يسوع فىِ بيت عنيا - ليلة أحد الشعانين

بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمه وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين.
اليوم أحد الأعياد السيّديّة أى أعياد خلاصيّة والكنيسة تجتهد أن تحتفل بدخول مُخلّصها أورشليم التى تُمثلّ النفس البشريّة وخاصتهُ التى تُمثل أُمّة مُقدّسة فىِ صباح اليوم يوم سبت لِعازر تُقرأ قصة لِعازر وموتهُ وإقامتهُ ومساء اليوم تُكملّ قصة لِعازر ( يوحنا 12 ) عندما ذهب المسيح لبيت عنيا ويُقيم لهُ لِعازر ومريم ومرثا حفلة وعشاء من أجل فرحهُم بإقامتهِ لِعازر وتسكُب مريم الطيب على قدميهِ لابُد أن نفهم لماذا وضعت الكنيسة قصة لِعازر اليوم وتُطلق إسم سبت لِعازر على هذا اليوم ويكون هذا اليوم هو مدخل إسبوع الآلام لماذا سمُىّ سبت لِعازر ؟ لأنّ قصة لِعازر وإقامتهُ تُعطىِ مُقدّمه لعمل خلاص يسوع لنا00إفتقدنا ونحنُ فىِ عُمق الموت والحُزن وعلى وجوهنا دموع ومملؤين كآبة وجهل فأقام الميت وصار الميت حى ، قصة لِعازر تحمل الموت بكُل عُمقهُ والحياة بكُل قوّتها وهذا ما ننالهُ فىِ إسبوع الآلام الموت والحياة بالقيامة وأرادت الكنيسة أن تُبرز هذا الحدث الرائع فىِ الجمال قرية بيت عنيا التى منها لِعازر ومريم ومرثا تقع جنوب شرق أورشليم بحوالىِ 200غلوة والغلوة 15 متر أى حوالىِ 3000متر أى 3 كم تعّود السيد المسيح أن يسير هذهِ المسافة دائماً لكن غداً يذهب هذهِ المسافة راكب جحش اليوم نتحدّث عن ثلاث نِقاط مُهمة :-
1- بيت عنيا :-
بيت عنيا كلمة آراميّة تعنىِ " بيت العناء " أو " بيت الشِفاء " وهذا معناهُ أنّ حالة الإنسان وهو يحيا فىِ العالم بيت عنيا أو بيت المشقّة هذا حال الإنسان فىِ العالم عناء وشِفاء يحيا فىِ تعب و لابُد أن نقبل هذا التعب لأنّهُ ثمرة من ثِمار الخطية لأنّهُ عندما سقط آدم فىِ العِصيان قال لهُ الله " ملعونة الأرض بسببك بالعرق تأكُل خُبزك " وقال لحّواء " بالتعب تلِدين " لابُد أن تكون فىِ حياتنا مشقّة والذى يرفع المشقّة هو أن نتحد بالمسيح لأنّهُ عندما نتحد بهِ تُدفع عنّا الضريبة ونُصبح فىِ راحة لأنّهُ قال" أنا أُريحكُم " ، مسكين من يُريد أن يرتاح فىِ هذا العالم أبونا بيشوى كامل قال أنّهُ خدم فىِ أماكن كثيرة فىِ العالم ووجد أنّ كُل الناس تشتكىِ فىِ إنجلترا الحياة كئيبة والليل طويل جداً فىِ أمريكا الحياة سريعة بينما هُنا فىِ مِصر الراحة ليس لدينا المال الكثير لكن لدينا راحة بينما فىِ هذهِ الدول مال كثير ولا توجد راحة السوّيد أغنى بلد فىِ العالم وأعلى مُستوى دخل الفرد لكن أعلى نسبة إنتحار نحنُ نحيا فىِ بيت عنيا ولا يُمكن أن ننال راحة بعيد عن المسيح الذى يقتنىِ المسيح يقتنىِ كُل شىء والذى لا يقتنىِ المسيح لن يستريح الأمر ليس شقة أو سيارة أو مركز ووظيفة أو كثرة مال أو لا إن لم تقتنىِ المسيح ستعيش فىِ شقاء كُل ما تصطلح مع المسيح كُل ما الراحة تدخُل قلبك وتشعُر أنّك فوق العناء والضريبة تُدفع عنك بإصطلاحك مع المسيح عندما سأل فرعون أبونا يعقوب عن سنىّ حياتهُ قال " أنّ أيامهُ قليلة ورديئة وكُلّها شقاء " موسى النبى قال عن حياتهُ أنّ أيامهُ أفخرها تعب وبليّة فىِ حين أنّ حياتهُ الأساسيّة كانت فىِ بيت فرعون أى عاش مُدللّ وعندما يقول أنّ أيامهُ أفخرها تعب وبليّة هذا لأنّ هذهِ هى حياة الإنسان على الأرض الكِتاب يقول " أنّ الإنسان قليل الأيام شبعان تعب " سُليمان الحكيم قال أنّ أيامهُ كُلّها تعب وأحزان وهو قد كره أيامهُ وإذا قرأنا عن سُليمان ومائدتهُ وإستهلاك قصرهُ فقد كان أغنى من كُل الملوك الذين سبقوهُ والذين أتوا بعدهُ وقال عن نفسهُ إنّ كُل ما إشتهاه نالهُ ورغم ذلك قال أنّهُ كره أيامهُ السيد المسيح جاء وإفتقد بيت عنيا البيت الذى كان كُلّهُ تعب ومشقّة ورائحة موت جاء ليُريح سُكّان بيت عنيا هو جاء بنفسهُ لابُد أن تعرف أنّ التعب ثمرة للخطيّة ولابُد أن ندفعها والعجيب أنّ السيد المسيح لهُ المجد لكى يجعلنا نقبل هذا التعب عاش معنا على الأرض فىِ تعب فلم يجد أين يسند رأسهُ حتى أنّ الآباء قالوا أنّهُ لم يسند رأسهُ أبداً إلاّ على الصليب نحنُ كُلٍ منّا بعد عناء اليوم يعود لبيتهُ يستريح على فِراشهُ أمّا السيد المسيح فلم يكُن لهُ فِراش خاص بهِ يستريح عليهِ ذهب إلى بيت عنيا إستضافهُ هُناك أحبائهُ الإسبوع الأخير فىِ حياتهُ كان يمشىِ فيها كُل يوم مسافة 3 كم من بيت عنيا لأورشليم صباحاً ثُمّ يعود نفس المسافة ليلاً ليبيت فىِ بيت عنيا ليستريح هُناك إذاً مُمكن يتحّول بيت عنيا إلى بيت راحة ؟؟ نعم مُمكن بالمسيح تقول لهُ هل يُمكنك يايسوع أن تستريح عِندىِ ؟ يقول مُمكن ولنسأل أنفُسنا هل قلوبنا راحة للمسيح حتى يقول " ههُنا أسكُن لأنّىِ أردتهُ " ؟ بولس الرسول يقول " فلنجتهد أن ندخُل إلى الراحة " هل لهُ موضع داخل قلبىِ ونفسىِ ؟ لابُد أن نجتهد وتكون لنا جلستنا الخاصة لنأخُذ منهُ على قدر إشتياقنا وعلى قدر ما يُعطينا.
2- ياسيد هوذّا الذى تحبهُ مريض :-
لم يُقال لهُ ياسيد هوذّا الذى يُحبكّ مريض بل هوذّا الذى تحبهُ مريض ، كُل نفس لابُد أن يكون لها نفس اللسان هوذّا الذى تحبهُ مريض أى نفسىِ مريضة الكِتاب لا يُبرز أحداث وأشخاص مُجرّدة بل يُبرز ذلك لكى أنال خلاص من خلالهُم لابُد أن أضع نفسىِ فىِ كُل أحداثهُ لأنّهُ كِتاب حى وليس كِتاب تاريخ هذا الكِتاب يُعطينا لِسان نُكلّم بهِ رب المجد يسوع ليس برصيد محبتنا نحنُ بل برصيد محبتهُ هو هل إختبرت محبتهُ حتى تُكلّمهُ بهذهِ الدالّة ؟ قُل لهُ ليس لى رجاء سوى الصرخة لك أنت مُخلّصىِ ياسيّدىِ هوذّا الذى تحبهُ مريض مرض شديد والعجيب أنّ السيد المسيح يسمع ذلك عن لِعازر ويؤجلّ ذِهابهُ إلى قبر لِعازر نحنُ وجّهنا صرخة ونِداء ونحنُ واثقين أنّك تُحبهُ فلماذا تؤجلّ ؟ رغم أنّهُ عندما ذهب إلى قبر لِعازر بكى حتى الغُرباء قالوا إنظروا كيف كان يُحبهُ فلماذا لم يذهب بِسُرعة ؟لماذا أصرُخ لك أحياناً وأنت تتباطىء ؟
داود يقول لهُ " لماذا تتصامم من جهتىِ " " لماذا تختفىِ فىِ أزمنة الضيق " إُصرخ إنت وهو يأتىِ وقت ما يُريد ثقتك فيهِ إلى هذهِ الدرجة قادرة أن تُقيمك حتى وإن كُنت قد أنتنت لِعازر بعد ما أقامهُ يسوع مات مرّة أُخرى لكن يسوع أقامهُ ليتمجدّ الله فيهِ أيّهُما أعظم أن يُصلّىِ لهُ يسوع وهو مريض ويشفيهِ أم يُقيمهُ من الموت بعد أن يكون قد أنتن ؟ بالطبع أن يُقيمهُ من الموت يتمجدّ أكثر فىِ قصة إقامة إبنة يايرُس قالوا لهُ أنّها مريضة وفيما هو ذاهب إليها لمستهُ المرأة نازفة الدم فوقف وتكلّم معها ومرّ الوقت حتى قالوا لهُ أنّ إبنة يايرُس ماتت فذهب أليها وأقامها هذا هو عظمة تدبيرهُ أحياناً يتأخر لكن لمجدهُ تلاميذهُ فىِ البحر كانوا فىِ السفينة وكان البحر هائج والسفينة مُعذّبة فجاء إليهِم فىِ الهزيع الرابع أى الساعة 6 صباحاً وكانوا قد مشوا فىِ البحر حوالىِ 30 غلوة أى 6 كم فىِ الأمواج الصعبة كُل هذهِ المسافة والسفينة مُعذّبه مسيحنا مسيح الهزيع الرابع وعلىّ أن أصرُخ فىِ ثقة أنّهُ سيأتىِ حتى ولو ظللنا نصرُخ حتى أخر نسمة فىِ حياتنا سيأتىِ فىِ النِهاية لكن لا نقطع رجاءنا ذهب يسوع إلى لِعازر بعد أن كان قد مات ولمّا وجد مريم تبكىِ مسح دموعها وقال لها لا تبكىِ وذهب إلى قبر لِعازر هو جاء ليمسح الدموع ويأخُذ عنّا التعب ويُعطينا الراحة يأخُذ الموت ويُعطينا حياة لذلك هو تأخّر عندما ندرس الإنجيل بتأنّىِ نجدهُ أنّهُ عندما وجد أرملة نايين تبكىِ قال لها لا تبكىِ وعندما وجد مريم أُخت لِعازر تبكىِ قال لها لا تبكىِ وهو فىِ قمة تعبهُ وهو يحمل الصليب ووجد بنات أورشليم تبكىِ قال لهُنّ لا تبكين أيضاً قال للمريمات لا تبكين بعد القيامة عندما ذهبنّ للقبر ولم يجدنهُ هو رفض بُكاءهُم أمّا هو فبكى على قبر لِعازر وعلى أورشليم ،وهو سيمسح فىِ السماء كُل دمعة من عيوننا هو يرفُض بُكاءنا لكنّهُ يبكىِ بدلاً عنّا لم يقُل الكِتاب أنّهُ سيمسح دموعهُم بل كُل دمعة لذلك لا تعتمد على رصيد محبتك أنت بل على رصيد محبتهُ هو لك لأنّ محبتنا محبة مُذبذبة ولكى تدخُل فىِ عشرتهُ ومحبتهُ إعتمد على محبتهُ هو وإلاّ لو إتكلت على محبتك أنت ستغفر مرّة وترفض عشرات المرات وستُسامح مرّة وترفض عشرات المرات.
3- إرفعوا الحجر :-
مريم قالت ليسوع " أنّهُ لهُ أربعة أيام وقد أنتن " أى لا تفضحنا رائحتهُ صعبة جداً أصعب رائحة هى رائحة الميت شىء لا يُطاق معقول جسدىِ الذى يتفاخر ويتباهى ستكون رائحتهُ نتنة هكذا وأنت تقول إرفعوا الحجر لكى يشتّم الناس رائحتىِ ؟!
هُناك شىء علىّ وشىء عليهِ هو علىّ أن أرفع الحجر وأكشف رائحتىِ طريق التوبة مملؤ أحزان لماذا يُريدنا أن نرفع الحجر ؟ هو يُريد الجهاد والإعتراف وفضح الذات إخرج الرائحة النتنة وإرفع الحجر وستجد مُخلّص جبّار إحذر أن نقول أنّهُ ليس لى توبة لأنّىِ أنتنت لك رجاء مهما كان حالك " قالت صهيون أنّ الرب قد نسينىِ " قال لها " إن نسيت الأُم رضيعها أنا لا أنساكِ " عندما تقرأ إعترافات القديس أوغسطينوس نقول أنّهُ رفع الحجر النعمة تتفاضل جداً فتجعل رفع الحجر سهل ما المُشكلة فىِ إنّىِ أرفع الحجر عن ذاتىِ وأفضحها ورائحتها تظهر ؟ المُهم أن أخلُص أحد الآباء يقول للّه أنا مثل لِعازر قد أنتنت وكُل شىء فىِ جسدىِ ملفوف بأكفان " وجهىِ مستور عنك بمنديل قبائحىِ يداى مربوطة " أى لا أقوى على رفع يدىّ للصلاة " أرجُلىِ مرّبطة " أى لا تعمل مشيئتك " أنا ليس لىِ مريم ومرثا تبكينىِ " ماذا أفعل ؟ أنا متكّل عليك " أرجوك بحُبكّ وحنانك أن توعز لملائكتك أن حلّوهُ ودعوهُ يذهب " هذا حال النفس التى لها رجاء لا تخجل من رفع الحجر فىِ القُدّاس الباسيلىِ يقول الكاهن " يا الله الذى قبل ذبيحة إبراهيم وعِوض إسحق أعددت لهُ خروفاً " وبالشوريّة أمام المذبح يقول " إقبل من أيدينا ذبيحة هذا البخور وإرسل لنا عِوض عنهُ غنى مراحمك وإجعلنا أن نكون أنقياء من كُل نتن الخطيّة "نحنُ لا نُريد خروف نحنُ نحتاج مراحم من نتن الخطيّة صوت الله يجعل الإنسان لا يحتمل نتن الخطيّة.
4- طيب مريم :-
القصة لن تنتهىِ عِند نتانة ورائحة الموت بل تنتهىِ بالطيب نتخيلّ لِعازر بعدما قام من الموت والناس كُلّها رجاء لتراه مريم أرادت أن تُكرم المسيح أبسط شىء تعمل لهُ وليمة وأثناء الوليمة أبسط شىء أحضر طيب وأسكُبهُ على قدميهِ وأجلس عِند قدميهِ كُل ما أشعُر بيسوع كُل ما رصيد محبتهُ يزداد داخلىِ وكُل ما يغفر لىِ خطاياى كُل ما أنفعل بمحبتهُ وأقول لهُ أنا ليس لىِ سوى أن أجلس عِند قدميك وأسكُب طيبىِ عليهُما أكيد كانت مريم تتعجّب من مرثا التى إنشغلت بالوليمة عن يسوع نفسهُ وتركت قدميهِ الإنسان الذى يشعُر أنّ الله أقامهُ من الموت وعمل معهُ عظائم هو الذى يعرف كيف يُسبّحهُ الذى ينشد " تحيا نفسىِ وتُسبّحك " " خلّص نفسىِ من الموت وعينىّ من الدموع ورجلىّ من الزلل " هذا الإنسان إختبر الجلوس عِند قدميهِ ويتحّول المكان الذى كان فيهِ من رائحة نتانة الموت إلى رائحة طيب رائحة المسيح الذكيّة ويتحّول من إنسان مغلوب إلى إنسان غالب لماذا تأخّر المسيح عن لِعازر حتى مات ولماذا أقامهُ بعدها ؟ قالوا قد يكون المسيح رأى أنّ الأُسرة مُرتبطة بلعازر فسمح بهذهِ التجرُبة ثُمّ يُقيمهُ بعد ذلك هل ترتبط الأُسرة بالمسيح أم بلعازر ؟ بالطبع بعد ذلك سترتبط بالمسيح عندما يجد المسيح عواطفنا مُتعلّقة بآخر غيرهُ يتأخرّ عنّا حتى نصرُخ لهُ فيأتىِ فىِ وقت مُتأخرّ ويُقيم الميت هذا ما فعلهُ مع إبراهيم عندما وجدهُ مُرتبط بإسحق وسيظلّ يفعل معنا ذلك حتى نُعيد ترتيب حياتنا بطريقة صحيحة لابُد أن نرى خلاصنا فىِ كُل شىء يفعلهُ معنا المسيح هذا اليوم الذى كان فيهِ رائحة موت ثُمّ تحّولت لرائحة طيب وقوة قيامة وغلبة للموت هو اليوم الذى نستقبل بدء إسبوع الآلام لكى نُرتلّ لهُ عرشك إلى دهر الدهور رغم أنّهُ كان مصلوب هو قادر أن يُقيم نفوسنا المريضة وقادر أن يُزيل منّا رائحة الموت ويُعيننا على رفع الحجر ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.