مراحل الجهاد الروحى من خلال سفر راعوث

يَحكِي سِفر رَاعُوث قِصَّة أُسرة كَانِتْ تَعِيش فِي مَدِينة حَدَثت بِهَا مَجَاعة فَذَهَبت الأُسرة لِمَدِينة أُخرَى تُدعَى مُوآب .. هذِهِ الأُسرة مُكَوَّنة مِنْ زُوج يُدعَى ألِيمَالِك وَزُوجة تُدعَى نُعْمِي وَوَلَدَان .. وَتَزَوَّج الوَلَدَان مِنْ أُمَمِيَتَان رغم أنَّ الوَصِيَّة كَانِت تمنع الزَوَاج مِنْ أُمَمِيَات .. مَاتَ ألِيمَالِك وَوَلَدَاه وَبَقِيت نُعْمِي وَكِنَتيهَا .. فَقَالت نُعْمِي لِكِنَتيهَا عُودَا لِبيتِ أبِيكُمَا وَلتحيَا كُلٍّ مِنْكُمَا حَيَاتَهَا .. وَافقت وَاحِدة وَعَادت لِبيتِ أبِيهَا .. أمَّا الثَّانِية وَهيَ رَاعُوث فَإِلتَصَقت بِحَمَاتِهَا وَعَادت مَعَهَا لِمَدِينتهَا .. وَلَمْ يَكُنْ مَنْ يَعُولَهُمَا .
فَذَهَبت الكِنَّة لِلعمل فِي حَقْلٍ بِكُلَّ إِجتِهَاد وَأمَانة وَعِنْدَمَا عَمَلت بِالحَقل بِهذِهِ الأمَانة رَآهَا صَاحِب الحَقل فَسَألَ عَنْهَا لأِنَّهَا غَرِيبة فَقَالُوا لَهُ هِيَ فَتاة قَرِيبة لِنُعْمِي .. زَوجِة إِبنَهَا .. فَتَقَابل مَعَهَا وَمَدَحَهَا وَكَافَأهَا وَطَمأنَهَا وَهذِهِ أوِّل مرحلة فِي الجِهَاد الرُّوحِي جِهَاد الحُب .. أمَّا المرحلة الثَّانِية فَقَدْ قَالَ لَهَا بُوعز صَاحِب الحقل سَأجعَلِك تَعمَلِين لَيْسَ فِي الحقل فقط بَلْ مَعَ الجَمَاعة الَّذِينَ يجمعُون الحِزم وَالحِزم هِيَ رُبَط مِنْ الشَعِير المحصُود .. المرحلة الثَّالِثة حيثُ تَعَرَّفت رَاعُوث عَلَى بُوعز صَاحِب الحقل أنَّهُ قَرِيب لَهَا وَثَانِي وَلِي لَهَا أي ثَانِي شخص يَحِق لَهُ الزَوَاج مِنْهَا لِذلِك تَعَرَّفت عَلْيهِ فِي مَكَان مُنْعَزِل ( البيدر أي مَكَان فصل الحُبُوب ) .. قَدْ تَتَعَرَّف عَلِيه فِي مَكَان مُنْعَزِل كَالبيدر وَقَدْ تدخُل لَهُ مخدَعه .. أمَّا المرحلةالرَّابِعة فَهيَ الزَوَاج وَالوِحدة حيثُ تَزَوَّجت رَاعُوث مِنْ بُوعز وَأنجَبَا عُوبِيد أبو يَسَّى أبو دَاوُد .. إِذاً جَاءَ مِنْ نسلِهَا المَسِيح .
مَرَاحِل الجِهَاد الرُّوحِي
المرحلة الأُولَى : مرحَلِة الجِهَاد فِي الحَقْل :0
===================================================
{ وَكَانَ لِنُعْمِي ذُو قَرَابَةٍ لِرَجُلِهَا جَبَّارُ بأسٍ مِنْ عَشِيرَةِ ألِيمَالِكَ اسمُهُ بُوعَزُ } ( را 2 : 1 ) .. عِنْدَمَا تُرِيد أنْ تَتَعَرَّف عَلَى شخص فِي دِرَاستك لِلكِتاب وَتَتَعرَّف عَلَى رَمزه إِعرَفه مِنْ أوِّل صِفة تُقَال عَنْهُ .. هُنَا قَالَ أنَّهُ رَجُل جَبَّار بَأسٍ وَمَنْ هُوَ جَبَّار البأس إِلاَّ يَسُوع .. إِذاً بُوعز يرمُز لِلمَسِيح .. { فَقَالَتْ رَاعُوث المُوآبِيَّةُ لِنُعْمِي دَعِينِي أذْهَبْ إِلَى الحَقْلِ وَألتَقِطْ سَنَابِل وَرَاءَ مَنْ أجِدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيهِ . فَقَالَتْ لَهَا اذْهَبِي يَا بنتِي . فَذَهَبتْ وَجَاءَتْ وَالتَقَطَتْ فِي الحَقْلِ وَرَاءَ الحَصَّادِينَ } ( را 2 : 2 – 3 ) .. الله مِنْ لُطفه وَحَنَانه جَعَلَ الفُقَراء وَالغُرَباء وَالأرَامِل يلتَقِطُونَ وَرَاءَ الحَصَّادِين وَلاَ يأخُذُونَ صَدَقة مِنْ أحد .. وَكَأنَّهُمْ يَأكُلُونَ مِنْ عَرق جَبِينَهُمْ وَمِنْ يد الله نَفْسه وَلَيْسَ يد إِنْسَان .. لِذلِك كَانَ يَأمُر الحَصَّادِين أنْ لاَ يلتَقِطُوا مَا يسقُط مِنْهُمْ بَلْ يترُكوه لِلفُقَراء وَالأرَامِل وَ ...... لِيلتَقِطوه .
{ فَقَالَ بُوعز لِغُلاَمِهِ المُوَكَّلِ عَلَى الحَصَّادِينَ لِمَنْ هذِهِ الفَتَاةُ } ( را 2 : 5 ) .. بُوعز لَفَتِت رَاعُوث نَظَره وَهي تلتَقِط فِي حَقْلِهِ .. فَمَاذَا جَذَبَهُ بِهَا ؟ جَذَبَهُ جِهَادهَا وَأمَانِتهَا .. { فَأجَابَ الغُلاَمُ المُوَكَّلُ عَلَى الحَصَّادِينَ وَقَالَ هِيَ فَتَاةٌ مُوآبِيَّةٌ قَدْ رَجَعَتْ مَعَْ نُعْمِي مِنْ بِلاَدِ مُوآبَ وَقَالَتْ دَعُونِي ألتَقِطْ وَأجْمَعْ بينَ الحزَمِ وَرَاءَ الحَصَّادِينَ . فَجَاءَتْ وَمَكَُثَتْ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الآنَ . قَلِيلاً مَا لَبِثَتْ فِي البيتِ } ( را 2 : 6 – 7 ) .. أوِّل مرحلة هِيَ مرحَلِة جِهَاد الحَقْل .. وَالحَقْل هُوَ العالم .. الحَقْل هُوَ الكِنِيسة .. الله صَاحِب الحَقْل عِينه عَلَى جِهَاد كُلَّ وَاحِد مِنّا وَعَلَى ثَمَرِة جِهَادنَا .. جِهَادنَا يَلفِت نَظَره فَيسأل .. لِمَنْ هذِهِ الفَتَاة ؟ مَنْ هذِهِ النَّفْس المُجَاهِدة ؟ بُوعز سَمَعَ عَنْ رَاعُوث كَلاَم رَائِع قِيلَ لَهُ أنَّهَا فِي الجِهَاد مُنْذُ الصَباح وَإِلَى الآن .. قَلِيلاً مَا لَبِثت فِي البيت .. تِجَاهِد مُنْذُ الصَباح وَإِلَى الآن .. الله يُحِب النَّفْس المُجَاهدة .
أكِيد رَاعُوث تَعِبت اليَوْم كُلَّه وَأكِيد تَعَرَّضت لِمُضَايَقَات مِنْ بعض الحَصَّادِين .. لكِنْ مَاذَا فَعَلْت ؟ عِلاَج الضِيقَات هُوَ الثَبَات .. نَحْنُ كَثِيراً مَا نَتَعرَّض فِي جِهَادنَا لِفترَات مَلل وَمُفَارقة نِعمة وَعدم إِثمار وَجَفَاف .. يَا ليتنَا نثبُت .. يَا ليتَ يُقَال عَنَّا أنَّنَا نُجَاهِد مِنْ الصَباح إِلَى المَساء وَقَلِيلاً مَا نلبث فِي البِيت .. رَائِعة الآية الَّتِي تَقُول { يَا ذَاكِرِي الرَّبِّ لاَ تَسْكُتُوا وَلاَ تَدَعُوهُ يَسْكُتُ } ( أش 62 : 6 – 7 ) .
المُكَافَأة الأُولَى لِلنَّفْس المُجَاهدة أنْ تَتَعَرَّف عَلَى المَسِيح .. عِنْدَمَا يَرَى أمَانِة جِهَادهَا يَقُول لَهَا كَمَا قَالَ بُوعز لِرَاعُوث { ألاَ تَسْمَعِينَ يَا بِنْتِي . لاَ تَذْهَبِي لِتَلْتَقِطِي فِي حَقْلِ آخَرَ وَأيضاً لاَ تَبْرَحِي مِنْ ههُنَا بَلْ هُنَا لاَزِمِي فَتَيَاتِي } ( را 2 : 8 ) .. وَكَأنَّ الله عِنْدَمَا يَرَى أمَانِى جِهَاد النَّفْس فِي حَقْل الجِهَاد الرُّوحِي يَقُول لَهَا أرْجُوكِ لاَ تَتعَبِي فِي حَقْلٍ آخر غِير حَقْلِي وَلاَ تلتَقِطِي مِنْ حَقْلٍ آخر .. أرْجُوكِ أُمْكُثِي مَعِي فِي حَقْلِي وَلاَ تَكُونِي كُلَّ سَاعة فِي حَالة مُختَلِفة .. إِثبَتِي مَعِي .. لاَ تسْمعِي عَنْ حَقْلٍ آخر يَجْذِبِك فَتَذهَبِين لِتلتَقِطِي فِيهِ .
{ بَلْ هُنَا لاَزِمِي فَتَيَاتِي } .. مَنْ هُمْ فِتيان الله ؟ هُمْ قِدِيسِيه .. الله يرجُوك أنْ تمكُث مَعَهُ وَتُلاَزِم قِدِيسِيه فِي كَنِيسَتَهُ ( حَقْلَهُ ) وَقِس جِهَادك عَلَى جِهَادهُمْ .. مَا أجمل النَّفْس الَّتِي تُلاَزِم فِتيانه .. مَا أجمل النَّفْس الَّتِي تَعِيش مَعِيَّة الله وَقِدِيسِيه وَكَمَا يَقُول بُولِس الرَّسُول { فَلَسْتُمْ إِذاً بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ القِدِّيسِينَ وَأهْلِ بَيْتِ اللهِ } ( أف 2 : 19 ) .
{ عَيْنَاكِ عَلَى الحَقْلِ الَّذِي يَحْصُدُونَ وَاذْهَبِي وَرَاءَهُمْ } ( را 2 : 9 ) .. لَنْ أسْمح لَكِ أنْ تَلْتَقِطِي كَأحد الفُقَرَاء أوْ الغُرَبَاء بَلْ سَأُقِيمِك عَلَى الحَقْل كَمسئُولة .. يَا الله أنْتَ تَتَوَدَّد لِي وَتَقُول لِي إِلزِمِي حَقْلِي وَلاَزِمِي فِتيَانِي وَعَيْنَاكِ عَلَى حَقْلِي ؟!! هذِهِ نِعَمْ أنَا لاَ أسْتَحِقَهَا .. الله لَنْ يَجعَلَنِي فقط أكُون فِي حَقْلِهِ بَلْ أكُون خَادِم فِيهِ .. يَا لِغِنَى مَحَبَّتِكَ وَلُطفك يَا إِلهِي .
{ ألَمْ أُوصِ الغِلْمَانَ أنْ لاَ يَمُسُّوكِ } ( را 2 : 9 ) .. الله يَقُول سَأجعل قِدِيسِيَّ يُسَاعِدُونِك وَيُلاَزِمُوكِ .. { وَإِذَا عَطِشْتِ فَاذْهَبِي إِلَى الآنِيَةِ وَاشْرَبِي مِمَّا اسْتَقَاهُ الغِلْمَانُ } ( را 2 : 9 ) .. " الآنِيَة " هِيَ " أوَانِي الرُّوح " .. الله يَقُول لِلنَّفْس المُجَاهدة إِشْرَبِي مِنْ مَاء الرُّوح فِي حَقْلِي .. نَفْس المَاء الَّذِي تشرَبِينَ مِنْهُ يَشْرب مِنْهُ فِتيَانِي .. نَفْس يَنَابِيع الرُّوح الَّتِي نَرْتَوِي مِنْهَا هِيَ الَّتِي إِرْتَوَى مِنْهَا القِدِيسِين .. نَفْس الإِنْجِيل وَنَفْس القُدَّاس وَنَفْس الأسرار وَ ........ الله يَقُول لِي إِشْرب مِنْ نَفْس الينبُوع الَّذِي شَرْب مِنْهُ القِدِيسِين .. يَا إِلهِي أنَا لاَ أسْتَحِق كُلَّ هذِهِ العَطَايَا .. فَمَاذَا تَكُون إِجَابَتِي ؟ يَجِب أنْ تَكُون كَإِجَابِة رَاعُوث عَلَى بُوعز { فَسَقَطَتْ عَلَى وَجْهِهَا وَسَجَدَتْ إِلَى الأرْضِ وَقَالَتْ لَه ُكَيْفَ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ حَتَّى تَنْظُرُ إِلَيَّ وَأنَا غَرِيبةٌ } ( را 2 : 10 ) ..أُسجُد لَهُ وَاشْكُره .
أوِّل مَرْحَلة فِي الجِهَاد الرُّوحِي هِيَ جِهَاد الحَقْل .. إِتعب وَاثبت فَيبدأ رُوح الله يَعْمل دَاخِلْك وَكُلَّ جِهَاد لَهُ مُكَافَأة عَلَى قَدرِهِ .. رَاعُوث لَمْ تنظُر لِطَبِيعِتهَا كُونهَا إِمرَأة أوْ لِقَسْوِة شَمس الحَقْل أي شَمس التَجَارُب بَلْ نَظَرت كَيْفَ تجمع .. رَاعُوث تَخَلَّصت مِنْ رُوح التدلِيل .. نَحْنُ أيضاً لاَبُد أنْ نَتَخَلَّص مِنْ رُوح التدلِيل لِذلِك يَقُول الكِتاب { كُونُوا رِجَالاً } ( 1صم 4 : 9 ) .. التدلِيل يُفسِد النَّفْس .. رَاعُوث وَإِنْ كَانِت فَتَاة إِلاَّ إِنَّهَا تُحْسب كَرَجُلٍ فِي جِدِيِتهَا .
رَاعُوث قَالَت لِبُوعز { كَيْفَ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ حَتَّى تَنْظُرُ إِلَيَّ وَأنَا غَرِيبةٌ} .. لكِنْ بُوعز قَالَ لَهَا أنَا أعرَفِك .. كَيْفَ عَرَفتَهَا يَا بُوعز ؟ يَقُول { إِنَّنِي قَدْ أُخْبِرْتُ بِكُلِّ مَا فَعَلْتِ } ( را 2 : 11 ) .. بُوعز أخبَرَهُ غُلْمَانه عَمَّا فَعَلت رَاعُوث مِنْ مَعرُوف بِحَمَاتهَا .. قَدْ نَتَخَيَّل أنَّ الله لاَ يَعرِفَنَا لكِنَّهُ يَقُول لَنَا " إِنِّي أُخبِرتُ بِكُلَّ مَا فَعَلْت " .. تُرَى بِمَاذَا أُخبِرَ عَنِّي ؟ أُخبِرَ بِتقصِيرِي أم تدلِيلِي ؟ أم أُخبِرَ عَنْ صَلَوَاتِي وَجِهَادِي ؟ المُوَظف لَهُ تقرِير سِرِّي مِنْ رَئِيسه .. هكَذَا نَحْنُ أيضاً الله يَعرِف عَنَّا كُلَّ شيء وَمَا أجمل الإِنْسَان الَّذِي يَشهد لَهُ ضَمِيره وَقِدِيسِين الله وَمَلاَئِكَته بِأمَانَتَهُ .
قَالَ لَهَا بُوعز { لِيُكَافِئ الرَّبُّ عَمَلَكِ وَلِيَكُنْ أجْرُكِ كَامِلاً } ( را 2 : 12 ) .. مُكَافَأة رَائِعة .. عِنْدَمَا يُخبر عَمَّا فَعَلَت يُكَافِئَنِي بِأجرٍ كَامِل .. فَرِحت رَاعُوث بِمَا قَالهُ لَهَا بُوعز .. وَقَالَ لَهَا { عِنْدَ وَقْتِ الأكْلِ تَقَدَّمِي إِلَى ههُنَا وَكُلِي مِنَ الخُبْزِ وَاغْمِسِي لُقْمَتَكِ فِي الخَلِّ . فَجَلَسَتْ بِجَانِبِ الحَصَّادِينَ فَنَاوَلَهَا فَرِيكاً فَأكَلَتْ وَشَبِعَتْ وَفَضَلَ عَنْهَا } ( را 2 : 14 ) .. كَأنَّ الله يَهتَمْ بِالنَّفْس المُجَاهدة وَيُغَذِّيهَا بِنَفْسه مِنْ يَده فَتأكُل وَتَشبع وَيَفضل عَنْهَا .
{ ثُمَّ قَامَتْ لِتَلْتَقِطَ } ( را 2 : 15 ) .. أجمل مَا فِي رَاعُوث جِهَادهَا .. كَانَ مُمكِنْ رَاعُوث تَقُول فِي نَفْسِهَا قَدْ عَرَفنِي بُوعز وَمَدَحنِي يَكفِينِي ذلِك وَلَنْ ألتَقِط بعد بَلْ أستَرِيح .. وَتَتَرَاخَى .. لكِنْ رَاعُوث مُجَاهدة أمِينة أخَذت مُكَافَأة دَفَعَتهَا لِمَزِيد مِنَ الجِهَاد .. كَثِيراً مَا نُجَاهِد وَنَأخُذ مُكَافَأت وَلكِنْ تَكُون النَتِيجة لِذلِك أنَّنَا نَتَرَاخَى وَنُضَيِّع كُلَّ مَا فَعلنَاه وَجَاهِدنَا فِيهِ .. لاَ .. إِثبت فِي جِهادك لِتَنَال مُكَافَأة أكبر وَهيَ أنْ تَتَحِد بِهِ .
فِي سِفر العدد توجد شَرِيعة تُسَمَّى شَرِيعة نَذِير الرَّبَّ وَهيَ أنْ يَنْذِر إِنْسَان نَفْسه فِترة مُعَيَّنة .. هذِهِ الشَرِيعة لَهَا شُرُوط وَهيَ أنْ لاَ يَشْرب خمر وَلاَ يَقُص شَعره وَلاَ يَمِس مَيِّت .. ثَلاَثة شُرُوط إِنْ أخطأ فِي وَاحِدة مِنْهَا قبل تَمَام فِترة النذر يُعِيد النذر مِنْ جَدِيد .. أي لَوْ نَذَر سَنْة وَأخَطأ فِي إِحدى الشُرُوط قبل تَمَام السَنْة يَعِيد السَنْة كُلَّهَا مِنْ جَدِيد .. نَحْنُ أحياناً نَفرح بِتَعْزِية فَنُهمِل بعدهَا جِهَادنَا .. لاَ .. يَجِب أنْ نثبُت وَنَستَمِر .. " ثُمَّ قَامَتْ لِتَلْتَقِطَ " .. مُوَاصَلة لِلجِهَاد بعد التعزِيَات وَعِنْدَمَا قَامت لِتَلتَقِط دَخَلْت المرحلة الثَّانِية لِلجِهِاد الرُّوحِي .
المرحلة الثَّانِية : الجِهَاد بينَ الحِزَم :0
===========================================
{ دَعُوهَا تَلْتَقِطْ بَيْنَ الحُزَمِ } ( را 2 : 15 ) .. رَاعُوث كَانِت تَلْتَقِط فِي الحَقْل .. الآن إِنتَقَلِت لِتَلْتَقِط بينَ الحِزَم .. وَالحِزَم أي مجموعات مِنْ الزرع مُتَجَمِعه مَعَ بعضَهَا .. هكَذَا ينقِلنَا الله مِنْ مَرحَلِة الجِهَاد فِي الحَقْل إِلَى الجِهَاد بينَ الحِزَم عِنْدَمَا يَرَى أمَانِتنَا فِي الجِهَاد .. ينقِلنَا لِدَرَجة أكبر .. يُعْطِينَا جِهَاد أكبر .. أنَا كُنْت أمِين فِي القَلِيل فَيُقِيمَنِي عَلَى الكَثِير كَمَا يَقُول الكِتاب ( مت 25 : 23 ) .. إِنْ كُنْت أمِين فِي تدرِيب رُوحِي أعْطَاهُ لِي أب الإِعتِرَاف أوْ فِي إِنْجِيلِي أوْ ..... آخُذ مُكَافَأة وَينقِلنِي إِلَى مَرحلة أكبر .. ينقِلنِي مِنْ مَجدٍ إِلَى مَجدٍ يِرَقِينِي تَرقِية أعَلَى .. لكِنْ لِلأسف نَحْنُ نَتَوَقف عِنْدَ حَد المُكَافَأة .. لاَ .. لاَ تَتَوَقف .. أُدخُل إِلَى مَرحَلِة الجَمع بينَ الحِزَم .. مَرحَلِة فِيض البَرَكَات وَالصَلَوَات الَّتِي بِلاَ مَلَلٍ وَالأصوَام الَّتِي بِلاَ تَعَب .. مَرحَلِة البَرَكَات المُضَاعَفة وَالجِهَاد المُفرِح .
المَرحَلة الأُولَى جِهَاد بِهِ ألم .. أمَّا المَرحَلة الثَّانِية فَهِيَ جِهَاد مُسْتعذب لأِنَّ النَّفْس تَذُوق غَمرِة صَلاَح الله وَسَخَائه وَعَمَله مَعَهَا .. مَا لَمْ تَكُنْ قَدْ تَذَوَقتَهُ مِنْ قَبْل تَتَذَوَقَهُ فِي هذِهِ المَرحَلة .. { وَأنْسِلُوا أيضاً لَهَا مِنَ الشَّمَائِلِ وَدَعُوهَا تَلْتَقِطْ وَلاَ تَنْتَهِرُوهَا } ( را 2 : 16 ) .. نَحْنُ محفُوظِين فِي الله .. لاَ يَقتَرِب مِنَّا مَنْ يُضَايِقنَا هُوَ يَأمُر لاَ تَنْتَهِرُوهَا .
أمَّا رَاعُوث { فَالْتَقَطَتْ فِي الحَقْلِ إِلَى المَسَاءِ } ( را 2 : 17 ) .. رَاعُوث أمِينة لِلنَهَاية .. عِنْدَمَا جَمَعْت بينَ الحِزَم جَمَعْت أكثر .. كَانَ مُمكِنْ تِجمع القَلِيل ثُمَّ تَتَرَاخَى .. لكِنْ لاَ .. الجِهَاد يُعْطِي لَذَّة فَنُجَاهِد لِلمَسَاء أي إِلَى نِهَايِة العُمر .. لِذلِك نُصَلِّي فِي المَسَاء صَلاَة الغُرُوب لِنَتَذَكَّر نِهَايِة العُمر .. أيضاً نُصَلِّي أُوشِية الرَاقِدِين فِي العَشِيَّة .. " إِلَى المَسَاءِ " أي إِلَى آخر لحظة فِي حَيَاتهَا .. عِنْدَمَا يِرَقِيك الله لِمَرحَلة أكبر لاَ تكتَفِي بَلْ زِد جِهَادك لأِنَّكَ كُلَّمَا زِدت فِي جِهَادك تَأخُذ لذَّة أكبر وَتَفرح أكثر فَتُجَاهِد أكثر .. جِهَاد لَذِيذ وَمُفرِح .. لاَ يوجد إِنْسَان يُصَلِّي وَيَفرح وَيَقُول كَفَى .. لاَ .. الجِهَاد لَيْسَ فِيهِ إِكتِفاء .
الكِمِيَّة الَّتِي إِلتَقَطِتِهَا رَاعُوث كَانِت كَثِيرة جِدّاً لَمْ تَستَطِع أنْ تَحمِلهَا .. فَمَاذَا فَعَلِت ؟ .. { فَخَبَطَتْهُ } .. " خَبَطَتْهُ " أي " فَرَزَتهُ " .. لاَ يُمْكِنْ لإِنْسَان يَجمع وَرَاء الحَصَّادِين صَدَقة وَيَجمع هذِهِ الكِمِيَّة .. لكِنْ رَاعُوث أمِينة فَإِلتَقَطَتْ بينَ الحِزَم هذِهِ الكِمِيَّة الكَبِيرة حَتَّى المَسَاء .. جِهَاد حَتَّى المَسَاء .. أخَذِت مَا جَمَعِتْ وَذَهَبت إِلَى حَمَاتهَا نُعْمِي فَسَألتهَا نُعْمِي { أيْنَ الْتَقَطْتِ اليَوْمَ وَأيْنَ اشْتَغَلْتِ } ( را 2 : 19 ) .. سؤال جَمِيل .. نَسَأله لإِنْفُسَنَا .. أيْنَ جَاهدت اليَوْم وَمَاذَا جَمَعت ؟ مَاذَا حَصَّلت اليْوَم ؟ مَاذَا جَمَعْت مِنْ أعمال رُوحِيَّة ؟ كَمْ وَكَيْفَ شَبَعْت وَأخَذت ؟ فِي أي حَقْلٍ عَملت وَمَاذَا جَمَعْت ؟ مَا الَّذِي دَخَلَ عَقلِي وَقلبِي وَحَوَاسِي ؟ سؤال مُهِمْ لأِنَّ النَتِيجة لِرَاعُوث كَانِت مُفرِحة فَهَلْ هِيَ مُفرِحة لَكَ أيضاً ؟ قَالَت لَهَا نُعْمِي { لِيَكُنْ النَّاظِرُ إِلَيْكِ مُبَارَكاً } ( را 2 : 19 ) .. كَانَ مَظهر رَاعُوث مُفرِح .. هكَذَا الإِنْسَان المُجَاهِد بِهِ إِشعَاع مُفرِح .
فَقَالَت رَاعُوث { فَأخْبَرَتْ حَمَاتَهَا بِالَّذِي اشْتَغَلَتْ مَعَُهُ وَقَالَتِ اسْمُ الرَّجُلِ الَّذِي اشْتَغَلْتُ مَعَْهُ اليْوَمَ بُوعَزُ . فَقَالَتْ نُعْمِي لِكَنَّتِهَا مُبَارَكٌ هُوَ مِنَ الرَّبِّ لأِنَّهُ لَمْ يَتْرُكِ المَعْرُوفَ مَعَ الأحْيَاءِ وَالمَوْتَى . ثُمَّ قَالَتْ لَهَا نُعْمِي الرَّجُلُ ذُو قَرَابَةٍ لَنَا . هُوَ ثَانِي وَلِيِّنَا } ( را 2 : 19 – 20 ) .. بَدَأت نُعْمِي تِعَرَّف رَاعُوث مَنْ هُوَ بُوعز وَهُنَا دَخَلِت رَاعُوث فِي المَرحَلة الثَّالِثة مِنْ الجِهَاد مَرحَلِة مَعرِفة بُوعز .
المَرحَلة الثَّالِثة : التَعَرُّف عَلَى بُوعز :0
============================================
حَتَّى الآن بُوعز فِي نَظر رَاعُوث رَجُل طَيِّب وَحَنُون فَتح لَهَا حَقْلَهُ وَأشبعهَا لكِنْ نُعْمِي قَالَتْ لَهَا لَيْسَ هُوَ رَجُل طَيِّب فقط بَلْ هُوَ ثَانِي وَلِيِّنَا .. هذِهِ هِيَ مَرحَلِة تَعَرُّف رَاعُوث عَلَى بُوعز .. { فَلاَزَمَتْ فَتَيَاتِ بُوعَزَ فِي الاِلْتِقَاطِ حَتَّى انْتَهَى حَصَادُ الشَّعِيرِ } ( را 2 : 23 ) .
مَادَامَ العُمر موجُود وَيوجد نَفْس فِي الإِنْسَان .. الأسرار مُتَاحة وَالإِنْجِيل مَفتُوح فَلاَ تَتَكَاسل بَلْ قُمْ وَجَاهِد أكثر وَالتَقِط .. هَلْ الله يُعْطِيك كُلَّ هذِهِ البَرَكَات وَلاَ تَلتَقِط ؟ .. لاَ .. إِلتَقِط حَتَّى نِهَايِة فِترِة الحَصَاد .
المَرحَلة الرَّابِعة : الإِتِحَاد بِهِ :0
===================================
مَرحَلِة الحِنْطة .. إِنتَهَى الحَصَاد وَبعد الحَصَاد يدخُل الزرع إِلَى البيدر لِفصل الحُبُوب .. { فَنَزَلَتْ إِلَى البَيْدَرِ وَعَمِلَتْ حَسَبَ كُلِّ مَا أمَرَتْهَا بِهِ حَمَاتُهَا } ( را 3 : 6 ) .. بِمَاذَا أمَرِتْهَا ؟ .. قَالَتْ لَهَا حَمَاتهَا كِي تُقَابِلِي بُوعز فِي مخدَعِهِ لاَبُد أنْ { اغْتَسِلِي وَتَدَهَّنِي وَالْبَسِي ثِيَابَكِ } ( را 3 : 3 ) :
اغْتَسِلِي أي المَعمُودِيَّة .. وَفِي حَيَاتنَا اليومِيَّة معمودِيتنَا هِيَ التوبة اليومِيَّة .
تَدَهَّنِي أي الميرُون .. وَفِي حَيَاتنَا اليومِيَّة سُكنَى الرُّوح القُدُس .
الْبَسِي ثِيَابَكِ تِلقَائِي الثِياب هِيَ ثَمر الرُّوح .. أي تظهر عَلينَا أعمال رُوح الله .
هَلْ تُرِيدِينَ أنْ تَدخُلِي لِلمَلِك المَسِيح .. مَارِسِي هذِهِ الثَّلاَثة .. إِغتَسِلِي .. تَدَهَّنِي .. إِلْبِسِي ثِيَابِك .. ثُمَّ أُدْخُلِي إِلَى مخدعه سِرَّاً .. هكَذَا قَالَتْ نُعْمِي لِرَاعُوث .. مَاذَا تَفعل فِي مَخدَعه ؟ .. { فَدَخَلَتْ سِرَّاً وَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ رِجْلَيْهِ } ( را 3 : 7 ) .. النَّفْس الَّتِي تَتَقَابل مَعَ المَسِيح لاَ تَسْتَطِيع أنْ تَتَطَلَّع إِلَى بِهَاءه كَامِلاً فَيَكشِف لَهَا جُزء فقط .. فَمَا الجُزء الَّذِي يَكشِفه لَهَا ؟ يَكشِف رِجْليهِ وَكَأنَّ النَّفْس لاَ تَسْتَطِيع أنْ تَتَطَلَّع إِلَى وَجهِهِِ .. عَلَى قدر مَا تَسْتَطِيع يَكشِف لَهَا .. يَكشِف رِجْليهِ .. كَيْفَ دَخَلِت رَاعُوث لِمخدع بُوعز ؟ دَخَلِت سِرَّاً .
{ فَقَالَ مَنْ أنْتِ . فَقَالَتْ أنَا رَاعُوثُ أمَتُكَ . فَابْسُِطْ ذَيْلَ ثَوْبِكَ عَلَى أمَتِكَ لأِنَّكَ وَلِيٌّ } ( را 3 : 9 ) .. وَكَأنَّ النَّفْس تَقُول لله أنَا مِلك لَكَ فَإِبسِط ذَيْلَ ثَوْبِكَ عَلَيَّ وَاستُرنِي لأِنَّكَ وَلِيٌّ .. الكِنِيسة تَقُول لَهُ أنْتَ وَلِيٌّ إِرْتَبِط بِي لأِنِّي غَرِيبة وَابسِط ذَيْلَ ثَوْبِكَ عَلَيَّ .. إِنِّي أطلُب مِنْ الله أنْ يَتَحِد بِي .. { فَقَالَ إِنَّكِ مُبَارَكَةٌ مِنَ الرَّبِّ يَا بِنْتِي لأِنَّكِ قَدْ أحْسَنْتِ مَعْرُوفَكِ فِي الأخِيرِ أكْثَرَ مِنَ الأوَّلِ } ( را 3 : 10 ) .. أنَا سَعِيد بِكِ .. كَانَ مُمكِنْ لَكِ أنْ تُخَطِئِ السُلُوك وَلاَ تَتعَبِي لكِنَّك جَاهَدتِ بِأمَانة .. { إِذْ لَمْ تَسْعَيْ وَرَاءَ الشُّبَّانِ فُقَرَاءَ كَانُوا أوْ أغْنِيَاءَ . وَالآنَ يَا بِنْتِي لاَ تَخَافِي } ( را 3 : 10 ) .. كَلِمة رَائِعة " لاَ تَخَافِي " .. إِسمعهَا مِنْ الله فِي كُلَّ مَرحَلة تشعُر فِيهَا بِخوف .. { كُلُّ مَا تَقُولِينَ أفْعَلُ لَكِ } ( را 3 : 11 ) .. فِي البِدَاية كَانَ جِهَادِك لِتلتَقِطِي مِنْ محصُول بُوعز .. الآن عَينِك عَلَى بُوعز نَفْسه .. الآن يَا إِلهِي أطلُبك أنْتَ وَحدك .. قَالَ لَهَا بُوعز { لأِنَّ جَمِيعَ أبوابِ شَعْبِي تَعْلَمُ أنَّكِ امْرَأةٌ فَاضِلَةٌ } ( را 3 : 11 ) .
قَالَ لَهَا .. أنَا ثَانِي وَلِي لَكِ وَلَيْسَ الأوَّل .. إِنْ رَفَضَ الأوَّل الإِرتِبَاطُ بِكِ سَأرتَبِطُ بِكِ أنَا .. الكِتاب يَقُول أنَّ بُوعز إِرْتَبَطَ بِهَا .. { فَأخَذَ بُوعَزُ رَاعُوثَ امْرَأةً وَدَخَلَ عَلَيْهَا فَأعْطَاهَا الرَّبُّ حَبَلاً فَوَلَدَتِ ابْناً } ( را 4 : 13 ) .. هذِهِ آخِر مَرحَلة .. مَرحَلِة { أنَا لِحَبِيبِي وَحَبِيبِي لِي } ( نش 6 : 3 ) .. مَرحَلِة الوِحدة وَالثمر .. لاَ أطلُب شِعِير بَلْ أطلُبك أنْتَ .. جَمِيلة النَّفْس الَّتِي تَتَلذَّذ بِالله فَلاَ تطلُب شِئ غيره .. إِنْ كَانَ يوجد شِعِير أنَا لاَ أطلُبه .. وَإِنْ كُنْت فِي الحَقْل إِلَى المَسَاء لَنْ أتَرَاخَى حَتَّى أدخُل إِليهِ مَخدعه .. أنَا أُرِيد أنْ أدخُل لِخَفَاءك وَتَبسِط ذَيْلُكَ عَلَيَّ .. مَرحَلِة جِهَاد لَيْسَ لأِجل تعزِية أوْ شَبع ذَاتِي أوْ سُرُور بَلْ مِنْ أجله هُوَ .
إِسْأل نَفْسك فِي أي مَرحَلة أنْتَ ؟ فِي مَرحَلِة الحَقْل ؟ كُلِّنَا فِي مَرحَلِة الحَقْل لكِنْ هَلْ جِهَادك يِلفِت نَظر الله ؟ أنَا فِي الحَقْل جِئت ألتَقِط كَصَدَقة أم أتَعَامل مَعْك بِتَكَبُّر ؟ تَخَيَّل أنَّكَ شَحَّاذ وَتَتَكبَّر وَتَتَرَاخَى وَتَقُول أنَا أُصَلِّي وَلاَ أشعُر بِشِئ لأِنَّ الله لَيْسَ إِله لَطِيف وَحَنُون .. لاَ .. يَكفِي أنَّهُ يُعْطِيك نِعمة .. يَكفِي أنَّ الله سَمَحَ لَكَ بِالجِهَاد فِي حَقْله .
توجد نِفُوس كَثِيرة لاَ تُعْجب بِالجِهَاد .. يَكفِينَا أنَّهُ يترُكنَا نُجَاهِد فِي حَقْله .. هُوَ يَقُول لَكَ تَعَالَ .. أنَا أُخبِرتُ بِكُلِّ مَا فَعْلت .. إِنْ كَانَ جِهَادك جَيِّد سَيَقُول لَكَ لاَزِم فِتيانِي وَحَقْلِي وَاشرب مِنْ ينبُوعِي .. فَأُسجُد لَهُ فَيُدخِلك فِي مَرحَلِة الحِزم وَعِنْدَمَا يَجِدك أمِين فِي جِهَادك يُدخِلك لِلبيدر فَكَلِّمه بِإِتِضاع وَقُلْ لَهُ إِبسِط ذَيْلُكَ عَلَيَّ .. أُطلُب الإِرْتِباط بِهِ هُوَ وَحدَهُ وَادخُل مَخدعه فَتَكُون النَتِيجة ثَمر المَسِيح .
رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته
لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين