المقالات

15 يونيو 2025

انجيل قداس يوم الأحد الثاني من شهر بؤونة

تتضمن تقبيح الكذب والنهى عنه مرتبة على فصل انجيل ابراء المخلع بكفر ناحوم ( لو ٥ : ١٧-٢٦ ) إن سيدنا له المجد قد أبرأ مخلعين: الأول عند بركة الضأن التي يقال لــــــها بالعبرانية "بيت حسدا والثانى أبرأه في كفر ناحوم. وقد سمعتم خبره بـــــ الفصل الذي تلى على مسامعكم اليوم. وملخصه: إن السيد دخل بيتا في كفر ناحوم فاجتمع حوله كثيرون من الكتبة وغيرهم وكان يخاطبهم بالكلمة. وإذا بأربعة رجال جاءوا يحملون مفلوجا وقدموه اليه. فلما رأى إيمانهم قال للمفلوج : يا بنى مغفور لك خطاياك" ففكر الكتبة فى قلوبهم قائلين: لماذا يتكلم هكذا بتجاديف. من يقدر يغفر خطايا إلا الله وحده فأظهر السيد غيرة شديدة ضدهم لم يظهر مثلها من قبل. فإن الفريسيين قد نددوا عليه قائلين: "إنه بيعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين" واليهود شتموه مرة قائلين له "انك سامرى وبك شيطان" ولكنه لم يقاوم بمثل هذه المقاومة ولا بمثل هذه الغيرة والحمية التي قاوم بها الكتبة هذه المرة. وكانوا يستحقون أكثر من ذلك لأنهم ظنوه كاذبا وغاشا. فأراد أن يبين سلطانه على مغفرة الخطايا وقوته على إظهار الخفايا . فقال لهم: "لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم. أيما أيسر أن يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك. أم أن يقال قم أحمل سريرك وامش" فلم يجاوبوه فعاد قائلا لهم: "ولكن لكى تعلموا أن لابن الانسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا قال للمفلوج لك أقول قم أحمل سريرك واذهب إلى بيتك. فقام للوقت وحمل السرير قدام الكل حتى بهت الجميع ومجدوا الله قائلين: " ما رأينا مثل هذا قط "أراد السيد المسيح له المجد أن يعلن لنا بغضه للكذب. فظهر بهذه الغيرة وهذه الحمية موبخاً الكتبة على خبثهم وسوء فكرهم. وكثرة نفاقهم وكذبهم. لان الكذب مبغوض ومكروه من الله. وقد نهانا عنه في شريعة التوراة بالوصية التاسعة حيث قال: "لا تشهد على قريبك زور" وفى شريعة الإنجيل قال: "ليكن كلامكم نعم نعم لا لا . وما زاد على ذلك فهو من الشرير ولنبين لمحبتكم نتيجة الكذب وكيف أنه مكروه من الله. وكيف يعاقب الكاذب بأشد العقوبات. فأصغوا لي بآذانكم وقلوبكم قد جاء بالعهد القديم ان فرعون كذب ثلاث مرات: الأولى لما غطت الضفادع أرض مصر. الثانية لما ملأ الذبان بيوته وبيوت عبيده الثالثة لمــا ضرب البرد الناس والبهائم في كل أرض مصر فقد وعد فرعون في كل مرة من هذه الثلاث بأنه يطلق الشعب لكى يعبدوا الرب إلهم ولكنه لم يطلقهم. فكان عقابه أنه غرق هو وكل جيشه مع مركباته وفرسانه فى قاع البحر بحيث لم يبق منهم ولا واحد . وجاء به أيضاً: ان نعمان الآرامي كان مريضاً بداء البرص فأتى إلى اليشع النبي فطهره من دائه ولم يقبل منه الهدايا التي أحضرها معه ليقدمها مكافأة له بعــــد تطهيره. فرأى تلميذه جيحزى وسمع كل ذلك فركض وراء نعمان ومعه أثنان من رفقائه ولما لحقه قال له: هوذا قد جاء لسيدى اثنان من بنى الانبياء في هذا الوقت وهو يقول لك أعطهما وزنة من الفضة وحلتى ثياب. فأعطاه نعمان بدل الوزنة وزنتين من الفضة مع حلتى الثياب كما طلب. فأخذ جيحزى كل ذلك ومضى فأخفاه في بيته. ثم عاد فدخل على سيده أليشع ووقف أمامه فقال له: من أين يا جيزى؟ فقال لم يذهب عبدك إلى هنا أو هناك. فقال له ألم يذهب قلبي حين رجع الرجل للقائك. أهو وقت لأخذ الفضة ولأخذ الثياب .. فبرص نعمان يلصق بك وبنسلك إلى الأبد. فخرج من أمامه أبرص كالثلج وجاء بالعهد الجديد إن المؤمنين فى زمان الرسل كانوا بقلب واحد ونفس واحدة ولم يكن أحد يقول إن شيئاً من أمواله له بل كان عندهم كل شئ مشتركاً وأن كل الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها بأثمان المبيعات. ويضعونها عند أرجل الرسل فكان يوزع على كل واحد كما يكون له احتياج ورجل اسمه حنانيا وأمرأته سفيره باع ملكا واختلس من الثمن وامرأته لها خبر ذلك وأتى بجزء ووضعه عند أرجل الرسل. فقال بطرس يا حنانيا لماذا ملاً الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس وتختلس من ثمن الحقل. أنت لم تكذب على الناس بل على الله. فلما سمع حنانيا هذا الكلام وقع ومات وصار خوف عظيم على جميع الذين سمعوا بذلك فنهض الاحداث ولفوه وحملوه خارجاً ودفنوه ثم حدث بعد مدة نحو ثلاث ساعات أن أمرأته دخلت وليس لها خبر ما جرى. فأجابها بطرس قولى لى أبهذا المقدار بعتما الحقل. فقالت نعم بهذا المقدار . فقال لها بطرس ما بالكما اتفقتما على تجربة روح الرب. هو ذا أرجل الذين دفنوا رجلك على الباب وسيحملونك خارجاً. فوقعت في الحال عند رجليه وماتت. فدخل الشباب ووجدوها ميتة فحملوها خارجاً ودفنوها بجانب رجلها" فمن يسمع بمثلى هذا القصاص ولا يبغض الكذب من كل قلبه ؟ !! هذا وان قلتم لماذا كان الله يقتص من مخالفى الوصايا بصرامة في الزمان العابر. أما في هذه الأيام فلا شئ من ذلك؟ مع أن البشر اليوم يخالفون أكثر من سالفيهم ويعملون أردأ مما كان يحدث قبلاً بكثير ؟ أجبتكم بأنه يوجد يوم للدينونة وسيجازي كل واحد بحسب أعماله إن خيراً فخيراً وإن شراً فشراً. أما تأديباته قديماً فإنما كانت بشدة ليعلم البشر إن الله يبغض الكذب والكاذبين. ويكره النفاق والمنافقين. فالكذب إذن مضر بقائليه مشين بسامعيه وناقليه لأنه يفرق الأخ من أخيه. والآب من ابنه. والابن من ابيه. فكم من ذوى حسب ونسب. وكم من رجال شرفاء وعقلاء حكماء. تربوا في المهد وتعلموا العلم والحكمة وعرفوا أسرار الأمور. ولكنهم لم يعرفوا كيف يتخلصوا من رذيلة الكذب. فإن قلت لماذا؟ أجبتك بسبب تحكم العادة على حرية الإرادة. لأن العادة إذا تمكنت من إنسان تصير كطبيعة له وليس بأمر يسير يقهرها الإنسان مهما كان بل يقهر الجسد والجام الشهوات وطلب المساعدة من الله فسبيلنا أيها الأحباء أن لا نكون من هؤلاء. بل ليكن الصدق رائدنا في جميع معاملاتنا ومحادثاتنا عملا بنواهى ربنا حتى نجوز أيام غربتنا بسلام آمنين. فنصل إلى الميناء الهادئ الأمين بتعطف وتحنن فادينا له المجد إلى دهر الدهور كلها أمين. القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
14 يونيو 2025

صِفات كنيسة الرُسُل

وَإِحنا فِى فترة الصوم المُقدّس بتاع أباؤنا الرُسُل ، بِنعمِة ربِنا نحِب إِنْ إِحنا يكون لينا وقفة مَعَ غِنى وَقوّة كنيسة أباؤنا الرُسُل ، أد إيه كانِت كنيسة قويّة ، أد إيه كانِت كنيسة مملوءة بالصلوات ، بِتتحدّى العالم بِكُلّ ما فيه نموذج للكنيسة الّلِى ربّ المجد يسوع عايِزها حسب قلبه ، إِحنا لابُد أنْ نقترِب مِنْ كنيسة الرُسُل علشان نشوف إِحنا فين مِنها بعض صِفات لِكنيسة أباؤنا الرُسُل ، هى فيها صِفات كتيرة قوِى ، وَعلشان الوقت أحِب أتكلِّم عَنَ ثلاث صِفات :- 1- كنيسة صلاة :- أكتر حاجة صنعِت الكنيسة " الصلاة " ، أكتر حاجة أهِلِت الكنيسة لِعطيّة الرّوح " الصلاة " وَروُح التضرُّع وَالطِلبة ، وَنشطت الخِدمة فِى الكنيسة ، فِى سِفر أعمال الرُسُل بيقول إيه [ هُؤلاء كُلّهُم كانوا يُواظِبون بِنَفْسٍ واحِدةٍ على الصلوة وَالطِلبة ] ( أع 1 : 14 ) ، ده بعد أنْ جاب أسماء التلاميذ ، كانوا إيه ؟ " يُواظِبون " ، يعنِى عمل مُستمِر وَدائِم ، فِى مواظبة وَإِنتظام ، أحياناً نظُن أنّهُم صلِّوا شويّة وَخلاص ، لكِنّهُم كانوا فِى حالِة صلاة مُستمِرة ، مواظبة على الصلاة ، الخِدمة وَحياتنا الرّوحيّة تحتاج للمواظبة على الصلاة ياما نصلِّى يوم أو إتنين وَنكسِل عشرة ، ياما ناخُد دفعة وَسُرعان ما تنتهِى ، الأمر يحتاج لِمواظبة الصلاة ، وَالمواظبة تحتاج لِحاجة تانية تدِّيها قوّة ، " النَفْسَ الواحدة " ، يعنِى وَهُمّا بيصلّوا ، يعنِى عندهُم روُح واحِد ، وَقلب واحِد ، وَإِشتياق واحِد يعنِى مُمكِن تكونِى إِنتِ فِى بيتِك بتصلِّى صلاة الساعة الثالِثة ، وَأنا فِى بيتِى وَأُختِك فِى بيتها ، الكنيسة بِتقولِنا صلّوا هذِهِ العِبارات لأنّ دى تساعِدكُم على الفِكر الواحِد ، عِندما نقول " كيرياليسون " مَعَ بعض كأنّ طلبِتِى أُضيفت إِلَى طلبتِك كمجموعة ، وَصعدت طلبِتنا للسّماء يعنِى إِحنا كُلِّنا يكون عِندنا نَفْسَ واحدة ؟! أيوه نَفْسَ واحدة ، الرُسُل يُقعُدوا يصلّوا كأنّهُم شخص واحِد ، مُتفِقين فِى الرأى ، وَفِى المحبّة وَالهدف مبدأ مُهِم جِدّاً " الحياة الرّوحيّة الجماعيّة " " single hart قلب واحِد " ، المفروض يكون كُلِّنا بِنرفع صلوات وَطلبات بِنَفْسَ واحِدة ، كنيسة صلاة ، لابُد أنْ تعرِف إِنْ إِحنا مش مجموعة عرفنا بعض ، إِحنا أصلاً كنيسة صلاة ، إِحنا أصلاً كنيسة عِبادة ، إِحنا أصلاً كنيسة طلبات ، على أد ما يكون فيها رُوح خشوع وَتأمُلّ على أد ما تكون كنيسة قويّة فِى فرق بين الصلاة وَالطِلبة ، الصلاة فيها تضرُّع ، أمّا الطِلبة ففيها دالّة ، فيها بُنّوة ، فيها حُب ، فيها إِحساس الإِستجابة ، وَأنا بأطلُب عندِى إِحساس قوِى إِنّك هتستجيب للطلب يهوذا لمّا خان ربّ المجد يسوع وَموِّت نَفْسَه ، الكنيسة كانِت محتاجة تكمِلّ عدد التلاميذ ، حبّوا أنْ يختاروا واحِد بدل يهوذا ، فرسيت الحكاية على إتنين ، وَالنّاس كُلّها بِتشكّر فِى الإِتنين ، واحِد إِسمه يسطُس وَواحِد إِسمه متياس ، واحِد يقول يسطُس ده كويس وَأنا أضمنه ، وَواحِد يقول متياس كويس وَمُمتاز قوِى قوِى قوِى ، فإِحتاروا ، وَكانوا خايفين لأنّهُ بدل يهوذا ، وَيهوذا كان خايِن وَمش عايزين الموضوع يتكرّر تانِى ، طب نعمِل إيه ؟ محتارين يسطُس وَلاّ متياس !! لمّا إِحتاروا يقول [ وَصلّوا قائِلين أيُّها الرّبُّ العارِف قُلُوب الجميع عيِّن أنت مِنْ هذين الإِثنين أيّاً إِخترتهُ ]( أع 1 : 24 ) ، ما أجمل أنْ أُحوِل حيرتِى إِلَى صلاة ، أصل أنا عاجِز مش عارِف أختار مين ، شوفِى الصلاة الصلاة هى تحويل مُشكلتِى لِربِنا فِى ثِقة إِنّه هيحلّها ، فِى إِتكال كامِل ، أنا ماشية برأيه وَمشورته ، مش مشورتِى أنا ، مشورتك إِنت ، مُعلّمِنا داوُد النبِى بيقول[ برأيك تُهدينِى وَبعد إِلَى مجدٍ تأخُذُنِى ] ( مز 73 : 24 ) ، إِحنا شايفين الظاهِر ، وَبِنحكُم حسب الظاهِر ، لكِن إِنت تعرِف الأعماق ، إِنت أجدر منّا بالإِختيار ،ما أجمل أنْ أُلقِى بالمسئوليّة على شخص يسوع المُبارك فِى حيرتِى ، أنا حيّرانه فبدل ما أكون أنا – أكون حيّرانه – أُلقِى حيرتِى عليه ، وَالمُشكِلة بِتاعتِك عليه ، فبقولّك لو سمحت عيِّن أنت خلِّى بالِك ، لازِم وَإِنتِ بِتصلِّى ، لازِم يكون عندِك بأمانة كامِلة إِنّك ألقيتِى الموضوع عليه ، وَأنا عندِى إِستعداد أنْ أقبل متياس أو يسطُس ، عيِّن أنت ، ما أجمل أنْ نُلقِى عليه التبعيّة ، على ربِنا يسوع ، ما أجمل أنْ أُلقِى عليه حيرتِى وَهمِّى ، حيرتِك وَخوفِك لاَ تشيليِها إِنتِ ، إِحنا لاَ نستحمِل أنْ نعيش فِى حيرة وَخوف وَقلق ، أُمّال نعمِل إيه ؟ أأقعُد أتفرّج على نَفْسَى ؟ لأ أأقولّه إِنت العارِف ، إِنت ما أجمل أنْ نتكلّم مَعَ الله ، وَنُلقِى بالمسئوليّة عليه ، ما أجمل أنْ نُلقِى عليه فِى تسليم كامِل وَخضوع كامِل ، عيِّن أنت ، هُوَ أنا هأقعُد أفكّر ، أنا لو حكمت هاحكُم حسب الظاهِر ، إِنت العارِف قُلُوب الجميع ، لازِم أصلِّى علشان يُبقى القرار مش مسئوليتِى ، مسئوليتك إِنت ، علشان لو حصل حاجة أأقعُد أعاتبك ما أجمل أنْ نُحوِلّ هِمومنا وَمخاوِفنا إِلَى صلوات ، كنيسة الرُسُل مش ماشية بِرأى أشخاص ، بِرأيه هُوَ ، لاَ فِكرك وَ لاَ فِكرِى ، إِحنا بشر ، وَلكِن بِرأيه هُوَ [ وَلمّا حضر يومُ الخمسين كان الجميعُ معاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ] ( أع 2 : 1 ) ، كانوا واقفين مَعَ بعض بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ، وَهُوَ ده الإِحساس الّلِى أهِلهُم لِحلول الرّوح القُدس ، كنيسة تصلِّى وَتعرِف ترفع قلبها لِربِنا موقِف تانِى ، بُطرُس وَبولس لمّا دخلوا المجمع وَشافوا الجمع ، وَشفوا الرجُل الأعرج ، فهدِّدوهُم وَقالولهُم لاَ تتكلّموا بإِسمِهِ وَ لاَ تجيبوا سيرته ، وَهُمّا خافوا مِنْ تهديدهُم وَراحوا للتلاميذ وَقالوا لهُم ، فخافوا وَقالوا وَبعدين ، هنسكُت ؟! مش هنقدر نسكُت ، مش هينفع الكلام ده ، وَلو إِتكلمنا هيحبسونا ، [ فلّما سمِعوا رفعوا بِنَفْسٍ واحِدةٍ صوتاً إِلَى الله]( أع 4 : 24 ) سمعتِى خبر يقلِقك وَحاجة تعباكِى ، تعمِلِى إيه ؟ تعيّطِى ! تسّوطِى ! الأمر مُتعِب ، يتعِب طب أعمِل إيه ؟ شوفِى عِلاج ، إيه العِلاج بتاعنا ؟ [ فلّما سمِعوا رفعوا بِنَفْسٍ واحِدةٍ صوتاً إِلَى الله ] ( أع 4 : 24 ) ، أول ما سمِعوا قالوا نقدِّم صلاة 0 وَلمّا عرفوا إِنْ بُطرُس مسجون ، عملوا إيه ؟ لَمْ يُقعُدوا يعيّطوا ،[ وَأمّا الكنيسة فكانت تصير مِنها صلوة بِلجاجة إِلَى الله مِنْ أجلِهِ ] ( أع 12 : 5 ) ، ده الحل الّلِى عندِنا ، وَكُلّكُمْ عارفين الصلاة الّلِى بِلجاجة مِنْ أجل بُطرُس عملِت إيه ، الملاك جِه ،[ وَإِذا ملاك الرّبُّ أقبل وَنور أضاء فِى البيت فضرب جنب بُطرُس وَأيقظهُ قائِلاً قُم عاجِلاً ، فسقطت السلسِلتان مِنْ يديهِ ] ( أع 12 : 7 ) ، لِغايه ما جابه للدار الّلِى قاعدين فيها التلاميذ ، وَكانوا مش مصدّقين ، الصلاة [ فلّما سمِعوا رفعوا بِنَفْسٍ واحِدةٍ صوتاً إِلَى الله وَقالوا أيُّها السيِّدُ أنت هُوَ الإِله الصَّانِعُ السَّماء وَالأرض وَالبحر وَكُلّ ما فِيها ] ( أع 4 : 24 ) ، إِتعلّمِى لمّا تكونِى بتصلِّى وَتكونِى فِى مُشكِلة ، طب ليه بيتكلِّموا كده مَعَ ربِنا ؟ علشان هُمّا فِى مُشكِلة وَعايزين يروا مجد ربِنا مِنْ أكتر الحاجات الّلِى تفتِح نِفْسِنا للصلاة ، أولاً صلاتِك لازِم تكون فِيها تمجيد لله ، [ أيُّها السيِّدُ أنت هُوَ الإِله الصَّانِعُ السَّماء وَ الأرض وَالبحر وَكُلّ ما فِيها ] ( أع 4 : 24 ) ، لازِم صلاة تكون فِيها تمجيد لِربِنا ، شىء فاتِح للشهيّة ، وَتحسِّى أمام مَنَ أنتِ ، وَتحسِّى إِنّك عارفة إِنتِ واقفة قُدّام مين لمّا يجِى واحِد كده وَيقول لِربّ المجد ، وَيقول إِنْ إِنت الّلِى أقمت الميّت ، غير واحِد يقوله تِقدر تقّوِم الميّت ؟! كلِمة تهينه ، لمّا بِنقول لِدكتور مشهور أنا أعرف إِنّك مُتخصِّص فِى المرض ده ، الكلام ده يخلِّى الدكتور يشعُر بِراحة مِنْ ناحية المرض ، ربِنا يحِب يشوف الإِنسان الّلِى واقِف أمامه إِنّه عارفه وَفاهمه ، وَيحِس إِنْ أنا فِعلاً حاسِس بِه ، وَعارفه وَ فاهمه ، وَلأنْ أنا عارِف قُدرتهُ وَأنا بمجِّده ، إِحنا فِى مُشكِلة ، وَلكِن أنت الصانِعُ السَّماء وَالأرض فتحِس إِنْ مُشكِلتِك دى تافهة لو إِنتِ شاطرة قوِى ، نِمرة 2 فكّرِى ربِنا بِوعد مِنْ وعوده ، تقولِى له إِنت قُلت[ القائِل بِفم داوُد فتاك لِماذا إِرتجّت الأُمم وَ تفكَّر الشُّعوبُ بِالباطِلِ ] ( أع 4 : 25 ) إِحنا لمّا نيجِى نكرِز بإِسمك أكيد هنلاقِى مُقاومات شديدة ، وَلكِن إِنت قُلت كده ، وَالآن يارب أنا عايِز منّك إِجابة دلوقتِى ، [ وَالآن ياربُّ أُنظُر إِلَى تهدِيداتِهُم وَأمنح عبيدك أنْ يتكلّموا بِكلامك بِكُلّ مُجاهرةٍ ] ( أع 4 : 29 ) ، " أُنظُر " ، لازِم ترى ، فِيها الفِعل لله ، هُوَ ينظُر ، مِنْ شويّة " عيِّن " ، دلوقتِى " أُنظُر " ، واحِد جعل الفاعِل هُوَ الله ، وَأنا المفعول بِهِ ، إِنت الّلِى تتصرّف ، إِحنا نعرف نعمِل إيه مَعَ النّاس دى !! " أُنظُر 00وَأمنح عبيدك " ، - عبيدك - ، وَكان قبلها " أيُّها السيِّدُ " ، لازِم إِحساس الإِنكسار وَالإِنسحاق فِى الصلاة ، إِوعى ياربُّ تخلّينا نخاف ، أو تسمح تهدِيداتهُم تدخُل جوّه قلوبنا ، [ وَأمنح عبيِدك أنْ يتكلّمُوا بِكلامِك بِكُلّ مُجاهرةٍ 0 بِمدِّ يدكَ لِلشّفاء وَلتُجرَ آيات وَعجائِبُ بإِسمِ فتاكَ القُدُّوسِ يسُوعَ ] ( أع 4 : 29 ) يعنِى تعمِل معانا حاجتين ، تخلّينا نتكلِّم وَ لاَ نخاف ، وَلكِن مُمكِن كلامنا يكون علينا بِتحاذير ، فعلشان تعّوض كده خلّينا نعمِل مُعجِزات ، وَقَدْ كان فكانت كنيسة قويّة فِى كلِماتِها وَخدمِتها ، وَكنيسة مُعجِزات وَقوّة شِفاء وَآيات وَعجائِب ، قوّة عظيمة ، أصل قالوا له الكلام ده [ وَالآن ياربُّ أُنظُر إِلَى تهدِيداتهُم وَأمنح عبيدك أنْ يتكلّموا بِكلامك بِكُلّ مُجاهرة 0 بِمد يدك للشّفاء وَلتُجرَ آيات وَعجائِبُ بإِسم فتاكَ القُدُّوس يسُوعَ ] ( أع 4 : 29 ) ، عارفين النتيجة إيه ؟ فِى سِفر الأعمال الإِصحاح الرابِع [ وَلمّا صلَّوا تزعزع المكان الّذى كانوا مُجتمِعين فِيهِ ] ( أع 4 : 31 ) ، خايفين مِنْ تهدِيداتِهِم ؟! أه خايفين وَلمّا خُفنا صلّينا ، وَلمّا صلّينا إِرتحنا وَلقينا تزعزع المكان ، وَإِحنا عندِنا إِستعداد نموت مِنْ أجله ، ربِنا بعت لهُم إيه فِى الحال ؟ المكان تزعزع فِى الحال ، وَكانوا يتكلّمون فِى مُجاهرة ، ما عنديش يتكلِّموا فِى السرّ ، خلاص الصلاة تزعزع المكان وَ ترفع الهموم ، ياما نحُط نفسِنا فِى الهموم وَيزداد ضعفِنا ، وَيزداد همِنا ، لك رفعت دعواى ، موضوعِى معاك ، تدابيرِى دى تدابيرك إِنت ، مُشكلتِى دى مش مُشكلتِى أنا دى مُشكِلتك إِنت لإِنْ أنا بِنتك ، الآنْ ياربُّ إِفعل إِنت ، دبّر إِنت ، حوِلِى مُشكِلتِك وَضعفِك فِى توسُل وَفِى ثِقة لإِنّه قادِر إِنّ أهم علامة " فِى الحال " على إِنّه قادِر ، وَعدو الخير يستخدِم مِنْ ضعفاتنا الطبيعيّة تُربة خِصبة لِجروحِى ، يدخّل جوّايا سِهام [ أدخل فِى كُليتىَّ نِبال جعبتِهِ ] ( مرا 3 : 13 ) ، أنا أقولّه ياربُّ إِنت – إِنت – بِحقّك تُخرِج مِنْ الشِدّة نَفْسِى ، لك أنا يارب فخلِّصنِى ، إِجعلوا الفاعِل فِى حياتكُم هُوَ ربِنا ، مش أنا 0 2- كنيسة شرِكة :- كنيسة شرِكة ، شرِكة يعنِى إيه ؟ يعنِى حياة مُشتركة ، بِنَفْسٍ واحِدةٍ ، وَكلّمتِك عَنَ القلب الواحِد " single hart " نموذجين عَنَ كنيسة شرِكة فِى سِفر الأعمال [ كانُوا يُواظِبُونَ] ( أع 1 : 14 ) ، الفِعل جماعِى ، على إيه ؟ على أربع حاجات :0 أ- تعليم الرُسُل ، لمّا الرُسُل تتكلِّم الكُلّ يسمعوا 0 ب- الشرِكة ت- كسر الخُبز ث- الصلوات هُمّا مُشترِكين مَعَ بعض فِى فِكرٍ واحِد وَرأى واحِد ، وَعِبارة واحِدة ، إِحنا نمثِل شىء واحِد ، حتّى وَلو كُنّا أفراد مُستقلين ،القديس أُوغسطينوس بيقول [ إِنِّى أراكُم كُلّكُمْ فوق الصينيّة ] ، شايفكُم كُلّكُمْ فوق الصينيّة ، وَإِنْ كان الكاهِن مِدِّى ضهره للشعب ، شايِفكُمْ كُلّكُم فِى الصينيّة ، وَكان عِندهُم كُلّ شىء مُشتركاً ، ما فيش حاجتِى وَحاجتك ، وَما فيش بتاعتِى وَبتاعتك [ وَالأملاك وَالمُقتنيات كانُوا يبيِعونها وَيقسِمونها بين الجميع كما يكُونُ لِكُلّ واحِدٍ إِحتياجٌ] ( أع 2 : 45 ) ، قمّة الشرِكة وَالبذل وَالعطاء وَالزُهد ، لِدرجِة الواحِد يبيع أملاكه وَمُقتنياته وَيتعاد توزيعها حسب إِحتياج كُلّ واحِد ما شُفناش قوّة كده ، ما شُفناش شرِكة كده ، ما شُفناش ناس يحِبّوا ربِنا أكتر مِنْ كُلّ حاجة ، النّاس شافوا ناس بِتدِّى لِربِنا أكتر ما تاخُد فشعروا بِقوّة مُذهِلة أول ما يتهد حاجِز الأنانيّة الّلِى جوّايا ، وَعِندِى إِستعداد إِنْ حاجتِى تُبقى حاجتك ، يُبقى فِعلاً ما فيش حاجة إِسمها بتاعتِى أو مُقتنياتِى ، وَعلشان كده يقولّك[ وَالأملاك وَالمُقتنيات كانُوا يبيِعوُنها وَيقسِمونها بين الجميع كما يكُونُ لِكُلّ واحِدٍ إِحتياج ]( أع 2 : 45 ) ، وَالرجُل الّلِى يبيع حقله ، يحُطّه تحت ، عِند الأرجُل ، إِمتى يصير كُلّ شىء عِند الأرجُل ؟ إِمتى يحسِب الإِنسان إِنْ نقص أخوه هُوَ نقصِى ؟ وَعجز أخويا هُو عجزِى ، وَإِحتياج أخويا هُوَ إِحتياجِى المفروض نكون كفِّتين مُتساويتين ، - زى بعض - ، كنيسة شرِكة ، كنيسة قلب واحِد ، وَصلاة واحدة ، علشان كده الكنيسة تحِب لمّا نصلِّى نصلِّى فِى وقت واحِد حتّى وَلو كُنّا مُتباعدين ، حتّى الصوم نصوم فِى وقت واحِد ، وَلمّا نفطر نفطر مَعَ بعض ، ما فيش حاجة إِسمها حاجتِى وَحاجتك ، وَ ما فيش حاجة بتاعتِى وَبتاعتك فِى أحد الأديُرة حُجرة إِسمها " حُجرِة الإِحتياجات " ، مليانة الجلالِيب ، وَمليانة ، علشان لمّا أب يحِب ينزِل يدخُل يقيس الحاجة الّلِى تيجِى عليه ، وَما فيش حاجة إِسمها بتاعتِى وَبتاعتك ، الإِحساس ده فِى حد ذاته ينّمِى رُوح المحبّة ، وَرُوح الوحدة ، وَيدّوِب الفواصِل ، كُلّ ما الذات تنخفِض كُلّ ما إِحساس الشرِكة إِرتفع ، وَكُلّ ما الذات إِرتفعِت كُلّ ما إِحساس الشرِكة إِنخفض 0 3- كنيسة قويّة :- أد إيه كانِت كنيسة قويّة وَكارِزة ، مثلاً بُطرُس الرسول ساعِة حُلول الرّوح القُدس قالوا دول جماعة سكرانين ، فإِتغاظ وَإِتضايِق وَإِحتد ، وَإِبتدأ يقول لهُم [ لِيكُن هذا معلوماً عِندكُم وَأصغُوا إِلَى كلامِى لأنّ هُؤلاء ليسُوا سُكارى كما أنتُم تظُنُّون لأنَّها السَّاعةُ الثَّالِثةُ مِنَ النَّهار ] ( أع 2 : 14 ، 15 ) ، وَإِبتدأ يقول لهُم إِنْ ده قوّة الرّوح القُدس إِبتدأ يقول لهُم خلّوا بالكُمْ إِنْ دى العِظة الّلِى خلِّت ثلاثة آلاف أمنوا [أيُّها الرِّجال اليهود وَالسَّاكِنون فِى أُورُشليم أجمعُون لِيكُنْ هذا معلُوماً عِندكُمْ وَأصغُوا إِلَى كلامِى ] ( أع 2 : 14 ) ، شوفِى القوّة الّلِى بُطرُس إِتكلِّم بِها ، وَالشجاعة وَالقوّة الّلِى إِتميِّز بِها إِنْ يسوع ده كان فِى وسطكُمْ ، وَإِنتُم شُفتوه وَعاصِرتوه وَشُفتُم عجائِب وَآيات وَلازِم تراجعوا نفسُكُمْ ، وَأنتُم لمّا صلبتوه لَمْ تُصلبوه قهراً وَ لاَ ضعف ، لاَ ده بإِرادتهُ ، وَاليهود لؤماً ، وَإِنتُم الّلِى صلبتموه وَبأيدِى أثمة ، قاصدُه على الرومان ، الرومان دول إِنتُمْ إِستخدمتموُهُمْ مُجرّد بس لِتنفيذ رغبِتكُمْ [ وَبأيدِى أثمةٍ صلبُتمُوهُ وَ قتلتُمُوهُ ] ( أع 2 : 23 ) ،[ الّذى أقامهُ اللهُ ناقِضاً أوجاع الموت إِذْ لَمْ يكُنْ مُمكِناً أنْ يُمسك مِنهُ ] ( أع 2 : 24 ) ، فإِبتدأ بُطرُس يتكلّم بِقوّة لِدرجِة إِنّهُمْ إِرتبكوا ، [ فليعلمْ يقيناً جميِعُ بيتِ إِسرائيل أنَّ الله جعل يسُوعَ هذا الّذى صلبتُمُوهُ أنتُمْ رَبَّاً وَمسيحاً ] ( أع 2 : 36 ) ، بِيتكلِّم بُطرُس بِقوّة لَمْ نعهدها مِنْ قبل ، قوّة الرّوح ، قوّة الشِهادة ، لِدرجِة قالوا ماذا نصنع ، إِحنا فِعلاً غلِطنا ، نعمِل إيه ؟ [ فقال لهُم بُطرُسُ تُوبُوا وَليعتمِد كُلُّ واحِدٍ مِنكُمْ على إِسم يسُوعَ المسيح لِغُفرانِ الخطايا فتقبلُوا عطيَّة الرُّوحِ القُدُسِ ] ( أع 2 : 38 ) وَبعد مُعجِزة المُقعد [ ما بالكُمْ تتعجّبُونَ مِنَ هذا وَلِماذا تشخصُونَ إِلينا كأنَّنا بِقوَّتِنا أو تقوانا قَدْ جعلنا هذا يمشِى ] ( أع 3 : 12 ) ، إِنتُمْ مالكُم بتبُصّوا لِى كده ، ده [ بإِسمِ يسُوعَ المسيح النَّاصِرىّ قُمْ وَأمشِ ] ( أع 3 : 6 ) ، ده النّهارده [ مجّدَ فتاهُ يسُوعَ الّذى أسلمتُمُوهُ أنتُمْ وَأنكرتُموُهُ أمام وجهِ بيلاطُس وَهُوَ حاكِم بإِطلاقِهِ ] ( أع 3 : 13 ) لو نعِد كم مرّة يقول " صلبتموهُ أنتُم " ، علشان عايِز يوقِظ ضمائِرهُمْ ، وَإِنْ هُوَ برىء وَ لازِم تصالحوه بالتوبة وَقبول الإِيمان ،[ أسلمتُموُهُ أنتُمْ وَأنكرتُموُهُ أمام وجه بيلاطُس وَهُوَ حاكِم بإِطلاقِهِ ] ( أع 3 : 13 ) ، بيلاطُس كان حاكِم بإِطلاقِهِ ، فأنتُم الّلِى صلبتموه ،[ وَلكِن أنتُم أنكرتُمُ القُدُّوس البارّ وَطلبتُمْ أنْ يُوهب لكُمْ رجُل قاتِل ] ( أع 3 : 14 ) ، قاصدُه على باراباس ، [ 00وَأنكرتُمُ القُدُّوس البارّ00وَرئيسُ الحيوةِ قتلتُمُوهُ الّذى أقامهُ اللهُ مِنَ الأموات وَنحنُ شُهُودٌ لِذلِكَ ] ( أع 3 : 14 ، 15 ) ، قوّة عجيبة بُطرُسُ الرسُول يُواجِههُم بِها ، رئيس الحيوة قتلتُمُوهُ ، قوّة عجيبة لقيناها فِى كنيسة الرُسُل [ أنّهُ بإِسم يسُوعَ المسيح النَّاصرِىّ الّذى صلبتُمُوهُ أنتُمُ الّّذى أقامهُ اللهُ مِنَ الأمواتِ0 بِذاك وقف هذا أمامكُمْ صحيحاً ] ( أع 4 : 10 ، 11 ) ، يُكلّمهُمْ بِجرأة عجيبة وَعارِف إِنْ دول بيدّبروا مكايِد ، وَماعندهُمش حق ، وَعارِف إِنْ نصيبه – لَمْ يكُن لهُ نصيب غير – يسُوعَ ، يقول آه يارب عارِف ، علشان كده يقولّك كده [ وَبِقوّة عظيمة كان الرُسُل يُؤدُّون الشَّهادة بِقيامِة الرّبّ يسُوعَ 00] ( أع 4 : 33 ) ، شوف أد إيه قوّة الشَّهادة التّى لاَ يستطيع أحد أنْ يضبُطها ، دى حركِة الرّوح داخِل النَفْسَ ،وَ لاَ تستطيعِى ضبطها القديس فيلوكسينوس يقول [ لقد جرحت نَفْسَى أيُّها الحبيب ، لاَ أقوى على ضبط لهيبك ، لِذلِك سأجرِى مُسبِّحاً إِيّاك ] ، إِرميا النبِى يقول [ فقُلت لاَ أذكُرُهُ وَ لاَ أنطِقُ بعدُ بإِسمِهِ فكان فِى قلبِى كنارٍ مُحرِقةٍ محصُورةٍ فِى عِظامِى ] ( إِر 20 : 9 ) ، لَمْ أقدِر ، أباؤنا الرُسُل مش قادرِين يسكُتوا ، ما تقول حتّى يا قديس بُطرُس الرسُول الكلام ده بالرّاحة شويّة ، بلاش تفتّح فِى حاجات قديمة ، يقول مش قادِر لَمْ أقوى على ضبط لهيبك ، حركِة الرّوح داخِل النَفْسَ ، لاَ يفكّر فِى نَفْسَه ، لاَ يفكّر فِى عواقِب أقرأ لك أخِر حِتّه علشان صعب إِنِّى لاَ أقرأ هذا الجُزء ، أخِر جُزء هُوَ عِظة القديس العظيم إِسطفانوس ، أخِر جُملة إِسطفانوس يقولها لنا وَهُوَ واقِف قُدّام مجموعة كبيرة مِنَ اليهود [ يا قُساة الرِّقاب وَغير المختونين بالقلوب وَالآذان أنتُم دائِماً تُقاوِمون الرّوح القُدس ، كما كان آباؤكُمْ كذلِك أنتُم ، أىّ الأنبياء لَمْ يضطهِدهُ آباؤكُمْ وَقَدْ قتلوا الّذين سبقوا فأنبأوا بِمجىء البار ، أنتُمْ الآن صِرتُم مُسلِّميه وَقاتِليه ، الّذين أخذتُم النّاموس بِترتيب ملائِكة وَ لَمْ تحفظوه ] ( أع 7 : 51 – 53 ) أنتُم للأسف مختونين فِى الأعضاء ، وَلكِن غير مختونين فِى القلب ، فِى توبيخ ما بعده توبيخ ، أنتُم غير مختونين القلوب وَ لاَ الآذان ، إِنت لَمْ تغلط فيهُم بس وَلكِن إِنت غلطت فِى آبائهُمْ أيضاً ، إِنت بتفكّرهُم بِزمان ، بتفكّرهُم بِحزقيال وَأشعياء وَإِرميا ، نشروا عظم أشعياء[ أىّ الأنبياء لَمْ يضطهِدهُ آباؤكُمْ ] ( أع 7 : 52 ) ، يا إِسطفانوس إيه الكلام ده ، ده إِنت يومك مش معدِّى ، وَفِعلاً ماعدّاش ، [ فلّما سمِعوا هذا حنقوا بِقلوبهُم وَصرّوا بأسنانهُم عليه ]( أع 7 : 54 ) ، طبعاً قال لهُم كلام مش مُمكِن ، أول لمّا لقاهُم صرّوا بأسنانهُم لَمْ ينظُر لهُم [ وَأمّا هُوَ فشخِص إِلَى السّماء وَهُوَ مُمتلِىء مِنَ الرّوح القُدس فرأى مجد الله وَيسُوعَ قائِماً عَنَ يمين الله ] ( أع 7 : 55 ) ، هان عليه بقى المنظر ، وَصار لاَ يُبالِى بحنق قلوبهُم وَ لاَ لمّا صرّوا بأسنانهُم ، خلاص بقى رأى الله ، [ فصاحوا بِصوتٍ عظيم وَسدّوا آذانهُم وَهجموا عليه بِنَفْسٍ واحِدةٍ وَأخرجوهُ خارِج المدينة وَرجموه وَإِذْ قال هذا رقد ] ( أع 7 : 57 – 60 ) أدِى إِسطفانوس ، قوّة مأخوذة مِنَ قوّة عمل الرّوح ، قوّة ينابيع مياه ، قوّة نار ، قوّة الرّوح ، فإِقرأىِ سِفر أعمال الرُسُل وَإِنتِ صايمة صيام الرُسُل ، فإِحنا إِحساسنا بالصوم لَمْ يرتقِى ، فلازِم نُشارِك الكنيسة فِى نهضتها وَقوّتها ، وَعلشان نُشارِكها لازِم يكون عندِنا رُوح صلاة وَ رُوح شرِكة وَرُوح قوّة ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
13 يونيو 2025

