تَأمُّلاَت حَوْل عُرْس قَانَا الجَلِيل ليلة عرس قانا الجليل

اليُّوْم عَشِيِة عُرْسٌ قَانَا الجَلِيل عُرْسٌ قَانَا الجَلِيل عِيد سَيِّدِي صَغِير لِمَاذَا جَعَلَتُه الكِنِيسَة عِيد ؟ لأِنَّهُ مِنْ ضِمْن الأعْمَال الَّتِي إِسْتَعَمَل الْمَسِيح لَهُ المَجْد فِيهَا لاَهُوتُه لِذلِك صَارَ عِيد سَيِّدِي وَكَأنَّ السَيِّد الْمَسِيح أكْمَل إِسْتِعْلاَن لاَهُوتُه فِي عُرْسٌ قَانَا الجَلِيل بَعْد عِيد المِيلاَدٌ وَعِيد الغُطَاس العُرْسٌ فِي التَّقْلِيد اليَهُودِي لَهُ أعْرَاف وَتَقَالِيد لَيْسَ مِثْل عُرْسٌ عَصْرِنَا الآنْ حَيْثُ دَخَلَتْ عَلَى العُرْسٌ تَقَالِيد عَالَمِيَّة لكِنْ قَدِيماً كَانَ العُرْسٌ فِي التَّقْلِيد اليَهُودِي لَهُ أعْرَاف دِينِيَّة وَيَرْتَبِط بِالقَدَاسَة وَيَرْتَبِط بِالنَّامُوس لِذلِك كَانَ لَهُ كَرَامَة وَمُمَارَسَات دِينِيَّة لِذلِك لَمْ يَسْتَنْكِف السَيِّد الْمَسِيح مِنْ حُضُورُه العُرْسٌ قَدْ يَقُول وَاحِدٌ مِنَّا كَانَ يُمْكِنْ لِلْمَسِيح لَهُ المَجْد أنْ يَذْهَب لِمُجَرَّدٌ التَهْنِئَة العَابِرَة وَيُرْسِل عَنُّه السَيِّدَة العَذْرَاء إِلَى العُرْسٌ لكِنْ السَيِّد الْمَسِيح ذَهَبَ لِحُضُور العُرْسٌ وَكَأنَّهُ أرَادَ أنْ يَبْدأ خِدْمِتُه بِعُرْسٌ حَتَّى يَتَلاَمَس مَعَهُ كَثِيرُون وَيَرَوْن مَجْد لاَهُوتُه فَكَثِيرُون مِمَّنْ تَلاَمَسُوا مَعَ مَجْدُه وَلاَهُوتُه فِي العُرْسٌ ظَلَّ فِي أذْهَانِهِمْ مَسِيح العُرْسٌ وَكَأنَّهُ أتَى لِيَجْعَل البَشَرِيَّة كُلَّهَا عُرْسٌ وَأنَّهُ هُوَ الخَتَن الحَقِيقِي العَرِيس الحَقِيقِي لِذلِك لاَ نَتَعَجَبْ أنَّهُ يُعْلِنْ ذَاتُه فِي عُرْسٌ لِيُدْخِل البَشَرِيَّة فِي العُرْسٌ الحَقِيقِي هذَا هُوَ فِكْر الكِنِيسَة أنَّنَا دَائِماً فِي عُرْسٌ سَمَاوِي القُدَّاس عُرْسٌ سَمَاوِي التَنَاوُل عُرْسٌ سَمَاوِي وَالوَلِيمَة السَّمَاوِيَّة عَلاَمِة العُرْسٌ وَنَحْنُ مَدْعُويِن لَهَا وَكَمَا كَانَ عُرْسٌ قَانَا الجَلِيل بِهِ العَذْرَاء وَالتَّلاَمِيذ هكَذَا القُدَّاس وَحَتَّى نَصِل إِلَى السَّمَاء هُمْ مَعَنَا وَكَأنَّ الله جَعَلَ حَيَاتْنَا عُرْسٌ مُمْتَدٌ حَتَّى السَّمَاء لِذلِك لَمَّا سَألُوه عَنْ تَلاَمِيذُه لِمَاذَا لاَ يَصُومُون ؟ قَالَ لَهُمْ هَلْ يَصُوم بَنُو العُرْسٌ مَادَامَ العَرِيس مَعَهُمْ ؟ وَكَانَ يَقْصِد بِذلِك أنْ يُعْلِنْ أنَّهُ جَعَلَ البَشَرِيَّة عُرْسٌ وَلأِنَّ عَدُو الخِير أتَى وَأفْسَد فِكْرِنَا عَنْ التَنَاسُل لأِنَّ بِهِ نَتَوَارَث الخَطِيَّة وَبِالتَّالِي عِنْدَمَا يُقْبِل شَخْص عَلَى الزَوَاج قَدْ يَرَى أنَّ الأمر صَعْب لأِنَّ بِهِ يُوَرِّث الخَطِيَّة لأِبْنَائُه لكِنْ السَيِّد الْمَسِيح جَاءَ لِيُعْلِنْ أنَّهُ يَدْخُل مَعَنَا فِي عُرْسٌ لِذلِك نَجِدٌ أنَّ إِنْجِيل العَشِيَّة مِنْ إِنْجِيل مَتَّى 19 عَنْ العُرْس ﴿ الَّذِي جَمَعَهُ الله لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ ﴾ ( مت 19 : 6 ) كَيْ يُعْلِنْ أنَّهُ أتَى لِيُبَارِك الزَرْع البَشَرِي الجَدِيد لِذلِك إِشْتَرَك فِي عُرْسٌ البِيت اليَهُودِي لَهُ أقْسَام الجُزْء الخَارِجِي مِنْهُ لِلضُيُوف أيْضاً بِهِ مُسْتَوْدَع لِلحُبُوب وَالمَشْرُوبَات وَكَانَ مِنْ ضِمْن مَا فِي هذَا المُسْتَوْدَع أجْرَان لِلمَاء شِئ أسَاسِي لِتَخْزِين مَاء لِلمَعِيشَة وَلِلتَّطْهِير اليَهُودِي أثْنَاء عُرْسٌ قَانَا الجَلِيل كَانَ عِنْدَهُم خَمْرٌ لِلمَدْعُويِنْ لكِنْ فَرَغَ الخَمْر فَطَلَبْ رَبَّ المَجْد يَسُوع مَاء التَّطْهِير اليَهُودِي وَحَوَّلَهُ إِلَى خَمْرٌ وَكَأنَّهُ يُعْلِنْ لَهُمْ أنَّهُ بِدَايِة عَهْد جَدِيد لَيْسَ لَهُمْ خَمْر أي حُقْبِة النَّامُوس اليَهُودِي قَدْ إِنْتَهَت كَمَا فَرَغَ خَمْرٌ العُرْسٌ لِذلِك يَجِبْ أنْ يَتَدَخَلْ النَّامُوس اليَهُودِي لِيُعْطِي خَمْرٌ جَدِيد عَهْد جَدِيد تَعْبِير الخَمْر فِي الكِتَاب يُشِير لِلفَرَح اليَهُودِي وَانْسِكَاب النِّعْمَة فَنَجِدٌ مَزْمُور العَشِيَّة يَقُول﴿ جَعَلْتُ سُرُوراً فِي قَلْبِي أعْظَمَ مِنْ سُرُورِهِمْ إِذْ كَثُرَتْ حِنْطَتُهُمْ وَخَمْرُهُمْ بِسَلاَمَةٍ أضْطَجِعُ ﴾( مز 4 : 7 – 8 ) أي أنَّ الخَمْرٌ يُعَبِّر عَنْ الفَرَح الرُّوحَانِي يُعَبِّر عَنْ بَهْجِة الخَلاَص فَرَغَ الخَمْرٌ أي بَهْجِة الخَلاَص فَرَغَتْ مِنْ إِسْرَائِيل وَالَّذِي إِكْتَشَفْ الأمر العَذْرَاء عَلَمَتْ أنَّ الخَمْرٌ فَرَغ إِنْقَطَعَت البَهْجَة الرُّوحِيَّة لِذلِك يَقُول فِي سِفْر يُوئِيل ﴿ إِصْحُوا أيُّهَا السَّكَارَى وَابْكُوا وَوَلْوِلُوا يَا جَمِيعَ شَارِبِي الخَمْرِ عَلَى العَصِيرِ لأِنَّهُ انْقَطَعَ عَنْ أفْوَاهِكُمْ ﴾ ( يؤ 1 : 5 ) السَيِّدَة العَذْرَاء بِأُسْلُوب لَطِيف طَلَبِتْ مِنْ رَبَّ المَجْد يَسُوع أنْ يَتَدَخَل وَيُظْهِر مَجْدُه وَيُقَدِّم خَمْرٌ بِفِيض مَعْرُوف أنَّ العُرْسٌ كَانَ بِهِ سِتَّة أجْرَان الجُرْن سِعَتُه عِدِّة جَالُونَات وَالجَالُون يُسَاوِي عَدَد مِنْ اللِتْرَات أي أنَّ الجُرْن يَسَع حَوَالِي سَبْعُون جَالُون وَالعُرْس يَحْتَوِي عَلَى سِتَّة أجْرَان هذَا يَعْنِي أنَّ السَيِّد الْمَسِيح أعْطَى خَمْرٌ بِفِيض ﴿ تَفِيضُ حِيَاضُ المَعَاصِر خَمْراً وَزَيْتاً ﴾ ( يؤ 2 : 24 ) أي مِنْ فَقْر وَعُوز وَانْقِطَاع خَمْرٌ إِلَى فِيض خَمْرٌ وَقَدْ نَقُول لَهُ أيْنَ تَذْهَب بِكِمِيِة الخَمْرٌ هذِهِ ؟ إِنَّهَا كَثِيرَة جِدّاً فِيض قَدْ نَسْألُه مَاذَا تَطْلُب كَيْ تَصْنَع هذِهِ المُعْجِزَة ؟ يَقُول " مَاء " جَيِّدٌ أنْ تُقَدِّم مَاء حَيَاتَك لله .. قَدِّم صَلاَة وَلَوْ صَغِيرَة لكِنْ بِأمَانَة وَسَتَرَى الفَرَح الرُّوحَانِي خَمْرٌ عَمَل بَسِيط رُوحَانِي بِأمَانَة وَقَلْب صَادِق وَإِحْسَاس عَجْز شِدِيد وَسَتَرَى فِيض فَرَح رُوحَانِي أُطْلُبْ فِي القُدَّاس بِإِنْكِسَار رَحْمَة وَتُوبَة وَسَتَجِدٌ فِيض نِعْمَة يَفْتَقِدَك عِنْدَمَا شَرَبْ المَدْعُوون الخَمْرٌ الجَيِّدٌ فَرَحُوا بِهِ هُنَاك مَنْ لَهُمْ المُمَارَسَات الرُّوحِيَّة مُجَرَّدٌ تَسْكِين لِلضَمِير شَكْل إِرْضَاء حَال بَيْنَمَا أبْنَاء المَلَكُوت مَفْعُول الخَمْرٌ دَائِم مَعَهُمْ هُنَاك مَنْ لَمْ يَفْهَم الأمر شَرَب الخَمْر وَفِرِح ثُمَّ خَرَج مِنْ العُرْسٌ وَانْتَهَى الأمر بِالنِّسْبَة لَهُ وَهُنَاك مَنْ شَرَب الخَمْرٌ وَفِرِح بِهِ وَمَجَّد يَسُوع وَلَمْ يَبْرَح المَنْظَر مِنْ عَقْلُه وَقَلْبُه لِذلِك أتَى الْمَسِيح لَهُ المَجْد لِيَجْعَل مَاء البَشَرِيَّة خَمْرٌ لِيُعْلِنْ لاَهُوتُه لِذلِك إِسْتِعْلاَن خَمْرُه كَانَ تَدْرِيجِي فِي حَيَاتُه حَتَّى الصَّلِيب حَيْثُ خَرَجَ مِنْ جَنْبُه مَاء وَدَم فِيض خَمْرٌ مَلأ أجْرَان العَالَمْ كُلُّه وَزَادٌ هذَا هُوَ الإِفْتِقَادٌ الرُّوحَانِي الَّذِي أعْلَنُه الله لِذلِك بَارَك عُرْسٌ قَانَا الجَلِيل كَانَ العُرْسٌ قَدِيماً حَسَبْ غِنَى العَرِيس وَتَصِل مُدِّة العُرْس إِلَى سَبْعَة أيَّام مِثَال لِذلِك زَوَاج لِيئَة بِأبِينَا يَعْقُوب كَانَ سَبْعَة أيَّام .. أيْضاً فِي عُرْسٌ شَمْشُون عِنْدَمَا أُعْطِيَ أحْجِيَة طَلَبْ حَلَّهَا فِي سَبْعَة أيَّام عُرْسِهِ أي مُنْذُ أيَّام لِيئَة وَكَانَ العُرْسٌ سَبْعَة أيَّام لكِنْ إِزْدَاد التَّفَاخُر بِالعُرْسٌ وَوَصَلَتْ مُدتُه حَتَّى أرْبَعِينَ يَوْماً يَبْدأ العُرْس مَسَاءً السَيِّدَات يُقِمْنَ فِي بِيت العَرِيس أمَّا الرِّجَال فَبَعْد أشْغَالِهِمْ يَطُوفُون بِالعَرِيس عَلَى مَنَازِل الأصْدِقَاء وَالأحْبَاب ثُمَّ يَعُودُون جَمِيعاً فِي المَسَاء إِلَى وَلِيمَة يُعِدَّهَا العَرِيس فِي بَيْتُه لِذلِك فِي مَثَل العَذَارَى الحَكِيمَات قَالَ ﴿ وَلَمَّا أبْطَأَ العَرِيس ﴾ ( مت 25 : 5 ) لأِنَّهُ كَانَ يُدْعَى لِبُيُوت الأصْحَاب أوَّلاً تَخَيَّل أنَّ العَذَارَى نِمْنَ وَجَاءَ العَرِيس فَوَجَدْهُنَّ نِيَام ؟ كَانَ يَجِبْ عَلَيْهُنَّ أنْ يَسْهَرْنَ لِذلِك كَانَ لِلعُرْسٌ بَهْجَة خَاصَّة .
السَيِّدَة العَذْرَاء فِي عُرْسٌ قَانَا الجَلِيل :
كَانَتْ السَيِّدَة العَذْرَاء فِي العُرْسٌ شَفِيعَة .. قَالَت لإِبْنَهَا الحَبِيب ﴿ لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ ﴾ ( يو 2 : 3 ) هِيَ تَرَى طَلَبَات أوْلاَدْهَا وَتَطْلُب عَنْهُمْ إِنْ كَانَ أحَدْنَا لَيْسَ لَهُ ثَمَر رُوحَانِي تَطْلُب عَنْهُ أمَام إِبْنَهَا الحَبِيب وَتَقُول لَهُ أعْطِيه خَمْرٌ أعْطِيه ثَمَر إِمْلأ حَيَاتُه السَيِّدَة العَذْرَاء تُصْعِد طِلْبَاتْنَا وَأيْضاً هِيَ مِثْل سُلَّم يَعْقُوب تُصْعِد طِلْبَاتْنَا وَتَنْزِل لَنَا بِطِلْبَات إِبْنَهَا الحَبِيب هِيَ تَرْبُطْنَا بِالْمَسِيح لأِنَّهَا قَرِيبَة مِنْهُ جِدّاً وَأيْضاً قَرِيبَة مِنَّا جِدّاً .. بِالفِعْل هِيَ شَفِيعَة أمِينَة لِجِنْس البَشَر يَقُول الآبَاء أنَّ تَوَاجُدْهَا فِي العُرْس رُبَّمَا لأِنَّهَا كَانَتْ ذَات قَرَابَة بِأهْل العُرْس وَرُبَّمَا لأِنَّهَا كَانَتْ مُحِبَّة لِلجَمِيع قَدْ تَجِدٌ بَعْض الشَخْصِيَات هَادِئَة لكِنَّهَا مَحْبُوبَة وَبَعْض الشَخْصِيَات نَشِيطَة لكِنْ مُزْعِجَة السَيِّدَة العَذْرَاء كَانَتْ شَخْصِيَّة هَادِئَة نَشِيطَة مَحْبُوبَة شَرِيكَة فِي الإِحْتِيَاجَات عِنْدَمَا عَلَمَتْ أنَّ الخَمْرٌ قَدْ فَرَغ طَلَبَتْ مِنْ الْمَسِيح لَهُ المَجْد يَقُول الآبَاء أنَّ السَيِّدَة العَذْرَاء كَانَتْ أُم لإِسْرَائِيل كُلَّهَا أُم لإِسْرَائِيل القَدِيم بِالتَّبَعِيَّة وَأُم لإِسْرَائِيل الجَدِيد بِالجَسَد السَيِّدَة العَذْرَاء تَكَلَّمَت مَعَ رَبَّ المَجْد يَسُوع بِإِسْتِعْطَاف وَطَلَبَتْ مِنْهُ أنْ يَجْتَهِد فِي الأمر فَقَالَ لَهَا ﴿ مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأةُ . لَمْ تَأتِ سَاعَتِي بَعْدُ ﴾ ( يو 2 : 4 ) قَدْ نَقُول لِمَاذَا أجَابَهَا بِهذَا الرَّدٌ الجَاف ؟ قَدْ لاَ نَتَوَقَعْ هذَا الأُسْلُوب مِنْ الْمَسِيح لكِنْ كَلِمَة " سَاعَتِي " تُشِير إِلَى الصَّلِيب فِي الكِتَاب لأِنَّهُ مُجَرَّدٌ أنْ يُظْهِر آيَة سَتَبْدأ المُقَاوَمَة وَبِالتَّالِي يَصِل إِلَى الصَّلِيب وَهُنَا أرَادَ أنْ يَقُول لِلعَذْرَاء نَعَمْ أنَا أُرِيدْ الصَّلِيب وَقَدْ جِئْت لأِجْلُه وَلكِنِّي لاَ أُرِيدُه أنْ يَبْدأ بِكِ أمَّا كَلِمَة " إِمْرَأة " فَهْيَ الكَلِمَة الَّتِي قِيلَتْ عَنْ حَوَّاء القَدِيمَة وَكَأنَّهُ يُعْلِنْ أنَّهُ يَبْدأ عَهْد جَدِيد بِحَوَاء جَدِيدَة .. وَلِذلِك قَالَ لِيُوحَنَّا الحَبِيب عِنْدَ الصَّلِيب ﴿ هُوذَا أُمُّكَ ﴾ وَقَالَ لِلعَذْرَاء ﴿ هُوذَا إِبْنُكِ ﴾ ( يو 19 : 26 – 27 ) السَيِّدَة العَذْرَاء رَابِطَة بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمَسِيح السَيِّد الْمَسِيح لَهُ المَجْد جَاءَ لِيُشْبِع وَيُفَرِّح وَالعَذْرَاء تَعْلَمْ أنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَمْرٌ فَطَلَبَتْ مِنْهُ أنْ يُعْطِينَا خَمْرٌ لكِنْ لَيْسَ مِثْل الخَمْرٌ القَدِيم بَلْ خَمْرٌ جَدِيد أي فَرَح جَدِيد لِنِفُوس مُتَعَطِشَة لأِنَّ أهْل العُرْسٌ كَانُوا فِي مُشْكِلَة عِنْدَمَا فَرَغَ الخَمْرٌ وَقَدْ شَعَرَ بِمُشْكِلِتْهُمْ القَرِيبِينْ مِنْهُمْ أمَّا البَعِيدِينْ فَلَمْ يَشْعُرُوا أي أنَّ الإِنْسَان الرُّوحَانِي القَرِيب مِنْ الله يَشْعُر بِالنِّعْمَة عِنْدَمَا تُرْفَع عَنُّه وَيَطْلُبْهَا وَيَجِدٌ فِي طَلَبْهَا بَيْنَمَا الإِنْسَان الشَّهْوَانِي وَالغِير رُوحَانِي لاَ يَشْعُر بِالنِّعْمَة عِنْدَمَا تُفَارِقُه فِي كِلاَ الحَالَتَيْن هُنَاك مُشْكِلَة وَهيَ أنَّهُ لَيْسَ هُنَاك خَمْرٌ المُهِمْ مَنْ يَشْعُر بِهَا وَيُرِيدْ حَلَّهَا وَمَنْ لاَ يَشْعُر بِهَا وَلاَ يَتَأثَّر إِذَا فَرَغَ الخَمْرٌ لاَ تَصْمُت وَلاَ تَتَهَاوَن حَتَّى لاَ تَتَعَوَدٌ الفُتُور أُطْلُب وَالعَذْرَاء تَطْلُب عَنَّك كَيْ يَتَدَخَل رَبَّ المَجْد وَيُعْطِيك نِعْمَة العَجِيب أنَّ إِجَابِة رَبَّ المَجْد يَسُوع لِسُؤال العَذْرَاء كَانَتْ عَكْس فِعْلُه وَكَانَ مِنْ المُتَوَقَعْ أنَّ العَذْرَاء عِنْدَمَا تَسْمَع إِجَابَتُه لَهَا أنْ تَخْجَل وَتَعُودٌ أدْرَاجَهَا لكِنَّهَا إِلْتَمَسَتْ مِنْ كَلِمَاتُه أنَّهُ لَنْ يَسْكُت وَسَيَفْعَل لِذلِك قَالَتْ لِلخَدَم مَهْمَا قَالَ لَكُمْ إِفْعَلُوه ( يو 2 : 5 ) الإِجَابَة الَّتِي قَدْ يَجِدْهَا النَّاس سَلْبِيَّة لاَ تَحْمِل إِسْتِجَابَة وَهيَ تَعْلَمْ أنَّهُ سَيَسْتَجِيب العَذْرَاء حَتَّى الآنْ تَشْفَع عَنْ جَهَالاَت وَإِنْ كَانَ رَبَّ المَجْد يَسُوع يُعْلِنْ حُزْنُه عَلَى خَطَايَانَا لكِنْ العَذْرَاء تَصْنَع لُون مِنْ الإِسْتِجَابَة لأِنَّهُ لَنْ يَرْفُض لَهَا طَلَبْ لأِنَّ لَهَا دَالَّة عِنْدُه لِذلِك طَلَبَتْ مِنْ الخُدَّام التَّنْفِيذ كَلِمَة " خُدَّام " فِي العَهْد القَدِيم تَعْنِي " إِيبِذْيَاكُون " أي خُدَّام كَهَنُوتِييِّن وَلَيْسُوا خُدَّام بِالأجْر وَكَأنَّ العَذْرَاء تُعْلِنْ أنَّ كَهَنُوت العَهْد الجَدِيد يُنَفِّذ كَلِمَتُه وَيُقَدِّم لِلشَّعْب إِرْتِوَاء وَفَرَح وَشَبَع وَيَظْهَر مَعْنَى كَلِمَة " خُدَّام " فِي المَعْنَى اليُونَانِي السَيِّد الْمَسِيح لَهُ المَجْد جَاءَ لِيُعْطِي خَمْرٌ جَدِيد صَالِح مَنْ يَتَذَوَقُه تَنْفَتِح عَيْنَاه وَيُبَشِّر بِهِ .. هذِهِ الآيَة هِيَ بِدَايِة آيَاتُه وَاسْتِعْلاَن لاَهُوتُه الْمَسِيح لَهُ المَجْد أرَادَ وَهُوَ فِي حَيَاتُه عَلَى الأرْض أنْ يَصْنَع مُعْجِزْتِين مُتَتَابِعَتَيْن مُعْجِزِة إِشْبَاع الجُمُوع بِالخُبْز وَارْتِوَائْهُمْ بِالخَمْرٌ وَكَأنَّهُ يُعْلِنْ أنَّهُ مَلْكِي صَادَق الجَدِيد لِتَسْتَمِر ذَبِيحَتُه خُبْزٌ وَخَمْرٌ عَلَى المَذْبَح سَيَأتِي الوَقْت الَّذِي يُعْلِنْ فِيهِ عَنْ مَجْدٌ لاَهُوتُه وَكَهَنُوتُه الحَقِيقِي أنَّهُ الكَاهِن إِلَى الأبَدْ عَلَى طَقْس مَلْكِي صَادَق لِذلِك لاَبُد أنْ يَكُون عُرْسٌ قَانَا الجَلِيل عِيد سَيِّدِي لَكَ نَصِيب فِي شَفَاعِة السَيِّدَة العَذْرَاء وَلَكَ نَصِيب فِي أنْ تَسْتَجِيب لَهُ وَتَرْتَوِي مِنْ خَمْرُهٌ وَتَرَى مَجْدٌ لاَهُوتُه حَتَّى الغُرَبَاء رَأوا مَجْدٌ لاَهُوتُه الله يُعْلِنْ لَنَا مَجْدٌ لاَهُوتُه لِيَسْتَعْلِنْ مَجْدٌ لاَهُوتُه فِي قُلُوبْنَا وَعُقُولْنَا وَحَيَاتْنَا رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين