معمودية يوحنا - ليلة عيد الفطاس

Large image

بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الله الوَاحِدٌ آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَانْ وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
الكنيسة تُطلق على عيد الغِطاس إسم عيد الثاؤفانيا أى عيد الظهور الإلهىِ أول مرّة مُنذ مجىء المسيح على الأرض يُعلن الثالوث القدوس فى يوم واحد أول مرّة يكشف عن طبيعة المسيح من هو ، إستعلان إلوهية المسيح رغم أنّه كان وسطهم ولم يعرفوه لكن إن كان البشر لم يعرفوه فالآب يعرفه والروح القُدس يعرفه ، الثالوث إجتمع فى يوم عِماد السيد المسيح لذلك يُسمى عيد الثاؤفانيا دور يوحنا المعمدان دور صعب جداً ، دوره أن يكون سابق ويعدّ لهُ شعب مُستعد ، العصر الذى أتى فيه المسيح كان عصر مُظلم جداً ، أخر الأنبياء الذى ظهر قبل المسيح كان قبله بحوالى 350 سنة ، أى 350 سنة قبل المسيح عصر مُظلم ، رغم أنّه كان قبل ذلك فى الجيل الواحد أكثر من نبى لكن 350 سنة لا يوجد فيها نبى ولا توجد بها نبّوة وظنّ العالم أنّ رجاءه فى مجىء المسيح قد إنقطع ، ووسط هذا الظلام لابُد من شخص جبّار يأتى ليُبدّد الظُلمة لذلك سُمى يوحنا صوت صارخ فى البريّة أى صوت قوى جاء ليُهيىء لله شعب مُستعد وأتى بمعمودية التوبة وتجّمع حوله الجموع لتقواه والذين أحبّوا الكرامة والُمتكآت الأولى نظروا يوحنا وخزوا لذلك عمدّ يوحنا بمعمودية التوبة إذاً كى يأتى المسيح ويُستعلن بمجد لاهوته داخلى و يهُينّى للميلاد الفوقانى لابُد من صوت صارخ داخلى ويصرُخ يوحنا فى بريّة قلبى القاحلة " عد طريق الرب " لماذا ؟ لأنّه فى وسطك قائم لست تعرفه من هو ؟ هو الرب داخلك موجود " ليس بعيد عنك ذاك الذى تطلُبه كُل أيام حياتك " هو داخلك لمّا رأى الناس عظمة يوحنا إرتابوا فى شخصيته فسألوه من أنت ؟ المسيا أم إيليا ؟ قال لستُ أنا " أنا لستُ أهلاً أن أنحنى وأحلّ سيور حذائه " أنا فقط أتيت لأشُير إليه ولا أشُير إلى نفسى لستُ أهلاً أن أنحنى وأحلّ سيور حذائه تعبير يهودى ليس معناه الإتضاع فقط بل كان هُناك عاده عند اليهود تقول أنّ الذى يموت دون أن يُقيم نسل أقرب إنسان له يتزوج إمرأته ليُقيم لهُ نسل ويُسمى ذلك الإنسان " ولىّ " ولكن لنفرض أنّ الولى الأول رفض الزواج من من إمرأة المُتوفى يتزوجها الولى الثانى وهو أبعد درجة فى القرابة من الولى الأول إن وافق الولى الثانى يخاف أن يُطالبه الولى الأول بالمرأة فيما بعد لذلك كانوا يأتون بالولى الأول عند باب المدينة ويخلعون نعليه ويحتفظون بهُما حتى إن طالب بالمرأة فيما بعد يُذكّروه لرفضه الأول ودليل ذلك وجود نعليه عندهُم هُنا يوحنا المعمدان يقول أنا لستُ أهلاً أن أنحنىِ وأحلّ سيور حذائهِ أى أنا لستُ العريس أتيت بقوة وجبروت لأشُير لهُ ، كُل واحد منّا داخله المسيح يُشير للمسيح ويعرّفه للناس ويقول لستُ مُستحق أن أنحنىِ وأحلّ سيور حذائه أنا صديق العريس ولستُ العريس نفسهُ يوحنا صوت صارخ والروح القُدس بتدبير عجيب إختاره حتى أنّ اليهود لم يستطيعوا أن يُقاوموه وتبعهُ جموع كثيرة ، لذلك مُخ يسوع يوحنا المعمدان لُقبّ أنّه أعظم مواليد النساء سر عظمة يوحنا تجرّده وأنّه غير مُستعبد لشىء هل تُريد أن تكون عظيم ؟ العظمة ليست فى المال أو المركز أو بل فى تقواك أن لا تكون مغلوب من شىء داخلك أن تدوس على شهواتك قبل أن تدوس هى عليك هذا هو يوحنا المعمدان لذلك قال عنّه المسيح هل تتخيلون يوحنا أنّه إنسان بلُباس ناعمة ؟ لا بل هو رجل برارى إلى يوم ظهوره فى إسرائيل حتى أنّه لم يكُن يعرف المسيح نعم تعامل معهُ وهو جنين لكن مُنذ أن أخُتطف وهو فى البرارى يعيش لذلك أشار لهُ الروح القُدس على المسيح بالحمامة يوحنا قال أنا أعُمدّكُم بالماء لكن الذى يأتى بعدى يُعمدّكُم بالماء والروح " الذى رفشه بيدهِ وهو يُنّقى " ما هو الرفش ؟
عندما يزرع الزارع قمح ويجمعه ليُدخله البيدر ليفصل القمح عن القش أو التبن فيفصلهُ بالرفش وهو آلة مثل الجروف ولهُ أسنان ويرفع بهِ القمح لأعلى فى مكان بهِ رياح فيفصل الهواء التبن عن القمح ويفصل القمح ويُجمع للمخازن هكذا جاء يسوع ورفشهُ بيدهِ ليُنقّى بيدرهُ ويفصل القمح عن التبن النفوس التى ليس بها عِشرة مع المسيح والرياح ترفعها وتبعدها هى التبن بينّما النفوس التى بها النعمة وتُحافظ على نظراتها وقلبها تكون مُثقلّة بالنعمة فتدخُل المخازن يوحنا يُشير للمسيح لكن عندما يأتىِ الذى رفشهُ بيدهِ تُرى هل أكون قمح أم تبن ؟ هل لى عِشرة تُعطينى إستحقاق أن أكون فى مخازنهِ أم لا ؟ سر عظمة يوحنا تجرّدُه وتقواه وأنّ تعليمه هو حياتهُ " يوحنا عمل وعلّم " سر عظمتهُ شهادة المسيح نفسه لذلك نتعجب من إتضاع يوحنا عندما يقول " لستُ مُستحق أن أنحنى وأحلّ سيور حذائهِ " " يأتى بعدى من هو أقوى منى " ويُجيبه المسيح بنفس نشيد الإتضاع ويقول له " إسمح الآن "يوحنا يقول أنا لستُ مُستحق أن ألمس حذائهِ والمسيح يقول لهُ ضع يدك على رأسى الله يُريد نفوس مُتضعة وهو قادر أن يرفع البائس من المذبلة إحذر أن تشعر أنك قليل لا هو يُريد أن يكرمك ويراك ويرفعك المسيح إتضع ليوحنا ويوحنا إتضع للمسيح يوحنا يُنذرنا " إصنعوا أثمار تليق بالتوبة " إسمع وقُل هذه الكرامة كرامة التوبة التوبة مُثمرة لا توجد توبة مُعطلّة لا تُصدّق أنّ إنسان تائب يكون غير مُتضع أو غير وديع التائب ثمار التوبة تظهر عليه لا يُصدّق أحد أنّ شجرة تين لا تُعطى ثمر التين كُل إنسان يقول أنا إبن الله لكن إن لم يكُن بهِ ثمر لا يكون إبن لله يوحنا يصرُخ فينا اليوم لنُهيىء أنفُسنا لقبول المسيح أخطر شىء أن تكون حياتك نظريات ولا تعرف المسيح وأنت تُصلّى له لا الملائكة تخدمك والأنبياء يقولون لك نحن تحت أمرك والقديسين يُشجّعونك لتلحق بهُم هو أتى لك وأنت من فوق "أنعم علينا بالميلاد الفوقانى " كُل واحد منّا نال معمودية التوبة والخلاص لذلك صلوات المعموديّة بها شِق للتوبة قبل المعموديّة خاصة وأنّ بعض غير المؤمنون يُريدون أن يعتمدوا فما الدليل على قبولهُم الإيمان ؟إنسانُه الداخلى بدأ يتهيأ هذه هى معموديّة التوبة الداخليّة التى تعدّه للميلاد الفوقانى عندما يتغير داخل الشخص فهذه علامة التوبة وبذلك يكون مُهيأ لنعمة الميلاد الجديد وعندما يأخذ نعمة الميلاد الجديد لا تنتهىِ هذه النعمة بل هى مُتجدّده وعندما يُخطىء يتوب وكُل ما يتوب أكثر مفاعيل المعمودية تظهر أكثر نحن أخذنا خِتم الخِتم لا يُعاد لكن إذا تلّوث يُنظّف التوبة والمعموديّة رفيقان للحياة وهُما يُدخلانك السماء ربنا يكملّ نقائصنا ويسند كُل ضعف فينا بنعمتهِ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.

عدد الزيارات 1746

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل