الكتب

لهذا انا مسيحي

لماذا أنا مسيحي ؟ لماذا المسيحية بالذات ؟ إنه سؤال قد تردده بينك وبين نفسك في بعض الأوقات ، وقد يكون تساؤل ممن حولك بهدف المعرفة أو التشكيك ، ولكن في كل الأحوال يجب عليك أن تفهم لماذا أنت مسيحي ؟؟ يجب أن تعلم أن فهمك ووعيك بمن أنت هام للغاية ، هذا الفهم أهم ما يصل إليه الإنسان في حياته لأنه يؤثر في قراراته ومن ثم مصيره ، لأن فهم من أنت ؟ سيقودك لفهم أعمق وأهم هو لمـن أنت ؟؟ هناك من يدرس ويبحر في الكثير من العلوم والمعارف ويحوز الدرجات العلمية ويتحصل على الشهادات المتنوعة ويصل صيته إلى الآفاق ، ولكنه لا يعرف من هو ولماذا يؤمن بما يؤمن به ! إيمانه قد يكون شيئا متوارثـا أبا عن جد ، وهو مسيحي لا لشيء إلا لأنه ولد هكذا !! هل مثل تلك المسيحية تُمثل إيمانا صادقا ؟؟ وهل يخطو مثل هذا الإيمان بمن يعتنقه ( دون وعي ) خطوات نحو الحياة الأبدية ؟ بل ويمكن أن نسأل هل يتمتع مثل هذا المسيحي بإيمانه ويختبر حضور وعمل الله في حياته ؟؟ بالتأكيد الإجابة القاطعة ستكون : لا . ذات يوم كتب المتصوف الإنجليزي والتر هيلتون Walter Hilton قائلاً : " إن الظلمة الحقيقية أفضل من النور الزائف ؟ “ . ماذا تعني تلك الكلمات ؟؟ إنها تضع أيدينا على التعرف الصادق على أنفسنا . فقد نسير في طرق نعتقد أنها النور وهي ليست كذلك ، في تلك اللحظة يكون من في الظلمة وهم يعرفون تلك الحقيقة أقرب إلى النور ممن يحيون في وهم أنهم في النور ولكنه ليس سوى نور زائف ! والإنسانية هي ، بكلمات القديس أغسطينوس : " مجتمع الحقيقة . فالوصول إلى معنى إنسانيتي يستوجب بحث صادق عن الحقيقة ، الأمر الذي لا يمكن أن يتحقق بعيدا عن مفهوم الحب ؛ فالإنسان الحق هو من يبحث عن الحق فيلتقي الحب .. وقتها تبدأ النكهة الإنسانية في الحياة تتغير .. يبدأ الوجود يغرد بأناشيد النور .. بعيدا سنجد في بحثنا القصير أن كل المسيحية تتمحور حول الحب ، ولا يمكن فهم أية عقيدة مسيحية عن الحب ، ولا يمكن إقامة علاقة حقيقية مع الله دونما حب ، ولا يمكن ممارسة أي اختبار

كيف أتعرف على مشيئة الله

لقد كتب أحدهم قائلاً : ان تعرف مشيئة الله ، فتلك أعظم معرفة أن تتوصل لمشيئة الله ، فذاك أعظم إكتشاف بينما أن تصنع مشيئة الله ، فذاك بمثابة الإنجاز الأعظم في حياتك معرفة مشيئة الله ، لا تخلو جلسة مع الشباب إلا ويكون هو الموضوع الرئيس لتساؤلهم وحيرتهم وشغفهم لمعرفة المزيد عنه . هذا الأمر دفعني لأكتب تلك الصفحات القليلة حول هذا الموضوع وذلك لأنني وجدت الكثير من المفاهيم الدخيلة على الحس المسيحي النقي في التعرف على إرادة الله من حياتنا . ي الكثير من الأحيان كنت أرى أن من الشباب من يبحثون عن ملاك ( وإن لم يفصحوا صراحة عن هذا الطلب ) يقول لهم كيفية التحرك في كل تفاصيل الحياة ، وهم لا يطمئنون لأي شكل آخر من الفهم للمشيئة ! ويعيشون في قلق دائم لئلا يكونوا ضد مشيئة الله !! وحينما أسألهم عن كيفية اليقين ، تكون الإجابة لا أعرف !!

قراءة في حياة الرب يسوع الجزء الثاني

| الإنجيل حركة قراءة في حياة الرب يسوع هي قراءة معاصرة لكلمات وحياة المسيح ومواقفه التي دونها لنا الإنجيليون . ليست شرحا وتفسيرا منظما متتابعا ، أكثر من كونها لحظات سكون وتأمل واع واقعي لدفقة الوصية في وعائنا المعاصر . فالكثير من كلمات وأفعال المسيح تستوقفك وتمسك بك ولا تريد أن تطلقك حتى تجدد رؤيتك وإنسانيتك ، ويلمس هذا التجديد واقعك الشخصي ومدارك المجتمعي . قد تجد بها تتفا من المعارف الإنسانية التي تتواءم مع روح الإنجيل ، وهو دليل على أن الثقافة الإنسانية ليست متغربة بالكلية عن واقع الإنجيل بل تصبح في العديد من الأحيان شاهدة له ، من خلال خبرات البشر في حياتهم عبر الأزمان والأصقاع ؛ فالبشر على صورة الله ولو لم يدركوا . تصلي في ليتورجية العماد فنقول : أيها الأزلي السيد الرب الإله الذي جبل الإنسان كصورته ومثاله ... افتح أعين قلوبهم [ المعمدين الجدد ] ليستضيئوا بضياء إنجيل ملكوتك إن كل كلمة من كلمات الإنجيل تخلق نوعا من التحدي للذات الإنسانية المتقوقعة حول وجودها الذاتي ، تريد أن تطلقها لترى الوجود الكلي ، متجاوزة أظر الزمان والمكان والتقاليد والبيئة والطباع والمعارف ... ويبقى التحدي قائما في حياتنا حتى تنتصر الكلمة ، كما ينتصر النور على الظلمة ، بالفجر والشروق ، فتكسر كل قناعات النفس القديمة المأخوذة من المسلمات الإنسانية المجتمعية ، والتي ننقلها بعضنا لبعض ونحن في غيبوبة النسبية ، ومتغربين عن كل ما هو مطلق ، فتُحيل كلمات الإنجيل ، عالم الإنسان الترابي إلى تراب ، أي تعود به إلى أصله غير المكتمل قبل نسمة الحياة . وقتها يبدأ الحراك الأبدي في الظهور على سطح الكينونة الإنسانية ، ويبدأ تجاوز الذات والحاضر إلى المطلق . وحالما يلمس النسبي ، أي الإنسان ، المطلق الإلهي ، ينال المعنى الذي طالما بحث عنه . يراه نابضا في قلبه وعقله وجوهره الإنساني . إنها الحياة الإلهية والتي تمر كنبضات إلى كينونة النفس ، فتُحييها . فلا يبقى الإنجيل كتابا يعبر عن هوية دينية ، بل كتاب الحياة والحركة والوجود ، الذي يدفع الإنسان إلى اكتشاف السر والمسيرة ، كما من زجاج شفاف . وقتها “ يتكلم الناصري عن حنين قائم في أعماق القلب "

قراءة في حياة الرب يسوع الجزء الاول

الحاجة إلى واحد إن كلمات المسيح هي لؤلؤة تلك السلسلة ؛ “ قراءة في حياة الرب يسوع ” ، والتي تبحث عن جمال ، قد يكون مختبئا عن أعين البعض ، في كلمات المخلص . كلماته روح وحياة .. دفقات من الدماء في عروق ، الإنسان الجديد .. ودفقات من النور في ضمائر ونفوس وأرواح من تركوا العتيق البالي بحثا عن التجدد في المعرفة والخبرة الروحية ، كل يوم ، على صورة الله الظاهر في الجسد ؛ الرب يسوع . کلمات تشكل مقياس الحياة الجديدة وتعيد بعث ذكرى البراءة الأولى لإنسان ما قبل السقوط . كلمات تميت وتحيي .. تجرح وتعصب .. ثقيد لتحرر .. كلماته نيران تشتعل في القلوب لتدفعهم للسير وإن كانت المسيرة على جمر نار الاضطهاد والضيقة . إن الكلمات هي نطق الحياة ؛ فكلمات المخلص هي منطوق حياته التي لم تقترب منها شهوة ولا خطيئة ولم تعبث بها غرائز الإنسان العتيق . إلى تلك الحالة كانت دعوة الرب . لم يلقها عبثا على أناس يحيون في العالم ، والعالم شبكة عنكبوتية كبيرة متداخلة .. متاهة من الطرق المتشابكة ، لا نهاية لها . كلماته تحمل من الأسرار الكثير والكثير .. حجاب يرق أو يتكثف بحسب العلاقة معه .. يرق حجاب الأسرار فيظهر الله للبصيرة في فيض نور الحضرة الإلهية .. نور ؛ نغماته فرح وسلام في الروح .. وحينما يستعلن الله تتحول مبهمات الكلمات إلى حقائق أبدية محققة لا يلمسها إلا الإنسان الجديد القائم في المسيح ، من موت الخطيئة . كلمات كان يلقيها على جموع على مختلف مشاربهم ؛ مختلفو الأعمار والمدارك ، ولكن كلمات الرب أشبه بقطعة من الصلصال يشكلها الروح لتناسب الأذهان على مختلف قدراتها .. كلماته كانت قوى الحرية الجديدة لمن تكبلت أذهانهم بقناعات حجرية مغلولة في أصفاد حديدية صدئة هي منطق العالم والحواس والحرف .. كلمات الرب يسوع تنزع النقاب عن وجوهنا الملثمة لنرى الحقيقة ، نرى ما يختبئ خلفه من ملامح إنساننا الداخلي . إنها افتضاح رقيق لزيفنا وازدواجيتنا حتى نبدأ في إماتة إنساننا العتيق بنصل الكلمة نفسها . لا تفتضحنا كلماته أمام الجموع ولكن فقط أمام نفوسنا ..

عهد الصحراء

لطالما كانت البراري المصرية ذات جاذبية خاصة ؛ فسحر الصحراء الخلاب الممتزج بقوة السكون جعلت منها محط أنظار الكثيرين على مدى العصور . ولعل ظهور الحركة الرهبانية المدفوعة بقوة روح الله ، كانت بمثابة المغناطيس الذي جذب أنظار العالم إلى الصحراء ، لا كمكان للخلوة ولكن كمكان للحياة ومعاينة الله . والحديث عن البرية لا يمكن أن يستقيم دون تذكر كوكب البرية اللامع ، أنطونيوس ، الذي دشئن من البرية مذبحاً كبيرا لتقديم ذبائح حية مرضية أمام الله . وإن مجرد ذكريات أنطونيوس هي عون كبيرا ، هكذا أعلن القديس أثناسيوس في السيرة التي خطها بيده عن أنطونيوس الذي صار مثلاً يترجى مجاراته الكثيرون ، في سعيهم نحو المخلص . فحينما بدأت الحركة الرهبانية ، بدأت في قلب أنطونيوس ذلك الشاب الذي قرر أن يتبع المخلص ويحقق الوصية في ملئها مهما كلفه الثمن ، مستندا على وعد الرب بأن الذي يصبر إلى المنتهى ، فذاك يخلص . وببزوغ نجم أنطونيوس الروحي ، الذي رفعه الروح على المنارة ليستضئ بضيائه الجميع ، بدأ التساؤل وبدأ التفكير ف مدى صدق تلك الحياة ومدى إنجيلية تلك الحركة الوليدة

التلاقي بين الله و الانسان

هناك لوحة شهيرة للرسام الفرنسي جوجان Gauguin يتساءل فيها : من أين أتينا ؟ ومن نكون ؟ وإلى أين نمضي ؟ إننا نقف اليوم على مفترق الطرق بشكل خاص . فالعصر الحالي الذي يرتحل بنا في سرعة مذهلة تجعلنا نفقد إتزاننا الوجودي ، هو عصر الإنسان . فالإنسان اليوم هو المحور والغاية والوسيلة ، خاصة بعد نمو فكر الإلحاد السلبي الذي يتجاهل الله ويفكر في وجود الإنسان ككيان متواجد في الحياة ، مستقلاً عن أية قوى عليا !! ولعلنا نرى في إنسان اليوم مزيج من العادات والثقافات والتوجهات والموروثات المتناقضة بفضل الثقافة الكوكبية التي تسيطر على البشرية وتحول العالم إلى قرية صغيرة !! لذا فإننا نقف عاجزين اليوم عن تصنيف إنسان العصر في قوائم تراثية أو ثقافية أو حضارية ذات صبغة أحادية . فإنسان الأمس القريب كان مجموعة متناقضات وجدانية بسيطة من النور والظلمة ، من الروح والطين ، من الأمل واليأس ... ولكنها دخلت في بوتقة

الصليب كمدخل للحكمة في رسالة بولس الرسول الاولي الي كورنثوس

إن الحديث عن الصوفيا ( الحكمة ) يعود بنا إلى كلمات القديس أنطونيوس حينما سئل عن أعظم الفضائل ؛ فكان جوابه : الإفراز ( الحكمة ) . لذا فإن الوقت الذي سنقضيه في تتبع مفهوم الحكمة عند القديس بولس وعلاقته بالصليب ( في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس ) سيساعدنا على تتبع آثار الحكمة والسير على وقع خطوات بريقها اللامع في سماء القداسة والقديسين . فبدون حكمة لن يكون هناك فهما للخلاص والفداء ، اللذان يمثلان جانب الحكمة الإلهية المعلن للبشر ، والفهم هو أول طرق الممارسة والتطبيق . المفهوم الأولي للصوفيا في البدايات المبكرة لظهور مفهوم الصوفيا في الحقبة الثقافية اليونانية ، كانت تلك الكلمة تعني التمرس والخبرة في مهارة ما ، يدوية في أغلب الأوقات . وكانت ترتبط غالبا بالكلمات الآتية : ( المهارة والخبرة ) . المعرفة العلمية ( ٢ ) (المهارة والفن " ) . العمل اليدوي ) .

خدمة قراءة التوراة في المجمع اليهودي

لقد كانت قراءة التوراة في المجامع اليهودية عادة متأصلة في عصر المسيح والرسل والكنيسة الأولى ، ولقد لخص لنا سفر الأعمال صورة الليتورجيا المجمعية والخاصة بخدمة القراءات قائلا : « وأما هم ( بولس ومن معه ) فجازوا من برجة وأتوا إلى أنطاكية بيسيدية ، ودخلوا المجمع يوم السبت وجلسوا ، وبعد قراءة الناموس والأنبياء أرسل اليهم رؤساء المجمع قائلين : أيها الرجال الاخوة ؛ إن كانت عندكم كلمة وعظ للشعب فقولوا » ( أع 13 : 14- 15 ) . ومن تلك الآية يمكننا ملاحظة أن العبادة المجمعية الأسبوعية الرسمية كانت تقام يوم السبت ، وتنقسم القراءات إلى قراءة للتوراة وأخرى للأنبياء ويليهما العظة ، وهو ما سنبحثه بالتفصيل في الصفحات القادمة ، لنستوعب المناخ الروحي الذي انطلقت منه الكنيسة الأولى ، ومن ثم العبادة الليتورجية الكنسية فيما بعد . بداية قراءة التوراة في العبادة اليهودية لقد كانت قراءة التوراة والأنبياء أحد أقدم الممارسات الليتورجية اليهودية ، فهي تمثل النواة الأولى لأي اجتماع ليتورجي للعبادة في إسرائيل . وقد كانت بداية تلك الخدمة بعيدة كل البعد عن المفهوم الطقسي للخدمة ، فهي كانت ممارسة تعليمية قبل كل شيء ولكنها مرت بعدة تغييرات شأنها شأن كل أشكال العبادة اليهودية ، وتحولت إلى طقس وليتورجيا تعبر عن الهوية الدينية اليهودية وخاصة في فترات تراجع دور الهيكل في العبادة .

التوراة في الفكر اليهودي

عندما نسيت التوراة في إسرائيل ، جاء عزرا من بابل وأعادها ، ثم نسيت ثانية فجاء هيلل البابلي وأقامها ] ؛ إنها عبارة مألوفة في التقليد اليهودي . فلقد كانت التوراة ولاتزال ، تمثل تراث اليهودية الذي لم تطاله الأيدي . فالهيكل نقض وأورشليم سقطت في أيدي الأمم ، وفقدت الذبيحة قوتها المتمثلة في المذبح والنار ، وخرم بنو إسرائيل من رؤية ألسنة اللهب المتصاعدة من المذبح الممتزجة بشحم الذبائح والصلاة ولم يتبق لهم سوى التوراة ، عزائهم الأوحد ، الذي لم تستطع أيدي الأمم أن تعبث به . ونورد ههنا شهادة ليوسيفوس المؤرخ اليهودي الأشهر حينما قال : بالرغم من أننا فقدنا مدننا وكل ما نعمنا به من مزايا ، فإن شريعتنا ( توراتنا ) لازالت خالدة ... ] . وها هي شهادة أخرى من القرن الثاني عشر لأحد منشدي المعابد اليهودية ، والتي تحمل نفس مضمون شهادة يوسيفوس ، إذ يقول : [ لقد أنتهكت المدينة المقدسة وسائر المدن التابعة لها ؛ ترقد جميعها في الدمار ، وقد سلبت من جمالها ، وأضحى بهاؤها ظلاما ... ولم يتبق من ثرواتنا سوى التوراة ... ) ، من هنا ندرك أن اليهود هم شعب التوراة ]

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل