عيد الظهور الأِلهىِ - ليلة عيد الغطاس

بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمه وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين.
اليوم من أبهج أعياد الكنيسة عيد الظهور الأِلهىِ أو عيد الأنّوار اليوم يُعلن مجد المسيح بِشهادة من الملائكة اليوم تتعرّف البشريّة على طبيعة المسيح بِشهادة من السماء وليس بِشهادة بشر اليوم يبدأ المسيح فىِ إِكمال التدبير الإِلهىِ من أجل خلاصنا مُنذُ تجسدّ وهو يُكمل تدابير خلاصنا عندما تجسدّ أخذ جسدنا وطبيعتنا وشاركنا فىِ كُل أمور الحياة فبارك الجسد وبارك الحياة ولكنّهُ أراد أن يُكمل التدبير بِهذا الأمر طقس المعموديّة ولأنّهُ يُكمل الناموس عنّا ونائب عنّا فقبل وهو القدّوس البار الأِله الحق أن يُعمدّ مِن يد يوحنا المعمدان يوحنا نفسهُ لم يقبل لكنّهُ قال لهُ " ينبغىِ أنّ نُكملّ كُل بِر " وإنحنى ليوحنا ونزل الأردُن ليؤسّس لنا هذا السر العظيم ويُعطينا سر التقديس بالميلاد الفوقانىِ بالماء والروح " تجسدّ وتأنّس وعلّمنا طُرق الخلاص " وجدت الكنيسة هذهِ العطيّة ووجدت عطيّة أُخرى تُساوىِ التجسُدّ منقول و تعمدّ لِذلك يوم عيد الظهور الأِلهىِ يعقُب التجسُدّ الإِلهىِ إعلان السماء عن حقيقة أنّهُ " هذا هو إبنىِ الحبيب الذى بهِ سُررت " وإنفتاح السماء وظهور الروح القُدس شِبه حمامة يُكمل التدبير ويُعرّفنا من هو النازل من السماء هو إبن الله هُنا سر عظمة هذا العيد هو إعلان سر إلوهيّتهُ والكنيسة نقلتهُ كأساس لكُل العطايا الإِلهيّة وكما إجتاز هو المعموديّة يليق بكُل مؤمن أن يجتازها وهُنا تظهر عظمة الكنيسة التى تنقل لنا كُل حياتهُ بِكُل أمانة لأنّهُ إستودعها أسرارهُ فكانت أمينة على أسرارهُ ونقلتها لنا إستودع فىِ الكنيسة سر عِمادهُ وميلادهُ لكى نجتاز هذهِ البركة وننال الميلاد الفوقانىِ إذا نظرنا نظره سريعة لِهذا السر العظيم الذى لم نستوعبهُ لأننّا نِلناه ونحنُ أطفال لكنّهُ هو باب كُل الأسرار لِذلك لا تستطيع مُمارسة أى سر دون أن تجتاز المعموديّة لِذلك موقع المعموديّة فىِ جنوب الكنيسة وقديماً كان يُقام لها باب على خارج الكنيسة ( الطريق ) لكى كُل من يدخُل الكنيسة يدخُل المعموديّة أولاً إعتمد ونل الميلاد الفوقانىِ ثُمّ بعدها تنال أى سر وكأنّك أخذت تصريح سفر تدخُل بهِ المدينة السماويّة تدخُل المعموديّة غير مؤمن تخرُج منها مؤمن تدخُلها مواطن أرضىِ تخرُج منها مواطن سماوىِ تدخُلها عجينة فاسدة تخرُج منها إنسان نقىِ كخليقة جديدة أبهى من يوم خليقتك إذا وجدنا عجينة بها خميرة والكنيسة تُشبه الخميرة بالشر لأنّها تنتشر فىِ العجين كُلّهُ رغم صِغر حجمها هذهِ خميرة الشر أصبحت فىِ كُل البشر ودخل الموت للعالم كُلّهُ وأصبح بنا الخميرة الفاسدة لِذلك لابُد من مادة تُبطل مفعول الخميرة الفاسدة فنأخُذ الإنسان الذى بهِ الخميرة الفاسدة خميرة الشر وندفنهُ فىِ المعموديّة فنُبطل عمل الخميرة فيُصبح إنسان ليس بهِ عمل الموت بل فِعل حياة لِذلك لو فهمنا هذا السر سنتعامل معهُ بطريقة خاصة هو سر عظيم فرحة لا توصف ولا تُقارن فرحة المعموديّة بِفرحة ميلاد الطفل الأفضل أن تحتفل بعيد معموديّة إبنك لأنّهُ ميلاد روحانىِ وإنتساب حقيقى للسماء والمسيح الكنيسة تتعامل مع الإنسان غير المؤمن على أنّهُ إبن الظُلمة فتُهيئّة بِصلوات ورشومات وتُهيىء الجسد لكى يتقدّس وتدعو الله وتقول لهُ " فتشّ أورشليم بِسراج وأخرج منهُ كُل ظُلمة هيئّةُ للحميم الجديد هيئّةُ ليكون إبن المجد ووارث للملكوت " وبِهذا يُهيّأ الجسد للمعموديّة كُل نفس عندما تُعمدّ تنظُر أولاً للغرب رمز الظُلمة وعدم الخير وترفع يدها و تجحد الشيطان وكُل جنودهُ وكُل أعمالهُ وكأنّ النفس ترفض سُلطان إبليس وإنسانها القديم بكُل سُلطانهُ0وإن كان الإنسان المُعمدّ طفل يستلم الإيمان على لِسان أبائهُ النفس تجحد أعمال الظُلمة بكُل أعوانها ثُمّ تنظُر للشرق رمز النور وتقبل الإيمان وتقبل المسيح الإِله وتقول " أعترف بك أيُها المسيح إِلهىِ وكُل أعمالك وأؤمن بالقيامة والكنيسة " بِذلك تكون النفس قبِلت الإيمان إذاً تظل خطوة هامة قبل أن تُدفن فىِ ماء المعموديّة ثلاثة مرّات ويتنقل لها فِعل خلاص المسيح وتُصبح إبن للحياة الأبديّة إبن نقىِ مُقدّس وتقول الكنيسة" هذا الأِناء ليس للهوان بل للكرامة ولا يعود للظُلمة مرّه أُخرى " كانت الكنيسة تُمارس ذلك على ألوف المُعمدين تقول " أجعلهُم أن يحفظوا الخاتم بغير سارق والثياب بغير دنس " وكأنّ النفس تدخُل بالمعموديّة مع المسيح فىِ عهد زيجة لا تنحلّ وينزل الطفل لجُرن المعموديّة ثلاث مرّات إشارة لموت المسيح وقيامتهُ ويخرُج نائل الميلاد الجديد أعظم عطيّة خليقة جديدة و يُلغى منهُ الطبع الفاسد وتنتهىِ منهُ الخطيّة الموروثة من آدم ويأخُذ عربون الروح والمجد " لم تدعنىِ مُعوزاً شيئاً من أعمال كرامتك " كم تُريد يارب أن تجعل أولادك نفوس طاهرة لك تقبل الإيمان " أنتُم قد إغتسلتُم بل قد تبرّرتُم " كان الأنبا أنطونيوس ينصح أولادهُ قائلاً " كُل يوم جدّدوا عهد معموديتكُم وكأنّكُم وُلدتُم اليوم " عليك أن تحفظ هذا الإنسان الجديد بغير دنس وطوبى لمن ينال هذا العهد وينال معهُ 36 رشمة بالميرون فىِ فِكرهُ وقلبهُ ويداه ورجلاه وكُل حواسهُ وكأنّ الكنيسة تقول يارب قدّس قلب هذا الإنسان وحواسهُ وأعمالهُ وطُرقهُ وكأنّ الكنيسة تُريد أن تضمن أن يكون هذا الإنسان قديس وتُغلق على عدو الخير أى طريق قد يدخُل منهُ لهذهِ النفس سر عظيم نقبلهُ ونُجدّدهُ بالتوبة ودموع التعزيّة ونُثبتّهُ بالتناول لِذلك لو درسنا الكِتاب نجد أنّ كُل العطايا العُظمى أُعطيت عِند بئر ماء وكأنّ الله يقول فىِ هذا المكان أدخُل فىِ عهد معكُم إسحق إرتبط بِرفقة عِند بئر ماء أيضاً يعقوب إرتبط براحيل عِند نفس البئر السامريّة تابت عِند بئر ماء ماء حياة وماء عهد مكان لِقاء يدخُل فيهِ إسحق فىِ عهد زيجة مع رفقة وإن كان لا يعرفها كذلك يعقوب وراحيل وهكذا نحنُ عِند بئر المعموديّة لِذلك لا توجد كنيسة إلاّ وبِها بئر ماء جُرن معموديّة وكأنّها بِداية العطايا العُظمى ومُفتاح الأسرار قد تقول ليتنىِ كُنت اشعُر بِذلك السر لأنّىِ كُنت طفل وقتهُ نقول لك الكنيسة من جمالها ومن فرط صلاح الله أعطانا عطايا مُقدّمة ولأنّها نعمة وعطيّة جعلها غير مشروطة أعطاها لى وقال لى إحفظها الفرق بين العهد القديم والعهد الجديد أنّهُ كان فىِ العهد القديم شروط لكى يتقدّس الإنسان بينما فىِ العهد الجديد أُعطينا القداسة ولنا أن نحفظها يعقوب عندما رأى راحيل أرادها زوجة لهُ فقال لهُ لابان أبوها إعمل لدىّ سبع سنوات وكان هو فىِ مكان وهى فىِ مكان آخر حتى يلتقىِ بِها فىِ حُجرتهُ ولكنّهُ إكتشف عِند لِقائها أنّها ليئة وليست راحيل وعندما عاتب لابان قال لهُ لابان بعد سبعة أيام إتخذ راحيل زوجةً لك وإعمل بِها سبع سنوات أُخرى فرق بين ليئة وراحيل يعقوب إشتغل سبع سنوات قبل إرتباطهُ بِليئة بينما راحيل إرتبط بِها أولاً ثُمّ إشتغل سبع سنوات بعدها هكذا العهدين العهد القديم كُنت بِشروط تتقدّس بينما فىِ العهد الجديد تنال المعموديّة أولاً كتقديس ولك أن تُحافظ على هذا التقديس الكنيسة تُريد أن تُعطيك كنز لكى تتمتّع بهِ لِذلك يقول الآباء أنّ الحياة المسيحية ليست هى إكتساب الفضائل بل أن ترجع إلى حالتك الأولى إذا أُعطيت شىء جديد حاول أن تحفظهُ جديداً دائماً هذا هو سر المعموديّة والحياة المسيحية نأخُذ المعموديّة كرصيد للقداسة تعيش بهِ السيد المسيح يُريد كنيسة بلا عيب كنيسة قديسين ليت اليوم يكون يوم تجديد المعموديّة وتنظيف ثياب المعموديّة ومعرفة هذهِ النعمة والسلوك بِمُقتضاها " أنتُم الذين إعتمتُم للمسيح قد لبستُم المسيح " لِذلك هذا اليوم يُكملّ تدبير الخلاص اليوم نقول لهُ ليس لنا لُغة نُعبرّ بِها عن شُكرنا لك لكن إجعلنا أن نكون أُمناء لهذهِ العطايا الثمينة نحفظ الخاتم بِغير سارق والثِياب بغير دنس ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.