العظات

ابونا ابراهيم كرمز للمسيح ج1

شخص ربنا يسوع مرسوم في الكتاب عبر الأحداث والشخصيات والرموز وهذه من الأساليب الرائعة لدراسة الكتاب المقدس .. تدرس الشخصية لتجد المسيح داخلها .. أي لو درست الشخصيات فهذا مجال دراسة لكن لكي ترى ربنا يسوع داخلها فهذا مجال آخر .. أول شخصية نبدأ بها دراستنا أبونا إبراهيم . أبونا إبراهيم شخصية محبوبة لدى كل البشر .. كلنا نعلم مكانه أبونا إبراهيم عند اليهود ومكانته عند إخوتنا المسلمين ومكانته عندنا نحن المسيحيون .. شخصية محبوبة من الكل .. ربنا يسوع تكلم عن أبينا إبراهيم وقال ﴿ أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي ﴾ ( يو 8 : 56 ) .. والكتاب المقدس لكي يقرب شخصية ربنا يسوع لليهود قصد معلمنا متى الرسول أن يأتي بنسب المسيح من نسل أبونا إبراهيم ليقول لهم أن المسيح ليس بغريب عنكم هو أيضاً إبن لإبراهيم .. أبونا إبراهيم شخصية متعددة الجوانب حتى أنه قيل عنه ﴿ خليل الله ﴾ ( يع 2 : 23 ) أي صديق لله .. وكُتب عنه أن الله كان يتكلم مع إبراهيم كمن يكلم صاحبه – شئ جميل – .. تخيل أن إبراهيم صديق لله !! هل إلى هذه الدرجة ؟ هل وصل الود بين الله وإبراهيم إلى هذا الحد أن الله يقول سأفعل شئ لا أستطيع أن أخفيه عنك ؟ .. حتى أن الكنيسة تتكلم عن أبينا إبراهيم وتقول ﴿ من أجل إبراهيم حبيبك وإسحق عبدك وإسرائيل قديسك ﴾ .. إختارت لإبراهيم لقب * حبيبك * فهو حبيب الله لبره ولتقواه . لذلك من أعظم شخصيات الكتاب على الإطلاق بل وعلى مستوى التاريخ كله أبونا إبراهيم قيل عنه ﴿ إبراهيم خليلي ﴾ ( أش 41 : 8 ) .. * خليل * تعني * المختار * .. علاقة قوية جداً أن الله أحبه واختاره وصادقه ولا يُخفي عنه شئ بل ويخبره بكل ما في داخله .. يهوشافاط الملك عندما كان في أزمة قال لله من أجل إبراهيم خليلك ( 2أخ 20 : 7 ) .. إذاً شفاعة أبونا إبراهيم قوية عند الله .. لذلك الكنيسة في أواخر السنة يوم 28 مسرى تقيم تذكار للآباء البطاركة إبراهيم وإسحق ويعقوب .. وعندما ينتقل شخص تقول الكنيسة أنه ذهب إلى حضن إبراهيم وإسحق ويعقوب .. أيضاً في مثل الغني ولعازر يقول ﴿ حملته الملائكة إلى حضن إبراهيم ﴾ ( لو 16 : 22 ) .. وكأن إبراهيم هو رمز للتقوى وكل من يحيا البر والتقوى يكون مكانه بجوار أبونا إبراهيم . جيد أن نتأمل في شخصية أبونا إبراهيم حتى أنه في سفر أشعياء يقول ﴿ أنظروا إلى الصخر الذي منه قطعتم ..... أنظروا إلى إبراهيم أبيكم ﴾ ( أش 51 : 1 – 2 ) .. كأن الله يقول أريدك أن تنظر إلى أبيكم إبراهيم كثيراً .. الله يريدنا أن نتأمل في شخصية إبراهيم لذلك دُعي أب لجميع المؤمنين .. وقال له ﴿ بنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض ﴾ ( أع 3 : 25 ) . هناك نقاط كثيرة في حياة أبينا إبراهيم : ============================================== 1/ الترك والإخلاء : ====================== في سفر التكوين 12 ﴿ وقال الرب لأبرام إذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك ....... فذهب أبرام كما قال له الرب ...... فأتوا إلى أرض كنعان ﴾ ( تك 12 : 1 – 5 ) .. أترك أرضك وعشيرتك .. إبراهيم ترك أرضه وبيته وتغرب في أرض كنعان .. هذا رمز لربنا يسوع في حالة الإخلاء والترك أنه ترك السماء ونزل إلى الأرض .. الله الآب قال ليسوع أترك السماء وانزل إلى الأرض .. لماذا ؟ لكي تفتقد الإنسان .. فترك مجد السماء وأخلى ذاته آخذاً شكل عبد .. فكان ترك أبونا إبراهيم أول إشارة للمسيح في تركه عندما جاء ووُلِد في أرض يهوذا في أرض كنعان التي تغرب فيها أبونا إبراهيم . علامات سرية في الكتاب في الأسماء والمدن والأماكن والطبائع .. هنا يقول له إذهب إلى كنعان لذلك في رسالة فيلبي يقول له ﴿ الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس ﴾ ( في 2 : 6 – 7 ) .. مبدأ الإخلاء .. أبونا إبراهيم في تركه لأهله وبلده وعشيرته ومجده كان صورة لإخلاء ربنا يسوع لمجده السماوي وظهوره في شكل عبد . جاء ربنا يسوع لا يجد أين يسند رأسه وأبونا إبراهيم عاش وسط العالم كغريب .. أبونا إبراهيم عاش في العالم كغريب ليس له أين يسند رأسه وكلنا نعلم أن أبونا إبراهيم لم يكن له مكان يعيش فيه بل كان يعيش في خيام .. لماذا لم يكن لك بيت يا أبونا إبراهيم وأنت لك كل هذا الغنى والغنم و ...... ؟ يقول لأني أنتقل من مكان لمكان .. نقول له أنت غني إتخذ لك بيت في كل مكان تذهب إليه .. يقول لك أنت لا تعلم أنا بالحقيقة أحقق رمز لشئ لا أعرفه وهو أن أحيا غريب لا أجد أين أسند رأسي .. أي أبونا إبراهيم يقول لك أنا أحقق حياة المسيح على الأرض لأنه يوجد تطابق بيني وبين المسيح .. وأنا أتيت لتفهم أنه من الممكن أن يوجد إنسان غني لكنه لا يجد أين يسند رأسه ولا يجد مكان يعيش فيه .. من هذا ؟ هذا هو المسيح الذي أتى من سماه وترك مجد الآب وعاش في العالم كغريب وفقير لا يجد أين يسند رأسه .. أبونا إبراهيم حقق صورة المسيح الذي أتى في الجسد .. أول نقطة تراها بين أبونا إبراهيم وربنا يسوع المسيح هي الترك والإخلاء والغربة .. ليس له أين يسند رأسه .. يترك أرضه وعشيرته ويتغرب .. يحقق صورة المسيح في شخصه . 2/ النزول إلى مصر : ======================== ﴿ وحدث جوع في الأرض فانحدر أبرام إلى مصر ليتغرب هناك ﴾ ( تك 12 : 10) .. هذا يذكرنا بهروب المسيح لأرض مصر .. الجوع الذي كان يحدث في الأرض كان يحصد موتى .. ليس مجرد أناس جوعى بل أناس تموت .. فإنحدر لمصر إشارة لربنا يسوع الذي كان في خطر موت يحيط به فهرب لأرض مصر .. ﴿ لأن الجوع في الأرض كان شديداً ﴾ .. نزول إبراهيم لأرض مصر ليتغرب هناك إشارة لنزول المسيح لأرض مصر وهروبه من وجه هيرودس الذي كان مزمع أن يطلب نفسه .. حياة الأنبياء ورموز الكتاب المقدس وأحداث الكتاب لا تتكلم عن نفسها بل عن شخص المسيح .. ونحن نقرأ قصة الحية النحاسية نجد أنها لا تتكلم عن نفسها بل تتكلم عن المسيح . موسى النبي عندما رفع يديه غلب عماليق .. كان بذلك لا يتحدث عن نفسه بل كان يتكلم عن المسيح له المجد .. الحدث نفسه غير مفهوم لكن القصد منه واضح لو فهمت أنه الصليب الذي يعطي نصرة ستفهمه .. لذلك نزول أبونا إبراهيم إلى مصر الحدث نفسه غير مفهوم لكن لو سألته يقول لك إني مقاد بالروح القدس أنا سالك بالروح وأحقق المسيح في حياتي .. المسيح مرسوم منذ قبل تأسيس العالم والآن أمهد ذهنك للمسيح كما قال يوحنا المعمدان ﴿ من له العروس فهو العريس ﴾ .. قالها على لسان كل الأنبياء .. ﴿ وأما صديق العريس ﴾ ( يو 3 : 29 ) .. إذاً لدينا الآن ثلاثة شخصيات عريس وعروس وصديق العريس .. العريس هو المسيح والعروس هي نحن وصديق العريس هم الأنبياء .. الأنبياء كل عملهم ليس أن يظهروا بل أن يفرحوا بالعريس والعروس . عمل أبونا إبراهيم أن يقربنا لله .. عمله أن يحقق المسيح في نفسه .. عمله أن يجعلنا نعرف كيف نتمتع بالمسيح ونحن بعد في الجسد .. العجيب أن أبونا إبراهيم عندما نزل إلى مصر كان معه عائلتة سارة زوجة ولوط إبن أخيه .. وهم معاً صورة للعائلة المقدسة يوسف البار والعذراء مريم وسالومي وكأن ربنا يسوع يقول أن الطفل يسوع والعذراء مريم ويوسف البار وسالومي الذين كانوا في الرحلة إلى أرض مصر كان يرمز لهم أبونا إبراهيم وسارة ولوط في هروبهم إلى مصر .. إتفق مع فكر الإنجيل . 3/ إبراهيم ينتصر على كدرلعومر : ======================================== أبونا إبراهيم كان متغرب وانفصل عنه لوط وكان هناك ملك إسمه كدرلعومر ملك ظالم عمله أن يستولى على الأمم .. عمله أن يسبي .. عمله أن يأخذ جزية .. فكان يأخذ جزية من كل البلدان المحيطة به .. فإتفقت هذه البلدان المحيطة على محاربة كدرلعومر حتى لا يأخذ منهم جزية فحاربوه لكنه للأسف إنتصر وسباهم وكسرهم .. أبونا إبراهيم عرف أن لوط إبن أخيه كان من ضمن السبايا فأخذ معه 318 من أفضل غلمانه وحارب كدرلعومر لكي يرد لوط ومن له ليس فقط لوط بل وكل المسبيين . ﴿ فلما سمع أبرام أن أخاه سُبي جر غلمانه المتمرنين ولدان بيته ثلاث مائة وثمانية عشر وتبعهم إلى دان وانقسم عليهم ليلاً هو وعبيده فكسرهم وتبعهم إلى حوبة التي عن شمال دمشق واسترجع كل الأملاك واسترجع لوطاً أخاه أيضاً وأملاكه والنساء أيضاً والشعب ﴾ ( تك 14 : 14 – 16) .. كدرلعومر يمثل الشيطان الذي سبى أولاد الله وأذلهم وفرض عليهم الجزية وجعلهم يعيشون بدون كرامة وأخذ أملاكهم .. رمز لعدو الخير الذي عمله أن يأخذ منا السلام والقداسة والطهارة والبر ويفقدنا عشرتنا مع الله .. عمله أن يأخذ منا ضريبة بدون وجه حق فأعطيه وقت ومشاعر و ...... حتى أنه لا يريد أن يأخذ إلا عمري وهذه ضريبة بدون وجه حق .. يسبيني نفسياً وأدبياً وجسمانياً .. هو كدرلعومر عدو شرس بطال .. ما هو حقه ؟ ليس له أي حق .. ما حق عدو الخير فينا ؟ ليس له أي حق .. مجرد سيطرة .. إذاً ؟ يقول الله لا تخف سأردك .. الله هو الذي يردك لكن هنا يحققه أبونا إبراهيم .. ﴿ انقسم عليهم ليلاً هو وعبيده فكسرهم وتبعهم إلى حوبة التي عن شمال دمشق واسترجع كل الأملاك ﴾ .. من الذي إسترجع كل الأملاك ؟ هو يسوع . حارب كدرلعومر وكانت معركة محسومة وانتصر على عدو الخير ورد أبانا آدم وبنيه إلى الفردوس وأخذ الأملاك .. أخذ كل ما قد سباه وتحدى الموت وكما أخذ كدرلعومر لوط وزوجته وأولاده وكل ممتلكاته وأبونا إبراهيم رده هو وكل ماله .. في الصليب أيضاً نزل ربنا يسوع إلى الجحيم وسبى سبياً وأعطى عطايا وأعاد السبايا .. تعالوا كل شخص فُقد منه شئ سأرده له .. كل إنسان إستعاد كرامته .. الإنسان الذي طُرد من حضرة الله رجع إلى الفردوس .. الإنسان الذي سُلبت كرامته الأولى أعادها الله له وجعله مع الملائكة جعله يسبح ويمجد .. أدخله إلى الفردوس مرة أخرى .. ﴿ صعد إلى العلاء سبى سبياً وأعطى الناس عطايا ﴾ ( أف 4 : 8 ) . معركة كدرلعومر ورد السبي ورد الأملاك كانت إشارة واضحة لمعركة الصليب بين ربنا يسوع والشيطان التي فيها إسترد ربنا يسوع المسبيين والتي فيها يسوع جرد الرياسات والسلاطين وأظهرهم ظافراً بالصليب .. قال لكدرلعومر ليس لك حق في أولادي لماذا تأخذهم أنا سأردهم وآخذهم .. ما حقك فيهم ؟ هم أولادي وقد دُعي إسمي عليهم .. لكن كدرلعومر محترف حرب وظالم ألا تخاف منه يا أبونا إبراهيم ؟ يقول كيف أخاف منه ؟!! تقول له لكنك يا أبونا إبراهيم ليس لك أدوات حرب .. يقول لا كيف تقول ذلك ؟ أنا معي أدوات حرب لكن ليست كأدواته . ربنا يسوع تسأله كيف ستحارب الشيطان وهو محترف حرب ؟ يقول سأحاربه على الصليب .. الشيطان لا يحتمل الإتضاع ولا يحتمل من يحتمل الإهانات بفرح .. لا يحتمل الإنسان الذي يحب أعدائه سأغلبه بكل ذلك .. سأغلبه بأسلحة مختلفة عن التي في أذهانكم .. أبونا إبراهيم حارب كدرلعومر دون أن يحسب حسابات نفقة لأنه كان واثق من الإنتصار .. ﴿ تبعهم إلى دان وانقسم عليهم ليلاً هو وعبيده ﴾ .. عندما رد أبونا إبراهيم الأملاك أخذ كل شئ أي إنتصر على كدرلعومر بطريقة جعلته لا يأخذ أي شئ من إبراهيم .. ما هذا ؟ هذه عظمة الإنتصار .. عندما رد الأملاك من كدرلعومر من ضمن الناس الذين رد أملاكهم ملك سدوم . 4/ إبراهيم يرفض الأملاك : =============================== أراد ملك سدوم أن يرد الجميل لإبراهيم فقال له لك كل الأملاك أنت خلصتني من السبي وخلصت الرجال مع النساء والأطفال لذلك لك كل الذهب والأملاك .. لكن أبونا إبراهيم رفض وقال له في تك 14 ﴿ رفعت يدي إلى الرب الإله العلي مالك السماء والأرض لا آخذن لا خيطاً ولا شراك نعلٍ ولا من كل ما هو لك ﴾ ( 22 – 23 ) .. * شراك نعل * هو الخيط الذي يخاط به الحذاء .. حتى الخيط لن آخذه .. قديماً كانوا يحاربون من أجل الغنائم كما كان عماليق محترفي حرب لكي يعيش على الغنائم .. لكن إبراهيم لم يأخذ شئ فقد كان ملك سدوم يتخيل أنه محترف حرب لكن إبراهيم لم يكن كذلك . لماذا يا أبونا إبراهيم لم تأخذ شئ ؟ يقول ﴿ فلا تقول أنا أغنيت أبرام ﴾ ( تك 14 : 23 ) .. هنا أبونا إبراهيم رمز للمسيح الذي يقول مملكتي ليست من هذا العالم .. أنا سأولد في مذود .. نقول له لماذا يارب لتدخل بيت قيصر ؟ يقول لا لن يكون لي بيت ولا حتى أين أسند رأسي ولا قوت يوم واحد .. كان يقطف السنابل ليأكل أو يقطف تين عندما يجوع .. ولا شراك نعل .. ﴿ مجداً من الناس لست أقبل ﴾ ( يو 5 : 41 ) .. ﴿ مملكتي ليست من هذا العالم ﴾ ( يو 18 : 36 ) .. سأُصلب عُريان لكي تعلم إني سأصلب العالم من أجلك .. كلما أحب الإنسان الله عرف كيف يغلب من داخله .. أبونا إبراهيم غلب من داخله غلب المقتنيات .. أمامه أمور مغرية ذهب وفضة وأملاك لكنه شخص غالب حقق رمز للمسيح الذي أتى للعالم لكنه ليس من هذا العالم .. أتى ليعيش فترة ومتى إرتفع يجذب إليه الجميع .. أبونا إبراهيم أعطانا نموذج وصورة لعدم محبة القنية والفقر والغلبة كما كان المسيح له المجد . يقول القديس يوحنا ذهبي الفم ﴿ هو وخاصته لم يكن له قوت يوم واحد أما نحن فنطلب رزق لسنين عديدة .. هو لم يكن له أين يسند رأسه أما نحن فنطلب مجالس مزينة ﴾ .. أبونا إبراهيم كان غريب في كل مكان .. تخيل شكل أبونا إبراهيم ولغته وملابسه وعُملاته .. نحن ملامحنا تظهر موطننا أي بلد هو هكذا الملامح والزي والشكل واللغة والعملات تعلن دائماً أن أبونا إبراهيم شخص غريب عن كل مكان عاش فيه وبذلك حقق مبدأ مهم جداً أن العالم ليس له .. الله إختاره دون قبائل الأرض كلها ليصنع معه عهد لأنه وجد فيه صفات يريدها الله .. كان العالم يعيش في ظلمة وظلام والله أضاء أبونا إبراهيم شمعة وسط هذه الظلمة .. هو بداية النسل المبارك ﴿ يتبارك في نسلك جميع أمم الأرض ﴾ ( تك 22 : 18) .. أنت تتحقق فيك شخص المسيح . 5/ إبراهيم يزجر الجوارح : =============================== عندما غلب أبونا إبراهيم في معركة كدرلعومر قلق هل سيصمت كدرلعومر أم يحاول أن يعاود الحرب مع أبينا إبراهيم ؟ تخيل أن كدرلعومر سيدبر حرب أخرى ضده فقلق لكن الله طمأنه وقال له ﴿ لا تخف يا أبرام أنا ترس لك ﴾ ( تك 15 : 1) .. الله يعلم ضعف البشر فأقام مع أبينا إبراهيم عهد .. قديماً كان من عادة الشعوب عندما تقيم عهد بينها أن يأتوا بحيوانات تُشق في وسطها مثلاً خروف .. ماعز .. عجل تُشق هذه الحيوانات ويمر وسطها المتعاهدين عهد سلام أبدي من يخونه يُشق من الوسط .. فمنظر الشق والدم يجعل الخيانة بعيدة .. الله قال لأبينا إبراهيم هات عِجلة ثلثية وكبش ثلثية وعنزة ثلثية ويمامة وحمامة تشق الكل من الوسط ماعدا الحمامة واليمامة .. اليمامة والحمامة رمز للشخص الروحاني لأنه شخص لا ينقسم بينما العِجلة والكبش والعنزة رمز للشخص الجسداني المنقسم على ذاته .. أبونا إبراهيم شق الحيوانات من الوسط وانتظر الطرف الآخر للمعاهدة الذي سيمر معه وسط الحيوانات المشقوقة وهو لا يعرفه هل هو كدرلعومر ؟ كيف وهو شخص لا يحبني ولا أحبه ؟ تُرى من يكون ؟ بالطبع الحيوانات المشقوقة تنزف وأتت الجوارح تحوم حولها لتأكلها فظل أبونا إبراهيم يزجر الجوارح حتى تعب ونام . زجر الجوارح .. الجوارح رمز لعدو الخير والحيوانات المشقوقة والطيور رمز للإنسان الجسداني واليوناني المعرضين لحرب عدو الخير الذي يريد أن يجعل النفس لا تشعر بإطمئنان ولا يريد المعاهدة مع الله تتم كما قال الله لقايين ستعيش خائف .. أبونا إبراهيم لا يستطيع أن يتمم المعاهدة وحده فكان يزجر الجوارح الصعبة التي تريد أن تأكل الحيوانات .. إبراهيم رمز لربنا يسوع الذي يريد أن يدخل في معاهدة مع الإنسان لكن عدو الخير يهيج على الإنسان والرب يزجره .. ﴿ أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف ﴾ ( يو 10 : 11) .. يبذل نفسه عنها ويزجرها .. الأجير يرى الذئب فيترك الخراف ويهرب .. كان يمكن لإبراهيم أن يترك الجوارح تأكل الحيوانات .. لا .. لأنه ليس أجير لذلك كان يزجر الجوارح . ربنا يسوع لما تكلم عن مثل الإستعداد قال عندما تأخر السيد عن الخادم صار الخادم يأكل ويشرب ويسكر وجاء سيده جعل نصيبه مع عديمي الإيمان ويشقه من وسطه .. هذه فكرة من ينقض العهد يُشق من وسطه بينما الأمين الحكيم يقيمه سيده على ماله .. أبونا إبراهيم لما نزل لأرض مصر كان إشارة للمسيح ولما ترك أرضه وعشيرته كان إشارة للمسيح .. ولما غلب كدرلعومر كان رمز للمسيح ولما رفض الأملاك كان رمز للمسيح لأن مملكته ليست من هذا العالم . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

ابونا إسحق كرمز للمسيح ج1

يقول سفر التكوين عندما حدث الظهور الإلهي لأبينا إبراهيم عندما ظهر له ملاكين ليعلنا له هلاك سدوم وعمورة .. ﴿ وقالوا له أين سارة امرأتك .. فقال ها هي في الخيمة .. فقال إني أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امرأتك إبن .. وكانت سارة سامعة في باب الخيمة وهو وراءه .. وكان إبراهيم وسارة شيخين متقدمين في الأيام وقد انقطع أن يكون لسارة عادة كالنساء .. فضحكت سارة في باطنها قائلةً أبعد فنائي يكون لي تنعم وسيدي قد شاخ .. فقال الرب لإبراهيم لماذا ضحكت سارة قائلةً أفبالحقيقة ألد وأنا قد شخت .. هل يستحيل على الرب شيء .. في الميعاد أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة إبن فأنكرت سارة قائلةً لم أضحك لأنها خافت .. فقال لا بل ضحكتِ ﴾ ( تك 18 : 9 – 15) . هنا يدخل الملاكان بقصة سدوم وعمورة وينتهي الإصحاح بعد مفاوضة أبونا إبراهيم مع الله .. ثم يبدأ الإصحاح التاسع عشر ويحكي قصة هلاك سدوم وعمورة .. ﴿ دخان الأرض يصعد كدخان الأتون ﴾ ( تك 19 : 28 ) وتحولت إمرأة لوط إلى عمود ملح .. ثم يبدأ الإصحاح العشرون ويحكي أن أبونا إبراهيم سكن جرار وأرسل أبيمالك ملك جرار ليأخذ سارة ثم تعود لأبينا إبراهيم . ثم يأتي الإصحاح الحادي والعشرون ويقول ﴿ وافتقد الرب سارة كما قال وفعل الرب لسارة كما تكلم .. فحبلت سارة وولدت لإبراهيم ابناً في شيخوخته .. في الوقت الذي تكلم الله عنه .. ودعا إبراهيم إسم إبنه المولود له الذي ولدته له سارة إسحق .. وختن إبراهيم إبنه وهو ابن ثمانية أيامٍ كما أمره الله .. وكان إبراهيم إبن مائة سنةٍ حين ولد له إسحق إبنه .. وقالت سارة قد صنع إليَّ الله ضحكاً .. كل من يسمع يضحك لي .. وقالت من قال لإبراهيم سارة تُرضع بنين حتى ولدت إبناً في شيخوخته .. فكبر الولد وفُطم وصنع إبراهيم وليمة عظيمة يوم فطام إسحق ﴾ ( تك 21 : 1 – 8 ) . قصة تبدو وكأنها تمس شخص لكن لا .. الله يريد أن يقول هذا تحقيق لميعاد .. هو إبن الموعد .. دارت أحداث كثيرة ثم تم الوعد .. هكذا ربنا يسوع أخذنا به الوعد ودارت أحداث كثيرة ثم وُلد يسوع بالتجسد .. هكذا أبونا إبراهيم ظل فترة طويلة حتى أن سارة قالت له تزوج هاجر وولدت له إسماعيل .. لكن هذا ليس إبن للوعد بل إبن للجسد .. تحقق الوعد بعد عشرون عام .. إن كنت يا الله تريد أن تعطيه إبن كنت أعطيته إياه منذ أن وعدته ولا تتركه عشرون عام ينتظر تحقيقه .. لكن الله يقول لأن هناك زمان الحياة .. ﴿ إني أرجع إليك نحو زمان الحياة ﴾ .. كلمة كبيرة على أبونا إبراهيم . هناك كلمات ترفعنا فوق الحدث .. في سدوم وعمورة قال الله لأبينا إبراهيم ﴿ هل أُخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله ﴾ ( تك 18 : 17) .. كلمة أيضاً فوق مستوى أبينا إبراهيم بل هي عبارة بين الآب والإبن .. الإبن أُعطيَ الحكم كله أُعطيَ ما يفعله الآب هذه عبارة مسيانية .. هكذا عبارة * زمان الحياة * عبارة مسيانية .. * زمان الحياة * أي زمن الخلاص زمن ما بعد الموت .. زمن البداية زمن التجسد .. ﴿ ويكون لسارة امرأتك إبن ﴾ .. هذا ما يقال بحسب تعبير الكتاب .. في رسالة معلمنا بولس الرسول لأهل غلاطية ﴿ ملء الزمان ﴾ ( غل 4 : 4 ) لماذا ؟ الله سمح أن تنقطع عن سارة عادة النساء لأن الوعد أخذه أبونا إبراهيم وسارة عمرها سبعون عام وتم تحقيق الوعد وعمرها تسعون عام .. أمر غير منطقي في الوعد وتحقيقه .. أمر يفوق الخيال .. عندما تقول لشخص أن المسيح تجسد يضحك كما ضحكت سارة .. لكن ﴿ هل يستحيل على الرب شيء ﴾ ؟ .. قال الله هذه العبارة وكأنه يزجرها .. هل الله بحسب فكرِك الصغير يا سارة ؟ ﴿ وافتقد الرب سارة كما قال وفعل الرب لسارة كما تكلم فحبلت سارة وولدت لإبراهيم ابناً في شيخوخته في الوقت الذي تكلم الله عنه ﴾ .. زمن الحياة أي زمن الخلاص .. زمن دبر فيه الله للبشرية مجيئه .. نعم الوعد موجود لكن متى تحقق ؟ كما يشاء الله .. هكذا فعل مع أبينا إبراهيم . الله إستخدم أبونا إبراهيم وسارة لإتمام مقاصده .. هكذا في التجسد الله إستخدم السيدة العذراء ويوسف البار والمذود والرعاة لإتمام مشيئته .. حرك الزمن حسب مشيئته .. قد نقول له أن الوعد في الأصل غير منطقي وعندما تأخر تحقيق الوعد زاد عدم تصديق .. لكن الله يقول لنا أنا أدبر أموري .. لماذا تأخر التجسد خمسة آلاف سنة ؟ منذ سقوط آدم وأنت يارب تقول ﴿ نسل المرأة يسحق رأس الحية ﴾ .. كم عام يتأخر الوعد ؟ سنة ؟ خمس سنوات .. عشر سنوات .. عشرون .. ؟ لكن لو تأخر مائة سنة قد تنسى البشرية بل وقد لا تراه .. لكن هو إنتظر ملء الزمان أي ظل يملأ الزمن حتى صار غير محدود .. أرسل إبنه غير المحدود لما جاء ملء الزمان .. إنتظرت الخليقة زمن طويل مترقبة النسل الذي يسحق رأس الحية . الله يدبر أنبياء ونبوات ورموز وحكمة و ..... تجد ترتيب عجيب وظهورات لله .. هل يظهر الله ؟ نعم ليمهد الأذهان .. تقابل مع يعقوب وصارعه .. يظهر لموسى ويسمعه .. يسكن وسط شعبه من خلال الخيمة رمز للتجسد .. ثم أتى الأنبياء والرموز والأحداث والأشخاص حتى أن أشعياء النبي قال ﴿ يُولد لنا ولد ونُعطى ابناً وتكون الرياسة على كتفه ويُدعى إسمه عجيباً مُشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام ﴾ ( أش 9 : 6 ) .. عندما نسمع أشعياء النبي نقول أن الأمر قد إقترب لكن متى ؟ قال له أشعياء النبي ﴿ ليتك تشق السموات وتنزل ﴾ ( أش 64 : 1) .. يقول له الله إنتظر قليلاً .. متى يارب ؟ يقول له إنتظر وقت قليل .. وكان الوقت القليل سبعمائة سنة .. ما هذا ؟ هذا هو الوعد وتحقيقه .. إسحق إبن وعد قال الله لإبراهيم سيكون لسارة إبن .. هكذا ظل الله يرتب للتجسد حتى عندما يأتي ملء الزمان يتجسد .. لما كبرت سارة حبلت وولدت إبن .. إبن الوعد لا يأتي بطريقة عادية طبيعية . قال معلمنا بولس الرسول ما الفرق بين ميلاد إسماعيل وميلاد إسحق ؟ ميلاد إسماعيل ليس بوعد بل بشطارة فكر .. ﴿ الذي من الجارية وُلد حسب الجسد وأما الذي من الحرة فبالموعد ﴾ ( غل 4 : 23 ) .. لذلك إسحق إسمه إبن الموعد .. إبن ليس بحسب الجسد بل بحسب الروح .. أي يؤكد أنه بحسب الروح .. أي نضع علامة على إبراهيم وسارة لأنه ليس إبن بحسب القدرة والفكرة الجسدية بل بحسب الوعد .. لذلك ربنا يسوع هو إبن وعد ويكون للبشرية من يسحق رأس الحية .. يكون للبشرية آدم جديد .. أعطيك إبن تتحقق فيه المواعيد هكذا إنتظرت البشرية ربنا يسوع ليحقق الوعد بسحق رأس الحية . إذاً ميلاد إسحق المعجزي يمثل ميلاد ربنا يسوع المعجزي .. ربنا يسوع له ميلادان الميلاد الأزلي وكان له أب وليس له أم .. والميلاد الزمني ولم يكن يحتاج فيه لأب لأنه موجود فكان له أم وليس له أب .. في الزمن ميلاده إحتاج أم لذلك جاء بوعد .. متى ؟ نحو زمان الحياة . جيد أن تضحك سارة وإسم إسحق معناه * ضحك أو بهجة أو سرور * .. إن كنا نقول إسحق = سرور وبهجة وضحك .. أيضاً المسيح = بهجة وسرور – مسرة – .. ﴿ هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت ﴾ ( مت 3 : 17) .. نزع الكآبة عن البشرية .. تخيل كمية البهجة التي دخلت إبراهيم وسارة بميلاد إسحق حتى أنه أقام له حفل ختان وفطام عظيمة والكتاب ركز على وليمة فطام إسحق .. ﴿ فكبر الولد وفُطم وصنع إبراهيم وليمة عظيمة يوم فطام إسحق ﴾ .. هذا يُشبه للمخلص لأنه غيَّر الزمن هكذا المسيح بهجة الخليقة لأنه أدخل المسرة للبشرية وقال عنه ﴿ هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت ﴾ .. قيلت هذه العبارة عن المسيح في ميلاده وعماده فكما كان إسحق سبب بهجة والديه هكذا المسيح بهجة الآب لأنه إبن الوعد .. لأنه إبن لم يأتي بحسب الجسد بل جاء بمعاناة . صفات إسحق : ================= كان هادئ جداً .. عكس طبع إسماعيل الذي كان شرس .. إسحق كان مُسالم حتى مع أعدائه .. كان هادئ روحاني .. يجلس عند الحقل في الغروب .. لذلك الله يقدس كل طبع .. كل شخص له بصمته في طبعه .. عليك أن تقدس طبعك ولا تغيره .. نمي طبعك وقدسه .. إسحق هادئ .. جيد أن يظل هادئ ليس هدوء الكآبة بل هدوء الوداعة .. كان إسحق يميل للعزلة حتى أنه عندما أرادوا أن يزوجوه قال لهم ما ترونه جيد إفعلوه .. وعندما رأى رفقة كان جالس في الحقل وقالوا له هذه زوجتك فدخل بها خباءة أمه – وداعة بهدوء – عكس الإنطواء لأنه سلبي .. المنعزل شخص ليس سلبي بل حوَّل حياته صعيدة لله .. إسحق كان يقدس الوقت كان مطيع لإبراهيم هكذا كانت شخصيته .. حتى في طاعته عندما قدمه أبوه ذبيحة كان رمز للمسيح الذبيح . جبل المُريا : ============== ﴿ إذهب إلى أرض المريا وأصعده هناك محرقة ﴾ ( تك 22 : 2 ) .. إسحق والمسيح شخصية مطيعه مسالمة سيقدم نفسه ذبيحة .. أرض المريا لها سلسلة في الكتاب .. تبدأ من سفر التكوين وتنتهي في الجلجثة لأن المريا هي نفس المنطقة التي صُلب فيها المسيح أي الجلجثة .. ووسط هذه الفترة أرض المريا هي الأرض التي بُنيَ عليها الهيكل .. إذاً المريا هي قصة تقديم ذبائح لله بدايةً من إسحق ونهايةً بالمسيح مروراً في الوسط بالهيكل .. إذاً الذبيحة هي أمر في فكر الله .. قال له على جبل المريا .. هي نفس الأرض التي صُلب عليها المسيح هي جبل خارج أورشليم وهو نفس الجبل الذي بُنيَ عليه هيكل أورشليم .. بل هو نفس الجبل الذي تقابل فيه إبراهيم بعد رجوعه من معركة كدرلعومر مع ملكي صادق وقدم ذبيحة خبز وخمر .. ﴿ وشرع سليمان في بناء بيت الرب في أورشليم في جبل المريا حيث تراءى لداود أبيه ﴾ ( 2أخ 3 : 1) .. هكذا يقول أنا أُهيئ جبل لي لأقدم ذبيحتي المقبولة المرضية .. أُهيئ قلبك وأريك عليه أروع المشاهد مشهد ملكي صادق ومشهد ذبح إسحق ومشهد الهيكل لترى مشهد ذبح المسيح . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

شخصيات ورموز للمسيح فى أسفار موسى الخمسة ج2

بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الإِله الوَاحِد آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَان وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين كُنَّا بَدَأنَا مَعَ بَعْض نِدْرِس فِي شَخْصِيَات وَرُمُوز تَرْمُز لِرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح فِي العَهْد القَدِيم .. وَأخَذْنَا المَرَّة اللِّي فَاتِتْ بَعْض شَخْصِيَات .. إِبْتَدِينَا مِنْ أبُونَا آدَم وَقُلْنَا إِنْ آدَم دَه بِدَايِة الخَلِيقَة وَرَبِّنَا يَسُوع هُوَ بِدَايِة الخَلِيقَة الجِدِيدَة .. إِتْكَلِّمْنَا عَنْ نُوح وَقُلْنَا إِنْ نُوح دَه كَانْ يُعْتَبَر أعْطَى خَلاَص لِلشَّعْب أوْ أعْطَى خَلاَص لِجِيلُه .. إِتْكَلِّمْنَا عَنْ مَلْكِي صَادِق قُلْنَا إِنْ دَه مَلِك وَكَاهِن وَبِلاَ أب وَبِلاَ أُم .. بِلاَ نَسَبْ قَدِّم ذَبِيحَة خُبْز وَخَمْر .. فَكُل دَه مَفِيش حَاجَة مُمْكِنْ تُشَار إِلِيه إِلاَّ بِالسَيِّد الْمَسِيح .. إِتْكَلِّمْنَا عَنْ أبُونَا إِسْحَق الإِبْن الوَحِيد المَحْبُوب اللِّي أطَاع أبِيه وَاللِّي رِجِعْ حَي إِشَارَة لِرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح اللِّي أطَاع الآب حَتَّى مُوْت الصَّلِيب وَرِجِعْ حَي بِالقِيَامَة .. وَإِتْكَلِّمْنَا عَنْ يُوسِف الإِبْن المَحْبُوب لأِبُوه اللِّي أُرْسِل مِنْ أجْل إِفْتِقَاد إِخْوَاتُه وَإِخْوَاتُه رَفَضُوه .. كُلَّ دَه يَنْطَبِق عَلَى الْمَسِيح اللِّي أُلْقِيَ فِي الجُب .. اللِّي إِتْوَضَع فِي السِّجْن .. اللِّي نِزِل الجَحِيم .. اللِّي أعْطَى خَلاَص لِمِصْر كُلَّهَا إِنْ هُوَ أعْطَاهُمْ نَجَاة عَنْ طَرِيق إِنْ هُوَ إِدَّخَر القَمْح .. اللِّي إِخْوَتُه فِي الأخِر رِجْعُوا سَجَدُوا لَهُ .. اللِّي إِشَارَة لِرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. اللِّي كُلَّ الأُمُمْ فِي النِّهَايَة هَا تُسْجُد لَهُ . نِتْكَلِّمْ النَّهَارْدَة عَنْ شَخْصِيِة مُوسَى النَّبِي اللِّي بِينْهَا وَبِينْ الْمَسِيح .. نِقْرَا جُزْء مِنْ سِفْر العَدَد إِصْحَاح 11 بَرَكَاتُه عَلَى جَمِيعْنَا آمِين .. ﴿ وَكَانَ الشَّعْبُ كَأنَّهُمْ يَشْتَكُونَ شَرّاً فِي أُذُنَيِ الرَّبِّ وَسَمِعَ الرَّبُّ فَحَمِيَ غَضَبُهُ . فَاشْتَعَلَتْ فِيهِمْ نَارُ الرَّبِّ وَأحْرَقَتْ فِي طَرَفِ المَحَلَّةِ . فَصَرَخَ الشَّعْبُ إِلَى مُوسَى فَصَلَّى مُوسَى إِلَى الرَّبِّ فَخَمِدَت النَّارُ ﴾ ( عد 11 : 1 – 2 ) .. يِرْجَع هِنَا يِقُول لِينَا كِدَه إِنْ الشَّعْب تَذَمَّر عَلَى مُوسَى .. فِي سِفْر العَدَد إِصْحَاح 14 يِقُول ﴿ لَيْتَنَا مُتْنَا فِي أرْضِ مِصْرَ أوْ لَيْتَنَا مُتْنَا فِي هذَا القَفْرِ . وَلِمَاذَا أتَى بِنَا الرَّبُّ إِلَى هذِهِ الأرْضِ لِنَسْقُطَ بِالسَّيْفِ . تَصِيرُ نِسَاؤُنَا وَأطْفَالُنَا غَنِيمَةً . ألَيْسَ خَيْراً لَنَا أنْ نَرْجِعَ إِلَى مِصْرَ ﴾ ( عد 14 : 2 – 3 ) .. مَجْداً لِلثَّالُوث الأقْدَس الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس . مُوسَى النَّبِي مِنْ بِدَايِة مَا اتْوَلَد يِقُول إِنْ كَانَ الصَّبِي حَسَن جِدّاً .. كَانْ شَكْلُه حِلْو .. وَالشِئ اللِّي خَلَّى بِنْت فِرْعُون تِمِيل إِلِيه إِنْ شَكْلُه حِلْو .. فَإِنْ كَانْ قِيلَ عَنْ مُوسَى إِنْ شَكْلُه حِلْو فَقِيلَ عَنْ يَسُوع أنَّهُ أبْرَع جَمَالاً مِنْ بَنِي البَشَر ( مز 45 : 2 ) .. مُوسَى لَمَّا إِتْوَلَد إِتْحَطْ فِي سَلْ فِي المَيَّة وَاتْسَاب فِي السَّلْ اللِّي فِيه مَيَّة وَهُوَ طِفْل صُغَيَّر .. وَبِنْت فِرْعُون لَمَّا لاَقِتُه أخَدِتُه مِنْ المَيَّة .. وَمَعْنَى إِسْم * مُوسَى * * المُنْتَشِل مِنْ المَاء * .. دِي كَانِتْ إِشَارَة لِرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح اللِّي دَخَل جُوَّا المُوْت وَطِلِعْ مِنُّه حَيّ .. زَي مُوسَى مُنْتَشَل مِنْ المَاء رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح اللِّي تِقْدَر تِقُول عَلِيه بِالمُوْت غَلَبْ المُوْت . مُوسَى النَّبِي أوِّل لَمَّا إِتْوَلَد إِتْوَلَد فِي ظُرُوف إِنْ هُمَّ كَانُوا بِيِقْتِلُوا كُلَّ أطْفَال الذُّكُور العِبْرَانِييِّن بِأمر فِرْعُون .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لَمَّا إِتْوَلَد كَانْ فِيه أمر بِقَتْل كُلَّ أطْفَال بِيتْ لَحْم مِنْ إِبْن سَنَتِينْ فَمَا دُون ( مت 2 : 16) .. وَكَأنَّ رَبِّنَا عَايِز يُشِير إِلِينَا إِنْ مُوسَى مُخَلِّص وَإِنْ يَسُوع مُخَلِّص .. وَالخَلاَص لاَزِم يِحْصَل بِمُوت وَالمُوْت سَيُعْطِي خَلاَص وَمِنْ هُنَا لَقِينَا إِنْ فِي أطْفَال مَاتُوا فِي عَصْر مُوسَى وَفِي أطْفَال مَاتُوا فِي عَصْر رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. زَي مَا أطْفَال العِبْرَانِييِّن إِتْقَتَلُوا أطْفَال بِيتْ لَحْم إِتْقَتَلُوا .. مُوسَى إِتْرَبَّى فِي قَصْر فِرْعُون وَكَانَ مُدَلَّل جِدّاً وَكَانَ مُكَرَّم جِدّاً بَسْ يِقُول لِينَا كِدَه إِنُّه لَمَّا كِبِر وَابْتَدَى يُدْرِك يِقُول ﴿ خَرَجَ إِلَى إِخْوَتِهِ لِيَنْظُرَ فِي أثْقَالِهِمْ ﴾ ( خر 2 : 11) .. فَلَمَّا إِبْتَدَى يُنْظُر أثْقَال شَعْبُه إِبْتَدَى يَتَعَاطَفْ مَعَ شَعْبُه فَتَخَلَّى عَنْ مَجْدُه وَتَخَلَّى عَنْ كَرَامْتُه كَإِبْن لِفِرْعُون وَتَرَك هذَا المَجْد مِنْ أجْل أنْ يَحْيَا كِعِبْرَانِي .. مِنْ أجْل أنْ يَتَحَمَل قَضِيِة خَلاَص شَعْبُه . الكَلاَم دَه بِالنَّص مُمْكِنْ نِطَبَقُه عَلَى رَبِّنَا يَسُوع .. تَخَلَّى عَنْ مَجْدُه مِنْ أجْل خَلاَص شَعْبُه .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح أخْلَى ذَاتُه آخِذاً شَكْل العَبْد صَائِراً فِي الهَيْئَة كَإِنْسَان .. طَاعَ حَتَّى المُوْت مُوْت الصَّلِيب ( في 2 : 7 – 8 ).. تَخَلَّى عَنْ مَجْدُه .. تَخَلَّى عَنْ كَرَامْتُه .. فِي يُوحَنَّا 17 يِقُولُّه ﴿ مَجِّدْنِي أنْتَ أيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ العَالَمِ ﴾ ( يو 17 : 5 ) .. رَجَّعْنِي تَانِي لِمَجْدِي .. أصْل أنَا كُنْت فِي حَالِة إِخْلاَء مِنْ أجْل إِتْمَام تَدْبِير الخَلاَص . مُوسَى النَّبِي قَبَل أنْ يَتَخَلَّى عَنْ مَجْد المُلْك مِنْ أجْل تَدْبِير خَلاَص شَعْبُه .. كذَلِك رَبَّ المَجْد يَسُوع اللِّي وُجِدَ فِي هَيْئِة إِخْلاَء وَتَرَك مَجْد مِنْ أجْل إِنْقَاذ الشَّعْب .. مُوسَى تَرَك مَجْدُه مِنْ أجْل إِنْقَاذ الشَّعْب .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح تَرَك مَجْدُه مِنْ أجْل إِتْمَام تَدْبِير الخَلاَص .. مُوسَى فَضَل قَاعِد فِي أرْض البَرِّيَّة 40 سَنَة وَرَبِّنَا بِيْعِدُّه لِمُهِمِّة الخَلاَص .. وَلَمَّا مَات فِرْعُون رَبِّنَا قَالُّه إِرْجَع عَشَان فِي فِرْعُون جِدِيد .. أنَا هَا أمُرَك بِالخَلاَص لِلشَّعْب .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح قَعَد فِتْرَة هَرْبَان فِي أرْض مِصْر لِغَايِة مَا مَات اللِّي بِيُطْلُب نَفْس الصَّبِي ( مت 2 : 19 – 23 ) .. هِيرُودِس مَات قَالُّه إِرْجَعْ .. مُوسَى النَّبِي فِرْعُون مَات رَبِّنَا قَالُّه إِرْجَعْ . كِلاَهُمَا تَغَرَّبَا إِلَى بِدْء زَمَان خَلاَص .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح تَغَرَّبْ فِي أرْض مِصْر إِلَى بِدْء زَمَان خَلاَص .. مُوسَى النَّبِي تَغَرَّب فِي البَرِّيَّة إِلَى بِدْء زَمَان خَلاَص .. لِدَرَجِة إِنْ رَبِّنَا قَالْ لِمُوسَى النَّبِي أنَا هَا جْعَلَك إِلهاً لِفِرْعُون ( خر 7 : 1) .. بِمَعْنَى مُسَيْطِراً قَادِراً وَمُقْتَدِراً فِعْلاً .. شُوفْنَا فِرْعُون كَانَ يَهَاب مُوسَى النَّبِي ..كَذلِك شُوفْنَا رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح وَسُلْطَانُه عَلَى حُكَّام زَمَانُه وَسُلْطَانُه عَلَى الكَتَبَة وَالفِرِّيسِيِّين وَسُلْطَانُه عَلَى مُعَلِّمِي اليَهُود بَلْ وَسُلْطَانُه عَلَى الشَّيْطَان أي سُلْطَانُه عَلَى العَالَمْ أجْمَع .. زَي مَا قَالُّه أنَا هَا خَلِيك إِلهاً لِفِرْعُون . شُوفْنَا رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح يِقُولَّك كَانَ يُعَلِّمْ بِسُلْطَان وَلَيْسَ كَالكَتَبَة ( مت 7 : 29 ) .. شُوفْنَاه أثْنَاء فِتْرِة وُجُودُه عَلَى الأرْض كَانَ يَحْمِل رِسَالِة السَّمَاء وَإِنْ كَانْ مَوْجُود فِي الهَيْئَة كَإِنْسَان .. يَعْنِي مُوسَى النَّبِي اللِّي شَكْلُه رَاجِل بِتَاع بَرِّيَّة وَرَاعِي غَنَمْ يُبْقَى هُوَ إِله فِرْعُون .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح اللِّي وُجِد فِي الهَيْئَة كَإِنْسَان .. اللِّي شَكْلُه بَسِيط .. اللِّي إِتْقَال عَنُّه إِنْ هُوَ مِنْ النَّاصِرَة .. اللِّي إِتْقَال عَنُّه إِنْ هُوَ دَه مِشْ إِبْن النَّجَار ؟!! .. يَسُوع اللِّي وُجِدَ فِي الهَيْئَة بَسِيط جِدّاً إِلاَّ أنَّهُ كَانَ يَحْمِل قُوَّة الآب . نِقْدَر نِقُول إِنْ مُوسَى النَّبِي أعْطَى الخَلاَص لِلشَّعْب عَنْ طَرِيق تَسَلُّطُه عَلَى فِرْعُون .. رَبَّ المَجْد يَسُوع أعْطَى خَلاَص لأِوْلاَدُه عَنْ طَرِيق سُلْطَانُه عَلَى إِبْلِيس .. مُوسَى النَّبِي أخْرَج الشَّعْب بِذِرَاعٍ رَفِيعَة .. رَبَّ المَجْد يَسُوع أعْطَانَا خَلاَص بِقُوَّة وَاقْتِدَار .. مُوسَى النَّبِي أخَذَ الوَصَايَا عَلَى جَبَل .. رَبِّنَا فَضَلْ يِدِّي لُه فِي الوَصَايَا عَلَى جَبَلْ سِينَاء قَالُّه أنَا عَايِز الشَّعْب يِعِيشُوا بِشَرِيعَة .. لاَزِم يُحْكُمْهُمْ قَوَانِينْ .. فَرَبِّنَا طَلَّعْ مُوسَى النَّبِي عَلَى جَبَلْ وَفَضَّل يِدِّي لُه الشَّرِيعَة .. لَقِينَا رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لَمَّا حَبْ يِدِّي الشَّعْب الشَّرِيعَة إِدَّاهَا لُهُمْ عَلَى جَبَلْ وَادَّانَا شَرِيعِة العَهْد الجَدِيد عَنْ طَرِيق المَوْعِظَة عَلَى جَبَل اللِّي مَوْجُودَة فِي بِشَارِة مُعَلِّمْنَا مَتَّى إِصْحَاح 5 ؛ 6 ؛ 7 .. أُعْطِيَتْ عَلَى جَبَلْ وَلكِنْ كَانَ هُنَاك فَرْق بَيْنَ مُوسَى وَالْمَسِيح . مُوسَى كَانَ يَسْتَلِمْ مِنْ الله وَيَقُول لِلشَّعْب .. أمَّا رَبَّ المَجْد يَسُوع فَهُوَ مُذَخَر فِيهِ كُلَّ كُنُوز المَعْرِفَة وَالحِكْمَة .. مِشْ مِسْتَنِّي رَبِّنَا يِقُولُّه ﴿ طُوبَى لِلْمَسَاكِين بِالرُّوح ﴾ ( مت 5 : 3 ) .. يِرُوح يِقُول ﴿ لأِنَّهُمْ يُعَايِنُونَ الله ﴾ ( مت 5 : 8 ) .. لأ .. مِشْ كُلَّ تَعْلِيمْ يِتْقَال كَانْ يِتْمَلاَّه لأِنْ هُوَ نَفْسُه إِسْمُه * كَلِمَة الله * .. مُوسَى النَّبِي كَانَ نَاقِل لِكَلِمَة الله لكِنْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح نِقُول عَنُّه ﴿ فِي البَدْءِ كَانَ الكَلِمَة ﴾ ( يو 1 : 1) .. هُوَ الكَلِمَة نَفْسَهَا .. مُوسَى النَّبِي كَانْ يِتْقَال لُه .. أنَا أقُولَّك وَإِنْتَ تِقُول لِلشَّعْب . فِي سِفْر العَدَد إِصْحَاح 7 يِقُول ﴿ فَلَمَّا دَخَلَ مُوسَى إِلَى خَيْمَةِ الإِجْتِمَاع لِيَتَكَلَّمَ مَعَْهُ كَانَ يَسْمَعُ الصَّوْتَ يُكَلِّمُهُ مِنْ عَلَى الغِطَاءِ الَّذِي عَلَى تَابُوتِ الشَّهَادَةِ مِنْ بَيْن الكَرُوبَيْنِ فَكَلَّمَهُ ﴾ ( عد 7 : 89 ) .. كَانْ رَبِّنَا يِكَلِّمُه فَكَانَ يُعَلِّمْ الشَّعْب بِالحَاجَة اللِّي رَبِّنَا قَالْهَا لُه .. لكِنْ رَبَّ المَجْد يَسُوع هُوَ نَفْسُه إِسْمُه كَلِمَة الآب .. هُوَ اللِّي نُور إِعْلاَن لِلأُمَمْ ( لو 2 : 32 ) .. هُوَ اللِّي يِقُول لِينَا كِدَه ﴿ اللهُ بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأنْبِيَاءِ قَدِيماً بِأنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأيَّامِ الأخِيرَةِ فِي إِبْنِهِ ﴾ ( عب 1 : 1 – 2 ) .. الأوِّل كَانْ رَبِّنَا بِيكَلِّمْنَا عَنْ طَرِيق نَاس لكِنْ فِي أخِر الأيَّام كَلِّمْنَا فِي إِبْنِهِ لأِنْ هُوَ كَلِمَة الآب . مُوسَى النَّبِي لَمَّا أخَذْ الوَصَايَا عَلَى الجَبَل صَام 40 يُوم .. لَقِينَا رَبَّ المَجْد يَسُوع حِينَ أُصْعِدَ عَلَى الجَبَل صَامَ 40 يَوم وَ40 لَيْلَة .. أوْجُه كَثِيرَة جِدّاً بَيْنَ مُوسَى وَالْمَسِيح .. مُوسَى النَّبِي كَانَ شَفِيعاً فِي الشَّعْب .. نِقْرَا إِنْ الشَّعْب غِلِطْ مِين اللِّي يِتْحَمِّل الغَلْطَة ؟ مُوسَى .. مِين اللِّي يُصْرُخ ؟ مُوسَى .. مِين يِتْشَفَع ؟ مُوسَى .. الجُزْء اللِّي قَرِنَاه مِنْ سِفْر العَدَد إِصْحَاح 11يِقُولَّك ﴿ فَصَرَخَ الشَّعْبُ إِلَى مُوسَى فَصَلَّى مُوسَى إِلَى الرَّبِّ فَخَمِدَت النَّارُ ﴾ ( عد 11 : 2 ) .. كَانِتْ شُغْلاَنِه مُوسَى إِنْ هُوَ يِسْمَع صُرَاخ الشَّعْب فَيُصْرُخ هُوَ لله بَسْ لأِنْ هُوَ مَحْبُوب لَدَى الله فَكَانَ الله يَسْمَع إِلَى صُرَاخُه .. يِقُولَّك كِدَه ﴿ فَصَرَخَ الشَّعْبُ إِلَى مُوسَى فَصَلَّى مُوسَى إِلَى الرَّبِّ فَخَمِدَت النَّارُ ﴾ .. طَيِّبْ لِيه الشَّعْب مِشْ بِيْصَلِّي لِرَبِّنَا عَلَى طُول ؟ يِقُولَّك مُوسَى لُه دَالَّة .. مُعَلِّمْنَا يُوحَنَّا يِقُول ﴿ إِنْ أخْطَأ أحَدٌ فَلَنَا شَفِيعُ عِنْدَ الآبِ يَسُوعُ الْمَسِيحُ البَارُّ ﴾ ( 1يو 2 : 1) .. مِين الشَّفِيع دَه ؟ شَفَاعَة أفْضَل مِنْ شَفَاعِة مُوسَى .. إِذَا كَانِتْ شَفَاعِة مُوسَى كَانِتْ مَقْبُولَة لِلدَّرَجَة إِنُّه كَانْ يُطْلُب مِنْ رَبِّنَا الطَلَبْ وَكَانْ رَبِّنَا يِلَبِّيه لُه .. لكِنْ إِحْنَا دِلْوَقْتِي لِينَا شَفِيع أفْضَل . فِي مَوْقِف تَانِي .. لَمَّا رَبِّنَا بَعَتْ الجَوَاسِيس عَشان يِتْجَسِّسُوا أرْض المِيعَاد بَعَتْ 12 وَاحِد فَلَمَّا بَعَتْ 12 وَاحِد رِجْعُوا ألـ 12 .. عَشْرَة مِنْهُمْ قَالُوا دِي أرْض حِلْوَة وَجَمِيلَة لكِنَّهَا أرْض تَأكُل سُكَّانْهَا .. دِي أرْض صَعْب جِدّاً نَاخُدْهَا .. لِيه ؟ لأِنْ لَقِينَا فِيهَا نَاس جَبَابِرَة بِتُوع حَرْب إِحْنَا حَا نْرُوح فِين ؟ فِيِقُول ﴿ فَأشَاعُوا مَذَمَّة الأرْض ﴾ ( عد 13 : 32 ) .. فَأوِّل لَمَّا أشَاعُوا مَذَمَّة فِي الأرْض الشَّعْب كُلُّه هَاج .. إِيه دَه ؟ إِحْنَا بَقَى لْنَا 40 سَنَة .. إِحْنَا طَلْعِين مِنْ أرْض مَصْر عَشَان نُدْخُل الأرْض دَي وَفِي الأخِر مِشْ هَا نَخُدْهَا ؟!! حَاجَة تِجِيب إِحْبَاط فَتَذَمَرُوا عَلَى رَبِّنَا فَلَمَّا تَذَمَرُوا عَلَى رَبِّنَا رَبِّنَا غِضِبْ عَلِيهُمْ .. مُوسَى النَّبِي إِتْدَّخَل كَانْ رَبِّنَا عَايِز يِفْنِيهُمْ وَيِمَوِتْهُمْ بِالوَبَأ فِي لَحْظَة .. ﴿ وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى حَتَّى مَتَى يُهِينُنِي هذَا الشَّعْبُ وَحَتَّى مَتَى لاَ يُصَدِّقُونَنِي بِجَمِيعِ الآيَاتِ الَّتِي عَمِلْتُ فِي وَسْطِهِمْ .. إِنِّي أضْرِبُهُمْ بِالوَبَأ وَأُبِيدُهُمْ وَأُصَيِّرُكَ شَعْباً أكْبَرَ وَأعْظَمَ مِنْهُمْ ﴾ ( عد 14 : 11 – 12) .. مُوسَى صَلَّى لِرَبِّنَا يِقُولُّه دَه إِنْتَ طَوِيل البَال .. إِنْتَ كَثِير الإِحْسَان .. إِنْتَ طَوِيل الرُّوح .. إِنْتَ كَثِير الرَّحْمَة تِغْفِر الذَّنْب وَالسَيِّئَة إِصْفَح يَارَب عَنْ ذَنْب هذَا الشَّعْب كَعَظَمِة نِعْمِتَك .. وَكَمَا غَفَرْت لِلشَّعْب مِنْ مَصْر إِلَى ههُنَا ( عد 14 : 19) – شَفِيع – .. أوِّل لَمَّا مُوسَى صَلَّى ﴿ فَقَالَ الرَّبُّ قَدْ صَفَحْتُ حَسَبَ قَوْلِكَ ﴾ ( عد 14 : 20 ) .. لِلدَّرَجَة دِي ؟ سَيِّدْنَا البَابَا يِقُولَّك عِبَارَة جَمِيلَة قَوِي عَلَى مُوسَى النَّبِي ﴿ مُوسَى النَّبِي كَانَ رَجُلاً حَلِيماً جِدّاً جِدّاً حَتَّى نَسْتَطِيع أنْ نَقُول عَنْهُ أنَّهُ كَانَ يُهَدِّأ غَضَبْ الله ﴾ .. تَخَيَّلُوا وَاحِد وَصَلْ لِدَرَجِة إِنُّه يِهَدِّي رَبِّنَا ؟!! رَبِّنَا قَالْ أنَا هَا فْنِيهُمْ .. هَا بِيدْهُمْ .. فَيِقُولَّك ﴿ قَدْ صَفَحْتُ حَسَبَ قَوْلِكَ ﴾ – شَفَاعَة – .. لكِنْ الشَّفِيع بِتَاعْنَا أفْضَل مِنْ شَفَاعِة مُوسَى .. لِيه ؟ لأِنْ رَبِّنَا بَعْد مَا قَالُّه * صَفَحْت * قَالُّه صَفَحْت عَنْ إِيه ؟ قَالُّه إِنْ أنَا مِشْ هَا مَوِتْهُمْ دِلْوَقْتِي .. بَسْ رَبِّنَا رِجِعْ تَانِي وَقَالْ إِنُّهُمْ مِشْ هَا يُدْخُلُوا الأرْض .. عَشَان خَاطْرَك يَا مُوسَى مِشْ هَا مَوِتْهُمْ دِلْوَقْتِي بَسْ هُمَّ هَا يمُوتُوا هَا يمُوتُوا .. هَا يمُوتُوا بَسْ بِالتَّدْرِيج .. فَيِقُولَّك كِدَه ﴿ لأفْعَلَنَّ بِكُمْ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ فِي أُذُنَيَّ .. فِي هذَا القَفْرِ تَسْقُطُ جُثَثُكُمْ جَمِيعُ المَعْدُودِينَ مِنْكُمْ حَسَبَ عَدَدِكُمْ مِن إِبْن عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً الَّذِينَ تَذَمَّرُوا عَلَيَّ ﴾ ( عد 14 : 28 – 29 ) .. كَانْ رَبِّنَا فِي الأوِّل عَايِز يِبِيدْهُمْ بِالوَبَأ فِي لَحْظَة لكِنْ دِلْوَقْتِي يِقُول لُهُمْ ﴿ لَنْ تَدْخُلُوا الأرْضَ الَّتِي رَفَعْتُ يَدِي لأُسْكِنَنَّكُمْ فِيهَا مَا عَدَا كَالِبَ بْنَ يَفُنَّةَ وَيَشُوعَ بْنَ نُونٍ ﴾ ( عد 14 : 30 ) .. ﴿ يَحْمِلُونَ فُجُورَكُمْ حَتَّى تَفْنَى جُثَثُكُمْ فِي القَفْرِ ﴾ ( عد 14 : 33 ) .. يَعْنِي إِنْتُمْ هَا تمُوتُوا فِي القَفْر فِي مُدِّة 40 سَنَة .. مُوسَى تَشَفَعْ لَدَى الله فَقَالَ لَهُ ﴿ قَدْ صَفَحْتُ حَسَبَ قَوْلِكَ ﴾ .. فَلَمْ يَبِيدْهُمْ بِوَبَأ فِي الحَال وَلكِنْ تَرَكَهُمْ لِلمُوْت . أمَّا رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح شَفَاعْتُه شَفَاعَة أقْوَى مِنْ مُوسَى وَأجْمَل مِنْ مُوسَى .. لَمَّا رَبِّنَا يَسُوع بِيِتْشَفَع فِي كِنِيسْتُه وَوِلاَدُه مَهْمَا كَانْ تَعَدِيَاتْهُمْ يِقُولَّك ﴿ دَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ إِبْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلَّ خَطِيَّةٍ ﴾ ( 1يو 1 : 7 ) .. لِينَا شَفِيع أجْمَل مِنْ مُوسَى دِلْوَقْتِي .. أقْوَى مِنْ مُوسَى .. زَي مَا يِقُولَّك إِنْ لِينَا دَم يِتْكَلِّمْ أفْضَل مِنْ هَابِيل ( عب 12 : 24 ) .. عَارْفِين إِيه * دَم يِتْكَلِّمْ أفْضَل مِنْ هَابِيل دِي * ؟ .. فَاكْرِين لَمَّا رَبِّنَا قَالْ لِقَايِين لَمَّا قَتَلْ أخُوه قَالُّه ﴿ صَوْتُ دَمِ أخِيكَ صَارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأرْضِ ﴾ ( تك 4 : 10) .. يَعْنِي إِيه ؟ عَايِز يِقُولُّه إِنْتَ أهْدَرْت دَم بَرِئ الدَّم دَه بِيِتْكَلِّمْ فَكَأن الدَّم دَه بِيقُول لِرَبِّنَا يَارَب خُدْ لِي تَارِي .. فَكَانْ صُوْت دَم هَابِيل يُصْرُخ وَيِتْكَلِّمْ بِإِدَانِة قَايِين .. أمَّا دَم يَسُوع الْمَسِيح فَهُوَ يَتَكَلَّمْ وَيَصْرُخ وَلكِنْ لاَ يَتَكَلَّمْ وَلاَ يَصْرُخ بِإِدَانِة الخُطَاة وَلكِنْ يَتَكَلَّمْ أفْضَل مِنْ هَابِيل .. يَعْنِي إِيه ؟ يَتَكَلَّمْ بِنَجَاة الخُطَاة .. يَتَكَلَّمْ بِخَلاَص الخُطَاة .. إِذَا كَانْ هَابِيل بِيْقُول لِرَبِّنَا إِنْتَقِمْ لِي مِنْ دَم قَايِين أخُويَا اللِّي قَتَلْنِي فَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح بِيْقُول لِرَبِّنَا يَارَب مِنْ أجْل دَمِّي إِصْفَح عَنْ الَّذِينَ يُخْطِئُونَ فِيَّ . كذَلِك شَفَاعِة الْمَسِيح بِالنِّسْبَة لِشَفَاعِة مُوسَى .. لِينَا شَفِيع أفْضَل مِنْ مُوسَى .. فَمُوسَى كَانَ شَفِيع وَشَفَاعْتُه كَانِتْ قَوِيَّة وَمَقْبُولَة .. جَمِيل لَمَّا مُوسَى يُقَفْ يِدَافِعْ عَنْ الشَّعْب يِقُولُّه * إِصْفَح يَا سَيِّد * .. رَبِّنَا يَسُوع يِقُول ﴿ لَسْتُ أسْألُ أنْ تَأخُذَهُمْ مِنَ العَالَمِ بَلْ أنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ ﴾ ( يو 17 : 15) .. وَكَأنْ رَبِّنَا عَايِز يِقُولُّه إِيه مَوِتْهُمْ وَاخْلَص دِي نَاس رَفْضَة الوَصِيَّة .. قَالُّه لأ أنَا مِشْ بَقُولَّك عَشَان تِعْمِل كِدَه .. ﴿ لَسْتُ أسْألُ أنْ تَأخُذَهُمْ مِنَ العَالَمِ بَلْ أنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ ﴾ .. ﴿ إِحْفَظْهُمْ فِي إِسْمَك ؛ قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ ﴾ ( يو 17 : 11 ؛ 17) .. إِجْعَل فِيهُمْ الحُب الَّذِي أحْبَبْتَنِي بِهِ ( يو 17 : 26 ) .. مُوسَى شَفِيع وَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح شَفِيع . نُقْطَة تَانْيَة جَمِيلَة جِدّاً فِي مُوسَى النَّبِي .. مُوسَى مَرْفُوض رَغْم كُلَّ الأعْمَال اللِّي بِيِعْمِلْهَا مِنْ أجْل نَجَاة شَعْبُه إِلاَّ إِنْ مُوسَى مَرْفُوض .. نِقْرَأ فِي سِفْر العَدَد إِصْحَاح 14 يِقُولَّك ﴿ لِمَاذَا أتَى بِنَا الرَّبُّ إِلَى هذِهِ الأرْضِ لِنَسْقُطَ بِالسَّيْفِ .. تَصِيرُ نِسَاؤُنَا وَأطْفَالُنَا غَنِيمَةً .. ألَيْسَ خَيْراً لَنَا أنْ نَرْجِعَ إِلَى مِصْرَ ﴾ ( عد 14 : 3 ) .. بَعْد مَا خَرَّجْتُكُمْ بِذِرَاع رَفِيعَة .. بَعْد مَا إِتْحَدِّت فِرْعُون .. بَعْد مَا دَخَلْت مَعَاه فِي مُفَاوَضَات هذَا عَدَدْهَا جَايِينْ تِقُولُوا نِرْجَع تَانِي مَصْر ؟!! .. شُوف بَقَى الكِلْمَة اللِّي جَايَة دِي أدْ إِيه جَارْحَة يِقُولَّك ﴿ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ نُقِيمُ رَئِيساً وَنَرْجِعُ إِلَى مِصْرَ ﴾ ( عد 14 : 4 ) .. عَاوِز يِقُولَّك سِيبَك مِنْ مُوسَى دَه .. عَاوْزِينْ يِقُولُوا مُوسَى دَه غَرَّقْنَا .. بِالرَّغْم مِنْ إِنُّه أنْقَذْهُمْ مِنْ الغَرَق .. * نُقِيم رَئِيسَاً وَنَرْجِعُ إِلَى مِصْرَ * .. هُوَ مِشْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح كَانَ مَرْفُوض مِنْ إِخْوَاتُه وَإِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ وَخَاصَّتَهُ لَمْ تَقْبَلُه ( يو 1 : 11) .. مِشْ هُوَ أعْلَنْ نَفْسُه مُخَلِّص عَنْهُمْ وَكَانْ المَفْرُوض إِنْ هُمَّ يِتْبَعُوه لِلنِّهَايَة وَلكِنْ هُمَّ تَرَكُوه وَحْدُه . .. أدِي مُوسَى المَرْفُوض .. مُوسَى اللِّي ضَحَّى بِكُلَّ شِئ مِنْ أجْل خَلاَص شَعْبُه وَمَعَ كِدَه مَرْفُوض .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح اللِّي أخْلَى ذَاتُه وَتَرَك المَجْد مِنْ أجْل خَلاَص شَعْبُه وَمَعَ كِدَه مَرْفُوض .. يِقُول رَفَضُونِي أنَا الحَبِيب بِحَسَبْ تَعْبِير مُعَلِّمْنَا دَاوُد النَّبِي .. تِلاَقِي الشَّعْب أوِّل لَمَّا يَاكُل وَيِشْرَب وَيِنْبِسِطْ وَيِغْلِبْ فِي حَرْب يُبْقَى جَمِيل مُوسَى .. أوِّل لَمَّا يِجُوعُوا شِوَيَّة يِجِيبُوا الحِكَايَة كُلَّهَا عَلَى مُوسَى .. فِي سِفْر العَدَد إِصْحَاح 11 ﴿ فَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ أيْضاً وَبَكَوْا وَقَالُوا مَنْ يُطْعِمُنَا لَحْماً ﴾ ( عد 11 : 4 ) .. قَالُوا لَهُ ﴿ وَالآنَ قَدْ يَبِسَتْ أنْفُسُنَا ﴾ ( عد 11 : 6 ) .. قَالُوا لَهُ ﴿ أخَذْتَنَا لِنَمُوت فِي البَرِّيَّة ﴾ ( خر 14 : 11) .. إِنْتَ جَايِبْنَا هِنَا عَشَان نِمُوت ؟!! .. لَيْسَ لَنَا خُبْز .. لَيْسَ لَنَا طَعَام نَأكُل .. لَيْتَنَا مُتْنَا فِي أرْض مَصْر .. تَذَمَرُوا وَرَفَضُوا مُوسَى وَرَفَضُوا خَلاَص مُوسَى اللِّي قَدِّمُه لُهُمْ .. كَمَا رَفَضُوا خَلاَص الْمَسِيح وَرَفَضُوا شَخْص رَبِّنَا يَسُوع وَرَفضُوا أعْمَال الْمَسِيح . حَاجَة تَانْيَة مُهِمَة جِدّاً مُرْتَبِطَة بِينْ مُوسَى وَالْمَسِيح .. مُوسَى كَانَ رَجُل آيَات وَعَجَائِب .. كذَلِك كَانَ رَبَّ المَجْد يَسُوع صَاحِبْ آيَات وَعَجَائِب .. آيَات عَظِيمَة وَعَجَائِب عَظِيمَة صَنَعْهَا مُوسَى .. نَفْس الأمر حَصَل مَعَ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح إِنُّه كَانْ صَاحِبْ آيَات وَعَجَائِب .. وَجَمِيل جِدّاً إِنْ مُوسَى لَمْ يَصْنَع هذِهِ العَجَائِب مِنْ أجْل مَجْدُه الشَّخْصِي وَلكِنْ لِيُعْلِنْ مَجْد الله .. تِلاَقِي رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح فِي الآيَات وَالعَجَائِب اللِّي عَمَلْهَا لَمْ يَقْصِد أنْ يُعْلِنْ نَفْسُه بَطَل .. أبَداً .. لكِنْ قَاصِد إِنُّه يُعْلِنْ مَجْد الله . مُوسَى لَمَّا إِقْتَرَن بِالمَرْأة الكُوشِيَّة .. الكُوشِيَّة دِي نَاس زَي الأحْبَاش .. نَاس سُمْر قَوِي وَنَاس غُرَبَاء عَنْ شَعْب الله .. فِي سِفْر العَدَد إِصْحَاح 12﴿ وَتَكَلَّمَتْ مَرْيَمُ وَهَارُون عَلَى مُوسَى بِسَبَبِ المَرْأةِ الكُوشِيَّة الَّتِي اتَّخَذَهَا لأِنَّهُ كَانَ قَد اتَّخَذَ امْرَأةً كُوشِيَّةً .. فَقَالاَ هَلْ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَحْدَهُ .. ألَمْ يُكَلِّمْنَا نَحْنُ أيْضاً .. فَسَمِعَ الرَّبُّ .. وَأمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيماً جِدّاً أكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأرْضِ ﴾ ( عد 12 : 1 – 3 ) .. رَبِّنَا دَافِعْ عَنْ مُوسَى وَضَرَب مَرْيَم بِالبَرَص .. إِيه قِصِّة المَرْأة الكُوشِيَّة دِي ؟ دِي مَرْأة غَرِيبِة الجِنْس تَزَوَجْهَا مُوسَى .. الآبَاء القِدِّيسِينْ يِقُولُوا إِنْ المَرْأة غَرِيبِة الجِنْس اللِّي تَزَوَجْهَا مُوسَى دِي هِيَّ كِنِيسِة العَهْد الجَدِيد اللِّي غِير مَقْبُولَة وَمِشْ مِنْ شَعْب الله لكِنْ مُوسَى تَزَوَجْهَا .. فَلَمَّا تَزَوَجْهَا مُوسَى إِيه اللِّي حَصَلْ ؟ طَبْعاً إِخْوَاتُه رَفَضُوا .. لَمَّا لَقِينَا كِنِيسِة العَهْد الجِدِيد بِتُدْخُل الإِيمَان أوِّل نَاس رَفَضُوا اليَهُود .. قَالُوا مِينْ دُول اللِّي يُدْخُلُوا مَعَانَا ؟ عَشَان كِدَه يِقُولَّك ﴿ نُور إِعْلاَن لِلأُمَمْ ﴾ .. أنَّ الأُمُمْ شُرَكَاء فِي المِيرَاث .. رَبِّنَا أعْطَاهُمْ الحَيَاة وَأعْطَاهُمْ الخَلاَص .. نَفْس الخَلاَص اللِّي مِتْمَتَع بِه كِنِيسِة العَهْد القَدِيم .. دِي المَرْأة الكُوشِيَّة . فَكَانْ إِقْتِرَان الْمَسِيح بِكِنِيسِة العَهْد الجِدِيد إِشَارَة لُه فِي العَهْد القَدِيم إِقْتِرَان مُوسَى بِالكُوشِيَّة .. وَزَي إِخْوَاتُه – الأُمَّة اليَهُودِيَّة – رَفَضِتْ هذَا الإِقْتِرَان لَقِينَا رَبِّنَا هُوَ اللِّي دَافِعْ وَطَرَد مَرْيَم أُخْت مُوسَى وَضَرَبْهَا بِالبَرَص .. وَالعَجِيب نِلاَقِي مِينْ اللِّي إِتَّشَفَع فِيهَا ؟ مُوسَى .. يِقُولَّك ﴿ فَحَمَى غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْهِمَا وَمَضَى .. فَلَمَّا ارْتَفَعَت السَّحَابَةُ عَن الخَيْمَةِ إِذَا مَرْيَمُ بَرْصَاءُ كَالثَّلْجِ .. فَالْتَفَتَ هَارُون إِلَى مَرْيَم وَإِذَا هِيَ بَرْصَاءُ .. فَقَالَ هَارُون لِمُوسَى أسْألُكَ يَا سَيِّدِي لاَ تَجْعَلْ عَلَيْنَا الخَطِيَّة الَّتِي حَمِقُنَا وَأخْطَأنَا بِهَا .. فَلاَ تَكُنْ كَالمَيْتِ الَّذِي يَكُونُ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ رَحِمِ أُمِّهِ قَدْ أُكِلَ نِصْفُ لَحْمِهِ .. فَصَرَخَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ قَائِلاً اللَّهُمَّ اشْفِهَا ﴾ ( عد 12 : 9 – 13) .. مُوسَى الكَلاَم عَلِيه وَهُوَ اللِّي بِيِتْشَفَع . رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح إِقْتَرَنْ بِكِنِيسِة الأُمُمْ وَقَبَلْهَا إِنَّهَا تُدْخُل الإِيمَان .. كِنِيسِة اليَهُود إِعْتَرَضُوا فَلَمَّا إِعْتَرَضُوا قَالُّهُمْ خَلاَص حَا تِفْضَلُوا مَرْفُوضِينْ .. لكِنْ هُوَ اللِّي إِتَّشَفَع فِيهُمْ عَشَان يِجِيبْهُمْ تَانِي .. عَشَان كِدَه يِقُول ضَرَبْهَا بِالبَرَص وَخَلاَّهَا تُخْرُج خَارِج المَحَلَّة 7 أيَّام .. * المَحَلَّة * المَكَان اللِّي بِيُسْكُنُوا فِيه .. البَرَص مَعْنَاه نَجَاسَة فَطَالَمَا جَالْهَا بَرَص تُخْرُج خَارِج المَحَلَّة 7 أيَّام .. بَعْد مَا خِلْصُوا السَّبْعَة أيَّام رَاح دَخَّلْهَا تَانِي .. دِي إِشَارَة لإِيه ؟ يِقُولُوا دِي كِنِيسِة اليَهُود اللِّي إِتَطَرَدِت مِنْ حَضْرِة رَبِّنَا سَبْعَة أيَّام .. * سَبْعَة أيَّام * اللِّي هِيَّ إِيه ؟ أيَّام غُرْبِة العُمْر .. أيَّام الزَّمَنْ .. فِي أخِر السَّبْعَة أيَّام هَا تِيجِي مَرْيَم تَانِي تُدْخُل وَتُضَمْ لِلجَمَاعَة .. فِي أخِر الأيَّام كِنِيسِة اليَهُود هَا تِيجِي تُدْخُل وَتُضَمْ لِلجَمَاعَة وَالكِنِيسْتِينْ هَا يَخْلُصُوا مَعَ بَعْض فِي أخِر الأزْمَان .. ﴿ لأِنَّ بِهِ لَنَا كِلَيْنَا قُدُوماً ﴾ ( أف 2 : 18) .. * كِلَيْنَا * اللِّي هُمَّ الكِنِيسْتِينْ العَهْد القَدِيم وَالعَهْد الجِدِيد . فَقَالَ ﴿ تُحْجَزُ سَبْعَةَ أيَّامٍ خَارِجَ المَحَلَّةِ وَبَعْدَ ذلِكَ تُرْجَعُ ﴾ ( عد 12 : 14) .. وَكَأنْ رَبِّنَا دِلْوَقْتِي اللِّي عَمَلُه مَعَ اليَهُود كِدَه بِالظَّبْط .. إِيه يَارَبَّ مِشْ حَا تِقْبَل لِيه اليَهُود ؟ دُول أصْحَاب الأنْبِيَاء .. دُول يَارَبَّ اللِّي أخَدُوا الوَصَايَا .. دُول اللِّي قَدِّمُوا ذَبَائِح .. قَالَّك لأ دُول هَا يُحْجَزُوا سَبْعَة أيَّام وَبَعْد كِدَه يُدْخُلُوا .. هُمَّ دِلْوَقْتِي فِي زَمَان الحَجْز بَرَّه وَفِي أخِر الأيَّام هَا يِرْجَعُوا تَانِي .. قَالَّك ﴿ فَحُجِزَتْ مَرْيَمُ خَارِجَ المَحَلَّةِ سَبْعَةَ أيَّامٍ وَلَمْ يَرْتَحِل الشَّعْبُ حَتَّى أُرْجِعَتْ مَرْيَم ﴾ ( عد 12 : 15) . نِقْدَر نِقُول إِنْ أُمور كَثِيرَة جِدّاً تَرْتَبِط بَيْنَ العَهْدِين وَلكِنْ فِي العَهْد الجِدِيد تِتْكِشِفْ لِينَا الأسْرَار .. عَلَى رَأي أبُونَا المُتَنَيِح بِيشُوي كَامِل إِنْ العَهْد القَدِيم الصُورَة النِيجَاتِيڤ بِتَاعِتْ العَهْد الجِدِيد .. بَسْ الوَاحِد لَمَّا يِكُون عَارِف الصُورَة الحَقِيقِيَّة يِعْرَف النِيجَاتِيڤ .. إِحْنَا دِلْوَقْتِي عَرَفْنَا الْمَسِيح لَمَّا بِنْشُوف الْمَسِيح فِي النِيجَاتِيڤ بِتَاع العَهْد القَدِيم بِنِكْشِفُه عَلَى طُول .. نِقُول مُوسَى دَه بِيِتْشَفَع دَه الْمَسِيح .. مُوسَى جَمِيل دَه الْمَسِيح .. مُوسَى بِيِصْنَع آيَات وَعَجَائِب دَه الْمَسِيح .. مُوسَى مُخَلِّص دَه الْمَسِيح .. مُوسَى مَرْفُوض دَه الْمَسِيح .. مُوسَى بِيَاخُد الوَصَايَا دَه الْمَسِيح .. مُوسَى اللِّي إِتْجَوِز المَرْأة الكُوشِيَّة دِي العَهْد الجَدِيد .. مُوسَى اللِّي أعْطَاهُمْ المَنْ خُبْز الحَيَاة دَه الْمَسِيح اللِّي أعْطَانَا جَسَدُه وَدَمُّه .. يِقُولَّك المَنْ دَه كَانْ مِدَوَر .. كَانْ طَعْمُه حِلْو وَكَانْ يِجِي لُهُمْ كُلَّ صَبَاح دَه الْمَسِيح .. إِذاً الْمَسِيح مَوْجُود بَسْ عَايِز عِينْ مُنْقَادَة بِالرُّوح عَشَان تِكْتَشِفُه . لَمَّا مُوسَى النَّبِي بَعَتْ 12 وَاحِد يِتْجَسِّسُوا الأرْض فَيِقُول ﴿ وَأتَوْا إِلَى وَادِي أشْكُولَ وَقَطَفُوا مِنْ هُنَاكَ زَرْجُونَةً بِعُنْقُودٍ وَاحِدٍ مِنَ العِنَبِ وَحَمَلُوهُ بِالدُّقْرَانَةِ بَيْنَ اثْنَيْنِ مَعَ شَيْءٍ مِنَ الرُّمَّانِ وَالتِّينِ ﴾ ( عد 13 : 23 ) .. جَابُوا عَنْقُود عِنَبْ كِبِير حَطُّوه عَلَى عَمُود خَشَبْ كِبِير وَالعَمُود فِي النُّص وَنَاس شَالِتُه .. نَاس شَالُوه مِنْ قُدَّام وَنَاس شَالُوه مِنْ وَرَا وَالعَنْقُود فِي النُص .. النَّاس اللِّي شَايْلِينُه مِنْ قُدَّام ظَهْرُهُمْ لِلعَنْقُود وَالنَّاس اللِّي مِنْ وَرَا شَايْلِينُه وَشَايْفِينُه .. الآبَاء القِدِّيسِينْ يِقُولُوا دَه العَهْد القَدِيم وَالعَهْد الجِدِيد .. العَهْد القَدِيم قُدَّام شَايْلِينُه بَسْ مِشْ شَايْفِينُه .. وَرَاهُمْ فِي ظَهْرُهُمْ وَإِنْ كَانُوا شَايْلِينُه .. العَهْد الجِدِيد إِحْنَا اللِّي جِينَا بَعْدِين بَقَى شَايْلِينُه وَشَايْفِينُه .. العَهْد القَدِيم حَصَلْ مَعَاهُمْ كُلَّ الأُمور اللِّي تُشِير لِلْمَسِيح وَلِلأسَفْ مِشْ شَايْفِينُه . المَرَّة الجَايَّة هَا نِتْكَلِّمْ عَنْ أُمور تَرْمُز لِلْمَسِيح .. يَعْنِي مَثَلاً فُلْك نُوح .. فُلْك نُوح دَه الْمَسِيح .. سُلَّم يَعْقُوب دَه الْمَسِيح .. خَرُوف الفِصْح دَه الْمَسِيح .. العُلِّيقَة دَه الْمَسِيح .. المَنْ دَه الْمَسِيح .. الصَّخْرَة دَه الْمَسِيح .. الحَيَّة النُّحَاسِيَّة دَه الْمَسِيح .. الأعْيَاد الْمَسِيح .. خِيمِة الإِجْتِمَاع الْمَسِيح .. كُلَّ دَه كَانُوا شَايْلِينُه وَمِشْ فَاهْمِينُه لأِنُّه كَانْ فِي ظَهْرُهُمْ . إِحْنَا النَّهَارْدَة لَمَّا نِتْكَلِّمْ عَنْ المَنْ نِقُول دَه الْمَسِيح .. لَمَّا نِتْكَلِّمْ عَنْ خِيمِة الإِجْتِمَاع نِقُول دَه الْمَسِيح .. نِتْكَلِّمْ عَنْ الفُلْك نِقُول دَه الْمَسِيح .. نِتْكَلِّمْ عَنْ مُوسَى نِقُول دَه الْمَسِيح .. نِتْكَلِّمْ عَنْ يُوسِف نِقُول دَه الْمَسِيح .. كَانْ صَاحِبْ القِصَّة كُلَّهَا بِتِحْصَل مَعَاه أحْدَاث مِسْكِينْ وَلاَ يُدْرِكْهَا .. مَعْقُولَة مُوسَى النَّبِي كَانْ يُقْعُد يِتْشَفَع لِرَبِّنَا فِي الشَّعْب وَفَاهِمْ إِنْ هُوَ هِنَا بِيمَثِّل الْمَسِيح ؟ أبَداً .. كَانْ هُوَ عَلَى الجَبَل بِيَاخُد الوَصَايَا وَمِشْ فَاهِمْ إِنْ هُوَ إِشَارَة لِلْمَسِيح اللِّي بِيِدِّي وَصَايَا عَلَى الجَبَل .. يُونَان النَّبِي جُوَّا بَطْن الحُوْت وَمِشْ فَاهِمْ إِنْ هُوَ إِشَارَة لِلْمَسِيح اللِّي فِي القَبْر ثَلاَث أيَّام .. يُوسِف الصِّدِّيق جُوَّا الجُب وَمِشْ حَاسِس إِنْ هُوَ إِشَارَة لِلْمَسِيح اللِّي فِي القَبْر .. أبُونَا إِسْحَق مَرْبُوط عَلَى المَذْبَح عَشَان يِدِّبِح وَمِشْ فَاهِمْ إِنْ دَه الصَّلِيب .. شَايْلِينُه وَمِشْ شَايْفِينُه .. إِحْنَا شَايْلِينُه وَشَايْفِينُه .. عَشَان كِدَه الكَلِمَة اللِّي بِتِتْقَال إِنَّ أنْبِيَاء وَأبْرَار كَثِيرِين إِشْتَهَوْا أنْ يَرَوْا مَا أنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا وَأنْ يَسْمَعُوا مَا أنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا ( مت 13 : 16 – 17) .. أمَّا أنْتُمْ فَطُوبَى لِعُيُونَكُمْ لأِنَّهَا تُبْصِر وَلآِذَانِكُمْ لأِنَّهَا تَسْمَع . رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

ابينا يعقوب كرمز للمسيح

من سفر التكوين إصحاح 25 : 19 – 34 .. { وهذه مواليد إسحق بن إبراهيم .. ولد إبراهيم إسحق وكان إسحق إبن أربعين سنةً لما اتخذ لنفسه زوجةً .. رفقة بنت بتوئيل الأرامي .. أخت لابان الأرامي من فدان أرام .. وصلى إسحق إلى الرب لأجل امرأته لأنها كانت عاقراً .. فاستجاب له الرب فحبلت رفقة امرأته .. وتزاحم الولدان في بطنها فقالت إن كان هكذا فلماذا أنا ؟ فمضت لتسأل الرب .. فقال لها الرب في بطنك أمتان ومن أحشائك يفترق شعبان شعب يقوى على شعبٍ وكبير يُستعبد لصغيرٍ .. فلما كملت أيامها لتلد إذا في بطنها توأمان .. فخرج الأول أحمر كله كفروة شعرٍ فدعوا اسمه عيسو .. وبعد ذلك خرج أخوه ويده قابضة بعقب عيسو فدعى اسمه يعقوب .. وكان إسحق ابن ستين سنة لما ولدتهما .. فكبر الغلامان وكان عيسو إنساناً يعرف الصيد .. إنسان البرية .. ويعقوب إنساناً كاملاً يسكن الخيام .. فأحب إسحق عيسو لأن في فمه صيداً .. وأما رفقة فكانت تحب يعقوب .. وطبخ يعقوب طبيخاً فأتى عيسو من الحقل وهو قد أعيا .. فقال عيسو ليعقوب أطعمني من هذا الأحمر لأني قد أعييت لذلك دُعي اسمه أدوم .. فقال يعقوب بعني اليوم بكوريتك .. فقال عيسو ها أنا ماضٍ إلى الموت فلماذا لي بكورية ؟ فقال يعقوب إحلف لي اليوم .. فحلف له فباع بكوريته ليعقوب .. فأعطى يعقوب عيسو خبزاً وطبيخ عدسٍ فأكل وشرب وقام ومضى فاحتقر عيسو البكورية } . قصة تبدو عادية لكن أبونا يعقوب مملوء برموز للسيد المسيح .. يعقوب شخصية مملوءة بضعفات .. مكر وخداع وكذب وحيل بشر ومع ذلك نقول إنه رمز للمسيح .. قد تقول ليتك تختار شخص آخر يرمز للمسيح يكون به صفات أفضل من يعقوب .. لكن نجيب ونقول أن الله إستخدم كل إنسان .. إستخدم البشرية بكمال ضعفها .. رغم كل ضعفات يعقوب قال عنه الكتاب { يعقوب إنساناً كاملاً يسكن الخيام } .. عبارة أعلى من يعقوب لذلك عندما تقرأها لا تفكر في يعقوب عندئذٍ وفكر في المسيح الذي في يعقوب . مثلما قال الكتاب عن إبراهيم { فقال الرب هل أُخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله } ( تك 18 : 17) .. هل الله يقول لإبراهيم كل شئ ؟ .. لا .. لكنه يريدك أن تفكر في الإبن المذخر فيه كل كنوز معرفة الآب .. هنا يعقوب يرمز للمسيح في كماله .. نعم ربنا يسوع كماله مطلق لكن رغم أن أبينا يعقوب مملوء ضعفات لكنه أيضاً مملوء بركات كما قال الكتاب { بركات أبيك فاقت على بركات أبويَّ } ( تك 49 : 26) .. الله سمح إنه يكون أب لأسباط إسرائيل وسُميت الأمة اليهودية بإسمه وليس بإسم إسحق .. إذاً هو شخصية مهمة لليهود بل هو جذر الأمة اليهودية . مراحل حياة أبينا يعقوب : ============================= ثلاثة مراحل مرت في حياة أبينا يعقوب :0 1. مرحلة في بيت أبيه إسحق  وترمز لمرحلة الناموس والأنبياء .. أي مرحلة ما قبل المسيح .. هذه هي مرحلة وجود يعقوب في بيت أبيه . 2. مرحلة أخذ البكورية وهروبه من بيت أبيه  وترمز لمرحلة المسيح البكر لذلك كانت مرحلة تشتيت ومطاردة ورفض وهذا ما حدث مع السيد المسيح كانت تشتيت للأمة اليهودية .. فبرغم أن يعقوب صار غني جداً إلا أنه كان مُشتت .. هكذا الأمة اليهودية الآن مشتتة رغم أنهم أغنياء جداً ومتحكمين في الإقتصاد بخبث ومكر . 3. مرحلة الرجوع إلى بيت أبيه ترمز لمرحلة تجميع الأمة اليهودية . جيد أن تدرس كل شخص وبجانبه المسيح لأن كل غوامضه وروائعه لن تفهمها إلا في المسيح يسوع . الكمال : ======== قيل عن أبينا يعقوب أنه { إنساناً كاملاً يسكن الخيام } .. عندما تقرأ عبارة مثل * إنسان كامل .. جبار بأس .. مُخلص * كما قيل عن يوسف العفيف .. هي كلمات فوق قدرة الشخص لذلك أنظر إلى المسيح الذي في الشخص .. أبونا يعقوب كماله نسبي لكنه رمز لكمال المسيح المُطلق رغم إنه أخذ شكلنا البشري .. أبونا يعقوب كماله نسبي بينما كمال المسيح كمال مطلق .. { ولم يكن في فمه غش } ( أش 53 : 9 ) . إنسان الجسد وإنسان الروح : ================================== لماذا يعقوب بالأخص جاء بجانبه شخص ؟ دائماً في كل مرحلة من مراحل حياة أبينا يعقوب عيسو لم يتركه رغم أن يعقوب تركه إلا أن عيسو كان دائماً يتعقبه حتى في فترة هروبه إلى لابان كان عيسو في ظله لأنه كان هارب منه .. هذا إشارة إلى إنسان الجسد وإنسان الروح .. عيسو لا ينفصل عن يعقوب .. البركة في إنسان الروح والحرب في إنسان الجسد .. الشراسة في إنسان الجسد والهدوء في إنسان الروح .. { الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد وهذان يقاوم أحدهما الآخر } ( غل 5 : 17) . خرج أولاً عيسو ويتعقبه يعقوب .. كان مُمسك بعقبه .. هذا إشارة إلى إنسان الروح والجسد .. لذلك يقول أن عيسو إشارة لآدم ويعقوب إشارة للمسيح .. عيسو يشير لإنسان الجسد إلى آدم الأول ويعقوب يشير لإنسان الروح إلى آدم الثاني .. من الذي أتى أولاً ؟ آدم الأول ومنه جاء الموت لذلك كان محتاج إلى علاج .. يقول لا تخف العلاج يتعقبه .. أي حرب من حركات الجسد لا تخف منها لأنه يتعقبها يعقوب إنسان الروح .. لذلك يقول معلمنا بولس الرسول { الإنسان الأول من الأرض ترابي .. الإنسان الثاني الرب من السماء } ( 1كو 15 : 47 ) .. { صار آدم الإنسان الأول نفساً حية وآدم الأخير روحاً محيياً } ( 1كو 15 : 45 ) .. { كأنما بإنسانٍ واحدٍ دخلت الخطية إلى العالم .... } ( رو 5 : 12) .. الإثنان في بطن رفقة يتزاحمان .. { في بطنك أمتان } .. في الحياة تيارين شر وخير .. نعم الشر يزداد لكن هناك صوت إلهي يتعقب الإنسان .. بينما في السماء يوجد تيار واحد . صار بكراً : ============ الإنسان الأول عيسو قال ليعقوب { أطعمني من هذا الأحمر } .. نحن نعلم أن يعقوب كان متعجل .. نعم الله قال قبل أن يولد { كبير يُستعبد لصغيرٍ } .. لكن يعقوب أراد أن ينفذ هذا الأمر بفكره .. فقال لعيسو أعطني البكورية .. لكن للأسف عيسو إنسان لا ينظر إلى الله .. كانت البكورية في العهد القديم تمثل قوة النسل وفيه يأتي المسيح .. لذلك عيسو باع المسيح عندما باع البكورية وأيضاً رفضه .. أيضاً البكر هو الكاهن الذي يقود العائلة ويقدم عنها ذبائح لذلك كان مقدس . عيسو رفض كل هذه البركات وقال { أنا ماضٍ إلى الموت } .. هل تبيع البكورية بقليل عدس ؟ بركات جميلة وعظيمة تضيع من الإنسان بسبب أمور تافهة .. ولننظر إلى شمشون بماذا باع البركة ؟ عيسو باع البكورية هذا آدم الأول .. آدم كانت سقطته بالطعام وعيسو أيضاً سقطته بالطعام .. آدم إشتهى وأكل وعيسو إشتهى وأكل .. بينما يعقوب إنسان الروح إنسان جهاد يعقب إنسان الجسد ويأخذ منه البكورية .. آدم الثاني صار بكر الخليقة كلها .. يعقوب كان ترتيبه الثاني ورغم ذلك صار الأول هكذا المسيح ترتيبه الثاني آدم الثاني لكنه صار بكر الخليقة كلها .. وكما صار بآدم الأول الموت هكذا صار بآدم الثاني المسيح الحياة وصار مسئول عن الخليقة كلها .. صار كاهن الخليقة كلها وقدم نفسه عن الخليقة كلها وذلك لأن آدم الأول إستهتر بالبكورية .. إستهتر بصورة الله فيه .. لذلك جاء المسيح ليسحق الشيطان على الصليب .. تعقبه وسحق عقبه .. يعقوب تعقب عيسو . صار يعقوب هو البكر وحلف عيسو ليعقوب وباع بكوريته واستهان بها .. معقول شهوة ضئيلة تُفقد الإنسان مجده وأبديته ؟ هكذا نحن كثيراً ما نبيع الأبدية بأمور تافهة .. ربنا يسوع يقول لك أريدك أن تكون كاهن الأسرة لكنك تقول له ليس لديَّ وقت .. الإنسان يجب أن يعيش اللحظة .. يعقوب صار كاهن الأسرة البكر لأن البكر يأخذ نصيب إثنين ويأتي منه المسيح ويأخذ قوة النسل .. لكن عيسو لم ينظر إلى كل هذه البركات . لبس طبيعتنا البشرية : ========================== في سفر التكوين إصحاح 27 : 1 – 29 .. { وحدث لما شاخ إسحق وكلَّت عيناه عن النظر أنه دعا عيسو إبنه الأكبر وقال له يا ابني .. فقال له هأنذا ( لم يكن إسحق قد عرف ما قد حدث بين ولديه ) .. فقال إنني قد شخت ولست أعرف يوم وفاتي فالآن خذ عدتك .. جعبتك وقوسك واخرج إلى البرية وتصيد لي صيداً واصنع لي أطعمة كما أحب وأتني بها لآكل حتى تباركك نفسي قبل أن أموت .. وكانت رفقة سامعة إذ تكلم إسحق مع عيسو إبنه .. فذهب عيسو إلى البرية كي يصطاد صيداً ليأتي به .. وأما رفقة فكلمت يعقوب إبنها قائلةً إني قد سمعت أباك يكلم عيسو أخاك قائلاً ائتني بصيدٍ واصنع لي أطعمةً لآكل وأباركك أمام الرب قبل وفاتي .. فالآن يا ابني اسمع لقولي في ما أنا آمرك به .. اذهب إلى الغنم وخذ لي من هناك جديين جيدين من المعزى فأصنعهما أطعمةً لأبيك كما يحب .. فتحضرها إلى أبيك ليأكل حتى يباركك قبل وفاته .. فقال يعقوب لرفقة أمه هوذا عيسو أخي رجل أشعر وأنا رجل أملس .. ربما يجسني أبي فأكون في عينيه كمتهاونٍ وأجلب على نفسي لعنة لا بركة .. فقالت له أمه لعنتك عليَّ يا ابني .. اسمع لقولي فقط واذهب خذ لي .. فذهب وأخذ وأحضر لأمه فصنعت أمه أطعمةً كما كان أبوه يحب .. وأخذت رفقة ثياب عيسو ابنها الأكبر الفاخرة التي كانت عندها في البيت وألبست يعقوب ابنها الأصغر .. وألبست يديه وملاسة عنقه جلود جديى المعزى وأعطت الأطعمة والخبز التي صنعت في يد يعقوب ابنها .. فدخل إلى أبيه وقال يا أبي .. فقال هأنذا .. من أنت يا ابني ؟ فقال يعقوب لأبيه أنا عيسو ( الأمر كله خداع في خداع ) بكرك قد فعلت كما كلمتني .. قم اجلس وكُل من صيدي لكي تباركني نفسك .. فقال إسحق لابنه ما هذا الذي أسرعت لتجِد يا ابني ؟ فقال إن الرب إلهك قد يسر لي .. فقال إسحق ليعقوب تقدم لأجسك يا ابني أأنت هو ابني عيسو أم لا ؟ فتقدم يعقوب إلى إسحق أبيه فجسه وقال الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو ولم يعرفه لأن يديه كانتا مشعرتين كيدي عيسو أخيه فباركه .. وقال هل أنت هو ابني عيسو ؟ فقال أنا هو ( ثالث مرة يخادع ) .. فقال قدم لي لآكل من صيد ابني حتى تباركك نفسي .. فقدم له فأكل وأحضر له خمراً فشرب .. فقال له إسحق أبوه تقدم وقبِّلني يا ابني .. فتقدم وقبَّله فشم رائحة ثيابه وباركه .. وقال انظر ! رائحة ابني كرائحة حقلٍ قد باركه الرب فليعطك الله من ندى السماء ومن دسم الأرض وكثرة حنطةٍ وخمرٍ .. ليستعبد لك شعوب وتسجد لك قبائل .. كن سيداً لإخوتك وليسجد لك بنو أمك .. ليكن لاعنوك ملعونين ومباركوك مباركين } .. كل هذه بركات في المسيح يسوع . الثياب يعقوب رمز للمسيح ونحن تباركنا فيه ولما تباركنا فيه لبس هو ثيابنا أي جسدنا وأخذ طبيعتنا . الشعرويرمز للخطايا .. أي ربنا يسوع أخذ طبيعتنا وحمل خطايانا . ربنا يسوع أخذ جسد من السيدة العذراء وصارت طبيعته كطبيعتنا وأخذ صورة إنسان لكي يُخبئ داخلها طبيعته كما فعل أبونا يعقوب لبس ثياب عيسو ليختبئ داخلها .. ربنا يسوع كان في صورة إنسان وجلسوا معه وسمعوا صوته و ..... إذاً هذا ثوبه وعلامات إنسانيته وكما يقول الكتاب { والكلمة صار جسداً وحل بيننا } ( يو 1 : 14 ) .. وكلمة * حل بيننا * في اللغة اليونانية تعني * نصب خيمته * .. أخذ ثياب عيسو الإنسان الجسداني .. ربنا يسوع أخذ جسدنا الإنسان الفاسد وحوَّله إلى غير فساد . أما الشعر فهو يرمز للخطية .. لماذا ؟ لأنه مادة تنبت من الجسد .. نعم هو شئ ظاهري لكن منبته من الجسد لذلك الشخص النذير لا يحلق شعره كأنه قد ترك خطاياه خلفه .. الشعر رمز للفساد فساد الإنسان الداخلي لذلك اليد والعنق ليس بهما شعر وعندما لمس إسحق يعقوب وجده كعيسو .. هكذا عدو الخير الشيطان يرى ربنا يسوع ويتخيل أنه إنسان { حمل الله الذي يرفع خطية العالم } ( يو 1 : 29) .. يعقوب أملس لكنه لبس شعر لكي يصير مثل عيسو .. ربنا يسوع أملس بلا خطية لكنه إتحد بالناسوت رمز للمسيح المتجسد الذي بلا خطية لكنه صار خطية لأجلنا .. حامل خطايانا لذلك كما قال أشعياء النبي { حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين } ( أش 53 : 12) .. حمل في نفسه خطايانا لكي يُلبسنا البر .. الذي لا يوجد في فمه غش حمل خطايانا . لذلك أبونا إسحق قال كلمة محيرة { الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو } .. ربنا يسوع إحتاروا فيه ويتساءلون من أنت ؟ حتى أنه سأل تلاميذه { من يقول الناس إني أنا ؟ } ( مر 8 : 27 ) .. أجابوه حتى الآن الناس لم يعرفوك البعض قال أنك يوحنا والبعض قال أنك نبي و ..... فخاف أن يكون حتى التلاميذ أنفسهم لم يعرفوه فسألهم { وأنتم من تقولون إني أنا ؟ } ( مر 8 : 29 ) .. وفرح جداً عندما قال له بطرس { أنت هو المسيح إبن الله الحي } ( مت 16 : 16) .. أحسنت يا معلمنا بطرس أنك عرفتني رغم إني لبست الشعر .. رغم أنه قيل عني كلمات بها إفتراء لكنك عرفتني .. صوتي صوت يعقوب لكن شكلي شكل عيسو . ربنا يسوع به الطبيعتان ينام في السفينة وينتهر الريح فتسمع له .. يبكي على لعازر ويأمره فيقوم .. من أنت ؟ أنا الصوت صوت يعقوب والشكل شكل عيسو .. به الطبيعتان رغم أن شكله مثلنا أخذ جسدنا لكنه بلا خطية . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

شَخْصِيَات تَرْمُز إِلَى الْمَسِيح -إِبْرَاهِيم أبُو الأبَاء

كُل شَخْصِيَّة فِي الكِتَاب المُقَدَّس تَحْمِل صِفَات وَاضِحَة لِلْمَسِيح لَهُ المَجْد .. لَمْ يُوْجَد شَخْص تَكَلَّمْ عَنْهُ الكِتَاب لأِنَّهُ أُعْجِبَ بِهِ بَلْ لِكَيْ نَسْتَخْرِج مِنْهُ لَمْحَة مِنْ صُورِة شَخْص رَبِّنَا يَسُوع لِذلِك عِنْدَمَا تَجِدٌ الكِتَاب يَصِف بَعْض صِفَات شَخْص مُعَيَّنْ تَعْرِف أنَّهُ يَرْمُز لِرَبِّنَا يَسُوع . أبُونَا إِبْرَاهِيم : ================== ﴿ وَقَالَ الرَّبُّ لأِبْرَآم إِذْهَبْ مِنْ أرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أبِيكَ إِلَى الأرْضِ الَّتِي أُرِيكَ .. فَأجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكُكَ وَأُعَظِّمُ اسْمَكَ وَتَكُونُ بَرَكَةً .. وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاَعِنُكَ ألْعَنُهُ .. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأرْضِ .. فَذَهَبَ أبْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ وَكَانَ أبْرَامُ ابْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَارَانَ ﴾ ( تك 12 : 1 – 4 ) .. بَيْنَمَا نَحْنُ نَقْرأ نَضَعْ فِي أذْهَانِنَا الرَّبُّ يَسُوع .. هذِهِ الآيَة تُشِير لِلتَجَسُّد .. رَبِّنَا يَسُوع أتَى إِلَيْنَا وَتَرَكَ مَجْدُه .. ﴿ أخْلَى نَفْسَهُ آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ ﴾ ( في 2 : 7 ) .. تَرَكَ غِنَى أبُوه وَذَهَبَ غَرِيب إِلَى الأرْض الَّتِي يُرِيه إِيَّاهَا .. عِنْدَمَا حَدَثِت ضِيقَة ذَهَبَ إِبْرَاهِيم إِلَى أرْض مِصْر .. هكَذَا رَبِّنَا يَسُوع عِنْدَمَا حَدَثِت الضِّيقَة هَرَبَ إِلَى أرْض مِصْر .. إِذاً هُنَاك تَقَارُب .. فَكَانَ الله يُكَلِّمْنَا عَنْ يَسُوع فِي العَهْد القَدِيم مُسْتَخْدِماً أشْخَاص مِثْل أبِينَا إِبْرَاهِيم .. مُوسَى النَّبِي .. يُوسِف .. ﴿ فَانْحَدَرَ أبْرَامُ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ ﴾ ( تك 12 : 10) .. أبُونَا إِبْرَاهِيم ذَهَبَ إِلَى مِصْر لِيَتَغَرَّب هُنَاك .. ذَهَبَ مَعَهُ سَارَة وَلُوط أي مَعَهُ عَائِلَة .. هكَذَا رَبِّنَا يَسُوع أتَى إِلَى مِصْر مَعَ العَائِلَة المُقَدَّسَة . عِنْدَمَا سُبِيَ لُوط فِي مَعْرَكِة كَدَرْلَعَوْمَر لأِنَّهُ كَانَ يَسٍْكُن فِي سَدُوم وَكَانَت هُنَاك مُشْكِلَة فِي الضَّرَائِب فَحَارَبُوا المَلِك الَّذِي يَجْمَع الضَّرَائِب فَغَلَبْهُمْ المَلِك وَسَبَاهُمْ فَأتَى أبُونَا إِبْرَاهِيم وَحَارَب المَلِك وَغَلَبَهُ وَأعَادَ لُوط مِنْ السَبْي وَأتَى بِغَنَائِم .. هذِهِ هِي حَرْب رَبِّنَا يَسُوع مَعَ الشَّيْطَان وَأعَادَ المَسْبِيِين .. كَدَرْلَعَوْمَر الَّذِي كَانَ يَجْمَع الضَّرَائِب وَأذَلَّ الشَّعْب يَرْمُز لِلشَّيْطَان الَّذِي أذَلَّ الإِنْسَان .. وَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح الَّذِي تَحَدَّى المُوْت .. ﴿ أيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ .. أيْنَ غَلْبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ ﴾ ( 1كو 15 : 55 ) .. نَزَلَ إِلَى الجَحِيم وَسَبَى سَبْياً وَأعْطَى عَطَايَا . بَعْد مَعْرَكِة كَدَرْلَعَوْمَر عَرَضَ مَلِك سَدُوم عَلَى أبِينَا إِبْرَاهِيم هَدَايَا وَغَنَائِم فَقَالَ إِبْرَاهِيم لَنْ آخُذ شِئ مِثْل رَبِّنَا يَسُوع الَّذِي لَمْ يَكُنْ مُحِبْ لِلمُمْتَلَكَات وَلَيْسَ لَهُ أيْنَ يَسْنِد رَأسُه وَهُوَ قَالَ ﴿ مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا العَالَم ﴾ ( يو 18 : 36 ) .. وَعِنْدَمَا صَنَعَ المُعْجِزَات أتُوا لِيَخْتَطِفُوه وَيُقِيمُوهُ مَلِكاً هَرَب . أبُونَا إِبْرَاهِيم بَعْد الحَرْب وَسَبْي السَبَايَا جَلَسَ حَزِين فَرَأى رُؤيَا فَقَالَ لَهُ الله هَات عِجْل وَعَنْزَة وَكَبْش وَيَمَامَة وَحَمَامَة .. شُق كُلٍّ مِنْ العِجْل وَالعَنْزَة وَالكَبْش نِصْفِين أمَّا اليَمَامَة وَالحَمَل فَتَظِل كَمَا هِيَ .. وَكَانَت العَادَة قَدِيماً فِي إِقَامِة المُعَاهَدَة بَيْنَ الشُّعُوب أنْ تُحْضِر ذَبِيحَة وَتُشَقُّ نِصْفَيْن وَيَمُر المُتَعَاهِدِين بَيْنَ نِصْفَيْهَا عَلاَمِة أنَّ مَنْ يَنْقُض العَهْد يَشُقُّه الله مِنْ وَسَطُه .. العِجْل وَالعَنْزَة وَالكَبْش يَرْمُزُون لِلإِنْسَان الجِسْدَانِي الَّذِي فِي حَيَاتُه إِنْقِسَام وَاليَمَامَة وَالحَمَامَة تَرْمُزَان لِلإِنْسَان الرُّوحَانِي الَّذِي فِي حَيَاتُه وِحْدَة وَتَكَامُل . وَعِنْدَمَا أتَتْ الجَوَارِح عَلَى الذَّبَائِح ظَلَّ إِبْرَاهِيم يَزْجُرْهَا .. هذِهِ الذَّبَائِح تَرْمُز لِنِفُوس المُؤمِنِينْ الَّتِي يَنْهَشْهَا عَدُو الخِير وَرَبِّنَا يَسُوع الرَّاعِي الصَّالِح يَطْرُدُه عَنْهَا .. الجَوَارِح تَأكُل لَحْم الذَّبَائِح وَعَدُو الخِير يَنْهَش لَحْمِنَا .. النَّفْس الجِسْدَانِيَّة تُعْطِي فُرْصَة أكْبَر لِلجَوَارِح أنْ تَنْهَشْهَا بَيْنَمَا النُّفُوس الرُّوحَانِيَّة لاَ تُعْطِي عَدُو الخِير فُرْصِة نَهْشَهَا لأِنَّ اليَمَام وَالحَمَام يَطِير كَمَا أنَّ الرُّوحَانِي لاَ يَسْتَطِيع عَدُو الخِير أنْ يَمْتَلِكُه لأِنَّ الله يُعْطِيه أجْنِحَة رُوحَانِيَّة فَيَنْتَصِر عَلَى عَدُو الخِير . الجَوَارِح عَنِيفَة وَإِبْرَاهِيم عَرَّض نَفْسُه لِلجُرُوح وَرَبِّنَا يَسُوع عَرَّض نَفْسُه لِلإِهَانَات وَالسُّخْرِيَة وَالصَلْب .. حَتَّى أنَّ أبُونَا إِبْرَاهِيم مِنْ تَعَبُه نَام فَرَأى رُؤيَا .. رَأى مَنْظَر ظَلاَم ﴿ وَإِذَا رُعْبَةٌ مُظْلِمَةٌ عَظِيمَةٌ وَاقِعَةٌ عَلَيْهِ ﴾ ( تك 15 : 12) .. مَا هُوَ السُبَات الَّذِي وَقَعَ عَلَى إِبْرَاهِيم ؟ وَمَا هِيَ الرُعْبَة العَظِيمَة ؟ هِيَ لَحْظِة إِسْلاَم الرُّوح فِي الْمَسِيح عَلَى الصَّلِيب .. هُنَا رَمْز لِلصَّلِيب .. وَقْت السَّاعَة السَّادِسَة صَرَخَ يَسُوع وَتَشَقَّقَتْ الصُّخُور وَتَفَتَّحَت القُبُور وَصَارَت ظُلْمَة عَلَى الأرْض لَحْظِة تَسْلِيمُه الرُّوح ( مت 27 : 51 – 52 ) . ثُمَّ رَأى إِبْرَاهِيم أبُو الأبَاء رُؤيَا جَمِيلَة .. رَأى تِنُّور دُخَّان وَمِصْبَاح نَار يَعْبُرَان بَيْنَ شِقَّي الحَيَوَانَات المَذْبُوحَة .. أي عَمُود دُخَّان وَمِصْبَاح نَار يَمُرَان بَيْنَ شِقَّي الذَّبِيحَة الَّتِي قَدَّمَهَا إِبْرَاهِيم إِشَارَة لِعَمَل الله فِي إِتْمَام الخَلاَص وَظُهُور رَبِّنَا يَسُوع بَعْد القِيَامَة وَتَمَّ الصُلْح بِالسُبَات العَظِيم .. السُبَات العَظِيم عَمَلَ صُلْح بِدَلِيل أنَّ تُنُّور الدُّخَان وَمِصْبَاح النَّار مَرَّان بَيْنَ شِقَّي الذَّبَائِح وَكَأنَّ رَبِّنَا يَسُوع يَقُول أنَا * أمُر بَيْنَ شِقَّي الذَّبِيحَة كَيْ أدْخُل فِي عَهْد مَعَك حَتَّى وَإِنْ كُنْت لَسْتَ مَعِي فَأنَا الأمِين الَّذِي يُقِيمُ العَهْد * . شَفَاعِة أبُونَا إِبْرَاهِيم فِي سَدُوم وَعَمُورَة .. قَالَ الله ﴿ هَلْ أُخْفِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَا أنَا فَاعِلُهُ ﴾ ( تك 18 : 17) .. كَلاَم كَبِير عَلَى إِبْرَاهِيم .. إِذاً هذَا نَفْهَمُه فِي الْمَسِيح يَسُوع .. ضَعْ رَبِّنَا يَسُوع بَدَلاً عَنْ أبِينَا إِبْرَاهِيم نَجِد أنَّ كُل مَا يَعْمَلَهُ الآب يَعْمَلَهُ الإِبْن وَكُل مَا يَعْمَلَهُ الإِبْن يَعْمَلَهُ الآب ( يو 5 : 19) .. هذَا هُوَ أمر الخَلاَص الَّذِي تَمَّمَهُ الإِبْن .. أبُونَا إِبْرَاهِيم يَتَشَفَع وَيَقُول لله لَوْ وَجَدْ خَمْسُون شَخْص لاَ تُهْلِك سَدُوم وَعَمُورَة .. وَلَمْ يَجِد فَيَعُود وَيَقُول لَوْ وُجِدَ خَمْسَة وَأرْبَعُونَ بَار لاَ تُهْلِك .. وَلاَ يَجِد ثُمَّ أرْبَعُون وَثَلاَثُون وَعُشْرُون وَ .... شَفَاعَة .. مَنْ الشَّفِيع ؟ هُوَ رَبِّنَا يَسُوع الشَّفِيع الأمِين .. ﴿ صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ وَأعْطَانَا خِدْمَةَ المُصَالَحَة ﴾ ( 2كو 5 : 18) .. شَفَاعِة أبِينَا إِبْرَاهِيم شَفَاعَة تَوَسُلِيَّة وَشَفَاعِة رَبِّنَا يَسُوع شَفَاعَة كَفَّارِيَّة . أعْطَى الله أبُونَا إِبْرَاهِيم الوَعْد بِإِبْن وَظَلَّ عُشْرُونَ عَاماً يَنْتَظِر الوَعْد حَتَّى تَمَّمَهُ الله .. هذَا إِشَارَة إِلَى مِلْء الزَّمَان الَّذِي أتَى فِيهِ رَبِّنَا يَسُوع بِالجَسَد عَلَى الأرْض بَعْد الوَعْد بِالنُبُّوَات أنَّهُ سَيَأتِي وَيُخَلِّص .. غَابَ الوَعْد حَتَّى تَحَقَّقٌ الخَلاَص فِي مِلْءُ الزَّمَان .. وَإِبْرَاهِيم غَابَ عَنْهُ الوَعْد حَتَّى صَارَ عُمْرُه فَوْقَ المَائَة عَام .. ﴿ وَافْتَقَدَ الرَّبُّ سَارَةَ كَمَا قَالَ ﴾ ( تك 21 : 1) .. وَكَانَ إِبْرَاهِيم إِبْنُ مَائَة سَنَة حِينَ أعْطَاهُ الله إِسْحَق .. ﴿ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ أرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِن امْرَأةٍ مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ ﴾ ( غل 4 : 4 ) .. إِبْرَاهِيم أعْطَاهُ الله إِسْحَق فِي مِلْء الزَّمَان . أيْضاً بَذَلَ إِبْنَهُ الوَحِيد إِشَارَة لِلآب الَّذِي أرْسَل إِبْنَهُ يَسُوع فِي مِلْء الزَّمَان وَبَذَلَهُ عَنَّا .. يَا أبُونَا إِبْرَاهِيم إِبْنَك إِسْحَق وَحِيدَك وَبِالطَبْع هُوَ أغْلَى مَا عِنْدَك فَكَيْفَ تُقَدِّمَهُ ذَبِيحَة ؟ يَقُول أبُونَا إِبْرَاهِيم لَيْسَ هُنَاك مَا هُوَ غَالِي أمَام الله .. وَلِنَرَى إِبْرَاهِيم فِي كُل أُمور حَيَاتُه فِي تَرْكُه لِعَشِيرَتُه وَتَقْدِيم إِبْنَهُ الوَحِيد ذَبِيحَة وَمُحَارَبَتُه لِكَدَرْلَعَوْمَر وَ ....... كُل هذَا نَرَى فِيهِ الْمَسِيح . مَا أجْمَل أنْ تَقْرأ العَهْد القَدِيم وَتَرَى الْمَسِيح أمَام عَيْنَيْكَ .. رَبِّنَا يَسُوع هُوَ حَجَر الزَّاوِيَة بَيْنَ العَهْدَيْنِ .. المُتَنَيِح أبُونَا بِيشُوي كَانَ يَقُول نِيجَاتِيڤ الْمَسِيح كَانَ فِي العَهْد القَدِيم وَالَّذِي يَعْرِف الْمَسِيح جَيِّداً يَرَى النِيجَاتِيڤ الَّذِي لَهُ فِي العَهْد القَدِيم .. وَلِنُلاَحِظ بَعْض الكَلِمَات مِثْل * جَبَّار البَأس * .. * إِنَّهُ الله * .. * خَلَّص بِهِ شَعْبُه * .. * خَلَّص مِنْ مَجَاعَة * .. هذَا يَرْمُز لِلْمَسِيح فَيَبْتَهِج الإِنْسَان جِدّاً عِنْدَمَا يَكْتَشِف الْمَسِيح فِي العَهْد القَدِيم .. لِذلِك قَالَ ﴿ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِل الأرْضِ ﴾ ( أع 3 : 25 ) .. كَلِمَة كَبِيرَة عَلَى أبُونَا إِبْرَاهِيم لكِنْ الله يَقُول لَيْسَ قَصْدِي إِبْرَاهِيم فَقَطْ بَلْ الْمَسِيح الَّذِي أتَى مِنْ نَسْل إِبْرَاهِيم وَزَكَرِيَّا الكَاهِن كَانَ قَدِير قَالَ ﴿ وَيَذْكُرَ عَهْدَهُ المُقَدَّسَ .. القَسَمَ الَّذِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ أبِينَا ﴾ ( لو 1 : 72 – 73 ) .. إِنَّهُ قَالَ لَهُ تَتَبَارَك فِيك جَمِيع قَبَائِل الأرْض أي لَمْ يَقْصِد اليَهُود فَقَطْ بَلْ كُل قَبَائِل الأرْض .. لِذلِك يَقُول مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول الله بَارَك إِبْرَاهِيم قَبْل الخِتَان وَبِالتَّالِي بَارَك فِيهِ كُل قَبَائِل الأرْض وَلَيْسَ اليَهُود فَقَطْ .. ضَعْ الْمَسِيح أمَام عَيْنَيْكَ تَجِد إِنَّنَا أخَذْنَا كُلِّنَا مِنْ إِبْرَاهِيم البُنُّوَة وَالبَرَكَة وَالطَّاعَة .. أخَذْنَا مِنْ الْمَسِيح مِنْ خِلاَل إِبْرَاهِيم . كَانَ يُطْلَق عَلَى رَبِّنَا يَسُوع * إِبْن إِبْرَاهِيم وَإِبْن دَاوُد * .. أفْضَل شَخْصِين لَدَى اليَهُود * إِبْرَاهِيم وَدَاوُد * حَتَّى لاَ يَرْفُضُوه .. نَحْنُ فِي إِيمَانَنَا بِإِبْرَاهِيم آمَنَّا بِالْمَسِيح وَأخَذْنَا كُل العَطَايَا .. ﴿ فَإِنْ كُنَّا أوْلاَداً فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أيْضاً ﴾ ( رو 8 : 17) .. أخَذْنَا البَرَكَة فِي إِبْرَاهِيم وَصِرْنَا مِنْ نَسْل الْمَسِيح لَهُ المَجْد .. إِذاً كَانَ إِبْرَاهِيم صُورَة وَرَمْز لِرَبِّنَا يَسُوع . أبُونَا إِبْرَاهِيم رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح + خَرَجَ مِنْ أرْضُه وَعَشِيرْتُه + خَرَجَ مِنْ عِنْد الآب لِيَفْتَقِدْنَا فِي بَشَرِيَتْنَا + عَاشَ غَنِي لكِنَّهُ لَمْ يَمْتَلِك شَيْء + رَبِّنَا يَسُوع غَنِي وَصَارَ فَقِير مِنْ أجْلِنَا + كَانَ يَسْكُن الخِيَام + لَمْ يَكُنْ لَهُ أيْنَ يَسْنِد رَأسُه + هَرَبَ إِلَى مِصْر بِسَبَبْ المَجَاعَة وَمَعَهُ عَائِلَة + هَرَبَ إِلَى مِصْر مِنْ وَجْه هِيرُودِس وَمَعَهُ عَائِلَة + غَلَبَ كَدْر لَعُومَر وَسَبَى سَبْي + غَلَبَ عَدُو الخِير وَسَبَى سَبْي + رَأى السُبَات وَالرُّعْبَة العَظِيمَة + صَارَت الرُّعْبَة وَالسُبَات عَلَى الصَّلِيب + رًَأى تِنُّور دُخَّان وَمِصْبَاح نَار يَمُرَّان بَيْنَ شِقَّي الذَّبَائِح + دَخَلَ فِي عَهْد مَعَنَا + كَانَ شَفِيع عَنْ سَدُوم وَعَمُورَة + كَانَ شَفِيع عَنَّا لَدَى الآب + أعْطَاهُ الله إِبْن فِي مِلْء الزَّمَان + أتَى الْمَسِيح الإِبْن الوَحِيد فِي مِلْء الزَّمَان + قَدَّم إِبْنَهُ ذَبِيحَة لله + الآب قَدَّم إِبْنَهُ الوَحِيد يَسُوع الْمَسِيح ذَبِيحَة عَنَّا رَبِّنَا يُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

بين يعقوب والمسيح ج4

يقودنا في موكب نُصرتهِ : من سفر التكوين ( 31 : 17 – 18 ) ” فقام يعقوب وحمل أولاده ونساءه على الجمال وساق كل مواشيه وجميع مقتناه الذي كان قد اقتنى .. مواشي اقتنائهِ التي اقتنى في فدان أرام ليجئ إلى إسحق أبيه إلى أرض كنعان “ . هذا مشهد الصعود للسماء .. أبونا يعقوب الذي ذهب إلى خاله لابان هذا أمر يُشير للتجسد وافتقاد ربنا يسوع لنا في أرض غربتنا وعاش بيننا كواحد منا وفي النهاية لم يرد أن يستمر في هذا الوضع فأخذ ما له وذهب إلى أبيه إسحق .. هذا رمز للمسيح الصاعد ومعه الكنيسة للآب . فنرى كلمات الإنجيل الذي يقول ” قام يعقوب “ وهذا رمز لقيام المسيح .. حمل يعقوب كل أولاده معه ويسوع حمل الكنيسة معه .. أخذ يعقوب كل مواشيه أي كل مقتنياته التي اشتراها بتعبه كما حملنا ربنا يسوع معه فنحن كما يقول الكتاب إسمنا شعب اقتناء ( 1بط 2 : 9 ) .. إقتنانا بدمه ولسنا منحة له أو هبة بل اقتنانا بدمه وصعد بنا للسماء .. هذا هو موكب نصرته لذلك يقول الكتاب ” شكراً لله الذي يقودنا في موكب نُصرتهِ “ ( 2كو 2 : 14) . موكب يعقوب بزوجاته وأولاده ومواشيه موكب جميل مثل موكب ربنا يسوع الذي انتزعنا من يد إبليس .. فما فائدة عودة يعقوب لإسحق أبيه وحده دونَ زوجاته وأولاده ومُقتنياته ؟ لذلك ربنا يسوع صعد ومعه كل مقتنياته التي هي نحن وقدمنا للآب . حجر الزاوية : أبونا يعقوب تزوج بليئة وراحيل .. ليئة كانت ضعيفة العينين وهذا إشارة لكنيسة العهد القديم .. وراحيل هي المحبوبة التي اقتناها مؤخراً إشارة لكنيسة العهد الجديد .. عاد أبونا يعقوب بزوجتيهِ وأولاده وربنا يسوع صعد للسماء بالكنيستين كنيسة العهد القديم وكنيسة العهد الجديد .. والأولاد يُشيرون لثمار الروح .. أما الغنم والمواشي فتشير لثمار الجسد أي الصوم والسجود و..... ذبائح عقلية . يعقوب يعبر بزوجتيهِ وأولاده ومواشيه لأرض كنعان وإسحق أبيه ينتظره .. وربنا يسوع صعد بنا للآب الذي ينتظره فصرنا كلنا مقبولين فيه .. لذلك المسيح هو حجر الزاوية الذي ربط كنيستي العهدين ببعضهما كما ربط يعقوب ليئة وراحيل بأنه زوجهما هما الإثنين .. نعم هما أختان لكن كان يمكن أن كلٍ منهما تتزوج بشخص غريب وتفترقان لكن يعقوب ربطهما معاً لأنهما زوجتيهِ فعاشتا معاً لأنهما اقترنتا بواحد .. هكذا كنيستي العهدين اقترنتا بواحد هو المسيح ” مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية “ ( أف 2 : 20 ) . اليوم الثالث : جمع يعقوب أولاده ومقتنياته والمسيح يجمع الكنيسة .. وعدو الخير الذي يرمُز له لابان لم يشعر بما فعله يعقوب لأنه كان يجز الغنم .. وراحيل لأنها ابنة لابان أخذت من أبيها بعض الأمور .. فماذا فعلت ؟ ” وأما لابان فكان قد مضى ليجز غنمه .. فسرقت راحيل أصنام أبيها .. وخدع يعقوب قلب لابان الأرامي إذ لم يُخبره بأنه هارب .. فهرب هو وكل ما كان له وقام وعبر النهر وجعل وجهه نحو جبل جلعاد “ ( تك 31 : 19 – 21 ) . عبور النهر يُشير للمعمودية وجبل جلعاد يُشير للأبدية أي أن المعمودية تؤدي إلى الأبدية .. سرقت راحيل أصنام أبيها دونَ أن يعرف يعقوب . ” فأُخبِر لابان في اليوم الثالث بأن يعقوب قد هرب فأخذ إخوته معه وسعى وراءهُ مسيرة سبعة أيامٍ فأدركهُ في جبل جلعاد “ ( تك 31 : 22 – 23 ) .. اليوم الثالث هو يوم القيامة .. يُشير لتحويل الموت إلى حياة .. دائماً في الكتاب المقدس يُشير اليوم الثالث للحياة .. ” يُحيينا بعد يومين .. في اليوم الثالث يُقيمنا فنحيا أمامه “ ( هو 6 : 2 ) .. وأبونا إبراهيم عاد بإسحق حي في اليوم الثالث وأستير نال شعبها النجاة في اليوم الثالث . هكذا اليوم الثالث يُشير للإنتقال من الموت للحياة .. عدو الخير كان متحير في المسيح حتى الصليب .. والمسيح على الصليب عدو الخير لم يُدرك ما يحدث وصار المسيح في نظره مجرد شخص تسبب له في إزعاج بينما أدرك أنه المسيح أنه الله في اليوم الثالث أي يوم القيامة .. على الصليب عندما اظلمت الشمس قال لعل السماء حزينة عليه و....... تحير لكن في اليوم الثالث أدرك أنه الله .. هكذا لابان أدرك يعقوب وهروبه في اليوم الثالث . إياك وذاك البار : بالطبع لابان لم يصمت على هروب يعقوب .. ” فأخذ إخوته معه وسعى وراءهُ مسيرة سبعة أيامٍ فأدركهُ في جبل جلعاد .. وأتى الله إلى لابان الأرامي في حُلم الليل وقال له احترز من أن تُكلم يعقوب بخيرٍ أو شرٍ “ ( تك 31 : 23 – 24 ) .. الله حذر لابان من أن يُكلم يعقوب لأنه يخص الله .. كلام الله للابان في حُلم يُشير لتحذير الله لبيلاطس في حُلم زوجته فقالت له ” إياك وذلك البار لأني تألمت اليوم كثيراً في حُلمٍ من أجلهِ “ ( مت 27 : 19) . ” فلحق لابان يعقوب ويعقوب قد ضرب خيمته في الجبل فضرب لابان مع إخوته في جبل جلعاد “ ( تك 31 : 25 ) .. ضَرَب خيامه أي نصبها .. ” وقال لابان ليعقوب ماذا فعلت وقد خدعت قلبي وسُقت بناتي كسبايا السيف .. لماذا هربت خفيةً وخدعتني ولم تُخبرني حتى أُشيِّعك بالفرح والأغاني “ ( تك 31 : 26 – 27 ) .. خاف لابان من تحذير الله له . ” ولم تُخبرني حتى أُشيِّعك بالفرح والأغاني بالدف والعود ولم تدعني أُقبِّل بني وبناتي “ .. عدو الخير مكار أحياناً يدَّعي أننا له ويقول أنا أريدك فرحان ونحن نقول له لا .. نشكرك .. ” والآن أنت ذهبت لأنك قد اشتقت إلى بيت أبيك ولكن لماذا سرقت آلهتي “ ( تك 31 : 30 ) .. هذه نقطة ضعف .. لابان ليس له أي حق فينا لكنه وجد له حق . ” لماذا سرقت آلهتي .. فأجاب يعقوب وقال للابان إني خفت لأني قلت لعلك تغتصب ابنتيك مني .. الذي تجد آلهتك معه لا يعيش “ ( تك 31 : 30 – 32 ) .. نحن لم نأخذ منك شئ .. عدو الخير يريد أن يعطل طريقنا ومسيرتنا للسماء .. أنت ذاهب للأبدية ومعك يعقوب ما لك والأصنام ؟ هذا يجعل عدو الخير يشتكي عليك .. ما هي الأصنام ؟ هي الخطايا .. نحن نحيا في ملكية كاملة لله ومُحبين للقداسة ونسير في طريق السماء ولكن مجرد أن نميل للخطايا عندئذٍ يقول عدو الخير من حقي أن أعطلك أنت سرقت آلهتي .. لذلك قال ربنا يسوع ” رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيَّ شيء “ ( يو 14 : 30 ) .. لأنه بلا خطية .. لم يكن يعقوب يعرف أن راحيل سرقت آلهة لابان .. ” لم يكن يعقوب يعلم أن راحيل سرقتها “ ( تك 31 : 32 ) .. راحيل خبأت الأصنام . الراعي الصالح : في النهاية قال يعقوب للابان لماذا تعطلني ؟ كل ما لي أنا أخذته بتعبي وليس هبة منك .. ” الآن عشرين سنة أنا معك .. نعاجك وعنازك لم تسقط وكباش غنمك لم آكل .. فريسة لم أُحضر إليك .. أنا كنت أخسرها .. من يدي كنت تطلبها .. مسروقة النهار أو مسروقة الليل .. كنت في النهار يأكلني الحر وفي الليل الجليد .. وطار نومي من عينيَّ .. الآن لي عشرون سنة في بيتك .. خدمتك أربع عشرة سنة بابنتيك وست سنين بغنمك .. وقد غيَّرت أُجرتي عشر مراتٍ “ ( تك 31 : 38 – 41 ) .. أي كل شئ اقتنيته وصنعته معك كان مدفوع الأجر . قديماً كان الأجر على عمل شئ بشئ يقابله فمن الممكن أن يكون الأجر زواج مثلما فعل شاول الملك عندما قال أن من يحارب ويقتل جليات يتزوج ابنته .. أي مكافأة .. وممكن يكون مهر الفتاة عمل أو شئ .. يعقوب قدم مهر سبع سنوات عمل لكل زوجة .. الكنيسة كلها بكل مؤمنيها المسيح دفع ثمنها تعبه ودمه وكما يقول الكتاب ” من تعب نفسه يرى ويشبع “ ( أش 53 : 11) .. لذلك نحن شعب اقتناء .. ” إقتننا لك يا الله مخلصنا لأننا لا نعرف آخر سواك “ ( أوشية السلامة ) .. هذا موكب المسيح بصعوده بالكنيسة .. لما انطلق يعقوب بعد مقابلته مع لابان عاد لابان . ” فأخذ يعقوب حجراً وأوقفه عموداً .. وقال يعقوب لإخوته التقطوا حجارة فأخذوا حجارة وعملوا رجمة وأكلوا هناك على الرجمة ودعاها لابان يجر سهدوثا .. وأما يعقوب فدعاها جلعيد .. وقال لابان هذه الرجمة هي شاهدة بيني وبينك اليوم لذلك دُعي اسمها جلعيد .. والمصفاة .. لأنه قال ليراقب الرب بيني وبينك حينما نتوارى بعضنا عن بعضٍ .. إنك لا تُذل بناتي ولا تأخذ نساء على بناتي .. ليس إنسان معنا .. اُنظر الله شاهد بيني وبينك .. وقال لابان ليعقوب هوذا هذه الرجمة وهوذا العمود الذي وضعت بيني وبينك شاهدة هذه الرجمة وشاهد العمود أني لا أتجاوز هذه الرجمة إليك وإنك لا تتجاوز هذه الرجمة وهذا العمود إليَّ للشر .. إله إبراهيم وآلهة ناحور آلهة أبيهما يقضون بيننا .. وحلف يعقوب بهيبة أبيه إسحق وذبح يعقوب ذبيحةً في الجبل ودعا إخوته ليأكلوا طعاماً فأكلوا طعاماً وباتوا في الجبل .. ثم بكَّر لابان صباحاً وقبَّل بنيه وبناته وباركهم ومضى .. ورجع لابان إلى مكانهِ “ ( تك 31 : 45 – 55 ) . نزل ومعه العصا فقط : اليوم لما اقترب أبونا يعقوب من بيت أبيه عاد لمشكلة هرب منها منذ عشرون عاماً وهي مقابلته مع عيسو .. والله سمح بالعشرين سنة لتدبير معين .. قال يعقوب أُرسِل أمامي هدايا لعيسو وكأنه يقول لعيسو يعقوب يريدك أن تسامحه . مر يعقوب على المكان الذي نام فيه عندما كان هارب من وجه عيسو وكان معه وقتها عصاه فقط .. والآن نظر خلفه فوجد موكب كبير زوجات وأبناء وعبيد ومواشي وغنم فقال لله ” صغير أنا عن جميع ألطافك وجميع الأمانة التي صنعت إلى عبدك فإني بعصاي عبرت هذا الأردن والآن قد صرت جيشين “ ( تك 32 : 10) .. ما هي العصا ؟ هي الصليب الذي تجسد من أجلهِ ليعود للآب بموكب الكنيسة بعهديها كنيسة العهد القديم ( ليئة ) وكنيسة العهد الجديد ( راحيل ) . الصراع في الصلاة وبركة الألم : جهز يعقوب هدية ضخمة لعيسو نقرأها في الكتاب ” مئتي عنزٍ وعشرين تيساً مئتي نعجةٍ وعشرين كبشاً .. ثلاثين ناقةً مُرضعةً وأولادها أربعين بقرةً وعشرة ثيرانٍ عشرين أتاناً وعشرة حميرٍ “ ( تك 32 : 14 – 15) .. إن كانت هذه كلها هدية فكم تكون ثروة يعقوب كلها ؟!! .. ” ودفعها إلى يد عبيده قطيعاً قطيعاً على حدةٍ وقال لعبيده اجتازوا قدامي واجعلوا فُسحة بين قطيع وقطيع .. وأمر الأول قائلاً إذا صادفك عيسو أخي وسألك قائلاً لمن أنت وإلى أين تذهب ولمن هذا الذي قدامك تقول لعبدك يعقوب هو هدية مُرسلة لسيدي عيسو وها هو أيضاً وراءنا “ ( تك 32 : 16 – 18) . واقترب يعقوب .. لكنه أوقف الموكب كله .. ” فبقى يعقوب وحده وصارعهُ إنسان حتى طلوع الفجر ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حُق فخذهِ فانخلع حُق فخذ يعقوب في مصارعته معه “ ( تك 32 : 24 – 25 ) .. هذا الصراع يمثل صراع رب المجد يسوع في بستان جثسيماني قبل الصليب .. الصليب فداني لكن كان به ألم حيث قدم لنا يسوع الخلاص كبركة بعد اجتيازه ألم الصليب .. كما نال يعقوب البركة بالألم وضُرب حُق فخذهِ . عظم من عظامهِ لم يُكسر : ضُرِب يعقوب على حُق فخذهِ والإنسان الذي صارعه هو صورة من صور ظهور الابن في العهد القديم .. إنخلع حُق فخذ يعقوب لكن عظامه لم تُكسر لأن ” عظم لا يُكسر منه “ ( يو 19 : 36 ) .. هذا الخلع إشارة للبنوة .. ” هو يسحق رأسكِ وأنتِ تسحقين عقبه “ ( تك 3 : 15) .. ” قال أطلقني لأنه قد طلع الفجر .. فقال لا أُطلقك إن لم تُباركني .. فقال له ما اسمك .. قال يعقوب .. فقال لا يُدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت .. وسأل يعقوب وقال أخبرني باسمك .. فقال لماذا تسأل عن اسمي .. وباركه هناك “ ( تك 32 : 26 – 29 ) .. صراع حتى طلوع الفجر .. ويسوع صار عرقه كقطرات الدم لأنه كان مُقبل على معركة قوية . وَضَع نفسه : في النهاية أوقفهم يعقوب صفوف .. في البداية جعل جارية ليئة وأولادها ثم جارية راحيل وأولادها ثم ليئة وأولادها وفي النهاية راحيل وأولادها .. ثم وقف يعقوب أول الصفوف في المواجهة .. لم يقف في نهاية الموكب كأنه يحتمي في الموكب .. بل وقف أمامهم .. ما هذا ؟ هذا الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف .. ” ورفع يعقوب عينيهِ ونظر وإذا عيسو مُقبِل ومعه أربع مئة رجل .. فقسم الأولاد على ليئة وعلى راحيل وعلى الجاريتين .. ووضع الجاريتين وأولادهما أولاً وليئة وأولادها وراءهم وراحيل ويوسف أخيراً .. وأما هو فاجتاز قدامهم وسجد إلى الأرض سبع مرات حتى اقترب إلى أخيه “ ( تك 33 : 1 – 3 ) .. هل تريد أن تحتمي في المسيح يسوع كن مثل راحيل ويوسف واقترب من قلبه وكن محبوبه لتحتمي فيه .. لكن إن ابتعدت عن قلبه ستسير وحدك دون حماية وتواجه صعاب . عيسو أتى متحفز ومعه أربع مائة رجل .. مقابل ذلك سجد له يعقوب سبع مرات وقبَّله وعانقه .. محبة وهدية .. سجد له سبع مرات .. أحياناً الناس تهاجم السجود للأساقفة .. لا .. هذا ليس سجود عبادة بل سجود احترام وحب .. ” فركض عيسو للقائهِ وعانقه ووقع على عُنقهِ وقبَّله .. وبكيا .. ثم رفع عينيه وأبصر النساء والأولاد وقال ما هؤلاء مِنكَ .. فقال الأولاد الذين أنعم الله بهم على عبدك “ ( تك 33 : 4 – 5 ) . شخص يعقوب جوانب كثيرة من حياته تُشبه المسيح في كماله وبذله وطاعته وهدؤه واقتنائه لثروة وأولاد .. في حبه لراحيل .. وجمعه بين راحيل وليئة في شخصه .. في إنه جعل نفسه فدية عن جميعهم ولقائه بإسحق . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

اسحق كرمز للمسيح ج3

سفر التكوين 24 نجد فيه أمر بديع ومعاني سرية تفوق الزيجة والخطوبة وكل كلمة لها قصة ... قصة زواج إسحق : ======================= { وشاخ إبراهيم وتقدم في الأيام .. وبارك الرب إبراهيم في كل شيءٍ .. وقال إبراهيم لعبده كبير بيته المستولي على كل ما كان له } .. « عبده كبير بيته المستولي على كل ما كان له » قول مبالغ فيه مثل قوله « هل أخفي عن عبدي إبراهيم ما أنا فاعله » .. فليس من المعقول أن الله يعرَّف أبينا إبراهيم كل شئ .. لكن هذه عبارة مسيانية هكذا هذه العبارة التي تتكلم عن عبد إبراهيم كبير بيته المستولي على كل ما كان له يقصد بها الروح القدس الأمين الخاضع والمستولي على كل ما له .. { ضع يدك تحت فخذي فأستحلفك بالرب إله السماء وإله الأرض أن لا تأخذ زوجةً لابني من بنات الكنعانيين الذين أنا ساكن بينهم .. بل إلى أرضي وإلى عشيرتي تذهب وتأخذ زوجةً لابني إسحق } .. قديماً عندما كان شخص يريد أن يحلف على أمر غالي كان يضع يده تحت فخذه لأن الفخذ كان يرمز للنسل أي كأنه يحلف بنسله .. أبونا يعقوب جعل يوسف يضع يده تحت فخذه لكي لا يدفنه في مصر لذلك قال الكتاب أنه { أوصى من جهة عظامه } ( عب 11 : 22 ) . هنا أبونا إبراهيم إستحلف أليعازر الدمشقي أن لا يأخذ زوجة لإبنه إسحق من هذه الأرض .. { فقال له العبد ربما لا تشاء المرأة أن تتبعني إلى هذه الأرض .. هل أرجع بابنك إلى الأرض التي خرجت منها .. فقال له إبراهيم إحترز من أن ترجع بابني إلى هناك } ( 5 – 6 ) .. لا تخف سيرسل الله ملاك يمهد لك الطريق .. { الرب إله السماء الذي أخذني من بيت أبي ومن أرض ميلادي والذي كلمني والذي أقسم لي قائلاً لنسلك أعطي هذه الأرض هو يرسل ملاكه أمامك فتأخذ زوجةً لابني من هناك } .. من هذا الملاك ؟ هذا هو يوحنا المعمدان . الكتاب المقدس ليس قصص يحكي قصة كيف تزوج إسحق أو كيف تزوج كل شخص لكن كل أمر له معنى .. هذه القصة بها أربعة عناصر مهمة هم أبونا إبراهيم .. أليعازر الدمشقي .. إسحق .. ورفقة .. أبونا إبراهيم يمثل الآب .. وأليعازر الدمشقي يمثل الروح القدس .. وإسحق الإبن .. ورفقة تمثل الكنيسة أو النفس البشرية .. الله أرسل الروح القدس ليخطب الكنيسة للمسيح .. ليخطب كل نفس للمسيح .. عمل الروح القدس هو أن يأخذ منه ويعطيك .. ناقل الخيرات .. هذا هو أليعازر الدمشقي .. إسحق هو العريس الإبن .. ورفقة العروس هي النفس .. ملاك الله يهيئ الأمر هو يوحنا المعمدان . { وإن لم تشأ المرأة أن تتبعك تبرأت من حلفي هذا .. أما ابني فلا ترجع به إلى هناك .. فوضع العبد يده تحت فخذ إبراهيم مولاه وحلف له على هذا الأمر .. ثم أخذ العبد عشرة جمالٍ من جمال مولاه ومضى وجميع خيرات مولاه في يده } .. جميع خيرات مولاه في يده .. هل جميع خيرات إبراهيم تُوضع على العشرة جمال ؟ بالطبع لا لكنها عبارة مسيانية خلاصية .. فمن الذي أخذ خيرات الآب لينقلها لنا ؟ الروح القدس .. والعشرة جمال هم العشر وصايا .. الوصية تحمل لنا خيرات الله .. هل أخذت يا أليعازر خير أبونا إبراهيم كله ؟ نعم .. الوصية بها خير الله .. الإنجيل به خير الله كله . لقاء عند البئر : ================== { فقام وذهب إلى أرام النهرين إلى مدينة ناحور .. وأناخ الجمال خارج المدينة عند بئر الماء وقت المساء وقت خروج المستقيات } .. أوقف الجمال العشر أي الوصايا عند بئر الماء وقت المساء وكل كلمة من هذه الكلمات لها معنى روحي .. تخرج البنات المستقيات وقت غروب الشمس .. { وقال أيها الرب إله سيدي إبراهيم يسر لي اليوم واصنع لطفاً إلى سيدي إبراهيم } .. أليعازر شخص وفي جميل .. عندما يكون في وضع إختيار يصلي .. { ها أنا واقف على عين الماء وبنات أهل المدينة خارجات ليستقين ماءً .. فليكن أن الفتاة التي أقول لها أميلي جرتك لأشرب فتقول إشرب وأنا أسقي جمالك أيضاً هي التي عينتها لعبدك إسحق وبها أعلم أنك صنعت لطفاً إلى سيدي } .. وضع علامة .. الفتاة التي أقول لها أميلي لأشرب تقول لي إشرب وأنا أسقي جمالك أيضاً .. كون إن البنت تضع جرتها في البئر وترفعها والجرة ثقيلة تحتاج لمن يساعدها فكون أن تملأها وترفعها ثم تعاود الأمر مرة أخرى لأجل شخص فهذا أمر صعب جداً . { وإذ كان لم يفرغ بعد من الكلام إذا رفقة التي وُلدت لبتوئيل إبن ملكة إمرأة ناحور أخي إبراهيم خارجة وجرتها على كتفها } .. لم يكن يعرف أن رفقة إبنة أخي إبراهيم .. { وكانت الفتاة حسنة المنظر جداً وعذراء لم يعرفها رجل .. فنزلت إلى العين وملأت جرتها وطلعت } .. في البداية أُعجب أليعازر الدمشقي بشكل رفقة لكن الشكل لا يكفي المهم أن تكون متعاونة .. { فركض العبد للقائها وقال إسقيني قليل ماء من جرتك .. فقالت إشرب يا سيدي وأسرعت وأنزلت جرتها على يدها وسقته } .. أنزلت جرتها عن كتفها ووضعتها على يدها هي وسقته .. { ولما فرغت من سقيه قالت أستقي لجمالك أيضاً حتى تفرغ من الشرب } .. الكتاب كرر كلمة « أسرعت » مرات أي هي لا تعمل لحسابها كأنها تعمل لحسابه هو . { فأسرعت وأفرغت جرتها في المسقاة وركضت أيضاً إلى البئر لتستقي .. فاستقت لكل جماله } .. من الواضح أنها ملأت جرتها أكثر من مرة لأن الجمال معروفة أنها تحتمل العطش وأيضاً عندما تشرب تشرب كثيراً .. أليعازر وقف ينظر ويتأمل .. { وحدث عندما فرغت الجمال من الشرب أن الرجل أخذ خزامة ذهبٍ وزنها نصف شاقل وسوارين على يديها وزنهما عشرة شواقل ذهبٍ وقال بنت من أنتِ } .. تقريباً خطبها دون أن يعرف من هي .. من هي رفقة ؟ هي النفس الخادمة الباذلة .. هي الكنيسة جرتها على كتفها لا لتسقي نفسها بل لتسقي أولادها فتُسرع لتروي عطشهم بسرعة وبذل .. أليعازر يتفرس .. الروح القدس يراقب النفس .. كيف تصلي ؟ هل بكسل ؟ كيف تأتي للكنيسة ؟ هل تأتي متأخرة ؟ جالس ليراقب قلب كل شخص .. يتفرس فينا صامتاً .. الروح القدس يقول هذه النفس تستحق مكافأة وأنا معي خير الآب كله .. ماذا أعطاها ؟ أعطاها خزامة ذهب وسوارين ذهب .. خطب النفس للمسيح . لماذا قال الكتاب عن رفقة « فتاة حسنة المنظر جداً عذراء لم يعرفها رجل » ؟ لأن الكنيسة عروس بلا عيب .. لم يعرفها رجل أي عذراء عريسها المسيح لا تحب غيره ولا ترتبط بغيره لذلك كل نفس لكي يخطبها الروح القدس للمسيح لابد أن يجد بها جمال وعذراوية أي لا ترتبط بمحبة العالم لذلك جاء لها بخزامة وأساور .. { قالت له عندنا تبن وعلف كثير ومكان لتبيتوا أيضاً } .. قال أليعازر في نفسه أن طلبي هو أن أشرب وجمالي تشرب فقط لم أطلب طعام لي ولجمالي ومكان لنبيت لكنها أعلنت له كل هذا .. لذلك النفس الأمينة لله يستريح عندها الله .. { إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً } ( يو 14 : 23 ) .. النفس التي ترحب بسكنى الله داخلها هي نفس عروس للمسيح .. رفقة كانت شخصية قوية وشديدة وفي المستقبل قال عنها الكتاب أنها كانت تميل ليعقوب وليس لعيسو .. دائماً الشخص يميل للذي يُكمل طبعه .. هي كانت شديدة ويعقوب كان وديع فكانت تميل له . لم يحتمل أليعازر عمل الله معه .. { فخر الرجل وسجد للرب وقال مبارك الرب إله سيدي إبراهيم الذي لم يمنع لطفه وحقه عن سيدي } .. دلَّه الله على أخوه إبراهيم أحب الناس إلى قلبه وعندهم كل الأمور .. رفقة نشيطة .. النفس النشيطة روحياً يحبها الله .. قصت رفقة الأمر كله لأهلها وأرتهم السوارين والخزامة وأليعازر واقف عند الجمال .. أليعازر تقابل مع رفقة عند البئر وقت المساء والمسيح تقابل مع الكنيسة عند المعمودية والصليب ( وقت المساء ) .. وعبارة رفقة أنها جميلة جداً عذراء لم يعرفها رجل فهذه كلها عبارة مسيانية . { فقال أدخل يا مبارك الرب .. لماذا تقف خارجاً وأنا قد هيأت البيت ومكاناً للجمال } .. هذه كلمات لابان أخو رفقة لأليعازر .. دعوة إلى الله .. لأن حقيقة لابان لا يستطيع أن نقول عنه أنه على هذه الدرجة من التقوى لكنها خطة دبرها الله لإتمام قصده .. صوت الله لكل نفس يقول تعال يا مبارك الرب لماذا تقف خارجاً وأنا قد هيأت كل شئ لك .. الوليمة مُعدة وبركات وعطايا و ..... كل الأشياء مُعدة لك في بيته فلماذا تقف خارجاً .. الكنيسة تُسمى مستشفى لأنه يدخلها الإنسان مريض فيصح ويُشفى . أليعازر قال لن أستريح حتى أقول ما عندي .. { لا آكل حتى أتكلم كلامي } .. قال مولاي إبراهيم رجل عظيم وقد تزوج من سارة والآن يريد أن يزوج إبنه واستحلفني أن أتخذ زوجة لإبنه من أرضه و .... فوجدت إبنتكم وقد قدمت لي أعمال كذا وكذا .. وظل أليعازر يحكي ما حدث عند البئر مع رفقة ولابان يستمع له ثم قال لتسمحوا لي أن { آخذ إبنتك لإبن سيدي } .. فقال لابان { من عند الرب خرج الأمر لا نقدر أن نكلمك بشرٍ أو خيرٍ هوذا رفقة قدامك } .. الأمر كله من الله لن أستطيع أن أقول كلمة ولتأخذ رفقة زوجة لإبن سيدك . { وكان عندما سمع عبد إبراهيم كلامهم أنه سجد للرب إلى الأرض وأخرج العبد آنية فضة وآنية ذهب وثياباً وأعطاها لرفقة } .. الروح القدس يعزيك ويرى أمانتك وكلما إزدادت أمانتك كلما أعطاك عطايا ومسرات بلا حدود حتى نقول كفانا كفانا .. نفس الجمال التي سقتهم رفقة هم نفس الجمال التي حملتها لإسحق .. أطعمتهم وروتهم فساروا بها وحملوها .. الجمال هي الوصايا التي تريد أن تستريح داخلك إن أرحتها أراحتك وإن أتعبتها أتعبتك .. الله قال لقايين كل من وجدك تظن أنه يريد أن يقتلك فظل هارب .. لكن إن أطعمت الجمال وأشبعتها تسير بك جيداً . إرتباط دون أن تراه : ========================= { فأكل وشرب هو والرجال الذين معه وباتوا .. ثم قاموا صباحاً فقال إصرفوني إلى سيدي } .. قالوا له لتظل معنا عشرة أيام أخرى لتمكث معنا الفتاة .. لكن رفض .. فقالوا له لنسأل الفتاة .. { فدعوا رفقة وقالوا لها هل تذهبين مع هذا الرجل .. فقالت أذهب } .. النفس لا تسر مع الله قهراً بل برضاها .. هل رفقة تعرف إسحق ؟ لا .. لكن أليعازر كلمها عنه .. نحن لم نرى المسيح لكن الروح القدس أخبرنا عنه بكل شئ فأحببناه .. « ذاك الذي لم تروه تحبوه » .. هل تتركي بلدِك وتذهبي إلى رجل لا تعرفيه ؟ نقول لا .. هذا الرجل أجمل وأنقى وسأذهب له . في الطريق إلى العريس : ============================= قال لهم أليعازر { لا تعوقوني والرب قد أنجح طريقي } .. أنا في حياتي مازلت أهيئ نفسي بالتوبة ومتى تهيأت لا تعوقوني والمسيح ينتظرني بالمجد .. ذهبت رفقة معه .. { فصرفوا رفقة أختهم ومرضعتها وعبد إبراهيم ورجاله وباركوا رفقة وقالوا لها أنتِ أختنا .. صيري ألوف ربواتٍ وليرث نسلك باب مبغضيه } .. خمسة وعشرون يوماً رحلة من بيتها إلى بيت عريسها ورفقة تسمع من أليعازر عن إسحق يقول لها عريسِك جميل وديع عفيف كل خير أبيه له .. يصف إسحق وهي تزداد شوقاً له .. ولنعتبر هذه الخمسة وعشرون يوماً هي رحلة حياتنا والروح القدس يزيد إشتياقنا ويتوبنا ويعزينا ويرشدنا .. وإن خطر على بال رفقة فكرة الرجوع أثناء الرحلة لن يتركها أليعازر بل يُرجعها عن هذه الفكرة .. أحياناً الإنسان العتيق يريد أن يُرجعنا عن طريقنا لكن الروح القدس يُعيدنا عن هذه الفكرة . اللقاء مع العريس : ====================== { وخرج إسحق ليتأمل في الحقل عند إقبال المساء .. فرفع عينيه ونظر وإذا جمال مقبلة ورفعت رفقة عينيها فرأت إسحق } .. أي مجد هو لقاءها بعريسها .. أجمل ما يوصف .. هذه هي لحظة المقابلة السعيدة بين النفس والمسيح .. { فأخذت البرقع وتغطت } .. كان يجب عليها أن تفعل العكس لكن مجد وبهاء ووقار عريسها جعلها تتغطى هكذا نحن أمام المسيح .. أليعازر حكى لإسحق وإبراهيم ما حدث .. الروح القدس كما يعرفنا بالمسيح هكذا يعرفنا للمسيح .. { خطبتكم لرجلٍ واحدٍ لأُقدم عذراء عفيفة للمسيح } ( 2كو 11 : 2 ) . زواج إسحق من رفقة : ============================ { فأدخلها إسحق إلى خباء سارة أمه وأخذ رفقة فصارت له زوجة ً وأحبها .. فتعزى إسحق بعد موت أمه } .. سارة هي كنيسة العهد القديم ورفقة هي كنيسة العهد الجديد .. رفقة حلت محل سارة .. إسحق لم يجد فتاة يرتبط بها من مكان سكنه فأخذ فتاة بعيدة .. هذه هي كنيسة الأمم .. نحن الأمم أدخلنا في إيمانه وعزيناه بعد موت أمه لأن كنيسة العهد الجديد صارت تعزية لله بعد كنيسة العهد القديم . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

ابونا إسحق كرمز للمسيح ج2

الإبن الوحيد الحبيب : ====================== يقول سفر التكوين .. ﴿ وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن إبراهيم فقال له يا إبراهيم . فقال هأنذا . فقال خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحق واذهب إلى أرض المريا وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك . فبكر إبراهيم صباحاً وشدَّ على حماره وأخذ اثنين من غلمانه معه وإسحق إبنه وشقق حطباً لمحرقةٍ وقام وذهب إلى الموضع الذي قال له الله . وفي اليوم الثالث رفع إبراهيم عينيه وأبصر الموضع من بعيدٍ . فقال إبراهيم لغلاميه إجلسا أنتما ههنا مع الحمار . وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد ثم نرجع إليكما . فأخذ إبراهيم حطب المحرقة ووضعه على إسحق إبنه وأخذ بيده النار والسكين . فذهبا كلاهما معاً . وكلم إسحق إبراهيم أباه وقال يا أبي . فقال هأنذا يا ابني . فقال هوذا النار والحطب ولكن أين الخروف للمحرقة . فقال إبراهيم الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني . فذهبا كلاهما معاً . فلما أتيا إلى الموضع الذي قال له الله بنى هناك إبراهيم المذبح ورتب الحطب وربط إسحق إبنه ووضعه على المذبح فوق الحطب . ثم مدَّ إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح إبنه . فناداه ملاك الرب من السماء وقال إبراهيم إبراهيم . فقال هأنذا . فقال لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئاً . لأني الآن علمت أنك خائف الله فلم تُمسك إبنك وحيدك عني . فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه مُمسكاً في الغابة بقرنيه . فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضاً عن إبنه . فدعا إبراهيم إسم ذلك الموضع يهوه يرأه . حتى إنه يُقال اليوم في جبل الرب يُرى . ونادى ملاك الرب إبراهيم ثانيةً من السماء وقال بذاتي أقسمت يقول الرب . أني من أجل أنك فعلت هذا الأمر ولم تُمسك إبنك وحيدك أباركك مباركةً وأُكثِّر نسلك تكثيراً كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر . ويرث نسلك باب أعدائه . ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض . من أجل أنك سمعت لقولي . ثم رجع إبراهيم إلى غلاميه . فقاموا وذهبوا معاً إلى بئر سبعٍ . وسكن إبراهيم في بئر سبعٍ ﴾ ( تك 22 : 1 - 19) – قصة – لكن كلها أسرار ورموز .. تتكلم عن المسيح أكثر جداً مما تتكلم عن إسحق .. يبدو إسحق أنه بطل القصة لكن حقيقةً ربنا يسوع الفادي والراعي هو بطل القصة .. بالطبع هي ليست قصة لكنها واقع . ﴿ خذ ابنك وحيدك الذي تحبه ﴾ .. من هو وحيدك حبيبك ؟ هو الإبن الحبيب للآب .. الإبن الوحيد الجنس .. الذي في حضن الآب هو خبر .. الإبن المحبوب .. هذا صوت أتى من السماء ليعلن لنا ﴿ هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت ﴾ ( مت 3 : 17 ) .. وقال عنه يوحنا الحبيب ﴿ الآب يحب الإبن ﴾ ( يو 3 : 35) أنه الإبن المحبوب من الآب .. ﴿ الإبن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر ﴾ ( يو 1 : 18) . ﴿ أصعده هناك محرقة ﴾ .. " محرقة " أي تأخذ حطب ونار وتضع إبنك في النار وتشعله مع الحطب بالنار وتتركه حتى يحترق بالكامل .. ما هذا ؟ هذه ذبيحة الصليب .. الإبن عُلق على الصليب حتى أسلم الروح – هذه محرقة – أي يمر بمراحل الألم كمراحل المحرقة .. حتى متى ؟ حتى آخر نفس حتى أسلم الروح .. النار لن تنتهي قبل أن ينتهي هو .. الألم لن ينتهي قبل أن ينتهي هو .. هذه هي المحرقة .. هذا هو الصليب .. محرقة الصليب .. لم يقل له خذ إبنك وحيدك حبيبك فقط لي وصمت بل وقال وقدمه لي محرقة . إسحق القائم في المسيح : ====================== ذهب إلى جبل المريا الذي قلنا أنه جبل الجلجثة وبنى عليه الهيكل .. ﴿ وذهب إلى الموضع الذي قال له الله وفي اليوم الثالث رفع إبراهيم عينيه وأبصر الموضع من بعيدٍ . فقال إبراهيم لغلاميه إجلسا أنتما ههنا ﴾ .. واضح أن إبراهيم رأى شئ في اليوم الثالث حتى أنه تشدد قلبه وتكلم مع غلاميه وإبنه بجدية .. ماذا رأى ؟ رأى الموضع من بعيد .. ﴿ وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد ثم نرجع إليكما ﴾ .. كيف يرجع كليهما والله قال لأبينا إبراهيم قدمه لي محرقة .. ماذا رأى ؟ رأى القيامة .. الموضع هناك من بعيد .. القيامة أمامه في اليوم الثالث .. ﴿ إبن الإنسان يُسلم إلى أيدي الناس فيقتلونه وبعد أن يُقتل يقوم في اليوم الثالث ﴾ ( مر 9 : 31 ) – إيمان – نرجع إليكما .. لذلك معلمنا بولس الرسول جعل أبونا إبراهيم في قمة رجال الإيمان ليس لأنه قدم إبنه ذبيحة بل لأنه أيقن أنه سيعود به .. ﴿ بالإيمان قدم إبراهيم إسحق وهو مجرب .. قدم الذي قبل المواعيد وحيده ﴾ ( عب 11 : 17) . الله قال له بنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض ( أع 3 : 25) وكان إسحق وقت تقديمه ذبيحة لم يتزوج بعد فكيف إذاً يكون له نسل ويُبارك ؟ ﴿ قدم الذي قبل المواعيد وحيده الذي قيل له إنه بإسحق يدعى لك نسل إذ حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات أيضاً﴾ ( عب 11 : 17 – 19) .. لذلك قال ( في اليوم الثالث ) .. ماذا حدث ؟ حدث أنه إنفتحت بصيرته الداخلية ورأى روح القيامة فأيقن إبراهيم أن إبنه سيعود له .. لو ربطنا الأحداث نجد ربنا يسوع يقول ﴿ أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي ﴾ ( يو 8 : 56 ) .. ما هو يومه ؟ ﴿ أبصر الموضع من بعيدٍ ﴾ .. رأى القيامة .. رأى وتهلل .. بهجة القيامة .. إذ حسب أن الله قادر على القيامة .. رأى وحسب إبنه هو المسيح القائم .. لما رأى الموضع شعر أن أمر مهم سيحدث لذلك لا يليق أن يراه الغلامين لأنهما لن يستوعباه .. ﴿ فقال إبراهيم لغلاميه إجلسا أنتما ههنا مع الحمار وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد ثم نرجع إليكما ﴾ .. من هما الغلامين ؟ من هما الغلامين الذين رأيا ترتيب كل هذه الأمور وعند اللحظة الحاسمة قال لهما إنتظرا ههنا ؟ هما الأمة اليهودية التي رأت كل النبوات لكن لحظة الصليب والقيامة والتجسد لم يستوعبوها لذلك قال لهما لتكونا بعيدين . بعد تمام الأمور ورجوع أبينا إبراهيم بإسحق إبنه وجد الغلامان ينتظران .. ﴿ ثم رجع إبراهيم إلى غلاميه . فقاموا وذهبوا معاً إلى بئر سبعٍ ﴾ .. هذه هي عودة اليهود إلى المسيح في النهاية سيعرفوه بعدما رفضوه .. الذين لمسوا أحداث الصليب لكن لم يؤمنوا به سيعودون له في نهاية الأيام .. ﴿ القساوة قد حصلت جزئياً لإسرائيل إلى أن يدخل ملؤ الأمم ﴾ ( رو 11 : 25) .. نحن الأمم دخلنا في الإيمان بالمسيح واليهود لم يدخلوا حتى الآن لكنهم سيدخلون الإيمان في نهاية الأيام . تركه الجميع لكن الآب لم يتركه : ================================== الكل تركوا أبينا إبراهيم وظل هو وإسحق فقط في وقت الذبيحة .. هذا رمز لربنا يسوع الذي تركه الجميع حتى تلاميذه ساعة الصلب .. ﴿ تأتي ساعة وقد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته وتتركونني وحدي وأنا لست وحدي لأن الآب معي ﴾ ( يو 16 : 32 ) .. هذا إبراهيم وكأن إسحق هو الذي يتكلم ويقول ستتركوني وحدي ولكني لست وحدي بل أبي معي .. ( ذهب كلاهما معاً ) .. ثم يقول أبونا إبراهيم ( نرجع إليكما ) .. كثيراً ما تكررت عبارة * كلاهما معاً * . بعض الهراطقة قالوا أن اللاهوت إنفصل عن الناسوت وقت الصليب .. لكن هذا رد الإنجيل أن اللاهوت لم يفارق الناسوت حتى وقت الصليب بل .. كلاهما معاً .. مثل الحديد المتحد بالنار إذا طرقناه يتأثر الحديد بالطرق وليس النار لكن كلاهما لا ينفصل عن الآخر .. هكذا تألم الناسوت واللاهوت لم يفارقه .. الآب لم يفارق الإبن لذلك لا نفصل ذبيحة الآب عن ذبيحة الإبن .. ﴿ هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به ﴾ ( يو 3 : 16) .. لذلك قال معلمنا بولس الرسول ﴿ الذي لم يشفق على إبنه بل بذله لأجلنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضاً معه كل شيئ ﴾ ( رو 8 : 32 ) .. إذاً ذبيحة الآب هي ذبيحة الإبن والإبن أطاع . كلنا نعرف أن أبونا إبراهيم كان عمره مائة وعشرون سنة تقريباً وكان عمر إسحق خمسة وعشرون أو ثلاثون سنة تقريباً أي كان في سن الشباب وبقوته .. عندما يجد أبيه يقيده ويقدمه محرقة كان يمكنه أن يهرب ولن يستطيع إبراهيم أن يلحق به لأنه شخص مُسن .. لكن إسحق أطاع طاعة كاملة وترك أبيه يقيده بحب .. هذه ذبيحة المسيح ذبيحة حب كاملة .. أسلم ذاته مثل شاة تُساق للذبح لذلك عندما ربطه ووضعه على المذبح كان إشارة لربنا يسوع الذي ترك رجليه ويديه للمسامير . حمل خشبة الصليب : ===================== وحمل إسحق الحطب .. ﴿ فأخذ إبراهيم حطب المحرقة ووضعه على إسحق إبنه﴾ .. كان يمكن أن يقول إبراهيم أن إسحق سيُقدم محرقة يكفيه هذا وأحمل أنا عنه الحطب .. لكن لا .. حمل إسحق الحطب لأنه رمز للمسيح الذي حمل الصليب حمل آثام شعبه لذلك قال أشعياء النبي ﴿ وتكون الرياسة على كتفه ﴾ ( أش 9 : 6 ) .. لم تكن رياسة كما نتخيل بل كانت رياسة حمل خطايا لذلك الكهنوت في الكنيسة كهنوت رعاية أكثر من كرامة .. يحمل مسئولية . حديثه مع الآب : ================= جيد أن إسحق دخل في حديث مع إبراهيم أبيه .. ﴿ وكلم إسحق إبراهيم أباه وقال يا أبي . فقال هأنذا يا ابني . فقال هوذا النار والحطب ولكن أين الخروف للمحرقة ﴾ .. هذا يذكرنا بحديث ربنا يسوع مع الآب في بستان جثسيماني ﴿ إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك ﴾ ( لو 22 : 42 ) .. لذلك قال معلمنا بولس الرسول ﴿ سُمع له من أجل تقواه ﴾ ( عب 5 : 7 ) .. أي الإبن كان رمز للبشرية وكأنه يحمل آلام الجنس البشري كله الماضي والحاضر والمستقبل فسمع له من أجل تقواه .. لذلك إسحق رمز للمسيح في قوته وشبابه وطاعته حتى الموت وفي الغلامين الأمة اليهودية . القيامة من الموت : ================= في النهاية القيامة رجع إسحق حي .. أي بعد أن كان في خطوة التسليم للموت عاد حي .. ﴿ فناداه ملاك الرب من السماء وقال إبراهيم إبراهيم . فقال هأنذا . فقال لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئاً . لأني الآن علمت أنك خائف الله فلم تُمسك إبنك وحيدك عني . فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه مُمسكاً في الغابة بقرنيه ﴾ .. هذا الفداء .. الخروف عِوض إسحق .. تقدمة إبراهيم عِوض إسحق .. يُشير الآباء أحياناً إلى إسحق أنه رمز للمسيح وأحياناً أنه النفس البشرية .. الله لم يطلب من أبينا إبراهيم مال أو أرض أو عبيد أو .... بل طلب أمر صعب طلب إبنه والوصية تقول ﴿ تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ﴾ ( مت 22 : 37 ) .. قدم لله إسحاقك أي أجمل ما في حياتك .. الله يريد إسحق كل نفس .. أجمل ما فينا نقدمه له .. لذلك لا تتخيل أن أي تقدمة لله ليس لها قيمة بل هي مقبولة وكما يقول الآباء ﴿ ليس العطاء أن تعطي ما أحتاجه بل ما أنت تحتاجه ﴾ .. هذا هو العطاء الحقيقي .. أن تعطي أغلى ما عندك .. إعطي إسحق . القيامة كانت بإسحق أنه رجع حي رمز للمسيح القائم .. الموت لم يقدر أن يمسكه .. ﴿ أين شوكتك يا موت .. أين غلبتك يا هاوية ﴾ ( 1كو 15 : 55 ) .. لذلك نقاط كثيرة كان يمكن أن تُقال عن الربط بين إسحق والمسيح .. عندما يقول إسحق يُربط فكَّر في المسيح .. إسحق يحمل الحطب فكَّر في المسيح .. إبراهيم مد يده بالسكين ليذبح إسحق ( الآب سُرَّ أن يقدمه محرقة ) .. كان إسحق بلا ذنب وحدث له ذلك هكذا ربنا يسوع لم يفعل خطية لكنه صار خطية لأجلنا ( 2كو 5 : 21) . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

بين يعقوب والمسيح ج3

النزول إلى العالم واللقاء عند البئر : من سفر التكوين 29 بركاته على جميعنا آمين .. ” ثم رفع يعقوب رجليهِ وذهب إلى أرض بني المشرق ونظر وإذا في الحقل بئر وهناك ثلاثة قُطعان غنم رابضة عندها لأنهم كانوا من تلك البئر يسقون القُطعان .. والحجر على فم البئر كان كبيراً فكان يجتمع إلى هناك جميع القُطعان فيُدحرجون الحجر عن فم البئر ويسقون الغنم .. ثم يردون الحجر على فم البئر إلى مكانهِ .. فقال لهم يعقوب يا إخوتي من أين أنتم .. فقالوا نحن من حاران .. فقال لهم هل تعرفون لابان ابن ناحور .. فقالوا نعرفه .. فقال لهم هل له سلامة .. فقالوا له سلامة .. وهوذا راحيل ابنتهُ آتية مع الغنم .. فقال هوذا النهار بعد طويل ليس وقت اجتماع المواشي .. اِسقوا الغنم واذهبوا ارعوا .. فقالوا لا نقدر حتى تجتمع جميع القُطعان ويُدحرجوا الحجر عن فم البئر ثم نسقي الغنم .. وإذ هو بعد يتكلم معهم أتت راحيل مع غنم أبيها لأنها كانت ترعى .. فكان لما أبصر يعقوب راحيل بنت لابان خاله وغنم لابان خاله أن يعقوب تقدم ودحرج الحجر عن فم البئر وسقى غنم لابان خاله .. وقبَّل يعقوب راحيل ورفع صوتهُ وبكى وأخبر يعقوب راحيل أنه أخو أبيها وأنه ابن رفقة فركضت وأخبرت أباها “ ( تك 29 : 1 – 12) . قصة تبدو عادية جداً .. شخص خرج من بيت أبيه ليتغرب .. وقبل حاران وجد بئر وحوله ثلاثة قطعان غنم تنتظر رفع الحجر عن فم البئر وتجتمع القطعان كلها أولاً ثم تستقي من البئر .. حتى أن يعقوب قال لهم إسقوا أنتم أولاً غنمكم ثم تأتي راحيل وتسقي غنمها .. فقالوا لا .. سننتظرها .. العجيب أن يعقوب رجل غريب وهو الذي رفع الحجر عن فم البئر .. والأمر العجيب أيضاً أنه لما رأى راحيل قبَّلها ورفع صوته وبكى وسط الجميع . ” ثم رفع يعقوب رجليهِ وذهب إلى أرض بني المشرق “ .. هذا نزول المسيح للأرض أتى ليقتني زوجة .. راحيل .. راحيل ترمُز لكنيسة العهد الجديد .. ربنا يسوع أتى للعالم غريب ليس له أين يسند رأسه وهدفه أن يقترن بكنيسة العهد الجديد زوجة هكذا أتى يعقوب ليقتني براحيل زوجة له .. هناك دراسة شيقة عن الآبار في العهد القديم سنجد أن كل العهود تمت عند الآبار .. فنرى أن خطبة إسحق تمت عند بئر وخطبة يعقوب تمت عند يئر .. وربنا يسوع تقابل مع السامرية عند بئر .. بئر المعمودية ينبوع الحياة التي يرتبط عندها المسيح مع النفس البشرية . ثلاثة قطعان غنم مبكراً وظلوا منتظرين أن يُرفع الحجر عن فم البئر .. هذه القطعان الثلاثة هي قطعان العهد القديم التي أشارت رموزها لربنا يسوع منتظرة قدومه .. أي هي تشير إلى مراحل العهد القديم الثلاثة .. مرحلة الآباء ومرحلة الناموس ومرحلة الأنبياء .. عندما تقابل ربنا يسوع مع تلميذي عمواس قال لهما أن الآباء والناموس والأنبياء تكلموا عني . ثلاثة قطعان منتظرة رفع الحجر عن فم البئر .. ” لأنهم كانوا من تلك البئر يسقون القُطعان .. والحجر على فم البئر كان كبيراً “ .. هذا الحجر الكبير هو عدم فهم العهد القديم لبركات العهد الجديد .. البئر أمامهم ولا يرتون منه لأن الحجر كبير لا يفهموه .. ربنا يسوع إنتظرته البشرية عن طريق البئر الذي هو رمز للمعمودية .. أول لقاء لنا معه كان عند البئر أي المعمودية وولدنا عند البئر ودخلنا معه في عهد وأخذنا الميثاق السماوي والوعود الأبدية عند البئر .. من يرفع لنا الحجر ؟ شخص غريب .. هو يعقوب الذي يرفع الحجر ويُدخلكم عهد جديد . سألهم يعقوب من أين أنتم ؟ قالوا له من حاران .. سألهم هل تعرفون لابان ؟ قالوا له نعم وهوذا ابنته راحيل ستأتي الآن .. هذه هي كنيسة العهد الجديد التي أتت في النهاية التي جاءت ثمرة لمجئ ربنا يسوع .. قال لهم يعقوب إرفعوا الحجر عن البئر واستقوا أنتم أولاً .. قالوا له لا سننتظر راحيل ونستقي كلنا معاً .. كنيسة العهد الجديد وُلدت في يوم الخمسين .. ” هل تمخض بلاد في يومٍ واحدٍ أو تُولد أُمة دفعةً واحدةً “ ( أش 66 : 8 ) .. نعم وكانت ثمرة تجسد وصلب وقيامة ربنا يسوع المسيح .. قطعان كثيرة منتظرة ومترقبة أن يُرفع الحجر عن البئر .. المُخلص مُشتهى كل الأجيال متوقعين قدومه .. إشتياق .. منتظرينه .. ماذا ننتظر ؟ إنتظر قدومه .. قالوا ليعقوب نجتمع أولاً كلنا معاً ثم نرفع الحجر .. لابد أن تجتمع أعضاء الكنيسة . وأتت راحيل بالغنم .. كنيسة العهد الجديد أتت بأولادها .. ” وكان الرب كل يومٍ يضم إلى الكنيسة الذين يخلُصون “ ( أع 2 : 47 ) . سقى يعقوب أولاً غنم لابان خاله ثم القطعان الثلاثة التي كانت تنتظر .. سقى من أتى في النهاية أولاً ثم القطعان الثلاثة التي كانت رابضة أولاً في النهاية .. هذه هي كنيسة العهد الجديد التي أخذت نعمة العهد الجديد أولاً ومن أراد من اليهود أن يدخل بعدها فليدخل . علامة الحب : عندما رأى يعقوب راحيل قبَّلها أمام الجميع ورفع صوته وبكى .. شئ عجيب أن يُقبِّلها أمام الجميع رغم إنه لم يراها من قبل بل كانت أول مرة يتقابل معها .. هذه علامة سرية علامة القبول والحب والبنوة .. علامة الإرتباط الزيجي والحب بين المسيح والكنيسة .. المسيح إقتنى الكنيسة بالحب .. يعقوب قبَّل راحيل وبكى وربنا يسوع نعم أحبَّ الكنيسة لكنها كلفته كثيراً وكأن يعقوب بروح النبوة يقول لراحيل أنتِ أعجبتني كثيراً وأنا أشتاق أن أتخذِك زوجة لي لكن أشعر أن ثمنِك غالي جداً .. ما ثمن اقتناء المسيح للكنيسة ؟ الصليب .. رفع صوته وبكى إشارة لآلام الصليب التي سلكها بحب وأسلم نفسه لأجلها بحب .. النفس التي تلامست مع المسيح بحب تقبل أن تبذُل نفسها بحب لأجله ليس حب القُبلات فقط .. هل تريد أن تقتني المسيح وتحتضنه ؟ إحتضنه لكن لابد أن يكون هناك دموع وجهاد .. ” أعطِ دماً “ . إخلاء الذات : أبونا يعقوب غني لكنه ذهب إلى حاران بعصاه .. رمز لربنا يسوع المسيح الذي أخلى ذاته وهو الغني لكنه افتقر بإرادتهِ ليُغنينا . إشترانا بدمهِ : لما سمع لابان بخبر قدوم يعقوب ” ركض للقائهِ وعانقهُ وقبَّلهُ وأتى بهِ إلى بيتهِ “ ( تك 29 : 13 ) .. إشارة لقبول كنيسة العهد الجديد للمسيح .. ظل يعقوب عند لابان مدة الضيافة وكانت فترة الضيافة لا تزيد عن شهر .. لكن عندما طالت إقامة يعقوب عند لابان عن الشهر قال لابان ليعقوب لا تخدمني مجاناً هكذا بل ليكن لك أجرة نظير خدمتك لي .. ” ثم قال لابان ليعقوب ألأنك أخي تخدمني مجاناً .. أخبرني ما أُجرتك .. وكان للابان ابنتان اسم الكبرى ليئة واسم الصغرى راحيل .. وكانت عينا ليئة ضعيفتين وأما راحيل فكانت حسنة الصورة وحسنة المنظر “ ( تك 29 : 15 – 17) . ليئة ترمُز لكنيسة العهد القديم كانت ضعيفة العينين أمامها خروف الفصح ولا تفهم أنه الصليب .. أمامها الحية النُحاسية ولا تفهم أنها الصليب .. أمامها يشق البحر ولا تعي أنها المعمودية .. أمامها المن مثله مثل أي طعام .. أما راحيل وهي تشير لكنيسة العهد الجديد فهي بهية المنظر . ” وأحبَّ يعقوب راحيل فقال أخدُمك سبع سنين براحيل ابنتك الصغرى “ ( تك 29 : 18) .. قال يعقوب أخدمُك سبع سنين مجاناً بدون أجرة لأتزوج براحيل ابنتك الصغرى .. ” فقال لابان أن أعطيك إياها أحسن من أعطيها لرجلٍ آخر .. أقِم عندي .. فخدم يعقوب براحيل سبع سنينٍ وكانت في عينيهِ كأيامٍ قليلةٍ بسبب محبته لها “ ( تك 29 : 19 – 20 ) . ما الذي هوَّن فترة السبع سنين على يعقوب ؟ راحيل .. كلما شعر بتعب ورآها أمامه ينسى تعبه .. بعد فترة يقول يعقوب أنه كان لا ينام ويتحمل البرد وحر النهار .. كل هذا احتمله وكانت كأيام قليلة ؟ نعم لأن راحيل أمامه .. ما الذي يجعل أيامنا ثقيلة ؟ نصوم بصعوبة ونصلي برخاوة لأنه ليس لنا هدف لكن لو راحيل أمامك تحسبها كأيام قليلة . ” ثم قال يعقوب للابان أعطني امرأتي لأن أيامي قد كمُلت “ ( تك 29 : 21 ) .. يعقوب كان يعِد الأيام لأنه يريد راحيل .. نحن نحيا أيامنا ونحسبها لاشتياقنا للأبدية . ” فجمع لابان جميع أهل المكان وصنع وليمة .. وكان في المساء أنه أخذ ليئة ابنته وأتى بها إليهِ فدخل عليها .. وأعطى لابان زلفة جاريته لليئة ابنته جاريةً .. وفي الصباح إذا هي ليئة .. فقال للابان ما هذا الذي صنعت بي .. أليس براحيل خدمت عندك فلماذا خدعتني .. فقال لابان لا يُفعل هكذا في مكاننا أن نعطي الصغيرة قبل البكر “ ( تك 29 : 22 – 26 ) .. لم يرد يعقوب ليئة بل أراد راحيل .. لكن .. حدث ليعقوب لون من ألوان الخداع كما فعل من قبل في عيسو وكأن الله يقول له أنت لم تنتظر أن أعطيك البكورية لكنك أخذتها بتحايُل وخداع .. الآن اختبِر الخداع الذي فعلته من قبل بأُسلوب بشري . قال لابان ليعقوب إحتفل بليئة أسبوع ثم تأخذ راحيل وتعمل بها سبع سنين أخرى .. يعقوب أخذ ليئة زوجة له بعد سبع سنين عمل واتخذ راحيل زوجة وعمل بعدها سبع سنين .. هكذا في العهد الجديد تأخذ النعمة ثم تعمل بها .. تأخذ المعمودية ثم تجاهد بينما في العهد القديم تعمل أولاً ثم تنال البركة .. الآن تأخذ البركة مُقدماً المهم أن تحافظ عليها . ” ففعل يعقوب هكذا .. فأكمل أسبوع هذه فأعطاه راحيل ابنتهُ زوجةً له “ ( تك 29 : 28 ) .. ثم نرى تدابير الله التي عملت من خلال ليئة وراحيل وأن ليئة أنجبت أولاً لأنها تُشير لكنيسة العهد القديم ثم أنجبت راحيل في النهاية لأنها تُشير لكنيسة العهد الجديد .. صار ليعقوب أربعة زوجات ليئة وزلفة جاريتها وراحيل وبلهة جاريتها . أنجبت أولاً ليئة أربعة بنين ثم أنجبت بلهة جارية راحيل له ابنان ثم أعطته ليئة زلفة جاريتها فأنجبت له ابنان .. ثم أنجبت ليئة ابنان آخران .. فصار أولاد ليئة ستة بنين ثم افتقد الله راحيل فولدت له ابنان .. توقفت ليئة عن الإنجاب مرة بعد الابن الرابع أي بعد يهوذا أي المسيح .. صارت الكنيسة في عقم لأنها لم تقبل المسيح وفي النهاية ستلد .. هذه هي كنيسة العهد القديم التي ستدخل في النهاية . لو عملت دراسة لكرامة الأسباط وأسماءهم ثم ترى سفر الرؤيا ستجد أنه يذكر أبناء راحيل أولاً .. كنوز تجدها في الإنجيل .. سترى ترتيبات مختلفة للأسباط في أجزاء مختلفة في الكتاب في كل جزء ترتيب للأسباط مختلف عن الجزء الآخر وكل ترتيب له معنى وإشارة روحية جميلة المهم أن تفهم قصد الله وتعرف أن المسيح موجود وصوته واضح في العهد القديم . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل