كم مرّة أردت - جمعة ختام الصوم

بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمه وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين
يوم جُمعة خِتام الصوم يوم فيهِ خليط من المشاعر بين الثمر الذى نأخُذه من الصوم وبين إنتهاء الصوم وأحياناً عندما نكون فىِ رخاوة نندم على فُرصة الصوم التى ضاعت0لكن النِفوس التى صامت بحق تشعُر أنّ الله ملك على مشاعرها ووجدانها والفرحة تغمُرها فىِ قراءة نبّوات اليوم نجد أنّ الكنيسة تقول نحن فىِ نعمة والصوم أتى بِثمار صالحة لحياتنا.
نبّوات باكر :-
سِفر التكوين ما عِلاقة سِفر التكوين بالصوم ؟ نجد أنّ الكنيسة تُظهر العِلاقة فتحكىِ قصة تقابُل يوسف بإخوتهِ وقال لهُم " أنتُم قصدتُم بىِ شراً أمّا الرب فقصد بىِ خيراً " ، لم يتوقّع إخوتهُ أنّهُ يغفر لهُم لكنّه غفر لهُم وقدّم لهُم الخير وعالهُم هكذا نحنُ أخطأنا فىِ حق الله وهو غفر لنا دخل معنا فىِ عهد ونحنُ نقضنا العهد هو غفر لنا فىِ الصوم ودخل معنا فىِ عهد محبّة.
نبّوة سِفر أيوب أخر إصحاح فىِ السِفر نجد أنّ الله ضاعف لهُ ما كان عنّدهُ هكذا نحنُ سيُعطينا الله أضعاف ما جاهدنا بهِ حتى أنّهُ قيل أنّ الله بارك أواخر أيوب أكثر من أوائلهُ وأعطاه الله بنات كُنّ أجمل بنات الأرض وبناتهُ هُنّ الثِمار الصالحة لِجهادهُ.
سِفر أشعياء فىِ بِداية الصوم يقول كُل الجسد سقيم ومريض من أسفل القدم إلى الرأس جرح وإحِباط لم يعصِب ولم يلين بالزيت إذا بسطُتم أيديكُم للصلاة أستُر وجهىِ عنها وكلام صعب أن نحتملهُ لكن إذا صومنا بجديّة يقول لنا الله فىِ النِهاية " النفس الأمينة مع الله فىِ الصوم يُعطيها ثمر تفرح بهِ ".
سِفر الأمثال يقول أنّ الذى يتعب فىِ رحلتهُ يتمتّع بدسم الأرض هكذا نحنُ إذا تعبنا فىِ صومنا يفرّحنا الله ويُشبعنا من ثمر الجِهاد والفضائل.
البولس :- يتكلّم بولس الرسول عن الأزمنة الأخيرة الصعبة يقول لك إذا صومت لا تكُن كأهل العالم الذين ليس عِندهُم رحمة أو شفقة.
الكاثوليكون :- يقول لو كُنت أمين يُشبعك الله بالمطر المُتقدّم والمُتأخرّ أى تتمتّع بعمل الله الآباء القديسين يقولون أنّ خُلاصة الحياة الروحية فىِ المطر المُتقدّم الذى هو ينبوع الروح فىِ المعموديّة.
الإنجيل :- الكنيسة إختارتةُ بِعناية شديدة يقول أنّ الفرّيسيون يتكلّمون مع يسوع وكأنّهُم يتوّسطون لهُ ويقولون لهُ أنّ هيرودس يُريد أن يقتلهُ فاليمضىِ من هُنا فقال لهُم يسوع " إمِضوا وقولوا لهِذا الثعلب ها أنا أخُرج شياطين وأشفىِ اليوم وغداً وفىِ اليوم الثالث أكُملّ " اليوم الثالث الذى يُكمل فيهِ هو يوم دخولهُ أورشليم لكى يراه هيرودس وبيلاطُس أنا اليوم أحيا معهُ أحداث حياتهُ بنفس القّوة " بل ينبغىِ أن أسير اليوم وغداً وما يليهِ لأنّهُ لا يُمكن أن يهلك نبىِ خارج عن أورشليم " أى لابُد أن أدخُل أورشليم " يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المُرسلين إليّها كم مرّة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فِراخها تحت جناحيها ولم تُريدوا " هُنا أراد الله كثيراً أن يجمع أورشليم لتكون مدينتهُ بِها خاصتهُ لكنّهُم رفضوه نتكلّم عن ثلاث نِقاط :-
1- كم مرّة :-
كم مرّة أراد رب المجد يسوع أن يجعل أورشليم المدينة المُقدّسة لهُ ؟ هو قال " ههُنا أسكُن لأنّى أردتهُ " أورشليم كانت المدينة الحصينة للأعداء لكنّه إختارها وحصّنها وخصّصها لهُ قال أنا أردت أن أختاركُم لىِ وأثبتّ قصدىِ فيكُم كم مرّة ؟ كم مرّة يُكلّمنى الله ويدعونىِ للتوبة والخلاص ؟ كم مرّة إفتقدنىِ صوتهُ ؟ كم مرّة يتودّد الله ويتوسلّ لنا ويترجّى خلاصنا ؟ كم مرّة إجتهد الله وحاول أن يجذب الإنسان لهُ ؟ كثيراً جداً وأجمل شىء فىِ الإنسان أن لا يُعاند الله ما أجمل داود النبى الذى عندما وبخّهُ يوناثان النبى قال أخطأت إلى الله قال الله فىِ العهد القديم " أنا بسطت يدىّ إلى شعب عنيد ومُقاوم " كم مرّة يا الله تُردّد صوتك داخل قلبىِ يدعونىِ للخلاص ؟ هل تعدّد عدد المرات التى أردت أن تجذبنىِ فيها إليك يا الله ؟ الله فىِ كُل مرّة يدعوك فيها يحسبها لك كم مرّة أراد الله أن يُنذر أورشليم ويُغيّر قلبها ؟
أصعب شىء أن تأخُذ نِداءات الله وتحذيراتهُ بِتهاون وليس لخلاصك أصعب شىء أن تأخُذ كلام الله على غيرك وليس على نفسك أورشليم كانت خاطئة ؟ لا الكلام عليك أنت أورشليم هى كنيسة العهد الجديد كم مرّة توسلّ الله لنا ؟ " ها أنا واقف على الباب أقرع "كم مرّة أسمع فيها توبيخ فىِ مُناسبات00أصعب شىء أن يتقسّى قلبنا بغرور الخطيّة كم مرّة الإنسان يتجاوب الإنسان مع صوت الله ثُمّ يؤجلّ مرّة أخُرى بولس الرسول كلّم فيلكس عن الدينونة والبر والتعّفف إرِتعد فيلكس أى إِستجاب ولم يبقى سوى أن يتوب ويسير فىِ طريق الله لكنّه قال لبولس " إذهب الآن وحينما أحصُل على وقت أستدعيك " كم مرّة يقول لك الله قُم صلّى ؟ كم مرّة يقول لك كفى خطيّة وأنت تُعاند لابُد أن تتجاوب مع صوت الله ولا تُعاند.
2- أردت :-
ما هى إرادتك يا الله ؟ " إرادة الله هى قداستكُم " هذه الآية جاءت فىِ الكِتاب مرتين مرّة فىِ سِفر التثنيّة ومرّة فىِ رسالة بولس الرسول لأهل تسالونيكىِ أى هى إرادة الله فىِ العهدين الله يُريدنا قديسين بلا لوم وعلى قدر ذلك الله يعلم أننّا نحيا فىِ جسد ضعيف لذلك أعطانا إمكانيات " أنّ الله يأمُرجميع الناس أن يتوبوا فيتغاضى عن أزمنة الجهل " يُريد أنّ الجميع يخلُصون وإلى معرفة الحق يُقبلون " هل يُعقل أنّ الله يُريد شىء ولا يُنفّذ ؟ يقول الله لأنّىِ خلقت الإنسان على صورتىِ حُر لذلك أحياناً يعِند أنا أرُيد كنيسة مُقدّسة و مُبرّرة أرُيد كنيسة بها حرارة الروح وليس بِها عضو فى قلبهِ شهوة أو طمّاع أو بهِ روح بُغضة أو غِيره أو حسد أرُيد كنيسة بلا عيب حتى أنّ بولس الرسول يقول أنّ من يبغُض الله فهو قاتل نفس الله يُريد كنيسة مُشبعة بهِ كنيسة تقول أمين بموتك يارب نُبشّر أرُيد كنيسة كُل من فيها هو جُندىِ فىِ جيش الخلاص أرُيد كنيسة نور على الأرض ومِلح للأرض تسلُك كما دعوتها بكُل وداعة وتواضُع أرُيد كنيسة شعبها مُختلف عن العالم " أنتُم قد أشُتريتُم بثمن " ثمنها دمهُ لمّا إشترانا أصبحنا ملكهُ لذلك نحنُ مُختلفين عن العالم " مُهم أن أعرف ماذا يُريد الله لى هو مِثل الدجاجة التى تجمع فِراخها تحت جناحيها فىِ ظلّه نثبُت وبهِ نحتمىِ وبإسمهِ القدوس نغلِب يُريد أن يجمعنا فىِ حِضنهِ تخيلّ فرخ صغير يرفُض حماية أمُهِ سيكون عُرضة للنهب والخطف والإغِواء لا يمُر عليك يوم دون أن تركع فيهِ للّه وتشعُر أنّك تحت جناحُه أو تذهب للكنيسة إحذر أن تبعُد عن الوصيّة لأنّها جناحُه إحذر أن تستكبر أن تحتمى تحت جناحُه وتقول أنّك شاطر قادر أن تحيا بدونه " بدونىِ لا تقدرون أن تفعلوا شىء " لأنّك بذلك ستتعرّض للنهب والعدو يلهو بك الآباء يقولون " متى أهملت النفس أعمال الفضيلة جذبتها الأمور المُضادة رغماً عنها " الحرب ثقيلة علىّ ولا أستطيع أن أغلب بدونهِ.
3- لم ترُيدوا :-
ما أصعب أنّ الله الخالق مُدبّر الكون آمر الشمس أن تُشرق فىِ ميعاد وتغرُب فىِ ميعاد المُتحكّم فىِ أجران السماء وكُل الخليقة وعندىِ أنا لا أطُاوعهُ كُل الخليقة تسير بإنتظام بحسب أوامرهُ وأنا مخلوقه الذى خلقنىِ كى أمُجدّهُ أعاندهُ ولا أطيعهُ الله زيننّا بالحُريّة ولا يليق أن تكون هذهِ الحُريّة سبب دينونتنا بدل فخرِنا الله أراد أن نذهب لهُ بكامل إرادتنا لكى يُعطينا إكليل كامل لكن الإنسان أحبّ العالم والشر وأبغض النور يقول كم مرّة أردت وأنت لم تُريد ؟ سؤال يُطرح أخر الصوم كى تتفق إرادتك مع إرادتهِ هو يُريدك قديس قُل لهُ أمين يارب هذا أيضاً إشتياقىِ يُريدك أن تحيا وصاياه قُل لهُ وصاياك هى نورىِ وسِراجىِ يُريدك أن تذهب الكنيسة قُل لهُ ببيتك يارب تليق القداسة عندما نبحث عن أسباب إِختلاف إرادتنا عن إرادتهُ نجد أنّ العالم تملّكنا ودخلت محبتهُ قلبنا راجع نفسك ما الذى يجعل إرادتك ضعيفة وتُعاند وتكسر الوصيّة ؟ الخطيّة الخطيّة قويّة لأنّها تكسر مشيئة الله لذلك يقول القُدّاس " الخطيّة التى تجرّأ عليها أبونا آدم " الخطيّة جرأة ووقاحة هكذا عندما أفعل الخطيّة أقول لهُ أنا إخترت طريق آخر غيرك الإنسان مُحتاج أن يرى ماذا فعلت فيهِ الخطيّة لا يُمكن لك أن تُحب الله بقلب نقىِ أو تُطيعهُ ما دامت محبة العالم داخل قلبىِ عدم الطاعة للّه هى فُقدان للمحبة وعدم مُبالاه بهِ ورصيد محبة قليل هل تُريد تقويّة إرادتك ؟ زِد رصيد محبتك لهُ " لأنّ الذى يُحب أكثر يُغفر لهُ أكثر " زِد رصيد محبتك وتأملّ محبة الله فىِ إسبوع الآلام ولترى أثر المسامير وجِراحات يسوع شىء مؤلم كُل هذا لأجلىِ هذه هى جراحات المحبة الإسبوع القادم قادر أن يُعّوض الصوم الذى ضاع وندخُل من خلالهُ فىِ عهد محبة مع الله وعندما تقوى المحبة تقوى الإرادة راجع ميولك لأنّ الإرادة منبعها الميول الآباء يقولون لا تلوم الجسد على الخطيّة لوم النفس لأنّ الجسد أداة إفحص نفسك وميولك حتى لو لم تفعل الخطيّة هل لك ميل لها الميل فىِ حد ذاتهُ خطيّة كُل ميل ينحرف خطيّة الميول هى التى تُوجّه الجسد قد تجعلهُ يُصلّى أو تجعلهُ يفعل الشر لو رغباتك شريرة جسدك يكون شرير والعكس صحيح لذلك نحنُ نُكرم الجسد " مجدّوا الله فىِ أجسادكُم " يقول يوحنا ذهبىِ الفم عندما يحضر إِنسان شُعلة نار ويُلقيها على بيت ويحرقهُ هل تلوم النار أم الإنسان الذى ألقاها ؟ بالطبع الإنسان نفسهُ هكذا الجسد لا يُلام بل النفس إطُلب من الله أن يُقّوى إرادتك وميولك وكما يقول بولس الرسول" إنّ الإرادة حاضرة عِندىِ لكن أن أفعل الحُسنى فلستُ أستطيع " أنا أصبحت مديون لناموس جديد ناموس الوصيّة إجعل الإنجيل يُساعدك على تنفيذ الوصيّة ردّد الآية وإطلُب من الله أن يُساعدك على تنفيذها والوصيّة ستُعينك اتُريد أن تبرأ ؟ أرُيد ياسيد الله يُريد أن يتأكّد من ميولك وإرادتك اليوم الكنيسة وضعت هذا الإنجيل كى نسأل أنفُسنا هل نُريد أن نحتمىِ تحت جناحهُ ؟ هل نُريد أن نحيا لِحساب أنفُسنا أم بصوتهِ ؟ لا تُعاند صوتهُ ولا تجعل توسُلاّت الله تضيع منّك أو تُحسب عليك لو سألنا الله اليوم كم مرّة أردت ؟ قُل لهُ ونحنُ نُريد أيضاً نحنُ خاضعين أمامك وساجدين ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.