شروط استعلان القيامة _ ليلة القيامة

بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين
يقول بولس الرسول " لأعرفه وقوة قيامته وشِركة آلامه مُتشبّهاً بموتهِ " بولس الرسول لم يُعاين القيامة وهو فى الإيمان لم يكُن قد آمن أثناء القيامة لكنّه يحكى لنا عن مجموعة رأت وعاينت القيامة وعاشتها فقال " أنّه ظهر لصِفا ثم للأثنى عشر وبعد ذلك دُفعة واحدة لأكثر من خُمسُمائة أخ أكثرهُم باقٍ إلى الآن ولكن بعضُهم رقدوا ثم بعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرُسل أجمعين وآخر الكُل كأنّه للسقط ظهر لى أنا " ] 1 كو 15 : 5 – 8 [ هُنا بولس الرسول يقول لنا كيف يرى الإنسان المسيح وكيف نُعاين القيامة وكيف وإن كُنت لا أحيا زمنها إلاّ إنّ زمنها لا ينتهى لأنّ قيامتهُ أبديّة كيف أقول كما قال بولس ظهر لى أنا أيضاً ؟
عندما كان المسيح مُتجسّد على الأرض كان أى إنسان يستطيع أن يراه يبحث عنّه ويذهب لهُ حيثُما وُجد حتى من كانوا ضده كانوا يستطيعون أن يروه لكن بعد القيامة ليس أى إنسان يراه هو قال وأنا على الأرض أحيا يستطيع أى إنسان أن يرانى لكن بعد القيامة إختار من أعُلن لهُ نفسى فهل أنا ممّن إخترتهُم ليُعاينوك يارب ؟؟ لذلك كى نُدرك القيامة ونُعاينها لابُد من عدّة شروط تتوّفر فينا
شروط مُعاينة القيامة :-
1- شِركة الآلام أول من رأى القيامة هُم من ذهبوا معهُ حتى الصليب المجدليّة ويوحنا الحبيب.
2- أصحاب الإشتياق والإجتهاد أصحاب الجديّة والنشاط الروحى مثل المجدليّة.
3- أصحاب الإيمان القيامة تُستوعب بدرجة من درجات الإيمان.
4/ معرفة الكُتب.
1- شِركة الآلام:-
غير مُمكن أن يُعلن الله نفسهُ فى قيامتهِ لنفس لم تُشاركهُ آلامهُ ولا تؤمن بصليبهُ أو لنفس تحيا فى راحة وترفض الألم شرط التمتّع بالقيامة أن نُشاركة آلامه أرُيد أن أرى الرب وأتمتّع بقيامتهِ نقول لك شاركهُ آلامهُ كُل واحد فينا الآن معروض عليه شِركة الآلام فكثيرين مُتألمين ومُضطهدين وحزانى و" إن كُنت تتألّم معهُ فستتمجّد أيضاً معهُ " ولنرى مريم المجدليّة لها شِركة الآلام وتبعت المسيح حتى الصليب ورأتهُ القديس يوحنا الحبيب كان معهُ فى كُل مُحاكماتهُ وحتى الجلد ورأه وهو مُعلّق على الصليب الذى يتبع يسوع حتى جثسيمانى والجُلجُثة لهُ إستحقاق القيامة المسيح يُعلن نفسهُ للنِفوس المُستعدّه والمُستحِقة لشِركة الآلام لذلك عندما نتذكّر خروف الفِصح قديماً قال لهُم الله أنّه لابُد أن يُشوى بالنار أى لابُد أن تذوق المسيح المُتألّم وتتعرّف على المسيح المُتألّم من أجلك لذلك الذى لا يفتخر ولا يؤمن بصليبه لا يستحق أن يكون مسيحياً آلام يسوع تُسمّيها الكنيسة آلام مُشفية و مُحييّة فإن رفضت الألم فى حياتك لن تُعاين بهجة القيامة إحِتمل آلامك بشُكر وإتبعهُ حتى جثسيمانى والجُلجُثة ومُحاكماتهُ ولا تترُكه حتى تطمئن أنّهُم أنزلوه من على الصليب ووضعوه فى القبر هكذا تفعل الكنيسة فى إسبوع الآلام تسير معهُ خطوة خطوة مُنذ دخولهُ أورشليم وحتى صلبهِ ودفنهِ تُشاركهُ ثم تقول لا يليق أن يكون المسيح فى القبر ونحنُ نِيام لذلك تقول لك تعال وإسهر هذه الليلة فى الكنيسة وشاركهُ آلامه.
2- أصحاب الإشتياق و الإجتهاد:-
مثل المجدليّة كان إشتياقها وإجتهادها عالى جداً يوحنا الحبيب بُطرس كُلّهُم أصحاب إشتياق المجدليّة ذهبت للقبر والظلام باقٍ رغم أنّها إمرأة لم تخف الحُراّس ولا الظلام النفوس التى لها إشتياق عالى لا تُبالى الصِعاب ولا حُرّاس الليل ولا حتى طبيعتها هذه النفوس يقول عنها الله أنّه يدخُلها ويصنع منها منزل أى يسكُن فيها القيامة تُعلن لقلب مُشتاق كالمجدليّة التى سهرت الليل كُلّه تُعدّ الحِنوط والطيب وتقول نعم هو مات أمام الناس لكنّه لم يمُت فى قلبى لذلك إستحقت أن تكون أول من إستعلن الله لهُم القيامة وتكون هى مُبشرّة القيامة فهل تُريد أن ترى وتُعاين القيامة ؟ قُم والظلام باقٍ الناس نائمة لكن قلبك مُستيقظ كما يقول داود النبى " بالليل تُنذرنى كليتاى " قلب مُشتاق " سبقت عيناى وقت السِحر " قبل أن يُضىء النهار أنا أقوم هذه نِفوس تنال الباكورة وتستحق إعلان القيامة النفوس التى تسأل بإجتهاد " قُل لى أين وضعتهُ وأنا آتى وآخُذه "يا مريم أنتِ إمرأة كيف تحملين جسد ميت ؟ وماذا يقول عنكِ الناس ؟ تُجيبنا مريم المجدليّة أنا لا أحتمل أن أكون بدونهِ النفس التى تبحث بإجتهاد وبكُل أمانة عن يسوع وتُريد أن تراه يُعلن لها القيامة قد يكون المسيح بجانبك فى مسكين فى مُحتاج فى خِدمة لكنّك لا تراه لأنّ القلب غير مُشتاق و لا يجتهد فى البحث عنّه يقول الآباء " إتعب فى البحث عنّه كى تراه "" لأنّه ليس بعيد عنك ذاك الذى تُريد أن تراه " كُن أمين ومُجتهد وأنت تراه يقول إنجيل القيامة عن بُطرس ويوحنا " وكانا يركُضان معاً " أى يجريان00سرعة ونشاط وإجتهاد أكثر شىء يحجب الله عنّا هو الكسل المجدليّة لم تنتظر طلع النهار بل والظلام باقٍ والذى منعها أنّ أبواب المدينة كانت مُغلقة فإنتظرت حتى فُتحت وكانت أول الخارجين من المدينة نشاط وإجتهاد تخلّص من التراخى وكُن من أصحاب الخروج والظلام باقٍ" الذين يُبكرّون إلىّ يجدوننى" إن تعبت من أجلهُ لن ينسى هو تعبك المجدليّة سهرت تُعدّ الحِنوط بنشاط هذا الإجتهاد جعلها مُبشرّة للرُسل بالقيامة لأنّ الله ليس عنده رُتب ومراكز بل يتعامل معنا حسب إشتياقاتنا النفِوس التى تعبت الليل كُلّه ولم تصطد شيئاً أعلن نفسهُ لها عند بحر طبريّة عندما تسهر على الإنجيل أو تُصلّى وتتعب الليل كُلّه من أجل الله لا يترُكك دون إصطياد حتى ولو فى الهزيع الرابع قِف للصلاة ولو وقت قليل لكن بإشتياق قد نقول أنّ هذه الأيام صعبة أو صحتى ضعيفة يقول لك الآباء " إنّ الله يعلم إشتياقات القلب ويُكملّ النقائص " الله يعلم كُل ضعفاتىِ ويعلم إشتياقاتىِ ويُكملّ نقائصىِ لأنّه وقت قليل بإشتياقات يُثمر أكثر من وقت كثير بقلب بطىء فمن أين الإشتياقات ؟ نقول من الحُب الكثير الذى أحبّ كثيراً يُغفر لهُ كثيراً الذى تذّوق إحتمال الله لهُ وخلاص الله وعطاياه يُحب كثيراً عندما تُدرك إحسانات الله يزداد إشتياقك وكما قال فى المثل إثنان على الواحد خُمسمائة دينار وعلى الآخر خمسون وسامحهُما الدائن فمن منهُما يُحبه أكثر ؟ بالطبع الذى سامحهُ بالأكثر عندما تُدرك كم احبكّ الله وغفر لك وبذل نفسهُ لأجلك سيتحرّك قلبك بحُب غير عادىِ عندما تشعر أنّ الله نسى خطاياك وجعلها كنهر يعبُر وطرحها فى بحر النسيان ومحى الصك المكتوب عليك ستحبّه أكثر وتشتاق لهُ أكثر فى العصر الرومانى كانوا يكتبون علّة كُل مُذنب على باب زنزانتهُ ماهو جُرمهُ الذى يُعاقب عليه هذا هو الصك ويُقال أنّ كُل واحد منّا كان لهُ صك على سجنهِ جاء المسيح ومحى الصك الذى علينا وفدانا فكم نُحبّه ؟
3- أصحاب الإيمان :-
يقول الكتاب عن يوحنا الحبيب أنّه " رأى وآمن " الإيمان كيف أنال إستحقاق إعلان القيامة ؟ بالإيمان إيمان أنّ المسيح قام وغلب الموت" عالمين أنّ الذى أقام يسوع سيُقيمنا نحنُ أيضاً معهُ " وتكلّم الآباء عن درجات الإيمان بالقيامة فقالوا :-
الدرجة الأولى العذراء التى يذكُرها الإنجيل فى أحداث القيامة لأنّ لها إيمان قوى بالقيامة ولم تكُن تحتاج لأنّ ترى دلائل عليها ويقول الآباء أنّه بالتأكيد أعلن الله لها القيامة بطريقة خاصة جداً.
الدرجة الثانية يوحنا الحبيب الذى رأى وآمن.
الدرجة الثالثة مريم المجدليّة التى رأت وشكّت فعادت مرّة أخُرى لترى.
الدرجة الرابعةبُطرس الذى رأى ومضى مُتعجّب مما كان أى غير قادر على أخذ قرار بالتصديق أو الرفض.
الدرجة الخامسة الإثنى عشر تلميذ الذين لم يذهبوا للقبر ليروا فأتى يسوع حتى عندهُم ليُريهم ذاته فرأوه وآمنوا. الدرجة السادسة توما وهو درجة إيمان بطيئة جداً لأنّه أراد أن يرى ويلمس كى يؤمن.
القيامة تحتاج درجة من الإيمان ففى أى درجة من هؤلاء أنت تحيا ؟ كُل الأمور الروحيّة تحتاج للإيمان كى تتمتّع بها " الذى مات لأجل خطايانا وقام لأجل تبريرنا "إذا لم تؤمن بذلك لن تتمتّع بغُفران خطاياك ولا ببرّه ليكُن لك إيمان أنّه قادر أن يغفر وأنّه ظهر لك أيضاً إن كُنت ضعيف الإيمان رقّىِ نفسك من توما إلى الإثنى عشر تلميذ إلى لو لم يكُن لك إيمان بالأبديّة ستحيا حياة وقتيّة لو لم يكُن لك إيمان بالروح القُدس ستكون حياتك مهزوزه لذلك الكنيسة جعلت الأمور الروحيّة أسرار أى بعمل الروح القُدس إنسان يُصلّى وآخر أيضاً يُصلّى إنسان يتناول وآخر يتناول إنسان يعترف وآخر يعترف الفرق بين الواحد والآخر فى كُل هذا هو الفرق فى درجة الإيمان التى تجعل تمتّع الإنسان بالله يختلف عن الآخر.
4- معرفة الكُتب:-
الذى يجعل إيمان التلاميذ بطىء هو عدم معرفتهم بالكُتب كما قال المسيح لتلميذى عمواس " أيُها الغبيان والبطيئا القلوب فى الإيمان بجميع ما تكلّم بهِ الأنبياء أما كان ينبغى أنّ المسيح يتألّم بهذا ويدخُل إلى مجدهِ ثم إبتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يُفسّر لهُما الأمور المُختصّة بهِ فى جميع الكُتب " ما الذى يجعلنى لا أحيا القيامة ؟ إنىِ لا أعرف الكُتب ولا أعرف أنّه دبرّ لخلاصىِ ولصليبهُ مُنذ آدم ولنرى النبوات العجيبة فى الكتاب من نبّوة نسل المرأة يسحق رأس الحيّة ثم نوح والطوفان وأعطاه علامة للنجاه ثم يتكلّم عن يونان والثلاثة أيام التى قضاها فى جوف الحوت و فى سفر هوشع يقول " وبعد ثلاثة أيام يُحيينا " هذا إعلان للقيامة القلب الشغوف بالكتاب يُعلن لهُ الله القيامة ويحياها ويُصدّقها المسيح مخفى فى الكُتب ويُريد أن يُعلن نفسهُ لك من خلاله إفتح قلبك للكتاب وكُن أنت إنجيل والإنجيل أنت وسطرّه على قلبك عِتاب يسوع كان صعب " لم تعرفوا بعد الكُتب " كيف يا الله تُعطينا الكتاب ونحنُ لا نستوعبهُ جيداً ؟ إذا إستوعبت الكُتب ستُعلن لك القيامة فى ذبيحة التطهير للأبرص الذى كان فى نظر الشريعة دنس وممقوت جداً ويشعرون بغضب الله عليه حتى أنّهم لا يرونّه حتى بعيونهم فكان يُغطى وجهه ويعلن لمن لم ينتبه أنّه أبرص فكانوا يأتون بعصفوران يُذبح واحد ويُرش دمهُ على الآخر ويُطلق الآخر إشارة للموت والقيامة أيضاً فى ذبيحة تيس عزازين يُذبح تيس ويُطلق الآخر إلى بريّة عزازين والذى يُذبح توضع عليهِ قطعة نسيج حمراء والذى يُطلق عندما يصل إلى بريّة عزازين تبيض قطعة النسيج الحمراء إعلان عن الغُفران وبعد الصلب لم تعُد قطعة النسيج تبيض إعلان عن إنتهاء الرمز وأنّ المسيح جاء بنفسهِ ليغفر ويفدىِ إعرف الكُتب عندما تعرف الإنجيل يستنير قلبك بمعرفة الله ليت الله الذى أعلن نفسهُ لبولس الرسول بعد عشرين سنة من قيامتهِ يُعلن نفسهُ لنا لأنّ إعلان نفسهُ دائم لمن يشتاق ولهُ إيمان بهِ ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهِ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.