الاحد الثالث من بابة بين الإستهتار واليأس

بأسم الاب والابن والروح القدس اله واحد آمين ..فلتحل علينا نعمته ورحمه وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين ..إنجيل هذا الصباح المبارك يا احبائي فصل من بشاره معلمنا مارمتى..إنجيل الكنيسه بتكرروا علينا اكثر مرة في السنة. .فى قراءات ايام الآحاد ..إنجيل المجنون الاعمى، الاخرس الذي شفاة يسوع ،،حتى ان الأعمى الأخرس تكلم وابصر،، فكانت النتيجه يقول لك ..فبُهتا كل الجمع وقالوا ألعل هذا هو ابن داوود،، عاوزك ..تتخيل معايا ،،شخص أعمى وبعدين أخرس و طبعا أي أخرس تعرف على طول ان هو ابكم لان طالما ما بيسمعش يبقى اكيد ما بيعرفش الكلام، حتى لو كان لسانه ممكن يتكلم الا انه ما بيعرفش الكلام تلاقيه يصوت.. ويعمل أصوات من غير ما يعبر عن اي شيء ،،لانه ما بيعرفش الكلام.. أعمى واخرس وابكم لغايه كده.. يعني حاله صعب ،،بس حط عليهم كمان أنه مجنون، شكله وسلوكة والاحتكاك بة ..صعب جدا،،لية الكنيسه بتعيد علينا الإنجيل ده بالذات ؟! لان ده في الحقيقه أفضل حاجه تعبر بها عن الإنسان اللي ملك علية الشيطان ،،وأفضل حاجه للتعبير عن إنسان عايش في الخطيه.. أعمى ما بيشوفش ،والامور الروحيه عنده مش ثمينه ،رؤيه الله بالنسبه له،
مفقوده، لسانه لا ينطق بالحب ولا ينطق بالتسبيح ، ودانه مش متعوده تسمع كلمه ربنا فلسانه أعقد ..وكل دة بجانب ان هو مجنون، مجنون يعني يخوف،، غير متزن ده جاي منين بقى،، قال لك الخطيه هي الجنون القديس انطونيوس عرف الخطيه انها الجنون..الجنون هو اختلال العقل، واحد بيبيع حاجه غاليه قوي بحاجه رخيصه قوي ، واحد ابتدا يفضل أرض عن سماء ،واحد ابتدا يبعد عن الحكمه الالهيه يبقى ده اية؟ مجنون.. ادي مجنون أعمى أخرس قال لك ،، أُحضر إليه ،فعمل ايه ربنا يسوع المسيح ؟ شفاة.. لا يستحيل عليه المرض ابدا. مهما كانت الحاله قد كده الخطيه مؤذيه؟ قد كده الخطيه مؤلمه، قد كده الخطيئه ضاره ،،يااااة . عارف لما الإنسان يقدر قد ايه الخطيه احدثت فيه من دمار جسدي ونفسي وروحي؟! يعرف ان حاله بقى زي حال الراجل المجنون الاعمى الاخرس ..ويمكن اكتر ..لية..الخطية كدة... ايه اللي خرج ابونا آدم من الفردوس؟ من حضره الله،، الخطيه ايه اللي خلى ربنا يغضب على العالم كله ويجيب طوفان ويهلك كل الجنس البشري ما عدم ثمان انفس ابرار،، نوح وزوجته واولاده وزوجتهم،، ما هو الشيء الذي جعل ربنا يغضب الى هذا الحد ...ليبيد كل سكان الأرض..ما عدا ثمانيه
أبرار. ما سبب الطوفان الشنيع دة. . الخطيئه ايه السبب انه بلد بالكامل تتحرق بنار الخطيئه ...سادوم وعمورة ..ما سبب ان الارض تتشق وتبلع قرح ..الخطيئه،، قد كده الخطيه مرة ...مهينه ..خلاة بقى مجنون أعمى أخرس ..الخطيه كده.. تخلي الإنسان يفقد صوره الله بهاء الله وحضره الله.. انطرد من حضره الله ..وبعد ما الانسان يقع في الخطيه دى ..ينظر يجد نفسه حاله مر ،،يجد حاله صعب يبتدي يتعود ويعيش لغايه ما يفقد رجائه ويقع فى اليأس..هو ده حال الانسان.. الأول يكتف الإنسان وبعد ذلك يحاول الانسان يقوم شويه او يقاوم شويه يلاقي نفسه مش قادر.. يقع في اليأس...ويقول هو انا كده .. وهفضل كده.. واديني عايش وخلاص.. كم نفس حولت تتحسن وتقدم توبه لكن عدو الخير يقنعها ان ما فيش فائده وان الحال بتاعك حال صعب. وانت من اصعب الحلات..انت مجنون واعمى واخرس..قالك. واحضر اليه فشفاة.. كلمه عشان كده عاوز اقول لك كلمتين اهم من بعض،، والاثنين هما حاربين من اشرس الحروب اللى عدو والخير بيحاربنا بيهم ، والاثنين تقريبا عكس بعض. واحدة عشان تبعد عن ربنا ، واحدة عشان ما تحاولش تقرب من ربنا،، واحده يخليك تبعد أكثر ،،واحده لما
تحاول تقرب يخليك برضه تبعد من خلال ان انت بتقرب اللي هما .. اولا الاستهتار.. والياس، حربين اشنع من بعض ،يحربك الاول بالاستهتار، ايه الاستهتار،، بمعنى ان تتباسط مع الأمور ..دى نظرة، ،مش مشكله هنعمل ايه الدنيا كلها عثرات ،،والواحد مش قادر، وليه الناس ما تبقاش هي الملتزمه يحاول يبرر لنفسه الخطأ ..يستهتر كلمه،، مش مشكله كلمه . انا ما اقدرش برضة الواحد ما يغلطش باللسانه،، وبعدين فكره وبعدين فعل وبعدين وبعدين، ،،تبص تلاقي الاستهتار أصبح الانسان تبقى حياته عباره عن كومه من الأخطاء وكل شيء يظن ان هى . بسيطه وكل شيء يظن ان هى سهله ..الاستهتار ده خطيه كبيره جدا،، عشان كده واحد من القديسين يقول لك ..ثلاثه تسبق اي خطيه. اول حاجه تبقى الاستهتار والغفله والنسيان، اي خطيه. واحد يقول لك انا نسيت وكذبت..نسيت ما كنتش واخذ بالى وانا بكذب! غفله، وبعد كده يتعود يبقى ده اسلوب حياه وبعدين يحاول يتراجع يلااقي نفسه تعوض على الامر وبعدين ابتدا مش بس تعود الامر ..يبرر الامر لنفسه،، يبقى ده ايه ده استهتار. استخفاف بحضور الله استخفاف بأمر الخطيه لو ادركنا قد ايه الخطيه شنيعة...وقد اية بتجيب جنون وشلل وبرص..وعمى.
وتصم الحواس كلها وتبعد مخافه الله من الانسان.. الانسان يأخذ موقف ثاني من كل كلمه ومن كل نظره ،،عشان كده يقول لك التدقيق صنع قديسين ،والاستهتار أحضر قديسين ،يعني جاب قديسين لتحت.. التدقيق..صنع قديسين. لما واحد يستخف بالصلاه لما واحد يستخف بقراءه الكتاب المقدس ويقلل منها وبعدين يقلل من حضور القداسات وبعدين لما يلاقي صوت ربنا بيحاول يكلمه،، ما يتجاوبش يسكت الصوت ده من جواه بالتدريج الكلام ده يعمل ايه ..يعمل استهتار..يعني يجعل الشخص حياته سلسله من الانحدارات المتواصله ،وعدو الخير عمال يصنع الشبكه ويحبكها، عشان يعمل الشبكه اللي وراءها ايه الشبكه اللي وراها ؟! الياس،، تيجي تفوء شويه..تقول احاول ارجع، ترجع تلاقي الشبكه محبوكه تمام والمصيده معموله تمام ، الكذب بقى سلوك..والعين بقت غير مضبوطه وحب العالم اتأصل .. وحب المال زاد والذات كبرت ،،،طب اجي أحاول ارجع .... الاقى نفسى مش بشيل زرعه صغيره..لا دى اصبحت شجره كبيره ..وليها جدور وعميقه. . الموضوع ما بقاش سهل احاول اشيل الاقى نفسي مش قادر ..اقول ايه ،،خلاص ما فيش فائده ، هو ده الياس،،، أدى المجنون الأعمى الأخرس
،،،من أول ناحيه.. ناحيه الاستهتار الناحيه اللي وراها ايه،، اليأس. عشان كده احبائي الاثنين دول حربين من اشرس حروب العدو...يحارب بالاستهتار لكل اللي بعيد عن ربنا.. ويحاول بالياس كل اللي بيحاولوا يقربوا من ربنا فيجيب من هنا شويه ويجيب من هنا شويه البعاد من ربنا ده الاستهتار مش مهم وما فيش حاجه والقريب لربنا وعايزين يبتدوا يتحسنوا يحاربهم بالياس بأنه خلاص ما فيش فايده ..اقول لك لا ما فيش حاجه اسمها ما فيش فائده ..اول ما احضره الية المجنون الاعمى اخرس ..فشفاة ..كلمه منه تكفي... كلمه منه فيها شفاء ..بيجود على عبيده.. مش لانه كويس. لان هو صالح، لان هو قادر،، عمل الله معنا احبائي لا يتوقف ابدا على صلاحنا ولا على برنا،، لكن على صلاحه هو.. وبره هو ..إحسان الله احبائي ما بينتظرش مننا غير كلمه ارحمني ..ما بينتظرش غير انى اقولة اقترب الى نفسي فكها..اشفى نفسى المريضه الضعيفه ،اول ما الانسان يدرك ضعفه ..يقف قدام ربنا ويقول له يا رب فكني.. رباطات خطايا ثقيلة، ،شهوات كثيره حروب كثيره احاطت بى سقط.. لكن انت القيام ..انت اللي قادر وانت اللي تقدر ان انت تقومني ..حاله بتاعت المجنون الاعمى الاخرس ده حاله تصعب على
الواحد واحد مش متزن ويا ريته شايف ويا ريته سامع.. كل ده في واحد بس.. يتجمع كل دة..عدو الخير احبائي لا يشفق لما يضرب واحد يكمل عليه يدمر كيان الانسان كله ويوقف كل حواسه الخارجيه ويوقف كل اشتياقته الروحيه..يوقفه حتى عن التفكير ويصيبه بالجنون.. الجنون الروحي ان الشخص يكون بيفكر بطريقه خاطئه ما بيشوفش ما بيسمعش ما بيتكلمش بيعمل ايه يجعل الانسان يقع في الياس،، خلاص هيكون في ايه ثاني ،،عدو الخير احبائي لما بيوقع الانسان في خطيه الهدف من الامر عند عدو الخير مش ان الانسان يغلط.. عدو الخير مش هدفة ان احنا نغلط.. اننا نغلط ده موضوع مش بيشغلوا كثير.. لكن الاهم من ان هو يغلط حاجه عنده ثانيه مهمه جدا ان نبتعد عن الله هو ما كانش عاوز ابونا ادم ان هو يأكل من الشجرة عشان يأكل وخلاص.. موضوع يأكل دة بسيط ..لكن الاهم والاخطر ان ادم لما اكل ..اتكسف واستخبى.. ادم عاوزه ياكل ولا عاوزه يبعد؟! عاوزه يبعد ،،هو غيران قوي ان هو قريب.. ونفسه يعمل حاجه يخليه يبعد ... فجعلة يأكل عشان يبعد...هدف العدو مش ان انا اعمل خطيه...وخلاص...لا ..لان الخطية بتفصلنى عن الله.... يخليني اعمل تانى خطية
لية...مش لاجل الخطيه نفسها لا...لكى ابعد اكثر وثالث ورابع وخامس فالمسافه تزيد بيني وبين ربنا ابص الاقي المسافه كبيره.. فمستحيل جدا ارجع.. واحس انة صعب جدا اني ارجع ...هي دي خطه عدو الخير ...يوقع الانسان الاول في خطيه وبعدين يجيب له استهتار ..وبعدين يأس ويقطع رجاءه من مراحل الله.. عشان كده احنا نقول له.. لا تقطع رجاءنا يا سيدنا من رحمتك ابدا . .مهما كان جميل جدا ..سليمان الحكيم لما يدينا رجاء ويقول لك طول ما فيك نفس طول ..عندما يعطينا رجاء فيقول...طول ما فيك نفس طول مافيك حياه انت ليك توبه . .يقول لك . ان الكلب الحي افضل من الاسد الميت... فيك حياه كويس.. فيك حياه فيك نفس ..هو مُتأني.. فكرك ربنا سيبنا حتى الان احياء.. الى هذه اللحظه ليه.. يترجى توبتنا مُتأني مستني ..بيقول لك يلا تعال .. دلوقتي احسن من بكره مهما كان الحال ما تستهترش ما تيأس..ابدا هو قابل تيجي دلوقتي حالا.. مجنون مجنون ..اعمى اعمى.. اخرس اخرس.. كل اللي فيك ده بالنسبه لة بسيط..المهم تكون عايز المهم تقول له ارحمني فكيني اشفيني..عاوز اتغير زهقت..تعبت ...تصور انت انسان لما يكون عايش في المراره دي ..وعجباه..اة عجباه. عجبك ماتسمعش؟
عاجبك ماتتكلمش... اصعب من الخطيه أحبائي الرضا بالخطيه ..اصعب من الخطيئه في حد ذاتها ان يكون الانسان في صلح مع الخطيه ..عارفين الاباء القديسين يعلمونا كده ..ربنا مش هيحسبك اذا كنت بتغلط او مش بتغلط بقدر ما هيحسبك بتجاهد ولة لا ..بتتوب ولة لا الله لا يؤخذ بالنتائج لكن يأخذ بالجهاد ..ممكن يكون انسان بيسقط..لكن في عين الله كريم ..لانه بيجاهد ...لينا رجاء...المهم ان احنا نكون رافضين ضعفتنا المهم نكون بنصرخ لة وبنقول له ارحمني يا الله كالعظيم رحمتك...مثل كثره رأفاتك امحو اثمى..اغسلنى كثيرا من اثمى..ومن خطيتى ..طهرنى ...اصرخ لربنا..اخطر من الخطية نفسها هو السكوت عن الخطية.. عشان كده جميل جدا ان ربنا شايف قلوب كل اولاد وكل كنيستة وشايف قلوب كل المؤمنين ..ممكن نكون كلنا لينا ضعفات وكلنا بنغلط ..لكن شايف كل واحد فينا مين فينا عاوز الخطيه ومين فينا كارة الخطيه؟ مين فينا ساعي للخطيئه ومين فينا بيهرب من الخطية...مين فينا بيتلذذ بالخطيه...ومين فينا كارة للخطية...مين بيحاول وبيجاهد حتى وان سقط فهو كريم امام الله...واحد لازم يسأل نفسة ويعرف...بيقاوم بيرفض. بحاول ،،ولة ساكت ..بيقول كده.. ممكن واحد يكون
بيعمل حاجه غلط. عاوز يعرف نفسه هو تايب ولة مش تائب ..يقولك تسأوا سؤال،، وتشوف اجابته ايه ،،نفرض مثلا واحد بيسرق، نسأله سؤال انت حابب تسرق ثاني؟ في ثلاث إجابات ، واحد يقول لك في الحقيقه ناوي اسرق ثاني ده كده تائب؟ واحد ثاني تقولة ها هتسرق ثاني؟ يقول لك بصراحه حسب الظروف ما اعرفش..طب كدة تائب؟ واحد ثالث يقول لك لا أسرق تانى ازاي ده الموضوع دة تعبنى جدا ..نفسى ربنا يقوينى ويسندنى..واتعهد انها تكون اخر مره... حتى الرجل رقم ثلاثه... حتى وان سقط فهو في عيني الله كريم... لانه لو وقع فوقع بضعف،، لانه مش عاوز ، لكن واحد واثنين موقفه من ضعفاتة وخطاياه ...مش باين...تعالى كدة نراقب ضعفتنا ونفسنا ونسأل نفسنا..انا عاوز أقرر الحاجات دي ..الغلط اللي في حياتي دي ..والخطيئه دي ..انا لو سألت سؤال قدام ربنا وبسال نفسي بأمانه اعمل كده ثاني ولة لا ...اقول ايه اكيد مش هاعرف أضحك على ربنا واكيد جوايا اجابه عن كل ضعف فيا..لو ربنا سمع من الكنيسة كلها اجابة... نقول له يا رب ارحمنا وفكنا منها..حتى وان كنا مش قادرين فبقوتك انت تفكنا انت اللي قادر ان انت تغفر انت اللي قادر ان انت ترفع ...لان انا مش قادر.. مجنون
اعمى اخرس..خلاص مش قادر ..ما فيش في طاقتة..قوه لكن جاي له ..وطالما جاي له ..سلم له نفسة ...يبقى هو هيشفية...عشان كدة ..احبائي جميل جدا الانجيل دة لما الواحد يحط نفسه مكان المجنون اعمى اخرس ده يا لا فرحته الراجل ده.. مجرد المعجزه اللي حصلت معه هي اعظم كرازه تخيلوا كده لما الراجل ده يتعامل مع الناس يشوفوا واحد جديد..واحد تاني..هو هو يقول لك اه هو هو.. احنا احبائي توبتنا هي اعظم كرازه ..تغيير حياتنا وتغيير سيرتنا هي اعظم شهاده لانتصار عمل الله في داخلنا ..اذا كانت الناس بتقول ان الحياه مع ربنا دي شويه كلام نظري ،،مجرد نظريات ، احنا بنثبت بسيرتنا ان الحياه مع ربنا مش نظريات...حتى وان كان فينا ضعفات لكن بنقاوم وبنجاهد وبنتغير يبقى ربنا ده قادر ولة لا، قادر ان يغير الطبع البشرى...قادر انة يروض .. اقول لك اه ربنا متأنى علينا احبائى وقابل توبتنا في كل وقت تصور اللي انت بتستحيل على نفسك هو واضع لك خطه لخلاصك . كل الظروف اللي انت بتتحط فيها في حياتك كلها ..كلها تخدم خلاصك وربنا مستني.. وبيقول لك..ولم تزل يدوا مبسوطه بعد ...لسه لحد دلوقتي فاتح حضنه ومتأني على كل إنسان ..واللي انت شايفه في قمه الوحاشه
ومش طايقه وشايف انه انسان بعيد خالص وصعب جدا جدا وانسان قاسي وخاطى وبعيد.. لة عند ربنا مكان ..لة عند ربنا رجاء.. وكل واحد ولة طريق وله قبول عند اللة ...لاننا صنعت يداة.. لم يخلقنا لنهلك خلقنا لنبقى الى الابد... تذكر مره خدام كانوا بيخدموا في خدمه مرضى.. كان واحده ست انسانه طاقيه جدا ربنا بعث لها صليب مرض الفردوس.. زي ما بنقول عليه مرض الكانسر.. كانت حالتها صعبه جدا وجسدها كان هزل جدا وكانت انسانه شاكرا ورافعه قلبها بإستمرار الى الله وللاسف كان زوجها راجل صعب الطباع جدا كان بيهنها وبيشتمها وبيحتكرها وكان قاسي عليها جدا كل ده ممكن يكون مقدور عليه.. لكن الحاجه الاشنع من كده ان الراجل ده كان بيعايرها على انها هي بقت دلوقتي انسانه ما تنفعش ما بقيتش زوجه وكان بيعمل الخطيه داخل البيت ..في وجودها ...الست متألمه جدا.. كام خادم بيزور البيت ده؟ تخيلوا كده لما يلاقوا واحده ست ثانيه في البيت مع الراجل اثناء وهم بيزوروا الأسره دي؟ شيء مؤلم جدا ايه احساس الخدام دول بالراجل ده؟ احساس ضيق شديد مش طايقينه ومش عاوزين يسلموا عليه مش عايزين يكلموه مش عاوزين حتى يقولوا له كلمه عن امراته ولا
خذ بالك منها، ولا حتى عايزين يقولوا له يا ريتك تبطل حتى ....تخيل انت بقى اذا كان الخدام دول اللي هم بشر و فيهم الضعف البشري ومع كده مش قادرين يكلموا الراجل ده،، ربنا يبص للراجل ده على انه ايه هو اية؟ يعمل في ايه؟ لو واحد مننا يقول لو ربنا ينتقم منه دلوقتي ..ده ربنا يبعث له حاجه ياخذوا دلوقتي يموتوا بحادثة...او يشق الارض تبلعوا ... تصور ان ربنا متأنى على الراجل ده..و تشاء الظروف ان الراجل ده يصاب بنفس المرض وينام على السرير اللي جنب منها ويكون في حاله من حالات الانسحاق والانكسار امام الله ويقدم توبه لا يوجد احد ان يتوقعها ..الراجل ده يموت قبل زوجتة..ويسبقها على السماء.. مين اللي كان ممكن يقول كده، ربنا احبائي على قد ما شايف ضعفات الانسان على قد ما مرتب للإنسان خلاصة..بس المهم ان الانسان يستجيب..واحد من القديسين يقول لك... ليس عندك خسارة الا هلكنا.. ربنا ما عندهوش خساره ابدا الا هلكنا ..... ازاي احنا نبقى حاسين انه ممكن احنا نهلك.. وممكن إحنا نضيع...ازاى..احنا اولاده وغالين عليه .. وكل ما يفعل هو لخدمه خلاصنا..تعال نتجاوب تعال نقدم له نفسنا النهارده في كمجنون اعمى اخرس واقول له ها انا قد
وضعت نفسي بين يديك.. كل جنون فيا اشفى ..كل عمى فيا .انزعوا مني...وكل صمم وكل فيا...انزعوا... انت مد ايدك وحواله واجعلة ينطق بتسبيحك ..واجعل اذني تبتهج بسماع صوتك واجعل عيني تنكتشف لاراك...واجعل عقلى يستقيم.. ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الى الابد امين ....