وقدّموا لهُ هدايا - ليلة عيد الميلاد

Large image

بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين
ونحن فى يوم الميلاد المجيد لابُد أن نقف مع بعض الشخصيات مثل المجوس والنجم والهدايا فهؤلاء المجوس مُحيرين جداً فمن هُم ؟ وما هى إنتماءاتهُم ؟ لماذا يُسافرون ويتركون وطنهم ليجدوا ملك ليس لهُم علاقة بهِ ؟ لماذا يتعطلّون ويتغرّبون ويُقدّمون هدايا ؟ هل هُم يعرفون الملك أو من لهُ علاقة بهِ ؟ أسئلة كثيرة تدور حول هؤلاء المجوس حقيقة كان المجوس يُتمّمون نبوات وإرادة الله دون أن يدروا فقد كانت إرادة الله أن يوبّخ بهم الأمُّة اليهودية ، وكان لله حكمة فى تحقيق نبّوته عن طريقهم وهذا أمر يُركّز عليه الكتاب المُقدّس المجوس هُم عُلماء فلك من فارس أى إيران وهى دولة بعيدة جداً عن الأمُّة اليهودية فمن إيران إلى أورشليم مسافة كبيرة وقد سافرها المجوس بالجمال لذلك إجتازوها فى وقت طويل يصعُب تحديدُه كانوا يبحثون عن مولود قيل لهُم أنّه سيكون ملك اليهود المجوس يُحقّقون قصد الله أمّا النجم فقد كان عجيباً جداً كان عجيباً فى حجمهُ وإتجاهه ومسارة ، فلم نجد أبداً نجم يسير من الشمال إلى الجنوب ، ولا رأينا أبداً نجم يُضىء فى الصباح أو يقترب من الأرض لهذه الدرحة وما رأينا أبداً نجم يقود ناس وإن تعطلّوا ينتظرهُم أمّا نجم يسوع فقد إنتظرهُم عِند هيرودس وأضاء لهُم فى النهار ،وعِندما إقتربوا إلى المزود فقد نزل ووقف حيث كان الصبى أى إقترب جداً من الصبى كى يُشير إليه كان نجم مُضىء جداً وغريب جداً لذلك كانوا كُلّما يسيرون كان الله يُرسل لهُم تعزيّة من هذا النجم وكانوا كُلّما تعبوا من السفر كُلّما كان النجم لهُم مِصدر راحة وسند وعزاء حتى وصلوا إلى الصبى وهُناك فتحوا كنوزهُم " فلّما رأوا النجم فرحوا فرحاً عظيماً واتوا إلى البيت "لمّا رأوا النجم وقف حيث الصبى فرحوا بوصولهُم إلى المولود ودخلوا للبيت ورأوا الصبى مُضىء مع أمُهِ فى بهاء حلول الله فخرّوا وسجدوا لهُ و قدّموا لهُ هداياهُم المجوس أمُم من المشرق الذين ليس لهُم إنتماءات يهوديّة وليس لهُم عِلم بالنبوات سجدوا لهُ فى الوقت الذى رفض فيهِ اليهود المُتدينون نبوات الأنبياء فتح المجوس كنوزهُم وقدّموا هدايا ذهب ولُبان ومُر جاءوا من المشرق ليُتمّموا قصد الله الذى هو توبيخ اليهود الرافضين الله وبخّهُم بأُمّة غريبة المجوس هُم أول من سجدوا لهُ وأول من عرفوه وأول من قدّموا لهُ هدايا قبل أى واحد من الأمُةّ اليهوديّة المجوس قدّموا للصبى هداياهُم ذهب ولُبان ومُر فماذا نُقدّم نحن لهُ فى يوم ميلادُه ؟ لنتعرّف الآن على هدايا المجوس وهدايانا نحن لهُ فى يوم ميلادُه.
أولاً : هدايا المجوس :-
فتحوا كنوزهُم وقدّموا هدايا الهدايا هى إنفعال قوى يُعبّر عن الإهتمام هى إنفعال حُب ومُشاركة وإهتمام كبير يظهر فى شكل هدية فهل يسوع مولود اليوم وسطنا ليأخُذ هدايا ؟ نقول لا لم يُولد ليأخُذ هدايا لكنّه يهتم بإهتمام الشخص لذلك قبِل الهدايا لأنّها تُعبّر عن حُب لذلك الله مُنذ القِدم كان يجعل شعبهُ يُقدّمون لهُ هدايا حتى يعرف أنّه مركز مشاعرهُم رغم أنّه الرازق ومُعطى جميع الخيرات إلاّ أنّه يقبل الهدايا وجعل إسلوب الهدايا إسلوب تقرّب إليه فأمرهُم بتقديم الذبائح والقرابين ليوطّد الصلة مع الإنسان حتى أنّه فى سفر الخروج قال لهُم " لا تقفوا أمامى فارغين " أنا أرُيدك أن تُقدّم لى تقدمة محبة تُعبّر عن مشاعرك نحوى ، وسُميت قرابين من قُرب أى رغبة فى الإقتراب عن طريق تقدمة هذا ما أراده الله حتى أنّ الشماس فى القُداس يقول" قبلّوا بعضُكم بعضاً بقُبلة مُقدّسة تقدّموا تقدّموا على هذا الرِسم " والترجمة الحقيقية لهذا المرد " قدّموا قدّموا على هذا الرسم " أى قدّموا لهُ حياتكُم كما قدّم هو لكُم حياته هذا جزء من القُدّاس يُسمّى الأنافورا أى الصعيدة وهو جُزء مهم جداً فى القُداس لذلك الله يُريد منّا أن نُقدّم لهُ أنفُسنا كما قدّم هو لنا نفسهُ هو يقبل القرابين ووضع شرائع للأعياد والبكور والذبائح وماذا يُقدّم لهُ الغنىِ وماذا يُقدّم لهُ الفقير فمن تقدمة عجل إلى تيس ماعز إن كان غنىِ ثم فرخىّ حمام إن كان فقير وإن كان مُعدم مادياً يُقدّم تقدمة دقيق وهى أرخص التقدمات ، فمن منّا ليس لديهِ دقيق فى بيتهِ ؟
هل إلى هذا الحد يُريد الله هدايا وتقدمات ؟ نعم هو يُريد تعبير عن مشاعر حُب " لا تظهروا أمامى فارغين "من شدة فرحة المجوس بيسوع الطفل فتحوا كنوزهُم أى فتحوا أغلى ما عندهُم الله يُحب إسلوب التقدمة للتعبير عن مشاعر الحُب فكان يقبل وهو على الأرض أن يأخُذ من طفل خمس خُبزات وسمكتين ويأخُذ قارورة طيب من المرأة الخاطئة ويأخُذ وليمة من سمعان الفريسىِ و لكن ما كان يهمه نوع التقدمة بقدر ما يهمه فى التقدمة كيف تُقدّم ؟ يهمه مشاعر القلب التائب سمح أن نُقدّم لهُ ذبيحة كى نقترب لهُ ونشعُر بشناعة الجُرم من خلال دم الذبيحة ،ونشعُر برهبة الموت ورُعبهِ ونرى دم الذبيحة فنجزع من الخطايا وبالتالى نقترب لله بها فنُشعره بمشاعر إيجابيّة إتجاه الله ومشاعر بها صُلح إذاً الله يقبل الهدايا " لهُ تسجُد بنات صور بالهدايا " أيضاً تنبّأت المزامير عن هدايا المجوس سأل المجوس عن بيت لحم ومن هو المولود فعلموا بالنبوات فتمسّكوا بالمولود أكثر وذهبوا إلى هيرودس وأخبروه عن المولود فإغتاظ لكنّه لم يظهر لهُم مشاعره كى يعرف الطريق إلى المولود بيت لحم من أفقر وأحقر قُرى اليهوديّة لذلك تقول النبّوة " وأنتِ يا بيت لحم لستِ الصُغرى بين مُدن يهوذا " أى لا تستهينى بنفسك بيت لحم قرية فقيرة دخلها المجوس فوجدوها مُظلمة لا تدُل على أى مظاهر إحتفالات بالمولود ،وإقتربوا إلى أطرافها حيث وقف النجم ففرحوا المظهر الخارجى لا يوحى بما أتوا إليه لكن لمّا دخلوا ورأوا المولود فرحوا فرحاً عظيماً هكذا الحياة مع المسيح تبدوا من الخارج مُظلمة ومُتعبه لكن الذى يجتازها يفرح و لا يضبط نفسه من شدة الفرح فيفتح كنوزة ويُقدّم هدايا لا تخرُج من عندهُ إلاّ وقد تبعته وسجدت لهُ وفتحت كنزك وقدّمت لهُ هدايا من أغلى ما تملُك المجوس قدّموا لهُ ذهب والذهب أغلى شىء نخاف عليه تخيلّ إنك تُقدّم لهُ أغلى ما عندك ، لذلك سمح الله أن تكون أورشليم السماوية مصنوعة من الذهب لذلك هى تدُل على ثراء صاحبها وأيضاً يُريد أن يقول لنا أنّ ما نتصارع عليه فى الأرض نطأه بأقدامنا فى السماء لأنّنا سنُعاين مجد الأبدية الله يُريد من الإنسان ذهبهُ أى أغلى ما يملُك مركز حياته أى قلبهُ أبونا إبراهيم لم يُرد الله أن يأخُذ غِناه أو غنمه أو بقره أو إبل طلب منّه إسحق " إبنك وحيدك حبيبك " هذا هو ذهب أبونا إبراهيم لأنّه أراد أن يكون عِند إبراهيم أهم من إسحق لأنّه شعر أنّ إبراهيم تعلّق بإسحق وبدأ ينشغل عن الله بوحيدهُ فقال لهُ الله لابُد أن تعرف أنّ إسحق هو عطيتى لك فلا تنشغل بالعطيّة عن المُعطىِ وإلاّ سيأخُذها منك فقدّمها أنت لهُ برِضاك ولو بضميرك هو أعطاها لك كى تتّوحد معهُ فلا تنشغل عنّه بها أيضاً الله يُريد من الإنسان لُبانه أى العبادة والمُر أى شركة الآلام لو سرنا مع المجوس ووجدنا أنفُسنا أمام المزود فماذا نُقدّم للمولود ؟ إنسان يقول لهُ ليس لى شىء أهديه لك لكن هل تقبل منّىِ مشاعرى وتنهُداتى وقلبى ؟ القديس بيصاريون كان يسير فى الشوارع وهو يقول الأعداء سلبونى وسرقوا منىِ كُل شىء حتى ثيابى فتشّوا بيتى وأخذوا كُل مالى كما يقول المزمور" لأنّ العدو إضطهد نفسى أذلّ فى الأرض حياتى إضطرب فىّ قلبى صارت نفسى لك مثل أرض بلا ماء " أى إبليس سلبهُ كُل شىء لكن إن كنُت كذلك فقدّم لهُ فقرك أحد الأباء كان يقول لهُ " ليس لى ما أعُطيك فإعطنى أنت ما أعُطيك " الإنسان لا يسكُن بهِ شىء صالح ولن يتبرّر أمامه لكن كى يتقدّم لله يتقدّم بهِ هو فمن منّا يعرف كيف يُصلّى ؟ هو يُعلّمك الصلاة قدّم لهُ ولو نظرة إعتذار عن كُل قساوة قدّم لهُ سجود مشاعر" لأنّه من يدك الجميع ومنك وأعطيناك " قُل لهُ إرحم فراغىِ وضعفىِ توجد طلبة فى أوشية القرابين تقول" والذين يُريدون أن يُقدّموا لك وليس لهُم " كُن على هذا المستوى وقُل لهُ أرُيد أن أقُدّم لك شىء وليس لى أتيت اليوم إلى الكنيسة ؟ لا تأتى فارغاً أرجوك أعطيهِ شىء بولس الرسول لمّا وجد أنّ أهل كورنثوس إعتمدوا على عطاياهُم الماديّة لأهل أورشليم ونسوا العطايا الروحيّة رفض عطاياهُم وكلّمهُم عن المُعطى المسرور يُحبهُ الرب وقال " الله لا يُريد مالك بل يُريد إيّاك " صعب على إنسان يُقدّم لله كُل مشاعره ويبخل عليه بالعطايا الماديّة ما دامت بمشاعر حُب فالله يقبلها.
ثانياًهدايانا نحن :-
كى يكون لنا شركة مع الطفل المولود ومع المجوس يجب أن نُقدّم لهُ هدايانا وهى :-
1- التوبة :-
أجمل هدية يطلُبها الله ويُحب أن يراها التوبة أى ميطانيا وتعنى تغيير الذهن أو القلب كُلنا نسير فى إتجاه بعيد عن الله فلنُغيّر طريقنا ونسير فى إتجاهه هو التوبة هى إنسان يتألم على ماضيه هى إحساس إنسان قد أجرم لكنّه غير يائس من مراحم الله إفحص نفسك وقلبك وإهتماماتك ، وجيد أنّ ميلاده تزامن مع عام جديد فقدّم لهُ توبة رسالة المسيح على الأرض ورسالة كُل الأنبياء كانت التوبة " فلنفحص طُرقنا ونرجع للرب " صعب تكون سائر فى الطريق الخطأ وتظل هكذا طول حياتك صعب تتمادى فى جهلك وقساوة قلبك ونحن نعلم أنّه يفرح بالتوبة والسماء أيضاً تفرح هل تُريد أن تُفّرح الله فى يوم إفتقاده للبشريّة ؟ قدّم لهُ توبة صعب أن تشعُر أنّه ليس أفضل منك أو تؤجلّ توبتك لأجِل غير مُحدّد أو مُتصالح مع خطاياك قُل لهُ إرحمنى.
2- العِبادة :-
المجوس قدّموا لُبان اللُبان على المجمرة يُعطى بخور نحن نُقدّم عِبادة وعِبادتنا هى اللُبان لو إتحدت مع جمرة تُعطى بخور أى لو إتحدت مع قلب تائب تُعطى بخور الله يعلم إشتياقات قلبك ومُشتاق للُبانك وإشتياقاتك " ليكُن رفع يدىّ كذبيحة مسائيّة أمامك " هل لك خفاء وعِبادة مع الله أم لا ؟ " الله يطلُب هؤلاء الساجدين بالروح والحق "هل تُقدّم لهُ سجود بالروح والحق ؟ هو مُنتظر صلاتك وعِبادتك من أجمل الهدايا للمسيح العِبادة صعب أن يكون سبب الإحتفال الرئيسى موجود وسطنا ونحن مُنصرفين عنّه فى الخارج أكبر سمة تُميّز الكرِيسماس الهدايا كم هدايا غير عادية مظاهر وإحتفالات لكن هل قدّموا هدية لصاحب الإحتفال نفسهُ أم نسوه ؟ اليوم قد نكون إهتممنا بمظاهر كثيرة أولادنا وبيوتنا ولكن هل قدّمت لهُ شىء ؟ هو يطلُب توبتك وعِبادتك.
3- شِهادتك :-
إحمل إسمهُ وإشهد لهُ ببرّه وأعمالهُ لأنّ أعمالهُ تشهد لهُ نادىِ بموتهِ وقيامتهِ وعملهُ وتجسّدُه الله أرسلنا للعالم كى نشهد لهُ كى نُعطى مذاق للعالم كى نكون نور نوبخّ كُل سائر فى ظُلمة إحذر أن يضيع هدفك أنت شاهد لهُ الله الذى قبل هدايا المجوس الذين لم يعرفوه يقبل هداياك لهُ فى يوم ميلادهُ يقبل ذهبك قلبك وعِبادتك وشِهادتك ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهِ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.

عدد الزيارات 1773

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل