العظات

الحبل القرمزي علي بيت راحاب

راحاب الزانية كلِمة " راحاب " تعنىِ رحب أومُتّسع كانت صاحِبة خان ( فُندُق ) للمُسافِرين مُلاصِق لِسور مدينة أريحا وسلّمت جسدها لِكُلّ رجُل يقترب إِليّها أحبّت جمع المال مِنْ التُجّار العابِرين عليّها إِذ كانت تأويهُمْ وتعيش معهُمْ فِى الخطيّة وتأخُذ مُقابِل مادّىِ ، لذلِك لا تقرأ إِسمها فِى الكِتاب المُقدّس إِلاّ مُقترِنا بِكلِمة الزانية عاشت فِى مديِنة أريحا ذات الأسوار العالِية الشامِخة الحصينة المملوءة كبرياء وإِرتفاع و تجبُرّ ، ولكِنّنا نجِد فى هذهِ السيّدة إِيمان بالله وقوّته وعمله 000 لِذلِك يجِب أن نقِف عِندها كثيراً و نتعلّم وهُنا نجِد أنّ القديس يوحنا فم الذهب يُحدِّثنا قائِلاً ( إِنّهُ مِنْ العار أن تظهر أنت فِى عدم إِيمان أكثر مِنْ زانِية ) فإِن كان إِسم راحاب يعنىِ رحب أو مُتّسع 000 فرُبّما كان لإِسمها واقِع فِى حياتها التّى إِتسعت لِتشمل جوانِب كثيرة مِنْ الحياة بِكُلّ شرّها وبمِلء بركاتها إيمان راحاب تبدأ القصة فِى سِفر يشوع الإِصحاح الثانىِ،أنّ رجُلين أرسلهُما يشوع بن نون لِيتجسّسا مدينة أريحا وكُلِّنا نعرِف أنّ يشوع الّذى تسلّم القيادة مِنْ موسى النبىِ للدخول بالشعب إِلَى أرض الميعاد إنّهُ رمز حى لِشخص يسوع المسيح الّذى صنع ما عجز عنّهُ الناموس ( موسى ) ودخل بِنا إِلَى كنعان الحقيقيّة ( السماء ) 0 يشوع مِنْ أعظم أبطال الكِتاب المُقدّس فهو قاهِر الأْردُن وهو الّذى أسقط أسوار أريحا ، وهو الّذى أوقِف الشمس بِصلاته إِنّهُ رجُل حرب إِستخِدم فنونه الحربيّة لِفتح الأراضىِ ورغم وعد الرّبّ أنّهُ يُعطيه " كُلّ مَوْضِع تَدُوُسهُ بُطُونُ أَقْدَامِكُم " ( يش3:1). فهذا لمْ يمنعه مِنْ إِستخِدام عقله و مواهِبه الطبيعيّة التّى منحهُ الرّبّ إِيّاها إِنّها علامة حُب الله للإِنسان يُريد ليس فقط أن يهِب ولكِنّه يُشرِكهُ معهُ فِى العمل لِكى تلتحِم إِرادة الله الفائِقة بإِرادة الإِنسان التّى تتقدّس بإِتحادها معهُ والخُضوع لهُ فِى كُلّ شىء 0 أريحا أقوى مُدُن كنعان عُرِفِت بأسوارُها المنيعة الشامِخة وتعتبر المدخل إِلَى الأراضىِ الكنعانيّة والمنفِذ إِلَى بعض المُدُن الهامّة مِثل أورشليم وعاى .وكانت أريحا أردأ مُدُن الأموريين ولِذا فقد أمر الله يشوع أن يُدّمِر المدينة والسُكّان جميعهُم وأن تتحّول المدينة إِلَى خراب دائِم 0 لِذلِك أرسل يشوع الجاسوسان لِيرجِعا إِليّهِ بِتقرير وافٍ عَنَ كيفيّة التغلُّب عليها طبيِعة أرضها - طبيِعة شعبها - مداخِلها – مخارِجها وبِلا شك كانا يُعرّضان أنفُسهُما لِخطرٍ شديد أثناء تجولهما فى أريحا إِذ لهُما ملابِس مصريّة لها طِراز مُميّز التّى خرجوا بِها مِنْ أرض مِصر مُنذُ أربعين سنة ( تث4:8) فلهُم شكل مُميّز جِداً ولهُم لُغة مُختلِفة 0 وكان مِنْ المعلوم أنّ أخبار بنىِ إِسرائيل كانت قد ذاعت فِى كُلّ الأرض بل صاروا مصدر رُعبا وخوفا لِجميع الشعوب مِنَ حولهُم وكانت راحاب نفَسَها تعلم ذلك وأنّ الله أعطى الأسرائِيليين أرض كنعان وصنع لهُم المُعجِزات وكان الأسرائِيليون قريبين مِنْ أريحا وأهلها وملِكها خاف منهُم وتوقّعوا زحفُهُم عليهُم فكانوا يرقُبُون الطُرُق والداخِل إِلَى المدينة والخارِج منها وكان لهُم ثِقة كبيرة جِداً فِى أسوارالمدينة 0 تجّول الجاسوسان وشعرا بِنظرات التعجُبّ فِى عيون كثيرون ورُبّما حاولا الخروج مِنْ المدينة فِى المساء ولكِن الأبواب أُغلِقت فإِضطرّا للنِزول فِى فُندُق على سور المدينة فدخلا بيت راحاب لِيضطجِعا إِنّها تدابير الله الفائِقة للعقول الّذى يجعل كُلّ الأشياء تعمل معا للخير فتنقِ ذهُم راحاب وتُنقذ راحاب بهُم 0 إِستقبلتهُما راحاب ، رحّبت بِهُما أدخلتهُما فِى بيتِها بِسلامٍ ولعلّها أول ما دخل الجاسوسان بيتِها سألتهُما عَنَ شعبهُما وغايتهُما فِى إِتيانهُما وأظهرت أفكارها مِنْ جِهة بنىِ إِسرائيل فوثقا بِها وفتحا قلبيهُما لها وعلّماها بعض التعاليم بشأن الإِله الحقيقىِ فوجدوا فيها إِيمان عجيب رُبّما لمْ يروهُ فِى شعب بنىِ إِسرائيل أنفُسهُم وسُرعان ما وصل الخبر إِلَى ملِك أريحا إِسرائيل فقيل لِملِك أريحا هُوذا قد دخل إِلَى هُنا رجُلان مِنْ بنىِ لِيتجسّسا الأرض " فأرسل الملِك إِلَى رَاحَابَ يقُولُ أَخْرِجِى الرَّجُلَيْنِ اللّذَيْنِ أَتَيا إِلَيْكِ وَدَخَلاَ بَيْتَكِ لأَنَّهُمَا قَدْ أَتَيا لكَىْ يَتَجَسّسَا الأْرْضَ كُلَّهَا " ( يش 3:2). وهُنا نجِد راحاب تُعرِّض حياتها للخطر وتُخبّىء الجاسوسان بِمُجرّد أن دخل إِليها رُسُل الملِك فوق سطح منزلها بين عِيدان الكتّان التّى كانوا عادةً يُنضّدونُها ( يُرصّوُنُها بِنظامٍ ) على أسطُح المنازِل لِكى تجِف بِحرارِة الشمس ومِنْ ثمّ كانوا يأخُذوُن أليافها لِتُغزل وتُنسج ويستخدِمون العيِدان فِى الوقود 0 لقد سمعت راحاب الزانِية ككُلّ أهل المدينة بل وكُلّ سُكّان المنطِقة عَنَ عمل الله مع شعبه كيف يبّس مِياه بحر سوف أمامهُم عِند خروجهُم مِنْ مِصر وكيف خلّصهُم مِنْ سيحُون وعُوج ملِكىِ الأُمورِيينَ ولكِنّها وحدها التّى آمنِت بِهِ وفتحت بيتها للرسولين كما فتحت فمها لِتشهد لله قائِلةً " أَنّ الرّبّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الأْرْضَ وَأَنّ رُعْبَكُمْ قَدْ وَقَعَ عَلَيْنَا وَأَنّ جَمِيعَ سُكّانِ الأرْضِ ذَابُوا مِنْ أَجلْكِم سَمِعْنَا فَذَاَبتْ قُلُوبُنَا وَلَمْ تَبْقَ بَعْدُ رُوح فِى إِنْسَانٍ بِسَببَكُمْ 0 لأنّ الرّبّ إِلهَكُمْ هُوَ الله فِى السّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلَى الأرْضِ مِنْ تَحْتُ "( يش9:2-11). إِنّها لَمْ تسمع فقط بل أعطتهُ إِهتمام قلبِها وهذا ما جعلها تختلِف عَنَ كُلّ شعبها لَمْ تسقُط كما سقط كثيرون فريِسة اللامُبالاه وإِنشغالِها بِهذهِ الأخبار أتى بالإِيمان إِلَى قلبِها أى رجاء لنا فِى راحاب إِنّها أعلنت إِيمانها عمليا فعرّضت حياتِها للخطر لِذا مدحها مُعلّمِنا بولس الرسول فِى الرسالة للعبرانيين " بِالإْيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَ اسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ "( عب31:11). إِنّهُ إِيمان عظيم إِستحقت بِهِ أنْ تدخُل فِى قائِمة عُظماء رِجال الإِيمان التّى وردت فِى عب 11 وضعها الوحى جنبا إِلَى جنب مع أُمِنا سارة التّى هى رمز لأورشليم العُليا ( غل26:4) والتّى أنجبت لأبونا إِبراهيم إِسحق إِبن الموعِد إنه إيمان إِمرأة سيّئة فِى أسوأ المُدُن فإِستطاعت هذهِ المرأة الزانِية التّى تسكُن فِى مدينة تنتظِر دينونة الله وإِدانتهُ أنْ تُعلِن إِيمانها بأعمالها لِتنال وعداً أكيداً بالخلاص 000 كم لنا مِنْ تشجيع فِى شخصيّة راحاب هذهِ التّى عاشت فترات طويلة مِنْ الزمنْ تائِهه فِى دروب الخطايا قابِعة فِى جِبال المعاصىِ الآن تقِف جنبا إِلَى جنب مع أبونا إِبراهيم أب جميع المؤمنين رفيقة لأُمِنا سارة ما أعظم جودك يا الله ترفع مِنْ المزابِل وتُجلِس على كراسىِ المجد ( 1 صم8:2). إِنّها تجاوبت مع نِداء النِعمة فعزمت على ترك عِبادة الأوثان والخروج مِنْ بؤرة الخطيّة والإِثم وإِحتقار شهواتها وآمنت وإِستجابت وفعلت إِنّهُ التفاعُل المُبارك المُقدّس لِعمل روح الله داخِل النَفَسَ 000 إِنّهُ إِيمان يُخجِل أولاد الله فبينما هلك شعب الله بِسبب عدم الإِيمان فماتوا فِى البرّيّة إِذا بِهذهِ الأُمميّة الزانِية تغتصِب المواعيد الإِلهيّة بالإِيمان الحى العامِل فيصير لها ولِعائِلتها نصيب فِى أرض الموعِد لا لا بل أكثر مِنْ هذا بكثير ويأتىِ مُشتهى كُلّ الأُمم والأجيال المسيّا المُخلِّص مُ تجسِّداً مِنْ نسلِها ( مت5:1).لأنّنا بِدراسة سلسلة أنساب السيّد المسيح المذكورة فِى إِنجيل متى نعرِف أنّها تزوّجت سلمون أحد الجاسوسين اللّذين آوتهُما فِى بيتِها إِذ رأى فيها إِمرأة عظيمة الإِيمان والأفعال وسلمون هذا كان أميراً فِى عشيرة يهوذا إِذ شعر بِمعروف راحاب إِذ أنقذتهُ وزميله مِنْ موت مُحقّق 000 تعلّق بِها وأخذها زوجة لهُ بعدما محت نعمة الله خزى حياتِها السابِقة صارت راحاب زوجةً فِى بيت قيادىِ فِى إِسرائيل وولدت بوعز الّذى نقرأ عنهُ فِى سِفر راعوث ورأينا كم أنّهُ شخص يحمِل قلبا مُتسِعا مملوء رحمة وحُبا إِنّهُ إِبن راحاب التّى أستحىِ الآن أن أدعوها زانِية. إِنّهُ إِيمان ونبّوة لَمْ نجِدهُم فِى الجاسوسين إِذ نجِدهُم يقولون لها "إِذَا أَعْطَانَا الرّبّ الأْرْضَ "( يش14:2) فكان لها ثِقة ويقين فِى إِعطاء الرّبّ للأرض أكبر مِنْ ثِقة الجاسوسين ولكِن ما هو أعظم أنّ تصرُفاتِها بل وشخصيتِها صارت نبّوة عَنَ قيام كنيسة الأُمم عِند مجىء يشوع الحقيقىِ إِنّها صارت تُمثِلّ كنيسة الأُمم التّى قبلت إِرسالتىّ المسيح ( جاسوسين ) التلاميذ والرُسُل وأخفت فِى داخِلها وصيّتهُ فصارت الكنيسة مُقدّسة لهُ كذلِك كُلَّ نَفَسَ مِنّا بكونِها عُضواً حيا فِى الكنيسة كانت قبلاً فِى ظُلمة الشر وقبلت خلاص ربنا يسوع فيها 0 وجدناها تُقر بإِيمان بإِله سمعت عنهُ ولَمْ تعرِفهُ أقرّت أنّ الرّبّ وحدهُ هو الله ( فِى السماء ) إِذن فعِبادة القوم للشمس أو القمر أو النجوم عِبادة باطِلة أعلنت إِيمانها بالله القادِر على كُلَّ شىء والحاضِر فِى كُلَّ مكان ( السماء والأرض ) إِنّها آمنت بِهذا الإِله القوىِ العجيب الّذى صنع عظائِم مع شعبه وعرِفت أنّ آلهة شعبِها باطِلة يا للعجب إِنّ حديثها مع الجاسوسين فِيهِ إِقرار كامِل وناضِج ليس بوجود الله وقُدرتهُ فقط بل بِوحدانيتهُ 0 وإِذ قبلت راحاب الجاسوسين هاج ملِك أريحا لا تتعجِب إِنْ رأيت العدو يهيج لِيُحطِم أى عمل إِلهىِ وفِى كُلَّ عصر مع كُلَّ عمل روحىِ توجد مُقاومة ويستخدِم العدو كُلّ الوسائِل : الجسد – الأقرباء – الظروف إِسمع ما قالهُ الشيخ الروحانىِ فِى هذا الشأن ( ويلاه منك أيُّها العدو الكثير الخِداع طوبى لِمَنَ أبغضك ). راحاب والجاسوسان لقد خبأتّهُما فِى بيتِها فليس مِنْ العجيب أن يُحوّل الله بيت راحاب بيت الخطيّة والموت إِلَى مخبأ للحياة إِنّها أطلقتهُما على السطح ودارِتهُما بين عِيدان الكِتّان ونزلت تتحدّث مع مندوبىِ الملِك وهُنا نجِد صورة لِكنيسة العهد الجديد التّى قبلت إِرسالية ربنا يسوع كجاسوسين وأخفت الإِيمان بالمُخلِّص فِى قلبِها وصعدت بِهِ مِنْ حرفيّة الناموس إِلَى حُريّة الروح إِلَى فوق كما إِلَى السطح فإِنفتحت عينها لِمُعاينة السمويات 0 ودارِتهُما على السطح بين عِيدان الكِتّان والكِتّان يُذكّرنا بِثياب الكهنوت فِى العهدين فإِنّ بيت راحاب الّذى يُمثِلّ كنيسة العهد الجديد إِذ قبل الإِيمان بالمسيح إِنطلق بِقلبهِ إِلَى السماويّات ) السطح ( خِلال العمل الكهنوتىِ ) الكِتّان (نقصِد كهنوت السيّد المسيح بكونهِ رئيس الكهنة الأعظم يشفع فينا بدمهِ وهو أيضا الّذى يعمل فِى كهنتهِ فيُقدّموا الخلاص للجميع وخِلال العمل الكهنوتىِ فِى المسيح يسوع رئيس الكهنة الأعظم وأُسقُف نِفوسنا وراعيها تُقدِّم الكنيسة ذبيحة الحُب المقبولة لدى الآب وترتفِع بأعضائِها لِيشترِكوا مع السمائيين – كما على السطح – فِى تسابيحهُم ولِيتورجياتهُم. طلب علامة: إِنّها أدركت مواعيد الله لشعبهِ ووثقت فِى قُدرتهِ فأرادت أن تنجو بِهذا الإِله ليس هى فقط بل وأهل بيتِها معها إِنّهُ الإِختبار الشخصىِ على مُستوى الحياة الخاصة الداخِليّة وفِى ثِقة الإِيمان قالت " فالآْنَ احلِفَا لىِ بالرّبّ وَأَعْطِيانىِ عَلاَمَةَ أَمَانَةٍ لأِنّىِ قَدْ عَمِلْتُ معكْمَا مَعْرُوفا بِأنَ تَعْمَلاَ أَنْتُمَا أَيْضا مَعْ بَيْتِ أَبىِ مَعْرُوفا 0وَتَسْتَحيِيَا أَبىِ وَأُمّىِ وَإِخْوَتىِ وَأَخَوَاتىِ وَكُلَّ مَالَهُمْ وَتُخَلِّصَا أَنْفُسَنَا مِنَ الْمَوْتِ " ) يش12:2-13). وكانت الإِجابة " هُوَذَا نَحْنُ نَأتىِ إِلَى الأْرْضِ فَارْبُطىِ هذَا الْحَبْلَ مِنْ خُيُوطِ الْقِرمِزِ فِى الْكَوَّةِ التّى أَنْزَلتِنَا مِنْهَا وَاجْمعَىِ إِلَيْكِ فِى الْبيْتِ أَبَاكِ وَأُمّكِ وَإِخْوتَكِ وَسَائرَ بَيْتِ أَبِيكِ 0فَيَكُونُ أَنّ كُلَّ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بيَتِكِ إِلَى خَارِجٍ فَدَمُهُ عَلَى رَأسِهِ وَنَحْنُ نَكُونُ بَرِيئَينِ "( يش18:2-19) العلامة التّى أُعطيت هى الحبل القُرمزى الّذى ي شير إِلَى دم السيّد المسيح الّذى بِدونهِ لا يُمكِن الخلاص الحبل القُرمزى رمز وإِشارة للمُخلِّص الّذى سيأتىِ فِى مِلء الزمان ويُخلِّص البشريّة بِدمهِ المسفوك على عود الصليب وهُنا يقول القديس أمبروسيوس ( فقدت الزانِية كُلَّ رجاء فِى وسائِل الأمان البشرىِ وسط دمار المدينة ولكِن إِيمانها غلب فقد ربطت حبلاً قُرمُزيا على الكُوّة رفعت علامة إِيمانها وشِعار آلام الرّبّ حتى يكون رمز الدم السرّىِ الّذى يُخلِّص العالم ) . بيت راحاب لَمْ يكُن لِراحاب أو أهل بيتِها أن يتمتّعوا بالخلاص لو خرجوا مِنَ البيت الّذى عُلِّق على نافذتهُ الخيط القُرمُزى فما هذا البيت إِلاّ الكنيسة سفينة النجاة التى لا ينجو أحد خارِجها لأنّه لا خلاص خارِج الكنيسة الحامِلة دم السيّد المسيح وهُنا يقول القديس كبريانوس : ( أتظنّون أنّكُم قادِرون أن تصمُدوا وتحيوا إِنْ إِنسحبتُمْ مِنْ الكنيسة لتُقيمُوا لأنّفُسكُمْ بيوتا ومواضِع مُختلِفة وقَدْ قيل لِراحاب أنّ كُلَّ مَنَ يخرُج مِنْ أبواب بيتِك إِلَى خارج فدمهُ على رأسه) 0 فمَنَ يبقى خارِج الكنيسة فهو خارِج مُعسكر المسيح فإِنّهُ ليس مسيِحيا مَنَ هو ليس داخِل كنيسة المسيح إِذ كيف يُمكِن أن يكون أحد مع المسيح إِنْ كان لا يسلُك داخِل عروس المسيح وإِنْ لَمْ يوجد فِى كنيستهُ وللقديس كبريانوس عِبارتهُ المشهورة ( مَنَ ليس لهُ الكنيسة أُمّا لا يقدِر أنْ يكون الله لهُ أبا ( 0 نزول الجاسوسان: " وَقَالَتْ لَهُمَا اذْهَبَا إِلَى الْجَبَلِ لِئَلاَّ يُصَادِفَكُمَا السُّعَاةُ وَاخْتَبِئَا هُنَاكَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى يَرْجِعَ السَّعَاةُ ثُمَّ اذْهَبَا فِى طَرِيِقكُمَا " (يش16:2) الجبل يُشير إِلَى السيّد المسيح نفسه فإِن إِقتفى ملِك أريحا أى الشيّطان أثر جاسوسى يشوع ولكنّهُ لَمْ يقدِر أنْ يأسرهُما إِذ صعِدا على الجبل أى إِحتميا فِى المسيح إِنّهُما لَمْ يسيرا فِى الأماكِن المُنخفِضة بل سلكا قِمم الجِبال حيثُ لا يقدِر رئيس هذا العالم أن يرتفِع وراءهُما إِذ هو يُحِب ما هو مُنخفِض 0 بالإيمان سقطت أسوار أريحا يقِف الآن الشعب أمام عائِق جديد فهو ليس بحراً أو نهراً إِنّها أسوار عالية حصينة 000 إِنّها تُمثِلّ تشامُخ العالم الّذى وُضِع فِى الشرير إِنّهُ عائِق يعوق النَفَسَ عن إِنطلاقِها نحو الأبديّة للتمتُّع بالميراث الحقيقىِ إِنّها تُمثِلّ إِرتفاع الأنا البشريّة بكونِها أخطر عائِق يقِف أمام النَفَسَ لِكى يفقِدها شرِكتها مع الله 0 إنّها معركة أريحا والشعب مُهيّأ لا للحرب ولكِن لينظُروا خلاص الرّبّ ... إِنّها الأسوار الشاهِقة السميكة التّى نحتمِل أن يكون بِداخِلها فُندُق أى سور هذا !! إِنّهُ شر العالم ونحنُ مدعوين بنعمِة الله أن نجتاز هذهِ الحرب ولنُهاجِم أخطر مدينة فِى العالم إِنّهُ إِرتفاع الشر ولنُدمّر بالله أسوار الخطيّة المُتعجرِفة والأنا المُتعظِمة "ولا تصغُر أنفُسنا بل نث ق أنّ الحرب للرّبّ " ( 1 صم 47:17) وهذهِ المدينة التّى تُرعِب أعدائها ترتعِد مِنَ شعب الله 000 بل تأخُذهُم الرِجفة وتقع عليهُم الهيبة والرعب ( خر 14:15) وهُم يتعجبّون مِنَ ذلِك إِذ كيف يغلِب هذا الشعب وهُم بِلا أسلحة ولا يُدرِكون أنّ أسلحة مُحاربتهُم ليست جسديّة ) 2 كو4:10) إِستخدم الله طريقة فريدة فِى الغلبة على أريحا ولَمْ تتكرّر فِى بقيّة الحروب فهى أول موقِعة فِى أرض الموعِد بعد عبور نهر الأُردُن وقَدْ أراد الله أنْ يُعلِن بِطريقة ملموسة أنّ الحرب لهُ والنُصره مِنْ عِنده وأنّ سِلاحه الحقيقىِ والخفىِ هو الإِيمان " باِلإْيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ " ) عب30:11) هل لك هذا الإِيمان ؟ قُل يارب زِد إِيمانّا ( لو 5:17 ) لأنّ "هذهِ الغلبة التّى نغلِب بِها العالم إِيمانُنا" ( 1 يو4:5) الدوران حول السور أُنظُر إِلَى طريقة الله فِى تحطيم أسوار أريحا " تَدُورُونَ دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ جَمِيعُ رِجَالِ الْحَرْبِ 0 حَوْلَ الْمَدِينَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً 0 هكَذَا تَفْعَلُونَ سِتَّةَ أَيَّامٍ وَسَبْعَةُ كَهَنَةٍ يحْمِلُونَ أَبْوَاقَ الْهُتافَ السَّبْعَةَ أَمَامَ التَّابُوتِ 0 وَفِى الْيَوْمِ السّابِع تدُورُونَ دَائِرة الْمَدِينَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَالْكَهَنَةُ يَضْرِبُونَ بِالأْبْوَاقِ " ( يش 3:6-4). نُلاحِظ هُنا أنّ الله لا يُعلِن خطته كامِلهً بل بالتدريج وعلى الإِنسان أن يُطيع ويخضع وإِنْ كان لا يفهم ونحنُ كثيراً ما نُريد أن يكشِف لنا خطوات آتِية لِحياتنا وهو يطلُب أن نكون أُمناء لهُ اليوم فلنعمل إِرادتهُ اليوم ونترُك لهُ الغد وشأنه 0ولعلّ الدوران يُشير إِلَى الدخول فِى الأبديّة لأنّها تُمثِلّ الحياة التّى بِلا نهاية كالدائِرة والإِنشغال بالأبديّة هو طريق الغلبة على شرور العالم ومجده الباطِل ولا يوجد شىء يستطيع أن يفتح الأبواب المُغلقة العالِية التّى تُمثِلّ التشامُخ والأنانيّة إِلاَّ الإِنشغالات الأبديّة وطلب الأمور الفوقيّة هذا يرفعنا فوق كُلَّ ضعف ويقتلِع مِنَ داخِلنا جذورالشر الدفينة 0والدوران مرّة كُلَّ يوم خِلال الستّة أيام الأولى إِنّما يُشير إِلَى العمل الدائِم كُلَّ أوقاتنا أمّا الدوران سبع مرّات فِى اليوم السابِع فمعناه أنّهُ فِى يوم راحتنا نعمل لِحساب الرّبّ مُضاعفا أُريدك أن تتأملّ معىِ هذا المنظر العجيب شعب أريحا يرقُبُون الأمر وراحاب تنظُر مِنَ النافِذة والخوف والرِعدة تملُك على شعب أريحا وملِكها ويستعدّون للحرب ويُعدّون أدوات الحرب وينظُروُن ويتعجبّون ورُبّما يسخرون ما هذا ؟؟ إِنّهُ م يدورون حول السور ثُمّ يجلِسون وفِى اليوم التالىِ يتكرّر هذا الأمر ومع إِنتهاء أخر دورة فِى اليوم السابِع إِنتهت أخيراً كُلَّ فُرص التوبة التّى قدّمها الله لهذهِ المدينة لِذا تُعلّمِنا الكنيسة أن نُصلّىِ فِى نهاية كُلَّ يوم أن ( توبىِ يا نَفَسَىِ ما دُمتِ فِى الأرض ساكِنة ) ( قطع صلاة النوم ). ورُبّما راحاب بين الحين والآخر تؤكِد على إِظهار الحبل القُرمُزى مِنْ الكوّه وتمسِك بِهِ وأقنعت عشيرتها أن يمكُثوا معها وأغلقت أبوابها جيّداً وإِنْ إِعترض أحد مِنْ عشيرتها طوال فِترة وجودهُم بالمنزِل تتكلّم معهُ وتقُنعهُوتحكىِ لهُ عَنَ إِله إِسرائيل وقوّته وعجائِبهُ فترفعهُم فوق مُستوى الشك إِلَى الإِيمان بِهذا الإِله الحى لو لَمْ يكُن لها الإِيمان الثابِت ما كانت كلِماتها تؤثِر فيهُم ولا صدّقوها ولكِن لأنّ كلامها خرج مِنْ قلب مُختبِر راسِخ إِستطاع أن يُقنِع ويؤثر فصدّقوا ما قالته وآمنوا على إِيمانها وأطاعوا فإِن كان أهل راحاب صدّقوا كلامها ونجوا كم يليق بنا أنْ نُصدِّق كلِمة الله ونؤمِن بِها فما أجمل أنْ نُصدِّق كلِمة الله ونشبع بِها ونأخُذ نصيبنا منها ونتخِذها سِلاح فِى جِهادنا فمغبوط مَنَ يملأ جَعْبَتَهُ منها( مز5:127) سنجِد فيها وعود وتشجيعات " وَفِى الْيَوْمِ السّابِعِ أّنَّهُمْ بَكَّرُوا عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَدَارَوا دَائِرةَ الْمَدِينَةِ عَلَى هذا الْمِنْوَالِ سَبْعَ مَرَّاتٍ "( يش15:6) ولابُد أنّهُم كانوا فِى غاية الإِعياء والتعب وجنود أريحا ينظُرون ويضحكون ولَمْ يعرِفوا أنّهُمْ سيبكون وهؤلاء المُتعبين سيستريحون ولكِن راحاب بِما لها مِنْ قلب تائِب مؤمِنَ بالله وإِنْ كانت لا تفهِم إِلاَّ أنّها تؤمِنَ أنّ هذا العمل يدخُل بِلا شك ضِمن خطة الله فِى حياة هذا الشعب وإِمتلاكه لأريحا بل وأرض الموعِد كُلّها فيما بعد كما قال لها الجاسوسان ولا شك أنّ الجاسوسان فِى دورتهِما مع الشعب حول أريحا كانا قَدْ عرّفا كُلَّ الشعب بيت راحاب الواضِح مِنْ الحبل القُرمُزى الأحمر المُدلّى مِنْ النافِذة حتى لا يقترِب إِليهِ أحد أُريدك أن تنظُر هذا المشهد العجيب الّذى آمنت بِهِ الكنيسة ووضعتهُ فِى قلبِها وصارت تُكرّرهُ طوال أيام غُربِتها على الأرض هكذا تفعل الكنيسة فِى كُلَّ إِحتفالاتِها تقوم بعمل دورات إِمتداد لِدوران الشعب حول أسوار أريحا لا زالت راحاب وعشيرتها فِى البيت مُتذكِره كلام الجاسوسين " فَيَكُونُ أنَّ كُلَّ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بَيْتكِ إِلَى خَارِجٍ فَدَمُهُ عَلَى رَأَسِهِ وَنَحْنُ نَكُونُ برِيئَينِ " ( يش19:2) فكانت راحاب تُلزمهُم بالثبات فِى المنزل ) " غَيْرَ تَارِكِينَ إِجْتِمَاعَنَا 00 " ( عب25:10). الضرب بالأبواق يضرب الكهنة بالأبواق فِى الدورة السابِعة، والأبواق فِى الكِتاب المُقدّس تُشير إِلَى كلِمة الله التّى ينطِق بِها الكهنة على الدوام القادِرة أن تهِب المؤمنين حياة النُصرة الروحيّة وتبعث فيهُم الفرح الداخلىِ وتهليل القلب ويقول القديس أمبروسيوس ( ليس كُلَّ أحد لهُ الحق أن يضرب بالبوق ولا يدعو الآخرين للإِجتماع المُقدّس إِنّما منح هذا الإِمتياز للكهنة وحدهُم ( ويالهُ مِنْ منظر عجيب ضرب الكهنة بالأبواق وهتف الشعب هُتافا عظيما وإِذا بالسور العملاق يسقُط فِى مكانه ورُبّما أخذ الخوف والرُعب عشيرة راحاب الأسوار تسقُط والبيت على السور فماذا يمنع سقوط بيتهُم ؟؟ إِنّ رؤية السور وهو يتهاوى مِنْ حولهُم إِختبار صعب لإِيمانهُم ولكنّهُم لَمْ يُغادِروا البيت ولَمِ يفتحوا الباب المُغلق وأطاعوا وظلّوا فِى البيت يُراقِبون مِنْ النافِذة فهذهِ هى رجاءهُم الوحيد يرقُبُون منها عمل الله مع شعبه أمّا باب البيت سيؤدىِ بِهُم إِلَى أريحا وهذا ما رفضوا أن يحيوا فيِهِ ولكِن ها راحاب تقِف صامِدة واثِقة مُمسِكة بالحبل القُرمُزى والحبل يتحدّث عَنَ الإِرتباط فهو مجموعة خيوط ممزوجة ببعضها تُعطىِ قوّة بعضها لِبعض لقد رُبِط هذا الحبل بين يدىّ راحاب وأيدىِ الرجُلين حينما إِستخدمتهُ لتهريبهُما لقد رُبط بينهُما مؤمِنه أنّ فيهِ سر النجاة وحقا سقطت الأسوار وهلك الجميع وبقى بيت راحاب وعشيرتها داخِلهُ فِى أمان لَمْ يسقُط مِنْ بيتهُم حجراً واحِداً ولَمْ يهلك منهُم أحداً والجميع يُعانِقون راحاب أنها لحظات إِنتصار الإِيمان الإِيمان العامِل الحى إِيمان مِنْ سمعت وصدّقت وها هى الآن ترى وتختبِر وكأنّها تُردِّد" بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنىِ " ( أي5:42). وكما إِرتفع أصوات الصُراخ وفزع الموت مِنْ حولهُم إِرتفعت أصوات التسابيح والحمد مِنْ بيت راحاب وما بيت راحاب إِلاّ الكنيسة صاحِبة علامة الغلبة والخلاص واهِبة النجاة لأولادها تُنقِذهُم مِنْ الموت المُحقّق خارِجها لا يُفرِقهُم عَنَ كُلَّ مَنَ حولهُم إِلاّ هذا الحبل القُرمُزى والباب المُغلق هكذا أولاد الله يحيون فِى وسط العالم يأكُلون يشربون لهُم بيوت وأولاد ولكِن لهُم العلامة المُخلِّصة تسمع أصوات و التسابيح التّى لا تنقطع و تعليات الله فِى حناجِرهُم هل أدركت لِماذا تضع الكنيسة للطفل المُعمّد زِنّاراً) شريطاأًحمر( بعد نواله نعمة الميلاد الجديد بالمعموديّة ويرتدىِ ملابِسهُ البيضاء التّى تُمثِلّ الحياة السماويّة التّى يليق أنْ يحيا بِمُقتضاها إنه علامة دم المسيح المُخلِّصة المُميّزة لهُ فلَمْ يعُد إِنسانا عاديا بل وارِث الملكوت لا يقوى عليه الموت ولا تؤذهِ الشرور أيضا فِى صلوات الإِكليل المُقدّس فِى سر الزيجة نجِد الكاهِن يضع زنّاراً أحمر على ثِياب الزوج لأنّها تؤكِد أنّ هذا البيت لهُ علامة النجاة والخلاص لا يهلك كُلَّ مَنَ بِداخلهُ بل يكون بيت صلاة بيت طهارة بيت بركة راحاب وسط أسرائيل دخلت هذهِ الأُمميّة وسط إِسرائيل لِتُغرس فِى شجرة الزيتون الحقيقيّة ويستخدِم الكِتاب المُقدّس تعبير" إِلَى هذَا الْيْومِ " عِندما يتحدّث عَنَ بقاء الشىء إِلَى نهاية الحياة فشاع هذا القول ) إِلَى هذَا الْيْومِ ( يعنىِ إِلَى نهاية العالم أى أنّ راحاب وعشيرتها إِنضمّت إِلَى إِسرائيل الحقيقىِ ( كنيسة العهد الجديد ) إِلَى هذا اليوم هذهِ التّى كانت زانية تحيا اليوم فِى وسط شعب الله مُتمتِّعة ببركات حضوره تشترِك فِى الأعياد والشرائِع وتُجاهِد كالوصايا وتحفظ الثياب طاهِرة تحيا عروسا مُقدّسة عفيفة للرّب ( 2 كو2:11) ولا تعود لِزِناها بل فِى قداسة الرّبّ وهذهِ المرأة تستطيع الآن أن تُخبِر ببهجِة الحياة مع الله لأنّها عاشت حياتان وشتّان بين شعب أريحا وشعب الله شعب يبحث كيف يُرضىِ غرائزه وكبرياؤه وشعب يبحث كيف يُكرّم إِلهه ويتبعهُ مِنَ كُلَّ القلب وإِن أخطأ يندم وينكسِر ويُقدِّم ذبائح للرضى والسرور والغفران إِنّهُ شعب خوف الله مُسمّر داخِلهُ إِنّها عرِفت الآن لِماذا سمح الله بوجودها فِى أريحا لِكى تشعُر بالأكثر بقيمة وجودها فِى وسط شعب الله إِنّهُ الإِله المُحِب الّذى يُحِوّل اللعنة إِلَى بركة والعقوبة إِلَى خلاص وفِى كُلَّ مرّة تشترك مع شعب الله فِى عِبادتهُم تتذكّر العادات المرذولة القديمة والطقوس الدِينيّة البغيضة التّى عاشت بِها وسط شعب أريحا وتتمنّى لو إِستطاعت أن تجمع شعب أريحا جميعهُمْ فِى بيتِها ويتمتّعوا معها بِما تتمتّع هى الآن ما أجمل الكنيسة بيت راحاب الجديد المُحتمِية فِى دم الحمل المُقدِّمة الخلاص والنجاه للعالم كُله فإِن كانت راحاب وثقت فِى حبل قُرمُزى كمْ يكون لنا خِزى إِنْ لَمْ نثِق فِى دم يسوع المسيح الّذى بِرُوحٍ أزَلىًّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لله بِلا عَيْبٍ، لِيُطهّر ضمائرنا مِنْ أعمال ميّتة لِنخدِم الله الحى ( عب14:9).وتمتّعت راحاب بِما لا يخطُر على قلبِها أنْ يقبلها سلمون كزوجة لهُ ( أحد الجاسوسان ) وهنا نتخيل أن هناك حديثاَ قد دار بين راحاب وسلمون :كيف وأنت بالذات دون هذا الشعب جميعهُ تعرِف عنّىِ كُلَّ شىء كيف تقبل أن يقترِن إِسمك بإِسمىِ وإِنْ قبلت أنت سيسخر الجميع منك بسببىِ سيُقال عنك أنّك أحببت زانِية فيرُد عليها سلمون ويقول : قَدْ وجدت فيكِ ما لَمْ أجِدهُ فِى كُلَّ بنات إِسرائيل فكُلُكِ جميل ياحبيبتى ليس فيكِ عيبة (نش 7:4 ) ولاَ أخشى أنْ يُعيّر إِسمىِ بِسببك فلا أحد يعرِفك مِثلىِ فلا أُبالىِ بِكلام أحد 0ودخلت راحاب بيت سلمون لتبدأ حياة جديدة رائِعة لَمْ تعرِفها مِنْ قبل زواج مُقدّس نقىِ فِى بيت رجُل مِنْ أشراف يهوذا ولها الحق فِى التمتُّع بِكُلَّ حقوق شعب الله فليست بعد غريبة أو نزيلة بل فِى رعويّة بيت إِسرائيل الجميع ينظُرون إِليّها نظرة جديدة لَمْ تتعوّدها مِنْ قبل فقد صارت مُكرّمة جِداً فبدأت تعرِف معنى جديداً للحياة وأنجبت بوعز وبوعز ولد عوبيد وعوبيد ولد يسّى ويسّى ولد داود الّذى أتى المسيح مِنْ نسله ولَمْ تُدرِك مَنَ سيصير بوعز هذا !!ولكِن لعلّها أدركت فِى السماء أنّها صارت جِدّة للمسيح أريحا وتبقى راحاب عبر كُلَّ الأجيال تُحدِّث بإِنتصار عمل الله داخِل النِفَسَ تُعطىِ رجاء لِكُلَّ مَنَ فقد رجاؤه وفرحاً وسلاماً لِكُلَّ مَنَ وثق فِى إِله إِسرائيل ونترُك العبوسة واليأس والحسرة لأهل أريحا ينطِق بِها الكاهِن فِى خِتام الصلوات الكنسيّة وهو يُغلِق سِتر الهيكل إِذ يمسِكهُ ويقول : ( إِسدِل يارب سترك علينا وإِجعل باب بيعتك مفتوح أمام وجوهنا إِلَى نهاية العالم ( على مر الدهور وإِلَى آخر الدهور والى الأبد آمين

شهوة الحياة الابدية

بسم الأب والابن والروح القدس إلى واحد أمين، فلتحل علينا نعمته ورحمة وبركاته الآن، وكل أوان إلى ظهر الظهور كلها. آمين. إنجيل هذا الصباح المبارك، يا أحبائي. بيتكلم. عن الراعي الصالح..ولأن اليوم تذكار نياحة اثنين من الاباء البطاركة.. البابا ديسقوروس . بطل الأرثوذكسية أو حامى الأرثوذكسية .. سمعنا في السنكسار. سيرته...وكيف ان دافع وظُلم في سبيل. الحفاظ على الأمانة الأرثوذكسية، واليوم أيضا. بتعيد الكنيسة، بتذكر استشهاد قديسة غالية علينا محبوبة جدا لقلوبنا الست رفقة وأولادها الخمسة. في الحقيقة، أحبائي نريد أن نقف وقفة صغيرة. مع. كيف سيدة، أم وطبع المرأة الضعيف الحساس. المليئ بالمشاعر و. أكتر شى ممكن أن يتعبها هي اولادها. كيف أن ترى أولادها واحد ورا واحد؟ وهو بيموت قدامها. مشاعر قاسية. غير آدمية لكن في الحقيقة. بيكون قدامها هدف أعلى من مجرد رباط اللحم والدم. تكون السماء مفتوحة أمامها، عندها هدف عالي. تريد أن تصل لي. لو كان اولادها يوصلون لهذا الهدف. فهي أيضا فرحة... كيف أن الإنسان أحبائي أن يقدم نفسه ولاده للسياف؟ عندما علموا بأضطهاد المسيحيين ..ظلوا يصلوا، طبعا إحنا إللي في ذهننا دايما ناس بتصلي من أجل اضطهاد. فربنا يرسل لهم ملاك يقول لهم هرفع الاضطهاد..ولم يحصل شى معكم. والذين ياذونكم .هنعمل فيهم و هيجرالهم. وبكده يبقى انتصروا.. وإحنا كده مبسوطين.. لأ ....لم يحصل ذلك... الملاك جاء لعم ونبهم بأن يستعدون لأنهم جميعا ستنالوا اكليل الاستشهاد ، أول ما يسمعو كده هيحصل إيه؟ أكيد يخافو ويرتعبوا ويحزنوا ويبكون ويحضنوا بعض.. يقولو لأ مش معقول ربنا يتركنا. ، لأ،، أول ما سمعو كده ففرحوا. وذهبو وباعو جميع ممتلكاتهم، وأطلقوا عبيدهم أحرار. وكأنهم ذاهبين للمضطهدين. يقولولهم خلاص. لأ يوجد شى يربطنا، اتفضل شوف شغلك.. رباط اللحم والدم؟ يهون .. من أجل الحياة الأبدية، ومحبة المسيح. ..هذة النموذج أحبائى التى تريد الكنيسة أن تقدموا لنا.. وإللي إحنا عاوزين نقف امامة ونفكر، كيف أن الإنسان يوصل للقامة الروحية دي.؟ شيئين. لكى اوصل للقامة الروحية...ولابد أن يكونو متوازنين، مع بعض جدا. وكتير بنفقدهم في حياتنا من زحمة وانشغال الحياة. أولا/ عدم محبة العالم. وثانيا/ محبة الأبديه. عدم محبة العالم، باعوا ممتلكاتهم، وأطلقوا عبيدهم. مش مربوطين بالعالم ..الإنسان مجذوب لأسفل، الإنسان مربوط بذاته وذاته. يريد أن يراها في حالة أعظم. .. فى الحالة إلذى يعيش فيها ...حالة الجسد الزمن. ويظل الإنسان متمسك في الدنيا بإيديه واسنانه، ويظل الإنسان ويسعى إلى اقتناء أكبر قدر من المقتنيات. ويسعى أن يقتني. أكبر قدر من المناصب، ويسعى لتأمين مستقبله الزمني. ولو فكر في المستقبل الأبدي، يفكر فى أن كيف أن يتلافى هذا الأمر، لكن مش برغبة، ولا باشتياق ولا بمجهود، عشان كده أحبائي . أول شيء، عدم محبة العالم، الكنيسة، دائما تقول لنا لا تحبوا العالم، لم تربط نفسك بتحت... العالم، تستخدمه المال، استخدمه، لكن ..لا يذلك المال ميكنش. هو ده هدفك الأساسي. متبقاش حياتك عايش لكى تجمع المال. متبقاش حياتك عايش لأجل أن تأخذ ملذات، لا إنت عندك أهداف أعلى، دوس على العالم، دوس على العالم بعز عيش العالم، متخليش العالم يعيش جواك، اجعل العالم يكون صغير أمامك. ما تستعبدش لشيء فيه أبدا، مهما كان كل شيء استخدمه، استخدم بيتك واستخدم الكرسي إللي بتقعد عليه، واستخدم. كل شيء لكن لم تكن مذلول لأي شيء. ولائك وانتمائك له لأ. إنت فوق كده بكتير، عشان كده أحبائي القديسين والشهداء مش ممكن يكونو شهداء إلا لو كانو مش بيحبو العالم. يستحيل أحبائي أن يقبلوا إنهم ينالوا إكليل الحياة الأبدية وهم مربوطين. بتحت..لا. عشان كده أحبائي ربنا، يسوع قال لنا أنتم لستم من أسفل، انتم مش من تحت، الزمن إللي إحنا عايشين فيه، ده زمن غربة، إحنا مسافرين ماشيين كل يوم بنقطع مسافة، مسافة مسافة. والرحلة بتقرب واشتياقتنا للرحلة الأخيرة بيزيد، عشان كده أقدر أقولك عدم محبة العالم. موضوع محتاج. مننا اهتمام كبير جدا. اسأل نفسك مقدار تعلقك بالعالم قد إيه؟ مقدار العالم في قلبك قد إيه؟ مقدار انشغالك بتأمين مستقبلك الزمني قد إيه؟ قد إيه؟ قد إيه إنت مشدود لتحت؟ هقلك بالمقدار ده بمقدار بعدك عن الأبدية، بمقدار ما إنت مشغول بالعالم وإللي فيه ومغلوب من العالم وإللي فيه بمقدار من تكون إنت شهوة الحياة الأبدية عندك ضعيفة و ضئيلة. عشان كده لما تسمع حاجات زي كده تقول ياه. صعب أقول لك فعلا صعب. ناس ملاك يأتى لهم ويقول لهم استعدوا لانكم ستنالوا اكليل الاستشهاد فيفرحون؟ . تخيل لو أتى لك ملاك وقال لك سيأتي بعض الاشخاض التى تقاوم المسيحية وسوف يذبخونكم جميعا. ..ماذا يكون ردكم؟ طب يا رب احمينا. طب يا رب خد بالك مننا، .لاننا اعيننا عالأرض ونريد الزمن، لكن لو إحنا نريد السماء..؟ نقول ييجوا يلا. ليه؟ لأنها لحظة اشتياقنا ..إننا نكون معه، مشتهي أن أكون مع المسيح طب والدنيا والناس، ربنا هو الذى سمح ..هو الذى ارد...طالما هو اراد يبقى لتكن إرادته.. الإنسان أحبائي الذى يثق في الحياة الأبدية، وواثق في تدبير ربنا، واثق في محبة ربنا، لم يعيش مهزوز. عشان كده تخيل إنت الست رفقة عندما ذبح ابنها الاول. في اللحظة إللي بعد كده. يستلمو الولد التاني..وتنظر إلى الثلاث ابناء المتبقين . . أكيد مشهد . صعب جدا على قلب الإنسان، إنه ينظروا او يحتملوا، و لكن لو لم يعلم انة سينال نصيب افضل .لم يكن يعرف ان يغلب هذا الموقف أبدا..لابد أحبإلى أن يعلم الإنسان لماذا هو عايش؟ وماذا يريد من هذا العام؟ يقولون أن هناك ثلاثة أنواع من البشرالنوع الأول. الذي يريد أن يرضي ذاتك وملذاته، وإن كان على حساب غيره. يريد أن يرضي ذاته ولذاته، وإن كان على حساب غيره. هذا من أدنى مستويات الإنسان. المستوى التاني أرقى . شويه يقولو عليه مستوى الإنسان الطبيعي. أو الإنسان الاجتماعي يريد أن يرضي ذاته ولذاته ومعه وغيره..بمعنى يريد أن يأخذ من الدنيا، ويعطي الناس أيضا. يعيش، والناس تعيش.. المستوى الأول يريد أن يرضي ذاته ولذاته، وإن كان على حساب غيره. وتاني نوع من الناس يريد أن يرضي ذاته ولذاته ومعه غيره، النوع الثالث، يريد أن يرضى الله، وإن كان على حساب ذاته، مثال. عندما تقول لك الكنيسة أن تصوم. ده على حساب ذاتك .لكن لكى ارضى الله، مثال اخر عندما تقول لك الكنيسه أن تعطى العشور ..فتعطى العشور ، انت بترضي الله، وإن كان على حساب احتياجاتك تقول ربنا أهم، إذاً إنت بترضي الله إن كان على حساب ذاتك، وهذا اللي الكنيسة تريد أن تعملة معنا والإنجيل يريد أن يعملوا معنا. أن نرضي الله، وإن كان على حساب أنفسنا، لماذا؟ لأني أقول إلى الله أنك أهم. مني. وأحبك أكثر مني. أنت مركز حياتي، وأنا عايش من أجلك، أول شي أحبائي مش ممكن نعيش على مستوى الست رفقة وآباءنا الشهداء وعلى مستوى أباءنا القديسين، إلا لم نكن دوسنا على العالم. خد تدريب وشوف نفسك أد إيه مزلول إلى كام شى في الدنيا، خد تدريب، وشوف أنظر كم شيء مستعبد له، كم شيء قلبك يتقبض، لو هسيت إنك ممكن تخسرها، خذ تدريب. وأنظر إلى مركز الله في حياتك قد إيه؟ أنظر. نفسك أنت في أنه مستوى من الثلاث مستويات. دول. وكن أمين مع نفسك، وصادق جدا، وأشكر ربنا إن ربنا أحيانا إلى هذه اللحظة، لكي نراجع أنفسنا. لماذا الله ابقانا إلى هذا الوقت؟ لأن اللة يترجى توبتنا ويريد الله أن نصلح من أنفسنا. .لكى نكون مهيئين لاستقبالة، وأنه يستقبلنا، فالله ينتظرنا لكي نصلح من أنفسنا. شيء مهم جدا، أحبائي . أنا عايش بعمل إيه؟ رقم إثنان، أنه الذي يجعل الإنسان أن يدوس. على العالم. هي شهوة الحياة الأبدية. تكون الحياة الأبدية مرسومة امامة وفرحان بها جدا. ويفكر فيها كتير. مشغول بيها كتير. وأمام عينة كثير. عدو الخير أحبائي يضربنا بالضربتين دول. يمسكنا ويشبطنا في العالم أوي، وينسينا خالص الأبدية، والعكس هو المطلوب. أمسك في الأبدية قوي وأنسى العالم. وكل ما أنا. ملت لاحداهما الثانية تقل على طول .عندما اميل إلى العالم ..الأبدية تقل.. وعندما اميل للأبدية العلم يقل، مثل كفتين ميزان..تضع فى احداهما كثير ، تجد أن الثانية طلعت لفوق، فلو أنا اتمسكت بالعالم أوي أوي. هجد الأبدية، بعدت . لو أنا ثقلت الأبديه وتمسكت بيها أوي .هجد العالم يبعد، عشان كده شهوة الحياة الأبدية مربوطة تماما بعدم محبة العالم إللي مشغول بالسما وإللي مشغول بالأبدية. أحبائي تصبح أمور الحياة هينة علية جدا يقول لك كده الحكيم في سفر الأمثال. جعل الأبدية في قلبهم. التي. بدونها، لا يستطيع أحد. أن يعاين الله، جعل الأبدية في قلبهم. ربنا وضع الأبدية في قلبنا، وضع بذرة الملكوت . من أكثر الكلام الي اتكلم عنه ملكوت السماوات. يشبه ملكوت السماوات، يشبه ملكوت السماوات، ويكلمك عن إنسان مسافر. ادخل إلى فرح سيدك ويكلمك عن العُرس السماوى والوليمة السمائية ، ويريد أن يرفع قلبك وعقلك إلى فوق. يريد أن يأخذك من الاهتمامات الميتة المريضة. يريد أن. ينقلك من حالة إلى حالة .شهوة الحياة الأبدية، أحبائي. الإنسان يكون مشغول بها جدا وبيجهز نفسه لها جدا ، وفرح بها جدا ومستعد لها جدا ..هذا هو ميراث عبيد الرب قالك كده. هذا هو ميراث عبيد الرب، وبرهم من عندى يقول الرب. إذا كان ربنا واضع الأبدية في قلبك، فلابد أن تغذى هذا الأمر ..وكبرة. . ليه بنعمل العكس؟ ليه نموت الأبدية؟ ونزود العالم، رغم أننا مخلوقين للخلود. الإنسان توجه إلى الله. الإنسان مأخوذ من فوق. عشان كده أحبائي شهوة الأبدية زودها عندك. تعمل إيه؟ اقرأ سفر الرؤية، اقرأ سير قديسين كتير. ،، فكر في مكانك في السما، أعتبر نفسك دائما غريب، أعتبر نفسك دائما مهاجر، اعتبر نفسك أن إنت عايش فترة مؤقتة وبتجهز مكان في مكان تاني. كل يوم، ضع فى طوبة ، كل يوم ضع فية لمبة كل يوم، ضع ترابيزة كل يوم ضع . فية شى هتستخدمها بعدين. جهز لهذا، وكل شويه أسرح في المكان، أسرح في بيتك. يقولوا عن المتنيح الأنبا يوأنس أسقف الغربية. كان رأى رؤية ..الست العذراء أخذته لتراب ، مواضع القديسين في السماء... فراة الأبرار وهو متعجب. وراى ايضا. عندما قالت له مين الرجل إللي علية الهيبه الكبير دى؟ تقوله ده أبونا إبراهيم أبو الأباء. أه. أنا برضه خمنت كده، بس أنا معرفوش. بس ده قاعد في مكان جميل قوي، مين ده؟ ده موسى رئيس الأنبياء. فنظر إلى رجل جميل جدا، ومكانه، جميل فقال لها أنا ، أتوقع إن ده داود النبي .فعلا، ده داود النبي...وراتة أشعياء وارميا. وشاف راجل عليه طويل وعلية هيبة .. ده الأنبا انطونيوس. وراى القديسين و القديسات، ووجد سيدة جميلة، بهية طويلة ..فسأل عليها ..فقالت لة. أمنا سارة. ورأى الاماكن والشخصيات. شى جميل جدا فنظر إلى ، مكان جميل جدا، .لكن لم يكن احد فية . وبعدين يفوت يفوت. قالت له يلا انزل. قال لها لا. أنا مش عايزة أنزل. أنزل أعمل إيه؟ خليني هنا. قالتله لأ، لازم تنزل عشان إنت ليك رسالة لازم تكمل الرسالة. قال لها بس قولي لي المكان الفاضي ده بتاع مين؟ قالت له ده بتاعك إنت. المكان ده بتاعك انزل وجاهد وكمل رسالتك. ومكانك جاهز، كتب الرؤية وتركها .وقالهم دي متطلعش غير بعد نياحتى...اسمها. رأيت هناك.... إحنا كل شخص فينا أحبائي لابد أن يعلم أنه له مكان هناك. جاهد لكي تحافظ على مكانك. رثوا الملك المعد لكم من قبل تأسيس العالم، حاجة جاهزة موجودة، مشكلتي إن أنا أفقدها. مش لسة هناخد مكان في السما؟ إحنا لينا مكان في السما، المشكلة لو ضاع. عشان كده أحبائي مجد الإنسان المسيحي واسم المسيح، الذى داعيا عليه، والميلاد السماوى الذي أخذه، والجسد، والدم الذي أخذه .. أبونا يقول يعطى عنا. خلاص وغفران الخطايا، وحياة أبدية لكل من يتناول منه الكلام ده مش كلام. إحنا مش جايين نعطيكم مسكنات ..نقول لكم يلا أتعمدوا عشان تدخلوا السماء ويلا تناول عشان تدخل السماء. ومالكمش سماء. لا ، إنتو ليكو سماء..ولكم مكان ومكان محدد. المشكلة في فقده. عشان كده أحبائي .. سير القديسين بيشجعونا ويقولو لنا . تعالوا...خذ الست رفقة ..نموذج لحياتك. أحب المسيح أكثر من ولادي. أحب المسيح أكتر من العالم، أحب المسيح أكتر من نفسي، الحياة الأبدية شغلانى ، بمعنى..أنا هكون إمتى معاة؟ امتى الرحلة بتاعتي تخلص؟ كل يوم بيعدي أشكرة انة عدى، لكن في نفس الوقت أعتبر أن في جزء من المشوار خلص .. باستمرار. تشتاق للنهاية. وبجهز نفسي للنهاية. متوقع النهاية. عشان كده أحبائي. الإنسان المسيحي حياته للسماء. مش عايش عشان خاطر يكون مستعبد للأرض ولا الذات، الأرض، احظر من إن يكون كل همك، كيف تؤمن مستقبلك ومستقبل اولادك، وكيف ان تعمل لهم فلوس ..ومهموم ومشغول، والعالم وعدو الخير مكار وكيف ان يضعك فى دائرة ماتعرفش تخرج منها لحظة... ده سر الهلاك أحبائي. دي صناعة الهلام. دي الخطة الشيطانية العالمية المحكمة أن الإنسان يفقد هويته، ميعرفش إن هو رايح السما، ميعرفش إن هو من فوق ميعرفش إنه مكانة فوق ويظل ناظر الى اسفل، لا، أنتم لستم من أسفل، ربنا يعطينا أحبائي نعمة. أن لا نحب العالم. نعمة، أن نتعلق بالأبدية، يكمل نقائصنا، ويسند كل ضعف فينا، بنعمته، لإلهنا، المجد إلى الأبد، آمين.

بذل الذات

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد أمين،تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل آوان وإلي دهر الدهور كلها آمين. تقرأعلينا يا أحبائي الكنيسة في تذكارات الآباء البطاركة إنجيل الراعي الصالح من بشارة معلمنا يوحنا البشير الإصحاح١٠، وسوف أتناول معكم كلمة واحدة فقط عندما يقول الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف،"بذل الذات" وذلك يا أحبائي ليس موضوع بسيط أو سهلأ الإنسان دائما أناني،دائما يحب نفسه،دائما يفكر في نفسه وفي مصالحه،دائما الإنسان يحب ممتلكاته، من الصعب على الإنسان أن يضحي من أجل الآخرين ، صعب أن يبذل نفسه من أجل الآخرين ، صعب أن يعطي وخصوصا إن أعطى بلا حدود، لكن هنا يقول لك أن الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف، الراعي عندما يقود الخراف تجده يمكن أن يعرض نفسه لمخاطر كثيرة،والعصا التي في يده يقوم بها بإبعاد أي شيء (ديك مثلا)،ويقال أن طريقة نوم الراعي إنه ينام على باب الحظيرة،حتى إذ ادخل ديب أو أي حيوان مفترس يشعر به لأن هذا الديب سوف يعبر من على جسده،فجسده يكون علامة على البذل،وحراسة لباقي الغنم،لذلك ربنا يسوع المسيح قال "أنا هو باب الخراف" الباب الذي يوجد فيه الدخول والذي يوجد فيه التضحية، من أكثرالأمور يا أحبائي التي تجعل الإنسان أناني هي محبته لذاته،أيضاً من أكثر الأمورالتي تجعل الإنسان يكون أناني مادية الحياة،أنه يريد نفسه فقط،في حين أن الإنجيل يقول لك من سخرك ميل أمشي معه ميلين، في حين إن الإنجيل يقول لك حب قريبك كنفسك،في حين إن الإنسان عندما يحب بذل الذات هذا يكون متمثل بسيده،فكلما أخذنا من المسيح،كلماعاشرنا المسيح،كلما جلسنا تحت قدميه كثيرا، كلما تأملنا كثيراً في صليبه، كلما أنتقلت إلينا حياته، وحياته كانت بذل،فهو أحبنا إلى المنتهى، أحب المسيح الكنيسة ،فلم يقل لها أنا أحبك فقط ،لكنه بذل ذاته لأجلها،ليست محبة بالكلام فقط ، نحن محبتنا لابد أن تنتقل من الكلام للحقيقة والفعل مثلما "بذل ذاته لأجلها"، الراعي يبذل نفسه عن الخراف ، كل أب في بيته لابد أن يبذل نفسه ، كل شخص مسيحي لابد أن يبذل نفسه، يضحي من أجل الآخرين،يعطي من أجل الآخرين، علامة المسيحي الحب وترجمة الحب هي البذل،عندما ينحصر الإنسان في ذاته،يصعب عليه جدا أنه يضحي من أجل أي شخص، معلمنا بولس وصل به الدرجة من البذل كما نقرأ في سفرأعمال الرسل الأصحاح 20 يقول "ولا نفسي سمينة عندي"ألهذه الدرجة؟! ولا نفسي سمينة عندي وفي ترجمة أخرى يقول لك "ولا نفسي مكرمة عندي"بمعنى أنا عندي استعداد ومرة أخرى قال لهم"أن إنفق وأنفق من أجلكم"بمعني لدي استعداد أنا نفسي أعطيكم حياتي وأيضا أدفع لكم ، بمعني أن نيلمأ نتظرشئ من شخص آخر، "حاجاتي وحاجات الذين معي خدماتها هاتان اليدان"،فكان يقول لهم أنا أريد أن أعطيكم، لا أعطيكم أنجيل المسيح فقط بل نعطيكم أنفسنا،ولكن تخيل معي عندما بذل بولس الرسول أو عندما يبذل أي شخص منا،ستجد الحب لديه أصبح زرعة جميلة ،ونجد البذل أثمر كثير جداً،فكانت الأنانية هي التي تضر الإنسان ، والبذل هو الذي ينفع الإنسان، في الأنانية تجد الإنسان محصور في نفسه والناس جميعها تبعد عنه،فهولم يخدم أحد،أما الإنسان الذي يبذل نفسه يكون العكس تماماً،مثل أن أنفق وإنفق من أجلهم، كان معلمنا بولس نظره ضعيف فقال أعطيت شوكه في الجسد،وكان لديه أمراض كثيرة لكن من بينهما أنه كان في آخر سبع أو ثمان سنين في حياته تقريبا لايري،لا يري يقرأ أويكتب،لذلك كان يأتي بشخص يكتب له ، بمعني أنه يقوم بإملاء الشخص والشخص يكتب له،مثلما يقول لك كتبت على يد فيبي خادمة كنيسة كنخريا بمعني أنه كان يقوم بإملائهاأو أي شخص أخرلأن بولس لم يقدر أن يكتب ،وعندما كتب في رسالة فليمون قال إن لو كان أخد منك شئ أنا أوفي هذه هي الكلمة الوحيدة فقط التي كتبها كأنها إمضاء، أنا أوفي تعني أن شخص يقوم بإمضاء إيصال أمانة أوشيك ، يقول لك عندما كتب كلمة أنا أوفي ولأنه لم يكن يري جاءت في منتصف الصفحة كلمة أنا أوفي، مكتوبة بخط كبير وغير مضبوط على السطر،لأن نظره ضعيف جدا لكن عندما زرع فيهم محبة ونظره فيهم ضعيف جدا تعلم ماذا كانت تريد الناس أن تفعل؟،بالحقيقة وليس بالكلام،كانوا يريدوا أن يقلعوا عينهم له، تعلم الشخص الذي يقوللك "من عيني"إن هذا ماحدث فعلاً مع بولس، وبالأخص مع أهل غلاطية واقرأ هذا الكلام في رسالة غلاطية، يقول لك كنتم تودون أن تقلعوا عيونكم لأنكم تعلمون إن أنا عيني ضعيفة تريدون أن تعطوني عيونكم.فتجد الشخص الذي يبذل يجني ثمرة جميلة، تعلم البذل،تعلم التضحية،فلا تفكر في نفسك فقط، لاتضع نفسك انت في مقدمة القائمة لحياتك ، أنا ثم أنا ثم أنا ثم أنا ثم أنا ثم نفكر في الآخرين،اذاكان قد تبقي لدي بعضا لاشياء،لا بلا لآخرين ثم الآخرين ثم الآخرين ثم أنا، وبمناسبة الآخرين ثم أنا يوجد مشهد جميل في الكتاب المقدس لأبونا يعقوب عندما ذهب ليقابل عيسو كان خائف بسبب المشكلة التي كانت بينهم فهو أخذ منه البكورية، فيقول أبونا يعقوب سمع أن عيسو جهز جيش فخاف وقال إذن أنا أيضااحتياطيا أقوم بعمل جيش،فكيف تقوم بعمل جيش يا أبونا إبراهيم وكان عائد ومعه زوجاته وأولاده، عدد كبير جداً،فماذا فعل؟ كما تعلمون أنه كان متزوج ليئة ورحيل، ليئة الكبيرة وبعدها رحيل، ليئة عندما تزوج أنجبت له أربع اولاد ، أما رحيل لم تنجب، فحزنت رحيل فأتت بجارية تزوجها وأنجب منها طفلين بعد ذلك ليئة حزنت فأتت بجارية أنجب منها طفلين،فأصبح بذلك لديه ثمانية أطفال،بعد ذلك ليئة ربنا فتح رحمها مرة ثانية وأنجبت طفلين، بمعنى أنه أنجب أربعة من ليئة،اثنين من جارية راحيل،اثنين من جارية ليئة،ثم بعد ذلك اثنين من ليئة أيضاً فبذلك أصبحنا عشرة،ثم أن الله في النهاية فتح رحم رحيل وأنجبت طفلين هما يوسف وبنيامين، بذلك اصبحوا اثني عشر،عندما جاء أبونا يعقوب ليقابل أخوه عيسو كيف رتب الجيش؟،رتبه بهذا الترتيب الأول جارية ليئة بأولادها،بعد ذلك جارية رحيل بأولادها ، بعد ذلك ليئة نفسها بأولادها ، بعد ذلك رحيل نفسها بأولادها،رأيتم الترتيب جارية ليئة،جارية راحيل، ليئة،راحيل.لكن وأين أنت يا أبونا يعقوب؟ لكي تنجى بنفسك تقف أنت في المؤخرة تماماً - لا لم يفعل ذلك – لكن يعقوب وقف أمامهم جميعا قبل أولاد جارية ليئة، نموذج جميل أن الراعي يبذل نفسه،إذا كان هناك خطرآتي من طرف عيسو، قام بإحضارأشخاص تضربنا على سبيل المثال،فأنا أول واحد يضرب، أنا أول واحدة أقف أمامكم كلكم، أنا أول واحد.كثير يا أحبائي من الرعاة يبذلوا أنفسهم ،كثير من الآباء يبذلون أنفسهم من أجل أولادهم،كثير من الأمهات تبذل نفسها،لكن المفروض إننا لا نبذل أنفسنا من أجل أولادنا فقط،فهذه هي صلة الدم وهذا واجب، لكن الإنسان المسيحي تخطى صلة الدم وأصبحت حدوده في العطاء ليست فقط لأبنائه بالجسد لا حدود للآخرين أن يبذل نفسه عن الآخرين،هذا نموذج الإنسان المسيحي الحقيقي، هذا النموذج المفرح الذي يصلح الشخص أن يكون لديه محبة للبذل ، ومحبة للعطاء ، محبة للتضحية،رأيناهذا أيضا مع أبونا إبراهيم عندما قالوا له أن لوطحدث له سبي ومسبي ، ورغم أن لوط اختار لنفسه ،ولوط كان هو الصغير ومن المفروض أن يترك أبونا إبراهيم يختار الأرض التي يريدها،لكنه اختار لنفسه ، وعندما حدث له سبي ذهب وضحى بنفسه لكي يأتي بلوط، ولما أتي بأملاك قال أنا لن آخذ منها شيء أبدا،فأنا لست ذاهب الي لوط وأدافع عنه لكي آخذ ثمن. لا أنا أتيت لأدافع عنه لأنه كان ضل الطريق،وكان مسكين، وكان يحتاج أن أضحي من أجله، أشياء كثيرة يا أحبائي نحتاج نحن أن نتعلم فيها البذل ، نخرج فيها من دائرة سلطان ذواتنا ، وكن حذر فالذي يعيش هذا الجو،جو دائرة سلطان ذاته هي نفسها تقوم بخنقه، فكلما تدور حول نفسك، وكلما تتمركز حول نفسك ، صدقني كأنك أتيت بحبل وبقوه تلفه عليك،كلما تفكر في نفسك كثير، في مصالحك كثير، في احتياجاتك كثير،في نفسك أنت فقط ولا تبالي بالآخرين، ولا تبالي بآلامهم،كلما تقوم بلف حبل حول نفسك، وهذا يخنق ويضايق.لذلك تجد لدى الأشخاص المحبة للبذل والعطاء سعادة كبيرة جداً،تجد لديهم فرح داخلي،تجد لديهم سلام داخلي ،لأنه خرج من دائرة سلطان ذاته، أبونا بيشوي كامل كتب لنا كتاب جميل أتمني أن تقوموا بقراءته اسمه بذل الذات لأن الإنسان المسيحي عليه أن يعيش حياة بذل الذات ،إنه باستمرار يفكر في كيف يعطي، باستمرار يفكر في كيف يقدم، ليس فقط المال،لا فهذا المال في الحقيقة من أقل أنواع العطايا، لكن المشاركة والتعب والسؤال والتقدمة والمساعدة نفسها الحب المترجم لبذل حقيقي يكون فيه تعب فعلي من الممكن أن شخص يقدم لشخص شيء ويكون ثمنه غالي لكن بحب قليل،ويمكن تقدم شيء ثمنه أقل لكن بحب كبير، هذا يا أحبائي العمل الروحي الذي من المفترض أن يتسم به الكل، يقال أن أي عمل لا يقاس بمقدار عظمته بل بمقدار الحب والاتضاع المقدم به ،أي عمل لا يقاس بمقدارعظمته ، فمثلاً شخص يقول أنا سوف أحضر ذهب وأرسله للكنيسة، حسنا ذلك أمر عظيم لكن مقدار الحب والإتضاع المقدم به هو الأفضل، الأفضل مقدار الحب والاتضاع المقدم به، الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف،كثيراً مارأينا قصص في تاريخ الكنيسة عن رعاة بذلوا أنفسهم من أجل الرعية ،كثيراً ما كان الأسقف أوالبطريرك أكثر شخص يضطهد لأنه رمز للمسيحيين ،فكان غالباً ما تجد كثير من بطاركة وأساقفة الكنيسة تعذبوا ونفوا واستشهدوا،لماذا؟ لأن الراعي ماذا يفعل؟ يبذل نفسه عن الخراف.ربنا يعطينا من داخلنا قناعة متمثلة به هو أن نبذل أنفسنا من أجل أحبائنا،يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهناالمجد دائما أبديا أمين.

المن

الفكر المسياني ( في الأشياء) في العهد القديم المن : اسم عبري معناه "ما هو هذا؟" أو "هبة" وهي مادة انزلها الله على بني إسرائيل على سبيل أعجوبة مدة إقامتهم في البرية قامت عندهم مقام الخبز وقد سميت "خبزًا من السماء " ) خر 4:16) ومن الأمور التي تستحق الذكر في المن : 1- إن المقدار الذي كان ينزل في بقية الأيام 2- أنه لم ينزل يوم السبت، 3- إن ما كان يحفظ منه من اليوم السادس إلى اليوم السابع كان يبقى جيدًا صالحًا للأكل بخلاف ما كان يحفظ من يوم إلى آخر من أيام الأسبوع فإنه كان يفسد ويتولد فيه الدود وكان كل ذلك دليلًا على قداسة يوم السبت وكان المن كبزرة الكزبرة أبيض وطعمه "كطعم قطائف بزيت " و"منظره كمنظر المقل"( عدد 7:11, 8) وكان ينزل يومًا فيومًا مدة أربعين سنة ما عدا أيام السبت. وتذكارًا لهذه العجيبة أمر موسى بأن يعمل قسط من ذهب يسع عمرا ومقداره لتران وثلاثة أعشار اللتر ويحفظ فيه شيء من المن (خر 16 : 33 ؛ عب 4:9) وكان هذا العمر محفوظًا في التابوت أو بقربه لكي يرى أولادهم القوت الذي انزله الله عليهم مدة رحلاتهم الطويلة في البرية . ويشبه المن بعض الشبه المن الطبي الذي هو عصير منعقد من شجرة الدردار Eraxinus Ornus L. وكذلك يشبه المن الذي يتكون من شجرة الطرفاء بعض الشبه أيضًا . ولكن يظهر قوة الله وعنايته في أن المن المذكور في الكتاب المقدس يختلف عن المن العربي في الأمور الآتية : (1) كان المن الكتابي كافيًا لألوف من الناس أما المن العربي فيوجد بمقادير قليلة . (2) لا يوجد المن العربي إلا تحت الطرفاء وفي أول الصيف فقط . (3) يمكن حفظه مدة طويلة ولا يدود . (4) لا يمكن طَحْنه أو دقه دقيقًا (عد 11: 8 ). (5) يتكوَّن المن كل يوم من أيام الأسبوع مدة الفصل . وحسب المسيح المن رمزًا إلى ذاته لأنه هو الخبز الحي النازل من السماء وبذلك أثبت كونه طعامًا عجيبًا ( يو 29:6-51) وسمي المن "برُ السماء" "وخبز الملائكة" ( مز 24:78-25 ) إشارة إلى أنه أعطي على سبيل أعجوبة. أما "الْمَن الْمُخْفَى "( رؤ 17:2) فيشير إلى القوت السري الذي يعطيه المسيح للمؤمن ولا يعطي إلا له. أوجه الشبه بين المن والسيد المسيح المن السيد المسيح 1- كان المن يسقط من السماء والسيد المسيح كذلك نزل من السماء " ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء ابن الإنسان الذى هو فى السماء "( يو 13:3). 2- لم يعرف الشعب قديما المن فيقول الكتاب "فلما رأى بنو إسرائيل قالوا بعضهم لبعض من هو لأنهم لم يعرفوا ما هو"( خر 15:16) هكذا السيد المسيح تحير الشعب فى حقيقته يقول " إغفر لهم يا أبتاه لأنهم يعلمون ماذا يفعلون " 3- المن كان يسقط بين خيام بنى إسرائيل . أى جاء إلى حيث هم وكذلك المسيح أخلى ذاته وتجسد وأخذ صورة العبد وأتى إلينا " ابن الإنسان قد جاء لكى يطلب ويخلص ما قد هلك " ( لو 10:19) 4- المن كان يحتاج إلى من يجمعه وإلا ذاب كذلك المسيح نزل من السماء كعطية مجانيه ولكن على الإنسان أن يكون عنده الإستعداد لقبوله 5- أرسل الله المن لبنى إسرائيل بعد أن تذمروا كأن المن علامة لطف الله مع شعبه والرب يسوع أتى إلينا ونحن أعداء مع الله وكذلك مجئ السيد المسيح إعلان محبة الله للبشرية الخاطئة 6- كان كل واحد يلتقط من المن قدر احتياجه والمسيح يشبعنا بقدر إحساسنا بالجوع والحاجة إليه " طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون " (مت6:5) 7- كان الشعب يلتقط المن كل يوم كذلك ينبغى أن تستمر شركتنا مع المسيح كل يوم وإلا هلكنا روحياً 8- كان على بنى إسرائيل أن يبكروا لإلتقاط المن قبل أن تشتد حرارة الشمس فتذيبه . كأن التقاط المن هو أول ما يعملونه فى يومهم هكذا المسيح يجب أن تبكر إليه وللتبكير مفهومين 1- التبكير اليومى " الذى يبكرون إلى يجدوننى " (أم17:8) 2- التبكير فى الاتصال بالله " أذكر خالقك فى ايام شبابك قبل أن تأتى أيام الشر أو تجئ السنون إذ يقول ليس لى فيها سرور " ( جا1:12) 9- كان طعمه كرقائق العسل والمسيح حلقه حلاوة وكله مشتهيات ( نش16:5) 10- كان المن يطحن بالرحى أو يدق بالهاون ثم يطبخ ليؤكل وهكذا المسيح تألم عنا وصار غذاء وحياة لمن يأكله " من يأكلنى فهو يحيا " ( يو57:6) 11- حين تذمر الشعب على المن وأكله واحتقروه وتبطروا عليه ضربهم الله ضربة عظيمة (عد33:11) هكذا من يأكل جسد الرب ويشرب دمه بدون استحقاق يضرب أيضا يقول بولس الرسول 2 " من أجل هذا فيكم ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون "( 1كو30:11) 12- الشعب فى البرية خلفهم أرض العبودية وأمامهم أرض الموعد وهم فى وسط البرية يرفعون نظرهم نحو السماء حيث ينتظرون طعامهم اليومى فالبرية كانت قفر لم يكن فيهاطعام . وعلى الرغم من أنهم كانوا يعيشون بالجسد فى العالم لكنهم لم ا يهتمون بطعام أجسادهم وانما كان الله يعولهم بالطعام الساقط من السماء " هكذا أولاد الله لأنهم ليسوا من العالم " ( يو 19:15 )عليهم أن يتشبهوا بالسيد المسيح الذى قال "لى طعام آخر لأكل لستم تعرفونه أنتم " (يو 32:4) المؤمن الحقيقى مولود من فوق لذا طعامه من فوق من السماء " أنا هو خبز الحياة ". ( يو48:6) أن روح كل إنسان تهلك جوعا بالخطية هكذا قال الابن الضال "أنا أهلك جوعا " ( لو 17:15) والسيد المسيح باستخدامه هذا التعبير يربدنا أن نكشف ما فيه لسد احتياجاتنا 13- كان بنو إسرائيل على كافة مستوياتهم غنى ، فقير ، كبير ، صغير مثقف ، أمى ، ذكراً أو أنثى يأكلون المن الذى كان طعامهم جميع ا هكذا المسيح جاء طعاما وشبعا للجميع 14- أن كل من كان يرفض أكل المن فى البرية كان مصيره الهلاك فيها لا مفر هكذا كل من يرفض الإيمان بالمسيح وقبوله كمخلص مصيره الهلاك 15- أن المن فضلاً عن انه يرمز إلى السيد المسيح فى عمل الفداء وهو ما نراه فى سر الأفخارستيا فهو أيضا يرمز لكلمة الله طبقا لما قاله السيد المسيح " ليس بالخبز وحده يحياالإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله " ( مت 4:4) ويقول أوريجانوس " أن أخذ غير المؤمن كلمة الله ولم يأكلها ( أى يعيشها ) بل أخفاها يتولد فيها الدود . المن و القمح :- لما عبر بنو أسرائيل نهر الأردن وعملوا الفصح فى عربات أريحا )يش 4) انقطع المن وبدأوا يأكلون غلة ومحصول الأرض وهنا نجد بعض الأشارات أ- والمن وغلة الأرض يشيران الى جسد الرب يسوع الخبز السماوى الذى من يأكله يحيا به . ب- والمن الذى أعطاهم الرب اياه من عنده أربعين سنة يقتاتون به دون أن يتعبوا فى أستجلابه او انتاجه يمثل الأيمان أما غلة الأرض التى كان على كل الجماعه ان تسعى لزراعتها وانتاجها بجهدهم الخاص فتمثل الأعمال وهكذا نقلهم الله من حياة التواكل الى حياة العمل ومن الأيمان الشكلى الى الأيمان العامل. كان يخبز، ويطحن، ويطبخ ويدق ليصير صالحًا للأكل.. يرمز إلى السيد المسيح الذي تأنس وصلب وتألم ومات وصارفداءًا وسر حياة لمن يأكله، كما جاء في ( مر 23:14, 24) "وَفِّيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ خُبْزًا وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ وَقَالَ » خُذُوا كُلُوا هَذَا هُوَ جَسَدِّي « ثُمَّ أَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ فَشَرِّبُوا مِّنْهَا كُلُّهُمْ." . وفي (عد 7:11) وصفه كحبوب الكزبرة وطعمه كرقاق بعسل "وَأَمَّا المَنُّ فَكَانَ كَبِّزْرِّ الكُزْبَرَةِّ وَمَنْظَرُه كَمَنْظَرِّ المُقْلِّ " لم يعرفوه والسيد المسيح تحير فيه الكل، ولم يعرفوه، أنهم لو عرفوا لما صلبوا رب المجد. كما جاء في (1كو7:2, 8) بل تَكَلَّمُ بِّحِّكْمَةِّ اللهِّ فِّي سِّر الْحِّكْمَةِّ الْمَكْتُومَةِّ الَّتِّي سَبَقَ اللهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِّ لِّمَجْدِّنَا. الَّتِّي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِّنْ عُظَمَاءِّ هَذَا الدَّهْرِّ لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِّ." تذمر الشعب فانزل لهم المن. وتعاظمت الخطية جدًا فجاء السيد المسيح ليعلن حبه للخطاة جاء بعدما قامت العداوة بيننا وبين الله ) ونحن أعداء صولحنا مع الله بموت ابنه(رو1:5), كان يلتقط باكرًا والذين يبكرون يجدوا الرب ( ويوقظ لي كلَّ صباح يوقظ لي أذنًا) ( إش 50:40) وكثيرًا ما كانت أقدام السيد المسيح تمسح الندي عن العشب باكرًا عندما ينطلق إلي سفح الجبل ليصلي هناك. • كان كل واحد يأخذ قدر احتياجه. والسيد المسيح يشبعنا بقدر ما نحس بجوعنا إليه. احتقر الشعب المن فضربهم ضربة عظيمة فقد قالوا كرهت أنفسنا هذا الطعام السخيف ( عدد 21:4). ومن يأكل جسد الرب بدون استحقاق ينال دينونة ) 1كو 27:11, 33) (إذًا أيًّ من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرمًا في جسد الرب ودمه). إذا كانت كل هذه الأمور ترمز للسيد المسيح لكن ليس من كل الأوجه،فهناك اختلاف بين المن القديم والسيد المسيح المن السيد المسيح 1- المن في العهد القديم كان لإعالة أجسادهم المن الجديد يسوع المسيح فهو يعول أجسادنا وأرواحنا 2- المن القديم كان لشعب إسرائيل فقط، هم تذمروا ونزلعليهم المن أما المن السيد المسيح فهو للعالم كله " اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" 3- كان المن أيضًا في البرية مدة 40 سنة فقط هي مدة الجولان في البرية، فترة محدودة أما المن الجديد فهو إلى الأبد وكل من يأكل منه لن يموت يحيا إلي الآبد وقول الكتاب مَنْ يغلب سيأكل من المن المخفي لا تُبقوا منه شيئًا للصباح والمعجزة أن الذي يبقى إلى الصباح كان ينتن ويتولد فيه الدود، ومعجزة أيضًا في اليوم السادس يأخذون عمرين فلا ينتن ولا ويتولد فيه الدود في اليوم السابع. تعليقات للقديس كيرلس الكبير لله يظهر مجده بطرق كثيرة ليمكننا أن نراه في كل ما يصنعه لنا ليظهر لنا صلاحه الذاتي وقدرته على كل شيء والغلبة على كل الأحوال نسى الشعب أنهم تحرروا من المشقات ومن عبودية مصر وفضلوا شبع بطونهم عن الحرية التي هي رغبة وشهوة جميع الناس طلبوا ماهو ضرورى بتذمر وبذلك يكونوا أهانوا بغباء شديد النعمة الفاضلة التي لا تستحق اللوم تلك النعمة التي أرسلت لهم ما هو مبهج جداً يجمع كل واحد ما يحتاجه له ولأولئك اللذين لم يتمكنوا من الخروج من خيمتهم أي ينبغي علينا أن نكون ممتلئين وشبعى من التعليم الإلهى والإنجيلى والمسيح يوزع نعمته بنفس القياس على الصغير والكبير ويطعمنا جميعا بالمثل لكى نحيا يريد أن يحث الأقوياء أن يجمعوا لأجل إخوتهم وينقلوا لهم ثمار تعبهم ويجعلهم مشاركين للمواهب السماوية ( مجانا أخذتم مجانا أعطوا) لو أبقوا منه للصباح لأفسده السوس إشارة إلى أن كل الذين يحفظون الرمز بعد ضهور الحق يخضعون للفساد والجحيم... أما في صباح السبت فيحفظ ليحفظوا راحة السبت أي طالما وصلنا بالإيمان إلى سبت المسيح الذهنى أي إبطال وإنهاء الرمز وسيادة الشر بل نأخذ هذا الناموس مع التعليم الإنجيلى فيكون نافع لنا لأن الناموس مؤدبنا للمسيح المن الذى جمع ليحفظ لناموس الراحة في المسيح يسوع هذا يكون نافعا ومحفوظا وعلينا أن نفتش عنه ونجمعه بإجتهاد ليحفظ لراحتنا في المسيح يسوع ولنترك الظل طالما تمتعنا بالحق نفسه ومع ذلك تمردوا وصرخوا من يطعمنا لحما إذ تحركهم شهواتهم غير المقبولة والقبيحة فأعطاهم السلوى فأكلوا كأنهم وحوش بدون شبع أو إكتفاء .. وصاروا مرضى وماتوا لأنهم صاروا أسرى للذات القبيحة.

من هو الأعظم فى ملكوت السموات

بسم الآب والابن والروح القدس آلة واحد أمين فلتحلّ علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها أمين إنجيل هذا الصباح المُبارك يا أحبائى هو فصل من معلمنا متى إصحاح 18 يقول لنا أنّ تلاميذ يسوع المسيح بيسألوا يسوع سؤال شاغلهم جداً يريدون أن يعرفوا من هو الأعظم فى ملكوت السماوات ؟!! وماهى معاييرك ؟! وحدّد وقل فلان وفلان0نريدك أن تبسّط لنا الأمور بالطبع هم منتظرين أن يسمعوا كلام ويروا صفات معينّة فوجدوا إن ربنا يسوع عمل موقف تعجبّوا منه فهو دعى طفل وأوقفه فى وسط الجموع كلها طفل عنده 3 أو 4 سنين وقال " إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات " أجابهم إجابة سهلة جداً وصعبة جداً فيها لون من ألوان إستخدام وسائل الإيضاح وليست إجابة نظرية0فهو أعطاهم درس عملى وهو أن ترجعوا وتصيروا أطفال لذلك يا أحبائى نستطيع أن نقول إن حياتنا كلها هى جهاد من أجل الرجوع إلى حالة الطفولة ، فنحن غير منتظرين أن نكتسب أمور جديدة ولكن حياتنا هى الرجوع إلى الحالة التى خُلقنا عليها صورة الطفل الذى لم يتلّوث بطبيعة العالم أريد أن أتكلّم معكم فى ثلاث نقط : (1) الطفولة الروحية (2) صفات الطفولة ( الإيمان – البساطة – التسليم – الإتضاع ) (1) الطفولة الروحية : ============================ الطفولة الروحية ياأحبائى تجعل الإنسان يشعر أنّه بسيط بساطة الأطفال تأّملوا يا أحبائى فى طفل صغير تجدوا عنده بساطة ونظرة بسيطة للأمور وعنده محبة صادقة وإتضاع وإيمان للأسف كلّما كبر الإنسان كلّما فقد صورة طفولته كلّما بعد عن الطريق الصحيح الإنسان الواعى هو الذى يحاول أن يكون طفل0وأن يرجع إلى الصورة التى خلقه ربنا عليها0 من الأمور الجميلة التى نتدرب عليها وهى أكيد إن كل واحد منّا محتفظ بصورته وهو طفل فإنظر للصورة وإعرف ما فقدته فأحد القديسين يقول : " حدّد فىّ صورة ملامحك " ، الصورة التى تلّوثت بأفعال كثيرة بالخطايا وبالشرور محتاجة أن تتجدّد فأحد القديسين يقول : " أصلح فىّ ما قد أفسدته " جهادنا على الأرض ياأحبائى هو أن نقترب إلى صورة الطفولة0محتاجين جداً أن نرجع ونكون أطفال 0كم أنّ الإنسان عندما ينظر إلى نفسه يحزن على الأمور التى أفسدناها فالطهارة فسدت0والبساطة فسدت00نحن محتاجين لجهاد كبير جداً00حتى نصل إلى حالة الطفل الذى لا يبالى بعثرات ولا يبالى بمناظر شريرة بولس الرسول يقول " كونوا أطفالاً فى الشر " ، أريدك أن لا يكون عندك جراءة ولا إقدام فى الشر لذلك شرط ربح الملكوت هو أن نكون أولاد فى الشر ونرجع إلى الطفولة أقبل الملكوت كولد أقبل الملكوت كطفل لدرجة عندما أحبّوا أن يُعطوا علامة كميلاد يسوع المسيح وهو " تجدون طفلاً مُقمطاً " فعلامة أن نتلاقى معه هى أن نراه كطفل0الطفل عنده هدوء0عنده سلام0ولا يوجد عنده صراعات0 ولذلك تجدوا فى زى الرهبان والراهبات فى القلاسوة يوجد فيها شريطة تُربط وهى مثل شريطة الأطفال لأنّه يريد أن يقول لك وأنت راهب أنت بتلبس مثل الأطفال أنت بترجع إلى سذاجة الأطفال " إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال فلن تدخلوا ملكوت السماوات " كم أنّ يااحبائى العالم لوثّ داخلنا جداً0ولوثّ ذهننا ولوثّ ملامحنا ففى هذه الأيام الذى تقول له كلمة يفكّر فيها بمئة طريقة ولو حدث موقف من سنين الإنسان يتذكّره و لا ينساه إنظر لطفل بيبكى تجده بعد لحظات بيضحك بعد أن كان بيبكى بطريقة شديدة جداً00نريد أن نتكلّم فى بعض صفات الأطفال (2) صفات الطفولة : ======================== نجد الطفل الصغير يعيش فى إيمان فى ثقة لا توجد عنده أى زعزعة ولا يوجد عنده شكوك فإن كان أبوه يشعر بخطر فهو لا يكون عنده إحساس بخطر لو قلت له عن أمر يفوق الخيال تجده يصدّقه هو بيستلم منّا بدون نقاش الإنسان ياأحبائى محتاج أن يصل إلى هذه القامة0الطفولة هى قامة روحية عالية الإنسان محتاج أن يرجع لها0فلو معرفتنا زادت جداً وفقدنا طفولتنا فستكون معرفتنا ليس لها فائدة0فكثيراً معرفتنا بتحجز عنّا الطفولة البريئة0 فتقول لو أنا عشت بالطفولة هذه فإنّ الناس ستهزأ بى أقول لك أنّ النعمة تُعطى مع كل فضيلة فإنّ الله سيعطيك نعمة أزيد وأزيد وسيعطيك مع طفولتك إفراز وحكمة فنجد ربنا يقول لإبراهيم " إبراهيم إبراهيم إترك أهلك وعشيرتك وبيتك وإذهب إلى الأرض التى أُريك إياها " فأطاع فهو طفل مُطيع لأبيه ولكن لو أبونا إبراهيم فكّر بعقلة وبشيخوخته فإّنه كان سيقول كيف أترك أرضى وأهلى ولكنّه أطاع بولس الرسول يقول " شكراً لله لأنكم أطعتم من القلب صورة التعليم " فأطاوع بطفولة أطاوع بدون نقاش فالإنجيل يقول أحب الأعداء لا أُناقش بل أطاوع فعندما أعطى ربنا وعد لأبونا إبراهيم بأبن فى شيخوخته فإنّه صدّق الوعد فأين شيخوختك يا أبونا إبراهيم وأين خبرتك فى الحياة فإنّه يقول أنا سألقى شيخوختى وخبرتى جنباً ونجد الله يقول له " أنا سأرجع بك إلى زمن الحياة " فكيف سترجع به ياالله إلى زمن الحياة ؟ ولكن أبونا إبراهيم صدّق وبعد ذلك يقول له ربنا يا إبراهيم هات إبنك الذى أعطيته لك فيطيع فلابد أن تكون طفل فالإنسان الذى عنده طفولة يكون عنده تصديق وعنده وعى فهل تعرفوا يا أحبائى لماذا الله حاجز مسئوليته عننا ؟! لأننا نسير بحسب هوانا نسير بتفكيرنا ولكن لو طفل مسلّم لأبوه فإنّه يترك لأبيه ما يفعله ولا يقول له لا تفعل كذا ولكن عندما نصرّ على رأينا فإننا بذلك بنعطّل إعلان مسئولية ربنا عن أنفسنا لأننا نقول له أنا سأفعل وسأفعل وأسير بإرادتى فالطفولة الروحية هى مجد للمشيئة الشخصية فأقول له يارب أنا لا أريد أن أسير بإرادتى ونجد ربنا يقول لموسى إضرب البحر بالعصا فسينشق معقول واحد إن موسى لو ضرب البحر بالعصا فإنّه سينشق ولكن موسى أطاع كطفل وصدّق وضرب البحر بالعصا فإنفتح له فيه مسلك فالإنسان محتاج أن يعيش فى إيمان الطفولة فى روسيا فى زمن من الزمان كان لا يوجد فيها إيمان بالله إطلاقاً0وكان يوجد ثلاث أطفال مسيحيين فى فصل فى المدرسة0فكان باقى الأطفال يهزأون بهم ويسخرون بهم ويقولوا لهم هل يوجد شىء إسمه ربنا !! فالثلاث أطفال حزنوا جداً فدخل المُدّرس وسألهم ما بالكم حزانى هكذا فقالوا له إنّ أصدقائهم يقولون لهم أنّه لا يوجد إله فقال لهم وهذا صحيح فإنّه لا يوجد إله فحزن الأطفال فقال لهم إثبتوا إن فى إله ! فالثلاث أطفال سجدوا وواحد منهم صرخ وقال أيها الطفل يسوع تعال وأخذ ينادى ويقول هكذا أيها الطفل يسوع تعال ففجأة أبرق نور وأستمر النور فى الفصل لمدة نصف ساعة حتى يصدّق الأطفال بوجود الله فهو إيمان أطفال إيمان بسيط عديم الغش أو الشك القديس العظيم الأنبا أبرآم أسقف الفيوم أتوا إليه ثلاث أشخاص وقالوا له إن أبوهم مات فأعطاهم فلوس المستشفى التى كان يُعالج فيها وفلوس الشادر وأعطاهم كل إحتياجاتهم وأخذوا مبلغ كبير وخرجوا ووصلوا البيت فوجدوا أبوهم قد مات فعلاً فقالوا نحن أخطأنا وحزنوا فالقديس الأنبا أبرآم صدّقهم ببساطة وتعاطف معهم ولذلك فأنت لا تحزن إن ظلمك أحداً بل سلّم لمن يقضى بعدل لأنّه يوجد إله هو الذى قال : " لى النقمة أنا أجازى يقول الرب " وكما يقول الحكيم فى سفر الجامعة أنّ : " فوق العالى عالى وفوقهما أعلى يُلاحظ " ، يوجد واحد عالى يُلاحظ بولس الرسول يقول : " أخشى أنّه كما خدعت الحية حواء أن تُفسد أذهانكم عن البساطة فى المسيح يسوع " حواء الحية خدعتها وأفسدت بساطتها نخاف جداً يا أحبائى على أنفسنا لئلاّ البساطة والإيمان البسيط الذى عندنا نفقده نتكلّم فى نقطة أخرى وفى قامة مرتفعة جداً وهى قامة التسليم الطفل عنده تسليم عجيب جداً تأخذه أمه فى أى مكان فإنّه لا يُناقش لا يخاف من أى مكان فيه خطر وهو فى حضن أمه يكون فرحان وإن كانت أمه حزينة الطفل يعيش فى تسليم فوق العقل محتاجين أن نعيش كأطفال فلا يكون عندى أى لون من ألوان القلق ولا أجلس أفكّر بعقلى0ولا أخاف ولا أتردد وأعيش فى تسليم الطفل ولا يكون عندى أى نوع من الخوف من أى ظرف توجد قصة تحكى عن أنّه كانت توجد سفينة فى البحر فهاجت الأمواج وإشتدت الرياح وكادت السفينة تغرق فكان الناس الموجودين فى السفينة خائفين جداً وفى وسط هذه الظروف كانت توجد طفلة بتلعب فإنتهرها الناس وقالوا لها أنتِ تلعبين فنحن سنغرق فأجابتهم الطفلة بكل هدوء إنّ قائد السفينة هو بابا وأنا ركبت معه كثيراً وبابا بحّار ماهر فأنا لا أخاف وأنتم لا تخافوا فأنشأت سلام وتسليم فى كل المركب نحن محتاجين ياأحبائى أن نثق فى أبانا السماوى نحن ياأحبائى أبونا هو ضابط الكل هو الذى يُخرج الشمس فى ميعاد هو ضابط أعماق البحار محتاجين أن نعيش فى قامة الطفولة فى التسليم إسحق قبل أن يُربط لكى يُقدّم كذبيحة فالذى يعيش فى قامة الأطفال يكون عظيم فى ملكوت السماوات الأمر محتاج منّا جهاد كبير وأن نبكى على أنفسنا ونحزن على كل شىء فسد بداخلنا ربنا خلقنا أن نكون بلا لوم وعلى صورته فنحن مخلوقين من أجل أن نسبحّه " من أفواه الأطفال هيأّت سُبحاً " وربنا يسمعها لأنها صاعدة ببساطة وبلا رياء لا تجد طفل عنده سنتين أو ثلاثة أو أربعة ويكون مُتكبّر بعد ذلك يقول أنا مين وأنا عندى وفلان لا يوجد عنده لكن لو قبل ذلك حتى ولو كان إبن ملك فإنّه يلعب مع إبن غفير ولا تجده يطلب أن يلبس ذهب أو يطلب ملابس مُعينّة فهو طفل صغير تلّبسه أمه تلّبسه ، تخلع الملابس تخلعها ، فلا يوجد عنده إعتراض ولا نقاش لانجد عنده تعال أو غرور أو عظمة فنحن كثيراً ما نفسد أمور كثيرة فينا فنحن محتاجين أن نلغى كل هذا الإفساد ونقول له يارب علّمنى أن أسلك كطفل فالطفل أكبر شىء يحلم به هو اللعبة أحلام بسيطة جداً الطفل لا يعرف أن يعتدّ بذاته ولا يحتدّ00ولو أُهين يصفح ولو أدخلت الطفل فى أى مكان فإنّه لا يطلب أن يُغيّره ولذلك المسيح يريدنا أن نسلك كأطفال ولذلك نقول له يارب " نحن لا نعلم ماذا نفعل ولكن نحوك أعيننا " الطفولة تحتاج جهاد طويل تحتاج صلوات كثيرة تحتاج نقاوة تحتاج تعب تحتاج مقاومة للغرور والعظمة تحتاج بإستمرار انّ الإنسان يتابع نفسه التمتّع بالملكوت ياأحبائى سوف لا يأتى إلاّ بالطفولة يقولوا عن الأنبا موسى الأسود أنهم حبّوا أن يرسموه كاهن فأخذوه للبطريركية وقالوا له نحن إختارناه ليكون كاهناً فوقف أمام البطريرك يرسمه وحوله آلاف الرهبان0فقال لهم البطريرك ما هذا الأسود ؟ وطرده ، فعندما خرج خارجاً سمعوه يقول لنفسه ( حسناً ما فعلوا بك يا أسود اللون ) ، وأخذ يوبّخ نفسه فخرجوا إليه ورجع معهم فهو طفل يقولوا له إذهب يذهب تعال يأتى كثيراً ما نجد الإنسان يصّر على موقفه0ويكون عنده إعتداد بذاته ربنا يسوع المسيح الذى دعانا أن نكون أطفال يثبّت فينا روح الطفولة ويُجدّد صورة الطفولة فيناربنا يسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً امين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل