ذبيحة الطاعة والغفران - الجمعة العظيمة

بسم الاب ،والابن والروح القدس اله واحد أمين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن،وكل اوان والى دهر الدهوركلها آمين.
الصلِيب هُوَ موضِع تأمُلَّ وَأنتِظار كُلّ الأبرار وَلكِنْ لاَ توجد حياة قدَّسها إِلاَّ وَأساسها الصلِيب نظرهُ الأبرار وَالأنبياء فِى العهد القدِيم وَتحقَّق فِى العهد الجدِيد يقُولَ داوُد النبِى فِى المزمُور 40 عنهُ وَعَنْ دخُوله لِلعالم أنَّهُ يكُون ذبِيحة وَقُربان [ بِذبِيحةٍ وَتقدِمةٍ لَمْ تُسرّ أُذُنيَّ فتحت مُحرقةً وَذبِيحة خطِيَّةٍ لَمْ تطلُبْ حِينئِذٍ قُلتُ هنذا جِئتُ بِدرجِ الكِتابِ مكتُوب عنِّي أنْ أفعلَ مشِيئتكَ يا إِلهِي سُرِرتُ ] ( مز 40 : 6 – 8 ) الصلِيب هُوَ القاعِدة قاعِدة البُناء الرُّوحِى لِذلِكَ تُعطِيه الكنِيسة إِهتمام وَمشاعِر تعجز الكلِمات أنْ تُعَّبِر عنها عِندما نرى أصلَ الألحان وَطقس الكنِيسة وَالأيقُونات الَّتِى تضعها الكنِيسة نشعُر أنَّ الكلام يعجز عَنْ أنْ يُعَّبِر عَنْ المشاعِر الَّتِى تُرِيد أنْ توَّصلها لنا كثِيرُون مِنَّا فِى هذا اليوم المُقدَّسَ يُظهِر مشاعِر جمِيلة إتجاه يسُوعَ وَقُلُوبنا تلتهِب بِالمحبَّة وَكُلَّما تأمَّلنا جِراحاته نتألَّم وَكُلَّما رأينا جلداته توجَّعنا وَلكِن ملحُوظة هِى أنَّ المنهج الأرثُوذُكسِى لاَ يعرِف المشاعِر المؤقته بَلْ هُوَ منهج حياة وَ لاَ يعرِف الإِنفعالَ رُبما كنائِس أُخرى تعتمِد عَلَى المشاعِر الوقتِيَّة لكِنَّها تؤثَّر تأثِير لحظِى أمَّا المشاعِر الأرثُوذُكسِيَّة فَهِى مشاعِر حياة مِثلَ نار فِى ذهب بينما المشاعِر المؤقته تكُون مِثلَ نارٍ فِى قش لِذلِكَ تشتعِلَ سرِيعاً وَتخمُد أسرع سيِّدنا البابا يقُولَ هُناكَ فرق بين " توبة الحياة " وَ " حياة التوبة " توبة الحياة هِى توبة مؤقته رُبما الله يُعطِينا الآنَ مشاعِر توبة وَلكِنْ مُجرَّد أنْ تخرُج تنتهِى لكِنْ حياة التوبة هِى أنْ تستمِر فِى هذِهِ المشاعِر مِنْ المؤسِف أنَّهُ يوجد مَنْ يجلِسَ وسطنا مَنْ يتألَّم لآلام يسُوعَ لكِنْ بِداخله يضمُر شر مؤجلَ وَكأنَّهُ يُرِيد أنْ يصنع ألم لِلمسِيح لكِنْ مؤجِلهُ مِنْ اليوم لِيجعلهُ فِى يومٍ آخركيف ؟ نحنُ نُرِيد أنْ نُقَّدِم لَهُ مشاعِر حُب بدلاً مِنْ آلامه تُعطِيكَ الكنِيسة وصف آلامه لِتجعل هُوَّةٌ بينكَ وَبين الخطِيَّة الَّتِى تُسرَّ بِها وَتُعرِّفكَ ثمنها كيف يجثُو الله عَلَى رُكبتيهِ وَعرقه يصِير كقطرات الدَّم كيف يُلطم كيف يقُولَ نَفْسِى حزِينة جِدّاً حَتَّى الموت ( مر 14 : 34 ) كيف حاله وَهُوَ يُوضع عَلَى رأسه إِكلِيلَ شوك هذِهِ ثمن خطاياى وَخطايا غيرِى مَنَ كَانَ قبلهُ وَمَنَ أتى بعدهُ وَالآنَ إِجعلَ الصلِيب منهج حياتكَ وَليس منهج يوم بَلْ إِجعلَ مشاعِره دائِمة لأِنَّها تُساعِد عَلَى التوبة تأمَّل الصلِيب وَكما تُعلِّمنا الكنِيسة [ إِرسِمِى جُرحه أمامِكَ ]( قِسمة لِلإِبن سنوِى )كَانَ المُتنيِح أبُونا بِيشُوى يُعطِى أولاده تدرِيب وَهُوَ التأمُّلَ فِى صورة يسُوعَ المصلُوب لِتُبعِدكَ عَنْ الخطِيَّة0
ذبِيحة المسِيح كانت :-
أوَّلاً ذبِيحة غُفران :-
لَوْ لَمْ تكُنْ ذبِيحة المسِيح عَلَى الصلِيب فكيف كانت الخطِيَّة ستُغفر ؟فِى العهد القدِيم يقُولَ نأتِى بِكبشٍ وَيضع الإِنسان يَدَهُ عليهِ ثُمَّ يُذبح الكبش وَيُرش دمهُ عَلَى المذبح وَفِى يوم الكفَّارة كَانَ رئِيس الكهنة يرُش دم الخرُوف فِى قُدسَ الأقداسَ عَلَى التابُوت فيغفِر الله خطايا الشَّعْب كُلّ هذا كَانَ رمز الغُفران عِلاَجَ مؤقت بِدلِيلَ أنَّها كانت ذبائِح مُتكرِرة يقُولَ القدِيس أُوغسطِينُوس [ دلِيل تِكرارها دلِيلَ عدم نفعِها ] يدخُلَ رئِيس الكهنة مرَّة واحِدة كُلّ سنة وَيُكَّرِر ما يفعلهُ بِأنْ يرُش الدَّم عَلَى التابُوت فِى قُدسَ الأقداسَ وَعِندما يموت رئِيس الكهنة يأتِى رئِيس كهنة آخر وَيُكَّرِر ما فعلهُ رئِيس الكهنة السابِق وَهكذا بِهذا أعطانا الله فِكرة عَنْ الغُفران لمَّا أتى المسِيح بدَّلَ العِلاَجَ المؤقت وَأعطى عِلاَجَ دائِم مِثلَ مرِيض يأخُذ عِلاَج لأعراض المرض لكِنْ المرض نَفْسَه موجُود فِى العهد القدِيم كانت الذبائِح عِلاَجَ لأعراض وَليس عِلاَجَ لِسبب فِى دول الخارِج يقُومُون بِأبحاث لِعِلاَجَ أسباب المرض وَلَمْ يجِدوا سِوى عِلاَجَ واحِد وَهُوَ تغيِير الجِين الوراثِى المسئُولَ عَنْ المرض هذا عِلاَجَ فِعلِى السيِّد المسِيح عَلَى الصلِيب غيَّر مِنْ طبعِنا فَلاَ نعُود لِلخطِيَّة مرَّة أُخرى لأِنَّهُ أعطانا فِعلَ الصلِيب فغيَّر جِيناتنا الوراثِيَّة بِالمِيلاد الفُوقانِى لمَّا دُفِنَّا معهُ فِى المعمودِيَّة أخذنا جِينات وراثِيَّة غير قابِله لِلمرض بِفِعلَ الصلِيب لكِنْ قَدْ نقُولَ نحنُ مازِلنا نسقُط فِى خطايا يقُولَ لَكَ أنت أصبحت غير مرِيض لكِنْ فِى بعض الأحيان ضعِيف يوجد فرق بين إِنسان يُحِب الخطِيَّة وَيتلذَّذ بِها وَآخر يتألَّم مِنْ الخطِيَّة وَيتوب السيِّد المسِيح جعلَ الخطِيَّة لاَ تسُود داخِلِياً بَلْ هِى شئ عارِض إِذاً غُفرانه أكِيد وَليس زائِف فِى العهد القدِيم كَانَ الغُفران مؤقت فِى العهد القدِيم كَانَ هُناكَ ثلاثة أشياء رئِيس الكهنة يدخُلَ مرَّة واحِدة فِى قُدسَ الأقداسَ فِى السنة لِذلِكَ كَانَ هُناكَ حِجاب أى فاصِلَ بينهُمْ وَبين الله وَرئِيس الكهنة كَانَ هُوَ الوسِيط يدخُل إِذاً الثلاث أشياء هُمْ حِجاب وسِيط دم هذا ما فعلهُ يسُوعَ دخل وَلمَّا دخل رفع الحِجاب لِذلِكَ اليوم حِجاب الهيكل إِنشق لأِنَّهُ لاَ يلزم كَانَ قدِيماً ضرورِى لكِنْ لمَّا دخل المسِيح إِنشق الحاجِز وَهُدِمت الخطِيَّة وَلمَّا دخل أرادنا وسِيط وَشفِيع وَكَانَ لابُد مِنْ دم فكان معهُ دم نَفْسِهِ إِذاً هُوَ الكاهِن وَهُوَ الذبِيحة لِذلِكَ إسمه رئِيس الكهنة الأعظم دخل بِدم نَفْسِهِ وَنقض الحاجِز فأخذنا المغفِرة لِذلِكَ ذبِيحة اليوم تُعطِى غُفران ليس بِدم خرُوف بَلْ بِدم إِبن الله الدم الَّذِى نزل عَلَى الصلِيب دم غافِر الخطايا وَلأِنَّهُ دم غير محدُود دم إِبن الله فَهُوَ قادِر أنْ يُكَّفِر عَنْ العالم كُلِّهِ تخيَّل عِندما تشعُر بِقِيمة الغُفران تخيَّل عِندما يُكلِمُوكَ عَنْ دِيانة لاَ تُعالِج الخطِيَّة تُهاجِمها فِى المسِيحِيَّة مهما كُنت فِى خطايا فَلَكَ ثِقة فِى دم يسُوعَ المسفُوكَ مِنْ أجلَكَ يُطَّهِر مِنْ كُلّ خطِيَّة ذبِيحة غُفران أبطلت ذبائِح العهد القدِيم كُلَّها فَلَمْ تتكرَّر فَهُوَ ذبِيحة واقِية وَلمَّا صُلِب عَلَى الصلِيب لَمْ يُعطِى غُفران لِبعض النَّاسَ بَلْ لِلعالم كُلّه فكيف تُدرِكنا ذبِيحتة اليوم بعد ألفىَّ عام ؟ وَكيف أنالَ الغُفران مِنها ؟ هل بِالتأمُّل وَمُراجعة الأحداث ؟ لاَ بِالدم ذاته عَلَى المذبح لِذلِكَ كُلّ مذبح إسمه جُلجُثة مذبح أى موضِع ذبِيحة ذبِيحة واحِدة ذبِيحة المسِيح لكِنْ نحنُ نُقِيم فِى كُلّ يوم قُدَّاسَ فهل نصلُب المسِيح مرَّة أُخرى فِى القُدَّاسَ ؟ لاَ بَلْ فِى كُلّ مرة إِستمرار لِلصلِيب دم يسُوع قُدِّم مرَّة واحِدة وَلمَّا قُدِّم مرَّة واحِدة أوجد لنا فِداء أبدِى لِذلِكَ ذبِيحة القُدَّاسَ هِى إِمتداد لِذبِيحة الصلِيب وَليس فِى كُلّ مرَّة نتناولَ نصلُبه بَلْ الأب الكاهِن يستدعِى الرُّوح القُدُسَ كى يُعطِينا مِنْ نَفْسَ جسدِهِ وَمِنْ نَفْسَ دمِهِ مِثْلَ إِنسان يصنع طعام مُعيَّن وَيأخُذ مِنْهُ كُلّما إحتاج وَ لاَ يصنع فِى كُلّ مرَّة طعام جدِيد لِذلِكَ يقُولَ الأب الكاهِن فِى القُدَّاسَ أنَّها ذبِيحة عقلِيَّة وَالسِكِين ناطِق وَالخرُوف رُوحِى يصرُخ وَيُعطى عنَّا غُفران الخطايا لولاَ صلِيب المسِيح لصِرنا مُعذَّبِين داوُد النبِى عاش مُعذَّب الضمِير مِنْ الخطِيَّة وَقَالَ لله [ وَلكِنَّكَ لاَ تُسرَّ بِالمُحرِقات ] ( مز 50 ) فهم داوُد النبِى أنَّ الذبِيحة لاَ تكفِى لكِنْ هُناكَ شئ آخر ؟ ما هُوَ ؟ هُوَ ذبِيحة المسِيح نَفْسَه ذبِيحة الغُفران.
ثانِياً ذبِيحة طاعة :-
أساس الخطِيَّة أنَّ الإِنسان أراد أنْ يتمرَّد عَلَى الله وَيتعالى وَيخرُج عَنْ الوصِيَّة أى عِصيان وَمازالَ أساس الخطِيَّة عِصيان جاء يسُوعَ وَقدَّم طاعة عِوض عِصيان آدم وَيمحِيه [ لأِنَّهُ كما بِمعصِيةِ الإِنسان الواحِد جُعِلَ الكثِيرُونَ خُطاةً هكذا أيضاً بِإِطاعِة الواحِد سيُجعلُ الكثِيرُونَ أبراراً ] ( رو 5 : 19 ) أطاع حَتَّى الموت موت الصلِيب وَدخل البُستان وَجثى عَلَى رُكبتيهِ وَحزن وَأكتأب لِماذا ؟ لأِنَّهُ يعلم بِكُلّ ما سيأتِى عليه لَمْ يكُن تحت سُلطان الصُدفة بَلْ كَانَ عالِم بِكُلّ ما سيأتِى عليهِ فكيف يفرح لَمْ يكُن حُزنه عَلَى آلامه الجسدِيَّة إِذْ كَانَ هُوَ يُشَّجِع الشُهداء عَلَى الآلام الجسدِيَّة بَلْ كَانَ حِملَ الخطِيَّة خطايا العالم كُلّه شئ صعب لِذلِكَ قَالَ [ نَفْسِي حزِينة جِدّاً حَتَّى الموتِ ] ( مر 14 : 34 )[ أنْ أفعلَ مشِيئتكَ يا إِلهِي سُرِرتُ ]( مز 40 : 8 ) وَخرج لَهُمْ وَلَمْ يهرب بَلْ سلَّم نَفْسَه وَأحتمل الآلام وَكَانَ مُطِيع لله الآب وَعِوض عَنْ عِصيان آدم جعل العهد الجدِيد مُطِيع وَقَالَ لِلآب لَنْ يوجد فِى أولادِى مَنَ يُعارِضكَ بَلْ سيتحمَّلُوا كُلّ شئ لأِنَّ الطاعة لِلوصِيَّة مُفرِحة حَتَّى وَإِنْ كَانَ فِيها ألم [ كشاةٍ تُساقُ إِلَى الذَّبحِ ] ( اش 53 : 7 ) تخيَّل شاة تسِير وَأمامها رجُلَ ملابِسهُ مُلطَّخة بِالدِماء وَمعهُ سِكِين وَكَانَ بِجانِبِهِ مُنذُ قلِيلَ خرُوف وَالآنَ غير موجُود أى ليتكَ أيُّها الشاة تفهم أنَّكَ ستموت فحارِب عَنْ حياتكَ المسِيح كَانَ كشاةٍ تُساق لِلذَّبحِ مِنْ مُحاكمة لِمُحاكمة وَمِنْ مؤامرة إِلَى مؤامرة وَمِنْ خِيانة لِخِيانة وَلَمْ يفتح فاه ذبِيحة طاعة لِذلِكَ علينا أنْ نتمتَّع بِذبِيحة الغُفران وَأنْ نتعلَّم الطاعة مُشكِلة الآنَ حَتَّى الآنَ التمرُّد وَالعِصيان كُلّ شئ داخِله يرفُضه لأِنَّهُ لَمْ يتعلَّم الطاعة بعد لَمْ يتعلَّم [ أنْ أفعلَ مشِيئتكَ يا إِلهِي سُرِرتُ ] وَإِنْ كانت ضِد إِرادتِهِ المسِيح جاء يُصالِح الآب بِآدم بِالطاعة عِوض العِصيان لِذلِكَ قَالَ داوُد [ أُذُنيَّ فتحتَ ] ( مز 40 : 6 ) فِى سِفر الخرُوج 21 شرِيعة العبد العبرانِى وَهِى أنَّ كُلّ عبد عبرانِى يخدِم سِتَّة سنوات وَيُطلق حُر فِى السنة السَّابِعة وَإِلاَّ يُلاَمَ سيِّدهُ لكِنْ إِنْ كَانَ العبد قَدْ إِستراح مَعْ سيِّدهُ وَرفض أنْ يُطلق مِنْ خدمتِهِ بَلْ يظِلَ فِيها يأتِى العبد أمام باب المدِينة وَيُعلِن إِنِّى أحببت سيِّدِى فيأخُذهُ سيِّدهُ لِيُقَّدِمهُ أمام الله وَيثقُب لَهُ أُذُنه علامِة أنَّهُ مازالَ عِندهُ بِإِرادتِهِ داوُد يقُولَ [ أُذُنيَّ فتحتَ ] أى أنا يارب عبد عِندكَ بِإِرادتِى وَفتحت أُذُنىَّ علامة عَلَى ذلِك هذا لِسان حالَ يسُوعَ وَكأنَّهُ يقُولَ لِلآب أنا أُحِب أنْ أكُون مُطِيع لَكَ وَجعلتكَ تثقُب أُذُناى ماذا لَوْ قُلت أنت ذلِكَ لله ؟ قُلْ لَهُ أنا بِإِرادتِى أنْ تكُون أنت سيِّدِى دائِماً ذبِيحة طاعة راجِع نَفْسَكَ مِنْ طاعِة الوصِيَّة وَطاعِة المسِيح الَّذِى أطاع حَتَّى الموت نحنُ نفاصِل وَنُعانِد وَنختار وَهذا سِر تباعُدنا عَنْ الله وَعَنْ الصلِيب لكِنَّهُ يُرِيد مِنّا أنْ نقترِب لِلصلِيب وَالذَّبِيحة المُقدَّسة ذبِيحة الطاعة.
ثالِثاً ذبِيحة بِرّ :-
لاَ يكفِى أنْ تُغفر خطايانا فقط بَلْ الأعظم مِنْ ذلِكَ أنّنا صِرنا أبرار فِى عينىَّ الله[ فَبِهذِهِ المشِيئةِ نحنُ مُقَدَّسُونَ ] ( عب 10 : 10 ) " هذِهِ المشِيئة " أى " مشِيئة المسِيح "اليوم دخل المسِيح بِدم نَفْسِهِ أمام الآب يشفع فِينا وَنحنُ دخلنا فِى المسِيح وَبِنا دم المسِيح لِذلِكَ ننالَ ثِقة وَبِر أمام الآب إِذاً أنت بار بِالمسِيح وَفِى المسِيح[ صَارَ لنا حِكمةً مِنَ اللهِ وَبِرّاً وَقداسةً وَفِداءً ]( 1 كو 1 : 30 ) أنت تتقدَّم لِلآب فِى ذبِيحة الإِبن وَهِى ذبِيحة لها دالَّة عظِيمة لديهِ وَعِندما يراكَ الآب مِنْ خِلاَلَ ذبِيحة إِبنِهِ لَنْ يرى خطاياكَ بَلْ يرى دم إِبنِهِ ذبِيحة بِرّ جعلنا نأخُذ كرامة المسِيح عِند الآب وَثِقة المسِيح عِند الآب[ فَإِذْ لنا أيُّها الإِخوةُ ثِقة بِالدُّخُولِ إِلَى الأقداسِ بِدَمِ يسُوعَ ] ( عب 10 : 19 ) ليس بِإِستحقاق مِنّا بَلْ بِالمسِيح المسِيح قدَّم نَفْسَه عَلَى الصلِيب ليس لأِجلِ نَفْسِهِ بَلْ لأِجلِنا وَأنتقلَ لنا بِرَّه وَغُفرانه وَأستحقاق البِرّ لاَ تتخيَّلَ أنَّ أى أعمالَ جِهاد أوْ صوم أوْ تُبرِّر بَلْ هِى مُجرَّد إِشتراكَ فِى الآلام إِحساسنا بِأنّنا نُرِيد أنْ ندخُلَ فِى آلامه وَلَنْ تُعطى بِرّ وَكأنَّها مُجرَّد أنَّكَ تركب مواصلة لِتصِلَ لِمكان مُعيَّن أنت لَمْ تقُود المواصلة لكِنَّكَ أعلنت نِيتكَ أنْ تصِلَ لِلمكان هكذا جِهادنا نُعلِن إِشتياقنا وَليس تبرِيرنا أى هُوَ مواصلة أيوب قَالَ أنا أب اليتامى وَأجعلَ قلب الأرملة يُسرُّ وَيمدح نَفْسَه ثُمَّ يقُولَ[ أنَا مُستذنب فلِماذا أتعبُ عبثاً ] ( أى 9 : 29 ) كُلّ جِهاده هذا وَليس بار لِذلِكَ قدَّم صرخة [ ليس بيننا مُصالِح يضعُ يَدَهُ عَلَى كِلينا ] ( أى 9 : 33 ) يقُولَ لَهُ الله كفى أنا سأفعلَ لِذلِكَ لابُد أنْ تحيا فِى ثِقة الإِتزان مُهِمْ الأعمالَ مَعْ الثِقة [ لاَ بِأعمالٍ فِي بِرٍّ عمِلناها نحنُ بَلْ بِمُقتضى رحمتِهِ خلَّصَنَا ] ( تى 3 : 5 ) عِندما يدخُلَ إِنسان مكانٍ ما هُوَ معرُوف فِيهِ وَمعهُ بعض الأشخاص إِنْ سؤِلَ مَنَ هؤلاء سيقُولَ أنَّهُمْ معِى هكذا نحنُ ندخُلَ تبع المسِيح قَدْ يُقالَ لَكَ ليس لَكَ صِفة أوْ إِعتبار تُجِيب كيف ؟ أنا تبع المسِيح أنا مسِيحِى الصلِيب ليس تذكار بَلْ حياة وَعملَ يومِى وَليس مؤقت لِذلِكَ أنا بار فِى المسِيح يسُوعَ مُجرَّد إِنِّى أدخُلَ دائِرة خلاصه أتبرَّر لكِنْ لِننتبِه لأِنَّ ذلِكَ يجعلَ علينا مسئولِيَّة بُولُسَ الرَّسُولَ كَانَ يقُولَ مَنَ يُخطِئ فِى حقَّ النَّامُوس كَانَ يُرجم بِلاَ شفقة فكم تكُون دينونة أشَّر لِلَّذِى داس دم إِبنِهِ يسُوعُ المسِيح إِذاً الَّذِى يُخالِف اليوم يُخالِف رُوح النِّعمة وَيدُوس دم إِبن الله هذا لَهُ دينُونة أشرَّ لِذلِكَ عَلَى قدر ما إِنَّها ذبِيحة مُفرِحة عَلَى قدر مسئولِيتها ليست ذبِيحة إِختبار بَلْ أنت فِى المسِيح يسُوعَ مغفُورة لَكَ خطاياكَ إِذاً أنت فِيهِ بار لِذلِكَ أنت بِلاَ عُذر أيُّها الإِنسان كون أنَّ الصلِيب واضِح فِى حياتكَ وَتؤمِن بِهِ لكِنْ لاَ تؤمِن بِعملِهِ فهذا لَهُ دينُونة عظِيمة نحنُ أخذنا الكثِير تقِف أمامه وَتقُولَ لَهُ أنا خاطِئ يقُولَ لَكَ أنا أعلم لكِنِّى أعطيتكَ الغُفران تقُولَ لَهُ أنا لستُ بار يقُولَ أنا أعلم لكِنِّى أعطيتكَ بِرّ وَطاعة كُلّ مَنْ إِزدرى بِرُوح النِّعمة كُلّ مَنْ تناولَ بِغير إِستحقاق أوْ بِغير توبة وَندم عمِيق وَرفض لِلخطِيَّة أوْ بِغير سعى وَغير سرُور بِالخطِيَّة هذِهِ توبة تُنَّجِى مِنْ دينونة مُخِيفة لأِنَّ دمهُ كما سيكُون شفِيع أيضاً قَدْ يكُون دينونة علينا وَكما يقُولَ الكِتاب [ يقُولُونَ لِلجبالِ اسقُطِي علينا وَلِلآكامِ غطِّينَا ] ( لو 23 : 30 ) دينُونة أصعب مِنْ العهد القدِيم لأِنَّها إِداسة عَلَى دم إِبنِهِ الحبِيب اليوم الصلِيب يحتاج نِفُوسَ مُتقبِلة رُوح النِّعمة وَعملَ النِّعمة لِذلِكَ الكنِيسة تشكُر وُتُسَبِّح الَّذِى ذُبِح عنّا وَأشترانا مِنْ كُلّ أُمَّة وَمِنْ كُلّ قبِيلة وَمِنْ كُلّ لِسان ربِنا يكمِّل نقائِصنا وَيسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً أمِين.