الإِتحاد بِالمسِيح فِي التناوُلَ - خميس العهد

بسم الاب ،والابن والروح القدس اله واحد أمين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن،وكل اوان والى دهر الدهوركلها آمين.
فِى وجُود المسِيح عَلَى الأرض صنع لنا كُلّ شئ ظلَّ ثَلاَثَ سنوات وَثلاثة أشهُر يكرِز وَيُعلِّم وَأكملَ تعلِيمه وَصنع كُلّ المُعجِزات رأيناه سمِعناه لمسناه وَلَمْ يبقى لَهُ سِوى أنْ يدخُلَ تجرُبِة الصلِيب وَلكِنْ بقى أيضاً أمر هام كَانَ لابُد لَهُ أنْ يفعلهُ وَهُوَ تأسِيس سِر الشُكر كيف أنَّ هذا الجسد الَّذِى سيُكسر عَلَى الصلِيب يُسَّلِمهُ لِلكنِيسة تخيَّلَ لَوْ أنَّ يهُوذا يوم الأربعاء تمت خِيانتهُ وَتآمُره وَكَانَ يعلم مكان يسُوعَ كَانَ سيذهب لَهُ بيت عِنيا وَيقبُضُون عليهِ يوم الأربعاء ليلاً فمتى كَانَ يُسَّلِم لِلكنِيسة سِر الشُكر ؟ لكِنْ يسُوعَ كَانَ عالِماً بِكُلّ شئ وَمُؤجِلَ الأمر إِلَى هذا اليوم كى يصنعهُ بِإِرادتِهِ فِى يوم الفِصح وَيصنع مَعْ تلامِيذه فِصحاً جدِيداً وَكَانَ أخِر أمر عملهُ معهُمْ قبلَ الصلِيب وَبعد أنْ صنع سِر الشُكر خرجُوا كُلّهُمْ لِيُسَبِّحُوا ثُمَّ ذهب إِلَى بُستان جثسيمانِى وَتمَّ كُلّ شئ تأسِيس سِر الشُكر جعلهُ أخِر أمر عملهُ علَّم أوَّلاً ثُمَّ قدَّم سِر الشُكر وَالكنِيسة تفعلَ ذلِكَ تحكِى أوَّلاً قِصَّة يسُوعَ كُلّها بَلْ وَتحكِى قِصَّة تدبِير الخَلاَصَ وَالخلِيقة كُلّها وَكيف تجسَّد وَتأنَّسَ وَصُلِب وَمات وَنزلَ لِلجحِيم وَقَامَ مِنْ الأموات وَتُعيِّشكَ الرِحلة كُلّها معهُ وَتختِمها بِسِر الشُكر كما فعلَ المسِيح مَعْ تلامِيذه علَّمهُمْ ثُمَّ أعطاهُمْ جسده وَدمه اليوم قِمَّة فرح المؤمِنِين لأِنَّ اليوم كُلّ ما سمِعناه طبقناه اليوم الإِنسان يأكُلَ مِنْ شجرِة الحياة الحقِيقِيَّة بعد أنْ كَانَ ممنُوعَ مِنْ شجرِة الحياة الرمز بِكارُوب فِى يَدِهِ سيف مِنْ نار الإِنسان التُراب وَالمُزدرى مِنْهُ الغِير مُستحِق لِسُكنى الأرض وَالمطرُود مِنْ أمام الله بِسبب خطاياه يُعطِيه اليوم الله جسده وَدمه يُعطِيه خُبز الحياة خُبز الخلُود فعادت لَهُ الحياة الأبدِيَّة وَأصبحت الحياة الأبدِيَّة تعملَ فِينا بِالتناوُلَ وَالغُفران ينتقِلَ لنا بِالتناوُلَ حياة المسِيح تنتقِلَ لنا بِالتناوُلَ لِذلِكَ يقُولَ القُدَّاسَ [ وَوَضعَ لنا هذا السِرُ العظِيم الَّذِي لِلتقوى ] أخذت سِر شرِكة المسِيح وَدخلَ داخِلِى وَأمتزج بِىَّ فأُلغِيت أنا وَأصبح هُوَ الفاعِلَ فِىَّ سِر معرِفتنا بِالمسِيح ليس بِتعالِيمه بَلْ بِإِتحادنا بِهِ فإِنتقلَ لنا فِكره وَسلُوكه تلمِيذاى عمواس عاشا معهُ وَسارا معهُ وَكلَّمهُما عَنْ مُوسى وَجمِيع الأنبياء وَالأمور المُختصَّة بِملكُوت السَّموات وَلَمْ يعرِفاه إِلاَّ عِند كسر الخُبز عِندما نأخُذ الخُبز المكسُور تعرِف محبِّة الله لَكَ وَبذله لأِجلِكَ وَالأمور النظرِيَّة تتحوَّلَ إِلَى أمور عملِيَّة وَتحياها الكنِيسة تُعطِينا القِراءات أى تعالِيم وَمِنها تنقِلنا إِلَى التناوُلَ الإِتحاد العملِى وَالفِعلِى بِهِ فأنا آخُذ المسِيح حقِيقة وَليس مجازاً تُرى ماذا يفعلَ المسِيح فِيكَ عِندما تأخُذهُ ؟يُطَّهِركَ وَيُغيِّر طبعكَ وَيُقَّدِسَكَ وَيُلزم بِكَ إِذاً التناوُلَ لاَ يُؤخذ بِحواسَ جسدِيَّة بَلْ حواس رُوحِيَّة وَليس بِتذوُّق مادِى كى نستوعِب كيف نمتزِج بِمجد الله وَكيف نكُون شُركاءالطبِيعة الإِلهِيَّة لأِنّنا نأخُذ الكلِمة مُشتهى كُلّ الأُمم ما كَانَ الأنبياء يشتهُون أنْ يروهُ وَلَمْ يروه عِندما تأخُذ المسِيح وَتستوعِبه يغلِبكَ فتجِده حاضِر فِيكَ فتُصبِح أنت هُوَ كثِير مِنْ الخطايا تغلِبنِى لكِنْ بِالمسِيح أغلِبها بِالتناوُلَ يغلِب بِكَ وَفِيكَ وَيجعلَكَ تُحِب المُسِيئِين وَلمَّا تجِده مكسُور مِنْ أجلَكَ قلبكَ ينكسِر وَلمَّا ترى قُدُّوس القِدِيسِين يُعطى إِليكَ تتقدَّسَ أنت وَلمَّا تجِد الودِيع الهادِئ يلِح عَلَى أولاده أنْ يأخُذوه تُصبِح أنت ودِيع هادِئ أى هُوَ يُغيِّر طبعكَ أحياناً الإِنسان مِنْ فرط عِظم العطِيَّة لاَ يُصَّدِقها الإِتحاد بِالمسِيح عطِيَّة عُظمى ما معناها ؟ تناولَ كثِيراً فتتحوَّلَ حواسكَ إِلَى حواسَ رُوحِيَّة فتُصبِح آذانكَ آذان رُوحِيَّة وَعينيكَ عين رُوحِيَّة وَ في تهيَّأ داخِلَكَ لِحلوله وَتُصبِح أمِين فِى حياتك لِذلِكَ لاَ يُمكِن لإِنسان يحيا الخطِيَّة وَيأخُذ المسِيح وَيظِلَ كما هُوَ الشَّهوة تُحارِبكَ ؟ عِندما تأخُذ القُدُّوسَ يتحوَّلَ الدنس الَّذِى فِيكَ إِلَى قداسة هُوَ يدخُلَ داخِلَكَ وَيُغيِّركَ إِليهِ هُوَ قادِر وَكما نقُولَ فِى القُدَّاسَ [ أنْ نمتزِج بِطهارتكَ سِراً ] هُوَ يعلم أنّنا مُحاطِين بِضعف لكِنّه قادِر أنْ يُغيِّر صِفاتنا وَكُلّ ما نُئِن مِنْ صِفة فِينا نُلقِيها عليه وَنتحِد بِهِ فنتحرَّر مِنها إِتحِد بِهِ وَ لاَ توجد وسِيلة لِلإِتحاد بِهِ سِوى التناوُلَ فتصِير أنت هُوَ يوجد مبدأ فِى الشُّعُوب وَهُوَ أنَّ الإِنسان يُعرف مِمّا يأكُلهُ أى لَوْ الإِنسان شهوانِى تعرِفه مِنْ نوعِيَّة طعامه لَوْ بخِيلَ يُعرف مِنْ طعامه وَكُلّ شعب وَلَهُ أكله شعبِيَّة خاصَّة بِهِ هكذا أولاد الله تعرِفهُمْ مِنْ أكلُهُمْ لمَّا تأكُلَ المسِيح تصِير سفِير لِلمسِيح لمَّا تأكُلَ المسِيح تصِير مسِيحِياً وَتُحِب المُسِيئِين وَكُلّ ما لِلمسِيح يُعطى لَكَ فِى التناوُلَ لاَ يوجد شئ فعلهُ المسِيح لِنَفْسَه وَكُلّ ما هُوَ غير مُصدَّقَ وَنحنُ عاجِزُون عنهُ نفرح بِهِ لأِنّنا أخذنا المسِيح داخِلنا [ فَأحيا لاَ أنَا بَلِ المسِيحُ يحيا فِيَّ ] ( غلا 2 : 20 ) توجد أنواع مِنْ الطُيُور أثناء الطيران فوق البِحار تسقُط لِتلتقِط أسماكَ تتغذَّى عليها هذِهِ الطُيُور لَوْ ذُبِحت ستجِد لحمها لَهُ رائِحة السَّمكَ هكذا نحنُ عِندما نأكُلَ المسِيح يصِير فِينا مُتحِد بِنا لِذلِكَ يقُولَ الكِتاب [ لأِنَّنا رائِحةُ المسِيحِ الذَّكِيَّةُ ]( 2 كو 2 : 15 ) مِنْ أين ؟ هُوَ قائِم عنَّا اليوم عَلَى مذبحه أنت صورة المسِيح فِى العالم وَالَّذِى لاَ يُصدِقه العالم أنت تأخُذه وَعِندما تكُون غير قادِر عَلَى شئ ثُمَّ تأخُذ المسِيح تطمئِن الله يُرِيد أنْ يعرَّفكَ أنَّكَ ضعِيف بِدونه لكِنْ بِهِ تتحوَّل إِليه أبُونا المُتنيِح بِيشُوى كامِلَ كَانَ يكره مَنْ يقُولَ هلَ أنا المسِيح كى أسامِح أوْ أغفِر ؟ يقُولَ لَهُ وَما الَّذِى تأخُذهُ عَلَى المذبح ؟ أليس هُوَ المسِيح وَأنت تتحوَّلَ بِهِ إِليهِ ؟!
لاَ توجد مسافة بينكَ وَبين المسِيح لاَ توجد هُوَّة بينكَ وَبين المسِيح هُوَ داخِلَكَ فَلاَ تستثقِلَ أنْ تحيا فِى عِفَّة أوْ قداسة أو طهارة أوْ صِدق أوْ لأِنَّ المسِيح الَّذِى بِداخِلَكَ غلب العدو وَحوَّلَكَ إِلَى قدِيس ودِيع هادِئ وَعلَّمكَ كُلّ فضِيلة [ إِنْ كَانَ أحد فِي المسِيحِ فَهُوَ خلِيقة جدِيدة الأشياءُ العتِيقةُ قَدْ مضتْ هُوذا الكُلُّ قَدْ صَارَ جدِيداً ] ( 2 كو 5 : 17 ) ألم تختبِر أنَّكَ عِندما تتناولَ تفرح بِالمسِيح وَتشتاق أنْ تُغلِق مخدعكَ عَلَى نَفْسَكَ وَتظِلَ فِيهِ وحدكَ تشكُر الله عَلَى التناوُلَ وَتجِد أنَّ تسبِيحكَ قَدْ إِختلف وَنظرِتكَ لِلنَّاسَ إِختلفِت فتُحِب كُلّ مَنْ حولَكَ حَتَّى المُسِيئِين إِحذر أنْ تتناولَ وَتخرُج كما أنت أوْ تأخُذه بِفِعلَ روتِينِى أوْ تظِلَ بِهمومكَ وَشهواتكَ قُلَ لَهُ [ خاصِم ياربُّ مُخاصِمِيَّ0قاتِلْ مُقاتِلِيَّ ] ( مز 35 : 1 ) الحرب لَكَ أنت يارب فأنتصِر قدِيماً عِندما كانُوا يأخُذُون التابُوت معهُمْ فِى الحرُوب كانُوا يطمئِنُّون أنَّهُمْ مُنتصِرِين لِذلِكَ عِندما كَانَ يُرِيد الله أنْ يؤدِبهُمْ كَانَ يجعلَ التابُوت يؤخذ مِنهُمْ أنت اليوم معكَ إِله التابُوت معكَ التابُوت الحقِيقِى يسُوعَ نَفْسَه لِذلِكَ يطلُب مِنكَ أشياء عَلَى مقياس المسِيح وَ لاَ تقُلَ لاَ أستطِيع بَلْ قُلْ [ أستطِيعُ كُلَّ شيءٍ فِي المسِيح الَّذِي يُقوِّينِي ] ( فى 4 : 13 ) وَأنت وحدكَ لاَ تستطِيع أنْ تنَّفِذ أى وصِيَّة هل الله أعطى الوصايا لِفِئات مُعيَّنة أم أعمار مُعيَّنة أم لِخُدَّام أم كهنة ؟ لاَ الوصِيَّة لِلكُلّ وَالكُلّ سيُدان بِها وَالله أعطانا المعِيَّة هُوَ إِتحد بِنا يقُولَ لَكَ أنت كُنت تأخُذنِى مُجرَّد عادة أوْ إِرضاء لِلضمِير لِذلِكَ كُنت تخرُج حزِين وَ لاَ تشعُر بِالغُفران لِماذا ؟ لأِنَّ فِكركَ كَانَ كفِكر اليهُودِى اليهُودِى كَانَ يفرح عِندما يُقَّدِم الذبِيحة وَيشعُر أنَّ خطاياهُ غُفِرت لَهُ بِدم خرُوف فكم يكُون دم إِبن الله ؟ هل دم إِبن الله لَهُ كرامة أقلَ مِنْ دم الخرُوف فِى عينىَّ الله ؟
عطِيَّة اليوم أعطتنا كرامة فِى عينىَّ الله لأِنّنا صِرنا مِثلهُ وَهذِهِ هِى عظمِة التناوُلَ نأخُذ إِمكانِيات جدِيدة وَتتغيَّر وَتعِيش العِفَّة وَالقداسة المُتنيِح أبُونا بِيشُوى كامِلَ كَانَ يخرُج مِنْ القُدَّاسَ فرِح جِدّاً وَيقُولَ اليوم أنا حملت المسِيح لأِنَّ مسِيحنا ليس ماضِى بَلْ كائِن وَأنت أخذت المسِيح لِذلِكَ قُلْ لَهُ رافِقنِى إِلَى أنْ ينسِم النَّهار أنت غايتِى وَأنا أتقدَّم إِليكَ ليس لإِستحقاق فِىَّ بَلْ لِمحبِتكَ لِىَّ أنا الغِير مُستحِق توجد طِلبة قبل التناوُلَ تقُولَ [ لأِنِى بِإِبتعادِى عنكَ تزداد أسقامِى ] الله أعطانا التناوُلَ كى لاَ نستثقِلَ أى وصِيَّة أوْ نشعُر بِأى مرض رُوحِى أوْ حُزن بَلْ لِتقُلَ يا لِفرحِى إِنِّى أخذت هذِهِ الإِمكانِيَّة وَإِلاَّ فإِنَّكَ تُقَّلِلَ مِنْ قِيمتِهِ فِى أحد المرَّات ذهب أبُونا بِيشُوى إِلَى أحد المُستشفيات لِيُصَلِّى لأحد أبنائه المرضى وَهُناكَ رآهُ رجُلَ غير مسِيحِى فظلَّ يتذَّمر وَيزجر وَيغضب وَبينما أبُونا بِيشُوى يُصَلِّى لِلمرِيض كَانَ يطلُب لِذلِكَ الرجُلَ الغِير مسِيحِى وَالآخر يزداد فِى تذَّمُرِهِ لكِنْ لمَّا رآه يُصَلِّى وَيُصَلِّى ذاب قلبه داخِله وَأتى إِليهِ وَسجد لَهُ وَطلب مِنهُ أنْ يضع يَدَهُ عَلَى رأسه لِيُصَلِّى لَهُ هُوَ الآخر ما الَّذِى جعلَ الغِير مسِيحِى يفعلَ ذلِكَ ؟ أنَّهُ رأى المسِيح نَفْسَه اليوم المسِيح عامِلَ فِينا وَداخِلنا وَهُوَ قادِر أنْ يُغيِّرنا وَيُقَّدِسنا وَيُبهِجنا بِحلوله ربِنا يكمِّلَ نقائِصنا وَيسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً أمِين.