الكتب

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-إنجيل لوقا

لوقا البشير كلمة "لوقا" غالبًا اختصار للكلمة اللاتينية "لوقانوسLucanus " أو "لوكيوس" وتعني "حامل النور[1]"، أو "المستنير[2]". غير أنه يجب التمييز بين لوقا الإنجيلي ولوكيوس المذكور في (أع 13: 1)، وأيضًا لوكيوس المذكور في (رو 6: 21)[3]. هو الوحيد بين كتَّاب العهد الجديد الذي كان أمميًا ولم يكن يهوديًا بل، غالبًا من إنطاكية سوريًا؛ قَبِل الإيمان المسيحي دون أن يتهوّد. ويعلّل الدارسون ذلك بأن الرسول بولس حين أشار إليه في رسالته إلى كولوسى (كو 4: 14). لم يضمُّه إلى من هم من أهل الختان (4: 10-11) مثل أرسترخس ومرقس ابن أخت برنابا ويسوع المدعو يسطس .رأى البعض أنه كان أحد السبعين رسولاً، بل وأحد التلميذين اللذين ظهر لهما السيد بعد قيامته في طريقهما إلى عمواس (لو 24: 12)، وأن الرسول لم يذكر اسمه بروح التواضع؛ غير أن الرأي الغالب بين الدارسين المحدثين أنه لم يكن من الرسل، بل قَبِل الإيمان على يديّ الرسول بولس، مدلّلين على ذلك أولاً بافتقار السند التاريخي، وثانيًا لأن هذا الفكر يبدو متعارضًا مع مقدمة الإنجيل، إذ يقول الكاتب عن الأمور المختصة بالسيد المسيح: "كما سلّمها إلينا الذين كانوا من البدء معاينين وخدامًا للكلمة" (لو 1: 2)، وكأن الكاتب لم ينظر السيد المسيح بل سجّل ما تسلمه خلال التقليد بتدقيقٍ شديدٍ وتحقق من الذين عاينوا بأنفسهم. ولعلّه لهذا السبب يُعلق أحد الدارسين على هذا الإنجيل بقوله: "إنه عمل وليد إيمان الجماعة، قام على التقليد، وليس عملاً فرديًا[4]".كان القديس لوقا طبيبًا (كو 4: 14)، ورسّامًا، جاء في التقليد أنه رسم أيقونة السيدة العذراء.ارتبط القديس لوقا بالقديس بولس رسول الأمم بصداقة قوية، ففي سفر الأعمال أقلع الإنجيلي لوقا مع الرسول بولس من تراوس إلى ساموتراكي ثم إلى نيابوليس، ومن هناك إلى فيلبي (أع 16: 10-39 الرحلة التبشيرية الثانية). مرة أخرى في رحلة الرسول بولس التبشيرية الثالثة عند رجوعه تبعه الإنجيلي لوقا من فيلبى إلى أورشليم (أع 20: 5-21: 18). كما نراه مرافقًا له في روما عند الأسر (28: 30). وكان معه في لحظاته الأخيرة، إذ يقول في رسالته الوداعية: "لوقا وحده معي" (2 تي 4: 11).هكذا ارتبط الاثنان معًا، فسجل لنا الإنجيلي لوقا الكثير من عمل الله الكرازي خلال الرسول بولس في سفر الأعمال؛ ودعاه الرسول بولس: "الطبيب الحبيب" (كو 4: 14)، كما دعاه بالعامل معه (فل 24).قيل أنه عاش بتولاً، عمل في أخائية (باليونان)، استشهد في الرابعة والثمانين من عمره وأن الإمبراطور قسطنطينوس الثاني نقل رفاته إلي القسطنطينية عام 357م، وفي عام 1177م نقلت إلى Padau بإيطاليا[5].

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-إنجيل مرقس

في دراستنا لإنجيل معلمنا متى البشير نتذوق بشارة ربنا يسوع المسيح المفرحة التي سبق فأعد لها الله بواسطة أنبيائه القديسين حتى نتقبلها كدخول إلى ملكوته الأبدي، والآن في إنجيل معلمنا مرقس البشير نتمتع بذات البشارة المفرحة من جانب آخر، إذ نرى ربنا يسوع المسيح العامل لحسابنا، خلال خدمته العملية، خاصة قبوله الآلام والصلب أكثر من كلماته وعظاته.كُتب هذا السفر للرومان المعتزين بالذراع البشري والسلطة الزمنيّة مع العنف وحب التسلط، لذلك جاء هذا السفر يبرز شخص السيد المسيح كصاحب سلطان حقيقي خلال تواضعه وحبه بالآلام والصلب. وكأن روح الله يود أن يسحبنا لكي نسلك بروح ملكنا، فنحمل روح القوة والعمل بالحب والبذل.هذا وأود أن أشير أننا في تفسير هذا السفر، إذ نلتقي بأحداث تمس حياة السيد المسيح وأعماله سبق الحديث عنها في تفسير "الإنجيل بحسب متى" مستشهدًا بأقوال الكثير من الآباء وددت عدم التكرار، مشيرًا إلى الرجوع إلى التفسير السابق متى اقتضى الأمر، مع عرض مفاهيم جديدة في هذا الكتاب ما استطعت.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-إنجيل متى

الإنجيل المقدّس هو البشارة المفرحة التي يقدّمها لنا الروح القدس ليدخل بنا إلى الاتّحاد مع الآب في المسيح يسوع مخلّصنا. حقًا ما أعذب للنفس أن تتذوّقه، وللقلب أن ينفتح له، وما أصعب على القلم أن يعبّر عنه، واللسان أن ينطق به. إنّني إذ أُقدّم هذا العمل المتواضع أودّ ألا ندخل في دراسات عقليّة بحتة، ولا في معرفة نظريّة لأقوال الآباء الأوّلين فيه، إنّما أن نتمتّع بخبرة آبائنا الحيّة والمفرحة وسط ضيقات هذا العالم، فنعيش إنجيلنا، ويلتهب قلبنا بناره المقدّسة، فندخل إلى أعماق جديدة لملكوت الله المفرح.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين - سفر ملاخى

إشراق شمس البٌر على جميع الأمم لسفر ملاخي مركز خاص، فهو يمثل عند اليهود آخر أسفار الكتاب المقدس، وكأنه جاء ليقدم الوصية الختامية التي تحوي غاية كل الكتاب المقدس. إنها وصية الله المقدمة لشعبه حيث يعلن لهم في وضوحٍ كاملٍ النقاط التالية: 1. الله يحبهم، وبذات الحب الذي يحبهم به يحب كل البشرية. فحبه لهم المجاني لا يعني محاباته لشعبٍ معينٍ على حساب بقية الشعوب. 2. رفضه التام لتقدماتهم وذبائحهم، لأنهم حرفيون في فهمهم للشريعة، وفي حياتهم. يمارسون العبادة بقلبٍ يكسر الوصية، ويرفض الشركة مع الله. 3. إذ أخطأوا على كل المستويات كقادة وكهنة وشعب، فالحل الوحيد هو الرجوع إلى الله، أي التوبة، بابها مفتوح للجميع. 4. يختم السفر بإشراق شمس البرّ على كل الجالسين في الظلمة، لكي يتمكن من يريد، أيا كانت جنسيته، أن يتمتع بالشفاء بأجنحتها. إنه سفر محبة الله التي لا تعرف المحاباة. سفر نعمة الله الغنية التي تفتح أبواب السماء للجميع. سفر الرجوع إلى الله، الذي يُسر بكل من يقبل الدعوة للشركة معه. هو سفر كل نفسٍ بشريةٍ جادةٍ في طلب خلاصها.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين - سفر زكريا

سفر زكريا بما حواه من رؤى مبهجة للنفس تبعث على الرجاء وتشدد الأيدي للعمل الروحي، وما تضمنه من نبوات دقيقة عن شخص ربنا يسوع المسيح، سحب قلوب الكثير من آباء الكنيسة الأولى لتفسيره والتأمل فيه. وقد حاولت تقديمه مختصرًا ما استطعت حاذفًا أقوال الآباء المتشابهة حتى يسهل على القارئ إستيعابه. وقد قام المباركان الأستاذ مليكه يوسف والمرحوم الشماس يوسف حبيب بترجمة نص القديس ديديموس الضرير للخمسة أصحاحات الأولى ونشرها كنصٍ آبائيٍ ومصدر كنسي له تقديره الكبير[1].وفى نفس الوقت قامت الأخت المباركة عايدة حنا بسطا بترجمة ذات النص دون نشره، وقامت الأخوات المباركات تريز سعد والدكتورة تغريد راغب والدكتورة منى أبوسيف حلمي ومارسيل عزمى والأخ المبارك الدكتور إلهامي إبراهيم بترجمة بقية النص (الأصحاحات التسعة الأخيرة). الرب يبارك كل عمل ويهب استنارة لكل نفس للتمتع بكلمة الله الحيّ.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين - سفر حجى

كان قيام هيكل الرب في أورشليم يعني حلول الله وسط شعبه، يملك عليهم ويقدّسهم ويملأ حياتهم فرحًا وبهجة، الأمور التي حُرموا منها عشرات السنين في أرض السبي. عاد زربابل من السبي ومعه خمسون ألفًا من اليهود ليعيدوا بناء الهيكل ويردّوا لإسرائيل بهجته في الرب، لكنّهم إذ وجدوا مقاومة توقّفوا فإستكان البعض للموقف وانشغل كل واحد ببناء بيته الخاص تاركين بيت الرب خرابًا. فجاء هذا السفر يحثّ الكل على العودة إلى العمل، وكأنّه دعوة إلهيّة موجّهة إلى كل نفس لتستعيد في الرب بهجة خلاصها بالتمتّع بسكنى الرب فيها وإعلان قلبها هيكلاً للرب وأعماقها مقدّسا له. إنه حديث إلهي فيه يُعاتب النفس المتراخية في قبول ملكوته داخلها والمرتبكة بأمور هذه الحياة.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين - سفر صفنيا

دعوة للحياة المقدسة الله في حبه للبشرية ينشغل بكل إنسانٍ، كما ينشغل بالبشرية كجماعةٍ. يود أن يقيم منها أيقونة حية للقدوس، تتأهل للتمتع بالشركة في الأمجاد الأبدية، وتنعم بالفرح السماوي الذي لا ينقطع. هذه الأيقونة لن تتحقق فينا ما لم نتمتع بالحياة المقدسة التي طريقها التوبة أو الرجوع إلى القدوس! هذا هو غاية الكتاب المقدس كله، وغاية الخلاص الإلهي، وغاية هذا السفر، حيث يتجلى الله بكونه الإله القدوس الغيور. فهو يؤدب ليس إلاَّ لكي يُقدس، حتى لا يخلط الإنسان بين شركته مع الله وشركته مع الشر، الأمر الذي يستحيل تحقيقه أو قبوله من القدوس.يفرح الله بالتوبة الجماعية، فكما يبسط يديه ليضم العالم كله كعروسٍ واحدةٍ مقدسةٍ، يود أن يفتح المؤمن قلبه ليتسع لكل إخوته، وتنعم البشرية كلها بالحياة الجديدة في الرب. مسرة الله أن تتحول كل الشعوب إلى شفةٍ نقيةٍ تُسبح معًا بروحٍ واحدٍ، وتبتهج بالله مخلصها بفرحٍ دائمٍ، في حرية صادقة.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين - سفر حبقوق

1. أصل الكلمة "حبقوق" غير معروف، يرى البعض أنها تعني "المحتضن" أو "المعانق" بينما يربطها Friedrich وDelitxsch بالكلمة الأشوريّة "حمبقوق" وهو نبات حديقة[1]. 2. واضح من مزموره الوارد في الأصحاح الثالث ومن توجيهاته لرئيس المغنين (3: 19)، أنه كان من سبط لاوي كأحد المغنّيين في الهيكل، أي في فرقة التسبيح، إن لم يكن صاحب دور قيادي بالفرقة[2]. تاريخ السفر وواضعه: لا يحمل السفر أي تاريخ، لكن من الواضح أنه كتب في أيّام الملك يهوياقيم بيهوذا (609 - 598)، وإن كان من الصعب تحديد الزمن بدقّة.ما ورد بالأصحاح الأول (ع 5-6) يخص ما قبل انتصارات الكلدانيّين الأمر الذي جعل بعض النقّاد يرون أن السفر قد سُجل قبل انتصارهم على نينوى عاصمة أشور وسقوطها تحت يدهم، فقد قام الكلدانيّون بثورات ضدّ أشور تجلّت بسقوط نينوى عام 612 ق.م. الأمر الذي رفع من دورهم في العالم في ذلك الحين، وصار لهم مركزًا قياديًا، تزايد بالأكثر بغلبتهم على نخو ملك مصر في موقعة كركليش عام 605 ق.م. (2 أي 35: 20، إر 46: 2). ويعتقد غالبيّة النقّاد أن النبوّة ترجع إلى زمن هذه المعركة.واضح أن هذا السفر كتب في عصر الكلدانيّين[3]، أولاً لأن الهيكل كان لا يزال قائمًا (2: 20) والخدمة الموسيقيّة تُمارس فيه (3: 19)، ثانيًا لأنه يعلن أن الكلدانيّين يصبحون قوّة مرهبة بين الشعوب أثناء ذلك الجيل (1: 5-6)، وأنهم قد بدءوا فعلاً في قتل الأمم (1: 6، 17).يرى البعض أن حبقوق النبي كان بعد ناحوم بفترة قصيرة[4]، وأنه كان معاصرًا لإرميا، وإن كانت مدة خدمة الأخير النبويّة أكثر طولاً وفيّاضة[5]. الكلدانيّون[6]: كان الكلدانيّون يسكنون كلديا Chaldea جنوب بابل، وهو الجنس الغالب في بابل منذ 721-539 ق.م، شغلوا المناصب الرئيسية القيادية، كما مارسوا العمل الكهنوتي في العاصمة حتى أصبح اسم "كلداني" يُرادف "كاهن بعل مردوخ" كما ذكر المؤرخ هيرودت[7]. كان الشعب يعتقدون فيهم كأصحاب حكمة وفهم، كسحرة ومنجمين يعرفون الغيب (دا 1: 4، 2: 2، 4).

من تفسير وتأملات الآباء الأولين - سفر ناحوم

ناحوم: كلمة "ناحوم" معناها "مُعزي". فمع أن كثير من الأنبياء عاشوا في فترة ظلمة روحية حالكة، لكن وسط الكشف عن هذا المرض "الخطية" وخطورته، كانوا يفتحون باب الرجاء بالتوبة، معلنين عن بركاتها: "عزوا، عزوا شعبي" (إش 40: 1). وقد جاء اسمه يتناسب مع رسالته، فالسفر يُقدم تعزية للشعب، مظهرًا أن الله سمح لمملكة إسرائيل بالسبي الآشوري لتأديبهم، وفي نفس الوقت سيهلك أعداءهم الذين أذلوهم وسخروا بهم وبإلههم.ناحوم، معزي العالم، انتهر مدينة الدماء (نا 3: 1)، وإذ طُرحت صرخ: "هوذا على الجبال قدما مبشِّرٍ" (نا 1: 15)[1].القديس جيروم ينسب ناحوم نفسه إلى قوش، ويظن البعض أنها قرية في الجليل، بينما يرى البعض أنها على شاطيء دجلة الشرقي، على بعد أميال قليلة من نينوى. هذا ما حمل البعض إلى الاعتقاد بأن ناحوم كان أحد المسبيين هناك، خاصة وأنه يعلم أحوال ما بين النهرين جيدًا. إذ كانت مملكة إسرائيل قد سقطت تحت السبي الأشوري العنيف، ويترقب بعض الأنبياء سقوط مملكة يهوذا تحت السبي البابلي لتلحق بأختها إسرائيل هناك، سجل لنا ناحوم هذه النبوة. إنه يعلن عن خراب نينوى المدينة العظيمة بسبب استخدامها للعنف. وكان في هذا تعزية لإسرائيل المسبية (العشرة أسباط).قيل أنه هرب إلى يهوذا أثناء الغزو الآشوري على إسرائيل؛ ربما أقام في أورشليم حيث شهد بعد 7 سنوات حصارها بواسطة سنحاريب ملك أشور، وقد هلك الآشوريون، فمات 185.000 نسمة (2 مل 18: 19، نا 1: 11) في ليلة واحدة؛ كتب السفر بعد ذلك بقليل.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل