تطلع إنسان تقي إلى رجل يرتعش من شدة البرد ، فخلع معطفه ، وأعطاه للمسكين . وبعد أيام لاحظ أن معطفه يرتديه آخر ، فسأله ممن اشتراه ، وعرف أن المسكين باعه له . حزن التقي لأن المسكين باع ما قدمه له . وبالليل رأى السيد المسيح يرتدي معطفه . سأله التقي : من أعطاك هذا المعطف يا سيدي ؟ أجابه حين قدمته للمسكين ارتديته أنا ، فلا تحزن إن باعه لآخر ، فإنك سلمته لي شخصيا . هذه القصة وأمثالها تجعلنا نتساءل :
( ۱ ) الله الذي وهبنا العالم بكل جماله وإمكانياته ، لماذا يطلب العطاء ؟
( ٢ ) لماذا نعطي ؟ ومن نعطي ؟ وكيف نعطي ؟
( ۳ ) هل ترتبط فضيلة العطاء بخلاصنا ؟
*هذه هي راحة الرب : آه يا إنسان ، سوف لا تحتاج إلى القول : " اغفر لي " ؟ أعط راحة للمتعبين ، افتقد المرضى ، وأعط الفقراء ، فإن هذه الأعمال حقيقة هي صلاة ... في كل مرة تمارس يا عزيزي راحة الرب فهذا صلاة . القديس أفراهاط الحكيم الفارسي
كان المؤرخون قبل المسيحية يتحاشون الحديث عن الصليب ، ويندر أن نجد وصفا لإنسان مصلوب . فقد عرف الكثيرون أنه يصعب جدا التعبير عما يعانيه الإنسان المصلوب من آلام . كان المصلوب غالبا ما يشتهي الموت السريع فلا يجده . أما بعد صلب السيد المسيح ، فقدر ما لمس المؤمنون في الصليب أنه قوة الله ، كان اليهود يسخرون به بكونه عثرة لهم ، واليونانيون بكونه جهالة . ولازال المسيحيون يرون في الصليب قوة ومجدا ، بينما يسخر الكثيرون به .
* أليس من وسيلة للخلاص غير الصليب ؟
هل كان الصليب حدثا مفاجئا ؟
كيف أعد الله البشرية لقبول الصليب ؟
هل الصلب عقوبة ، أم ذبيحة حب ؟
ماذا قدم لنا الصليب ؟
الصليب إن أردت أن تعرفه فهو تأكيد النصرة ، طريق نزول الله إلى الإنسان ، الغلبة على الأرواح المادية . مبدد الموت ، ينبوع البلوغ إلى اليوم الحقيقي ، سلم أولئك الذين يسرعون للتمتع بالنور هناك ، الآلة التي يرتفع عليها أولئك الذين تهيأوا ليكونوا في بناء الكنيسة ، ليكونوا كحجاة مربعة متحدة بالكلمة الإلهي ! الآب ميثوديوس
التوبة والاعتراف... رجوع إلى الله مفرح قلوب
التوبة هي ممارسة الابن المشتاق إلى الدخول إلى أعماق جديدة في حضن الآب السماوي ، وانفتاح للقلب ليحمل فيه ملكوت الله المفرح ، وتجديد للإنسان الداخلي ، مشتاقا أن يبلغ قياس قامة ملء المسيح ( أف ٤ : ١٣) . حقا إنها إعلان عن الخصومة ضد الخطية التي تسود على الظلمة ، لكن من أجل الارتباط بالنور الإلهي واهب النصرة . أما عن الاعتراف فلا ينفصل عن التوبة الداخلية ، إذ هما عمل واحد ، به تتحقق وصية الرسول : " تمموا خلاصكم بخوف ورعدة " ( في ٢ : ١٢ ) . بالتوبة والاعتراف تتفتح أعيننا لنراهما سرا واحدا هو سر الإعداد للعرس السماوي ، نرى الآب يسر بنا ، ويجري نحونا ليضمنا إلى حضنه ، والابن يقبلنا عروسا سماوية له ، ويجملنا الروح القدوس ، لنصير أيقونة العريس السماوي .