العظات
كهنوت العهد الجديد الجمعة الثالثة من شهر أمشير
تعودنا الكنيسة يا احبائى فى نياحة آبائنا البطاركة تقرأ علينا فصل من بشارة معلمنا يوحنا اصحاح عشرة عن الراعى الصالح وتقرأ علينا مزامير عن الكهنوت تلاقى مزمور عشية يقول كهنتك يلبسون العدل وأبرارك يبتهجون من أجل داود عبدك هيأت سراجا لمسيحى وعليه يظهر قدسى تلاقى مزمور باكر انهاردة يقول لك اقسم الرب ولن يندم أنك أنت هو الكاهن إلى الأبد على طقس ملكى صادق الرب عن يمينك لذلك يرفع رأسك عايز أتكلم معاكم شوية عن الكهنوت . الكهنوت ده عمل الهى ورئيس الكهنة ده ممثل لعمل المسيح على الأرض من العهد القديم ولقينا ربنا يقيم كهنة من أجل خدمة الشعب يقدموا ذبائح يقوموا بالمراسم الطقسية عشان يبقى فيه شئ من اللياقة شئ من الترتيب فيه شئ من النظام فيه شئ من احترام للرتبة فيه شئ من الأحترام للمذبح فيه شئ من احترام للذبيحة لئلا تتداخل الاختصاصات يبقى من شأن أى أحد يبخر ومن شأن أى أحد يقدم ذبيحة ومن شأن أى أحد أنه يقيم نفسه كاهن على الشعب لكن لا جه كدة خلى فيه سبط بقى ده سبط الكهنوت اللى هو سبط لاوى أيام موسى النبى هارون هو رئيس الكهنة أيه يعمل أيه هو اللى يرتب أمور الذبائح وأمور الكهنة وشؤنهم وتنظم خدمتهم وكان يعول لهم طريقة للخدمة بحيث يبقوا فرق والفرق دى تبقى تدخل الهيكل بنظام بترتيب وقرعة يعنى جوة الكهنوت نفسه معمول نظام لقينا بعض الناس فى العهد القديم معترضين على هذا الكلام لقينا فى سفر العدد اثنين واحد اسمه قورح وواحد اسمه داثان قال لهما رون قال له يعنى أنت أحسن مننا فى ايه وايه يعنى الكهنة أحنا نقدر نقدم بخور هنجيب شوارى ( جمع شورية ) ونملاها بخور ونقف نبخر عند باب خيمة الاجتماع ونشوف الناس ونقيم نفسنا كهنة زينا زيكم فموسى صلى لربنا وصرخ وسجد على الأرض لغاية ما ربنا قال له طيب هاتهم عند باب خيمة الاجتماع ولقينا ان قورح وداثان ده للأسف فيه ناس عجبهم الكلام كان 205 واحد وقفوا قدام باب خيمة الاجتماع عشان خاطر يبخروا ويقيموا أنفسهم كهنة لقينا ربنا عمل ايه شق الأرض وبلعهم شق الأرض وبلع قورح وداثان وال 250 واحد معاهم ليه عشان أخذوا نصيب عمل الكهنوت عمل الكهنوت الله يحميه عمل الكهنوت الله يدبره عمل الكهنوت هو عمل الهى ان كان يقيم عليه الله بشر إلا أنهم يقومون بعمل الهى وخدمة الهية شفنا برضه موقف لشاول الملك كان متواعد مع صموئيل النبى أنهم هيقدموا ذبيحة والشعب كله متجمع بس صموئيل النبى أتأخر عليه شوية فلما صموئيل النبى أتأخر عليه شوية لقينا شاول قال يعنى مفيش مشكلة أقدم أنا الذبيحة لقينا شاول اتسرع وقدم ذبيحة جه صموئيل لقى الذبيحة اتقدمت قال له ايه اللى عملته قال له ولا حاجة لقيتك أتأخرت قلت أقدم أنا الذبيحة يعنى مش هيجرى حاجة كبيرة يعنى قال له ازاى أنت اتحمقت ( بقيت أحمق ) هوذا الرب قد رفضك ايه ده للدرجة دى قال له طبعاً قال له هوذا الاستماع أفضل من تقديم الذبائح والطاعة أفضل من شحم الكباش هوذا الرب قد رفضك ليه تسرع شفنا واحد ملك فى العهد القديم اسمه عزيا برضه أمام نفسه وعمل الكهنوت لقينا ربنا ضربه بالبرص الله يدافع عن كهنوته اختار الله فئة عشان تقوم بخدمته طيب جينا بقى فى العهد الجديد . فى العهد الجديد ربنا يسوع المسيح هو رئيس الكهنة ربنا يسوع المسيح هو الكاهن الحقيقى وممكن تقول عليه انه هو الكاهن الوحيد أيوة يسوع هو الكاهن الوحيد لكن فيه ناس بتقام على طقسه على رتبته بتقام كوكلاء له عشان يقوموا بعمله ويقوموا بوظيفته ده عمل الكهنوت فى العهد الجديد كهنوت العهد الجديد هو كهنوت السيد المسيح بذاته وكل ما يعمله الكاهن هو نائباً عن السيد المسيح فى فعله فى صلاة القداس الكاهن يمثل المسيح ولما بيقدس الاسرار ولما بيوزع الذبيحة بيقول خدوا كلوا لأن هذا هو جسدى اللى بيناول هو المسيح واللى بيقدس الاسرار هو المسيح اللى بيعمد هو المسيح فأصبح عمل الكهنوت ده عمل يخص المسيح عشان كدة لما نقرأ الآية فى وجود أحد الرتب الكهنوتية زى رئيس الاساقفة كبطرك أو الاسقف ويتقال المزمور بتاع أقسم الرب ولن يندم أنك أنت هو الكاهن إلى الابد على طقس ملكى صادق ده لا يقال للبطرك ده مش للبطرك لأن مش معقول أحنا نقول للبطرك أنت كاهن إلى الابد البطرك حياته بتزول أمال دى عبارة لمين دى للمسيح أنت الكاهن إلى الابد على طقس ملكى صادق وطبعاً أنتم عارفين ملكى صادق ده اللى كان اتقابل معاه أبونا ابراهيم فى العهد القديم بعد ما رجع من معركة كدر لعومر ولقى راجل ملك طلع له كدة غريب ما يعرفهوش ما يعرفش له نسب ما يعرفش له أب ما يعرفش له أم ما يعرفش حاجة عنه لقى كدة ملك جاهل طلع ومعاه ذبيحة خبز وخمر أول مرة فى العهد القديم تسمع عن الخبز بل كنا اول مرة نسمع عن الخبز والخمر ولقينا ان أبونا ابراهيم بيقدم له العشور طيب يبقى مين كهنوته أعلى أبونا ابراهيم كان فى صلبه سبط لاوى اذن سبط لاوى بيقدم العشور لملكى صادق يبقى ملكى صادق هو الرتبة الأعلى وذبيحة ملكى صادق مختلفة وكهنوته لا يزول لأنه ليس له بداية ولا نهاية فصار ملكى صادق ده رمز لكهنوت السيد المسيح وأصبح الكاهن فى العهد القديم هو امتداد لكهنوت ملكى صادق اللى بيقدم ذبيحة خبز وخمر اللى كهنوته لا يزول ولقينا ربنا يسوع بيتقابل مع مجموعة من اللى بيختارهم ويقول لهم اذهبوا بشروا عمدوا اغفروا اذ هم إعطاهم سلطان من غفرتم لهم خطاياهم غفرت لهم ومن أمسكتموها عنهم أمسكت ايه ده سلطان اداهم سلطان واداهم ارسالية واداهم وظيفة واداهم أماكن ده تمكين للآباء الرسل و التلاميذ عشان يكونوا دول ايه بداية امتداد كهنوته فى العهد الجديد عشان يبقى ايه عمل المسيح ممتد عبر الازمان مش ممكن ربنا يسوع المسيح يختار مجموعة ويقول لهم من غفرتم لهم خطاياهم ويبقى كهنوت المسيح يبقى اللى عاشوا فى العصر ده بس يتمتعوا بغفران الخطايا مش معقول يكون ربنا يسوع المسيح قصر التاريخ كله على عشرين ثلاثين سنة واحد ليعيشهم أثناء الآباء الرسل لا المسيح لما قال كل تعاليم المسيح يا احبائى تعاليم خالدة تعاليم فوق الزمن تعاليم دائمة تعاليم أبدية وكل ما فعله شخص رب المجد يسوع خرج فوق حدود الزمن وأخذ فعلاً ابديا فالتجسد صار تجسد ابدى والصليب صار صليب ابدى والقيامة قيامة ابدية لأن المسيح فتح لنا الأرض على السماء بعمله الخلاصى فأصبح فيه كهنوت فى العهد الجديد بيقوموا بنفس عمل شخص ربنا يسوع المسيح وبيبقى لهم تمكين المسيح وسلطان المسيح مش من شخصهم لكن من شخصه هو ناس تقول لك لا أحنا ما نخليش وسيط بيننا وبين المسيح ناس تقول لك أحنا كلنا كهنة طيب ما هو أحنا الكهنوت بتاعنا كل واحد فينا يتقال عليه كاهن . كاهن لأنه هو انسان بيقف قدام ربنا بيصلى يرفع ايده بيقدم ذبائح العبادة بتاعته الانسان اللى بيقف ده رافع ايده ده بيقدم كأنه بيقول مع معلمنا داود النبى ليكن رفع يدى كذبيحة مسائية ففى كهنوت بتاعنا بتاع ان احنا بنقدم ذبائح من انفسنا لكن ده مش هو الكهنوت بتاع الوظيفة زى بالظبط لما يقول جعلنا له ملوكاً وكهنة لله ايه اقرأ الكلام ده فى سفر الرؤيا الاصحاح الأول جعلنا له ملوكاً وكهنة احنا ملوك آه احنا ملوك الملك اللى هو ايه الملك هو اللى بيتسيد الملك اللى هو يبقى قوة الملك اللى هو يبقى أعلى من باقى الناس أنت فى المسيح يسوع أنت سيد وأنت قوة وأنت أعلى من باقى الناس لكن ده على مستواك أنت الشخصى لكن أنا ما أقدرش أقول لك ان تبقى ملك على باقى الناس كذلك فى الكهنوت جعلنا له ملوكاً وكهنة من كل الناس ملوك مش معقول واحد ياخد النص ده من الكتاب المقدس ويفرض نفسه ملك على باقى الناس ويقول لهم الانجيل بيقول أنا انه ملك ما هو اللى يقول ملك يقول على نفسه أنه كاهن لأ الملك ده لفئة معينة والكاهن ده لفئة معينة والكاهن يا احبائى هو تمكين لعمل المسيح ونائب على عمل وهو وكيل لاسرار الله هو مش صاحب الاسرار الكاهن لا يعطى هو نفسه الغفران لكنه يقدم غفران المسيح الكاهن هو نفسه انسان تحت الضعف لما بتروح تعترف للأب الكاهن بيحط الصليب على راسك وبتاخد بركات الصليب المتجددة إليك من بركات خلاص المسيح بيقول له أنت اللى قطعت رباطات خطايانا من قبل آلام ابنك الشخص ده بيقول له باركه طهره حاله يبقى مين المسيح هو اللى بيصعد الاسرار هو الفاعل فى أسراره امال الكاهن بيعمل ايه مجرد وكيل لاسرار الله واحد من الآباء القديسين قال لك لما تروح تعترف عند الأب الكاهن لازم يكون كاهن كويس جداً اللى بياخد اعترافك هو السيد المسيح والكاهن يقول على نفسه كدة ما أنا إلا شاهد على توبتك مين اللى بيدى الخلاص مين اللى بيدى الغفران مين اللى بيدى الحل هو شخص ربنا يسوع المسيح أمال الكاهن ايه الكاهن مؤتمن الكاهن وكيل زى بالظبط كدة لما يبقى واحد عنده شركة ولا مصنع الشركة شركته والحاجة حاجته والفلوس فلوسه بس بيقول لفلان أنت أمسك المكان ده دبره ( قم بادارته ) هات موظف بيع حط النظام بتاع الدخول والخروج و ... و ... لكن هيجى فى يوم يقول لك هات الحساب هات حساب وكالتك والكاهن مؤتمن على اسرار الله اذن يا احبائى لا بد ان أحنا نبقى مدركين ان الكاهن ده عمله عمل المسيح بشخصه لما تسمع كاهن كأنك تسمع المسيح لما تتعامل مع كاهن أنت مش بتقبل يد شخص لأ تجعله شخصياً الأمر أنت تقبل يد المسيح وتقبل اليد التى تحمل المسيح لما بتطيع أنت بتطيع كلام المسيح طيب الكاهن ما هو شخص ازاى تقول كدة يقول لك ما هو حاول ان انت تدرك حتة انه وكيل للمسيح بيتكلم بكلام المسيح ويعلم بتعاليم المسيح وينذر بانذارات المسيح وينادى بالتوبة كأنه بلسان المسيح بيقوم بعمل المسيح واحد من الآباء القديسين مار افرام السريانى كان يقول أعطى الكرامة اللائقة للكاهن كوكيل لاسرار الله و لا تتأمل كثيراً فى أعماله لأنه من حيث طبيعته فهو انسان ولكن من حيث رتبته فهو ملاك وبالرحمة صار وسيطاً بين الله والناس أعطى الكرامة اللائقة للكاهن اذن يا احبائى عمل الكهنوت فى الكنيسة اللى بيتمجد واللى تملى الكنيسة بترفعه ده عمل يمثل عمل المسيح لما يجى البطرك ولا الاسقف يدخل الكنيسة يقولوا له الحق ايت ازمارؤت ايت ازمارؤت ده بمعنى ايه مبارك الآتى باسم الرب هو ده ايت ازمارؤت طيب من المبارك باسم الرب اتقالت لمين دى اتقالت للمسيح فأنت بتتعامل مع الكاهن على أنه مؤتمن من الله وله وكالة من الله وله سلطة من الله وله أمانة من الله أما عن أمانته فى عمله فهذا شئ بينه وبين الله أما ان الله سيحاسبه على أعماله وسيحاسبه على تقصيراته وسيحاسبه على تعبه ويكافئه على اتعابه هذا أمر من عند الله عشان كدة هيجى فى الآخر يقول له ايه يقول له بقى كان انسان مسافر وأعطى عبيده واحد وزنة وآخر وزنتين وآخر خمس وزنات واللى منكم بيحضر صلاة انتقال كاهن أو نياحة كاهن يلاقى الانجيل ده هو اللى بيتقرا فى نياحة الكهنة بيجى بالوزنات أعطى وزنات تاجر بقى ولا ايه ولا عملت ايه طيب تاجرب برافو يالا بقى ايه نعما أيها العبد الصالح الأمين كنت أميناً فى القليل أقيمك على الكثير أدخل إلى فرح سيدك اذن هو ايه هو وكيل على أمانته أعطيت له من قبل الله ده يا احبائى عمل الكهنوت فى الكنيسة وده كرامته وده دوره عشان كدة تلاقى الكنيسة لما يجى بطرك لازم تقرأ قراءة البطرك طيب مع قديس يقول لك البطرك أعطى تقول له يعنى النهاردة فيه راجل قديس برضه شيخ أقام ميت زى ما قرأنا كدة فى السنكسار يقول لك لا نأخذ قراءة البطرك تقول له بس ده راجل دخل الوليمة ما الطفل مات والراجل صاحب البيت قال طيب أعمل ايه ده الولد ده جانى بعد كبر حطه فى رجل القديس ده وهو على رجله وقال له يا رب أنت رئيس الحياة أقم الولد والولد قام طيب المفروض انهاردة يكون القديس ده يكون عليه الترتيب كله يقول لا الرتبة الكنسية بتعلمنا كدة يا احبائى عشان كدة علينا ان أحنا نقول له نشكرك يا رب على عطيتك أنت بتدينا كهنوتك بتدينا مذبحك بتدينا اسرارك بتدينا غفرانك بتدينا تجسدك احنا نمجدك يا رب لأن أنت من كتر محبتك للعالم لم تدعنا معوزين لشئ من أعمال كرامتك ربنا يتمم نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد أبدياً آمين .
أنتم أقضل من عصافير كثيرة الجمعة الثالثة من شهر طوبة
تقرأ علينا الكنيسة يا احبائى فصل من بشارة معلمنا لوقا اصحاح اثنا عشر بيقول لنا متخافوش بيقول كدة أليست خمسة عصافيرتباع بفلسين وواحد منها ليس منسياً أمام الله بل شعور رؤوسكم أيضاً جميعها محصاة فلا تخافوا أذن أنتم أفضل من عصافير كثيرة ربنا عايز يعلمنا بالخليقة عايز يطمئنا عايز يدينا اثباتات عايز يشجعنا فيقول لنا أيه فبيقول شوفوا العاصافير قد أيه مطمئنة قد أيه هادئة قد أيه سعيدة دروس عايزين نتعلمها من حكاية العصافير ديه ثلاث حاجات أول حاجة قد أيه هو كائن ضئيل جداً لكن معروف جداً لدى الله كائن ضئيل جداً وتقريبا مالوش قيمة لكن معروف جيداً لدى الله ثانى حاجة عايزين نتعلم منه الثقة والتسليم ثالث حاجة عايزين نتعلم منه الفرح والتسبيح تملى العصافير تلاقيها طايرة فرحانة كدة وتغرد أول حاجة طائر ضئيل جداً العصفور ده حاجة تافهة يعنى اللى يحط دماغه يصطاد عصافير يجيب نبلة كدة ولا حاجة يروح بعشرين ثلاثين عصفورة ممكن حتى بايده كدة يمسكهم اللى عايز يعنى فكان يعنى يتباع كدة الواحد بفلس يعنى حاجة تافهة قوى زى المليم كدة وبعدين يجوا يلاقوا مفيش بيع قوى يقولوا خلاص الاثنين بفلس يعنى كدة خصم نص القيمة وبعدين يلاقوا مفيش بيع قوى يقولوا أيه طيب الخمسة بفلسين عمال كدة ينزل فى القيمة الخمسة بفلسين يعنى العصفورين بفلس وعصفورين بفلس ويدى واحد فوق البيعة أذن طائر ضئيل مالوش قيمة قال لك العصفورة اللى فوق البية ديه اللى أنت واخدها من غير قيمة ديه دى عند ربنا غير منسية وبعدين يقول لك أنتم من عصافير كثيرة أذا كانت العصفورة ديه مش منسية عند ربنا يقول لك واحدة منها لا تسقط إلا باذنه مفيش عصفورة تقع آه مفيش واحدة عصفورة فى الكون ده كله منسية من ربنا مفيش واحدة ماتت جعانة لا أبداً عايز يقول لك مفيش حاجة منسية عند ربنا أحذر إن تحسب نفسك مهملاً من الله العصفور بيقول لنا أوعوا تفتكروا ان أنتم منسيين من الله العصفور بيقول لنا أوعى تعتبر نفسك ان أنت مجهول عند ربنا أو مالكش قيمة عند ربنا ومنسى من ربنا أو مش موضع عناية ربنا العصفور بيعلمنا بيقول لنا أيه أفرحوا بالهكم اللى معتنى بكم وان أنتم أفضل كمان من العصفور لأنكم خليقة ناطقة عاقلة تمجد الله أنتم أفضل من عصافير كثيرة ياما عدو الخير يجيب لك شعور ان ربنا مايعرفكش لا يعرفك وان ربنا ناسيك وان ربنا هاملك وان أنت واحد فى وسط مليارات البشر ربنا يعرفك ازاى وازاى أنت معروف عند ربنا وازاى موضع اهتمامه ومحبة ربنا أنت منسى أنت متروك ياما نسمع يقول لك ان ربنا نسانى بيحصل وبيحصل ربنا طاردنى أصل بيحصل وبيحصل ويجى ربنا أنتم أفضل من عصافير كثيرة ده ربنا ده مصدر كل عناية ومصدر كل اعتناء ومصدر كل نعمة يقول لك طوبى لجميع المتكلين عليه لأنه هو قال لا أهملك ولا أتركك أدراكنا يا احبائى بمحبة ربنا لنا والخاصة بنا والشخصية اللى تمس أدق تفاصيل حياتنا الله المعتنى بكل أحد كائن ضئيل لكن معروف عند ربنا صحيح ان ربنا ده إله عظيم جداً لكن كمان بيقول لك عظمة الاله تظهر بعنايتة بالكائنات الضئيلة حتى يقولوا على البشر يقول لك عايز تقيس عظمة انسان شوفه بيتعامل ازاى مع البسطاء شوفه بيتعامل ازاى مع الغلابة شوفه بيتعامل ازاى مع الناس اللى مالهمش حد عظمة الانسان بتقاس باهتمامه بقليلى الشأن عظمة الله أحنا مانقدرش نقول تقاس لأنها عظمة لا تقاس لكن عظمة تثبت باهتمامه بالامور القليلة تعالى كدة شوف العصافير ده لو درست فى علم الحيوان العصافير ديه تلاقى منها مائة ألف نوع ياه آه اللى ريشه مش عارف ازاى اللى ملون أيه واللى عامل أيه واللى صوته أيه . أيه كل ده واللى رجله معمولة ازاى وده أجنحته عاملة ازاى وده اللى قدرته على الطيران عاملة ازاى وده بياكل أيه ده ربنا فى العصافير بس طيب مين واخد باله من كل ده طيب اذا كان كل ده ربنا واخد باله يقول لك أيه أنتم أفضل من عصافير كثيرة ده أنت لو جبت عصفور كدة وحطيته وقعدت تبص له تتعلم منه دروس كثيرة تقول له ياه مطمئن وهادى كدة ومش عارف حاجة عن نفسك أيه ولا هتعمل أيه ولا هتاكل أيه مين المعتنى بك عشان كدة أحنا نصلى لربنا ونقول له أنت المعتنى بكل أحد فى القداس نصلى نقول الساكن فى الأعالى والناظر إلى المتواضعات فى فهم بعض الناس أنها الناس المتواضعين لا مش الناظر إلى الناس المتواضعين المتواضعات يعنى الاشياء القليلة القيمة متواضعات الاشياء العديمة القيمة الله ناظر إلى المتواضعات ناظر إلى عشب البحر ناظر إلى كائن صغير ناظر إلى حشرة قليلة ناظر إلى نملة ناظر إلى أدق أنواع الخليقة الغير مرئية يعمل بها أيه يعتنى بها الله معتنى بكل أحد كائن ضئيل لكن له قيمة أوعى تشعر ان أنت ضئيل فى عينى ربنا لأن يوم ما تحس ان أنت ضئيل فى عين ربنا أنت كدة بتقلل من شأنه هو أنت صورة الله . الله قد جعل اسمع عليك ومجده عليك فاذا كان أنت بالعظمة دى يبقى أنت موضع محبة ربنا ليه يقول لك صرت عزيزاً فى عينى الرب مكرماً أنت مكرم فى عينى الرب مكرماً مكرم كائن قليل آه لكن له قيمة كبيرة ده يقولوا ان الحاجات الغير مرئية كائنات كثيرة جداً يعنى لو جبت كدة ضوء شديد قوى دلوقتى وسلطته فى مكان هتلاقى حشرات رفيعة ماشية كدة أيه ده طيب مين واخد باله من الحاجات دى أوعى عدو الخير يجيب لك شعور ان أنت مش معروف عند ربنا وان أنت مش موضع عناية ربنا وأنت منسى من ربنا ومتروك من ربنا لا ده انا معروف لديه بكل تفاصيل حياتى لما يقول شعور رؤوسكم جميعها محصاة ياه مين فينا يعرف عدد شعر رأسه قد أيه الله يعلم عنك ما لم تعلمه انت بكثير الله يهتم بما لا تهتم به أنت عن نفسك الله يؤمن لك ويحفظك من امور أنت تجهلها أول حاجة العصفور كائن ضئيل لكن معروف عند ربنا نتعلم من العصفور حاجة ثانية التسليم والايمان أيه العصفور ساكن فين مالوش مأوى أمال بيبات فين يبنى عش صغير كدة ويحب الأماكن الضيقة مايبنيش عش كبير لو هما أربعة يبقى على قدهم بالظبط شوف كدة جسمهم يترص أزاى واحد اثنين ثلاثة أربعة ويروحوا قافلين على نفسهم كدة ويعتمدوا على انهم ياخدوا دفء من أنفسهم ميحبش الأماكن الواسعة يقول لك أعمل به أيه على قدنا كدة زادوا أثنين ثانى يروحوا موسعين العش شوية بس يعلمك أيه العصفور ده الله المعتنى بك ثق فيه طيب لما يجى ياكل أكله فين مالوش أكل مالوش مكان معين ياكل منه أمال ياكل أيه وهو طاير كدة يشوف أى مكان فيه حبوب ينزل كدة يلقط له ثلاث أربع حبايات على قد فمه الصغير وعلى قد جوفه الضيق يشبع وخلاص ويطير يا عم خدلك شوية بالمرة ده فيه كوم كبير لا لا قالك أيه قالك لا يجمع إلى مخازن طيب هتعمل أيه بكرة لأ ماعرفش هعمل أيه بكرة طيب العش اللى أنت قاعد فيه ده لو جاء شوية ريح طيب لو طلع لكم حيوان فوق كدة وافترسكم ده أنتم ممكن يطلع لكم قطة تاكلكم والا مطمئن مطمئن أزاى ما فيه غدر فى الطبيعة آه فيه غدر لكن بقى ربنا يحفظنا هو اللى ربنا عايز يعمله تلاقيه لا يحب المخازن لا يحب القنية ماعندوش حاجة تقلقه ليه ده هو يلتقط ما يحتاج ويطير ثقة وتسليم فى ربنا درس مهم جداً يعلمه لنا يقول لك ثق فى الله أنه يعتنى بك ثق فى الله ان الله يقول لك يعطيك طعاماً فى حينه الحسن فهو الرازق وهو معطى جميع الخيرات تصوروا يا احبائى بقى لما العصفور ده يكون عنده ثقة فى ربنا أكثر من الانسان ساب أيه بقى لعقل الانسان أتارى عقل الانسان فى كثير الأحيان يبقى ضده مش معاه أحياناً كثيرة يا احبائى القدرات اللى ربنا أعطاها للانسان من تفكير وخيال وأبداع ونضج يكون عكس الانسان لأن الانسان مش بيضع حياته فى يد ربنا لكن بيضع حياته فى يد نفسه طيب عايز ياخد ثقة بالنفس مابيلقيش يقول كدة لو جيت تاخد ثقة فى نفسك فى حاجة قرشين تحوشهم تلاقى نفسك ممكن يجى لك ظرف صغير قد كدة يضيع كثير طيب تاخد ثقة فى نفسك ازاى تعرف علاقات ناس مهمة تلاقيهم بين يوم وليلة أتشالوا ومشوا أتقلبت عليهم اللى دخل السجن أيه طيب أمال ثقتى فين أوعى تاخد ثقتك من حد أوعى تتكل على غير ربنا لا أنت المفروض تتعلم من العصفور والكائن الصغير ده ازاى تحمل قوة الايمان برصيد اللى يخليك تتحمل مشقات الحياة فى ثقة فى الله يدبر حياتك أنت اللى لك وعد بالملكوت ده انت اللى على صورة الله ومثاله ده انت المخلوق المميز عند ربنا ده انت اللى ربنا جعل فيك بهائه وجماله وكماله وصورته ومجده ده انت اللى وارث الملكوت قال لك لا تخف أيها القطيع الصغير لان أباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت عشان كدة أقدر أقول لك كدة العصفور ده بيوبخ الانسان قوى . الانسان عايز يجمع لنفسه قوت وخير لسنين عديدة والعصفور عايز ياخد بتاع الوجبة بتاعت دلوقتى بس الانسان عايز يسكن فى أماكن مزينة متسعة الانسان عايز يؤمن نفسه كثير ومشغول على نفسه قوى والعصفور مش مشغول على نفسه خالص والعصفور عمال يرتفع وعايش فى اطمئنان وكان الانسان كل ما يحاول ياخد اطمئنان من نفسه ياخد قلق أكثر كل ما يبتدى يؤمن نفسه بنفسه يجد أنه فى سراب آه ربنا عايز يعلم الانسان كدة لدرجة أنهم يقولوا كدة ان العصافير ممكن يجى عليها أيام من أجل البرد القارس متقدرش تخرج فيبقى اليوم ده ماتكلش فيه يقول لك اليوم اللى ماتاكلش فيه الله يعطيها قدرة على تحمل الجوع ولا تشعر بالجوع قد كدة يقول لك آه ده فيه أحياناً بعض الكائنات من الطيور ديه لما يكون مش قادرة تطير مجرد بيفتح فمه بتدخل له حشرات صغيرة من الكائنات الغير مرئية اللى كنا بنقول عليها من شوية الكائنات الصغيرة ديه هى اللى بتطعمه تدخل جواه تدى له شبع الله يا احبائى مدبر الكون بشكل عجيب بس أحنا اللى كثير بنقلق وكثير بنخاف وكثير بنفكر وكثير بنحاول نشوف نعمل أيه عشان نؤمن بكرة العصافير لا تجمع أكثر مما تحتاج وتكتفى بقوتها الوقتى أتعلمنا درس الدرس .
الثالث والأخير الفرح والانطلاق تلاقى العصفور كدة منطلق يغرد تسمع صوته كدة تنبسط أيه ده مبسوط صوت موسيقى جميل أيه ده على أيه يقول لك ما هو أصل اللى عنده نمرة واحد واثنين يبقى عنده ثلاثة واحد أيه ان أنا موضع عناية ربنا اثنين ان أنا عندى ثقة وتسليم فى ربنا اللى عنده شعور ان ربنا معتنى به واللى عنده ثقة فى ان ربنا بيقوده ويعوله عنده تسليم كامل لربنا تلاقيه فرحان ومطمئن والفرحان يعمل أيه يغرد أمسرور أحد بينكم يرتل ليه هو كدة التسبيح بيشفى النفس التسبيح بيعبر عن الفرح الداخلى مش عايل هم العصفور مش عايل هم واثق فى ربنا ان ربنا بيعتنى به عشان كدة تلاقيه تمللى بيحلق فى آفاق عالية واللى بيحلق فى آفاق عالية ده تلاقيه باصص للأمور بتاعة الأرض على أنها أمور قليلة أهو أحنا كدة لو أرتفعنا فوق هموم الأرض هنلاقى أمور الأرض دى أمور قليلة اللى كنت بتهتم به قوى زمان ومشغول به جداً جداً أول لما ترتفع تبص تلاقى الأمور ديه بقت أيه بقت قليلة المال بقى قليل وحب السلطة بقى قليل والزمن كله بقى قليل وأبتدت الأبدية توضح وأبتديت تعرف ان أنت عايش حياة قليلة تقول قليلة أيه ده العمر أقول لك عمر أيه ده أنت لو طلعت فوق شوية العمر ده كأنه نقطة لو طلعت فوق شوية تلاقى البلد كلها دى تمثل بالنسبة لك نقطة صغيرة تطلع فوق أهو العصفور بيعلمنا كدة أول لما تحلق فى السماويات تصغر أمور الأرض وتبص تلاقى نفسك لما ترتفع تبص تلاقى أمور كنت مشغول بها قوى تبقى مش معتنى بها للدرجة عايز يقول لك انا مفيش حد قوى عايز يقول لك أفرح عايز يقول لك رنم عايز يقول لك سبح ليه مش مشغول بحاجة الانطلاق من الذات يا احبائى والاتجاه نحو الله هو ده الفرح الحقيقى اللى ربنا عايز يخلى الانسان يعيشه عشان كدة العصفور ده يدعوك للتفاؤل يدعوك للفرح يدعوك للتسبيح يدعوك للنشاط تعالى كدة قول لى بالليل فين العصافير لا خلاص بترتاح تيجى فى الصبح بدرى مع أول ضوء أول ناس تحس بيهم أنهم صحيوا أيه العصافير طيب صحيوا تعمل أيه طيب ده أنت عندك يعنى مانتش عايل هم لحاجة أساساً الناس دى بتصحى بدرى رايحة الشغل ولا حاجة أنهم تلاقيهم رايحين مهمومين وتعبانيين وحزانى تلاقى كدة الوشوش الصبح كدة الناس طيب أنتم صاحيين بدرى قوى كدة عمالين تسبحوا يقول لك آه ما هو أحنا مرتفعين أول ما الانسان يا احبائى يرتفع فوق هموم الأرض يلاقى نفسه كدة فى حالة سلام وفرح وتسبيح وتغريد يا سلام على الكنيسة لما تقول قوموا يا بنى النور لنسبح رب القوات .
ناس فرحانة ناس بتسبح ربنا العصفور ده الصبح يسبح بمجد لخالقه يعبر عن بداية يوم جديد يوم مشرق يوم مفرح يوم كله أمل يوم كله فرح بربنا آدى الانسان يا احبائى وغرض شركة الله انه يخليه يبقى عامل زى العصفور كدة اللى فرحان والضلمة مابيحبهاش العصفور مايرتحش بالليل ومايعرفش يطير بالليل الانسان الروحى ميحبش الضلمة مش الضلمة بمعناها بتاعت بالليل اللى هى بعد الساعة كذا لا الضلمة اللى هى الخطية عشان كدة الكتاب المقدس بيقول لستم من ليل يعنى أيه لستم من ليل ده أنت يا رب يسوع مولود فى عز الليل ده أنت أتولدت فى نص الليل يقول لك لا قصدى الليلى اللى هو غياب النور لستم من ليل ولا من ظلمة ومعلمنا بولس الرسول يقول لك لا تشتركوا فى أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحرى وبخوها بيتكلم على أعمال الظلمة اللى هى أيه الليل لستم من ليل أهو أنت كدة خليك زى العصفور بلاش تحب الليل حب النور خلى وجودك مشروط بالنور زى العصفور كدة تلاقى نفسك أيه مع النور تلاقى أنت كدة فى نور المسيح تحب تعيش فى نور الوصية تحب تعيش عشان كدة العصفور بيدعونا بيقول لنا النهاردة لا تهتموا بيدعونا بيقول لنا ارتفعوا بيقول لنا لا تحبوا اعمال الظلمة عايز يقول لك خد ما تحتاج وليس ما تشتهيه تدرب على الاكتفاء زى ما الكنيسة بتعلمنا تقول لكى ما يكون لنا الكفاف فى كل شئ كل حين تزداد فى كل عمل صالح أنتم أفضل من عصافير كثيرة . يا ترى أحنا لو وقفنا قدام ربنا وجينا نقارن نفسنا بايمان عصفور صغير نلاقى العصفور الصغير ده بيتفوق علينا نقول له أيه نقول أعطينا يا رب ايمان عصفور أعطنا يا رب ثقة ان أنت معتنى بى ان أنت تعرفنى ان أنت مهتم بى أعطنى فرح أعطنى تسليم ربنا يتمم نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد أبدياً آمين .
من اراد ان يكون اولاً الجمعة الرابعة من شهر كيهك
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين ، تحل علينا نعمته وبركته ورحمته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا مار مرقس الإصحاح التاسع، وهو عندما ربنا يسوع وجدهم يقولوا من هو الأعظم فيهم؟، فجلس ودعا الاثنا عشر وقال لهم "من أراد أن يكون أولا فيكون آخر الكل وخادما للجميع وأخذ صبيا وأقامه في وسطهم ثم أمسكه بيده وقال لهم من قبل واحد من أولاد مثل هذا باسمي يقبلني ومن يقبلني فليس يقبلني أنا بل قبل الذي أرسلني".
هنا يا أحبائي نرى وضع البشر الطبيعي، إنه من فينا الأعظم؟، أمر يشغل الناس كثيراً من الأعظم، والناس تظل تتسابق في من الأعظم، ويفكر ويجتهد ويحاول لكي يري في النهاية من الأعظم، في حين يا أحبائي أن ربنا يسوع هنا يقول لهم "أن من أراد أن يكون أولا فليكن آخر الكل"، شعور يمكن أن يجلب للإنسان أنه مكسور، شعور يمكن أن يجلب للإنسان أنه مظلوم، أنه آخر الكل، لن يجلب للإنسان الرضا الذي يتمناه، فهو لا يحب أن يكون آخر الكل، بل هو يحب أن يكون أول الكل، متى الإنسان يا أحبائي يحب أن يكون أول الكل؟، ومتى الإنسان يحب أن يكون آخر الكل؟.
في الحقيقة هذا أمر نابع من أعماق الإنسان من داخله، من أراد منكم أن يكون أولا فليكن آخر الكل، التلاميذ كانوا يضعون معايير لمن هو الأعظم، هل الأكبر في السن؟، هل الأكثر في الثقافة؟، هل الأقدم في الدعوة؟، الذين دعاهم يسوع في البداية، فمن إذن؟! نضع مقاييس، فهذه المقاييس لدى الناس، من الممكن أيضا يكون من فينا الأغنى؟، من فينا الأعظم؟، أريدك تتأمل في التلاميذ وتجلس تضع معايير لمن الأعظم وترى في النهاية ماذا يحدث؟، يمكن في أحد البشائر يقول لك "وكانت بينهما مشاجرة"، بمعنى ليس فقط فيما بينهم من يكون الأعظم، لا هذا نزاع وكأنه يقول "لست أنت بل أنا، أنا وبدليل .... ، ولست أنا لا أنت لا بل أنا" إنها مشاجرة فهذا طبع البشر، وهذا الوضع الذي نعيش فيه أن هناك مشاجرة نعيشها باستمرار، نعيش في صراع دائم مع من الأعظم، ويعيش الإنسان ومن الممكن أن يكون هذا سبب حياته كلها، لماذا يعيش؟ لكي أكون أعظم، لكن يأتي ربنا يسوع يعكس لنا القصة تماماً، يقول لك لا، لا تفكر هكذا، يقول لك لا فأنت إذا كنت تريد أن تكون أعظم كن آخر الكل، قلت له : هل هناك أسهل من أني أكون آخر الكل، إذن دعني هكذا سلبي وخائف، وأرجع خلف الجميع وكفى، يقول لك لا الموضوع ليس هكذا، الموضوع أنك أنت من قلبك ومن شعورك الداخلي أنك تقدم أخواتك على نفسك، وأنك لا تحسب نفسك أبدا أكثر كرامة من أي إنسان أي كان حتى المحتقرين منهم، لكن كيف يأتي هذا الشعور؟ يقول لك لا هذا شعور يريد نعمة كبيرة، وليس سهل، في الحقيقة ليس سهل يا أحبائي لأنه يريد شخص يعيش فكر المسيح فعلاً، فما هو المسيح؟ المسيح هو الإله الخالق القوي المدبر الملك الجبار المتسلط، ولكننا وجدناه آخر الكل، بكل بساطة، لأننا وجدناه آتى في مزود، وجدناه يعيش فقير، وجدناه آتى من قرية حقيرة، وجدناه آخر الكل فعلا، فإذا كنا قد وجدناه آخر الكل، فيريد أن يقول لك لماذا أنت مندهش؟، فأنت عندما تكون آخر الكل أنت بذلك تكون مثلي، فهل تستحق أن تكون مثلي؟! إذن هيا تعال وكن مثلي، كن مثلي فماذا تفعل؟ تكون آخر الكل مثلي، أنا لست أقول لك كن أنت آخر الكل وتراني أنا أظل أدخل في صراع مع الجميع لكي أكون أنا الأعظم، لا أقول لك فهو عندما جاء ليعتمد من يوحنا المعمدان متي أعتمد؟ آخر الكل، ذهب آخر الكل ليعتمد، عندما ولد فهو ولد ولادة آخر الكل، عندما عاش فهو عاش آخر الكل، عندما آتى ليعلم جاء يعلم بكل تواضع و انسحاق سيرة وقلب منكسر ومتواضع، لماذا؟ لأنه يريد أن يعلم، ويثبت في أولاده مفاهيم، ومفهوم العظمة يا أحبائي عند الإنسان هو مفهوم محير، الإنسان يعيش لكي يكون عظيم، ويظل يجاهد و يتعب ويشقى لكي يكون عظيم، ومسكين كلما يحاول أن يكون عظيم يشعر أنه ليس بعد عظيم ويعيش في هذا الصراع عمره كله، ويلتمس عظمته من الآخرين، ويلتمس عظمته من الإمكانيات، ويلتمس عظمته من الملابس، يلتمس عظمته من المنصب الذي يشغله، ويجد نفسه لم يأخذ العظمة التي يرغب بها، لماذا؟ لأنه في حقيقة الأمر يا أحبائي هذه الأمور كلها ليست هي التي تعطي له العظمة التي يريدها، بالعكس فكلما يزداد فقرا، وكلما يزداد جوعا، وكلما يزداد عطشا، لأن الإنسان هذا عميق جداً بعمق الله، بمعنى أن تلقي فيه ولا يظهر، تظل تقول له كلام مديح يقول لك قل أيضا، وتنتهي وينظر إلى عيون الباقيين يقول لهم لا يوجد شخص منكم يريد أن يقول لي شيء أخر، لماذا؟ لأنه لا يشعر بالشبع، هل تعتقد أنه إذا قال شخص له كلمتين مديح فبذلك سيعود في نشوة أبدا، فتجده أيضا يقول لماذا لم يقل لي كلام مديح أكثر، وعندما تكلم قال كلام أقل من الذي قاله آخر، فالإنسان جائع، متى يشعر بالشبع؟ أقول لك إذا آخذ اللانهاية، إذا آخذ النعمة الكبيرة جداً التي تملأ أعماقه، لأن الإنسان هذا عميق جدا جدا، لا يوجد شئ يملأه، ويشبعه، ويجعله يفيض إلا إذا امتلأ بالله، لذلك يقول لهم هنا الذي يريد أن يكون منكم أولا فليكن آخر الكل، إذن ماذا يفعل؟ يتمثل بي، يعيش سيرتي، يعيش حياتي، يأخذ منهجي يأخذ أسلوبي، يأخذ فكري، يعيش أعماقي أنا الداخلية، وعندما يأخذ فكري وأسلوبي سيكون راض جداً أن يكون آخر الكل، ولا يظل يعيش في صراع، ولا يظل متضايق.
لذلك يا أحبائي رأينا أباء قديسين يكون إنسان مشهور جداً، ومحبوب جداً، وشهرته شائعة جداً لكن تجده يريد أن يختفي عن كل الأعين، نجده يريد أن يعيش في مغارة في جبل من فوق حيث لا يستطيع أي شخص أن يصل له، رأينا الأنبا انطونيوس يهرب، رأينا الأنبا بولا يهرب، رأينا قديسين في مجد نجده كلما امتلأ بالنعمة كلما يحب أكثر الخفاء ويبعد، ما هذا؟ هذا دليل أنه مكتفي، ودليل أنه لديه شبع، ودليل أنه غير ملتمس إرضاء الناس، ولم ينتظر كلمة من شخص، من أراد منكم أن يكون أولا فليكن آخر الكل، متي يرتضي الشخص أن يكون آخر الكل؟ إذا أخذ المسيح، متي أكون آخر الكل ولا يكن هذا صغر نفس؟، متي أكون أنا آخر الكل وأكون إنسان من داخلي غير محطم نفسيا، أكون آخر الكل فمن المؤكد أن آخر الكل يكون متعب نفسيا، تخيل إذا قالوا لشخص أن نتيجتك الأخير على الكلية، فهي كلمة صعبة جداً، ما هذا؟، في حين أننا ونحن نصلي في الأچبية نقول الخطاة الذين أولهم أنا، بمعنى الألفا على الخطاة بمعنى الأول، لكن بالعكس فالخطاة الذين أولهم أنا كيف تأتي؟، حينئذ الشعور يا أحبائي بأني في المسيح هو الذي يجلب لي الرضا بأن أكون شاعر أنني أقل من الكل، كيف أكون أقل الكل؟ أقول لك لأني أنا أعرف خطاياي، أنا أعرف ضعفاتي، فكل الناس الموجودة أفضل مني، تسأله أهذه حقيقة؟ يقول لك فهذا شعور أكيد داخلي، شعور أكيد بدون أي رياء، ولا غش داخل قلبي بكل صدق أمام الله أن كل الناس الموجود أفضل مني، أقول لك هذا هو الذي يشعر بإحساس أنه يكون آخر الكل، ولكن هذا الشعور يكفي أنه يدمر الإنسان، أقول لك نعم يدمر لكن خارج المسيح، إذا كان داخل المسيح فهذا الشعور هو الذي يجعله يكون أكثر شخص مقبول في أعين المسيح، من؟ الذي يشعر أنه آخر الكل، من أكثر شخص مقبول من المسيح؟ هو الذي يشعر أنه خاطئ وغير مستحق، من أكثر شخص مقبول من المسيح؟ الرجل العشار الذي يقف بعيداً، لم يشأ أن يرفع رأسه، واضعاً وجهه في الأرض، ويقول اللهم ارحمني أنا الخاطئ، والآخر الذي يظل يقول اللهم إني أشكرك أني لست مثل باقي الناس، خاطفين، طامعين، الزناة لا لا لا، اترك كل هؤلاء الناس، قال له ما هذا فأنا لا أفعل شيء، فهناك أشخاص طامعين، يقول له تصور إذا الخطافين الطامعين الزناة، هؤلاء إذا أتوا ووقفوا من بعيد بقلب منكسر فهم مقبولين عنك أنت، حتى إذا كنت ترى نفسك أنت ليس من الخطافين ولا الطامعين، من أراد فيكم أن يكون أولا فليكن آخر الكل، أجمل اختبار نعيشه في حياتنا يا أحبائي أننا نعيش في تواضع قلب أجمل اختبار نعيشه يا أحبائي أني خاطئ لكن مقبول من الله، لا تعيش خاطئ فقط لأن إذا كنت خاطئ وأنت غير مقبول فهذا شيء يتعب النفس، لا أنا خاطئ لكن مقبول من الله، أنا خاطئ لكن ابن، أنا خاطئ لكن محبوب، أنا خاطئ لكن مقبول، لذلك يقول لهم من أراد أن يكون أولا فليكن آخر الكل.
تماڤ إيريني رئيسة دير أبو سيفين كان لها مشهد عجيب جدا عندما يتناولون جميع الراهبات إلى أصغر راهبة وبعدها كل التلاميذ يتناولون إلى أصغر تلميذة اللواتي لم يصبحن راهبات بعد، وبعدها إذا كان هناك ثلاثة أو أربعة فتيات لم يلبسوا، أي مازالت بملابس العالم، وبعدها تجد تماڤ تدخل لتتناول آخر الكل، فهو منظر يعلمك درس، لأنه في الحقيقة يا أحبائي الشخص عندما يكون متشبع بالمسيح لا يبحث عن رقم لدوره، لا يكون بينه وبين من حوله مشاجرة من منهم يكون الأكبر؟ بل بالعكس فهو باستمرار يقدم من حوله وهذا ما قاله لك "مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة"، هذا المنهج الذي علمه لنا ربنا يسوع المسيح أن كل أحد يقول مثلما قال يوحنا المعمدان "ينبغي أن ذاك يزيد وأني أنا أنقص".
هذا المنهج يا أحبائي الذي يأتي من الإنسان المتشبع من داخله، تريد أن تقتني هذا المبدأ فكر كثيراً كم هي خطاياك وجرب ماذا يعني أنك تقول ارحمني، وماذا يعني أنك تصلي بتوجع قلب، وماذا يعني أنك تقرع على صدرك، وماذا يعني أنك تقول ارحمني أنا الخاطئ، هذا الذي يجعلك تشعر أنك أنت آخر الكل، دائما يجعلك تعيش في أمان، يقال هكذا كلما كان الإنسان مرتفع بقلبه كلما عاش في خطر، لأن الذي يسقط من الدور الأول غير الذي يسقط من الدور التاسع غير الذي يسقط من العشرين فكلما كان قلبك مرتفع كلما عشت في خطر، لكن الذي على الأرض فإنه عندما يتعثر في شيء فإن عثرته تكون بسيطة لأنه يسقط ويقوم سريعاً، المتواضع القلب يا أحبائي الذي قال عنه معلمنا داود في مزمور التوبة الرائع "أن القلب المنكسر المتواضع لا يرذله الله" فقط هو أعطي لنا المفتاح، فكيف أقف أمام الله بقلب منكسر متواضع فأنا قلبي مرتفع، أنا أشعر أني أفضل الكل وأبر الكل وكثيراً من الناس غيري لا تستحق، لكن أنا أستحق كثيراً، لا لا فهذا يبعد عنك النعمة جداً، أحد التلاميذ ذهب وسأل معلمه وقال له يا أبي قل لي كلمة لأحيا قال له ضع نفسك تحت الخليقة كلها وأنت تحيا، هذا تعليم ربنا يسوع قال لهم "من أراد أن يكون أولا فليكن آخر الكل"، لا تحسب نفسك عظيم، لا تتعامل مع فقير على أنك أحسن منه، لا تتعامل حتى مع خاطئ وأنت تعلم أنه خاطئ وتعرف عنه ذلات كثيرة وتتعامل أنك أنت أفضل منه، كما قال أحد القديسين "ربما يخطئ هو اليوم ويتوب وربما أخطئ أنا غداً ولا أتوب"، فيكون من الأفضل؟ يكون هو الأفضل، لا تحكم على أحد، كل شخص وله ظروفه، ذات مرة قال راهب لأبيه في الاعتراف أنا أدين بعض الإخوة في الدير، قال له لماذا؟ فأجابه لأن لهم تصرفات غريبة، فسأله كيف؟ قال له بعض اللمسات الإجتماعية في الذوق، يبدو أنه كان شاب له تربية يمكن أن تكون راقية قليلاً، قال له أنا سأقول لك على قصة، ما رأيك عندما تكون هناك سيدة تنجب أطفال توأم، وتكون هذه السيدة فقيرة، وبعد ذلك كانت تركب قارب فكان هناك إنسان تقي جداً جداً لا يوجد لديه أبناء، ويشتهي أن يعطيه الرب طفل هو وزوجته ليصبح قديس للمسيح، فقالوا لهذه السيدة تعطينا هذه البنت ونعطيكي مقابل مادي، فهم وجدوا أنها فقيرة وكان هذا الأمر منتشر فأعطتهم هذه البنت لكي تتربى لديهم، وهناك آخرون كانوا يعملون في الشر والجسد والزنى، فقالوا لهما أعطونا هذه البنت فأعطوهم البنت الأخرى، قال له هاتان إثنين بنات أخوات، وهذه تربت هنا والأخرى تربت هناك، هل الله يحكم عليهم بنفس الطريقة؟، هل هذه مثل الأخرى؟ فهذه تربت في بيت تقي والأخرى تربت في مكان الشر، هل عندما تكون هذه شريرة وهذه تكون بارة أصبحت بحكم مطلق بحسب ظاهر الناس أن هذه أفضل بكثير من الأخرى، هناك حكم آخر عند الله ليس كذلك.
لذلك يا أحبائي عندما ترى ضعفات الآخرين لا تحكم، لا تدين، لا تدخل في هذه المساحة بل بالعكس تماماً ربما تقول أنا آخر الكل، فمن الممكن أن أكون أنا أسوأ من هذا الشخص، لكن ربما يكون له هو عثرات ظاهرة ولكن أنا لي عثرات خفية، لا تدين لأن هذا سيجلب لك ارتفاع قلب، ذات مرة شخص كان يدين الآخرين كثيراً جداً، ورأى شخص يفعل خطية فيقول ما هذه الخطية؟!، فيقول لك الله بحنيته، جعله يرى رؤية حلوة بسيطة جداً، آتى له بملاك ممسك بيد الشخص الذي كان يدينه في الأمس، وقال له الملاك أن هذا الشخص قد مات، نود أن نستأذن حضرتك نرسله الفردوس أم الجحيم، أليس أنت الذي تحكم على الناس!، الملاك يسألك تحب أن نرسله الفردوس أم الجحيم، شعر الرجل بالخجل والكسوف، نحن لسنا بديانين لأحد.
أحبائي ربما يكون إنسان أنت ترى أنه به ضعفات لكن من الممكن أن تكون هذه الضعفات دوافعها مختلفة، وفي نفس الوقت ربما يكون هو الآن في مرحلة من الضعف وأنت في مرحلة أفضل منه، لكن غداً يمكن أن ينقلب الوضع، ذات مرة إثنين أخوات، ولد قريب جداً من الله، والآخر بعيد جداً عن الله، وطوال الوقت الولد القريب من الله يقول لي صلي يا أبونا لأخي، صلي لأخي لكي يأتي به الله، صدقوني أنه بعد ثلاثة أو أربع سنوات أصبح الوضع بالعكس تماماً، الذي كان بعيد أصبح قريب والذي كان قريب أصبح بعيد، ونفس الطلبة التي كان الأخ الأول يقولها على الثاني، الآن الأخ الثاني يقولها على الأخ الأول، صلي يا أبونا لأخي، صلي لأخي، نحن لا نحكم يا أحبائي، ليس دورنا، هناك إله، فنحن ماذا نفعل؟ نحن نشفق، نتعلم، أقف وأنا أعلم بضعفاتي التي لا يعرفها أحد، الكاهن له صلوه من ضمن الصلوات السرية لئلا يشعر بما أنه كاهن فأصبح أفضل الناس - هذه كارثة - فيصلي أمام الله ويقول له أنت تعرف الأشياء الأخرى التي لي، فلا تمقتني ولا ترذلني، أنت تعرف الأشياء الأخرى التي لي، لابد أن يكون كل شخص فينا يا أحبائي ساهر على خلاص نفسه، مدقق في أفكاره، في تصوراته، في مشاعره من الداخل، من أراد أن يكون أولا فليكن آخر الكل، عندما تقرأ مذكرات أبونا بيشوي كامل الشخصية، أبونا بيشوي القامة العالية الكبيرة كان يكتب ويقول أكبر خطية في حياتي هي الذات، وأكثر من تتعبني هي ذاتي، وأحياناً أعمل الفضيلة من أجل ذاتي، وماذا تنفع الفضيلة من أجل ذاتي إلا لم تكن من أجل المسيح، أقرأوا هذا الكلام في مذكراته بخط يده، إنه يحاسب نفسه، ماذا تنفع الفضيلة إذا كانت من أجل ذاتي وليس من أجل المسيح، بماذا ينفع العطاء إذا كان من أجل الذات، أم إذا كنت أصلي من أجل ذاتي، قال لك لابد أن تكون من أجل المسيح.
نحن يا أحبائي نحتاج جداً أن نقف أمام ضوء نعمة ربنا فتنكشف الخطية، وعندما تنكشف الخطية نقول له ارحمني، فكلما تقترب إلى النور كلما تظهر الضعفات، اقترب للنور تظهر الضعفات، وعندما تظهر الضعفات تصرخ وتقول ارحمني كلما تقترب من النور يظهر فيك أشياء كثيرة الله يتأنى عليك فيها، اقترب إلى النور، كلما تقترب من عظمة جلال الله كلما تعرف كم أنت قليل، الشخص عندما يجلس مع شخص أصغر منه يشعر أنه كبير، لكن عندما يجلس مع شخص من نفس سنه يشعر أنه من سنه، أما عندما يجلس مع شخص أكبر منه يشعر أنه صغير، يجلس مع شخص كبير جداً جداً، تخيل أنت عندما يجلس شخص مع أبونا البطريرك مثلاً، أو البابا شنودة عندما كان على قيد الحياة، تخيل أنت عندما يجلس كاهن بجانب البابا شنودة يشعر أنه صغير جداً، فنحن كذلك إذا جلسنا مع الله نشعر أننا صغيرين جداً كلما تواجدت في حضرة الله كثيراً كلما شعرت كم أنت ضئيل، لكن في نفس الوقت ليست الضآلة التي تحطمك، الضآلة التي تعطيك معنى أن الله هو الذي يستر عليك، الله هو الذي يعطيك كرامة في حياتك، وماذا يعني أنك غالي ومقبول ومحبوب في عين الله؟، من أراد أن يكون أولا فليكن آخر الكل.
اجعل في قلبك تواضع، قوم ذاتك باستمرار، وأجعل الله أمامك، يسوع المسيح المصلوب، يسوع المسيح الذي ترك عرش سمائه، الذي جاء وعاش في أبسط وأحقر البيئات، الذي تواضع ليرفعنا، وجاع ليشبعنا، وعطش ليروينا.
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.
سبب الحياة الجمعة الأولى من شهر هاتور
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح العاشر وهو إنجيل الراعي الصالح.
يقول "أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف"، الإنسان لديه احتياج شديد لمن يرعاه، الإنسان لديه احتياج شديد للأمان .. للاطمئنان ..للحب، الإنسان لديه جوع للسند، ربنا يسوع يقدم لنا السند، الإنسان يحب أن يكون لديه شيء ما يستند عليه في حياته، الإنسان يحب أن يكون مطمئن، الإنسان لديه احتياج أن يكون لديه شيء يعيش لأجله، ويضمن له حياته، ويضمن له سلامة حياته، ويضمن له استمرار حياته، ويضمن له أمان حياته، دائما الإنسان لديه هذا الاحتياج الشديد، لديه احتياج شديد بأن يكون هناك سبب لحياته، لديه احتياج شديد أن يكون له مصدر أمان لحياته، فالإنسان يا أحبائي لأن لديه هذا الاحتياج يظل يبحث ما مصدر أمان حياتي؟ وما مصدر اطمئنان حياتي؟، ويظل يبحث، فشخص يأخذ من المال مصدر لسبب حياته وأمان حياته، ويكون هو السبب الذي يعيش لأجله، حياته كلها عبارة عن جمع مال، تعب في جمع المال، إيمان في المال، المال هو سبب الحياة، المال هو سبب الاطمئنان، المال هو سبب المستقبل، المال .. المال .. المال، تجد أنه داخل ذهنه المال في دائرة المنتصف، شخص آخر لديه سبب آخر يمكن أن يكون أسرته، فمثلاً زوج لزوجته، زوجة لزوجها، أب لأبنائه، أبناء لوالدهم، المهم سبب الحياة لديه هو أسرته، فتجد المركز في منتصف ذهنه يدور حول أسرته، يعيش لأولاده، يعيش لبيته، أكبر موضوع يشغله ويستمد وجوده من أسرته، ويستمد كيانه من أسرته، يستمد أمانه من أسرته، يستمد أماله من أسرته، فالإنسان محتاج، فهناك شخص يأخذ أسرته، شخص يأخذ المال، شخص آخر يأخذ المنصب أو السلطة أو الوظيفة، هذا هو السبب الذي يعيش لأجله، قم بترتيب أولويات الشخص تجد أن هناك أشخاص أهم الأمور في حياتها هي الوظيفة، وليس الشرط الأساسي أن تكون الوظيفة لها علاقة بالمال، لا بل الوظيفة للكيان، للذات، لتحقيق نفسه، لتحقيق نجاح، هناك شخص يقولوا له تظل في نفس المكان وستأخذ نفس الراتب لكنه يود أن يكون له مكان في الوظيفة، فتجد ذهنه كله مرتبط بالوظيفة، ويشعر بالغيرة جدا إذا أحتل شخص مكانه، ويغضب جدا إذا قاموا بالتقليل من سلطاته، ويشعر بالتعب جدا إذا كان هناك أمر ما في العمل لا يعرفه، يشعر بالتعب جداً، ويكون هذا الموضوع هو الذي يعيش لأجله، فكن حذر، إذ هي احتياجات رئيسية في الإنسان، وتخدع الإنسان لكي يعيش في دائرة من الوهم، ويعيش في دائرة من الاهتمامات الباطلة والزائلة، لأنه غالبا الإنسان عندما يضع أماله على هذه الأمور فهذه الأمور كلها متقلبة، فيحدث له لون من ألوان الإحباطات المتتالية لأن الذي يضع كل أماله في المال فالمال مذبذب، إذا جاء شخص الآن وقالوا له العملة انخفضت قيمتها، أو قالوا له أن الربح الذي كنت تأخذه من التجارة انخفض، أو أن هذه السنة أو هذا الشهر لم نبيع شيء، أو أن الربح الذي كنت تنتظره من البنك بدأ ينخفض لأنه يوجد كساد في البلد تجده حدث له إضطراب شديد، لماذا؟ لأنه وضع هذا الأمر كمركز لحياته، وضعه كمصدر للثقة والأمان، وضعه كمصدر قوة لحياته، والإنسان دائما في احتياج شديد لهذه المصادر يحتاج للقوة، يحتاج للثقة، يحتاج للأمان، يحتاج للسبب فتجد شخص أخذ المال، وتجد شخص أخذ الأبناء والأسرة والزوجة، وتجد شخص أخذ الوظيفة، وتجد شخص أخذ السلطة، هناك شخص آخر يمكن أن يكون آخذ الأصدقاء هم سبب حياته؟ أصدقائه أو أصدقائها، أهم شيء لديها، هذا هو الموضوع الذي يعيش لأجله، يعيش لكي يجاملهم ويعيش لكي يرضيهم، ويعيش لكي يتودد إليهم، ويعيش ليعرف أسرارهم، وإذا لم يعلموه أسرارهم يحزن، يحبط وإذا لم يشاركون في أمر هو كان يتوقع أنهم يشاركوه فيه أيضا يحزن ويحبط، ويعيش لهذا السبب فقط، وكل شخص يبحث عن سبب، تجد شخص يعيش للسياسة، كل اهتماماته السياسة، تجد شخص يعيش للرياضة كل اهتماماته الرياضة، تجد شخص يعيش للفن والتمثيل وكل اهتماماته الفن والتمثيل وأمور مثل هذه، في حين أن كل هذه الأمور يا أحبائي الإنسان إذا استمد كيانه منها سيجد نفسه في دائرة من الفراغ الشديد جداً.
على سبيل المثال إذا كان هناك شخص يعرف أن يلعب لعبة معينة وكل كيانه وشهرته قادمة من هذه اللعبة التي يلعبها فهل هو لا يعلم أنه بعد أربع أو خمس سنوات لن يستطيع أن يلعبها، هل هو لا يعلم أنه إذا تقدم في العمر ستنتهي هذه الحكاية، فما العمل في الفجوة التي تتركها هذه اللعبة في حياته عندما كان متخذ كل كيانه من هذه اللعبة، وبعد ذلك تنتهي!، فالذي يكون مشهور جدا في مجال ألا يعلم أنه سيأتي وقت يجد أشخاص أخرى ويأخذوا مكانه، لذلك هؤلاء الأشخاص يتعرضون لإحباطات شديدة جداً في حياتهم، إذن ما المقصود من هذا الكلام الذي نقوله؟ الكلام الذي نقوله يريد أن يوجه أنظارنا للمصدر الحقيقي الذي تأخذ منه الثقة والسلام والأمان والقوة، لا من المال، ولا من الأسرة، ولا من الوظيفة، ولا الموهبة، ولا من الصداقات، ولكن من الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف، اجعله هو مصدر أمانك، اجعله هو مصدر قوتك، اجعل كلماته هي مصدر سرور حياتك لأن كل الأمور متغيرة لكن كلامه لا يزول، "السماء والأرض تزولان لكن حرف واحد من كلامي لا يزول"، مواعيد الله صادقة غير كاذبة، اجعل أتكالك عليها، اجعل الوصية هي سبب حياتك، يقولون لك لماذا تفعل هذا؟، أنت لا ترضي أشخاص، ولا أصدقائك، ولا زوجتك لكنك ترضي الله، وعندما ترضى الله تجد بيتك جيد، وستجد تجارتك جيدة، وستجد علاقتك بأصدقائك جيدة، وستجد لديك توازن في حياتك، وتعيش حياتك بشكل سوي، لأن كثيرون يقولون أنك من الممكن أن تعيش الحياة وأنت مستمتع بالحياة دون تعارض مع نقاوة الحياة، لا يوجد تعارض بين الاستمتاع بالحياة وبين نقاوة الحياة لأنك أنت واضع الله هو مصدر أمانك وسلامك وقوتك، لكن أستطيع أن أقول لك أنك لا تستطيع أن تستمتع بالحياة طالما أنت واضع مراكز أخرى لكي تدور حولها.
"أنا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف"، فالخراف بمجرد أن تسمع صوت الراعي تفرح وتطمئن وتبتهج، الخراف مطمئنة لأنها لا تعرف ماذا ستأكل غداً لكنها مطمئنة لأن الراعي يفكر نيابة عنها، هو يفكر لي، سيرسلني إلى مكان جيد إن شاء الله، أين هذا المكان؟ لا أعلم، أنا لا أعرف، الخروف لا يعرف، حيوانات كثيرة يا أحبائي لديها قدر كبير من الذكاء الذي إذا أخذته إلى مكان فهو يعرف أن يذهب له مرة أخرى، لديه قدر من الذكاء والحاسة التي تجعله يعرف أن يبحث عن طعامه، يعرف يبحث وينقب، لكن الخراف لا تعرف، الخروف كائن مسالم جداً، تجده يذهب للذبح وهو يمشي خلف الرجل ويرى خراف أخرى تذبح أمامه وهو جالس يأكل وينتظر إلى أن يأتي عليه الدور، ما هذا؟ هو كائن مسالم جدا، لا يفكر.. لا يفكر، لذلك دائما الأشخاص الذين كان الرب يحب أن يعدهم لقيادة شعبه يجعلهم يعملوا رعاة غنم، لكي يأخذوا خبرة في كم أنتم مسئولين عن أمان وحياة وقوة واطمئنان هذا القطيع، لذلك الكاهن يسمي بالراعي، يقول لك أبونا .... راعي كنيسة .... راعي، راعي بمعني أنه يهتم بهم، بغذائهم الروحي، بقوتهم، بأمنهم، بأمانهم، لا تجعل اطمئنانك في أحد غير الله، ولا تستند علي أحد غير الله، لأن الاتكال على هذه الأمور الأخرى إذا جلست تفكر فيها ستجد كلها أمور واهية، التي تجعل كل حياتها في زوجها أو الزوج الذي يجعل كل حياته في زوجته فمن الممكن أن زوجها صحته تتغير أو من الممكن أن ينتقل من هذه الحياة، فإذا كانت واضعة كل اتكالها عليه لا تستطيع أن تعيش بعد ذلك، فهل مطلوب أننا لا نحب بعضنا البعض؟! لا بل نحب بعض لكن نحب بعض في المسيح يسوع، هل لا أحب أولادي وأكون قاسي عليهم؟ لا حب أولادك لكن حب أولادك في المسيح يسوع ولا تجعل أولادك هم مصدر الاطمئنان في حياتك، لا فالمسيح هو مصدر الاطمئنان في حياتك، وأن ترعى أولادك بالمسيح وفي المسيح، أصبحنا كلنا مربوطين بسر قوتنا وسر وجودنا في هذه الحياة هو المسيح يسوع، أبحث عن سبب لحياتك غير المسيح ستجد أنه لا يوجد سبب يستحق الحياة غير المسيح، لذلك معلمنا بولس عندما أراد أن يلخص الحياة كلها لخصها في كلمة واحدة فقط قال "لي الحياة هي المسيح" فقط ليس أكثر، نقول له قل لنا ثانية عن الحياة نريد أن نسمع، أقول لك أي شيء في الحياة جيد لكن ضعه في المسيح، تدرس جميل لكن في المسيح، تعمل جيد جدًا، تتنزه جيد، ليس سيء، تأكل، تشرب تعيش مع أولادك، مع زوجتك، تعيش مع أصدقائك، تعيش مع أهلك، مع أقاربك، كل ذلك رائع جداً في المسيح يسوع، أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف، اجعل الله الراعي لك، اتخذه حبيب لك، اتخذه أب لك، اطمئن لوجوده، لا تجعل ذاتك هي سبب حياتك، لا تجعل مصدر اطمئنانك ذهنك، أفكارك، قوتك، إمكانياتك، منصبك، عملك لأن كل هذا لا يكفي أبدا أن يطمئنك، لأن الإنسان كائن خالد، الإنسان كائن جائع، الإنسان كائن أبدي، فاحتياجاته عميقة جدا فوق ما تتخيل، كائن جائع، لا يوجد شخص يتناول الفطار صباحا ويقول كفى أنا لن أتناول وجبة الغذاء ولا العشاء، لا فالفطار الذي أكلته صباحا حتى إذا كان كثير ستجد نفسك وقت الظهر أو وقت العصر بالكثير تقول أنا جائع، ولا يوجد شخص تناول الغذاء وقال لن أتناول وجبة العشاء، فالإنسان كائن جائع، طول الوقت احتياجاته لا تنتهي وأي شيء يأخذه لاحتياجاته هي مجرد مسكنات، مسكنات. لذلك يا أحبائي الله يعطينا سر الحياة، الذي يجعل أهداف أمامه ويعتقد إذا نالها سينال الشبع فهو مسكين لأنه سوف يحبط، الذي يفكر أن كل مشاكل الحياة ستحل بالزواج، والذي تفكيره أن كل مشاكل الحياة وكل الاحتياجات التي داخله تشبع بالإنجاب، والذي تفكيره أن كل الاحتياجات التي داخله تشبع إذا هاجر، هو في الحقيقة يجري خلف سراب لأنه سيجد نفسه لازال جائع، ولازال في احتياج، من الذي يشبع كل احتياجاتنا؟، من الذي يعرف ما المرعى الذي يناسبني؟، وما المياه الحلوة النظيفة؟، وما المكان الذي لا توجد فيه ذئاب؟، ولو هناك ذئاب فهو معه العصا، وإذا كنا نخاف من الليل أنا سوف أظل أحرسكم في الليل، من الذي أطمئن له، قال لك أنا هو الراعي الصالح، أجعل اطمئنانك عليه، عدو الخير يا أحبائي داخل معنا في مباراة يظل ينوع الحروب لكن يركز بالأكثر على احتياجات الإنسان الرئيسية، يركز على الخوف عند الإنسان، على المستقبل عند الإنسان، يركز على الغد، على احتياجات الإنسان، الأمور الذي يكون للإنسان ميول لها، يركز على غرائز الإنسان، ويظل ينوع، هي كلها أسباب يحارب بها الإنسان منذ القدم، منذ أبونا آدم، لكنه يغير في الوسائل، ظهر الآن تليفزيون، ظهر الإنترنت، ظهر تليفونات لها خواص متقدمة .... ، ..... يغير من الوسائل، أما النقاط الرئيسية الذي يحاول بها يسرق الإنسان هي واحدة، وهي نفس الأسباب التي كنت أقول لك عنها، هناك إنسان يعيش لغرائزه ويرى أن هذا هو السبب لحياته، وهذا السبب بالنسبة له مقنع، فهو يعيش للغريزة، فهناك من يعيش للمال والذي يعيش للغريزة والذي يعيش للعائلة والذي يعيش للوظيفة والذي يعيش للسلطة والذي يعيش للصداقة والذي يعيش لموهبة، فكل شخص يرى سبب لحياته، وأصعب شيء يا أحبائي أن الإنسان يعيش وهو لا يعلم لماذا يعيش، ولم يجد سبب لحياته، وأكثر الأمور التي تتعبه أنه يكون تارك الخالق الرازق، المشبع، المحسن، الصالح ويبحث عن هذه الأشياء في مصادر أخرى، كيف يا أحبائي أن يكون إنسان لديه مخازن ومنازله ممتلئة وهو يستعطي لقمة، والمفتاح معه، والمخزن ممتلئ.
لذلك يا أحبائي يقول "سواقي الله ملآنة ماءا"، الله عطاياه يا أحبائي لا تفرغ، الله يريد أن يعطينا ويحب أن يعطينا، بل ويتودد إلينا أن يعطينا، لا تجعلوا اتكالكم على أحد، ليس علي مال ولا منصب، ولا تجعل اتكالك أبدا على شيء زائل، أحد الآباء القديسين كان يقول "أعطنا يا الله ألا نركن إلى الظل كأنه حق"، تخيل أنت إذا وقف شخص ووجد ظل شجرة فتوهم بها وأحب أن يسند عليها، عندما يأتي ليستند على الظل ماذا يحدث له؟ يسقط.
الحياة كلها يا أحبائي وأمور هذه الحياة كلها أمور زائلة، الذي يستند عليها سيسقط، لأنه ارتكن على ظل ليس حق، ما هو الحق؟ قال لك أنا هو الحق، ارتكن عليه، ضع أمالك فيه، تحدث معه كثيراً، حدث لكي تتبرر، تكلم معه كثير، تحبه من كل قلبك، اطمئن لوجوده، لا تبحث عن سبب آخر لوجودك غير الذي أوجدك، معلمنا بولس يقول "منه وله وبه كل الأشياء" فماذا بعد ذلك؟! ماذا بعد منه وله وبه كل الأشياء، هل هناك بعد ذلك، هل يوجد بعد منه وله وبه كل الأشياء، هذا يا أحبائي النصيب الذي نحن أخذناه، وهذا الرجاء الذي أخذناه، وهذا الذي فرحنا به، والذي نعيش من أجله.
لذلك يا أحبائي انجيل اليوم يطمئنكم، في الكنيسة كثيراً ما تسمع كلمة "أنا هو الراعي الصالح"، ولازال في ذهنك أنك ترعى نفسك، أو لازال في ذهنك أن أحد يرعاك أو أحد يهتم بك، لا فالراعي الحقيقي هو الله.
لذلك يا أحبائي آبائنا القديسين كان يقبل حتى الاستشهاد، نقول له ولكن أبنائك، يقول لا، لا، فهذا احتياج بشري صعب جداً، أولادك فلا تضعف!، فهي نقطة صعبة جدًا، يقول لك لا، لا، لا، الله أهم، فمن الذي أعطاهم لي؟ هو الله.
الكنيسة أمس كانت تعيد بقديس شاب صغير اسمه تيموثاوس كان متزوج حديثاً من قديسة اسمها مورا، ليس له عدة أشهر متزوج، لكنه كان يخزن كتب البيعة لديه في المنزل لأنهم كانوا يخافون عليها لئلا يسرقوها أو يأخذوها منهم فيمنعوهم من الصلاة، لأنها كتب القراءة، فماذا نقرأ في القداس؟ فكانوا يأخذون معهم العدة في المنازل، فهناك من يأخذ الكاس والصينية، وآخر يأخذ كتب القراءة، وآخر يأخذ الإچابي لكي إذا هجموا علي شخص يكون هناك تعويض، نعرف نأتي بأخر، فعلموا أن هذا الشاب لديه كتب القراءة فذهبوا لاضطهاده، وأتوا به أمام الوالي، فقال له أحضر الكتب، أجابه القديس لن أحضر الكتب، إذن انكر الإيمان، يقول لا لن أنكر الإيمان، فظلوا يضربوه، وقاموا بتعذيبه، وأدخلوا في أذنه سيخان حديد حتي فقد السمع والبصر، ولن يعطيهم الكتب، فأحضروا له عروسته، فقالوا من الممكن أن نستخدم الفتاة، فالفتاة استطاعوا أن يقنعوها في دقائق، عندما آروها العذابات قالت لهم لا كفى، فقالوا لها أدخلي عليه و اقنعيه، فدخلت ولكن هو أقنعها قائلاً لها أنترك المسيح؟!، قالت له لكن نحن في بداية فترة زواجنا، فقال لها نحن تزوجنا لكي نعيش في المسيح، فخرجت، هما الأثنين قاموا بصلبهم على صليب، ظلوا ثلاث أيام مصلوبين، فكانوا كلما يحاولون أن يغفلوا أو النعاس يغلبهم يقول لها إياك أن تنامي، لئلا يأتي المسيح ويجدنا نيام، وهو علي الصليب معلق، ما هذا الجبروت؟ لأنه يفهم لماذا يعيش، فهو لا يعيش من أجل عروسته، وليس من أجل الزواج، وليس من أجل المستقبل، وليس منصبه وليس مرتبه وليس الإغراءات التي يعرضوها عليه، هو يعلم لماذا يعيش
نحن يا أحبائي إذا عرفنا لماذا نعيش ؟ كل الأمور تحل بسهولة، لكن إذا جعلنا اتكالنا على المال سوف نذل، وإذا جعلنا اتكالنا على السلطة نذل ، في سفر مراثي آرميا يقول لك "ليذل الرب جميع المرتبطين بالأرض"، المربوط بالأرض يذل.
أنا هو الراعي الصالح اجعل اتكالك عليه ولا تجعل أمانك ولا سلامك ولا قوتك ولا مسرتك من غيره، لأن منه وله وبه كل الأشياء.
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.
شركتنا مع الثالوث الجمعة الثالثة من شهر بابة
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين، تحل علينا نعمته وبركته ورحمته الآن وكل أوان إلى دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا مار لوقا البشير الإصحاح العاشر
"في تلك الساعة تهلل يسوع بالروح القدس وقال أشكرك أيها الآب، رب السماء والأرض، لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال. نعم أيها الآب، لأن هكذا صارت المسرة أمامك". "كل شيء قد دفع إلي من أبي. وليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب، ولا من هو الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يعلن له".
نجد ربنا يسوع يحاول أن يدخلنا في معرفة وشركة مع الثالوث القدوس، يقول هنا عندما تهلل بماذا تهلل؟ تهلل بالروح القدس، عندما جاء ليتحدث فهو قد حدث الآب "نعم أيها الآب هكذا صارت المسرة أمامك"، نحن كثيراً عندما نصلي يا أحبائي وعندما نتكلم مع الله وعندما نفكر في الله كل تفكيرنا يكون في الابن ربنا يسوع المسيح وهذا ليس سيء بل هو جيد، لكن في الحقيقة نحن لابد أن يكون لنا علاقة مع الثالوث القدوس، لابد أن نتحدث مع الآب، ولابد أن نتحدث مع الابن، ولابد أن نتحدث مع الروح القدس، لابد أن أشكر الآب، وأشكر الابن، وأشكر الروح القدس، لابد أن أطلب من الآب ومن الابن والروح القدس.
الكنيسة عندما تريد أن تباركنا تقول "محبة الله الآب نعمة الابن الوحيد شركة موهبة عطية الروح القدس"، في بداية أي صلاة من صلواتنا عندما نقوم برشم علامة صليب على أنفسنا نقول بسم الآب والابن والروح القدس، إذن هناك آب وابن وروح قدس لابد أن نطلب باسمهم البركة قبلما نعمل أي عمل، تجد الكنيسة في الأجبية تقول المجد لك مع أبيك والروح القدس لأنك أتيت وخلصتنا، المجد لك الذي هو الابن، لك مع أبيك والروح القدس، تصلي في الأجبية وتقول لأن الآب اختارك للسيدة العذراء الآب اختارك والروح القدس ظللك والابن تنازل وتجسد منك، إذن فنحن نتكلم مع الثلاثة، كثيراً يا أحبائي ما نكلم الابن فقط، لكن الكنيسة صلواتها قائمة على خطاب الثالوث القدوس، لذلك نقول في الأجبية أيها الثالوث القدوس ارحمنا، أيها الثالوث القدوس ارحمنا، أيها الثالوث القدوس ارحمنا، ونظل نطلب من الآب ونطلب من الابن ونطلب من الروح القدس، إذا كان لديك شيء تريد أن تطلبه أطلبه من الثالوث، اجعل لديك علاقة بالثالوث القدوس ويدخلوا داخل حياتك وضميرك وكيانك الروحي، واجعل باستمرار خطابك متمتع بنعمة الثالوث القدوس، كثيراً تجد الكنيسة تخاطب الآب، كثيراً تجد الكنيسة تخاطب الابن، كثيراً تجد الكنيسة تخاطب الروح القدس، أيها الملك السمائي المعزي الروح القدس، من هذا الملك السمائي المعزي؟، عندما نقول هلم تفضل وحل فينا وطهرنا من كل دنس فمن نخاطب؟ نخاطب الروح القدس، إذن عندما نأتي لنصلي لابد أن نضع في قلوبنا وفي عقولنا وفي مفاهيمنا الروحية أن نتمتع بشركة الثالوث القدوس، رأينا من بداية الخليقة عندما يقول "وكان روح الله يرف على وجه المياه"، وعندما يتحدث عن بداية الخليقة نجده يتحدث بصيغة الجمع فيقول نصنع الإنسان على صورتنا كشبهنا، ما المقصود بصورتنا؟، بعض الأشخاص قالوا هذا أسلوب تعظيم، فأيام المماليك عندما يأتي الفرد ليتكلم يقول "نحن" وهذا أسلوب تعظيم، قال لك يمكن أن يكون الكتاب لم يذكر، قال لك لا هذا الكلام في اللغة العربية لكن العهد القديم هذا مكتوب بالعبرية وبالآرامية القديمة، فلا توجد فيه لغة التعظيم هذه التي فيها الفرد يتكلم بصيغة الجمع، فمن كصورتنا كشبهنا؟ هذا الثالوث القدوس.
لذلك باستمرار وانت ترشم علامة الصليب، مجرد علامة الصليب عندما تقول بسم الآب اجعل في ضميرك وفي قلبك الآب، الابن اجعل في قلبك الابن، الروح القدس اجعل في قلبك الروح القدس، عندما تقول أيها الثالوث القدوس ارحمنا تكون أنت تتحدث عن الثالوث القدوس، عندما تقول المجد لك مع أبيك والروح القدس تعلم أنت من تخاطب، لذلك تجدنا نقول قدوس الله، قدوس القوي، قدوس الحي الذي لا يموت، هؤلاء الثلاث تقديسات لكي تتذكر الثالوث القدوس، تتذكر الثالوث القدوس عندما تقول آجيوس ثلاث مرات نتذكر الثالوث القدوس، عندما نريد أن نبارك أي شيء علي سبيل المثال إذا أحضرنا لأب كاهن كوب ماء نقول له صلي لنا عليها يقول "إف إزمارؤوت إنچي إفنوتي إفيوت بي بانطوكراطور" هذه الآب، بسم الآب ضابط الكل، وبعد ذلك "إف إزمارؤوت إنجي بي مونوجنيس إبشيري" هذه الأبن، "إف إزمارؤوت إنجي بي إبنيڤما إثؤواب" هذه الروح القدس، إذا قام الكاهن بالصلاة علي دبلتين يمسك الصليب ويقول الآب، الابن، الروح القدس، أصبحت هذه الدبل تحمل بركة الثالوث، أصبحت هذه المياه تحمل بركة الثالوث، عندما يأتي الشماس ليرتدي ملابس الشمامسة "التونية" فإن الكاهن يقول له بسم الآب ضابط الكل، الابن الوحيد الجنس، الروح القدس المعزي، لابد أن تأخذ بركة الثالوث، على أي شيء فالكنيسة تعلمنا أنها تتبارك بالثالوث القدوس، عندما يبدأ الكاهن باختيار الحمل في القداس ويدخل إلي الداخل بالحمل المختار تجده يقول "إف إزمارؤوت إنجي إفنوتي إفيوت بي بانطوكراطور آمين"، "إف إزمارؤوت إنجي بي مونوجنيس إبشيري آمين"، "إف إزمارؤوت إنجي بي إبنيڤما إثؤواب آمين"، الآب ضابط الكل، الابن الوحيد الجنس، الروح القدس المعزي، كلما تدخل في علاقة مع الكنيسة ترى الكنيسة وهي تظل تقول "تين أوأوشت"، عندما تعطي السجود والمجد والعظمة لله المثلث الأقانيم، إذا قمنا بزيارة مزار البابا كيرلس سنجد بعض نماذج من خطابات كتبها بخط يده، ستجد خطاب من الخطابات يكتب فيها البداية يقول "سلام ونعمة ومحبة الله الآب أبونا كلنا وابنه الوحيد يسوع المسيح مخلصنا والروح القدس مرشدنا ومعزينا"، هذه التحية، يقول الله أبونا وابنه الوحيد مخلصنا والروح القدس مرشدنا ومعزينا، يكلمك أن الله أبوك، وابنه هذا مخلصك، والروح القدس هذا مرشدك ومعزيك، الثالوث القدوس يعمل فينا من أجل خلاصنا من أجل بركتنا من أجل ارتفاعنا، كل ما نحتاجه يمكن أن نجده في الثالوث القدوس، كل ما نحتاجه، نحتاج لنعمة، لمشورة، لقوة، لثبات، لسلام كل هذه عطايا من الثالوث القدوس من الممكن أن يعطيها لنا، لذلك يا أحبائي الذي يتحدث عن الابن فقط يكون أخذ جزء وترك باقي الأجزاء مثل بالضبط الذي يتكلم مثلا عن دراسة أنه متفوق في العلوم نقول له لابد أن تكون تعرف قليلاً في الرياضيات، في اللغة، فليس صحيح أن تقول أنك متفوق في العلوم فقط لا، فالعلوم فقط بذلك لا تنجح، كذلك الكنيسة تعلمنا أن شركتنا هي مع الآب والابن والروح القدس، القداس نفسه ستجد هناك قداس يخاطب الآب، وتجد قداس يخاطب الابن، القداس الغوريغوري يخاطب الأبن "أيها الكائن الذي كان، الدائم إلى الأبد، الذاتي والمساوي والجليس، الخالق الشريك مع الآب، عندما نصلي القداس الباسيلي نخاطب الآب "يا الله العظيم الأبدي الذي جبل الإنسان على غير فساد الموت الذي دخل إلى العالم هدمته بالظهور المحيي الذي لابنك الوحيد" عندما نقول لابنك الوحيد فمن يخاطب؟ يخاطب الآب، حينئذ القداس نفسه من خلال عبادتنا في الكنيسة يقول هذا يخاطب الآب، تقول لي إذن وما الفرق؟ يقول لك لا الكنيسة تقصد هذا، تقصد أنها تخاطب الآب وتخاطب الابن وتخاطب الروح القدس، الكنيسة تقصد، تقصد أن تفعل العشرة مع الثالوث القدوس، تقصد أن تنقل لأولادها خبرة معرفة الثالوث القدوس، لذلك القديس كيرلس الكبير كان يقول "كل شيء يفعله الآب بالابن عن طريق الروح القدس"، في تفكيرك بمن خلق العالم؟ العالم خلق بكلمة من الآب، ولكن من الذي خلق بالفعل؟ الابن، قال الله ليكن نور فمن الذي فعل النور؟ الابن، هناك شركة بين الآب وبين الابن وبين الروح القدس، هل الابن تجسد بمعزل عن الآب وبمعزل عن الروح القدس، عندما أتى إلينا آتى بمفرده؟ لا فهو جاء إلينا مرسلاً من الآب، وجاء إلينا عن طريق الروح القدس، محمولاً به من الروح القدس، إذن يا أحبائي لو تحدثنا مع الابن بمفرده لا يصح، فهل الابن الذي فدانا بمفرده لا الثالوث هو الذي فدانا، لكن الابن هو الذي تمم الفداء، الآب دفع إليه كل شيء، نعم ولكن أعطى كل شيء للابن، وأعطى الحكم كله للابن، لماذا؟ لأنه الآب والابن والروح القدس واحد.
لذلك يا أحبائي يقول "تهلل يسوع بالروح القدس"، بالطبع أنتم تريدون أن كل آلام الخدمة وكل الأتعاب والضيقات والاضطهادات وكيد الكتبة والفريسيين ومؤامراتهم ومشورتهم وحيلهم تريدون الآب يقابلها بمفرده، لا الروح القدس كان يعزيه، لذلك يقول لك هنا تهلل بالروح القدس، الروح القدس هو المعزي، وعندما جاء ليصلي قال "أشكرك أيها الآب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء الفهماء وأعلنتها للأطفال، نعم أيها الآب هكذا قد صارت المسرة أمامك. كل شيء قد دفع إلي من أبي وليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب، ومن هو الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يعلن له"، إذن معرفة الآب لا تأتي بدون الابن، ومعرفة الابن لا تأتي بدون الآب، وعندما طلبوا منه أن يفهموا الآب قال لهم الذي رآني قد رأي الآب، عندما تريد أن تعرف الآب لأن معلوماتك عنه قليلة يقول لك تريد أن تعرف الآب؟ عن طريق الابن، هو يعرفك به، الجميل في الثالوث يا أحبائي أنه لا يوجد أحد منهم منفصل، أن يأخذ عمل لحسابه بمفرده، لا فبمجرد أن تدخل في شركة مع الآب على الفور تجد نفسك مع ابنه والروح القدس، عندما تدخل في شركة مع الابن على الفور تجد نفسك مع الآب والروح القدس، عندما تدخل في شركة مع الروح القدس تجد نفسك في شركة مع الآب والابن، الثلاثة يعملوا عملا واحداً مكملا، عندما نأتي لنصلي يا أحبائي هيا نصلي للثالوث القدوس، هيا نطلب من الثالوث، هيا نكون علاقة مع الآب والابن والروح القدس، هيا نحاول عندما نصلي نفعل ثلاث سجدات، سجدة للآب وسجدة للابن وسجدة للروح القدس، عندما نتكلم عن الثالوث تكون في أذهاننا وأفواهنا مباركة للآب والابن والروح القدس، من بداية رشمنا علامة الصليب مع كل كلمة الآب والابن والروح القدس يشعر بمعني آب ومعني ابن ومعني روح قدس، لأنه لا يصح أبدا أن عبادتنا تكون بالابن فقط لأن هذا سيمنع عننا بركات أزلية وأبدية، لأن الابن هو صورة الآب، الابن هو رسم جوهر الآب، الابن هو كلمة الآب، الابن هو المرسل من الآب، هذا يا أحبائي الآب والأبن، عندما يتقدم شاب لفتاه تجد أنه جزء مهم في العلاقة بينهم هو الأب، من الأب؟ وعندما يتعرف الشاب على الفتاه البيوت تود أن تتعرف على بعضها، وعندما يوجد قلق بين البيوت نقول أن هناك شيء غير صحيح، لابد أن يشعر الشاب بالارتياح للفتاه هذا جزء من الأمر لكن لابد أيضا أن تشعر البيوت بالارتياح لبعضها لماذا؟ لأن هذا أبوها، لأنه هو أبوه، تقول هذا شيء وهذا شيء آخر، أقول لك لا أستطيع، لا أعرف أفصلهم عن بعضهم البعض، هذا من هذا، وهذا من هذا، نحن أيضا يا أحبائي عندما ندخل في عشرة مع الابن لا يصلح أن تدخل مع الابن بدون الآب، ولا مع الآب بدون الأبن.
لذلك يا أحبائي ربنا يسوع اليوم يعلمنا هذا التعليم، يعلمنا كيف يكون هذا الثالوث القدوس هو فرحك، كيف يكون هذا الثالوث القدوس موضع نغمك وتسبيحك، لو نظرت إلى الكلام الذي يخاطب الثالوث القدوس في التسبحة، في الذكصولوجيات، أنظر على مخاطبة الكنيسة للثالوث القدوس تجد دائما الكنيسة تختم كل عبادتها وصلواتها ببركة الثالوث القدوس، عندما تحب الكنيسة أن تصرف أولادها وتودعهم، وترسلهم إلى العالم تجد آخر كلمة يقولها الكاهن لنا في القداس "محبة الله الآب، نعمة الابن الوحيد، شركة وموهبة وعطية الروح القدس تكون معكم أمضوا بسلام"، بمعنى قبل أن تذهبوا قبل أن تنصرفوا من الكنيسة كونوا محمولين ببركة الروح القدس، خذوا محبة الآب، خذوا نعمة الابن الوحيد، خذوا شركة وموهبة وعطية الروح القدس، تقول لكم طالما أخذتم هذه البركة انطلقوا للعالم، أنتم فرح العالم، أنتم صوته، أنتم رسالته، أنتم محملين للعالم برسالة فرح الثالوث القدوس وعمله، لا تعتقد أن الثالوث القدوس بعيد عن ظروفك، أو بعيد عن توبتك، أو بعيد عن طلباتك لا أطلب باسم الثالوث، وتعزي باسم الثالوث، واعمل كل شيء باسم الثالوث، عندما تأتي لتأكل أرشم الصليب الآب، الابن، الروح القدس، عندما تأتي لتذهب أرشم على نفسك علامة الصليب الآب والابن والروح القدس، عندما تصلي ارشم علي نفسك علامة الصليب الآب والابن والروح القدس، قم بإدخال الثالوث القدوس في حياتك ستجد بركة أضيفت إليك.
ربنا يعطينا كيف ندخل في عشرة مع الثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس.
يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.
أتحبنى الجمعة الأخيرة من شهر نسئ
أنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائى فصل من بشارة معلمنا مرقص البشير إصحاح عشرة فهل كلنا عارفينة لما تقدم إلية تلميذة يعقوب ويوحنا أبنا زبدى فقالا لة تريد أن تفعل لنا كل ما طلبناة عايزين طلب منك فقال لهم أنتم عايزين أية ؟ماذا تريدان أن أفعل لكما ؟ فقالا لة أعطنا أن نجلس واحد عن يمينك والأخر عن يسارك فى مجدك . فى الحقيقة طلب جميل ، لكن ممكن يبقى الشخص الذى يطلبة هو مش حاسب اللحظة بتاعتة ، هما عايزين المجد هما عايزين الكرامة هما عايزين يكونو ملتصقين بالسيد المسيح بأستمرار زى ما واحد من كتر ما بيحب واحد يقولة أنا نفسى أعيش معاك على طول فهما كأنهما بيقولوا لة كدة نفسنا نجلس معاك مش بس حبناً كمان فى المجد كمان فوق . فقال لهما يسوع لستما تعلمان ما تطلبان وكأنهما بيقولوا لة لية بس لية ما أحنا عارفين عايزين أية أحنا عايزين واحد يقعد يمينك وواحد شمالك وأحنا كان بيتهأ لنا أن أول لما تسمع حاجة واحد بيقولك كدة تقولة تحت أمرك حاضر من عينى دا طلب جميل يارب كل الناس تطلب الطلب بتاعكم دة لكن قال لهما لا أنتم مش عارفين أنتم بتطلبوا أية بعدين واجههم بقى بالحقيقة أية هى الحقيقة أتسطتيعان أن تشربا الكأس التى أشربها أنا فقالا لة نستطيع أية هو الكأس وأن تصطبغا بالصبغة التى أصطبغ بها أنا فقالا لة نستطيع أية هو الكأس الصليب وأية هى الصبغة الام تقدرون أنتم تشربوا الكأس اللى أنا أشربها تقدروا تتصلبوا تقدروا تصطبغوا بدمكم تقدروا تحتملوا هذة الأًلام وهذة الأهانات وهذة الأتعاب تقدروا تشيلوا الصليب فقال لهما يسوع أما الكأس التى أشربها أنا فتشرباها والصبغة التى أصطبغ بها أنا تستطيعان وأما الجلوس عن يمينى وعن يسارى فليس لى أن أعطية إلا للذين أعد لهم . أحنا يا أحبائى بنمر بفترة مليانة قلق وأخبار كتير مزعجة وفية حاجات مزعجة فعلا ، لكن فى الحقيقة الجواب بتاع الأنجيل بتاع أنهاردة بيرد على القلق اللى أحنا فية وكأن ربنا عايز يقول لنا فية صبغة لازم تصطبغوا بها وفية كأس لازم يتشرب والصبغة والكأس دول هما السبب بتاع المجد وهما الطريق بتاع الجلوس عن يمينة وعن يسارة . عشان كدة نقدر نقول يا أحبائى لو قعدنا نقيس اللى بيحصل دلوقتى بمقايسنا أحنا البشرية هنعثر جدا ونتعب جدا ونخاف جدا ونضطرب جدا طيب ما هو اللى بيحصل كتير شوف كام كنيسة أتحرقوا شوف كام واحد أستشهد وشوف كام واحد أتعذب ولية ربنا مش بيدافع عننا ولية ربنا مش بيدافع عن كنيستة ولية ربنا مش بيدافع عن ولادة . طيب لية سايبنا كدة لغاية أمتى ياما يا أحبائى نقيس أمور سماوية بأشياء أرضية ياما يا أحبائى عقولنا البشرية هى اللى تغلب والإيمان ينسحب ودى خطة عدو الخير الخطيرة وهى أن يوقعنا فى فخ الخوف وفى فخ الضعف وفخ عدم الإيمان بل أخطر من اللى بيحصل اللى بيحصل يا أحبائى صدقونى مش جديد على الكنيسة ولا على تاريخ الكنيسة أنت تستغرب لو عرفت عدد الكنائس فى مصر كان قد أية وتتعجب تتعجب من عدد الأديرة اللى كانت فى مصر قد أية الساحل الشمالى دة يا أحبائى كان كلة أديرة كل كيلو او اتنين كيلو تلاقى دير ويقولوا كدة طول ما أنت ماشى فى الساحل الشمالى دة أصوات التسبيح لا تنقطع يعنى تخلص دير تكون سامع صوتة يادوب الصوت ينخفض تسمع صوت الدير اللى بعدة لغاية مرسى مطروح طب أمال الاديرة اللى أتهدمت قد أية قالك الأديرة ممكن تنهدم لكن الأيمان يبقى لو جينا نخير ربنا ونقول يارب الإيمان ولا الأماكن يقولك الإيمان . إن كان على الأماكن يا أحبائى تعالوا روحو أوروبا ولا روحوا أمريكا وأتفرجوا على الكنائس والكاتدرائيات الشاهقة اللى لا تستعمل أبداً اللى بتتحول إلى متاحف روح كدة حتى روما روح كدة إيطاليا أتفرج على عظمة الكنائس اللى هناك حولوها لمتاحف تدخل بأشتراك أشتراك كبير أشتراك ضخم تدخل لية تدخل علشان تصور وتتصور تدخل علشان تنبهر ولكن اللة يقصد أن تكون بيوت عبادتة متاحف وهل اللة يريد أن يكون لة أماكن لمجرد التصوير ولا للتفاخر . لما جة يتولد أتولد فى مزود ولما عاش عاش فى احقر المدن بيت لحم الصغرى بين مدن يهوذا يا أحبائى أحنا لابد نعرف أن إيماننا أهم من أى حاجة تانية وأن أحنا حبنا كلة للة وأن الإيمان يقاس بنا أحنا مش بعددنا وأن مخافة اللة اللى جوانا هى أهم من أى خوف تانى علشان كدة قالك أما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا . لما عدو الخير يعمل خطط ويهز بهما الإيمان يبقى هو كدة نجح لكن لو عمل خطط وثبت بهما الإيمان يبقى هو كدة فشل ، أحنا يا أحبائى محتاجين أن أحنا نثبت فى مواعيد ربنا وتيجى على الحتة بتاعت مواعيد ربنا واحد يقولك طيب ما فية مواعيد بتقولك شعرة من رؤوسكم لا تسقط طيب مافية مواعيد بتقول أبواب الجحيم لن تقوى عليها طيب ما فية مواعيد بتقول عظم من عظام يحفظ جميع عظامكم واحدة منهم لا ينكسر طيب المواعيد أهة المواعيد موجودة لية مش بتتحقق يقولك خلى بالك المواعيد دى مواعيد أبدية مش زمنية لما يقولك يحفظ جميع عظامكم دة مش مقصود بة العظم بتاعك بتاع دلوقتى لأ يحفظك أبديا بلا عيب حتى وأن قطعت أعضائكم لكن يحفظ جميع عظامكم يحفظ إيمانكم ويحفظ قلبك ويحفظ سلامة نفسك من الداخل علشان كدة يا أحبائى لما تيجى تشوف واحد قديس زى القديس يعقوب المقطع ما هو تقطع بس تعالى اتفرج علية فى السماء وكرامتة ومجدة تفهم يعنى أية يحفظ جميع عظامكم الأمر أمر أبدى مش زمنى لما تيجى تتفرج على نفوس المؤمنين العابدين المصلين فى أصغر مكان وأبسط مكان تعرف يعنى أية أن قصد ربنا يا أحبائى أن نثبت فية وأن نثبت فى كتبة وأن نثبت فى إيمانة . أحبائى أحنا لابد أن نعرف أن تفكيرنا إلى حد كبير محصور فى الأرض والزمن لكن تفكير ربنا مركز على السماء والأبدية تفكيرنا أرضى زمنى وتفكير اللة أبدى سماوى ومن هنا التعارض أحنا عايزين أن الناس ترفعنا على الأكتاف أحنا عايزين أن بيجى واحد مثلا يكون عايز يهد كنيسة ولا بعمل حاجة الأرض تنشق وتبلعة حد يضربة برصاصة يموت او ايدة تنشل أحنا عايزين كدة وساعتها نقول معجزة وكلنا نبقى مبسوطين ويجلنا أنتعاش يقولك مش هو دة المقياس الروحى ومش هى دى معايير اللة علشان كدة قالك تعالى أشرب الكأس اللى أنا أشربها تعالى اصطبغ بنفس الصبغة اللى أنا اصطبغت بها . هو ربنا يسوع لما جة واحد يدق مسمار فى أيدية شلهالة . هو ربنا يسوع لما اقتيد للذبح عمل اية فى صالبية دعى لهم بالبركة وهل ترك الصليب يتم ولا أستخدم قدرتة الألهية فى إيقاف الصليب أبداً ولا أستخدم قوتة الالهية فى أتمام الصليب علشان كدة يا أحبائى الصليب تم . سيدنا يسوع المسيح عرى من ثيابة وتفل علية وجلد وأهين ووضع فى رأسة أكليل شوك لطم على وجهة دة الكأس يا أحبائى نفوسنا تجزع من هذا الكأس يا أحبائى ونفوسنا تهرب من الام نفوسنا تتضايق من سيرة الصليب يقولك مفيش مجد من غير صليب علشان كدة قالك كدة هو قالو لة نستطيع رجع تانى ربنا يسوع فقال لهما أما الكأس التى أنا أشربها فتشربها والصبغة التى اصطبغ بها أنا تصطبغان دة يا أحبائى دة الشرط بتاع المجد اللى ربنا وعدنا بة وهب لكم لا أن تؤمنوا بة فقط بل تعالو أيضا معة . أحنا يا أحبائى بنتألم مش بنمشى فى طريق لوحدنا لا دة طريق هو سلكة قبلنا والطريق هو كرسة من أجلنا دة طريق هو أختارة بأرادتة دة هو أحب الصليب من أجل السر الموضوع أمامة أحتمل الصليب مستهينا بالعار علشان كدة يا أحبائى نفوسنا متخافش ومتجزعش لانة لو خفنا يبقى دة هو اللى أصعب من أى حاجة تانية اللى أصعب من أن الكنيسة تنهد أن الإيمان ينهد اللى أصعب من أى حد فينا يتهان ولا يتجلد ولا حتى يموت أن الإيمان هو اللى بيموت علشان كدة اثبت فى مسيحك لما تيجى تسمع ان فية مخاطر صلى . صلى وأرفع قلبك لفوق قولة يارب دبر يارب احرس يارب احمى وصلى مش بس بالنسبة لكنيستك ولا لاخواتك المسيحين صلى للبلد كلها صلى للمضطهدين صلى للمتضايقين صلى للمتألمين صلى للمحبوسين صلى لكل اللى فى خطر صلى من أجل الكل وأفتح قلبك بالحب للكل وخليك زى سيدك متخليش قلبك أبداً يتملى بالبغيضة لان يوم ما عدو الخير يحاربنا بحربين يبقى هزمنا الهزيمة قائلة يحاربنا بالإيمان والمحبة حرب شنيعة أصعب من حرب الرصاص لما يهد الإيمان ويهد المحبة يبقى بقى أية ؟ يا احبائى يبقى فين المسيح وفين المسيحية أذن يا أحبائى أحنا محتاجين حدأً لهذة الفترة أن يكون لنا رسوخ فى الإيمان وأن يكون لنا ثبات فى المحبة لتكن المحبة بغير رياء محبة صادقة محبة ينبوعها ربنا يسوع المسيح المصلوب الغافر لصالبية محبة حقيقية انجيلية كاملة من ضمير كامل بلا لوم وبلا غش محبة بحسب محبة ربنا يسوع المسيح احنا يا أحبائى طريق كنيستنا مليان بالاًلاًم اللى يقولك غير كدة اللى عايز يوسعلك الباب قولة لا يا حبيبى أحنا الباب بتاعنا ضيق وأحنا عارفينة كويس . أما الكأس اللى أنا اشربها أنتم تشربوها وأن الصبغة التى اصبغ بها أنتم تصبغون بها دة الشرط يا أحبائى فية شرط فية طريق جديد حيا كرسة لنا بالاًلاًم هو دة الطريق يا أحبائى هو دة الطريق هو دة الشرط اللى قالة من اراد منكم أن يأتى ورائى فلينكر نفسة ويحمل صليبة كل يوم ويتبعنى فية صليب يا أحبائى لابد أن أحنا نشيلة المسيحية غالية المسيحية هى طريق يؤدى بك إلى المجد السماوى فلابد يا أحبائى أن أحنا لا نستثقل ولا نهرب ولا نجزع أبداً من حمل أى صليب مستعدة نفوسنا لأى الاًم ولكن لا نفرط فى إيماننا ولا نفرط فى محبتنا أبداً مهما كان الثمن علشان كدة يا أحبائى أمسك فى مواعيد ربنا أمسك مزاميرك وصلى بيها أمسك صليب أصرخ لألهك وقول كيرياليسون أرفع قلبك لربنا أعمل تماجيد للقديسين اللى بتحبهم هتلاقى نفسك أنت أمتليت بالسلام حتى ولو كانت ظروف اللى حواليك لسة مليانة أضطراب وثق لأن صلاتك لها تأثير كبير حتى ولو كنت أنت شايف أن فية شرور بتحصل لكن ممكن تكون شرور يسيرة وضعت من أجل صلاتك دة يا أحبائى إيماننا ودة رجائنا أحنا عايشينة عايشين يا أحبائى بالرجاء وبالإيمان دة لو شفت كدة أبائك القديسين فى تاريخ كنيستك هتلاقى ياما عدى ( فات )عليها عصور ياما مضطهدين ياما أباطرة وياما دول و ياما حكام وياما طغاة قسوا على الكنيسة ولكن الكنيسة تثبت والإيمان يثبت بكل ضيق عملوة بخدعة من عدو الخير علشان كدة يا أحبائى أحنا لازم نعرف كدة أن للرب حرب مع عماليق من دور إلى دور وأن قوات الظلمة هى التى تحرك وأن عدو الخير متربص ومن أكتر الأمور التى تقلقة هى علامة الصليب وهى الذبيحة وهى المسيحين علشان كدة يا أحبائى أحنا كمان نقولة أحنا ياربى كما سلكت انت ينبغى ان نسلك نحن . هات يارب كأسك نشربها وهات يارب الصبغة بتاعتك نصطبغ بها وإن كنا ضعفاء فأنت تسندنا أنت يارب اللى قدام عنينا وصليبك قدام عنينا لا نجزع أبداً طول ما أنت قدامنا تقدمنا أنت حامل صليبك . أسندنا أنت وأعطنا أنت النعمة أن أحنا نعيد صليبك لأننا نحن الضعفاء لكن بك أنت أحنا نقدر نشيل الصليب علشان كدة يا أحبائى كل لباس الصليب وكل أنسان وكل الأباء أحتملوا بكل سرور وبكل فرح أذكر لما يكونوا مروا على دير للعذارى ويأكلوا كل العذارى اللى فية لكن يكون فية واحدة عذراء عندها شلل فمش قادرة تتحرك فمحبوسة فى القلاية بتاعتها وسامعة أصوات الام سامعة أصوات الصراخ والالم المتدفق وشايفة المناظر بس هم مش شايفينها تعمل أية ؟ تصرخ وتقعد تحرك فى الباب بتاع القلاية بتاعتها علشان تلفت انتباههم أن يوجد هنا عذراء باقية أحبوا التعب أحبوا الموت عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكى ينالو قيامة أفضل ( رتبة ) درجة وأحنا واثقين يا أحبائى فى مواعيد ربنا وواثقين أن البلد للى حط رجلية فيها بيباركها مهما كان فية معابد بيباركها تعالى اتفرج كدة فى الدول اللى حوالينا هتلاقى المسيحية فيها بتندثر لكن فى مصر المسيحية بتقوى تسمع يا أحبائى عن قديسين كتير جداً نسمع عن القديس اغسطينوس دة فين القديس أغسطينوس دة فى بلد أسمها هبو فين دى فى الجزائر فين المسيحية فين المسيحية فى تركيا يا أحبائى فين فين ؟ علشان كدة يا أحبائى قديسى مصر وروما شهداء مصر وأبرار مصر ورهبان مصر وعذارى مصر حافظين مصر بناء على الوعد بتاعة أن يكون لة مذبح فى وسط أرض مصر لا نخاف يا أحبائى نجعل رجائنا وثقتنا فية علشان كدة أمبارح اللى بيحضر قداس يقولك يا أحبائى لا تستغربوا من البلوة المحرقة المحيطة بينكم الحارثة بينكم لا ما تستغربش لأن أكيد ربنا لة ارادة علشان كدة عايز يقولك أن لما أنت تمسك فى مواعيد ربنا أنت تتشدد بالإيمان هتلاقى نفسك أمتلئت بالسلام أرجوك بدل ما تضع روح القلق فى أى واحد من اللى حواليك أزرع فية سلام أرجوك حتى لو أنت قلقان صلى النهاردة لو فية كلام على أنة هيبقى يوم صعب أجعلة يكون يوم صلاة خلى انهاردة يوم أتحاد بألهك زى ما قال دنيال قال أنا لم أقضى هذة اليلة مع الأسود ولكننى قضيتها مع الملائكة كانت الليلة اللى دنيال قضاها فى جب الأسود حسبت لة أنها من أجمل أيام عمرة لم يقضيها مع الأسود ولكن قضاها مع الملائكة اللة يعطينا سلام اللة يعطينا إيمان وأن يعطينا محبة ويكمل نقائصنا ويثبت إيماننا ولالهنا المجد دائماً .
اعد لكم مكان الجمعة الأولى من شهر بؤونة
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين ، تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين.
الفترة التي نعيشها الآن ياأحبائي ما بين عيد الصعود وما بين عيد حلول الروح القدس هذه الفترة لها كرامة كبيرة جدًا في الكنيسة ويطلقون عليها فترة العشرة أيام،هؤلاء العشرة أيام يا أحبائي تكون الكنيسة كلها والمؤمنين في حالة ترقب، فهم آخذين وعد بأنهم سيأخذون عطية عظمى،آخذين وعد ألا يتركوا مكانهم،"لا تبرحوا أورشليم"،آخذين وعد أنهم يكونوا في حالة اعتكاف، في حالة صوم وصلاة في حالة طلبة وتضرع، في حالة ترقب شديد لعطية عظمى، هذه يا أحبائي الروح التي من المفترض أن تكون لدينا الآن ونحن ننتظر عطية الروح القدس ونحن ننتظر العطية العظمى، موعد الآب،العشرة أيام يا أحبائي يعلمنا الآباء أننا نكون فيهم في حالة رفع قلب باستمرار، وفي حالة اشتياق للعطية التي يريد الله أن يعطيها لنا،ويظل يعدنا بأنه ذاهب ليعد لنا مكان،عندما ترك السيد المسيح التلاميذ وكان أمر ليس سهلاً، عندما رأوه وهو ذاهب إلى فوق ويفارقهم فهذا أمر ليس سهلاً، وكأنهم يقولوا له نحن رأيناك وأنت تفارقنا وأنت على الصليب،رأيناك وأنت تفارقنا وأنت في القبر،لكننا تهللنا فرحا عندما وجدناك قد قمت،فعندما قمت قلنا بذلك إنتهى الأمرفهويجلس معنا للأبد، لن يموت مرة أخرى،قال لهم لا أنا لن أموت مرة أخرى، لكن أنا سوف أصعد،لكنك عندما تصعد فأنت بذلك تتركنا، قال لا أنا سأفعل معكم أمرين:-
١- أنا ذاهب إلى هناك لكي أطمئنكم على المكان وأعدلكم مكان.
٢-أرسل إليكم الروح القدس المعزي هو يذكركم بكل شيء.
إذا كنتم ترون أن صعودي خسارة،فالخسارة الحقيقية أنني أظل معكم،لأني لو لم أصعدلن أرسل لكم هذه العطية،لذلك يا أحبائي نحن في اشتياق وترقب لتحقيق هذا الموعد،ذاهب ليعد لنا مكان،ماذا حدث في الصعود؟ الصعود أن كل تدابير الخلاص التي فعلها ربنا يسوع المسيح معنا وأكملها بداية من التجسد وافتقاده لنا في أرض مشقتنا وفي شقاء طبيعتنا، بداية من أنه أتى إلى العالم واقترب منا جداً، بداية من أنه تمم كل تدابير الخلاص وتدابير الفداء إلى أن صلب ومات وقام وصعد، لماذاصعد؟ ليصعدنا معه،لماذا صعد؟ليترآى أمام الآب ممثلا للبشرية كلها التي بلا عيب، البشرية المفتدية،لقد أزيل حكم الخطية،وتمزق، وأصبح المسيح القدوس البار واقف أمام الآب ممثل عن البشرية ونيابة عن البشرية وكلنا موجودين فيه،بمعني أننا الآن مبررين لأن المسيح واقف أمام الآب يمثلنا، والمسيح بلا عيب،نحن في المسيح يسوع مبررين، ونحن في المسيح يسوع بلا عيب، أصعب موقف يا أحبائي أن الإنسان ينظر إلى نفسه خارج المسيح،أصعب شيء أن الإنسان يقيم نفسه بنفسه سيجد نفسه بعيد، لكن الجميل أني أنظر إلى نفسي داخل المسيح، أنا داخل المسيح أين أنا؟ أنا جالس عن يمين الآب، أنا في المسيح يسوع مكرم، أنا مكرم في المسيح يسوع، أنا موضع سرور الآب،لماذا؟ لأن الابن موضع سرور الآب، كل ما فعله المسيح يا أحبائي فعله من أجلنا،ونحن اشتركنا في جسد المسيح،والمسيح اشترك في جسمنا لكي تكون كل الأفعال التي فعلها نحن جزء منها، أنا قطعة من المسيح، أنا جزء من جسم المسيح الذي يقف الآن أمام الآب ،فأكون أين أنا الآن؟ أنا أقف أمام الآب،لذلك يا أحبائي الصعود يعيد لنا كرامتنا المفقودة، الإنسان بجهله وخطيته نزل إلى أسفل جحيم الأرض، إلى الأرض السفلى، الإنسان بجهله وخطيته نزل إلى أعماق الهاوية،والمسيح ببره صعد إلى أعلى السموات،فأين مكاننا الآن؟ في أعلى السموات، ونحن أين بالخطية؟ نحن في أسفل الهاوية،أين أنا؟ أنا في المسيح يسوع إذن أنا في أعلى السماوات.
هذا يا أحبائي الذي فعله المسيح في تدبير الفداء، يطمئنا،يطمئنا ويشفق ويتحنن علينا ويؤكد علينا أين نحن؟،عندئذ فالذي يكون غيرمصدق لهذا الكلام و كأنه غير مصدق تدبير الخلاص، كأنه غير مصدق الميراث الذي أعطاه لنا المسيح، قال لك "وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات"،فهذا الوعد يا أحبائي، وهذه الحقيقة ليس فقط وعد،عندما يرى الإنسان نفسه في المسيح يصبح كله رجاء، مهما كان خاطئ، مهما كان ضعيف، لكن أنا في المسيح يسوع أنا شخص آخر،ما أصعب أن نرى أنفسنا خارج المسيح،سنجد يأس وإحباط و حزن وهم وفشل،سنجد أموركثيرة خارج المسيح، لكن في المسيح كل ما فيك جميل مهما كان لديك عيوب، يقول لك "كلك جميلة يا حبيبتي كلك جميلة" ليس فيك عيب البتة، أقول له لكن أنا ممتلئ عيوب، يقول لك عيوبك المسيح حملها، عيوبك المسيح حملها ورفعها لكي يعطيك بره،لأن هذا هو صميم عمله،أن البار من أجل الأثمة،هذا يا أحبائي فعل الصعود الذي لابد أن نتمتع به،ونأخذ فعله وقوته وبركته، المسيح يقول لك أنت في، وأنا مكاني بجوارالآب،فبذلك أنت مكانك بجوار الآب، صعد ووعدنا أنه يعد لنا مكان،لكن وماذا بعد ذلك؟! قال لك أنا سوف آخذكم معي،ما الفائدة من أن يكون المسيح فوق بدوننا؟ما الفائدة يا أحبائي أن يبني شخص قصر جميل ويجلس فيه بمفرده،ينفق عليه كثيراً، كل مامعه، وفي النهاية تقول له هل ستحضرأولادك هنا؟ يقول لك لا، لا هذا مكان جميل لم يستحقوه،نقول له لا، لا أنت الذي لا تستحقه. ما هذا؟! ما الذي فعل كل ذلك لأجل نفسه؟!.
كذلك المسيح ياأحبائي، المسيح صعد إلى السماء ليس لكي هو يصعد إلى السماء، هو ساكن في الأعالي، هو كان في السماء، نزل من السماء من أجلنا،لماذا نزل؟!لكي يأخذنا معه،المسيح نزل يا أحبائي لكي يأخذنا معه، بهجة المسيح في خلاصنا،ومسرة المسيح في رجوعنا للفردوس الذي فقدناه ولمكانتناعند الآب،هذه يا أحبائي الكرامة التي نأخذها في المسيح يسوع، يقول لك تعالى أنا ماضي أعد لكم مكان،"في بيت أبي منازل كثيرة"،سوف تسمع كثيراً في هؤلاء العشرة أيام عن ما الذي يفعله المسيح لكي يأخذنا معه، لكي يرد لنا كرامتنا المفقودة.لذلك نحن الآن نضع كل أفكارنا فوق في السماء في المكان الذي نحتاج أن نذهب له، في المكان الذي ننتظره ونترقبه،أحياناً شخص يسبق أسرته ويسافر إلى مكان ما،ومن أول لحظة وهو يسافر في هذا المكان، هو يفكركيف يحضرالأسرة،ويفكرماذا يفعل لهم؟،أين يدرس أبنائه؟،وماذا هوسيعمل؟، وأين يسكنوا؟، كيف يطمئن عليهم؟،وكيف يطمئن على كل فرد؟،ويهتم بمصلحة الكل، ويظل يدبر إلى أن يأخذ الوعد أنهم سوف يأتون،يرسل لهم ويقول تعالوا يا للمسرة إذن.فنحن كذلك يا أحبائي المسيح صعد إلى السماء وظل يرتب لنا كل شيء،أرسل لنا تأشيرة الدخول، قال لنا قد أعددت كل شيءهيا تعالوا،فما الذي نفعله ونحن جالسين هنا؟ كلمة بسيطة جداً تعبرعن لماذا نحن هنا،نحن جالسين لنجمع عدتنا، نحن جالسين نجهز أنفسنا للرحلة، التأشيرة معنا، المكان موجود، الضمان موجود، الحياة الجميلة موجودة وكل شيء موجود،لماذا نحن جالسين هنا؟، ماذا نفعل هنا؟،نجهزأنفسنا فقط، نحن أشخاص تجهزأنفسها للسفر،الذين يجهزون أنفسهم للسفر يكونوا منشغلين بأمور عالية جداً،ليسوا منشغلين بالأمور القليلة الموجودة أسفل،لا يوجد شخص يهاجر البلد ويأتي إليه شخص يقول له شاركني في مشروع أنا لدي مشروع جميل،فيقول له لا، لا أشكرك، شكرا لك، تقول له أنه سيربحه كثيراً،يقول لك معذرة أشكرك أنا أغلق أعمالي،لن أفتح في أعمال جديدة، لا،لا،إذا كنت تريد أن تقدم لي خدمة حقا تقول لي على أعمال نفعلها هناك، هنا لا،فأنا أنهيت كل شيء.الذي يريد يا أحبائي أن يعيش في السماء عليه أن يفكر من الآن ماذا يفعل فوق، يتعلم التسبيح، يصنع له أصدقاء هناك، يصادق القديسين،يتدرب كثيراً على الوجود في حضرة الله،يجلس كثيراً مع الملائكة،يسبح،يبدأ يعرف ما الذي يأمن مستقبله الأبدي،هذا هو يا أحبائي موقفنا الآن،نحن موقفنا الآن يا أحبائي موقف أشخاص تشتاق للرحيل، وتجمع في متعلقاتها،تجمع في أثاث المنزل.هناك قصة جميلة في الكتاب المقدس توضح لنا هذا المعنى لكن للأسف عندما نأتي لنقرأ الكتاب المقدس والمسيح غائب عن أعيننا، فإننا نقرأه كحكاية، تتذكروا يوسف الصديق عندما كان في أرض مصر، وكانت هناك مجاعة وهو قد جمع خير كثير وجمع غلة كثير وحنطة كثير أصبحت لاستبقاء حياة كل البلاد الذين حوله،أصبح الخير كله عندي وسف،أصبحت الحياة كلها عند يوسف، أصبحت البهجة والسعادة والسرور عند يوسف،ولكن عند أبونا يعقوب وأولاده هناك جوع، فقر،موت ينتظرهم، ذهبوا ليوسف لكي يأخذوا حنطة،المهم أن يوسف كشف لهم نفسه وقال لهم لا ما الذي يجعلكم تجلسون هناك؟،أنتم تأتواإلي، اجمعوا متعلقاتكم وتعالوا، وقال لهم لا تحزنوا على الأثاث الذي سوف تتركوه،يريد أن يقول لهم حتي عندما تأتوا لا تحملوا أشياء كثيرة، كل الأشياء هنا جميلة،أتركوا كل شيء هناك ولا تحزنوا على شيء، أنا لا أريد سوى أنكم تأتوا، كل الأمور هنا جيدة،أنا هنا أجلس في قصر، لا تحضر شيء، أنا أريدك أنت، هذه القصة يا أحبائي توضح ما فعله المسيح،فيوسف يمثل المسيح الذي صعد كسابق من أجلنا،وأرسل ليحضرإخوته ويحضر أهله،ويقول لهم تعالوا ولا تحزنوا على الأثاث الذي تتركوه،تعالوا أجلسوا معي هذا ما حدث، فإن كل أسرة يوسف إخوته، ووالده أتوا وهم مطمئنين أنهم سيذهبوا إلى المكان الأفضل،مكان آمن، مكان ممتلئ بالخيرات.هذا يا أحبائي ما نفعله الآن،والذي فعله المسيح من أجلنا،يقول لك أنت تعيش في أرض جوع، متمسك بالجوع،أنت تعيش في أرض مهددة،أنت تعيش في مكان موت، تعالى للحياة، أنت تعيش في مكان مجهول، أنت تعيش في مكان غير آمن، تعالى.لماذا يا أحبائي ظروف الحياة دائما تلاحظ أن الله يظل يضيقها على الإنسان، رغم أننا نتوقع من الله أن يسعها،قال لا أنا أقصد ذلك لكي أجعلك تقول "في العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" أنا أقصد أنك من خلال آلامك في الحياة تفكر في ميراثك الأبدي، أنا أقصد من خلال المجاعة أنك تفكر في كيف تشبع، أنا أقصد أن أجعلك تعيش هنا في ضيق وفي ألم لكي تشتاق للراحة، ما هذا الكلام؟، قال لك هذا ما فعله المسيح معنا يا أحبائي، قال لك هيا تعالى، كل شيء قد أعد، أنا رتبت لك مكان،مكانك عندي ومكانك جميل،مكانك كله أمان، مكانك كله راحة،مكانك كله سلام.إذن نحن الآن يا أحبائي لابد أن يكون اشتياقنا الحقيقي في السماء،الكاهن في القداس يقول لكم أرفعوا قلوبكم، وأنتم تقولوا هي عند الرب،نحن كل شيء لنا فوق، فلماذا نجلس هنا نجهز بعض أشياء بسيطة، بمعنى أن شخص يقول لك متبقي لي بعض الأشياء القلائل،نحن هنا من اجل هذه القلائل،لا تربط نفسك ربطات جديدة ولا يكون الزمن الذي تجلسه هنا يزيد من ثقلك إلى أسفل،من المفترض أن يكون فرصة لارتفاعك إلى أعلى، هذه يا أحبائي الفترة التي نعيشها الآن،نحن نعيش فترة يا أحبائي نجهز أنفسنا ونعد أنفسنا لكي يكون لنا الميراث الأبدي الذي فعله معنا ربنا يسوع المسيح.لذلك نحن بكل إيمان و بكل فرح وبكل سرور نعيش،لماذا؟"لأن خفة ضيقاتنا الوقتية تنشأ لنا ثقل مجد أبدي"، الإنسان الذي لديه هذا الإيمان ياأحبائي يرى أمور الحياة ليس أنها أمور تضغط عليه، لكن هي أمور تؤهله بالأكثر لميراث ملكوت السماء، وكلما ضاقت الدنيا أكثر كلما يتأكد أكثر أن مكانه ليس هنا،هذا الإنسان يا أحبائي الذي عينه مفتوحة على ميراثه في السماء، لكن الذي عينه على الأرض كلما ضاقت الدنيا يتذمر،ضيق، شكوى حزن، ألم، مرار،لكن قل يا رب نحن حياتنا في يدك، أنت أبونا،وأنت أعطتنا كل شيء،ونحن لانريد شيء سوى أن يكون إيماننا ويقيننا معك أنت،حقا يمكن أن تقول أنه إذا كانت هناك ظروف معينة أفضل تكون الحياة جيدة،لكن إن لم يكن فهذابسماح منك،أنت ضابط الكل،أنت الذي عيون الكل تترجاك،أنت الذي تفتح ولا أحد يغلق وتغلق ولا أحد يفتح،أنت صاحب مفتاح مدينة داود، أنت الذي"من ذا الذي قال فكان والرب لم يأمر"،ثقتي كاملة فيك، وإيماني بك أنك تصنع معنا أكثر مما نسأل أو نفهم أو نفتكر،هذا هوياأحبائي يقيننا، الإنسان يا أحبائي الذي عينه وقلبه وأفكاره ومشاعره مشدودة فوق للسماء،تجد أن كثير من الأمور التي تحدث تحت لن تشغله كثيراً،لذلك قال أنا ذاهب لأعد لكم مكان، قال لك تعالى وجهز نفسك وجهز قلبك واجعل أشواقك باستمرار مرفوعة إلي فوق.ربنا يسوع المسيح الذي صعد إلى السماء ليجهز لنا مكان يجعلنا باستمرار نشتاق إلى فوق،ونتأكد من مكاننا، نجهز أنفسنا لكي يكون لنا الميراث، الميراث الذي لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل المحفوظ لنا في السماويات.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.
التناول الجمعة الثانية من الخماسين المقدسة
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين .تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهوركلها آمين.
اليوم الجمعة الثانية من الخماسين المقدسة،وفي هذا الأسبوع كله نجد الكنيسة تركزعلى كيفية التمتع بالقيامة من خلال اتحادنا بجسدالمسيح، أثناء رحلة القيامة تعطي لنا تفاصيل عن كيف تكون القيامة لها فعل في حياتنا،أشياء كثيرة تجعلنا نتمتع بالقيامة في حياتنا منها التناول،لماذا؟ لأن القيامة هي انتقال من موت إلى حياة،انتقال من خطية إلى بر،أنتقال من سلطان عدو الخير إلى حرية،كيف ينقل لي هذا الفعل؟،كيف أنتقل من الموت إلى الحياة؟،من الخطية إلى البر،من سلطان عدو الخير إلي الحرية، من الضعف إلى القوة،كيف ينقل؟ قال لك أنا أعطيك سر هذا الانتقال بالاتحاد بجسده ودمه، لأن ربنا يسوع المسيح هو رئيس الحياة،فنحن عندما نأخذ جسده ويختلط بنا ويمتزج بنا فنكون أخذنا رئيس الحياة داخلنا،عندما يدخل رئيس الحياة داخلنا ويكون داخلنا موت فماذا يحدث؟تحدث حياة من هنا يا أحبائي يحدثنا ويقول لنا "من يأكل جسدي ويشرب دمي له الحياة الأبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير،جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق، من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا أثبت فيه"،وقال أيضاً "من يأكلني يحيا"،وكأنه يريد أن يقول لك هل تريد أن تعيش؟،هل تريد أن تحيا؟،هل تريدالحياة الأبدية؟،هل تريد القيامة؟ اتحد بي،الإنسان يا أحبائي من بداية الخليقة كان يأكل من يد الله، كانت وسيلة شعوره بالوحدة والحب والحياة والألفة،لازال إلى اليوم يا أحبائي أن الأم أو الأب يكون من قمة سعادتهم أنهم يطعموا أبنائهم،كذلك الله من قمة سعادته بالإنسان ومن قمة سعادة الإنسان بالله أنه كان يطعم آدم،فمن بدأ يشعر بالغيرة من هذا؟عدوالخير،قال مثلما هو يأكل من أيدي الله أنا أجعل آدم يأكل من يدي، وللأسف حدثت المشكلة وبدأ آدم يقع في الفخ وأكل من يد الشيطان،الله يريد أن يعالج هذه القصة،فقال أنا سوف أعيد الإنسان مرة ثانيه يأكل من يدي،وهذا ما نحن فيه الآن يا أحبائي،ما الذي نحن فيه الآن؟،من أين نأكل؟ نأكل من يده،من الذي يناولنا في القداس؟ المسيح،فمن الذي نأخذ جسده؟ المسيح، نأخذه هو، هو بنفسه،نأخذه ويعطي لنا قوة، حياة، قيامة ينقلنا من حالة إلي حالة.
هذه ياأحبائي كيفيةالتمتع بالقيامة؟ أحيانا يقول الإنسان القيامة موضوع لا أشعر به، فالتجسد نعرف أن المسيح أخذ جسد،لكن القيامة كيف تنقل لنا؟الكنيسة قالت كيف تنقل لنا،هل هناك أحد يستطيع أن يتمتع بالقيامة دون الاتحاد بجسد المسيح ودمه،هيا لتأكل من يده،هيا لتعود مرة أخرى لحالة الفردوس،هيا لتعود مرة أخرى إلى حالة الحب والوحدة،وعندما تأكل جسم المسيح يدخل فيك،أنت نفسك تتحول إليه،أنت عندما يسكن فيك جسد المسيح وتأكله يختلط بدمك، بأعضائك، بجسدك،بكيانك،يصير لك فكر المسيح وحياة المسيح، ويصير جسدك مخلوط بجسم المسيح،لذلك نقول له عندما نتناول من أسرارك ترفع عقولنا لمشاهدة جلالك،عند تحول الخبزوالخمر إلى جسدك ودمك تتحد نفوسنا بألوهيتك،وهبت لنا أن نأكل جسدك علانية، أهلنا أن نمتزج بطهارتك سرا،وهبت لنا أن نشرب كأس دمك ظاهراً أهلنا للاتحاد بك خفية،هذا ما يحدث في التناول،اتحاد به، امتزاج بطهارته،نتحول إلى ألوهيته،هذا بحسب تعبيرات الكنيسة في قسمة يا حمل الله، هذايا أحبائي ما نعيشه،لذلك يا أحبائي نحن نمتزج بطهارته سرا، نحن نختلط بألوهيته،نحن نكون واحد في المسيح يسوع، وهذه غاية خلقتنا، غاية خلقتنا أن نكون واحد، لذلك ربنا يسوع المسيح في بستان جثسيماني قبل الصليب في صلاته الوداعية قال على هذه الغاية،قال أن يكون واحدا فينا،يريد أن يعيدنا مرة أخرى في وحدتنا مع الله،لأن الخطية أحدثت الانقسام، لذلك أبونا آدم أكل من يد الشيطان وانفصل، أكل من يد الشيطان وحزن،أكل من يد الشيطان وابتعد، أكل من يد الشيطان واختفى، فنحن اليوم عندما نتناول هل نحزن؟!لا بل نفرح، قمة الفرح في ألحان التوزيع في القداسات،لماذا؟لأنها من المفترض أن تكون لحظة بهجة للمؤمنين وليست لحظة هرج أومرج أوكلام،هي لحظة ثبات وتقديس واحتفال،مثل أناس كانوا يعملون طوال الشهر والآن جاء وقت تحصيل الأجرة يكونواسعداء،فهذه يا أحبائي لحظة المكافأة،فهي مكافأة بعطية لا نتخيلها ولا نتصورها فتكون الفرحة التي فينا كبيرة جدا لأن العطية أكبر من خيالنا،لذلك يا أحبائي إذا كنا نريدأن نتحد بالقيامة،وأن القيامة تترجم فينا فعليا،فهيا نتناول،لكن لابد بالطبع أن يسبق التناول توبة،وأن تصلي وأنت تقول له يا رب فكني من أي خطية،لكي أتهيأ أن أتحد بك، تتناول وأنت مشتاق،تتناول وأنت تحب أنت تنقى من كل عيوبك، وجسد المسيح ودمه يطهر من كل خطية، يطهر، نحن لم نأتي يا أحبائي على أننا قديسين نستحق أن نتناول لا نحن خطاه، ولا نستحق أن نتناول،لكن نحن نريد أن نتقدس،نحن نريد أن نتوب،نحن نعيش مغلوبين وأموات بخطايا لكن رافضين هذا الأمر،ونريد أن نتحول من موت إلى حياة، لذلك يا أحبائي يعلمنا الآباء أن القداس كله عبارة عن كلمتين صغيرتين هما "أجعلنا مستحقين" فقط،بمعنى أن القداس يحولنا من حالة عدم الاستحقاق إلى حالة الاستحقاق، إنسان جاء مشتاق، إنسان جاء تائب، إنسان جاء نادم على خطاياه، يقول له يارب اجعلني مستحق،لا يوجد أكثر من كلمة كيرياليسون في القداس،لا يوجد أكثر من كلمة انعم لنا بغفران خطايانا في القداس، ليغفر لنا خطايانا،ياربارحم.
الكنيسة تركز على بعدين في القداس فكثيرا تقول يارب أرحم، وكثيرا تقول نؤمن،أؤمن وأعترف وأصدق،نؤمن أن هذا هو بالحقيقة آمين،آمين آمين آمين أؤمن أؤمن أؤمن،ويرد الشماس عليه بنفس الكلام،لماذا؟ لكي يقول لك أنت لابد أن تعلم ماتفعله، و ماتأخذه،ومايفعله بك،ولكي تعلم لابد أن تكون تائب،قل كثيراً يارب ارحم، وقل كثيراً أؤمن، فهذا ما يحدث في القداس،لذلك ياأحبائي الذي يتذوق القداس يأتي ليتوب في القداس لايشتت،لا يعتبر أن القداس هو التناول فقط،فالقداس ليس التناول فقط،فلاأحضر في آخروقت من القداس وأريد أن أتناول،بقدر شعورك بأنك غير مستحق بقدر شعورك أنك تأتي وتحضرالقداس،فتحضر ألحان، تحضر طلبات مرفوعة،كلما ترى بخور مرفوع أرفع قلبك لفوق،ستحضر قراءات والآيات تقوم بتنقيتك،وتنقية أفكارك،تأتي مغلوب بهموم،فتضع همومك على المسيح، فتخرج في منتهى الفرح،تخرج شاهد للمسيح، تخرج وداخلك نوروقوة،الكاهن في نهاية القداس يقول العبارة التي نقولها ونحن لا نشعر بها أبدا عندما يقول لك "امضوا بسلام"بمعنى أذهبوا انتشروا بين الناس،أذهبوا إلى الشوارع، البيوت، الجيران امضوا بسلام، هيا أبدأوا بالعمل لسنا انتهينا لا نحن سنبدأ،يقال ياأحبائي أن الحياة الأرثوذكسية والحياة في المسيح يسوع تبدأ بعد القداس، لماذا؟ لأنهم بعد القداس تحولوا من الضعف إلى القوة وأشخاص غلبوا أجسادهم، غلبوا أوجاعهم، وأتوا مبكراً وصائمون، مشتاقين، سبحوا،رنموا،وأخذوا خبزالخلود،ماذا يعملواعندمايخرجوا،لذلك ياأحبائي إذا دخل إنسان حزين، وخرج حزين فهناك شئ خطأ،يأتي مكتئب ويخرج مكتئب فهناك شئ خطأ،يأتي مهموم ويخرج مهموم فهناك شئ خطأ،يأتي وهو يشعر أنه سيء وخاطئ ويخرج أيضاً وهويشعرأنه سيء وخاطئ فهناك شئ خطأ،لابد أن يحدث له تحول وإلا يكون لا يعلم ماذا أخذ، أويكون لم يشارك في الفعل الذي يفعله.لذلك ياأحبائي نريد أن نفرح بالقيامة، نفرح بحياتنا في المسيح،هيا نعيش جوهرالمسيح،هيا نعيش من داخل المسيح، هيا نعيش جوهر الفعل، هيا لتأخذ نصيبك، لنا نصيب يا أحبائي لنا نصيب،لنا نصيب أننا نتقدس في المسيح يسوع، عندما تأتي لتأخذالمسيح داخلك ستجد أن المسيح امتزج بك،ستجد نفسك أصبحت مختلفة،لذلك يا أحبائي التناول لم يؤخذ بحواس جسدية،التناول بالإيمان،لذلك التناول ليس موضوع عقلي، لابل أمرإيماني،لابد أن أصدق،لابد أن أؤمن، لابد أن أعترف،وعد من ربنا يسوع يا أحبائي أن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق، لأن من الممكن شخص يقول لكأن هذا رمز، أن هذامعنوي وأن....،..... هو قال "من يأكلني يحيابي"، هوقال "هذا هو خبز الله النازل من السماء المعطي حياة إلى العالم، هو قال ذلك،لذلك انتبه أن فعل التناول أحياناً لا نصدقه.
هذا الفصل من بشارة معلمنا يوحناأصحاح٦، الأعداد الأخيرة من عدد 54 إلى ٥٨ستجد أنه بعدما قال يسوع هذا الكلام يقول لك وللوقت انصرف جمعا كثيراً من تلاميذ من حوله، عندما قال هذا الكلام جموع كثيرة لم تصدق وذهبت، ما الذي يقوله هذا؟،ما هذا الكلام الغريب؟،في الحقيقة يا أحبائي الأمر يحتاج إيمان، لكنه قال لهم هذا الكلام قبل أن يفعلوا، لكن نحن عملوا مع تلاميذه وتركوا في كنيسته،وقال أصنعوه لذكري، وذكري هنا لا تعني كلمة تذكار أو تكرار حدث، لا ذكري معناها أن نفس الحدث يحدث،التذكاريكون تذكار في حالة الموت، تقول هذا تذكار ....، تذكار ....، تذكار رحيل .....،الذكري الأربعين ل ......، ذكرى الشخص في حالة الموت لكن إذا كانت حية لا تكون اسمها ذكرى،لذلك التعبير العربي ضعيف في الذكرى،لكن باليوناني معناها حدوث نفس الحدث ذاته، فكيف يتحقق حدوث نفس الحدث ذاته؟مثلما في العهد القديم جعل تابوت العهد يكون فيه مثلاً المن الذي من السماء،شخص يقول لك هل هذا هو المن؟أم صورة للمن؟،يقول لك هذا هو المن،هذاالمن نفسه،ما الذي نأخذه علي المذبح؟هذا شبهه أمه و. هو هو هو هذا هو الجسد المحي،هذا هو نفسه هذا هو الذي أخذه من سيدتنا وملكتنا كلنا والدة الإله القديسة الطاهرة مريم، جعله واحداً مع لاهوته، هذا هو، هذا هو،هذا هو الذي أنت تأخذه،قل أؤمن أؤمن أؤمن،عندماأنت تؤمن بهذا الفعل ماذا يفعل داخلك؟ يفعل قيامة، يفعل تغيير، يفعل تحول، يفعل انتصار، يفعل قوة، يفعل فرحة.
لذلك يا أحبائي سر قوة الكنيسة، وسر قوة المسيحين في القداس، المضطهدين أصبحوا يندهشواعلى كيفية إقبال المسيحين على الموت،وكيف أنهم لم يخافوا؟، وكيف مع كل هذه التهديد اتوا كل هذا الدم ولازالت هناك مسيحية؟!، كانوا يندهشون، كان من المفترض عندما يبدأوا بقتل عشرون، ثلاثون، مئة،إذن إنتهى الأمروكلهم سيخافون، لكن أبدا.
فبدأوا يرسلوا معهم جواسيس ليروهم كيف يعيشوا،وكيف يفكروا،ولماذا مصرين إذا كانت الدولة تقاوم،وإذا كان هناك ذبح،دم ومع كل ذلك لماذا مصرين؟!فبدأوا يسألوا عن هؤلاء الناس،فجاء إليهم تقارير قالوا فيهاهناك شيء يفعلوه يجعلهم ليسوا مثل باقي الناس،قالوا ماهو؟،قال أشياءيفعلوها مبكراً، يصلوا فيها، ويسبحوا فيها، وبعد ذلك يأكلون شيء،فنحن لانعرف ما هذا الشيءالذي يأكلوه، فبدأوا يراقبوا هذا الموضوع الذي هو طبعا القداس،بدأوا بكل قوتهم يقاوموا القداس، وقالوا العبارة المشهورة"أن القداس يقيم المسيحيون والمسيحيون يقيمون القداس" هم يفعلوه وهويفعلهم،هم يقيمون القداس والقداس يقيم المسيحون، لدرجة أنهم بدأوا يركزوا اضطهاداتهم علي لحظات القداس بالذات،يقوموا بمراقبتهم، لذلك لا تندهش إذاذهبت وجه قبلي عند أجدادنا تجد هناك سراديب،تجد فيها أماكن مخفية من الكنائس، حيث تجد في خلف الهياكل الشرقية ممرات للهروب ليس لهروب الأشخاص، بل لأنهم يخافوا علي الذبيحة، إلى هذا الحد القداس يقاوم!،أقول لك لا أحد يعرف قيمة القداس إلا عدو الخير،لذلك الكسل كله يأتي في القداس ويمنعك من حضور القداس، وإذا حضرت يمنعك من التركيز في القداس، لماذا؟لأنه يعرف قيمته،يجعلك لا تصدق نفسك، تقول هل أنا أتناول الآن؟،هل أنا فهمت شيء من الكلام الذي كان يقال؟،فماذا أفعل؟لقد أتيت يارب سامحني وأتناول،لكن ما يليه،أقول لك انتبه،أحد القديسين قال لك أنا لا أظن أن عدو الخير ضحك علي في خطية واحدة مرتين، لا فهولا يضحك علي كل مرة،لكن طالما أنا وقعت في خطية سوف انتبه،فإذا كنا نحضر بدون تركيزيقول لك لا فالكاهن يؤكد ويقول لك "أين هي قلوبكم"، "ارفعوا قلوبكم"، نقول "هي عندالرب"،وتبدأ تسبح وتشكر، تشكر وتسبح إلى أن تدخل في جزء التأسيس في القداس، وتشعر أن المسيح يجلس في وسطنا الآن،ويأخذ، يبارك،يقدس، يشكر،يقسم،يوزع،إلى أن تدخل إلى التناول وأنت تظل تقول له "يارب إني غير مستحق أن تدخل تحت سقف بيتي"، "يارب أنت لم تستكنف من دخول بيت الأبرص"، "أنت لم تمنع الخاطئة من تقبيل قدميك"،أعطني يارب، أسمح لي،أسمح لي بالتناول.لذلك يا أحبائي الوعد لنا من ربنا يسوع هو وعد قوي، وعد ممتلئ نعمة، ممتلئ بركة، تخيل إذا كنا بدون التناول فكيف كان شكل حياتنا؟،نظل في خطايا، في خطايا، تزيد الخطايا، تزيد ولا تقل،الخوف والقلق يزيدوا لايقلوا،والاضطراب والحزن يزيدوا لا يقلوا،تخيل أنت كمية تراكمات الحزن والاضطراب والكآبة طوال الوقت، لكن لا المسيح ياأحبائي وضع لنا الحل،قال لنا أتحدوا بي،عندما تتحدوا بي تأخذوني،تأكلوني،وحينئذ يتحول حزنكم إلى فرح، يا لفرحنا يا أحبائي بالوليمة السماوية،يالسرقوتنا ونصرتنا،كيف تكون في وسطنا حزين؟،أو إنسان يشعرأنه مثقل بخطايا طالما هو يعلم أن سر الغفران موجود، فهو سرالغفران، سر الخلود، سر الفرح. ربنا يعطينا يا أحبائي أن نتمتع بالقيامة من خلال اتحاد فعلي بجسده ودمه يكمل نقائصناويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.