وضع لنا هذا السر العظيم - خميس العهد

Large image

بسم الاب والابن والروح القدس الواحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين .
هذا اليوم العظيم الذى تحتفل فيهِ الكنيسة بتأسيس سر الشُكر سر ثبات المؤمنين ووحدتهُم فىِ جسد ودم مُخلّصنا يسوع المسيح الكنيسة تقول جُملتين مُهمين فىِ بِداية تقديس الأسرار هُما :-
1- ووضع لنا هذا السر العظيم :-
الكنيسة تؤكّد أنّ المسيح بنفسهُ أسّس هذا السر ومعهُ تلاميذهُ رُبما كان يخشى أن يشترك يهوذا فيهِ لذلك عندما سألوهُ أين تُريد أن نُعدّ لك الفِصح قال لهُم عن العُليّة بطريقة غامضة فقال ستجدان رجُلاً قولا لهُ المُعلّم يقول لك أين تُعدّ لهُ الفِصح وهو يدلّكُما عن عُليّة مفروشة ومُعدّه عمل كُل هذا كى يتّم تأسيس السر قبل أن يُسلّمهُ يهوذا وفىِ تأسيس السر قال لهُم خُذوا كُلوا هذا هو جسدىِ وخُذوا إشربوا هذا هو دمىِ المسفوك عنكُم وبعد القِيامة كان يظهر للتلاميذ فىِ إجتماعاتهُم وكان يُمارس معهُم طقس كسر الخُبز خلال الأربعين يوم من القِيامة وحتى الصعود كسر الخُبز أول مرّة بعد القِيامة بيوم مع تلميذّى عمواس " ولمّا كسر الخُبز إنفتحت أعينهُما وعرفاه " الترّجمة التى للإنجيل الذى لدينّا ترجمة بروتوستانتيّة لذلك لم تُفرّق بين الفِصح ولُقمة الأغابىِ عندما يقول الكِتاب " وفيما هو يأكُل " هذا أكل فصحىِ وليس إفخارستىِ بينما عندما يقول " وكانوا يكسرون الخُبز فىِ البيوت كانوا يتناولون الطعام بإبتهاج وبساطة قلب مُسبّحين الله " هُنا مقصود سر الإفخارستيا الذى يُعطىِ إبتهاج لذلك قال الإنجيل " أراهُم نفسهُ حياً ببراهين كثيرة " كان يظهر لهُم ويُقيم السر بنفسهُ لتأكيد السر وقال لهُم " فىِ كُل مرّة تأكلون من هذا الخُبز وتشربون من هذهِ الكأس " أى هذا أمر مُستمر قال لهُم أيضاً إن لم تأكلوا جسدىِ وتشربوا دمىِ لن يكون لكُم حياة معنى هذا أنّهُ يطلُب مُداومة السر لنفرض أنّ السيد المسيح لم يحضر معهُم إجتماعهُم ماذا يفعلون ؟ نجد أنّ أحد الرُسل يرفع قلبهُ بالصلاة ليحضر المسيح ويُبارك ومن هُنا بدأ تأسيس الطقس والكنيسة تؤمن أنّ الأسرار تتّم بحضور المسيح نفسهُ هو الذى يُقدّس بنفسهُ وبِفمهُ ويُقدّم بيدهُ المُباركة عندما يقول الأب الكاهن فىِ القُدّاس " هذا الذى من الروح القُدس ومن مريم العذراء تجسدّ وتأنّس " هُنا يأتىِ الشمّاس بالشوريّة فيضع عليها الكاهن البخور والشوريّة ترمُز لبطن العذراء والفحم المُتوّهج يرمُز للسيد المسيح والبخور يُعطىِ رائحة ذكيّة نجد الكاهن يضع يدهُ فىِ البخور الخارج من الشوريّة وكأنّهُ يغسلها فىِ البخور لأننّا نؤمن أنّ هذا البخور الخارج من الفحم هو عمل الخلاص الخارج من المسيح والكاهن يغسل يديهِ بالبخور يغسل يدهُ بأعمال خلاص يسوع فتُصبح يد الكاهن هى يد يسوع نفسهُ لذلك يقول" أخذ خُبزاً بيديهِ الطاهرتين اللتين بلا عيبٍ ولا دنسٍ الطوباويتين " أثناء القُدّاس يُصلّىِ الكاهن صلاة إستدعاء الروح القُدس لكى يأتىِ ويُحّول الخُبز والخمر لجسد ودم فيقول " إظهر وجهك على هذا الخُبز وهذا الكأس " نطلُب منهُ أن يحلّ بروح قُدسهُ على الذبيحة ليُحّولهُما ويُطهّرهُما ويُظهرهُما قُدساً لقديسيه إذاً المسيح هو مُتّمم تأسيس الأسرار هو هو فىِ ذلك الزمان نظر إلى فوق وكسر وبارك وشكر وقدّم القُدّاس الغرِيغورىِ يقول " أنت أيضاً ياسيّدىِ بصوتك الخاص حّول هذين الموضوعين " لذلك يقول الشمّاس " إسجدوا للّه بخوفٍ ورعدهٍ نُنصت " لأنّها لحظة رهيبة لأنّ المسيح حاضر بنفسهُ ويُحّول الأسرار لذلك يقول الشعب " نُسبّحك نُباركك نخدُمُك يارب ونسجُد لك " هو حضر ليؤسّس السر العظيم لذلك الآباء الرُسل عندما زادت الكنيسة فىِ يوم الخمسين كان العدد 3000 نفس أصبحت العُلّيّة لا تكفىِ المؤمنين لذلك لم تكُن هى فقط التى يُقام فيها السر بل أصبح كُل مجموعة تجتمع مع أحد الرُسل تُقيم الأسرار ثُمّ كان الرُسل يشرحون للمؤمنين القصة أثناء إِقامة السر " فيما هو راسم أن يُسلّم نفسهُ للموت عن حياة العالم أخذ خُبزاً على يديهِ الطاهرتين اللتين بلا عيبٍ " أى نِظام كرازة من خِلال القُدّاس ثُمّ يقولون حقائق عن التجسُدّ واللاهوت والمجىء الثانىِ كُل هذا كان الرُسل يشرحوهُ من خِلال صلاة القُدّاس من بِداية الخليقة وحتى الدينونة " ياالله العظيم الأبدىِ الذى خلق الإنسان على غير فساد والموت الذى دخل إلى العالم بحسد إبليس ويُعطىِ كُل واحد كحسب أعمالهُ " يشرحون القصة كُلّها من بِداية الخليقة ثُمّ السقوط والتجسُدّ حتى قصة تأسيس السر ثُمّ الصلب و حتى الدينونة ثُمّ يطلُب طلبات عن المؤمنين وكُل الخليقة أى أنّ القُدّاس هو سر قوة الكنيسة لأنّهُ إجتماعنا حول المسيح نفسهُ وهو يُقدّس الأسرار بنفسهُ ويُعلّمنا طريق الخلاص.
2- الذى للتقّوى :-
سر تقوى المؤمنين هو الإفخارستياوإلاّ ستظلّ خطايانا باقية وليس لنا إتحاد بمغفرة لأنّهُ كيف تُمحى خطايانا ؟ إن كانت خطيّة واحدة داخلنا تتعبنا فكيف تتراكم علينا كُل الخطايا ؟ هو سر المغفرة سر التقّوى سر عظيم وكُل ما تفكّر فيهِ يزداد عظمة يقول أحد الآباء " لو لم تكُن أنت بِشخصك المُبارك قُلت خُذوا كُلوا ما كُنت قد تجاسرت وأكلت " لأنّهُ سر مرهوب لكن المسيح أعطانا إيّاه لأنّهُ يُريد كنيسة تحيا فىِ تقّوى وقداسة لذلك دائماً نشعُر أنّ القُدّاس هو عيد قديماً كان الله يُقيم للشعب أعياد عيد الفِصح عيد الباكوره ولكى يجتمع الشعب فىِ الأعياد حولهُ بِفرح " لا تكون إلاّ فرِحاً " والآن فىِ العهد الجديد جعل لنا كُل قُدّاس عيد لأنّهُ يُريدنا ثابتين فيهِ مُجتمعين حولهُ لذلك نحنُ فىِ فرح دائم كيف نتجرّأ ونتناول جمرة اللاهوت التى عندما مسّت شفتا أشعياء النبى قال" ويل لىِ لأنّىِ هلكت لأنّىِ إنسان نجس الشفتين " ؟؟
نوح ظلّ 120 سنة يبنىِ الفُلك فما قدر الوقت الذى نحتاجهُ كى نتقدّم للأسرار؟؟
موسى النبىِ صنع التابوت وطلاهُ بالذهب ليضع فيهِ قسط المن ولوحىّ الشريعة فماذا نفعل نحنُ وكيف نُهيىء أنفُسنا للأسرار ؟؟
سُليمان الحكيم ذبح 1000 ذبيحة لتدشين الهيكل الذى هو رمز للكنيسة والمذبح فماذا نفعل نحنُ بالقُدّاس؟؟ لابُد أن نستقبلهُ بِفرح وتسبيح إذا كان كُل هذا فعلوهُ مع الرمز فماذا نفعل نحنُ بالحقيقة ؟؟؟
سر التقّوى ليس لبرّنا نحنُ ولا لِقداستنا بل نحنُ قديسين بالمسيح الذى فينا الذى صيرّنا أطهار بروحهُ القُدّوس مادام دمهُ داخلنا فنحنُ قديسين بولس الرسول يقول " رش دم يتكلّم أفضل من هابيل " إذا كان دم هابيل صرخ للّه فماذا يفعل دم إبن الله وماذا يكون صُراخهُ ؟ بالطبع " يشفع فينا كُل حين "" مرشوشة قلوبكُم وضمائركُم من أعمال نجسة " قديماً كان الأبرص يُرش بدم ذبيحة لكى يتطهّر فكم يكون دم المسيح ؟ ما هو سر قداستنا ؟ هو الدم بهِ غُفران خطايا أوجاعنا حملها هذا هو السر العظيم الذى للتقّوى إذا كان خروف الفِصح عندما يُذبح ويُرش دمهُ على القائمتين والعتبة العُليّا يعبّر الملاك المُهلك أى هذا الدم أعطى نجاه فكم يكون دم يسوع ؟ لذلك هل لى علامة الدم ؟ نعم إذا كان دم خروف نجىّ وجعل إسرائيل فىِ سلام بينما الذين حولهُم فىِ صُراخ وموت لذلك قال " لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهُم " أنت فىِ فرح والذين حولك فىِ حُزن أنت فىِ حياة والذين حولك فىِ موت لأنّك ممسوح بدمهِ على قلبك وعلى جسدك وروحك لذلك عندما يأتىِ الملاك المُهلك فىِ الدينونة ليُهلك سينال الذين عليهُم السمه نجاه راحاب الزانيّة إتفقت مع رُسل يشوع بن نون على علامة حبل قُرمزىِ تضعهُ فىِ كوّه بيتها لتنال نجاه إذا كان حبل قُرمزىِ نجىّ من الموت فكم يكون دم إبن الله لذلك يُربط للمُعمدّ زنّار أحمر علامة الدم علامة النجاه نحنُ ننال أعظم سر " جسدىِ مأكل حق ودمىِ مشرب حق " الإنسان يعرف من نوعيّة طعامهُ سواء كان غنىِ أم فقير00شِعوب بأكملها تُعرف من نوعيّة أطعمتها سواء لِحوم أم نبات أم أمّا نحنُ فيتعرّف علينا الناس من أكلنا نحنُ نأكُل المسيح فنصير نحنُ هو طائر النورس يأكُل أسماك لذلك لحمهُ بهِ رائحة السمك نحنُ أكلنا المسيح فتقدّس جسدنا بهِ لأنّهُ يفعل فينا بطريقة مُعجزيّة عمل دم المسيح لا يتوّقف علىّ أنا بل عليهِ هو عندما يصرُخ الكاهن " الجسد المُقدّس " إذا أراد أن يستوعب ذلك الجسد لن يستطيع لذلك فىِ القُدّاس الكيرلُسىِ يقول " إمنحنىِ أن أفهم ما هو عِظم جلال الوقوف أمامك " إذا كان دم وصُراخ حيوان أعجم يُعطىِ نجاه فكم يكون دم إبن الله ؟
الذبيحة فىِ العهد القديم لا يبُقى منها حتى الصباح هكذا نحنُ كُل يوم ذبيحة جديدة بمشاعر جديدة وفرح جديد ذبيحة العهد القديم تؤكل بأحقاء مشدودة وعلى عجلة على أعشاب مُرّة هكذا نحنُ نتناول ذبيحة القُدّاس بإنتباه وإستعداد ونأتىِ إليها مُبكرين ( على عجلة ) مُستعدين لها بصلوات وتسابيح نعم فىِ ذلك تعب ومراره لكن فرحة أيضاً لا يُنطق بِها ومجيد لابُد أن يكون لنا معرفة إتحاديّة بالمسيح وليست نظريّة المسيح لم يؤسّس الكنيسة بإسلوب النظريات التى قد تُنسى فىِ يومٍ ما لكنّهُ أسسها على جسدهُ ودمهُ لأنّهُما يُعطيان حياة لأنّ الأمر حياة وليس نظريات لذلك لا نتكل على مشاعرنا وطلباتنا بل على فعلهُ هو " ألاّ يكون هذا السر الذى أعددتهُ لنا دينونة علينا وعلى شعبك بل محو لِخطايانا وغُفران لِتكاسُلنا " لذلك الكنيسة فرِحة بالسر وسر فرحها قائم على المذبح وكما كان قديماً البيت كُلّهُ يجتمع حول ذبيحة الفِصح وإذا كان رجُل فقير يشترك مع جارهُ فىِ الذبيحة أى أن الخروف ينفع أكثر من شخص أى دم المسيح واسع التأثير أنا لا أحتاج لخروفين لِمغفرة خطاياى بل أكثر من بيت لا يحتاج إلاّ لخروف واحد لا تستثقل خطاياك على دمهُ هو قادر على كُل شىء على الأبروسفارين لِفافة مُثبّثة علامة الحجر والخِتم الموضوع على الحجر هذا الخِتم رمز للجِهالة والخطيّة الحائلة بينىِ وبين المسيح هذا هو الحجر والخِتم ولِزيادة غباوتىِ وضعت الخِتم عندما يُصلّىِ الكاهن " الربُ مع جميعكُم " يأخُذ لِفافة الخِتم عن شِمالهُ ولِفافة الصينيّة عن يمينهُ ويُبارك الشعب بلِفافة الصينيّة ثُمّ يُبدّل مرّة أُخرى وهو واقف لِفافة الخطيّة عن شِمالهُ ولِفافة الصينيّة عن يمينهُ فيُبدّل الشِمال باليمين فتُصبح لِفافة الجسد عن الشِمال والخطيّة عن اليمين ثُمّ يُبدّل لِفافة الخِتم يضعها على الكأس ويضع لِفافة الكأس عن يمينهُ ويُبارك الشعب مرّة أُخرى وبذلك يكون قد بارك الشعب بالجسد والدم أمّا لِفافة خطايانا وجهالتنا وُضعت على الكأس فأين خطاياى الحائلة بينىِ وبينهُ ؟ على الدم " أوجاعنا حملها " " دم يسوع إبنهِ يُطهرّنا من كُل خطيّة " هو يُعطى عنّا خلاص وغُفران هو يُريدنا قديسين ويعلم أنّهُ صعب علينا أن نكون قديسين ولكى يُسهلّ علينا الأمر يُعطينا جسدهُ ودمهُ أعطانا سر التقديس وسر الوحدة القديس يعقوب السروجىِ يقول هل رأيتُم حفلة يُقدّم فيها مُقيم الحفلة لحمه ودمه للمدعويين ؟ هو المسيح لا يوجد أعظم من هذا لذلك نقول لهُ أشكُرك ياإلهىِ وتشكُرك ملائكتك عنّىِ ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.

عدد الزيارات 1725

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل