دراسة فى سفر العدد ج3- تقديس المحلة وشريعة النذير

Large image

الأصْحَاح الخَامِس :-
المَحَلَّة هِيَ المَكَان الَّذِي يَحِل فِيهِ الشَّعْب .. { وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَنْفُوا مِنَ الْمَحَلَّةِ كُلَّ أَبْرَصَ وَكُلَّ ذِي سَيْلٍ وَكُلَّ مُتَنَجِّسٍ لِمَيْتٍ } ( عد 5 : 1 – 2 ) إِنْ كَانَ الله يَسْكُنْ وَسَطْ شَعْبِهِ إِذاً لاَبُدْ أنْ يَكُونَ الكُلَّ مُقَدَّس لِذلِك يَقُول نَقِّي المَحَلَّة مِنْ كُلَّ أبْرَص .. لِمَاذَا الأبْرَص ؟ قَدِيماً كَانَ البَرَص نَجَاسَة .. أي إِنْزَعُوا كُلَّ خَطَايَا الدَنَسْ فَلاَ يَلِيق أنْ يَسْكُنْ الله وَسَطْنَا وَفِي وَسَطْنَا أبْرَص أوْ دَنِس أوْ نَجَاسَة .. أي أنَّ الله لَنْ يَحِلْ دَاخِلَك إِلاَّ إِذَا تَنَقِيت { إِنْ رَاعَيْتُ إِثْماً فِي قَلْبِي لاَ يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ } ( مز 66 : 18 ) .. إِجْتَهِدْ أنْ يَسْتَرِيح الله دَاخِلَك فَنَقِّي المَحَلَّة دَاخِلَك .. الله يُرِيدْ أنْ يَسْكُنْ فِي قَلْبِكَ لِذلِك يُرِيدَك أنْ تُنَقِّي قَلْبَك تُوْجَدْ فِي الكِتَاب تَعْبِيرَات ثَوَابِتْ مَثَلاً .. الذَّكَر يُشِير لِلنَّفْس ..الأُنْثَى تُشِير لِلجَسَد .. نَقِّي الذَّكَر وَالأُنْثَى أي النَّفْس وَالجَسَد .. النَّفْس هِيَ المَشَاعِر وَالمُيُول .. كَيْ يَسْكُنْ الله دَاخِلَك لاَبُدْ أنْ تُنَقِّي دَوَافِعَك وَمُيُولَك وَمَشَاعِرَك .. لاَبُدْ أنْ يَكُون الكَيَان كُلَّهُ فِي حَالِة نَقَاوَة كَيْ يَسْكُنْ الله النَّفْسَ وَالجَسَد { الذَّكَرَ وَالأُنْثَى تَنْفُونَ . إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ تَنْفُونَهُمْ لِكَيْلاَ يُنَجِّسُوا مَحَلاَّتِهِمْ حَيْثُ أَنَا سَاكِنٌ فِي وَسَْطِهِمْ . فَفَعَلَ هكَذَا بَنُو إِسْرَائِيلَ وَنَفُوهُمْ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ كَمَا كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى هكَذَا فَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ } ( عد 5 : 3 – 4 ) .. الله أمَرْ مُوسَى بِالتَّنْقِيَة وَالشَّعْب هُوَ الَّذِي نَفَّذْ .. أي لَنَا دُور بَعْضِنَا إِتِجَاه بَعْض نُنَقِّي بَعْض وَإِنْ كَانَ وَسَطْنَا دَنِس نُنَقِيه .. { اعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ }( 1كو 5 : 13 ) .. إِنْ عَاشَ أحَدٌ وَسَطْنَا بِطَرِيقَة خَاطِئَة نُنْذِرَهُ وَنُصَلِّي لأِجْلِهِ لِذلِك لاَبُدْ أنْ نَهْتَمْ بِنَقَاوِة بَعْضُنَا البَعْض .. { نَفُوهُمْ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ } .. جَيِّدْ أنْ تَعْرِف أنَّ نَتِيجِة خَطِيِتَك نَفْي النَّفْس مِنْ حَضْرِة الله .. سَتُطْرَح مِنْ حَضْرَتِهِ أحْيَاناً إِتِكَالْنَا عَلَى مَرَاحِمْ الله تَجْعَلْنَا لاَ نَكْتَرِث بِخَطَايَانَا .. لاَ .. لَيْسَ مَعْنَى أنَّ الله رَحِيمْ أنْ نُصِرْ عَلَى خَطَايَانَا .. لَنْ يَسْكُنْ الله دَاخِلْنَا إِنْ كَانَ يُوْجَدْ دَنَس .. الله يُنَقِّي تَنْقِيَة جَمَاعِيَّة وَشَخْصِيَّة هذَا مَا حَدَث فِي الكِنِيسَة لَنَا تَوْبَة عَلَى مُسْتَوَى المَخْدَع الشَّخْصِي وَالإِعْتِرَاف الشَّخْصِي وَتُوْبَة عَلَى مُسْتَوَى الجَمَاعَة .. الله يُرِيدْ أنْ يُنَقِّي الإِنْسَان نَفْسَهُ { وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا عَمِلَ رَجُلٌ أَوْ امْرَأَةٌ شَيْئاً مِنْ جَمِيعِ خَطَايَا الإِنْسَانِ وَخَانَ خِيَانَةً بِالرَّبِّ فَقَدْ أَذْنَبَتْ تِلْكَ النَّفْسُ فَلْتُقِرَّ بِخَطِيَّتِهَا الَّتِي عَمِلَتْ وَتَرُدَّ مَا أَذْنَبَتْ بِهِ بِعَيْنِهِ وَتَزِدْ عَلَيْهِ خُمْسَهُ وَتَدْفَعْهُ لِلَّذِي أَذْنَبَتْ إِلَيْهِ } ( عد 5 : 5 – 7 ) .. فَلْتُقِر بِالخَطِيَّة الَّتِي عُمِلَتْ هذَا هُوَ الإِعْتِرَاف .. الَّذِينَ يُهَاجِمُون سِر التُوْبَة وَالإِعْتِرَاف فَلْيَقْرأوا سِفْر العَدَد .. الإِعْتِرَاف مُنْذُ العَهْد القَدِيمْ .. الشَّرِيعَة تَقُول إِنْ أخَذَ إِنْسَان شِئ مِنْ إِنْسَان آخَرْ فَلْيُقِرْ بِذلِك وَيَرُدْ مَا أخَذَهُ وَيَزِيد عَلَيْهِ خُمْسَهُ .. الإِقْرَار بِالخَطِيَّة إِعْتِرَاف لكِنْ الَّذِي يُثْبِت جَمَال التُوْبَة أنْ تُرَدْ لَيْسَ كَافِ أنْ تَعْتَرِف أنَّ دَاخِلَك أفْكَار خَاطِئَة بَلْ لاَبُدْ أنْ تُخْرِجْهَا وَمَعَهَا زِيَادَة أي جُذُورْهَا وَالأُمُور الَّتِي لَيْسَت لَك وَسَلَبْتَهَا أي أسْبَاب الخَطِيَّة .. { كُلَّ أسْبَاب الخَطِيَّة إِنْزَعْهَا مِنْ أنْفُسَنَا }( إِبْصَالِيِة السَبْت ) .. جَيِّدْ أنْ تَشْعُر أنَّكَ عِنْدَمَا تُخْطِئ لاَبُدْ أنْ تَرُدْ مَا سَلَبْتَهُ هذَا يَجْعَلَك تُفَكِّرْ لأِنَّكَ سَتَرُدْ بِالزِّيَادَة يَقُول الله لَيْسَ فَقَطْ تَرُدْ مَا سَلَبْتَهُ بِزِيَادَة بَلْ تُقَدِّم أيْضاً كَبْش كَفَّارَة .. الله كُلِّيّ القَدَاسَة لِذلِك لاَبُدْ أنْ تَشْعُرْ أنَّ مَا يُعْطِيك الغُفْرَان هُوَ الذَّبِيحَة .. أي الْمَسِيح .. إِذاً لَيْسَ الإِعْتِرَاف كَافِي وَلاَ نَزْع الخَطِيَّة مِنْ جُذُورْهَا كَافِي بَلْ لاَبُدْ مِنْ ذَبِيحِة التَنَاوُل .. { الَّذِي يُكَفِّرُ بِهِ عَنْهُ } ( عد 5 : 8 ) .. كَبْش الكَفَّارَة الَّذِي لَنَا هُوَ الْمَسِيح .. كُلَّ إِنْسَان أخْطَأ فِي شِئ يُقِرْ بِهِ وَيَرُدَهُ ثُمَّ يَقُول لَك هَات كَبْش كَفَّارَة .. فَتَقُول لَهُ لَيْسَ لَدَيَّ كَبْش فَيُجِيبَك أنَا كَبْش الكَفَّارَة .. أنَا الذَّبِيحَة .. أنَا أُقَدِّم عَنْكَ وَبَدَلاً مِنْكَ أيْضاً مِنْ ضِمْن مَا أرَادَ الله تَنْقِيَتَهُ إِنْ وُجِدَت إِمْرَأة حُبْلَى وَشَكَّ بِهَا زَوْجِهَا وَقَالَ أنَّ مَا بِهَاهُوَ مِنْ زِنَى .. لِذلِك كَانَتْ فِي العَهْد القَدِيم شَرِيعِة المَاء المُرِّ وَهذِهِ الشَّرِيعَة تَقُول إِنْ إِعْتَرَفِت المَرْأة بِخَطِيِّتْهَا يُطَلِّقْهَا رَجُلَهَا وَلاَ تَأخُذْ أي حَقٌ مِنْ حُقُوقِهَا .. وَإِنْ لَمْ تُقِرْ بِالخَطِيَّة بَلْ أصَرَّت عَلَى أنَّهَا لَمْ تُخْطِئ يَأتِي الكَاهِنْ بِبَعْض المَاء وَيَقْرأ بَعْض الوَيْلاَت عَلَى قِطْعَة وَرَق ثُمَّ يُذِيب هذِهِ الوَرَقَة فِي المَاء .. هُوَ يَقْرأ الوَيْلاَت وَهيَ تَقُول آمِينْ .. ثُمَّ يُعْطِيهَا المَاء المُذَاب فِيهِ الوَرَقَة لِتَشْرَب .. إِنْ كَانَتْ مُخْطِئَة يَتَوَرَم جِسْمَهَا وَيَسْقُطْ فَخْذَيْهَا وَتَنْتَفِخ بَطْنَهَا وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مُخْطِئَة لاَ تَتَأثَّرْ بِشِئ فَيَعْتَذِرْ لَهَا زَوْجَهَا وَيَجْعَلْهَا الله مُثْمِرَة بِالأوْلاَدْ { وَيَسْتَحْلِفُ الْكَاهِنُ الْمَرْأَةَ وَيَقُولُ لَهَا إِنْ كَانَ لَمْ يَضْطَجِعْ مَعَْكِ رَجُلٌ وَإِنْ كُنْتِ لَمْ تَزِيغِي إِلَى نَجَاسَةٍ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ فَكُونِي بَرِيئَةً مِنْ مَاءِ اللَّعْنَةِ هذَا الْمُرِّ . وَلكِنْ إِنْ كُنْتِ قَدْ زُغْتِ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ وَتَنَجَّسْتِ وَجَعَلَ مَعَْكِ رَجُلٌ غَيْر رَجُلِكِ مُضْجَعَهُ . يَسْتَحْلِفُ الْكَاهِنُ الْمَرْأةَ بِحَلْفِ اللَّعْنَةِ وَيَقُولُ الْكَاهِنُ لِلْمَرْأَةِ يَجْعَلُكِ الرَّبُّ لَعْنَةً وَحَلِفاً بَيْنَ شَعْبِكِ بِأَنْ يَجْعَلَ الرَّبُّ فَخْذَكِ سَاقِطَةً وَبَطْنَكِ وَارِماً . وَيَدْخُلُ مَاءُ اللَّعْنَةِ هذَا فِي أَحْشَائِكِ لِوَرَمِ الْبَطْنِ وَلإِسْقَاطِ الْفَخْذِ . فَتَقُولُ الْمَرْأَةُ آمِينَ آمِينَ وَيَكْتُبُ الْكَاهِنُ هذِهِ اللَّعَنَاتِ فِي الْكِتَابِ ثُمَّ يَمْحُوهَا فِي الْمَاءِ الْمُرِّ وَيَسْقِي الْمَرْأَةَ مَاءَ اللَّعْنَةِ الْمُرِّ فَيَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللَّعْنَةِ لِلْمَرَارَةِ ....... فَإِنْ كَانَتْ قَدْ تَنَجَّسَتْ وَخَانَتْ رَجُلَهَا يَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللَّعْنَةِ لِلْمَرَارَةِ فَيَرِمُ بَطْنُهَا وَتَسْقُطُ فَخْذُهَا فَتَصِيرُ الْمَرْأَةُ لَعْنَةً فِي وَسَطِ شَعْبِهَا . وَإِنْ لَمْ تَكُنِ الْمَرْأَةُ قَدْ تَنَجَّسَتْ بَلْ كَانَتْ طَاهِرَةً تَتَبَرَّأُ وَتَحْبَلُ بِزَرْعٍ } ( عد 5 : 19 – 28 ) الكَاهِنْ يُحَذِّرْ المَرْأة فِي بِدَايِة تَتْمِيمْ الشَّرِيعَة أنَّهُ سَيَظْهَرْ عَلَيْهَا عَلاَمَات اللَّعْنَة وَهيَ تَقُول آمِين فَإِنْ كَانَتْ خَاطِئَة تَظْهَر عَلَيْهَا عَلاَمَات اللَّعْنَة بَعْد أنْ تَشْرَب المَاء وَلكِنْ إِنْ لَمْ تَكُنْ خَاطِئَة تَبْرأ وَتَحْمِل بِزَرْعٍ أي يُعْطِيهَا الله ثَمَرْ كَثِير .. مَا هذَا ؟ هُنَاكَ مَعْنَى جَيِّدْ .. أجْمَل تَشْبِيه كَعِلاَقِة النَّفْس البَشَرِيَّة مَعَ الله هِيَ عِلاَقِة الزِّيجَة أي إِتِحَادْنَا مَعَهُ كَإِتِحَادْ عَرُوس بِعَرِيسْهَا .. أقْوَى عِلاَقَة لِنَفْرِض أنَّ النَّفْس زَاغِتْ عَنْ مَحَبِّة الله وَارْتَبَطِتْ بِآخَر ؟ هذَا زِنَى .. يَشْكُو العَرِيس عَرُوسه وَالعَرُوس تُنْكِرْ .. فَتُقَام شَرِيعِة المَاء المُرِّ .. مَا هِيَ الكَلِمَة المُذَابَة فِي المَاء ؟ هِيَ كَلِمَة الله الَّتِي تَدْخُلْ دَاخِلْنَا وَتَتَسَبَّبْ فِي كَشْف مَرَضْنَا أي تُدِينَنَا أوْ تَكُون سَبَبْ ثَمَرْ فِينَا قَدِيماً كَانَتْ المَرْأة الزَّانِيَة تُحْتَقَرْ .. أمَّا الأن فَلَكَ رَجَاء فِي الْمَسِيح يَسُوع فَهُوَ قَبَل الزَّانِيَة .. وَيَقُولُ لَكَ الرَّبَّ أنْتَ تُخْطِئ دُونَ أنْ تَشْعُرْ لِذلِك عِنْدَمَا تَرْتَوِي بِكَلِمَة الله الكَلِمَة تُدِينَك لكِنْ إِنْ شَعَرْت بِتَعْزِيَة مِنْهَا فَإِنَّهَا تُثْمِرْ أي تُبَرِّرْ النَّفْس وَتَصِير بَهْجَة وَخَلاَص .. كَثِيرُونَ مِنَّا يَشْتِكُون أنَّهُمْ لاَ يَفْهَمُونَ الكِتَاب .. هذَا مَعْنَاه خَطِير وَهُوَ أنَّهُ يُوْجَدْ زِنَى دَاخِلْنَا وَأنَّهُ يُوْجَدْ آخَر غَيْر الله وَبِالتَّالِي لاَ تُثْمِرْ الكَلِمَة وَلاَ تُعَزِّي .. بَعْض مِنْ التَّقْلِيد اليَهُودِي يَقُول أنَّ هذِهِ الشَّرِيعَة أُقِيمَت مَعَ أُمِنَا العَذْرَاء عِنْدَمَا شَكَّ فِيهَا يُوسِف البَار وَكَلِمَة الله دَاخِلْهَا أثْمَرِت .. قَدْ تَقُول أنَا غِير قَادِرْ عَلَى التَّفَاعُلْ مَعَ كَلِمَة الله وَلاَ أفْهَمْهَا لِذلِك قَرَرْت تَرْك الإِنْجِيل وَعَدَم القِرَاءة فِيهِ لاَ هذَا أمر خَاطِئ .. إِقْرأ وَسَتَفْهَمْ .
الأصْحَاح السَّادِس :-
مَادَامَتْ المَحَلَّة مُقَدَّسَة وَرُفِضَ مِنْهَا كُلَّ أبْرَص وَأُقِيمَت شَرِيعَة المَاء المُرِّ لِلتَّأكُدْ مِنْ النَقَاوَة سَتَجِدْ نِفُوس تُرِيدْ التَّقْدِيس بِالكَمَال لله أي نَذِيرَة لله .. ثَمَرْ الرُّوح أنْ يَخْرُج مِنْهَا مُبَشِرِينْ .. نَذِيرِينْ .. عَذَارَى .. إِرْتِفَاع في التَّقْدِيس .. لَمَّا تَقَدَّسُوا أرَادُوا أنْ يُنْذِرُوا حَيَاتِهِمْ لله { وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ . إِذَا انْفَرَزَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأةٌ لِيَنْذُرَ نَذْرَ النَّذِيرِ لِيَنْتَذِرَ لِلرَّبِّ فَعَنِ الْخَمْرِ وَالْمُسْكِرِ يَفْتَرِزُ وَلاَ يَشْرَبْ خَلَّ الْخَمْرِ وَلاَ خَلَّ الْمُسْكِرِ وَلاَ يَشْرَبْ مِنْ نَقِيعِ الْعِنَبْ وَلاَ يَأْكُلْ رَطِبْاً وَلاَ يَابِساً } ( عد 6 : 1 – 3 ) .. مِنْ جَمَال عِشْرِتَك مَعَ الله تَشْتَاق أنْ تَتَفَرَّغ لَهُ .. تَتَفَرَّغ مِنْ كُلَّ مَسَرَّات العَالَمْ لِتَكُون لَهُ وَحْدَهُ .. أُرِيدْ أنْ أنْفَصِل عَمَّنْ حَوْلِي .. لاَ أعْمَل عَمَلْ آخَر لِغَيْر الله .. أُرِيدْ أنْ أكُون لله وَلاَ تُوْجَدْ عَلَيَّ عُقُوبَة .. { بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً } ( تك 3 : 19 ) .. وَتَكُون حَيَاتِي سَمَاوِيَّة .. هذِهِ هِيَ شَرِيعِة النَّذِيرْ هُنَاكَ أنْوَاع مِنْ النَذْر .. فَهُنَاك مَنْ يُنْذِرْ حَيَاتُه كُلَّهَا .. وَهُنَاكَ مَنْ يُنْذِرْ فِتْرَة مُعَيَّنَة وَآخَر يُنْذِرْ حَتَّى تُحَلْ مُشْكِلَة تِتْعِبه .. شَمْشُون كَانَ نَذِيرْ مَدَى الحَيَاة .. أمَّا مَعَ بُولِس الرَّسُول فَالأمر إِخْتَلَفْ فَقَدْ نَذَرَ بَعْض اليَهُود أنْفُسَهُمْ حَتَّى يُمِيتُوا بُولِس .. النَّذِير يَتْرُك شَعْره وَلَهُ شُرُوط .
شُرُوطْ النَّذْر :-
(1) { عَنِ الْخَمْرِ وَالْمُسٍْكِرِ يَفْتَرِزُ } ( عد 6 : 3 ) .. مَا هُوَ الخَمْر ؟ الخَمْر لَهُ إِشَارَات عَدِيدِة فِي الكِتَاب .. مِنْهَا أنَّهُ يُشِير لأِفْرَاح العَالَمْ أي أنَّ النَّذِيرْ لاَ يَجِدْ مَسَرَّتَهُ وَلاَ فَرَحه فِي أفْرَاح العَالَمْ بَلْ يُفْطَمْ عَنْ مَسَرَّات العَالَمْ لِذلِك شَمْشُون وَيُوحَنَّا المَعْمَدَان كَانَا لاَ يَشْرَبَان الخَمْر .. لاَبُدْ أنْ تَبْتَعِدْعَنْ أفْرَاح العَالَمْ وَلاَ تَشْتَاق لَهُ .. لكِنْ لَيْسَ أي خَمْر بَلْ الخَمْر وَالمُسْكِر .. وَالمُسْكِر هُوَ المَسَرَّات الَّتِي بِهَا خَطِيَّة لكِنْ الخَمْر هُوَ مَبَاهِج العَالَمْ فَقَطْ .. إِذاً النَّذِير يَبْتَعِدْ عَنْ أفْرَاح العَالَمْ وَشُرُوره .. المُسْكِر دَرَجَة أعْلَى مِنْ الخَمْر .
(2) { كُلَّ أَيَّامِ نَذْرِ افْتِرَازِهِ لاَ يَمُرُّ مُوسَى عَلَى رَأْسِهِ . إِلَى كَمَالِ الأيَّامِ الَّتِي انْتَذَرَ فِيهَا لِلرَّبِّ }( عد 6 : 5 ) .. أي إِنْ نَذَرَ نَفْسَهُ سِتَّة أشْهُر لاَ يَمُر مُوسَى عَلَى رَأسِهِ سِتَّة أشْهُر .. وَإِنْ نَذَرَ نَفْسَهُ العُمْر كُلَّهُ لاَ يَحْلِق رَأسَهُ طَوَال حَيَاتُه .. شَمْشُون كَانَتْ قُوَّتَهُ فِي شَعْرِهِ .. مَعْرُوف أنَّ إِرْخَاء الشَّعْر لِلمَرَأة تَاج لَهَا لكِنَّهُ عِيب لِلرَّجُلٌ .. وَكَأنَّ الرَّجُلٌ النَّذِير بِإِرْخَاءِهِ لِشَعْرِهِ يَقُول لِمَنْ حَوْلَهُ لَمْ تَعُدْ نَظْرِه النَّاس لِي مُهِمَّة بَلْ صَارَ شَكْلِي غِير مَقْبُول وَلاَ أهْتَمْ بِذلِك .. أي لاَ يَهْتَمْ بِكَرَامَات وَلاَ أفْرَاح العَالَمْ أيْضاً الأبَاء يَقُولُون أنَّ الشَّعْر يَنْبُت مِنْ الجَسَد وَالجَسَد يَمِيل لِلخَطِيَّة وَالشَّعْر هُوَ الشِئ المَيِّت الخَارِج مِنْ الجَسَد الحَيَّ .. بُصِيلِة الشَّعْر فَقَطْ هِيَ الجُزْء الحَيَّ أمَّا بَاقِي الشَّعْرفَهُوَ مَيِّتْ .. هذَا مَعْنَاه أنَّ النَّذِير لله يَقُول كُلَّ مَا يَخْرُج مِنْ جَسَدِي أُلْقِيه خَلْفِي وَأعْتِبِرُه شِئ أُضَّحِي بِهِ مِنْ أجل الله .. وَكُلَّمَا طَالَ شَعْرِي كُلَّمَا يَخْرُج مِنْ جَسَدِي مَا يُقَدَّم لله .. سَأُقَدِّم لَهُ مُوْت مِنْ حَيَاة .. كُلَّ مَا يَنْبُت مِنْ جَسَدِي مِنْ قُوَّة أُقَدِّمَهُ لله .. وَكُلَّ جِهَادْ أُقَدِّمَهُ لله .. جَيِّدْ أنْ أقُول لِنَفْسِي لَيْتَكَ تَسْتَغْنَى عَنْ كَرَامَات العَالَمْ وَكُلَّ مَا يَنْتُج مِنْ جَسَدِي يُقَدَّم لِحِسَابَك يَاالله وَسَأحْتَقِر مَبَاهِج العَالَمْ لأِنَّكَ أنْتَ يَاالله مَسَرَّتِي .
(3) { كُلَّ أَيَّامِ انْتِذَارِهِ لِلرَّبِّ لاَ يَأْتِي إِلَى جَسَدِ مَيْتٍ . أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَأَخُوهُ وَأُخْتُهُ لاَ يَتَنَجَّسْ مِنْ أَجْلِهِمْ عِنْدَ مَوْتِهِمْ لأِنَّ انْتِذَارَ إِلهِهِ عَلَى رَأْسِهِ } ( عد 6 : 6 – 7 ) .. لِمَاذَا ؟ مَعْرُوف أنَّ المَوْت فِي العَهْد القَدِيم نَجَاسَة .. إِذاً مُلاَمَسِة المَيْت نَجَاسَة .. أي أنْتَ إِنْفَصَلْت عَنْ العَالَمْ وَمُتَّ عَنْهُ لِذلِك مَهْمَا كَانَ المَيِّتْ قَرِيب لَك .. أب .. أخ .. أُم .. أُخْت .. فَأنْتَ لاَ تَلْمِسَهُ لأِنَّكَ فُطِمْت عَنْ المَشَاعِر البَشَرِيَّة لأِنَّكَ فُطِمْت عَنْ النَّجَاسَة .. أي لاَبُدْ أنْ تَقْطَع كُلَّ رِبَاطَات الجَسَد وَلاَ تَكُنْ مِلْك لأِحَدٌ بَلْ أنْتَ لِلجَمِيع وَكَمَا قَالَ رَبَّ المَجْد يَسُوع { دَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ }( مت 8 : 22 ) .. فَيَكُون كُلَّ رَجُلٌ هُوَ أبُوك وَكُلَّ إِمْرَأة هِيَ أُمَّك وَكُلَّ شَابَّة هِيَ أُخْتَك وَكُلَّ شَاب هُوَ أخُوك إِنْ مَاتَ أحَدٌ عِنْدَك فَجْأة وَلَمَسْتَهُ تَكُون مُدَّة نَذْرَك السَّابِقَة كَأنَّهَا لَمْ تَكُنْ وَلِتَعِدْ نَذْرَك مِنْ جَدِيدْ أي تُجَاهِدْ فِتْرَة ثُمَّ تَتَنَجَّس فَتَعُود لِلجِهَادْ مِنْ جَدِيدْ .. { أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ }( في 3 : 13) .. { لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ }( لو 9 : 62 ) .. حَتَّى وَإِنْ كَانَ المَيِّتْ قَدْ مَاتَ فَجْأة فَعَلَيْكَ أنْ تَكُونَ يَقِظ وَسَاهِر دَاخِلِياً أي إِنْ رَأيْتَ مَنْظَر رَدِئ لاَبُدْ أنْ يَكُون دَاخِلَك يَقَظَة رُوحِيَّة لِتَعْبُر عَنْهُ وَإِلاَّ فَلْتُعِيدْ المُدَّة مِنْ جَدِيدْ الله يَفْتَح لَكَ صَفَحَات جَدِيدَة حَتَّى نِهَايِة أيَّام النَّذْر{ وَأَمَّا الأيَّامُ الأُولَى فَتَسْقُطُ لأِنَّهُ نَجَّسَ انْتِذَارَهُ } ( عد 6 : 12 ) .. عِنْدَمَا يُتَمِّمْ نَذْرَهُ سَوَاء فِتْرِة سَنَة أوْ أشْهُر أوْ ........ لاَبُدْ مِنْ تَقْدِيم ذَبِيحَة بَعْد نِهَايِة النَّذْر .. بَعْد تَنْقِيَة المَحَلَّة كَانَتْ ذَبِيحَة وَبَعْد النَّذْر ذَبِيحَة .. { يَوْمَ تَكْمُلُ أَيَّامُ انْتِذَارِهِ يُؤْتَى بِهِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ فَيُقَرِّبُ قُرْبَانَهُ لِلرَّبِّ خَرُوفاً وَاحِداً حُوْلِيّاً صَحِيحاً مُحْرِقَةً وَنَعْجَةً وَاحِدَةً حُوْلِيَّةً صَحِيحَةً ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ وَكَبْشاً وَاحِداً صَحِيحاً ذَبِيحَةَ سَلاَمَةٍ } ( عد 6 : 13 – 14 ) .. الذَّبَائِح كُلَّهَا إِشَارَة لِلْمَسِيح .. أي بِدُون صَلِيب يَتَعَطَّل نَذْرَك وَبِدُون صَلِيب نَذْرَك غِير مَقْبُول لِذلِك لاَبُدْ أنْ نَهْتَمْ بِشَخْص الْمَسِيح الَّذِي أكْمَلَ كُلَّ الذَّبَائِح بِذَبِيحَتِهِ .. لاَبُدْ أنْ تَكُون ذَبِيحِتْنَا مِنْ خِلاَلِهِ .. كُلَّ جِهَادْنَا بَاطِلٌ خَارِج الْمَسِيح وَغِير فَعَّال بِدُون الإِفْخَارِسْتِيَا .. تَخَيَّل أنَّكَ تُجَاهِدْ وَتَغْصِب نَفْسَك لِتَبْتَعِدْ عَنْ خَطِيَّة .. هذَا جَيِّدْ لكِنْ لاَبُدْ أنْ تُقَوِّي نَفْسَك بِالتَنَاوُل .. ذَبَائِح كَثِيرَة فِي العَهْد القَدِيم بِإِخْتِلاَف كِمِيَّتْهَا أوْ ثَمَنْهَا أوْ حَجْمَهَا لكِنْ كُلَّهَا تَرْمُز لِلْمَسِيح لَهُ المَجْد بَعْد إِنْتِهَاء النَّذْر يَحْلِق النَّذِير رَأسَهُ وَيَحْرِق شَعْرَهُ وَيَشْرَب خَمْر .. هذَا عَلاَمِة أنَّكَ قَدَّمَتَ ذَبِيحَة مِنْ جَسَدَك الَّتِي هِيَ أعْمَال جَسَدَك ضَعْهَا فِي نَار الذَّبِيحَة .. جِهَادَك بَاطِلٌ بِدُون ذَبِيحَة وَلِذلِك يَحْرِق شَعْرَهُ بِنَار الذَّبِيحَة كَذَبِيحِة حُب .. الخَمْر هُنَا يُشِير لِلفَرَح فَرَح الرُّوح لِذلِك بَعْد صُعُود الْمَسِيح أرْسَلَ الرُّوح القُدُس الَّذِي هُوَ الخَمْر المُفْرِحَة لِلكَنِيسَة جِهَادْنَا الرُّوحِي مَهْمَا كَانَتْ دَرَجْتُه لاَبُدْ أنْ يَعْقُبَهُ فَرَح وَأي جِهَادْ لاَ يَعْقُبَهُ فَرَح هُوَ إِجْتِهَادْ نَفْسِي وَلَيْسَ رُوحِي .. أي إِنْسَان إِعْتَذَرَ لأِخِيهِ لكِنَّهُ لَمْ يَفْرَح هذَا جِهَادْ نَفْسِي لكِنْ الَّذِي يَفْرَح بِالإِعْتِذَارأوْ الصَّلاَة أوْ ...... فَهذَا مِنْ الرُّوح .. أي جِهَادْ رُوحِي يَعْقُبَهُ فَرَح { وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً كَلِّمْ هَارُونَ وَبَنِيهِ قَائِلاً هكَذَا تُبَارِكُونَ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلِينَ لَهُمْ يُبَارِكُكَ الرَّبُّ وَيَحْرُسُكَ . يُضِئُ الرَّبُّ بِوَجْهِهِ عَلَيْكَ وَيَرْحَمُكَ . يَرْفَعُ الرَّبُّ وَجْهَهُ عَلَيْكَ وَيَمْنَحُكَ سَلاَماً . فَيَجْعَلُونَ اسْمِي عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَنَا أُبَارِكُهُمْ } ( عد 6 : 22 – 27 ) .. الله أعْطَى هَارُون وَبَنِيهِ عِبَارَة يُبَارِكُونَ بِهَا الشَّعْب .. الله يُحِب أنْ يُعْطِي كَرَامَات لِشَعْبِهِ وَهذِهِ طَرِيقِة مُبَارَكَة الشَّعْب وَهيَ أيْضاً مُبَارَكَة كَاهِنْ العَهْد الجَدِيد لِشَعْبِهِ .. الكِنِيسَة أخَذِتْهَا بَرَكَة { يَارَبَّ خَلِّص شَعْبَك . بَارِك مِيرَاثَك ...... إِرْفَع شَأن الْمَسِيحِيِّينْ } ( مَا يَقُولُه الكَاهِنْ فِي خِتَام عَشِيَّة وَبَاكِرْ ) .. إِجْتَهِدْ أنْ تَسْمَع مُبَارَكِة الكِنِيسَة بِفَرَح وَالكَاهِنْ هُوَ كَاهِنْ الْمَسِيح إِذاً أنْتَ تَسْمَع المُبَارَكَة مِنْ فَمْ الْمَسِيح إِفْرَح بِالطَّقْس وَافْهَمُه .. هذِهِ بَرَكَة مِنْ الله وَكَأنَّهُ يَقُول لَك لاَ تَخْرُج مِنْ الكِنِيسَة بِدُون بَرَكِة الكَاهِنْ .. الأب الكَاهِنْ يُبَارِكَك بِإِسْم الْمَسِيح وَبِالبَرَكَة الَّتِي مِنْ فَمْ الْمَسِيح كُنْ مُتَجَاوِب مَعَ بَرَكَتِهِ رَبِّنَا يِكَمِلْ نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 2373

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل