة). وسيدعو، ضد المسيح، كل الشعب لتبعيته، ويغويهم بوعود باطلة، ويكسب الكثيرين إلي حين. ولكن إذ يبلغ الأمر إلي القمة يأتي الرب ويسبقه النبيان يوحنا المعمدان وإيليا ؛ يأتيان بمجد، ويجمعان مؤمنيه معا في موضع الفردوس. وسيحدث حريق ويسقط رافضوا الإيمان تحت الحكم العادل. عندئذ يقوم الأبرار إلي الملكوت والخطاة إلي نار أبدية. ويربط بين مملكة ضد المسيح ونهاية العالم التي تتم بعد 6000 عاما من الخليقة حيث يستريح الرب في اليوم السابع وتصور أن العالم سينتهي سنة 500م!! : القديس جيروم: يقول القديس جيروم " ويدعي (ضد المسيح) إنسان حتى لا نقترض انه شيطان أو روح شرير، ولكن كائن إنساني يسكن فيه الشيطان لأنه إنسان الخطية الذي سيجلس في هيكل الله مظهرا نفسه انه اله ". ويري أن كثيرين سيقومون كرمز لضد المسيح فيقول " كما كان سليمان وقديسون آخرون رمزا للمخلص، هكذا نؤمن بظهور رمز لضد المسيح مثل أنتيوخس أكثر الملوك شرا، مضطهد الكنيسة ومدنس الهيكل. ويقول في تفسيره لسفر دانيال إن ضد المسيح هو إنسان يهودي من أصل وضيع سيحطم مملكة الرومان ويسود العالم. القديس كيرلس الاورشليمى (314-387م): لم يخرج القديس كيرلس أسقف أورشليم عما بيناه في هذا الفصل وقال: " سيأتي ضد المسيح المكتوب عنه، عند انتهاء أزمنة الإمبراطورية الرومانية، وظهور علامات نهاية العالم. سيقوم عشره ملوك رومانيون معا، في أماكن مختلفة، ويحكمون في زمن واحد. وبعد هؤلاء يأتي الحادي عشر. وهو ضد المسيح. فيغتصب السلطة الرومانية بأعماله السحرية، ويذل ثلاثة ممن حكموا قبله ويخضع السبعة الآخرين لسلطانه.وبما أنه عالم وذكى، فسيتظاهر في البدا يه باللياقة والاعتدال والميل إلى الإحسان، وبعلامات وأعاجيب سحريه، يخدع اليهود بادعائه أنه المسيح المنتظر. ثم تنسب أليه جميع أنواع الشرور بسبب وحشيته وجوره الذي يبلغ حدا يفوق معه جميع الظالمين الملحدين الذين سبقوه. تحدوه روح متعطشة للدماء. قاسيه لا تعرف سبيلا إلى الرحمة، مليئة بالخداع والمكر ضد الجميع، ولاسيما ضدنا نحن المسيحيين. وبعد اقترافه شتى الجرائم زهاء ثلاث سنوات وستة شهور، سيهلكه ابن الله الوحيد، ربنا يسوع المسيح، المسيح الحق. بنفخه فمه، ويبطله بظهور مجيئه المجيد من السماء ويلقيه في نار جهنم 000 هذه الأشياء 000 تعلمناها في الكتب المقدسة التي تقراها الكنيسة، وخاصة في نبوة دانيال 000 كما فسرها الملاك جبرائيل 00 "ثم يستمر في شرح ما جاء في رسالة بولس الرسول الثانية إلى تسالونيكى وفى خطاب السيد المسيح عن نهاية العالم ودمار أورشليم (متى 24) ويقول " لكن كما أنه كان يليق به (بالمسيح) من قبل أن يأخذ الناسوتية وكان منتظرا أن يولد الله من عذراء، فقد خلق الشيطان خداعا بإيجاد روايات عن آلهة كاذبة تلد وتولد من نساء، لكي بوجود الأكاذيب لا يصدق الحق. وهكذا أيضا إذ يأتي المسيح مرة أخري، فإن المقاوم يستغل فرصة انتظار البسطاء خاصة الذين من أهل الختان، فيأتي رجل ساحر نابغ في فنون السحر والعراقة مخادع ماكر يأخذ لنفسه سلطان إمبراطور روما وينصب نفسه مسيحا كذابا، وتحت اسم المسيح يخدع اليهود المنتظرين مجيء المسيح ويغوي الأمم بأضاليله السحرية "." لسنا نعلم بهذا من اختراعنا، بل تخبرنا به الكتب المقدسة الإلهية التي في الكنيسة وخاصة ما جاء في نبوة دانيال التي قرأت منذ قليل، كما فسرها رئيس الملائكة جبرائيل قائلا " الحيوان الرابع مملكة رابعة علي الأرض تفوق سائر الممالك " (دا 7: 23). ومعروف في تقليد مفسري الكنيسة أنها مملكة الرومان. فكما كانت المملكة الأولى التي ذاع صيتها هي مملكة الآشوريين، والثانية هي مملكة مادي والفرس معا. وبعد هذا المملكة الثالثة هي المقدونيون، والرابعة الرومان. ثم يستمر جبرائيل في التفسير قائلا " قرونه العشرة هم عشرة ملوك سيقومون ويقوم بعدهم آخر الذي يفوق في الشر كل سابقيه: (ليس فقط يفوق العشرة بل كل سابقيه) ". ويذل ثلاثة ملوك " (دا 24: 7). واضح أنهم من العشرة ملوك السابقين 000 إنه " يتكلم بكلام ضد العلي " (دا 7: 25). إنه يكون مجدفا وشريرا، لا يأخذ المملكة عن آبائه بل يغتصبها بالسحر "." الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة " (2تس 2: 9). مظهرا أن الشيطان يستخدمه كأداة عاملا في شخصه، ومن خلاله. فإذ يعلم أن دينونته لن تتأخر بعد كثيرا، يصنع حربا ليس خلال وكلائه كعادته بل يصنعها علنا من ذلك الحين فصاعدا. مستخدما " آيات وعجائب كاذبة ". لأن أبا الكذب يعمل أعمال الكذب حتى يظن الناس أنها تري الميت يقوم وهو لم يقم، والعرج يمشون والعمي يبصرون مع أنهم لم يشفوا حقيقة "." يقول أيضا " المقاوم والمرتفع علي كل ما يدعي إلها أو معبودا 000 حتى أنه يجلس في هيكل الله ". أي هيكل هذا؟ لئلا يظن أننا نفضل أنفسنا فإنه متي جاء لليهود علي أنه المسيح راغبا في أن يكون موضع عبادتهم، يعطي اهتماما للهيكل لكي يخدعهم تماما مدعيا أنه من نسل داود وأنه سيبني الهيكل الذي شيده سليمان هذا إلذى متي جاء ضد المسيح لن يجد فيه حجر علي حجر كما حكم بذلك مخلصنا… إنه سيأتي " بآيات وعجائب كاذبة " رافعا نفسه كل الأصنام، فيتظاهر أولا بمحبة الإحسان، لكن يعود فيظهر طبعه الذي لا يعرف الرحمة وخاصة ضد قديسي الله. إذ قيل " وكنت أنظر وإذا هذا القرن يحارب القديسين " (دا 7: 21). وفي موضع آخر قيل " ويكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت أمة إلي ذلك الوقت " (دا 12: 1). مرعب هو هذا الوحش، عظيم لا يهزمه إنسان، مستعد للافتراس ". القديس اثناسيوس الرسولى (496-373م): يتحدث القديس اثناسيوس عن ضد المسيح في شخص اريوس والهرطقة الاريوسية ويقول: " ألم تصف رؤيا دانيال ضد المسيح: انه سيصنع حربا مع القديسين ويغلبهم ويفوق كل من كانوا قبله في أعمال الشر، وسيزل ثلاثة ملوك ويتكلم بكلمات ضد العلي ويظن انه يغير الأوقات والناموس؟ والآن من هو الشخص الآخر إلي جانب قسطنديوس حاول أن يفعل هذه الأشياء؟ حقا انه مثلما سيكون ضد المسيح. فهو يتكلم بكلام ضد العلي لهذه الهرطقة (الاريوسيه) الضالة: ويصنع حربا ضد القديسين بنفي الأساقفة.. ". : ورأى كوموديان أن نيرون سيقوم من الجحيم كضد المسيح ويحارب الكنيسة، وسيقف أمامه إيليا النبي الذي يرجع إلي العالم. وأن المسيح الغاش هو إعادة حياة نيرون الذي سيصنع معجزات في اليهودية. كما يتكلم عن مجيء ضد آخر للمسيح في الشرق، ويرى أن نيرون سيأتي إلي أورشليم بعد نصرته علي الغرب وخداعه لليهود الذين يقبلونه بكونه المسيا. القديس يوحنا ذهبي الفم: مثل كوموديان تصور أن نيرون هو ضد المسيح ودعاه الارتداد لأنه سيهلك كثيرين ويجعلهم يرتدون، إن أمكن حتى المختارين أن يضلوا (مت 24: 24). ودعاه بإنسان الخطية لكثرة شروره، كما دعاه " ابن الهلاك " لأنه هو نفسه أيضا يهلك. وقال أن شدة الهجوم الذي يشنه إنسان الخطية تجعل البعض ينظرون إليه على أنه الشيطان نفسه ثم يتساءل بقوله " هل هو الشيطان؟ لا، إنما هو إنسان يبث فيه الشيطان كل أعماله ". القديس أغسطينوس: شرح القديس أغسطنيوس قول السيد المسيح "أنا قد أتيت باسم أبي ولستم تقبلونني ؛ إن أتي آخر باسم نفسه فذاك تقبلونه " (يو 5: 45). وقال لقد أعلن لهم أنهم سيقبلون ضد المسيح الذي يطلب مجد نفسه منتفخا، وهو ليس بصادق ولا ثابت وإنما بالتأكيد هالك. أما ربنا يسوع المسيح فأظهر لنا نفسه مثالا عظيما للاتضاع، فمع كونه بلا شك مساو للأب 000 لكنه يطلب مجد الأب لا مجد نفسه ".ويرى أن سر قبول اليهود لضد المسيح هو تفكيرهم المادي وتفسيرهم الحرفي للنبوات. كما يفعل التدبيريون الآن. ويقول القديس أغسطينوس أيضا " يبدو لي أن الشعب الإسرائيلي الجسداني سيظن أن النبوة القائلة " خلصنا أيها الرب إلهنا واجمعنا من الأمم " (مز 106: 47) تتحقق تحت قيادته (ضد المسيح) وأمام أعين أعدائهم المنظورين هؤلاء الذين سيأسرهم بطريقة منظورة ويقدم المجد المنظور ". القمص عبد المسيح بسيط أبو الخيركاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد عن كتاب المجيء الثاني متى يكون وما هي علاماته؟
المزيد
29 أغسطس 2021

نهاية العالم والمجيئ الثانى وأهميته عند البشر

موضوع نهاية العالم ومجيء السيد المسيح الثانى يشغِل الناس منذ أزمنة طويلة.. ويستغل البعض هذا الموضوع لأهميته ويكوِّنون جماعات أو طوائف ويبتدعون فى الدين على هذا الأساس. والذى يدل على أن موضوع نهاية العالم يشغل البشرية فى أزمنة كثيرة هو أنه حتى تلاميذ السيد المسيح أنفسهم كان هذا الموضوع يشغلهم.. فقد ذكر القديس متى فى إنجيله ما يلى: "وفيما هو جالس على جبل الزيتون تقدّم إليه التلاميذ على انفراد قائلين: قل لنا متى يكون هذا؟ وما هى علامة مجيئك وانقضاء الدهر" (مت24: 3). واضح هنا أن مجيء السيد المسيح الثانى ارتبط فى حديث التلاميذ بنهاية العالم فقالوا "ما هى علامة مجيئك وانقضاء الدهر"وعندما سأل التلاميذ السيد المسيح هذا السؤال تكلّم معهم فى حديث مستفيض عن نهاية العالم، ولكنه حذّرهم من البحث عن ميعاد محدد. وقال لهم أثناء حديثه فى الرد على هذا السؤال فى نفس الأصحاح من إنجيل متى: "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السماوات إلاّ أبى وحده" (مت24: 36) فبالرغم من أن السيد المسيح تكلّم حديثاً طويلاً جداً عن نهاية العالم بناءً على سؤال التلاميذ، وبناءً على إشارة سابقة كان قد قالها فشغلهم الموضوع حتى سألوه إلا أنه فى الوقت نفسه أكّد لهم أن ذلك اليوم وتلك الساعة لا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السماوات إلاّ الآب وحده. وأيضاً بالرغم من تحذيره لهم بهذا القول إلا أنهم فى يوم صعوده إلى السماوات بعد قيامته المجيدة من الأموات حاولوا أن يسألوه فى نفس الموضوع مرة أخرى، فهى فرصة قبل أن يتركهم، فأجابهم بنفس الإجابة ولكن بمفهوم أوسع فقال: "ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التى جعلها الآب فى سلطانه" (أع1: 7). لم يقل هنا اليوم والساعة فقط بل قال "الأزمنة والأوقات".. لأنه من الممكن أن يقول البعض قد لا نعرف اليوم أو الساعة لكن من الممكن أن نعرف الشهر مثلاً، لذلك قال السيد المسيح فى هذه الآية "ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التى جعلها الآب فى سلطانه" لسد الطريق على هذا النوع من التحايل.. البدع وتحديد نهاية العالم:- فى مناسبات كثيرة نسمع عن أناس يحددون نهاية العالم... أحياناً يحددون السنة، وأحياناً يحددون الشهر أو اليوم. وسنورد أمثلة لذلك:- وليم ميلر:- وليم ميللر صاحب بدعة الأدفنتست حدد فى البداية سنة 1843م كميعاد لمجيء المسيح الثانى ونهاية العالم. وقال أنه سوف يكون فى شهر مارس.. ولكن المسيح لم يأت فى الميعاد الذى زعمه. وكان قد بدأ بتجهيز الناس لهذا الحدث لسنوات طويلة بلغت حوالى عشرين سنة أى من حوالى سنة 1823م، فكان يجول كواعظ متجوّل فى الولايات المتحدة الأمريكية والتف حوله كثير من الناس وقد استند ميلر بطريقة خاطئة إلى نبوات وردت فى الأصحاح الثامن والتاسع من سفر دانيال واستخرج منها ميعاد المجيء الثانى. إلا أن هذه النبوات لا تشير إلى مجيء السيد المسيح طبعاً.ولما لم يأتِ المسيح سنة 1843م أدَّعى ويليام ميللر أنه قد يكون فى مارس 1844، ولكن لم يأتِ المسيح أيضاً. وهنا تدخل واحد من أتباعه لإنقاذ الموقف يدعى صموئيل سنو.. صمويل سنو:- قال صموئيل سنو إن مجيء السيد المسيح مرتبط بعيد الكفارة العظيم فى الشهر السابع اليهودى من سنة 1844م. وحدد اليوم بالتحديد أنه يوم 22 أكتوبر سنة 1844م. (ولعلنا نذكّر أن يوم الكفارة العظيم فى سنة 1973 وافق يوم 6 أكتوبر يوم عبور قناة السويس. ولكن اليوم لا يكون ثابت فى كل السنين، فكان يوم الكفارة العظيم فى سنة 1844 هو يوم 22 أكتوبر.)ويوم عيد الكفارة العظيم قبل هدم الهيكل هو اليوم الذى يدخل فيه رئيس الكهنة فقط إلى قدس الأقداس مرة واحدة فى السنة. ولأنه غير مصرح إلا لرئيس الكهنة وحده بالدخول كانت عادة اليهود أن يربطوه من وسطه عند دخوله لئلا يموت بالداخل فلا يستطيع أحد أن يدخل ليخرجه. وفى ذلك اليوم قام أتباع ميللر وصمويل ببيع ممتلكاتهم ومنازلهم وحقولهم، واستقالوا من وظائفهم وارتدوا ثياب بيضاء وخرجوا إلى الجبال وظلوا طوال النهار والليل يرنمون وهم ينتظرون ولم يأتِ السيد المسيح. فسموا هذا اليوم يوم الإحباط العظيم The Great Disappointment Day وانفض الكثير من أتباعهم من حولهم نتيجة لما حدث ثم بدأت تلك البدعة فى الاختفاء. إيلين هوايت:- ثم ظهرت النبية المزعومة إيلين هوايت التى كانت تعانى من نوع من أنواع مرض الصرع، فكانت تصاب بنوبات صرع تغيب فيها عن الوعى، وكانت تدعى أنها فى أثناء ذلك ترى رؤى وإعلانات سماوية. ثم بدأت تؤكد أن مجيء المسيح قد اقترب، وبدأ الناس يصدقونها بناءً على الأفعال الفائقة للطبيعة التى كانت تحدث لها والتى قد تكون بتأثير من الأرواح الشريرة. فكان يحث لها ذهول لدرجة أنه إذا قرب أحد شئ إلى عينيها وهى تحملق فلا ترمش بعينيها، كما أنها من الممكن أن تستمر فترة طويلة بدون تنفس. فظن الناس أن هذه علامات خارقة للطبيعة وبدأوا يصدقونها، فبدأت البدعة تنتعش من جديد بسبب هذه إيلين هوايت. حتى أن أغلب كتب الأدفنتست هى الكتب التى قامت بكتابتها النبية المزعومة إيلين هوايت.وفى زماننا المعاصر ادعى البعض أن نهاية العالم سوف تكون يوم 4/4/1984 وللأسف صدق كثير من المصريين هذا الكلام وكانوا مرعوبين، فكنا نقول لهم لا تصدقوا هذا الكلام لأن السيد المسيح قال "أما ذلك اليوم وتكل الساعة فلا يعلم بهما أحد". تشارلز تاز راصل:- بعد إيلين هوايت ظهر أحد السبتيين يدعى تشارلز تاز رصل فى الولايات المتحدة الأمريكية بدأ هو أيضاً يتنبأ عن نهاية العالم. فقال أنه بعد أربعون عاماً، من ميعاد هو حدده بأنه عام 1874م، سوف يأتى السيد المسيح ويحل ملكوت الله وسوف يملك المسيح على الأرض ألف سنة، أى "المُلك الألفى". وهى عقيدة معروفة عند بعض الطوائف البروتستانتية وخاصة عند أصحاب البدع مثل بدعة شهود يهوه التى أسسها تشارلز رصل.فى سنة 1877م قام رصل مع أحد زملائه يدعى نيلسون باربور بنشر كتاب بعنوان "العوالم الثلاثة أو خطة الفداء". وعلّقت جمعية "برج المراقبة والكراريس"، وهى جمعية تشارلز تاز راصل التى أصبحت فيما بعد جماعة شهود يهوه، على هذا الكتاب بقولها [فى هذا الكتاب أعلن الشريكان رصل وباربور إيمانهما بأن مجيء المسيح الثانى قد بدأ فعلاً سنة 1874م حيث استهلت بأربعين سنة دعيت فترة الحصاد ثم حددا على وجه الدقة عام 1914م كوقت نهاية أزمنة الأمم].. هذا اقتباس مما قاموا بنشره فى كتابهم.ثم حدث خلاف بينهما وافترقا، فأسس تشارلز تاز رصل مجلته الخاصة به واسمها "برج صهيون للمراقبة وبشير مجيء المسيح".لكن لماذا اختار كلمة "برج صهيون" كعنوان لمجلته؟ وفى البداية لماذا دعى تلاميذه باسم "تلاميذ التوراة"؟ هنا يظهر الميل والتوجه اليهودى الصهيونى التوراتى الذى يتجاهل العهد الجديد.. نحن نحترم التوراة ونقدّسها، ونعرف أن جبل صهيون هو المكان الذى بُنيت فيه مدينة أورشليم، ولكن لا نستخدم هذه الألقاب بغزارة بعد مجيء السيد المسيح، بل نميل أن نتكلم عن الإنجيل وعن الكنيسة وعن العهد الجديد. لكن تتضح جداً رائحة التوجه اليهودى فى كل التسميات التى يستخدمها راصل.طبعاً من المعروف أن السبتيون وشهود يهوه يقدّسون يوم السبت كاليهود، وكذلك لا يؤمنون بالعذاب الأبدى للأشرار مثل "شيعة الصدوقيين" عند اليهود. وهناك الكثير من نقاط التلاقى بين اليهود وبين السبتيين وأيضاً شهود يهوه. ولكن شهود يهوه أكثر قرباً من اليهود لأنهم أيضاً ينكرون أن السيد المسيح هو كلمة الله المولود من الآب قبل كل الدهور. فى سنه 1876م اعتبر رصل نفسه هو راعى المجموعة، وفى سنة 1879 أسس مجلة "برج صهيون للمراقبة"، وفى سنة 1884 أسس جمعية اسمها "جمعية برج صهيون للمراقبة"، وفى سنة 1908م حرّك إدارة هذه المؤسسة إلى بروكلين فى نيويورك. وحينما كنت نيويورك رأيت أنا شخصياً مبنى برج المراقبة Watching Tower وهى المكان الذى تُطبع فيه كل منشورات جماعة شهود يهوه. وللأسف فقد انتشروا فى العالم وطبعوا كتبهم بلغات كثيرة، وأصبح عددهم لا يقل عن 10 مليون. بحلول عام 1914م لم يأتِ السيد المسيح كما ادَّعى رصل فأحرج لأن أساس جماعته كان مبنياً على محاولاته أن يخيف الناس ليتبعوه باستخراج حسابات معينة من الكتاب المقدس ليؤكد بها المواعيد التى يحددها لنهاية العالم. وللخروج من هذا الحرج أعلن الآتى:- [فى تلك السنة عينها (1914) تُوِّج يسوع المسيح ملكاً على العالم حيث بدأ نشاطه الملكى بطرد زمرة الشياطين والأبالسة من الأجواء السماوية]. طبعاً هذا الكلام مخالف لتعاليم الكتاب لأن بولس الرسول يقول عن السيد المسيح وعن صليبه: "إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا ظافراً بهم فيه (أى فى الصليب)" (كو2: 15)، وقال أيضاً: "رئيس هذا العالم يأتى وليس له فىَّ شئ" (يو14: 30)، وقال: "رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء" (لو10: 18)، ومكتوب فى العهد الجديد أن السيد المسيح قيّد الشيطان ألف سنة "وقيده ألف سنة" (رؤ20: 2).. هذا طبعاً الكلام لا ينطبق على سنة 1914! يقول رصل عن السيد المسيح [بدأ نشاطه الملكى بطرد زمرة الشياطين والأبالسة من الأجواء السمائية الذين هبطوا إلى الأرض وأشعلوا نار الحرب فيها]. هنا استغل راصل حدث زمنى خاص بالبشر هنا على الأرض لأن الحرب العالمية الأولى حدثت سنة 1914م، فاعتبر ذلك هو علامة سقوط الأبالسة إلى الأرض.. فهل حدوث أى حرب يعنى نزول الأبالسة من السماء إلى الأرض وتتويج السيد المسيح ملكاً؟!! فماذا يقول عن الحرب العالمية الثانية هل تُوّج السيد المسيح مرة أخرى؟!! وهل أى حرب تحدث فى العالم يكون معناها طرد الأبالسة من السماء؟!! كلام ليس له أية قيمة من الناحية الروحية.والسيد المسيح نفسه قال: "انظروا لا يضلكم أحد، فإن كثيرين سيأتون باسمى قائلين: أنا هو المسيح ويضلون كثيرين. وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب، انظروا لا ترتاعوا. لأن لابد أن تكون هذه كلها ولكن ليس المنتهى بعد" (مت24: 4-6). فقبل أن يدّعى رصل بأن هناك ارتباط بين الحرب العالمية الأولى وبين مجيء السيد المسيح الثانى، قال السيد المسيح نفسه لا ترتاعوا حين تسمعون بحروب وأخبار حروب لأنه لابد أن تكون هذه كلها ولكن ليس المنتهى بعد. مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل المتنيح الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن كتاب المجئ الثانى للرب من منظور روحى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل