عيد التجسُدّ الإِلهىِ

Large image

بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الله الوَاحِدٌ آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَانْ وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
مفهوم العيد ليس مظاهر خارِجية بل هو عيد روحانىِ لذلك يليق أن نحتفل بهِ بالروح أكثر من الجسد ليس هو ملابس وزينة و لا ليس بطريقة بشريّة عالميّة نُعيّد بهذا العيد لأنّهُ حدث روحانىِ فيجب أن نُعيّد بطريقة روحانيّة لذلك نُعيّد بتوبة وتخشُّع لأنّهُ لا يليق أن نُعيّد بالأمور السماويّة بطريقة دنياويّة لأنّ عدو الخير ينجح فىِ تحويل المُناسبات الروحيّة إلى دُنياويّة حتى وكأننّا لا نُعيّد بالتجسُدّ بل نُعيّد بأنفُسنا فأين المسيح فىِ كُل هذا ؟ ليس بموجود هل يليق أن نُهنّىء إنسان بعيد ميلادهُ وبدل ما نُعطيه هدية ناخُذ نحنُ الهدية هذا العيد سيّدىِ كبير يمسّ الخلاص قد نجد بعض الشباب يذهبون إلى أماكن قد لا يليق أن يذهبوا إِليّها هل العيد رُخصة لشىء غير مشروع ؟ هذا يُغضب الله وهو لا يسمح بِذلك المسيح قصد أنّهُ لمّا يأتىِ يأتىِ فىِ مكان بسيط جداً وبطريقة هادئة وليس لهُ موضع فىِ منزل لذلك الأمر أعمق من مظاهر كان مُمكن يأتىِ ومعهُ جيوش ملائكة يُبّوقون لهُ ألوف وربوات ملائكة ويعمل رعود و لا هو أتى بطريقة سرّيّة تحتاج ساهرين مع الرُعاة نحنُ الآن فىِ جيل مادىِ مُستعبد للمادة لكن الذى يحيا بالروح يتعلّم من مولود المزود البساطة الذى يغلب الخطيّة فىِ قلبهُ هو الذى لهُ المجد فىِ هذا العيد أتى المسيح على الأرض ليأخُذنا للسماء لذلك هذا العيد نحتفل بهِ بِعفّة ووقار اليوم نتكلّم عن أحداث الميلاد بصفة عامة المسيح وُلد فىِ عصر ملىء بالخطايا وجيل فاسد حتى أنّ المسيح بنفسهُ قال عنهُ " جيل فاسق وشرّير " والإنجيل قال" الشعب الجالس فىِ الظُلمة أبصر نوراً عظيماً " وكان الهيكل يتدنّس بِعبادات غريبة حتى الكهنة والمسئولين عن العِبادة كانوا أشرار ومملؤين بالشر والرّشوة جيل مُظلم والمسيح قصد أن يأتىِ لجيل مريض بالخطيّة هكذا أيضاً التوقيت الذى إختارهُ للتجسُدّ توقيت حسّاس أراد أن يفتقد البشريّة فىِ ظلامها أكثر الأيام ظلام ليل وبرد هى أواخر كيهك وأوائل شهر طوبة وكأنّهُ يقول أنا أفتقد العالم فىِ ظلامهُ وبرودتهُ وأحوّلها إلى بر وتقّوى فىِ عصر تجسُدّ المسيح كان هيرودس الملك موجود فىِ حُكم البلاد كان يوجد على مر التاريخ أربع ملوك بإسم هيرودس كان أشهرهُم هو الذى كان فىِ عصر مجىء المسيح كان آدومىِ من بنىِ آدوم أى دموىِ وقيل عنهُ أنّهُ قتل ثلاثة من أولادهُ وإحدى زوجاتهُ وعندما سمع خبر ميلاد المسيح من سنتين أمر بقتل الأطفال دون السنتين وهو على سرير موتهُ أعطى أمر بقتل كُل حُكّام البلد وكُل الذين لهُم إمكانيّة الملُك بعدهُ يُريد أنّ الحُزن يدخُل كُل البيوت تجسّد المسيح فىِ ذلك العصر ليُعطىِ العالم بِداية جديدة ويأخُذ روح الشر والظُلمة والبرودة ويُعطيهِ نور وبرّ وتقّوى يُريد أن يُغيّر ظلام الإنسان وطبعهُ وشراستهُ وبرودتهُ ويُحوّلها إلى حرارة العصر المُظلم هذا لم يخلوا من أبرار لأنّهُ أحياناً يقول الإنسان أنا فىِ جيل صعب مادىِ ويسود عليهِ روح الشر والشهوة والمادة لكن هذا ليس مُبرّر أن ينسى إِلههُ ويعيش فىِ فجور عصر التجسُدّ وإن كان مُظلم لكن بهِ أبرار منهُم يُوسف البار زكريّا وأليصابات الذّان قيل عنهُما أنّهُما بارين سالكين فىِ وصايا الله بلا لوم حنة النبيّة التى كانت مُتعبّده فىِ الهيكل أربعة وثمانين سنة بأصوام وصلوات نهاراً وليلاً رغم أنّها كانت فىِ يوم من الأيام شابّة ومُمكن مُغريات العالم تأخُذها لكنّها حفظت نفسها رأينا العذراء مريم بكُل جمالها سمعان الشيخ يوحنا المعمدان لذلك لابُد أن ننتبه أنّهُ حتى ولو كُنّا فىِ عصر فيهِ الناس مُنصرفة عن العِبادة وأنّ الله ليس هو الذى نحيا معهُ فىِ القرن العشرين لكن لابُد أن نقول مع يشوع " أمّا أنا وبيتىِ فنعبُد الرب " الإنسان أحياناً يأخُذ الذين حولهُ مقياس لهُ فيجد نفسهُ ينحدر سريعاً لكن حتى وإن كُنّا وسط ناس غير أُمناء فلابُد أن نكون أُمناء للنهاية لابُد أن نكون شهود أُمناء للمسيح نحنُ مُختلفون عمنّ حولنا نحنُ شمعة وسط ظلام مثل العذراء ويوسُف البار وسمعان الشيخ و العجيب أنّ كُل واحد من هؤلاء الأبرار يُمثلّ شىء أو فئة فنجد منهُم الشيخ سمعان والشابّة العذراء والمرأة والطفل يوحنا المعمدان والمُتزوّج والبتول و كُل نماذج المُجتمع لأنّهُ يقول أنا أتيت لكُل العالم لأُقدّسهُ " الداعىِ الكُل إلى الخلاص لأجل الموعد بالخيرات المُنتظرة " هو يعمل فىِ الكُل بطريقة تُناسب كُل واحد المُهم من يتجاوب مع الدعوة هو هدفهُ أن يجذب الكُلّ إِليهِ لابُد أن يكون لى موضع مع الميلاد مع من أتى وسجد لهُ وقدّم لهُ هدايا حكمة الله من تجسُدّهِ أن نعرف أنّهُ يجب أن نحيا العُمر كُلّهُ معهُ لأنّهُ باركنا وحوّل العقوبة إلى خلاص ولأنّهُ جعل الإنسان المطرود من الله صار قريباً لهُ لأنّهُ أخذ لحمهُ وباركهُ وبارك طبيعتهُ وقدّسهُ وصار ليس بغريب عن الله لذلك لابُد أن يكون لنا وقفه مع أنفُسنا لنرى الرُعاه والمجوس والعذراء ويوسُف البار ولنرى أين نحنُ منهُم لابُد أن نكون ممنّ تقابلوا مع الله الرُعاه عندما جاءهُم الملاك أسرعوا للمولود لابُد أن نتقابل مع الله بسعى ويقظة ونتخلّص من روح التأجيل المُسيطرّة علينا المجوس لمّا رأوا النجم ساروا خلفهُ أيام وشهور وعندما فقدوا النجم حزنوا لكنّهُم لمّا وجدوهُ مرّة أُخرى فرحوا فرح عظيم هذا يُظهر ثبات قبولهُم للدعوة ساروا خلف النجم يبحثون عن المسيح فىِ طُرق وعرّة وغير مُمهدّة فىِ برد وعُرى كرّسوا حياتهُم للبحث عن المولود دعوة موجهّة لنا اليوم أن نبحث عن المولود مع المجوس ولنحذر أن يسبقونا لأنّهُم هُم اُمم وليسوا من أولاد الموعد الذين لديهُم الوعد والتوراه والمعرفة الدقيقة بمجىء المسيح لم يبحثوا عنهُ لكن المجوس الأُمم بحثوا لذلك قال " بأُمّة غبيّة أُغيركُم " أى الذين ليس لديهُم معرفة يُصبحون أفضل منكُم لو أنا مدعو لهُ ولا أبحث عنهُ أكون غير مُستحق للدعوة لكن لو أبحث عنهُ بكُل إجتهاد أكون مُستحق لهُ كثيراً أمور تشغلنا عنهُ يجب أن لا نكُفّ عن البحث عنهُ كان المجوس يسألون أين هو ملك اليهود إبحث عن المسيح فىِ أى مكان وفىِ أى شخص فقير فىِ عمل رحمة فىِ عمل محبّة وأسجُد لهُ اليوم المسيح يُعطينا نفسهُ هو أتى لنا بنفسهُ قريب جداً منّا وكما قال أحد القديسين" ليس هو بعيد عنّا ذلك الذى تبحث عنهُ كُل أيام حياتك " لو بحثت عنهُ فىِ قلبك ستجدهُ يقول لك أنا أُريد حياتك وفِكرك وقلبك و الرُعاة بُسطاء فأعلن نفسهُ لهُم بملائكة الله يُكلّم كُل واحد بإسلوبهُ الرُعاة أتى لهُم ملائكة لأنّهُم بُسطاء لا يعرفون الله لكن يوسُف البار ترائى لهُ فىِ رؤى كُل واحد بمُستواه المُهم أنّهُ يُحضر كُل إنسان إِليهِ لذلك لابُد أن يكون لى نصيب معهُ فىِ بيت لحم الذى معناهُ بيت الخُبز لابُد أن يكون لنا المن السماوىِ بيت لحم هى كنيستهُ نتغذّى بلحمهُ ودمهُ ونتغذّى بإنجيلهُ كُل شخص فىِ الميلاد يُمثل حياتنا ما من حدث فىِ الميلاد إلاّ وكُتب لنا ولتذّكرتنا لندخُل فىِ أعماق الميلاد ونبحث عن نصيبنا معهُ وماذا نُقدّم لهُ ؟ أعمارنا وقلوبنا ونعرف ما مدى إجتهادنا فىِ سبيلهُ لنتخيلّ أنّ سُكّان بيت لحم وسُكّان البيت الذى يتبعهُ المزود لم يعرفوا من هو مولود المزود إحذر أن تكون فىِ الكنيسة وأنت لا تعرفهُ أُناس من بلاد بعيدة يأتون لهُ ويسجدون وسُكّان البيت الذى وُلد فيهِ لا يعرفونهُ لابُد أن نُقدّم لهُ شُكر وسجود لأنّهُ فىِ أعماقنا مولود قبل كُل الدهور ونسجُد لهُ من أعماق قلوبنا ونسجُد لهُ بالروح الله يُعطينا أن نفرح بميلادهُ كما يُريد هو ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.

عدد الزيارات 1697

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل