سيرة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس انها سيرة من القرن الرابع الميلادى فهى ليست جديدة ولكنها ستبقى جديدة انها سيرة حية متجددة نشرت بلغات عديدة ولكن لا يفهمها إلا الذى يعرف لغة الحب الإلهى انها سيرة ألهبت القلوب وجذبت للمسيح قلوب شباب وعذارى فخرجوا فى إثره.هذه السيرة قرأها الأغنياء فاحتقروا غناهم قرأها الحكماء فازدادوا حكمة قرأها المنبهرين بمباهج العالم فأحبوا سكنى الجبال والبرارى قرأها الخطاة فامتلأ قلبهم توبة وغيرة على الجهاد ويكفى أن تعرف عزيزى القارئ أن سيرة العظيم الأنبا أنطونيوس كانت سببا ً قويا ً فى توبة وتغيير القديس أوغسطينوس.
الكتاب الذى بين يديك عزيزى القارئ هو عمل موسوعى فريد إذ يضم القطمارس بأجزائه الخمسة فى مجلد واحد . شاملا ً النصوص الإنجيلية والشواهد الكتابية مع التأملات الروحية والأقوال الآبائية التى تصلح للقراءة والتآمل ، كما يمكن تقديمها كعظات فى القداسات عبر السنة الكنسية. هذا بالاضافة للمادة الدراسية المتعلقة بالقطمارس وأجزائة الخمسة فى صورة لوحات شرح تعليمية مبتكرة فى أفكارها وطريقة تقديمها ، مع وفرة من الأيقونات واللوحات والصور المعبرة.
كلما ظهر الرب في العهد القديم كانت هي ظهورات للابن الوحيد سابقة لتجسده في ملء الزمان من القديسة مريم العذراء. فالذي ظهر لأبينا إبراهيم مع الملاكين عند بلوطات ممرا هو السيد المسيح، لكن كان ذلك قبل التجسد. كذلك الذي ظهر لأبينا يعقوب عند مخاضة يبوق في صورة إنسان وصارعه حتى الفجر، ثم باركه وقال له: "لماذا تسأل عن اسمي" (تك32: 29) هو أيضًا السيد المسيح قبل التجسد. والذي ظهر لمنوح والد شمشون وصعد في نيران الذبيحة كان هو السيد المسيح قبل التجسد. والأمثلة كثيرة عن هذه الظهورات السابقة للتجسد، وكلها كانت تمهد لمجيء الابن الوحيد متجسدًا من الروح القدس والعذراء مريم لخلاص العالم. وهذا ما عبّر عنه القديس بولس الرسول بقوله: "وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد، تبرر في الروح، تراءى لملائكة، كُرز به بين الأمم، أومن به في العالم، رُفع في المجد" (1تى3: 16)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. كذلك قال القديس يوحنا الإنجيلي: "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله.. كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان.. والكلمة صار جسدًا وحل بيننا ورأينا مجده مجدًا كما لوحيد من الآب مملوءًا نعمة وحقًا" (يو1: 1، 3، 14).
الجزء الأول من هذا الكتاب رأى النور حوالى منتصف عام 1960 ،و أشرنا فيه الى جزئين آخرين مكملين له . ومنذ ذلك الوقت والجميع يتساءلون فى الحاح وشغف عن جزئه الثانى