غاية التجسد الالهى

بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمه وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين.
يقول مُعلّمنا بولس الرسول " عظيم هو سر التقّوى الله ظهر فىِ الجسد " عجيب مُعلّمنا بولس الرسول الذى يعمل إرتباط بين التقّوى وظهور الله فىِ الجسد وكأنّهُ يقول أنّ ظهور الله فىِ الجسد هو الذى أعطى الإنسان التقّوى الذى أعطى الإنسان أن يعيش تقىِ وبار هو نعمة التجسُدّ لأنّ الإنسان عجز أن يصنع البرّ قبل التجسُدّ " لأنّ الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهُم مجد الله ليس من يفعل الصلاح ليس ولا واحد " إذاً للّه الظهور وللإنسان التقّوى الآباء القديسين تأملّوا فىِ تجسُدّ إبن الله ولأنّهُ موضوع يُمثلّ قمة مجد الحياة الروحيّة فكتبوا فيهِ كثيراً ولكنّهُم أجمعوا على أنّ التجسُدّ لهُ ثلاثة أهداف وثلاث بركات عظيمة هى :-
1- المسيح تجسدّ ليفدينىِ :-
كُلّنا نعلم أنّ الخطيّة جلبت على آدم وعلى الجنس البشرىِ حُكم الموت " يوم تأكُل من الشجرة موتاً تموت " وصار كُل نسل آدم يحمل عقوبة الموت وذنب آدم إذاً الموت ملك والكُل محكوم عليهِ بالموت فهل ترضى يا الله أن تحكُم على خليقتك بالموت ألم يكُن لك أى حلول أُخرى ؟ أنت جلبت الإنسان على غير فساد وكان إشتياقك أن يعيش الإنسان فىِ الأبديّة وأن يصنع مرضاتك لكن الإنسان خالف الوصيّة ألم تكُن يا الله قادر أن تقول كلمة وينتهىِ الأمر دون حُكم الموت ؟ يقول نعم كان مُمكن بِكلمة أسامح آدم لكن بذلك تكون رحمتىِ كمُلت فأين إذاً العدل ؟ بالطبع سوف لا يكون فىِ هذا الحل عدل وإن أمتّ آدم نتيجة ذنبهُ وعِصيانهُ تكون أكملت عدلك فأين إذاً رحمتك ؟
إذاً ماذا تفعل يا الله هل يُمكن أن تفنىِ آدم وتخلق آخر غيرّهُ ؟ يقول إذا كان لديك جِهاز مُعيّن وحدث فيهِ عُطل ألا تُصلحهُ ؟ فما بالك أنا الخالق والإنسان محبوب لدىّ كيف أفنيه ؟
كان يستحيل أن يفنىِ آدم وصعب يسامحهُ بدون دفع الدين00قد نقول كان مُمكن أن يخلق الله آدم بدون حُريّة كى لا يهلك نُجيب على ذلك ونقول إذاً قد لغيت بهاء مجد الإنسان المخلوق على صورة الله لكى يطيع الله بحُريتهُ ولا يُجبر على طاعتهِ إذاً ماذا ستفعل يا الله كى تفىِ عدلك ورحمتك ؟ وماذا ستفعل للشيطان ؟ يقول الله سأُجدّد الخليقة وأتجسدّ وأفدىِ الإنسان وبِذلك أُكمل العدل والرحمة لأنّ بالتجسُدّ كمال الرحمة أنّهُ فدى الإنسان وكمال العدل أنّهُ نفذّ الحُكم ألم يوجد آخر يفدينىِ بدلاً منهُ ؟ نقول لا لأنّ شروط الفادىِ صعبة وهى :-
1- أن يكون إنسان
2- أن يكون بلا خطيّة
3- أن يكون غير محدود لأنّ الخطيّة موجّهة للّه الغير محدود
4- أن يكون قابل للموت لكى يفدىِ
تُرى من هو الإنسان الذى بلا خطيّة وغير محدود وقابل للموت فإذا نظرنا الأبرار تُرى هل منهُم من بهِ نفس الصِفات ؟ لنرى أخنوخ مثلاً بالطبع ليس بهِ صِفات الفادىِ موسى النبىِ ليس بهِ صِفات الفادىِ إذاً لابُد من تجسُدّ الله لإِتمام الفِداء ليفىِ العدل والرحمة " إذ تشارك الأولاد فىِ اللحم والدم تشارك هو فيهُما لكى يبيد سُلطان الموت " أخذ جسد مثل جسدىِ ليفدينىِ ويُبارك طبيعتىِ وينقل الحُكم عنّىِ لهُ لكى يفىِ عنّىِ الدين طبيعتهُ أنّهُ غير قابل للموت لأنّهُ الله ولكن بالتجسُدّ أخذ الجسد القابل للموت ليفدينىِ لأنّ الإنسان محبوب للّه لذلك فداه " لأنّك بِغير إستحالة تجسدّت وتأنّست " فىِ أحد الأيام كان إنسان غير مسيحىِ يتهكّم على الفِداء وكيف يكون الله إنسان ويموت ويجوع فقال لهُ طفل أليسّ الله قادر على كُل شىء ألا يستطيع أن يجعل الأرض ماء والماء أرض يابسة ؟ أجابهُ نعم هو قادر فقال الطفل ألا يستطيع الله أن يكون إنسان ؟ فصمت نحنُ لا نقول أنّ المسيح إنسان وصار إِله لا نحنُ نقول أنّهُ إِله وصار إنسان هل يستحيل عليهِ ذلك ؟ نحنُ مديونين للعدل الإِلهىِ وهو دفع عنّا الدين فىِ سجون روسيا كان يوجد مسجونين كثيرون ولكى يعذّبوهُم كانوا يُقيموا قُرعة كُل فترة ليأخُذوا عشرة مساجين ويضعوهُم فىِ مكان قفر ليموتوا من الجوع والعطش وفىِ أحد المرات وقعت القُرعة على عشرة مسجونين وكان أحدهُم ضعيف فإنهار وصار يصرُخ ويُنادىِ عائلتهُ وكان فىِ ذلك الوقت كاهن مسجون فتقدّم الكاهن للحاكم وطلب أن ينوب عن هذا الشخص فىِ حُكم الموت شىء عجيب كيف ياخُذ إنسان حُكم الموت عن آخر غيرهُ ؟ لأنّ هذا الكاهن لديهِ خبرة الموت من مسيحهُ وصار بار وفدى آخر المسيح أخذ الذى لنا وأعطانا الذى لهُ أخذ خطيتىِ وذنبىِ وطبيعتىِ وأعطانىِ الذى لهُ البرّ والخلاص والتقّوى والحُريّة رغم أنّهُ كان يجب أن أكون أنا المُقيدّ لكنّهُ فدانىِ.
2- المسيح تجسدّ ليُعلّمنىِ :-
المسيح هو سيّد ممالك كُل الأرض وهو كائن فىِ حِضن أبيهِ مُنذُ الأزل يعلم أنّ الإنسان بليد فىِ التعليم وأنّهُ سيُخطىء فكان يعُلّم الآباء الأولين بالتعليم الشفهىِ ومع مرور الزمن أُهمل هذا التقليد وبدأ الشر يملُك على البشر فقال الله سأُعطيهُم ناموس مكتوب ورغم ذلك لم يفعلوا البرّ بل فعلوا التعدّىِ يقول بولس الرسول أنّ الوصيّة التى كان يجب أن أتبرر بِها كانت سبب موتىِ لأنّىِ لم أطيعها " لمّا جاء الناموس عاشت الخطيّة ومُت أنا " وأصبحت الوصيّة التى للحياة هى للموت فأرسل الله الأنبياء ليُنذر " أنت الذى أرسلت لى الأنبياء من أجلىِ أنا المريض وأعطيتنىِ الناموس عوناً " لكن الإنسان رفض الأنبياء وإحتقرهُم القديس إستفانوس قال " أى من الأنبياء لم يضطهدهُ أباءكُم " ولأنّ النبىِ يُمثلّ صوت الحق والبرّ لِذلك كان الشعب يكتمهُ أشعياء النبىِ القوىِ نشروهُ لأنّهُم رفضوهُ هذا النبىِ الذى قال أجمل النبّوات وتكلّم عن تفاصيل التجسُدّ والفِداء والآباء يقولون أنّ سفر أشعياء هو الإنجيل الخامس لأنّهُ تكلّم كثيراً عن المسيح حزقيال النبىِ رفضوهُ ورفضوا نبّوتهُ فقال لهُ الله " تكلّم وإن سمعوا وإن إمتنعوا " أرميا النبىِ قال أنّهُ " أبكىِ نهاراً وليلاً على سقطى بنت شعبىِ " ولكن قال لهُ الله تكلّم لكنّهُ قال للّه لن أتكلّم معهُم لكنّهُ عاد وقال للّه " أقنعتنىِ يا الله فإقتنعت ألححت علىّ فغلبت " كُل الأنبياء تحيرّوا مع البشر إذاً ماذا ستفعل يا الله ؟ قال سآتىِ أنا بنفسىِ وجلس على الجبل وفتح فاهُ وبدأ يُعلّم البرّ والتقّوى والعفاف وبدأت صورة الله تتضح وتقترب منّا وعلّمنا كيف نتعامل مع الله نحنُ الخُطاه وكيف الدينونة وكيف تكون الصلاة والصوم وكيف " لا تدينوا كى لا تُدانوا " قال الله أنّهُ لم يأتىِ ليُهلك بل ليُخلّص وليرُدّ سبى الإنسان وبدأنا نتعلّم ورأيناهُ قَبِل العشار والزانية وزكّا فأصبح لنا الجُرءة أن نتقدّم إليهِ لأنّهُ إتضع وجاء ليُعلّمنا وفدانا بأسمائنا لِذلك نحنُ لا نقول " الله تعالى " بل الله " تنازل " " نزل من السماء وتجسدّ من الروح القُدس ومن مريم العذراء تأنّس " تنازل عن بهاء مجدهُ وإختفى فىِ جسد إنسان بسيط وبدأت أقترب للّه من خِلال المسيح سألوا طفل هل تُحب الله ؟ أجاب من هو الله ؟ قالوا لهُ يسوع فقال نعم أنّىِ أُحب يسوع وإن كان هو الله إذاً أنا أُحب الله من عرّفنا الله ؟ الإبن المسيح" الإبن الذى هو فىِ حِضن الآب هو خبرّ " جاء ليُعلّمنىِ وما من تعليم أحتاجهُ إلاّ وأعطاهُ لىِ.
3- المسيح تجسدّ ليتحد بى :-
الفساد دخل إلينا وأصبح من طبعنا ومُعرّضين للسقوط إذاً لابُد من حل دائم فقال الله سأدخُل فيك وأثبُت " أنتُم هياكل الله وروح الله ساكن فيكُم " وسأُبدّل طبعك أنت إنسان قابل للسقوط وشهوانىِ سأُبدّلك وأُعطيك طبيعة جديدة واتحد بك وأتحد بجسم بشريتك " باركت طبيعتىِ فيك أكملت الناموس عنّىِ " أتحد بك إتحاد حقيقىِ وأثبُت فيك وسأجعل التجسُدّ من أجلك أنت ولِنفعك أنت وأتحد بطبعك فأصبح طبعىِ هو طبعهُ وطبعهُ هو طبعىِ لذلك المسيح يرى صورة نفسهُ فينا " الذى صار لنا بهِ كلينّا قدوماً لهُ " صار لنا برّ وفِداء من عندهُ هذا هو نصيب عبيد الله ليس برّ مؤقتّ أو ضعيف بل ثابت وأصبح الإنسان طبعهُ قديس والشر دخيل عليهِ عكس العهد القديم وأصبحت الكنيسة كُلّها قديسين والبعض القليل منهُم أشرار لذلك كان بولس الرسول يقول " القديسين الذين فىِ أفسُس " " القديسين الذين فىِ كورنثوس "ولمّا وجد إنسان خاطىء فىِ كورنثوس غضب بولس وسمّاه خاطىء كورنثوس لأنّ الخطيّة أصبحت دخيلة على الكنيسة.
كيف ننال الفِداء ؟؟
كيف ينتقل لنا عمل السيد المسيح ؟ تخيلّ أنّ إنسان لديهِ طفل مريض فيذهب بهِ للأطباء فيقولون أنّهُ يحتاج زرع أعضاء جديدة سليمة وبِذلك يُصبح الطفل المريض طفل سليم يستطيع أن يسير ويلعب ويجرىِ مثل بقيّة الأطفال لأنّهُ من داخله تغيرّ هكذا كُلٍ منّا أُجريت لهُ هذهِ العملية الجراحيّة فىِ المعموديّة ولبسنا الإنسان الجديد وأصبحنا ننتسب للمسيح وليس لآدم وإسمىِ حسب المسيح وليس حسب الأب الجسدىِ لأنّىِ دُفنت معهُ فىِ المعموديّة وقُمت معهُ " أنتُم الذين إعتمدتُم للمسيح قد لبستُم المسيح "ولم أُصبح إبن للخطيّة أو لآدم بل إبن المسيح وللّخلود وللّحياة الأبديّة وأصبح طبعىِ هو البرّ لأنّىِ أخذت صِفات الله وهذهِ هى عظمة عمل السيد المسيح فىِ فدائهُ كان مُمكن يفدينىِ ولا أتمتّع بِفدائهُ لكنّهُ نقل لنا فِدائهُ لكى نتمتّع بهِ.
كيف ننال تعاليمهُ؟؟
أنّنىِ أشتاق أن أجلس معك على الجبل أو على شاطىء البحر لأتمتّع بِتعاليمك فيُجيبنىِ لديك الكِتاب المُقدّس تعليم ثابت فمن يُريد أن يسمع صوتهُ ولا يجدهُ فىِ الإنجيل ؟! بالطبع ستسمع صوتهُ " الكُتب المُقدّسة التى تُحكمّك للّخلاص أبتهج أنا بِكلامك كمن وجد غنائم كثيرة " كلامهُ كُلّهُ موجود فإذا كان لدينا شريط كاسيت للأنبا أبرآم أو المُتنيح البابا كيرلُس نشعر أنّ لدينا كنز فما بال السيد المسيح الذى ترك لنا كُل تعاليمهُ فىِ كِتابهُ ؟ كلام غالىِ موجود معنا فىِ بيوتنا من أهداف تجسُدّهِ أن يُعلّمنىِ فكيف لا أتمسّك بِتعاليمهُ !!!!!!!
كيف نتحد بهِ ؟؟
السيد المسيح رأى أنّهُ أعطانا الفِداء والتعليم ولكنّهُ أراد أن يثبُت فينا فقال بالمذبح حتى يكون تجسُدّىِ ليس مُجرّد صورة أو تذكار بل حقيقة ثابتة لذلك لابُد من الإختلاط بك بِلحمك وبِدمك" عظيم هو سر التقّوى الله ظهر فىِ الجسد " وأصبحت تقّوى الله مُتاحة لنا وأصبح يوجد أبرار وأتقياء هو إشترانا من الأرض لتكون فينا صِفاتهُ لأننّا عبيدهُ وأصعب شىء أننّا لا نشعُر بِذلك يقول اشعياء النبىِ أنّ إنسان لهُ أرض جيّدة زرع فيها كرمه وسقاها ورواها وعندما جاء وقت الثمر لم يجد فيها ثمر فقال " أحكُموا بينىِ وبين كرمىِ ماذا يُصنع لكرمىِ وأنا لم أصنعهُ " واليوم يقول لنا السيد المسيح ها أنا تجسّدت وفديت وعلّمت ماذا أصنع لك أكثر من ذلك ؟ نقول لهُ نحنُ اليوم نُقدّم لك توبة وكُل يوم نُقدّم لك توبة وهذا هو الفِداء ونقول لهُ سنرتوىِ كُل يوم من إنجيلك لِذلك يُسمّىِ الآباء المنجليّة " بِفم المسيح " لأنّ المسيح وسط الكنيسة يُعلّمنا لِذلك لابُد أن نسمع ونعمل وهذا هو التعليم المسيح يقول كيف تتحد بىِ ؟ نقول لهُ سنثبُت فيك فهل نستحق ذلك ؟ هذا فضل منك " كُلّما دنوت منهُ زادنىِ إشتياق " لِذلك المُحب للمسيح يُكثر التناول وهذا هو الثبات تقّوى الإنسان من المسيح وبالمسيح وكُل تقّوى خارجة عنهُ مُزّيفة لِذلك لنتمتّع بتجسُدّهِ وميلادهُ وتعاليمهُ ولا نُهمل وصاياهُ " رأيت الذين لا يفهمون فإكتأبت " كنيسة أمينة لِفدائهُ هو قدّم دمهُ من أجل الكنيسة وهى قدّمت لهُ دِماء أولادها شُهداء كدليل على تبادُل الحُب هو علّمنا ونحنُ نهتم بِتعاليمهُ هو أعطانا ذاتهُ ونحنُ نثبُت فيهِ ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهِ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.