فضيلة الالتصاق بالرب

في أحداث ميلاد السيد المسيح اجتمعت عدة شخصيات سواء قبل أو أثناء أو بعد الميلاد وعاشت هذه الشخصيات إيمانها القلبي في قداسة ونقاوة وعبرت عن الإيمان بفضائل ، فكان الاتضاع في الحوار عند مريم العذراء، والالتصاق بالرب عند حنة النبية، والوفاء عند القديسة اليصابات والثقة في وعود الله عند سمعان الشيخ،والرجاء عند زكريا الكاهن. وهؤلاء كلهم وغيرهم قدموا في إيمانهم فضيلة بحسب الوصية في رسالة بطرس الثانية الأصحاح الأول: ٥-٧ عن هذه الفضائل تتحدث معك هذه الصفحات.... فضيلة الالتصاق بالرب (لو ٣٦:٢-٣٨) "وكانت نبية حنة بنت فنوئيل من سبط أشير وهي متقدمة في أيام كثيرة قد عاشت مع زوج سبع سنين بعد بكوريتها وهي أرملة نحو أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلا ونهار فهي في تلك الساعة وقفت تسبح الرب وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في أورشليم والمجد لله دائما" حنة النبية لم يتكلم عنها الكتاب المقدس سوى ثلاث آیات فقط رغم أنها عاشت سنين طويلة والكلام عن هذه الأرملة التي عاشت ٨٤ سنة بعد زواج دام سبعة سنوات ويبدو أنه لم يكن لها أبناء يقول عنها الكتاب المقدس عبارة جميلة " وهي أرملة نحو أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلا و نهارا "(لو ۳۷:۲) لم أقصد نموذج حنة النبية بالذات ولكن أقصد الفضيلة نفسها التي نضعها أمامنا كنموذج للإنسان الذي يلتصق بالرب فهو يلتصق بالرب فكرا ونفسا وجسدا وروحا في العهد القديم نسمع عن هيكل سليمان هذا الهيكل كان منشأ ضخما وكان فيه غرف كثيرة منها للكهنة ومنها للأطفال الصغار الذين نذروا لله مثل صموئيل وأمنا العذراء مريم، وأيضا غرف يقيم فيها الكبار "رجالاً أو نساء" يقضون فيها حياتهم كلها. وفي إحدى هذه الغرف التي عاشت في الهيكل بعد وفاة زوجها لأنها كانت بلا سند وبلا عائل، فكان الهيكل هو من يعولها، وقد عاشت بهذه الصورة فترة طويلة حوالي ٨٤ سنة لكنها تميزت بأمرين: الأمر الأول أنها لا تفارق الهيكل، تحيا فيه الأمر الثاني إنها عابدة بأصوام وطلبات ليلا ونهارا حياتها كانت شكلاً من أشكال العبادة النقية.كانت القديسة حنة لا تفارق الهيكل وهذا من الناحية الشكلية أو الخارجية أو الظاهرية ولكن الجوهر عابدة بأصوام وطلبات ولذلك الحياة مع الله تأخذ شکلین شکل خارجي لكنه لا يكفي وشكل داخلي يكمل الشكل الخارجي، هي لا تفارق الهيكل موجودة في هذا المكان باستمرار مثل شخص كرس حياته، وتسأله كم سنة في التكريس يجيب ويقول ٢٠ سنة ٢٠ سنة لا يفارق التكريس، ولكن ماذا عن حياتك الداخلية ؟ ويطبق هذا المثل على آية فئة سواء كنت في مجال الخدمة أو الشماسية أو الرهبنة وهكذا، ماذا عن الداخل، ماذا عن الجوهر هل عشت مثل هذه القديسة التي قال عنها الكتاب "إنها عابدة بأصوام وطلبات ليلا ونهارا" . هناك قضية في علوم الاجتماع تعرف بقضية "الكم والكيف" وهي الكم في السنين .٣٠،٢٠,١ سنة - اما الكيف فهو ما في الاعماق قد يكون هناك فناء كبير في الخارج لكنه خاو من الداخل، وبالتالي ليس له معنى.لذلك يجب على الإنسان أن يحيا حياة حقيقية وليست شكلية وهذا هو السبب في أن الله اعطانا القلب الذي لإيراه أحد، فانت لا تعرف ما في قلبي وأنا لا أرى ما في قلبك قد تعرفني من مجرد النظر إلى عينى "تعبانا فرحانا متضايقا" لكن القلب لا يستطيع أحد أن يراه سوى الله فقط، ولذلك الوصية تقول "يا ابني اعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي" (ام٢٦:٢٣) إن العين تمثل الأمور الخارجية، أما القلب يمثل الحياة الداخلية وما في حياتك الداخلية؟ في العهد القديم نقرأ عن عالى الكاهن كان له ابنان يخدمان الهيكل ولا يفارقا الهيكل ولكن كان لهما سلوك ردئ غير مقبول ويقول أحد الفلاسفة " لا تنسوا أن الدكك لا تفارق الكنيسة" أى نعم هى موجودة داخل الكنيسة لكن ليس لها حياة داخلية.يقول الشيخ الروحانی " احد كبار نساك البرية " عندما تعيش مع السيد المسيح احمله في حضنك مثل مريم العذراء. وخذه على ذراعيك مثل سمعان الشيخ، وضع رأسك على صدره مثل يوحنا الحبيب هذه هي الحياة الداخلية لا تكتفي بالشكل الخارجى فأنت تحتاج إلى الشكل الداخلي وانت تعبر عنها في فضيلة الالتصاق بالله في طقس كنيستنا نحرص على تعميد أولادنا وبناتنا وهم اطفال صغار رضع فالكنيسة تمنحهم من خلال الأسرار إمكانية الالتصاق بالله فتبدا مع الطفل بسر المعمودية والولادة الجديدة التي نسميها ميلاد الحياة، ثم يتم رشمه بالميرون ونسميه" تثبيت الحياة" ثم يتناول سر الإفخارستيا، والذي نسميه "غذاء الحياة" وحتى لايسقط في الطريق ويظل ملتصقا بالرب يمارس سر التوبة والاعتراف والذي نسميه" دواء الحياة" وبالتالي هذه الأسرار الأربعة منهم سران لا يتكرران، وقد قدمتهما الكنيسة في بكور عمر الإنسان وعمره أيام، ثم تقوم بعد ذلك برحلة العمر، وندخل رحلة الحياة "غذاء ودواء،" وهما احتياج أساسي تغذى صحتك الروحية فإذا تعبت روحيا هناك دواء اسمه التوبة، وتمضى حياة الإنسان بهذه الفضيلة "الالتصاق بالله" ولذلك الكنيسة بها فترات تسابيح مثل "تسبحة كيهك" وفيها فترات صوم وفترات اعتراف وفترات نسك مثل "أسبوع الآلام" وفيها فترات فرح هذا التنوع الجميل في مسيرة حياة الإنسان كي يتذوق حلاوة الالتصاق بالرب. سمات الإنسان الملتصق بالرب إن الإنسان الملتصق بالرب وحياته فعلاً حقيقية تتوافر فيه عدة سمات (١) الممارسة الواعية لوسائط النعمة الأسرار الروحية تحتاج إلى ممارسة واعية فعندما اذهب لأجلس مع أب اعترافي هذا يعني إني ذاهب لجلسة روحية حددت فيها ضعفاتي وخطاياي وقدمت الاعتراف امام الأب الكاهن طالبا التوبة ونقاوة القلب والحياة المستقيمة كلنا نصلي كل يوم طالبين من الرب يسوع ونقول له "قلبا نقيا اخلق في يا الله ورحا مستقيما جدده في أحشائي" وهذه الطلبة نكررها مرات عديدة في اليوم الواحد ربنا طالب من قلبك هدية فكيف تقدمة اول سمة لحياة الإنسان الذي يعيش فضيلة .الالتصاق بالرب هو الإنسان الذي يمارس وسائط النعمة بوعي، في كل صغيرة وكبيرة وكانها عادة. يقول احد الاباء عبارة جميلة "الصلاة في أعظم الوسائل التقرب إلى الله، بل الصلاة هي أن يطير عقلنا إلى الله بجناحين هما الصوم والصدقة" ونقرأ عنهما في إنجيل معلمنا متى الاصحاح. السادس.في العهد القديم كان يوجد حزقيا الملك، ورغم أن اباه كان شريرا إلا أن حزقيا لم يكن مثل أبيه بل كان يعيش بنقاوة، ويقول عنه الكتاب والتصق بالرب ولم يحد عنه بل حفظ وصاياه التي أمر بها الرب موسى وكان الرب معه وحينما كان يخرج كان ينجح (۲ مل٦:١٨-٧) قد نتذكر القديس بولس الرسول بالآية الجميلة التي ذكرها في (في١٣:٤) "استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني "وكان بالتصاقة بالمسيح صار المسيح ظاهرا وهو المختص فالمسيح هو الذي يعمل كل شيء ويصنع كل شيء ويأخذ القوة منه عندما نتقدم للتناول "من يأكل جسدي ويشرب دمی يثبت في وانا فيه" (يو٥٦:٦) هذا الثبات هو الالتصاق بالرب فعندما تتقدم لهذا السر بمعرفة وبوعى وباستعداد وتوبة سوف تنال بركات هذا السر وتعيش فيه جميل أن يتناول الفرد كل يوم، ولكن هل أنت تتقدم بوعي هل تتقدم باستعداد كاف للتناول كل يوم مارس عبادتك مارس وسائط النعمة مارس الأسرار بوعي (۲) المحبة المحبة كلمة كبيرة جدا يتكلم عنها كل الناس لكن ليس كل الناس يعرفون معناها واصلها يقدم لنا الكتاب المقدس ايات كثيرة عن المحبة بل وضع لنا أصحاحا كاملاً عن المحيدبة ( ١كو ١٣) والقديس يوحنا الحبيب قديس المحبة قال عبارات كثيرة عن المحبة من ضمنها الآية التي تقول "الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه (١يو٤ :١٦) وعندما تقرأ الإنجيل لا تقراه بطريقة عابرة أريدك أن تقرأ الإنجيل وانت تتذوق كلماته وتشعر بها، اجعلها تدخل إلى اعماقك قد تهتز محبتك مع الأفكار والشائعات والأكاذيب ولكن إن كانت محبتك ثابتة فسوف يثبت في الله والله يثبت فيك، نقرأ في سفر المزامير "رفعت عيني إلى الجبال" (مز ۱:۱۲۱) والجبال دائما تعلم الإنسان الثبات فالجبل دائما ثابت في مكانه ولذلك في تاريخ كنيستنا المصرية معجزة نقل جبل المقطم والمحبة عندما تكون في قلبك حقيقية تكون كالجبل وقد أضاف الكتاب تعبيرا أقوى للمحبة وقال "المحبة قرية كالموت"( نش ٦:٨) لم يجد سليمان الحكيم تعبيرا يعبر به عن قوة المحبة سوى الموت فليس هناك اقوى من الموت عندما سألوا السيد المسيح ما هي الفضيلة العظمي في الناموس( الناموس= الوصية) فأجاب قائلاً "تحب الرب الهك من كل قلبك، ومن كل نفسك ومن كل قدرتك، ومن كل فكري، وقريبك مثل نفسك " (لو ۱۰ : ۲۷)هذة هى حياة الالتصاق بالرب، ولذلك الالتصاق احد معانيه الثبات، فعن سر الزيجة يقول الكتاب "يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمراته ويكونان جسد واحد" تك٢٤:٢) وهذا معناه ثبات ورسوخ هذه العلاقة الزيجية التي ربطت بين اثنين قد تتعرض لأمواج وعواصف لكن كلما كان هذا الرباط قويا كلما صمد والمحبة الزيجية لو طرف أحب الأخر في المسيح سوف ينطبق عليه الآية التي قالها القديس يوحنا الحبيب "من يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه "(١يو ١٦:٤) ونسمع عن زيجات مباركة عاشت عشرات السنين وربنا بارك في الزوح والزوجة وبارك في أولادهما واجيالهما وذكرهما الحسن "طوبي للودعاء لأنهم يرثون الأرض (مت ٥:٥) اسمهم يرث الأرض ويعيش.نقرأ في العهد القديم عن حنة أم صموئيل. كانت عاقرا وصلت صلوات كثيرة جدا حتى أن عالي الكاهن ظن أنها إنسانة سكرانة، وعندما كلمته بدموع وأنها تطلب من الله أن يعطيها نسلاً اعطاها الله صموئيل لقد أنجبته بعد بكاء وصراع وانسحاق، وبعد أن انجبته لم تمنعه عن الله وقدمته لربنا کی يعيش في التصاق وتقول "وانا ايضا قد أعرته للرب جميع أيام حياته هو عارية للرب" ( ١صم٢٨:١) هى قدمت ابنها بمحبة خالصة من أجل أن يعيش ملتصفا بالرب.كذلك داود ويوناثان والمحبه التي كانت تربط بينهما والتي عبرت عن الصداقة القوية. ٣- الاتضاع يجب أن يلفت نظرنا شيء مهم جدا" ان السيد المسيح عندما ولد كان العالم كله أمامه لكنه لم يختر سوى مذود بسيط جدا حتى أن أول من عرفوا بخبر الميلاد كانوا الرعاة البسطاء، وهذه إشارة لنا، فالله لا يسكن إلا في بسطاء النفوس وكانها رسالة يرسلها لنا الله مع بداية تجسده وميلاده فيجب أن تعرف أن المسيح يفرح بالنفس المتضعة أما المتكبرة فقال عنها الكتاب "يقاوم الله المستكبرين، أما المتواضعون فيعطيهم نعمة "يع ٤: ٦)، والعذراء مريم قالت "أنزل الاعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين " (لو٥٢:١) نقرأ ونعيش قصصنا كثيرة عن الاتضاع و يكفي نموذج اتضاع أمنا العذراء مريم اتضاعك يجعل المسيح يسكن فيك، وبالتالي سوف تكسب الكثير وتعيش فضيلة الالتصاق بالرب، فعينه عليك من أول السنة إلى اخرها ويكون معك مثلما كان مع يوسف فكان رجلاً ناجحا ( تك٢:٣٩) قد تكون مشغولاً باستمرار سواء في عملك أو دراستك او غير ذلك ولكن يعلموننا في الدير أن نخلط أعمالنا بصلواتنا، فالحياة الديرية لدى الراهب مقسمة إلى ثلاث فترات فترة صلاة فترة القراءة وفترة عمل وصار بهذه الصورة الجميلة يدمج عمله بصلواته ومن هنا جاء تدريب الصلاة القصيرة یاربي يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ اللهم التفت إلى معونتي ، ياربي يسوع المسيح أسرع وأعنى وتكرر هذه الصلاة باستمرار . ٤- الطهارة من الأشياء الجميلة في كنيستنا أنها تتعامل معنا كام الأم التي تربي في كل مرة نصلى فيها القداس نجد تغييرا في القراءات وأحيانا يختار أبونا صلوات معينة ويغير القسمة حسب المناسبة والألحان تتغير لكن هناك عبارة ثابتة في كل القداسات لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم لأن العالم يمضى وشهوته معه، وهذه هي نقطة الاتصاق بالرب وفي البعد عن العالم بكل ما فيه من شرور امنع دخول العالم إلى قلبك لا تجعل العالم يبرد محبتك اترس من أن تفقد طهارك مكتوب طوبي لانقياء القلب لأنهم يعاينون الله ( مت ٨:٥) ولذلك الطهارة أو النقاوة هى هدف حياة الإنسان كل يوم. الملك سليمان طلب سليمان الحكمة من الرب وأعطاه الله نعما كثيرة، ولكننا نجده يسقط في الخطية ويرتبط بزيجات كثيرة. فقد ابتعد عن مخافة الله وخالف الشريعة التي نهت عن الإكثار من الزيجات ومنعت الزواج من اجنبيات يقول عنه الكتاب أن نساءه أملن قلبه وراء الهة أخرى ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب إلهه كقلب داود أبيه (امل ٤:١١) وإن كان في آخر حياته قدم توبة وقال عبارته الشهيرة الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس ( جا ١١:٢) أن الخطايا التي وقع فيها سليمان كانت بلا فائدة فهي لم تحقق له أى مكسب لا داخلي ولا خارجي لقد التصق سليمان باجنبيات وفقد طهارته وفقد الالتصاق بالرب الابن الضال عندما فكر الابن الضال أن يترك بيت ابيه واعتبره سجنا وقال أنطلق إلى الحرية، يقول لنا الكتاب إنه لما أنفق كل شي حدث جوع شديد في تلك الكورة فأبتدا يحتاج فمضى والتصق بواحد من أهل تلك الكورة فارسله إلى حقولة ليرعي خنازيره (لو ١٤:١٥-١٥) قد ظن أن بيت أبيه سجن، في حين أنه كان في مطلق الحرية، لقد كان معززا مكرما، يغلق عليه باب الأمان ولكنه خرج وظن أنه سينال الحرية الحقة ولكن كانت النتيجة أنه التصق بواحد من أهل تلك الكورة صاحب مزرعة الخنازير حتى طعام الخنازير لم يجد أحدا يعطيه له ولكن عندما رجع نجد اخاه الكبير معاندا ومتمرنا، يقول لابيه هذا الذي أكل معيشتك مع الزواني (لو ٢٠١٥) ٥- قبول الألم يشرح لنا القديس الأنبا بولا أول السواح قبول الألم في عبارته المعروفة من يهرب من الضيقة يهرب من الله، وكان الضيقة تجعل الإنسان أكثر التصاقا بالله ولذلك إذا جات على الإنسان ضيقات معينة فهذه الضيقات تسمح أن يكون هناك صلة و ارتباط قوی بالله حنة النبية هذه الأرملة بلا شك انها تعرضت لالام كثيرة فكان هناك ألم الترمل، ولم يكن هناك رعاية ولا اهتمام بالأرامل مثل هذه الأيام لكنها عاشت في الهيكل وكانت لا تفارقه بل عاشت باصوام وطلبات كثيرة لقد كان كل إتكالها على ربنا. انثوسا والدة القديس يوحنا الذهبي الفم الذي نحتفل بتذكار نياحته في ٢٧ نوفمبر هذه الام قد تزوجت ولكنها فقدت زوجها بعد أن انجبت طفلين بنت وولد، وبعد وفاة الزوج توفيت ابنتها. ويقول لنا التاريخ أن هذه الأم كانت جميلة وبالتالي سيعرض عليها الزواج بعد ترمها ولكنها رفضت وفضلت أن تعيش لابنها وعندما كبر الابن أراد أن يترهبن، فقالت له عبارة مشهورة جدا في التاريخ يا ابني لا ترملني مرة ثانية، فاستجاب يوحنا لهذه الطلبة وبعد نياحة أمه انطلق إلى الحياة الديرية ولكن من هذه الضيقات كلها ظهر لنا القديس يوحنا الذهبي الفم ذائع الصيت في التاريخ حنة النبية تقدم لنا فضيلة الالتصاق بالرب كي نعيش فيها، فضعها أمامك كي تتمتع بها كل يوم. قداسة البابا تواضروس الثاني عن كتاب قدموا فضيلة في إيمانكم
المزيد
12 يونيو 2025

بدعة ملكية الأسقف

هذا الفكر عصف بالكنيسة القبطية عندما لعبت هذه الفكرة فى عقول عددا من بطاركة مصر الأمر الذى أدى إلى إعتقادهم أنهم ملوك حقيقيين وتصرفوا على هذا الأساس وقد بنى هؤلاء البطاركة والأساقفة الذين إعتقدوا بأنهم ملوك إعتقادهم على الدسقولية التى قيل أنها قوانين الرسل. خطورة هذا الفكر: 1 - الأسقف يعتقد أنه معصوم من الخطأ. 2 - أن من يخطئ فى حق الأسقف يخطئ فى الذات الإلهية. 3 - يعتقد الأسقف لأنه ملك على الكنيسة وأنه يمثل الشعب إجتماعياً وسياسياً ويتصرف على أساس أنه مفوض من الشعب والرب ليكون المتفوه الوحيد والرسمى عنهم وإذا كان فى دولة أوربية فيتعامل على أساس أنه رئيس الجالية. 4 - يلبس الأسقف ملابس الملوك ويتحلى بالذهب والتيجان ويعيش حياته وتعامله مع شعبه على اساس هذا الفكر وانه الملك والشعب رعاياه وعبيده. 5 - يتعامل الأسقف من أعضاء الكنائس الأخرى والهيئات الإجتماعية والسياسية من هذا خلال هذا الفكر.
المزيد
11 يونيو 2025

جهاد الخادم

الخادم الروحي هو مغناطيس شديد الجاذبية: كل من يدخل في مجاله، ينجذب إلى حياة الروح، وتكون له القدرة على جذب غيره أيضًا إلى نفس المجال الروحي إنه يجذب الناس إلى أبوة الله وأمومة الكنيسة، بكل ما تحمل من مشاعر الحنان والعطف وكل أساليب الرعاية والاهتمام.. وهكذا يلتصقون بالله المحب، ويرتوون بلبن التعليم من الكنيسة.. الخادم الروحي له كلمة الله الحية الفعالة (عب12:4) هذه التي تترك تأثيرها في السامعين، ولا ترجع فارغة (أش11:55) إنه يشع على الآخرين نورًا وكل من يختلط به يستنير، ويأخذ شيئًا إلهيًا إنه بركة تتدفق على كل أحد، ليس في الكنيسة فقط، وإنما أيضًا في البيت ومكان العمل وفي الطريق هو خادم أينما وُجد الخدمة عنده لا يحدها مكان ولا زمان (2تي 5:4) ولا رسميات إنما روح الخدمة عنده تجعله يخدم كل من يصادفه أو يختلط به ليس هدفه أن يكون مدرسًا ناجحًا، فربما يكون هذا تركيزًا على الذات. إنما كل اهتمامه هو خلاص أنفس مخدوميه: إنه ينسى ذاته من فرط تفكيره فيهم. ويقول كما قال القديس بولس الرسول "كنت أود لو أكون أنا نفسي مرفوضًا من المسيح، من أجل أخوتي وأنسبائي حسب الجسد" (رو3:9). الخادم الروحي يجاهد باستمرار مع الله من أجل أولاده. يسكب نفسه أمام الله في خدمته، لكي يقود الله الخدمة لكي يعطيه الرب الغذاء الروحي اللازم له ولمخدوميه، ويعطيهم القوة للسير في طريق الرب ويظل يبلل قدمي الله بدموعه، إلى أن ينال منه استجابة صلواته لخير هؤلاء وفي كل ذلك هو إنسان فدائي، يفتدي غيره بنفسه وبراحته. الخادم الروحي هو إنسان أمين، يتعب بكل جهده في الخدمة: يضع أمامه باستمرار قول الكتاب "ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة" (أر10:48). فهو يتعب لكي يستحق أن يعمل الله معه يتعب لكي ينظر الله إلى ذله وتعبه، فيعمل عنه العمل كله وهكذا يستجيب الرب صلوات الآباء الكهنة، وهم يقولون له متضرعين "اشترك في العمل مع عبيدك " الخادم الروحي لا يعمل بقدارته الخاصة، إنما بمواهب الروح القدس العامل فيه: هو مجرد أداة يحركها الروح في خدمة الملكوت إنه يعيش على الدوام في شركة الروح القدس الروح القدس يعمل فيه، ويعمل به، ويعمل معه إنه إنسان امتلاء بالروح. إن تكلّم لا يكون هو المتكلم، وإنما روح أبيه يتكلم فيه (مت20:10)هكذا عمل تلاميذ المسيح كخدام للكلمة فكانت لكلماتهم قوتها وثمارها الخادم الروحي ينمو باستمرار في محبة ربنا يسوع المسيح وباستمرار يكون مستواه أعلى من تلاميذه بكثير بل فيما هو ينمو في حياة الروح، ينمو تلاميذه معه في المعرفة وفي المحبة والارتباط بالله. إنه ليس إنسانًا يتدرب على حياة التوبة، بل هو يتدرب على حياة الكمال: وكلما ينمو يزداد اتضاعًا، شاعرًا أن الطريق طويل قدامه، أطول بكثير من قدرة خطواته لذلك يشعر في كل حين باحتياجه المستمر إلى الله. الخادم الروحي يهدف إلى روحانية أولاده: ولذلك فدروسه دسمة وعملية وتقربهم إلى الله وهم يثقون بكلامه، كأنه كلام الله لأنهم يوقنون أنه يأخذ من الله ويعطيهم بعكس الخدام الذي فقدوا روحياتهم، وأصبحت لهم مجرد صورة التقوى لا قوتها. الخادم الروحي لا يترك أمور العالم تشغله عن روحياته: وإذا استمر في التركيز على ما فيه خلاص نفسه، فقد ينتهي به الأمر إلى التفرغ الكامل لخدمة الرب، أعني حياة التكريس. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد
10 يونيو 2025

القديس بطرس والإيمان الواثق

بطرس الرسول والأستجابة للدعوة الإلهية.... جاء السيّد المسيح إلى البشريّة مقدما التوبة والإيمان بعمله الخلاصي لكل أحد ولاسيما لتلاميذه القديسين الذين أعدهم للكرازة بالإيمان المسيحي فى كل العالم {قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ} (مر 1 : 15). لقد كان القديس بطرس وأندراوس أخاه باكورة تلاميذ السيد المسيح في بدء خدمته { وَفِيمَا هُوَ يَمْشِي عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ سِمْعَانَ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا تَصِيرَانِ صَيَّادَيِ النَّاسِ». فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا شِبَاكَهُمَا وَتَبِعَاهُ.} ( مر 16:1-18). أستجاب الأخوين بطرس وأندراوس لدعوة الرب فتركا من العمل الزمني للتكريس الكامل للتلمذة للمسيح والكرازة بالإيمان. لقد اختار السيد المسيح تلاميذه الأول من بين صيادي السمك الأميين للعمل معه لكي لا يُنسب نجاحهم في العمل للفصاحة والفلسفة، وإنما لعمله الإلهي وتنمية إيمانهم وتلمذتهم علي تعاليمه ومحبته وأستجابتهم لعمل نعمته الإلهية فيهم. وهكذا راينا القديس بطرس الرسول بعد قيامة الرب وحلول الروح القدس علي التلاميذ يعظ بكل مجاهرة ويسير علي خطي سيده يدعو للتوبة والإيمان ويأتي الرب بنفوس كثيرة للإيمان عن طريقه { فَلَمَّا سَمِعُوا نُخِسُوا فِي قُلُوبِهِمْ وَسَأَلُوا بُطْرُسَ وَسَائِرَ الرُّسُلِ: «مَاذَا نَصْنَعُ أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ؟» فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. لأَنَّ الْمَوْعِدَ هُوَ لَكُمْ وَلأَوْلاَدِكُمْ وَلِكُلِّ الَّذِينَ عَلَى بُعْدٍ كُلِّ مَنْ يَدْعُوهُ الرَّبُّ إِلَهُنَا». وَبِأَقْوَالٍ أُخَرَ كَثِيرَةٍ كَانَ يَشْهَدُ لَهُمْ وَيَعِظُهُمْ قَائِلاً: «اخْلُصُوا مِنْ هَذَا الْجِيلِ الْمُلْتَوِي». فَقَبِلُوا كَلاَمَهُ بِفَرَحٍ وَاعْتَمَدُوا وَانْضَمَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ نَفْسٍ.} ( أع 37:2-41). فيا لعظمة النعمة التي عملت في بطرس الرسول والتلاميذ القديسين حتى آمن بعظة واحدة بالمسيح هذا العدد العظيم، واعتمدوا باسم المسيح، { كانوا يواظبون على تعليم الرسل والصلوات} (أع 2: 14). علي من يسمع ويقرأ في كل زمان ومكان أن يستجيب للدعوة الإلهية ليعمل فيه الروح القدس ويقدم توبة صادقة ويعيد النظر إلى حياته الداخلية وسلوكه ليكتشف محبة الله الفائقة، وكما قيل عن المرأة الخاطئة { لأنها أحبت كثيرًا مغفورة لها خطاياها الكثيرة}(لو 7 : 47). ان الخاطي يجد في محبة الله مصدر للمغفرة والتعزية والفرح الفائق . القديس بطرس وتذكية الإيمان ... سار القديس بطرس مع الرب يسوع المسيح وتتلمذ علي يديه وحفظ كلامه وراي معجزاته حتى رايناه يسير مع سيده علي المياة وسط الرياح والأمواج فوجود المسيح معنا هو سِرّ سلامنا وقوّتنا وينزع منا كل ضعف وخوف ولا يزال الله يدخل مع كل مؤمن الي سفينة حياته وسط الأمواج، حتى يستطيع أن يدرك حقيقة وجود الله معه وسلطانه وانه هو قادر أن يهدِّئ الأمواج الخارجيّة والداخليّة، واهبًا إيّاه سلامًا فائقًا ويعلن حضوره الإلهية معنا، كما فعل قديما { فَلَمَّا أَبْصَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ اضْطَرَبُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ خَيَالٌ». وَمِنَ الْخَوْفِ صَرَخُوا!. فَلِلْوَقْتِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا». فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ فَمُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ».فَقَالَ: «تَعَالَ». فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِينَةِ وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ. وَلَكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ صَرَخَ: «يَا رَبُّ نَجِّنِي». فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟».وَلَمَّا دَخَلاَ السَّفِينَةَ سَكَنَتِ الرِّيحُ. وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ: «بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ!».} ( مت 26:14-33). لقد رأى القدّيس بطرس شخص السيّد المسيح سائرًا على المياه فاشتهى أن يلتقي به عليها، وإذ طلب من الرب أمَره أن يأتي إليه، لكن بطرس خاف إذ رأى الريح شديدة. إنها صورة البشريّة قبل التجسّد، التي آمنت بالله القادر أن يسير على مياه العالم، فخرجت تلتقي به، لكنها عجزت تمامًا، وكادت أن تغرق. لكن إذ مدّ السيّد يده بتجسّد الابن الكلمة، وأمسك بيده المجروحة أيدينا الضعيفة ضمَّنا إلى أحشائه غافرًا خطايانا، فصار لنا به إمكانيّة السير معه وفيه على مياه بحر العالم دون أن نغرق. دخل السيد المسيح مع بطرس ولسفينة حياته ليبحر معه ومعنا إلى أورشليم العليا. والعجيب أن السيّد لم يهدِّئ الأمواج لكي يسير بطرس على المياه، وإنما قال لبطرس: "تعال"، مهدّئًا أمواج قلبه الداخليّة ليسير بالإيمان على الأمواج ولا يغرق. حقًا إن سرّ غرقنا ليست الأمواج الخارجيّة، وإنما فقدان القلب سلامه وإيمانه. لقد أَدخل المخلّصُ الى قلب بطرس الرسـول السلام فتطلع الى وجـه يسوع فقط فسار علي المياة حتى وصل الي السفينة. ولما رأى التـلاميذ المعجزة سجـدوا ليسـوع واعتـرفـوا بأنـه مخـلّصهم من كل خـوف ومـن كـل سقطـة واعتـرفـوا أنـه ابـن الله. هذا هو الاعتراف والإيمان الذي قاله بطـرس{ فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ» (مت 16 : 16). هذا هو إيمان الكنيسة عبر العصور بلاهوت السيد المسيح أبن الله الحي. السيد المسيح يقوى إيماننا لنسير علي خطاه... لقد شجع السيد المسيح تلميذه القديس بطرس وزرع فيه الثقة بالنفس ونمي إيمانه، ويضع السيد ثقته فينا وينتظر منا ثمر حياة الإيمان الجديدة التي يهبنا إياه، كان المسيح قد نظر إلى بطرس وراي فيه اناءاً مختاراً. انها حكمة الله المشجعة لنا وهي التي ترى فينا الإمكانيات التي قد لا يراها فينا الناس أو حتى لا نراها نحن في أنفسنا، ومن الواضح أن السيد وثق ببطرس، في وقت فقد فيه بطرس الثقة بنفسه حتى أوشك على الضياع {طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك، وأنت متى رجعت ثبت إخوتك} (لو 22: 32). ليس لإبليس سلطان أن يجرب أحد إلاّ بسماح من الله، وان أراد إبليس للتلاميذ أن يتفرقوا ويتبددوا كما حذر السيد المسيح التلاميذ ولكن الله سمح لإبليس بتجربتهم ليظهر الحنطة من الزوان، لكن علينا أن ندرك ضعفنا أمام التجارب ونصلي طالبين المعونة من الله ونطلب قوته لينصرنا في الحرب ويقودنا في الطريق وندرك أن سر قوتنا هو الله. وبهذا نرى أن الله حين يسمح بأن يجرب إبليس أولاده فيكون هذا لصالحهم. إبليس يقصد من تجاربه أن يجعلنا نترك يسوع والسيد يسمح بالتجارب لنكتشف بها ضعفنا فنلجأ إليه للمعونة. القديس بطرس يمثل الضعف الذي يحتاج إلى عون إلهي فيقوم ليثبت ويثبت الآخرين معه خلال النعمة الفياضة التي ينالها. عندما قال مدرس أديسون له : "انت كالبيض الفاسد لن تفيد شئيا واخرجه من المدرسة " كانت أم توماس أديسون مؤمنة بقدرة ابنها، ورفضت رأى المدرس في ولدها العبقري، الذي أصبح من أعظم عباقرة الأمريكيين في الاختراع والصناعة. قد يفقد الإنسان الثقة في نفسه، وقد يفقدها فيه الناس جميعًا، لكن الرب لم يفقد الثقة في عودتنا إليه ويعمل على رجوعنا اليه ويخلق فينا الإنسان الجديد الذى يتجدد يوماً فيوم على صورة خالقه. انه راعى نفوسنا ومخلصها الصالح الذي بذل ذاته على الصليب من أجل خلاصنا. الإيمان والأتكال علي الله ... أن انتماءنا للمسيح ينمي فينا الإيمان به والثقة فيه وأتكالنا عليه كما أنه ينمي محبتنا له وايضا لوطننا وأخلاصنا له وخضوعنا لقوانينه فنلتزم بتقديم واجباتنا الوطنيّة. فالمسيحي وهو يحمل السيّد المسيح ملكًا سماويًا داخل قلبه، إنّما يحمل روح الوداعة والطاعة. وهذا ما راينا فى أيفاء السيد المسيح الجزية عن نفسه وعن تلميذه بطرس الرسول معلما بطرس والمؤمنين درس فى الأخلاص للوطن والطاعة للقانون وتقديس العمل دون الأرتباك به { ولما جاءوا الى كفرناحوم تقدم الذين ياخذون الدرهمين الى بطرس وقالوا اما يوفي معلمكم الدرهمين. قال بلى فلما دخل البيت سبقه يسوع قائلا ماذا تظن يا سمعان ممن ياخذ ملوك الارض الجباية او الجزية امن بنيهم ام من الاجانب. قال له بطرس من الاجانب قال له يسوع فاذا البنون احرار. ولكن لئلا نعثرهم اذهب الى البحر والق صنارة والسمكة التي تطلع اولا خذها ومتى فتحت فاها تجد استارا فخذه واعطهم عني وعنك}( مت 24:17-27). إن كان بطرس الرسول قد دُعي للتكريس الكامل والتفرّغ للخدمة لحساب الملكوت السماوي،فلم يتجاهل الرب للحياة الواقعيّة ومتطلباتها. لهذا أطاع بطرس الرسول وذهب إلى البحر كما إلى العالم، وألقى بالصنارة ليعمل، ليجد الله قد أعدّ له أستارًا في فم سمكة، ليفي به عن سيّده وعن نفسه. لقد قدّس الله العمل، لكن دون أن يرتبك به الإنسان، أو يدخل به إلى روح الطمع، وإنِّما من أجل الاحتياجات الضروريّة. ولعلّ ما فعله بطرس كان يمثِّل التزام المؤمنين ككل، الكنيسة في جامعيّتها، وحتى التفرّغ للخدمة ليس احتقارًا للعمل اليومي العادي، وإنما من أجل عدم الارتباك به. فعندما ارسل السيد المسيح التلاميذ للخدمة بلا كيس ولا مذود تكفل بتسديد كل أحتياجاتهم { ثم قال لهم حين ارسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا احذية هل اعوزكم شيء فقالوا لا} (لو 22 : 35). الإيمان ينمي فينا الثقة في الله الذي يسدد كل أحتياجاتنا حسب غناه فى المجد. الإيمان يمنح السلام وسط كل الظروف ... الإيمان يهب السلام للمؤمن {فان الجبال تزول و الاكام تتزعزع اما احساني فلا يزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب }(اش 54 : 10) . ان كان الله معنا فمن علينا{ فاذ قد تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح (رو 5 : 1). المؤمن ينال سلامه ليس من الظروف بل من المسيح الذى ينزع منه كل ضعف وخوف { قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم }(يو 16 : 33). سلام الله يفوق كل عقل ويهب هدوء وثقة حتى وسط الظروف الصعبة { سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم و لا ترهب} (يو 14 : 27). هذا السلام منح القديس بطرس سلام حتى وهو مسجون وسيقدم للحكم بالموت { وَلَمَّا أَمْسَكَهُ وَضَعَهُ فِي السِّجْنِ مُسَلِّماًإِيَّاهُ إِلَى أَرْبَعَةِ أَرَابِعَ مِنَ الْعَسْكَرِ لِيَحْرُسُوهُ نَاوِياً أَنْ يُقَدِّمَهُ بَعْدَ الْفِصْحِ إِلَى الشَّعْبِ. فَكَانَ بُطْرُسُ مَحْرُوساًفِي السِّجْنِ وَأَمَّا الْكَنِيسَةُ فَكَانَتْ تَصِيرُ مِنْهَا صَلاَةٌ بِلَجَاجَةٍ إِلَى اللهِ مِنْ أَجْلِهِ. وَلَمَّا كَانَ هِيرُودُسُ مُزْمِعاً أَنْ يُقَدِّمَهُ كَانَ بُطْرُسُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ نَائِماً بَيْنَ عَسْكَرِيَّيْنِ مَرْبُوطاً بِسِلْسِلَتَيْنِ وَكَانَ قُدَّامَ الْبَابِ حُرَّاسٌ يَحْرُسُونَ السِّجْنَ. وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ أَقْبَلَ وَنُورٌ أَضَاءَ فِي الْبَيْتِ فَضَرَبَ جَنْبَ بُطْرُسَ وَأَيْقَظَهُ قَائِلاً: «قُمْ عَاجِلاً». فَسَقَطَتِ السِّلْسِلَتَانِ مِنْ يَدَيْهِ. وَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ: «تَمَنْطَقْ وَالْبَسْ نَعْلَيْكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا. فَقَالَ لَهُ: «الْبَسْ رِدَاءَكَ وَاتْبَعْنِي». فَخَرَجَ يَتْبَعُهُ وَكَانَ لاَ يَعْلَمُ أَنَّ الَّذِي جَرَى بِوَاسِطَةِ الْمَلاَكِ هُوَ حَقِيقِيٌّ بَلْ يَظُنُّ أَنَّهُ يَنْظُرُ رُؤْيَا. فَجَازَا الْمَحْرَسَ الأَوَّلَ وَالثَّانِيَ وَأَتَيَا إِلَى بَابِ الْحَدِيدِ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْمَدِينَةِ فَانْفَتَحَ لَهُمَا مِنْ ذَاتِهِ فَخَرَجَا وَتَقَدَّمَا زُقَاقاً وَاحِداً وَلِلْوَقْتِ فَارَقَهُ الْمَلاَكُ. فَقَالَ بُطْرُسُ وَهُوَ قَدْ رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ: «الآنَ عَلِمْتُ يَقِيناً أَنَّ الرَّبَّ أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَأَنْقَذَنِي مِنْ يَدِ هِيرُودُسَ وَمِنْ كُلِّ انْتِظَارِ شَعْبِ الْيَهُودِ».} ( أع 4:12-11). الإيمان منح القديس بطرس السلام وهو في السجن وهو الذى أنقذه من الموت وهذا ما دعاه أن يثق في رعاية سيده له حتى عندما قدموا للمحاكمة وأمروه أن لا يجاهر بالإيمان أو يبشر باسم الرب يسوع المسيح قال لهم ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس{ ثُمَّ جَاءَ وَاحِدٌ وَأَخْبَرَهُمْ قَائِلاً: هُوَذَا الرِّجَالُ الَّذِينَ وَضَعْتُمُوهُمْ فِي السِّجْنِ هُمْ فِي الْهَيْكَلِ وَاقِفِينَ يُعَلِّمُونَ الشَّعْبَ». حِينَئِذٍ مَضَى قَائِدُ الْجُنْدِ مَعَ الْخُدَّامِ فَأَحْضَرَهُمْ لاَ بِعُنْفٍ لأَنَّهُمْ كَانُوا يَخَافُونَ الشَّعْبَ لِئَلاَّ يُرْجَمُوا. فَلَمَّا أَحْضَرُوهُمْ أَوْقَفُوهُمْ فِي الْمَجْمَعِ. فَسَأَلَهُمْ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ: «أَمَا أَوْصَيْنَاكُمْ وَصِيَّةً أَنْ لاَ تُعَلِّمُوا بِهَذَا الاِسْمِ؟ وَهَا أَنْتُمْ قَدْ مَلأَتُمْ أُورُشَلِيمَ بِتَعْلِيمِكُمْ وَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْلِبُوا عَلَيْنَا دَمَ هَذَا الإِنْسَانِ». فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَالرُّسُلُ: «يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ. إِلَهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ الَّذِي أَنْتُمْ قَتَلْتُمُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ. هَذَا رَفَّعَهُ اللهُ بِيَمِينِهِ رَئِيساً وَمُخَلِّصاً لِيُعْطِيَ إِسْرَائِيلَ التَّوْبَةَ وَغُفْرَانَ الْخَطَايَا. وَنَحْنُ شُهُودٌ لَهُ بِهَذِهِ الأُمُورِ وَالرُّوحُ الْقُدُسُ أَيْضاً الَّذِي أَعْطَاهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ».} ( أع 25:5-32). علينا أن نتمثل بابائنا الرسل ولنكن شجعان في الحق ونثق في الله في كل الظروف الصعبة التي تمر بنا فلا يوجد ما يرهب ذاك الذي يخاف الله، وإنما تحل كل المخاوف على البعيدين عنه والمقاومين لله. فعندما يتخلص إنسان من أهوائه، ويحسب كل الأمور الحاضرة كظلٍ، أي شيء يكون مخيفًا بالنسبة له؟ ممن يخاف؟ إلى من يحتاج أن يتوسل؟ لنلجأ إلي المسيح صخر الدهور ومانح السلام وحتى الأمور التي يظن البعض أنها تسبب قلقًا تصير مصدر كل سلام وفرحٍ وبهجة لنا. الإيمان صانع المعجزات إن الإيمان يرفع الإنسان إلى أعلى درجات النجاح ويفجر فينا الطاقات الكامنة وقوى غير مألوفة للبشر بعمل نعمة الله الغنية وقدرته الإلهية وهذا ما حدث مع بطرس بالذات، عندما فعل شيئًا من المستحيل أن يفعله مخلوق بشري غيره، لقد رأى المسيح ماشيًا على الماء، وكان المنظر أمامه مثيرًا وعجيبًا ومذهلا، فلماذا لا يفعل مثلما فعل سيده، ولماذا لا يرتفع بمعونة سيده، وعلى مثاله، ليفعل الشيء الذي لا يجرؤ آخر على تقليده ومحاكاته؟ ورغم تعثر بطرس فوق الماء، إلا أن الإيمان بالمسيح علمه أن يكون متشبهاً بسيده، ويكفي أن نذكر أنه كان مع سيده عند إقامة ابنة يايرس وأنه دخل إلى غرفة الصغيرة مع يعقوب ويوحنا وأبويهما، ورأى المسيح وهو يمد يده ليقول لها {طليثا قومي} (مر 5: 41) ومرت سنوات على هذا المشهد الذي ترك أثره العميق في نفسه، ودعى هو إلى يافا ليرى مشهدًا مماثلاً، لفتاة قد ماتت، وهي تلميذة للرب، وإذا به يفعل ذات الشيء مع فارق وحيد أنه جثا على ركبتيه، لأنه أقل من سيده العظيم { فقام بطرس وجاء معهما فلما وصل صعدوا به الى العلية فوقفت لديه جميع الارامل يبكين ويرين اقمصة وثيابا مما كانت تعمل غزالة وهي معهن. فاخرج بطرس الجميع خارجا وجثا على ركبتيه وصلى ثم التفت الى الجسد وقال يا طابيثا قومي ففتحت عينيها ولما ابصرت بطرس جلست. } (أع 9: 39،40). طلب القديس بطرس خروج الجميع، فإنه لم يطلب مديح من إنسان ولا مجد باطل من العالم. فقد جاء لا لكي يستعرض إمكانياته وقدراته، بل ليمارس حنوه الداخلي في الرب. أراد أن يتحدث مع الله مخلصه في هدوءٍ، بعيدًا عن الضجيج. قدم صلاة بروح تقوي وفي خشوع، يطلب عون لله، يعلن خضوعه كخادمٍ للرب، وليس كما أقام السيد المسيح لعازر بسلطانه الإلهي. لقد كانت كلمات بطرس الرسول هي كلمات السيد المسيح. فقد نطق الرسول بطرس (أع 9: 40) بذات كلمات الرب (مت 5: 5) هكذا كان الله يصنع علي يدى الرسل والقديس بطرس الرسول الآيات والعجائب { وَجَرَتْ عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ كَثِيرَةٌ فِي الشَّعْبِ. وَكَانَ الْجَمِيعُ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ. وَأَمَّا الآخَرُونَ فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَجْسُرُ أَنْ يَلْتَصِقَ بِهِمْ لَكِنْ كَانَ الشَّعْبُ يُعَظِّمُهُمْ. وَكَانَ مُؤْمِنُونَ يَنْضَمُّونَ لِلرَّبِّ أَكْثَرَ جَمَاهِيرُ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ. حَتَّى إِنَّهُمْ كَانُوا يَحْمِلُونَ الْمَرْضَى خَارِجاً فِي الشَّوَارِعِ وَيَضَعُونَهُمْ عَلَى فُرُشٍ وَأَسِرَّةٍ حَتَّى إِذَا جَاءَ بُطْرُسُ يُخَيِّمُ وَلَوْ ظِلُّهُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ. وَاجْتَمَعَ جُمْهُورُ الْمُدُنِ الْمُحِيطَةِ إِلَى أُورُشَلِيمَ حَامِلِينَ مَرْضَى وَمُعَذَّبِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ وَكَانُوا يُبْرَأُونَ جَمِيعُهُمْ.} ( أع 12:5-16). كهذا نري عمل الله الذي لا يُحد بمكانٍ معين ومعجزاته التي تتبع المؤمنين باسمه فاينما حلّ أولاد الله يتقدس الموضع بروح الله الساكن فيهم ليمارسوا عمل الله ويتمم الله وعده لتلاميذه أن باسمه يتممون العجائب التي يعملها وأعظم منها (يو ١٤: ١٢). فما فعله السيد أن المرأة نازفة الدم لمست هدب ثوبه فشُفيت، لأن قوة قد خرجت منه (مت ٩: ٢٠). أما بالنسبة لبطرس فوهبه السيد المسيح أن بظله يشفي الذين يرقدون في الشوارع على فرش وأسرة مرضى. ما فعله السيد كان بقوته وسلطانه، أما ما تحقق ببطرس وغيره من الرسل فكان باسم يسوع الناصري. حقًا إنه لحساب مجد المسيح تمت المعجزات الأعظم. وهكذا راينا بطرس يقيم المقعد علي باب الجميل خارج الهيكل { فقال بطرس ليس لي فضة ولا ذهب ولكن الذي لي فاياه اعطيك باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش. وامسكه بيده اليمنى واقامه ففي الحال تشددت رجلاه و كعباه.} ( أع 6:3-7). أننا نصلي ليقوى الله إيماننا به ويكون لنا فكر المسيح ونقتدي به في حياتنا وننال منه سلامنا وسط ظروف الحياة المختلفة ويحل بسلامه في قلوبنا وسفينة حياتنا وبيوتنا وبلادنا ويقودنا في موكب نصرته الي بر الإيمان والأمان. القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
09 يونيو 2025

كيف نمتلي بالروح القدس

1- أهمية الإيمان والتوبة المستمرة حياة الإيمان والتوبة والأعتراف شرط أساسي لقبول الروح القدس، والأمتلاء منه وكما قال الكتاب { تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى ٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ ٱلْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ} (أع 2: 38). الروح القدس هو روح القداسة والحكمة فهو لا يسكن في النفوس الساعية بالمكر أو مستعبدة للخطية { ان الحكمة لا تلج النفس الساعية بالمكر ولا تحل في الجسد المسترق للخطية } (حك1 : 4). فعدم ترك الخطية هو أحد أسباب عدم الامتلاء بالروح القدس. إن المرنم يقول: {إِنْ رَاعَيْتُ إِثْماً فِي قَلْبِي لا يَسْتَمِعُ لِيَ ٱلرَّبُّ} (مزمور 66: 18). الروح القدس هو الذى يبكتنا ويعطينا روح التوبة والصلاة والعلاقة الواثقة بالله ويعزينا فى ضيقاتنا ويعلمنا ويقودنا {واما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم }(يو 14 : 26). علينا أن نصلى بروح التواضع والإيمان ليحل علينا روح الله القدوس ويقودنا من أجل بنيان الكنيسة وخلاص النفوس. ونعمل ونصلي من أجل أن نثمر ثمر الروح ونقراء الكتاب المقدس بتواضع لنتعلم ونقدم ذواتنا كأوانى مقدسة لروح الله ليعمل فينا ويتجدد دأخلنا يوما فيوم { قلبا نقيا اخلق في يا الله وروحا مستقيما جدد في داخلي} (مز 51 : 10). التوبة تجدد عمل الروح القدس فى القلب... وفى حالة الذين يعتمدون كبار لابد من الإيمان الحي بالمسيح وقبوله والاعتراف به وكذلك لابد من توفر التوبة وتغير الفكر وتغير إتجاه الحياه من محبة الخطية ومحبة العالم والرجوع بقلب صادق إلى المسيح المخلص لنوال نعمته وخلاصه ونوال عطية الروح القدس. أما فى حالة كل من اعتمد فى طفولته فإن الروح يدعوه ويناديه أن يتوب ويرجع بكل قلبه إلى المسيح الذى صلب من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرناـ {ومتى جاء المعزى يبكت على خطية} (يو8:16). وهكذا فإن الروح القدس يكشف للنفس محبة المسيح الفادى على الصليب ويوبخ القلب على ابتعاده وعدم إيمانه. والذى يسمع نداء الروح ويقبل فإن الروح القدس يجدد حياته بالتوبة. وبالإيمان يكشف له مجد الرب يسوع فيتعرف على المسيح ويعرفه معرفة شخصية ويصبح المسيح بالنسبة للإنسان التائب شخصًا حي حقيقي يستطيع الإنسان أن يحبه ويثق برعايته ومحبته وقدرته ويستطيع أن يسلّم له كل الحياة لكى { مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي} (غل2 :-20). يقول القديس أنطونيوس (لأن الروح القدس المعزى المأخوذ فى المعمودية يعطينا العمل بالتوبة ليردنا ثانية إلى رئاستنا الأولى ). 2- الصلاة والأمتلاء من الروح ... أن نعمة الروح القدس تعمل مع من يعمل وتعطي لمن يطلب بصدق ولجاجة ويهب الله الروح القدس لنا بقدر لجاجتنا في الصلاة { وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. فَمَنْ مِنْكُمْ وَهُوَ أَبٌ يَسْأَلُهُ ابْنُهُ خُبْزاً أَفَيُعْطِيهِ حَجَراً؟ أَوْ سَمَكَةً أَفَيُعْطِيهِ حَيَّة بَدَلَ السَّمَكَةِ؟.أَوْ إِذَا سَأَلَهُ بَيْضَةً أَفَيُعْطِيهِ عَقْرَباً؟. فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ يُعْطِي الرُّوحَ الْقُدُسَ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَه.} (لو 10:11-13) علينا أن نصلي بإخلاص ونية صادقة ليعلن لنا الله كل طريق باطل في حياتنا وننقى ذواتنا من الخطية ليظهر نور قداسته فينا. ونمو متواصل في حياة الروح. نجوع ونعطش إلى البر (متى5: 6)، نشتاق إلى كل ما يغذى اروحنا ونصلى ليحل المسيح بالإيمان في قلوبنا { اما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم} (1كو 3 : 16) ونطلب أن يقودنا روح الحكمة والفهم والمشورة ومخافة الرب فننال حكمة من الله فى الكلام والعمل ونجد نجاح وبنيان وشبع وارتواء. نحمل ايضا صليبنا بفرح وتسبيح ونتبع مخلصنا الصالح الذى يقودنا فى الطريق حتى ينقلنا الى الفردوس فان الروح القدس هو الذى يقيم أجسادنا المائتة لنقوم باجساد نورانية روحية ممجدة { وان كان روح الذي اقام يسوع من الاموات ساكنا فيكم فالذي اقام المسيح من الاموات سيحيي اجسادكم المائتة ايضا بروحه الساكن فيكم} (رو 8: 11) . الروح القدس إذاً هو مصدر غني وشبع حياتنا الروحية ونموّها المستمر، إلى أن نصل المؤمن الي السماء وننال النصيب الأبدي المعيَّن لأولاد الله. 3- المحبة وسلامه الهدف ..... يجب أن يكون هدفنا من الأمتلاء من الروح القدس هو محبة الله والقداسة التي بدونها لن يري أحد الرب. أن يتمجد الله فينا ويعلن لنا مجد الله وملكوته الأبدي. لقد كان "دهن المسحة" الذي يرمز به للروح القدس مخصَّصاً لمَسْح الهيكل وأوانيه، لتكون «مكرسة لله» كما كان مخصصاً لمَسْح هارون وبنيه لتقديسهم لخدمة الله. ونحن بعد المعمودية ندهن بزيت الميرون المقدس لنصير مقدسين ومخصصين لله وعلينا أن نكرس فكرنا وأعمالنا وحياتنا وسلوكنا لله. الروح القدس يعطي ثمار ومواهب وخِدَم وأعمال متنوِّعة يهبها الروح القدس للمؤمنين. ويعطي الروح القدس لكل مؤمن ما يريد الروح أن يعطيه، فلا يوجد مؤمن يمتلك كل المواهب، كما لا يوجد مؤمن بلا مواهب. ومن هذه المواهب ما هو خاص بالخدمات الاجتماعية والتدبيرية (رو 12: 8 و1كو12: 28) ومنها مواهب تعليمية وتنظيمية (أف 4: 11) ومنها مواهب روحية. بل وأعطى الله للجميع مواهب طبيعية. ويجب أن نستخدم كل هذه بغير كبرياء ولا أنانية. فعندك موهبة يحتاج إليها غيرك، لأنها ليست عنده، وأنت تحتاج إلى خدمة موهبة عند أخيك وليست عندك. وهكذا نخدم بالمواهب بعضنا بعضاً، بلا مصالح أو أهداف مادية أو تسلط أو تكبر بل من أجل مجد الله وخدمة الكنيسة ومؤمنيها. 4- الإنقياد لروح الله ... علينا أن نطيع روح الله وننقاد لعمله فينا حين يحثنا علي الأمتناع عن شئ أو يدفعنا أو يحثنا لعمل ما فلا نحزن روح الله أو نطفأه بعد أستجابتنا لعمله { لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله} (رو14:8). فالذين يعيشوا بروح الله ويسلكوا بالروح هؤلاء هم أبناء الله. فالروح القدس كما وعد المسيح يرشدنا إلى جميع الحق لأنه يأخذ مما للمسيح ويخبرنا (يو13:16،14). أى يرينا ويكشف لنا حتى نسلك ونفكر ونتصرف بحسب إرشاد الروح. والروح القدس يعلّم أولاد الله ويرشدهم لمعرفة أسرار ملكوت الله. ليست معرفة مادية أو نظرية، بل معرفة الاختبار الحي بارشاد الروح القدس وإعلانه هذه هى معرفة الروح القدس الحقيقية. هذه المعرفة التى يقول عنها يوحنا الرسول {وأما أنتم فالمسحة التى أخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم أن يعلمكم أحد بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شئ وهى حق وليست كذب ، كما علمتكم تثبتون فيه} (1يو27:2(. فالروح القدس يعلن لنا ربوبية المسيح فى قلوبنا لنعترف به ربًا وإلهًا ومخلصًا، مصلوبًا ومقامًا لأجلنا، وهذا هو أساس الإيمان بالمسيح. وهو الذى يرشدنا إلى جميع الحق أى إلى كل ما يتصل بالخلاص والحياة الأبدية وكل أمور ملكوت الله وعمل الله فى كنيسته وفى الخليقة ويرشد إلى الحق والسلوك فيه. وهذا ما قصده الكتاب {لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله }( رو 12:8) . نسلك حسب الروح ونميت شهوات الجسد بقوة الروح القدس { لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون } (رو13:8). الروح القدس يرشد المؤمن ويحثه لكى يسلك حسب وصايا الله ـ وكون الروح القدس يرشدنا ويعلمنا ويقودنا فى الإيمان والسلوك، فهذا لا يعنى أننا لا نحتاج إلى ارشاد المرشدين وتوجيه الآباء الروحيين لأننا فى أمور كثيرة يمكن ان ننخدع بدوافع جسدية ذاتية ويختلط علينا الأمر، هل الصوت الذى فى قلوبنا هو من ذواتنا أم من الروح القدس. ونحتاج بكل تأكيد إلى المرشد الذى يرشدنا بالروح القدس ويساعدنا فى الطريق الروحى وهنا تظهر أهمية الاعتراف والارشاد الروحى الذى استلمناه فى تقليد الكنيسة ووصية الإنجيل {أطيعوا مرشديكم واخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابًا لكى يفعلوا ذلك بفرح لا آنين لأن هذا غير نافع لكم} (عب17:13). القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
08 يونيو 2025

نحن والروح القدس

اليوم يا أحبائي نحتفل بعيد عظيم في الكنيسة، إنه يوم انسكاب الروحالقدس على البشرية، يوم خالد لا تغرب شمسه لحظة. وهو ككل الأعياد والمواسم الكنسية ليس تمثيلية وليس تذكاراً، ولكن توقيع روحي على الزمن فالزمن يستجيب وينفعل ويتغير ويحيا، مثل العظام الميتة التي تحيا. فالروحالقدس محيي، وبمجرد ما يلتحم بالزمن يحوله إلى لا زمن وإلى خلود لذلك فحلول الروح القدس في هذا اليوم وهب للكنيسة هذا السر الفائق، سر الالتحام الذي فيه تلتحم الكنيسة بالأبدية، ويلتحم المنظور بغير المنظور، والزمني بالأبدي منذ اليوم تتنفس الكنيسة الروح القدس وتتنفس القداسة، لذلك نسميها كنيسة مقدسة، وقداستها دائمة طالما يسكن الروح فيها في الحقيقة لو أن الإنسان يحيا بالروح القدس؛ فستصير كل أعماله، حتى المادية منها، أعمالاً مقدسة. لقد غير حلول الروح القدس مضمون عمل الإنسان وعرقه. كان العمل في القديم صورة بالكربون للعنة الأولى: بعرق جبينك تأكل خبزك، فكان كل عمل يعمله الإنسان على الأرض هو صورة مصغرة أو مختومة بختم قديم جداً مكتوب عليه: "هذا عرق اللعنة". ولكن بحلول الروح القدس تغير الحال تماماً، ليس فقط على المستوى الروحي؛ ولكن أيضاً على مستوى العمل المادي اليومي.للأسف لقد غابت الكنيسة اليوم عن العالم، لقد كان من المفروض أنها تعمل تحلي للعالم، وللأرض، ليس فقط في تغيير الناس للإيمان؛ وإنما أيضاً في تغيير مفهومه للعمل والجهد وعرق الجبين تغيير من كونه امتداداً للعنة الأولى إلى مصدر للبركات، قال عنها النبي في القديم: «ويكتب على القدور وأجراس الخيل قدس للرب». فأواني الطبيخ صارت مقدسة، والخيول التي كانت مكروهة عند بني إسرائيل في القديم صار مكتوب عليها أنها مخصصة للرب. بمعنى أن الحياة كلها صارت متجلية، كيف؟ بالروح القدس أولاد الله لم يأخذوا للآن عافيتهم بالروح القدس، فالمطلوب منا ليس فقط أن نعمل العمل الروحي؛ ولكن أن تطور العالم كله، نبث الروح القدس في كل مكان، لتغير وجه الأرض في الحقيقة، نحن هنا في الدير، نحاول أن تحوّل العمل المادي لهذا المضمون، ونحن ملتزمون أن نجعل حياة العمل وحياة الصلاة ملتحمين، كفعل زمني وفعل أبدي مع بعضهما، لدرجة أن الراهب الذي لا يتقن الصلاة في أثناء العمل، يجب أن يُمنع من العمل. فلابد للراهب أن يصلي باستمرار ويرفع قلبه باستمرار أثناء عمله. أما إذا أخفق في هذا فيجب أن يعتكف في قلايته إلى أن يُجدد قواه الروحية، لكي عندما يعود للعمل مرة أخرى، يعمل بإحساس الوجود في حضرة الله، ويعمل كل شيء بدافع الحب الإلهي، الذي يدفعه للبذل والخدمة والعطاء، بل للموت لأجل الآخرين.الكنيسة اليوم محتاجة إليك، محتاجة إلى صلاتك. إن أنت لم تصل الله منك خسرت أنت، وخسرت الكنيسة. عليك أن تحس بما يريده ليصنعه من أجل الآخرين بواسطتك. فإذا أنت تكاسلت وتهاونت تكون النتيجة أن عمل الله يتعطل، وتحمل أنت الحرم. الله يريدك أن تصلي لكي يعمل بالروح القدس في قلوب الآخرين لأجل أمور يحتاجونها، وهو ليس له غيرنا نحن الرهبان، فإذا أطعنا كسبت الكنيسة وكسبنا من ورائها، ونلنا معونة الروح القدس وفرحناه؛ وإذا تقاعسنا تظل الكنيسة تعاني وأنت تعاني معها وتحس في النهاية إنك أضعت عليها الفرصة، وأنت في النهاية المسئول ! اسمع الآية: «صلوا بعضكم لأجل بعض واطلبوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا». الروح القدس ينبه اليوم قلوبنا، يُكلمنا في الإنجيل، يُسمعنا صوته بكل طريقه، يقول لنا صلوا من أجل الآخرين، اطلبوا من أجل شفائهم، ليس هو شفاء جسدي، ولكن من مرض اسمه الانصداد عن الحياة الأبدية للأسف أنت تقول: "أنا قد استغنيت وليست لي حاجة لشيء"، ولكن الروح يقول لك : " أنت شقي وفقير وعريان تعال خذ مني الروح القدس للصلاة". اعلم أن الرب يريد أن يعطيك، ولكن عليك أنت أن تطلب. الرب يديه مملوءة عطايا ومواهب ولكنه لن يعطيها إن لم تخطفها منه، يريدك أن تغتصبها من يده. وأعظم هدية تأخذها من الروح القدس هي الصلاة. الروح القدس هو كملكوت الله يُغصب والغاصبون يختطفونه. فإن هو نبه قلبك لفكرة معينة فلا تتوانى وستجد منه معونة، وسيعطيك القوة على التنفيذ، وستفعل أموراً لأول مرة تصنعها في حياتك وسيعطيك الروح القدس فهماً للإنجيل، آية وراء آية، وأصحاح وراء أصحاح، بعد أن كنت من قبل لا تفهم شيئاً! كما إنك ستجد آيـــات تجدها موجهة لك، فيها كل حياتك، وكأن الرب يخاطبك من خلالها مباشرة. وهناك أمور يشدد عليها الروح، يحثك عليها، يكررها عليك مراراً يريد أن يقول لك شيئاً، فلابد أن تتجاوب معه، إياك أن تهرب وتترك الصلاة، إياك أن تمل، وتقول: زهقت ومليت. بل قف صل أيضاً. كيف أسترضي وجه الروح القدس؟ الروح القدس هو إشبين النفس لأنك ولدت من حضنه في المعمودية هو الذي يُعرفك بالمجد الذي نلته بدخولك في الزيجة السرية بينك وبين الرب ولكن كيف أمسك في خناق الروح القدس؟ الأمر في منتهى البساطة: حَصْرُ القلب والعقل فيه. هذا هو العمل الوحيد الذي عليك أن تعمله، أن تحصر عقلك في الروح القدس، وتحصر قلبك في الروح القدس، وتعيش معه اليوم كله، وتناجيه وتوقف حياتك وساعاتك وأوقاتك في الطلبة المستمرة لكي يحقق لك المسيح وعده بأن يُعرفك بكل الحق، فهو القادر لأن يعلمكم كل شيء». فإذا توسلت إليه بدموع وأنت في محنة، مثلاً من أجل خطية متعبة فيك من جهة عداوة، بغضة أفكار غير طاهرة ... وتقول له : أرني قوتك، كيف يكون المسيح في وأنا أعيش كهائم أكل الخرنوب ؟! } عندئذ ستجده قريباً منك ويُعرفك قوتك ونُصرتك في المسيح، وعندئذ تجد الفكر قد ذهب تماماً، والقوة الشيطانية المسيطرة على العقل ذابت ذوباناً، وإذا بالشخص الذي كنت أتألم بسببه قد صار كملاك أمامي وإذا ضغط عليك فكر نحس مثلاً، بالليل أو بالنهار، قم منتفضاً ساجداً على الأرض، وناد الرب، هنا سيتحول الفكر إلى فكر مقدس وستحس بالرب يسوع كقوة فاعلة فيك للمجد. الروح القدس يأخذ مما للمسيح ويعطينا: عمل الروح القدس أنه يُعرفنا بكل أعمال المسيح وبكل صفاته وعطاياه أطلب أي شيء يعجبك، أطلب من أجل شيء يتعبك، تذكر الروح القدس واطلب منه، تجده يوجهك ويُعرفك بالذي عمله المسيح لك في هذا الأمر، فتأخذ قوة، وتأخذ نُصرة، وتأخذ فرحاً وتعزية المسيح هو نصرتك، هو سلامك هو قوتك هو عزاؤك وفرحك، هو ماؤك الحي، هو حياتك الأبدية، هو وداعتك واتضاعك، هو مسكنتك... هو كل شيء. فإذا انتابك روح كبرياء وعجرفة، يأتيك المسيح كوديع ومتضع ويذيبك ذوباناً، ولكن لابد من توسط الروح القدس. إنه يُقرب لك المسيح، فتراه على قدر ما يمكنك إدراكه قليلاً قليلاً.فالروح القدس هو الواسطة الذي يقدر أن يصل ما بين المسيح وبينك يقدر أن يحضر لك المسيح المتضع فتتضع والمسيح النور فتنير، والمسيحالحلو فتصير حلواً، والمسيح الطاهر فتصير طاهراً، ولا يصعب عليك شيء إطلاقاً. المتنيح القمص متى المسكين
المزيد
07 يونيو 2025

أربعة أعمال للروح القدس داخلنا

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد أمين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن، وكل أوان، وإلى دهر الدهور كلها آمين. تعيد الكنيسة أحبائي في هذا اليوم المبارك، بعيد العنصرة، عيد ال50، عيد حلول الروح القدس، عيد ميلاد الكنيسة، بداية وجود الكنيسة، بداية أعمالها، بداية رسالتها هو في يوم ال50 الروح القدس احبائي هو عطية الآب لنا الروح القدس هو الذي يعوضنا عن عدم وجود المسيح بالجسد في وسطنا عندما وجدنا إن رب المجد يسوع بدأ يشير إلينا أن حياته على الأرض سوف تنتهي،وأنه هينطلق الكنيسة كلها، والآباء الرسل حزنوا فوجدنا يقول لهم عبارة صعبة جدا قال خير لكم أن أنطلق الأفضل لكم، أنني أترككم عبارة صعبة لدينا جدا لأني عندما انطلق، أنا أرسل لكم الروح القدس،وكأنه يريد أن يقول لكم وجودة معكم افضل من وجودى معكم بالجسد خير لكم أن أنطلق عطية الآب لنا مكافأة الكنيسة،سر وجود الكنيسة،سر قوة الكنيسة،سر كرازة الكنيسة،سر توبة الكنيسة،سر تجديد الكنيسة،هو عيد حلول الروح القدس،هو عمل الروح القدس في قلوبنا،وفي نفوسنا أن يأخذ منا لى ويعطيكم يأخذ منا لى ويعطيكم كل الذي تتمنوه أن تأخذوه مني،هو سوف ياخذوا مني،ويعطية لكم سيحيى أجسادكم المائتة بروحه القدوس الساكن فيكم كثيرا احبائى الإنسان،تكون علاقته بالروح القدس علاقة ضعيفة، ممكن أن يكون لدينا جزء من المعرفة عن الآب ،ممكن أن يكون لدينا معرفة كبيرة للإبن وممكن أن تكون معرفتنا ضئيلة بالروح القدس كثيرا ما نشعر اننا لا نشعر بة ونسأل انفسنا ما هو الروح القدس،ما هو الروح القدس؟ ما دوره فيا؟ وما علاقتى بة ومامدى استيعابى له؟ أربع كلمات تقربنا جدا من الروح القدس، أكلمك عن وظيفة الروح القدس، بداخلك أربع كلمات صغيرة، لكن بهم كلام كثير جدا، نأخذ في كل عنوان كلمتين الروح القدس، عملوا بداخلك يعمل أشياء كثيرة جدا. أولا، عمل الروح القدس في داخلنا،هو يقدس. ثانيا، يصلي. ثالثا، يعلم. رابعا، يعزي. الروح القدس شغلته واحد يقدس إنسان يريد أن يعيش في قداسة مسؤولية الروح القدس هو اسمه روح القداسة روح القداسة إذا كانت القداسة لها روح، فالروح جوهرها فجوهر القداسة هو الروح القدس عندما أريد أن أتقدس الشيء الذي يقدسنى،هو عمل روح الله القدوس في داخلي، هو الذي يقدس قلبي وعقلي وإرادتي وكياني، معلمنا، بطرس الرسول يقول إنكم قد اغتسلتم بالمعمودية بل تقدستم بل تبررتم بإسم الرب ، يسوع، وبروح الهنا في رسالة كورنثوس أنتم اغتسلتم،وبعد ذلك تقدستم بل تبررتم بإسم الرب يسوع، وبروح الهنا روح القداسة كان الله ينيح نفسه أبونا بيشوى كامل لة تشبية لطيف يقول الروح القدس، جالس بداخلك الروح القدس، لا يحب أبدا تكون الشيء بالداخل مش نظيف، مدام سكن فيه أصبح هو المسؤول عن نظافة الداخل،عندما تأتي بسيدة تحب النظافة، واجلسها فى مكان تنظف الروح القدس يدخل بداخلنا، وينظف أعطي فرصة للروح القدس، أن لأنها مسؤولة عن قداستك، هو يريد قداستك ويحبك، قداستك الكتاب أحيانا يكلمك عن لا تحزنوا الروح مرة أخرى، لا تطفئ الروح، لا تقاوم الروح، هو يريد أن ينظف، اتركه أن ينظف، أعطيله فرصته،جميل جدا، الإنسان الذي يجد الروح القدس يريد أن ينظف بداخله، وهو يتجاوب ويساعد ويقول له حاضر الإنسان احبائي بيعيش في صراع ما بين الخطية وبين البر الصراع في كل كف فيهم له مراكز قوة الخطية لها مراكز قوة في الإنسان مراكز قوى مثل الذات والشهوة، حب العالم حب المال مراكز قوة داخل حصون الشر، يعمل فيها العدو، ويعمل فيها الإنسان العتيق، هذه هي مراكز القوة، لكن الجزء الآخر توجد قداسة القداسة تأخذ مراكز القوى داخل الإنسان في القلب في إرادة، في العقل الروح القدس. شغلته إنه يغذي القلب اشتياقات مقدسة الفكر، أفكار نقية، الإرادة، إرادة صالحة، الروح القدس، يحرك عندما يحرك الروح، القدس، تجد الصراع مع الخطية، مع الذاد ومع الشهوة، مع حب العالم، تجد الصراع يحسم لأن الروح القدس بيسند بيجاهد بيقدس تجاوب مع عمل الروح القدس ستجد نفسك بدأت ان تنحاز ناحية القداسة، بدأت الخطيئة تغزى من داخلك وتنسحب، وكل مرة تطاوع الروح، كل ما تزيد سلطانة، وكل مرة تطاوع الخطية، كل ما يزيد سلطانها. لماذا الإنسان يشعر أن توبته تكاد أن تكون مستحيلة من كثرة الشرور، فيشعر إنه تم عبوديته، وتم سلب إرادته، ويشعر إنه لا يستطيع شئ لابد ان تعطي فرصة للروح القدس أنه روح قوي أقدر أقول لك إنه يوجد مراحل في عمل الروح القدس، أحيانا، يكون الروح القدس منسحب تماما من الإنسان هذا هو الإنسان الساعي للخطايا، الإنسان المتلذذ بالخطايا، إللي قال عنهم الكتاب يشربون الإثم كالماء هذا الروح القدس حزين مطفى بداخله، لا يقدر أن يشتغل لا يكون متجاوب والإرادة نائمة، هو اسمه روح الحياة الروح القدس أحيانا بيحاول يبس فينا روح الحياة، يحاول أن يحيي أجسادنا الميتة ، يحاول أن ينمي اشتياقنا، يقول أوقف وقفة صلاة يرفع قلبك لا يليق لا يحل عندما تتجاوب معه يقوى سلطانه، لأن بدأت حواسك بسبب البر تكون مجربة والعكس كل ما تطاوع الشر كل ما تجد الشر يقوى وسلطانة يقوى أول مرحلة مرحلة ان الروح تنطفئ مرحلة أخرى الإنسان يبدأ ينشط. شوية، لكن ليس قادر أن يفعل، الإنسان مش راضي عن الخطية التي يفعلها مش راضي عن السلوك وتصرفاته يغضب ومتضايق يكذب ومتضايق وبيحاول لا بد أن تتجاوب مع عمل الروح في إنسان ثالث نقول عليه الروح القدس فيه حى ونشيط يرى الخطية من بعيد وتجدة يهرب معلمنا بولس الرسول يقول أسلكوا بالروح ولا تكملوا شهوة الجسد جاءت من الإنسان، الروح القدس بداخله نشيط ينحاز له، ويعطيه هذا الروح القدس النشيط داخل الإنسان الإنسان عندما يطاوع الروح يبدأ ينال عتق من خطايا كثيرة، ومعلمنا بولس قال لأن ناموس روح الحياة قد أعتقني من ناموس الخطية عتق فك اسر انسان لا تطفئ روح صوت الرب داخلك يوجد نقطة حساسة جدا، هناك فرق بين صوت الضمير وبين صوت الروح، الضمير مستوى أخلاقي، الضمير يقول لك على شيء الغلط غلط، لكن الروح القدس م مش بس يقول لك على الغلط ده يوجهك أيضا للبر يوجهك لإرتضاء يوجهك الى روح اللة وفي الخطأ تجد الضمير عندما يبكت إنسان يبكتة بطريقة مخزية ومحزنة، الروح القدس. يبكتك بطريقة لطيفة بنائة، مفرحة يوجد فرق يوجد فرق بين مدرس يصحح لولد الامتحان ولمجرد ان يرى اخطاء عندة يعلم علامات بالاحمر هذا هو الضمير الضمير عندما يشارو لنا على خطاء فينا يعزى بنابة الروح القدس ليس ذلك، روح لطيف، وديع يوجهك إلى الخطأ، وهو يطبطب عليك، يوجهك للخطأ، وهو يحاول يفكرك بالإجابة الصحيحة، يرفع من إحساسك بأنك ليس إنسان وحش شخص مثل يهوذا ،عندما استلم المسيح هو بعد ذلك ارجع المال وندم وقال أنا اخطئت إذ أسلمت دما بريئا لكنة فى الاخر شنق نفسة لانة كان صوت ضميره وليس صوت روح،صوت الضمير ليس في صالح الإنسان، إنه ينجو الضمير ممكن يجعل الإنسان يشاور له على الخطأ، ويجعله يتعذب الروح القدس، يشاور لك على الخطأ، و يوجهك للصح، ويعزيك ويفرحك ولا يتركك تتعذب أو تتألم مثل معلمنا. بطرس الرسول أنكر، ولكنه خرج خارجا وبكى بكاء مر، الروح القدس عزاة وقال له لك رجاء الروح القدس يقدس. ثانيايصلي ما هي مسؤولية الصلاة فينا ؟ ما الذي يجعلنا نعرف أن نصلي؟ ما الذي يجعلنا نقول كلمات فى الصلاة، ماالذى يجعل الصلاة لذيدة ما الذي يجعلني ألتزم بالصلاة؟ ما الذي يجعلني أشعر أنه يوجد كلمات اقولها ليست مرتبة ما الذى يجعل أن الوقت يفوت عليا،وأنا مش وأخد بالي فى الصلاة اقول لك الروح اصلى بالروح واصلى بالذهن أيضا ما أجمل صلاة الروح تحتاج إلى تدريب والتدريب يستغرق العمر كله،صلاة الروح في درجة من درجات الصلاة يقولوا عليها صلاة الشفتين ودرجة اجمل اسمها صلاة القلب انها اروع ودرجة اجمل واجمل اسمها صلاة الروح اجعل الروح هو الذى يقود صلاتك اجعل التعبير يخرج من روحك التى بداخلك الروح يشفع فينا بأنات لا ينطق بها نحن لا نعلم ماذا نصلى لكننى اصلى بالروح اللة روح والذين يسجدون لة فالروح والحق ينبغى ان نسجد معلمنا بولس يقول نعبد بجدة الروح لا بعتق الحرف كل مرة نصلى نشعر أنة يوجد روح جديدة نشاط جديد اخبائى ان لم نصلى بالروح نشعر أن الأجبية ثقيلة جدا هذة ناس تصلى بالروح والكلام لذيذ بالنسبة لهم يوجد احبائي من يصلى بالروح من يجد صعوبة ليس فى وقفة الصلاة لكن فى كيف ينهى الصلاة بجد صعوبة انسان شعر انة دخل إلى حضرة الملك فاكنة يقول له أن لا امشى طول ماانا جالس معك ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولربنا المجد الدائم الى الابد امين . القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل