الكتب

مازال ينزف

حينما أفكر في الشهيد يداعب خيالي مشهد النور الفائق المنبعث من جراحات الجمع المتسربل بثياب بيض ويتبع الحمل أينما ذهب . الجراحات لآلئ لامعة تسبي البصيرة . الوجوه لا يعتريها الألم ولا الضيق . الأعين شاخصة في المجد الإلهي ، لا ينسكب منها دمع الأنين ولا تأوهات المخاض الأرضي . مشهد يسكب في القلب ، الحنين لملكوت الله .. مشهد يلتقط كينونتنا الإنسانية الملتحفة بأتربة أرض اللعنة ليسمو بها بعيدا في مدارات السلام والنعمة والفرح والمسرة في رحاب روح الله . هناك يسمع ترنيم الـ " هللويا الكبرى “ ، تلك التي تخرج بلا تعب ولا ملل ولا ألم ولا تغصب .. ” هللويا “ مرتلة بذهن منغمس في بهاء وجه الحمل الجالس على العرش .. حينما نتأمل في وجه الشهداء نرى الإنجيل ناطقا حتى الصراخ بانهزام الموت واندحار الألم أمام مجد الجسد الجديد ، نستنشق من جسده الذي نواريه الثرى ، رائحة ملء الروح .

الصليب كمدخل للحكمة في رسالة بولس الرسول الاولي الي كورنثوس

إن الحديث عن الصوفيا ( الحكمة ) يعود بنا إلى كلمات القديس أنطونيوس حينما سئل عن أعظم الفضائل ؛ فكان جوابه : الإفراز ( الحكمة ) . لذا فإن الوقت الذي سنقضيه في تتبع مفهوم الحكمة عند القديس بولس وعلاقته بالصليب ( في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس ) سيساعدنا على تتبع آثار الحكمة والسير على وقع خطوات بريقها اللامع في سماء القداسة والقديسين . فبدون حكمة لن يكون هناك فهما للخلاص والفداء ، اللذان يمثلان جانب الحكمة الإلهية المعلن للبشر ، والفهم هو أول طرق الممارسة والتطبيق . المفهوم الأولي للصوفيا في البدايات المبكرة لظهور مفهوم الصوفيا في الحقبة الثقافية اليونانية ، كانت تلك الكلمة تعني التمرس والخبرة في مهارة ما ، يدوية في أغلب الأوقات . وكانت ترتبط غالبا بالكلمات الآتية : ( المهارة والخبرة ) . المعرفة العلمية ( ٢ ) (المهارة والفن " ) . العمل اليدوي ) .

التوراة في الفكر اليهودي

عندما نسيت التوراة في إسرائيل ، جاء عزرا من بابل وأعادها ، ثم نسيت ثانية فجاء هيلل البابلي وأقامها ] ؛ إنها عبارة مألوفة في التقليد اليهودي . فلقد كانت التوراة ولاتزال ، تمثل تراث اليهودية الذي لم تطاله الأيدي . فالهيكل نقض وأورشليم سقطت في أيدي الأمم ، وفقدت الذبيحة قوتها المتمثلة في المذبح والنار ، وخرم بنو إسرائيل من رؤية ألسنة اللهب المتصاعدة من المذبح الممتزجة بشحم الذبائح والصلاة ولم يتبق لهم سوى التوراة ، عزائهم الأوحد ، الذي لم تستطع أيدي الأمم أن تعبث به . ونورد ههنا شهادة ليوسيفوس المؤرخ اليهودي الأشهر حينما قال : بالرغم من أننا فقدنا مدننا وكل ما نعمنا به من مزايا ، فإن شريعتنا ( توراتنا ) لازالت خالدة ... ] . وها هي شهادة أخرى من القرن الثاني عشر لأحد منشدي المعابد اليهودية ، والتي تحمل نفس مضمون شهادة يوسيفوس ، إذ يقول : [ لقد أنتهكت المدينة المقدسة وسائر المدن التابعة لها ؛ ترقد جميعها في الدمار ، وقد سلبت من جمالها ، وأضحى بهاؤها ظلاما ... ولم يتبق من ثرواتنا سوى التوراة ... ) ، من هنا ندرك أن اليهود هم شعب التوراة ]

خدمة قراءة التوراة في المجمع اليهودي

لقد كانت قراءة التوراة في المجامع اليهودية عادة متأصلة في عصر المسيح والرسل والكنيسة الأولى ، ولقد لخص لنا سفر الأعمال صورة الليتورجيا المجمعية والخاصة بخدمة القراءات قائلا : « وأما هم ( بولس ومن معه ) فجازوا من برجة وأتوا إلى أنطاكية بيسيدية ، ودخلوا المجمع يوم السبت وجلسوا ، وبعد قراءة الناموس والأنبياء أرسل اليهم رؤساء المجمع قائلين : أيها الرجال الاخوة ؛ إن كانت عندكم كلمة وعظ للشعب فقولوا » ( أع 13 : 14- 15 ) . ومن تلك الآية يمكننا ملاحظة أن العبادة المجمعية الأسبوعية الرسمية كانت تقام يوم السبت ، وتنقسم القراءات إلى قراءة للتوراة وأخرى للأنبياء ويليهما العظة ، وهو ما سنبحثه بالتفصيل في الصفحات القادمة ، لنستوعب المناخ الروحي الذي انطلقت منه الكنيسة الأولى ، ومن ثم العبادة الليتورجية الكنسية فيما بعد . بداية قراءة التوراة في العبادة اليهودية لقد كانت قراءة التوراة والأنبياء أحد أقدم الممارسات الليتورجية اليهودية ، فهي تمثل النواة الأولى لأي اجتماع ليتورجي للعبادة في إسرائيل . وقد كانت بداية تلك الخدمة بعيدة كل البعد عن المفهوم الطقسي للخدمة ، فهي كانت ممارسة تعليمية قبل كل شيء ولكنها مرت بعدة تغييرات شأنها شأن كل أشكال العبادة اليهودية ، وتحولت إلى طقس وليتورجيا تعبر عن الهوية الدينية اليهودية وخاصة في فترات تراجع دور الهيكل في العبادة .

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل