جُمعة خِتام الصوم

بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمه وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين.
فى هذا اليوم تبتهج الكنيسة بعمل الروح لمّا يُشعر الإنسان أنّ الصوم إنتهى يحزن ويتمنى أن يعود مرّه أخُرى لأنّ الإنسان الروحانىِ يفرح بمُناسبات الكنيسة لأنّه يلتمس منّها خلاص نفسهُ ويعلم أنّ خلاصهُ يُطلب بالأصوام ما دام فى الجسد فى هذا اليوم تقرأ الكنيسة فصل من الإنجيل يحكى عن أواخر حياة السيد المسيح وهو ينظُر إلى أورشليم ويبكى عليها لأنّها لا تعلم ما هو لسلامها أورشليم فى العهد القديم كانت مدينة الملك العظيم مدينة الهيكل مدينة المذبح والذبائح مدينة الفرح الروحانى والإلتقاء بالله حتى أنّ داود النبى قال " وقفت أرجُلنا فى ديار أورشليم " ، لأنّ الإنسان الروحانى تتسّمر أرجُله فى أورشليم لأنّها مدينة الفرح الروحانى ولقاء النفِس بالله لذلك لمّا رفض الله أورشليم فى العهد القديم ورفض أعماله حزن وقال أنّ الهيكل يُترك خراب هل يترُك الله الهيكل خراب ؟ أليست هذه أورشليم التى قال عنّها فى سفر أشعياء" من أجل صهيون لا أسكُت ومن أجل أورشليم لا أهدأ " أنت يا الله تعهّدنا بالخيرات والأعمال لنرى أعمال الله مع شعبهُ وعمل ذراعهُ الرفيعة الشعب الذى أخرجه من مِصر وعبّرهُ البحر الأحمر وعبّرهُ نهر الأردُن وورّثه أرض الميعاد وغلب بهِ جيوش غُرباء قتل من أجلهِ 185000 واليوم يقول لهُم هوذا بيتكُم يُترك لكُم خراب لو عملنا مُقارنة بين أورشليم العهد القديم والعهد الجديد نجد أنّ الإثنان الشعب شعب الله وأورشليم هى مكان الإلتقاء بالله ولكن النفِس التى تتهاون بالله وتتمادى فى شرورها يقول لها الله كما قال قديماً " هوذا بيتكِ يُترك لكِ خراباً " يقول للشعب أنتُم قتلتُم الأنبياء حزقيال النبى هرب وأرميا النبى هرب00الله قال لحزقيال لا تخف إذهب وتكلّم إن سمعوا وإن إمتنعوا وأنا أتعامل معهُم أرميا النبى قال لله أنا لن أتكلّم معهُم لأنّهُم لا يتأثرّون بكلامى " قُلت لا أعود أذكُرهُم ولا أنطق بإسمهِ بعد " لأنّ الشعب فى إستهتار لكنّه عاد يقول " إسمهُ كنار آكله داخلى " ، إسم الله كان كنار آكله فى قلب أرميا فلم يستطع السكوت عن المُناداه بهِ رغم إستهتار الشعب رفضوا كُل الأنبياء إيليا النبى هرب وقال لله رفضوا مذابحك أشعياء النبى لم يكتفوا بقتلهِ بل نشروا عظامه فأى بشاعة هذه كم مرّه أراد الله أن يبنى هيكله ويُدخلنا فى عبادات عقليّة وقلبيّة وذبائح بركة ويطلُب ذبائح شفاه ويحولّ قلوبنا لمذابح لذلك النفِس التى ترفض الله لا تفرق عن أورشليم العهد القديم فى شىء أورشليم هى مدينة الله الخاصة التى أقام على أسوارها حُرّاس يحرسوها هو قائم على مدينتهِ هكذا النفِس البشريّة أعطاها الله خيرات وحراسة وملكوت ويتحدّث معها مرّه وإثنين وعِشرة ويحاول معها كثيراً لكن إذا رفضتهُ تحكُم هى على نفٍسها بالهلاك الكنيسة تقول لك أنّ فترة الصوم كانت فُرصة ذهبية للقاء مع الله والتدريب على النُصرة ، كانت فُرصة للجلوس مع الإنجيل والدخول فى عِشرة مع الله والكنيسة أيضاً تُظهر لنا يسوع وقلبه ينفطر من الحُزن على أورشليم التى رفضتهُ أو على النفس التى ترفُضه لم تخرُج كلماته منّه ببساطة ويُسر بل كانت عينيهِ تدمع هل تتكلّم بهذه الكلمات يا الله على أورشليم إبنتك ؟ معقول تتوعدّها بالخراب ؟ لذلك نقول لهُ " لا تُبكتنّى بغضبكِ " أعمال الإنسان هى التى تُغضب الله وتجعله يهلك ، هى التى تحكُم على الإنسان بالهلاك اليوم مُناسبة لنقف أمام الله ونقول لهُ إقبل منّا يارب لمّا تكون اليوم فرحته أعطاها لنا الله ونكون أمُناء فيها يفرح بنا الله هى وزنة نعم يارب أنت كُلّك حنان ومراحم ولا يُمكن أن تكون أورشليم كُلّها رفضاك عندما جاء المسيح ليعتمد إلتّف الناس حوله ، وفى مُعجزة إشباع الجموع كان يُريد أن ينفرد بتلاميذه فقط لكن تبعه خمسة آلاف نفِس كثيرون فى أورشليم إستفادوا منّه ، وكثيرون أيضاً لم يستفيدوا وهُم الأكثر بل الأصعب أنّ الذين كانوا مُلتصقين بأورشليم هُم الذين حرّضوا الشعب ليُصلب ، وهو كان يعلم ماذا سيأتى عليه بالتدبير الإلهى ،لذلك قال لها مُسبقاً أنّ بيتها يُترك خراب لأنّه يعلم أنّهُم سيصلبوه بلا شفقة ، لذلك قال لها إنكِ لا تعلمين ما هو لسلامك لو النفس تعلم عطايا الله لها ما كانت ترفُضه ولا بعدت عنّه اليوم تقول لك الكنيسة إنتبه لتكُن دائماً مملوء بالروح والحكمة حتى لا يحدُث لك ماحدث لأورشليم بولس الرسول فى رسالة رومية يُكلّم كنيسة العهد الجديد كنيسة الأمُم ويقول لها إنسان عنده زيتونة ووجد بها بعض الفروع أو الأغصان الرديئة فقطعها وجاء بأغصان بريّة جيدّة وطعّمها فى شجرة الزيتون " إن كان لم يُشفق على الأغصان الطبيعية ( كنيسة أورشليم ) فكم يكون عليكِ أنتِ " ، أنت المُطّعم فى الزيتونة تأخُذ من دسمها لكنّك لست من أصلها " لا تستكبر بل خف " ، أسلُك بخوف وكُن أمين للكرمة أو الزيتونة إذا كُنت لم أشُفق على هيكلى وشعبى الذى أعطيته المواعيد فأنا الآن لا أشُفق " هوذا لُطف الله وصرامتهِ " ، أحياناً عدو الخير يخدعنا ويجعلنا نُفكّر فى لُطف الله فقط وننسى صرامتهِ ولكن لنقرأ التاريخ فى سنة 70م حُوصرت أورشليم وخرُبِ الهيكل الهيكل الذى شاهد التسابيح وشاهد عمل الله يخرِب ؟ نعم هوذا لُطف الله وصرامتهِ على الذين فعلوا التعّدى صعب نرى المسيح فى صورة صرامة لكن لابُد أن نتخيلّ المسيح وهو حازم معنا حتى لا نتكاسل بل نقوم كُلٍ منّا يُعطى نفسهُ عُذر مُتكل على لُطف الله لكن سيأتى وقت ويكون فيه الله ديّان ويُعطى كُل واحد حسب أعمالهُ ، وسيأتى ليرى ماذا حدث فى كرمهِ وكُل غُصن لا يأتىِ بثمر يقطعهُ وكُل ما يأتى بثمر يُنقيه زكا العشار قدّم توبة حقيقية والله فعل معهُ بينّما يهوذا سقط كثيرون معروض عليهُم كلمات الله ولا تُسمع ، لذلك هو يُكلّم أورشليم المحبوبة يغضب ويقول لها هوذا بيتك يُترك لك خراب إنتهى وقت التوبة وستأتى ساعة المُحاكمة بعدل " ليس رحمة لمن لم يستعمل الرحمة " ، لا توجد خطية إلاّ ولها ثمن وعقوبة ويطلب ثمنها أمّا عقوبتها فهو يرفعها عنّا كُل خطية تفعلها لها عقوبة ننقلها من حسابنا إلى حسابه ورصيده كافىِ أن يغفر خطايا البشريّة كُلّها النفِس التى تصرّ على خطاياها ولا تنقلها لحساب المسيح تُبقى على خطيتها و تُترك خراب جيدة النفس التى تتكلّ على مراحم الله لذلك نقول لهُ أنت تكشف الأفكار وتفتح الأسفار ، إذا كشفت أفكارنا لبعضنا ستكون فضيحة فما بال الله الكاشف الأفكار ، لذلك هو يُريد أن يُنّقى خفايا الإنسان وتصّورات المخادع أطُلب منّه أن يُنقيك اليوم يوم خلاص فيجب أن لا يمُر عليك ليتنا ننال توبة ونتمتّع فى هذه الأيام بخلاصهِ ونلتّف حول المصلوب لنُشاركه آلامهُ التى إجتازها لإجلنا ولنكن مثل يوحنا الحبيب ومريم اللذان تبعاه حتى الصليب وإلتفّا حولهُ ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهِ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.