العظات
الآبدية على الارض الجمعة الأولى من شهر بابة
تتعود الكنيسة يا أحبائى فى تذكار العذارى , ان تقرأ علينا إنجيل العذارى الحكيمات , اليومتذكار القديسة الشهيدة أنسطاسيا . تعالوا نتكلم مع بعض عن الإستعداد للإبدية , العذارى الحكيمات إستعدوا , كانت مصيبحهم ملآنه زيت و الآنية ملآنه زيت , و هذا ازيت هو الذى اعطاهم حق الدخول إلى العريس , فكيف نحن نستعد إلى الأبدية ؟؟ القديسين يقولوا لك " أن تجمع زيتا" الأبدية يا أحبائى لابد أنتبدأ ونحن لازلنا على الأرض , الأبدية نحن مُشتاقين إليها نحن مُنظرينها, الأبدية هى فى قلوبنا , الأبدية هى مُكافأة الأبرار , لكن لابد يا احبائى ان نتدرب من الآن على الأبدية , فنحن مدعوون دعوة أبدية , الأبدية تبدأ على الأرض , فما هى الأبدية ؟؟ اقول لك " مثلا الأبدية هى الوجود الدائم فى حضرة الله ", فيقول لك " الخروف يكون فى وسطهم " يقول لك " يمسح الله كُل دمعة من عيونهم " يقوللك " هو يكون لهم إلها و هُم يكونون له شعبا " فهيا بنا نتدرب على الأبدية و نحن على الأرض , أن نحيا بإستمرار فى وجود دائم فى حضرة الله , فعندما تدرب النفس على وجود دائم فى حضرة الله , بذلك تكون بدأت الأبدية على الارض , عندما أقول " جعلت الله أمامى فى كُل حين " فتكون الأبيدة بدأت . عندما يكونفى ضميرى و فى قلبى و فى فكرى إن الله أمامى , إن وجهه يسير أمامى فيُريحنى , إن الله يتقدمنى إن الله يرعانى , إن الله يعولنى إن الله يُدبر أمورى , فعندما تتأصل فى قلبى هذة المشاعر تكون الأبدية بدأت . جميل إيليا النبى الذى كانيقول " حى هو الرب الذى انا واقف أمامه " فهو يشعر إنه يقف أمام الله الآن , فهذا بدأت الأبدية أن تعمل فيه و هو لازال على الأرض . فى سفر التثنية , الله أعطى وعد لشعبه , قال لهم " أنا سأجعلكم تعيشوا كأيام السماء على الأرض " كُلنا مُشتاقين لحياة الأبدية , كُلنا مُشتاقين إلى السماء و للمجد السمائى , لا تنتظر كثيرا . فالسماء لا تبدأ من بعد ما حياتنا تنتهى على الأرض , السماء أنت ستذوقها من الآن , السماء أنت ستعيشها من الآن و أنت على الأرض و أنت دائما فى حضرة الله , إجعل ضميرك يشعر إنك دائما فى حضرة الله , فهُناكواحد من الآباء القديسيين يقول لك " إن العالم كله يُصبح كنيسة لمن يجعل الله أمامه فى كُل حين ". فيقولوا عن واحد من الآباء, نزل لقضاء مُهمة فى البلد و هو راهب , فقالوا له " ما أحوال العالم ؟؟" فقال لهم " لم أبصر شئ, فسألوه أيضا و قالوا له :" ماذا وجدت فى المكان الفلانى؟ فقال لهم :" لم أبصر شئ " فقالوا له :" ما الذى شاهدته و ما الذى فعلته ؟" فقال لهم " أنا كنت ماشى و حاسس إننى كاشى امام مذبح الله " واحد عايشحياته و مشاعره و أحاسيسه , بكرامة الوجود فى حضرة الله , فالأبدية بدأت معه و ليست الأبدية ستبدأ بعد ذلك . فنحن من المُمكن أن نعيش الأبدية و نحن فى منزلنا و نحن ف الشارع و نحن فى دراستنا و نحن فى عملنا فالله موجود " العالم كله يُصبح كنيسة". فعندما تأتى و تقرأ فى الكتاب المُقدس , تجد إنه فى سفر التكوين ,عندما عمل الله العالم , فيقول لك " عمل النيرين العظيمين " فهذا للعالم و بعد ذلك عندما يأتى الله و يعمل خيمة الإجتماع , يقول لموسى " تعمل منارتين" مثل كلمة النيرين و كأن الله يُريد أن يجعل نيرين العالم , همانيرين فى كنيسته , و كأن العالم هيكل لله , فكل ما فى العالم , من الذى صنعه؟؟ هو الله , فربنا قريب مننا جدا و لهذا أستطيع أن أقول لك إذا أردت أن تعيش الحياة الأبدية و أنت على الرض , إشعُر بوجود الله الدائم فى كل ما تفعله " جعلت الرب أمامى فى كُل حين"
2- ماذا تُعنى حياة السماء؟؟ هى حياة بر كامل , حياة بدون خطية , حياة بلا جسد , حياة بلا شيطان , هذة هى الحياة الأبدية , لا يوجد شيطان , لا يوجد خطية , لا يوجد جسد , فتقول لى و لكن " كيف نعيش هذة الحياه هُنا؟؟" أقول لك " انت عندما تُجاهد ستغلب جسدك و تبدأ تذوق عربون جسد الأبدية , الجسد الذى يصوم الجسد الذى يخضع الجسد الذى يسجُد , هذا بالتاكيد جسد ذاق الأبدية , هذا جسد غلب خطاياه , غلب تيار الشر الذى بداخله و بدأ يُصبح هذا الجسد جسد أبدى , بدأ يعرف كيف أن يغلب حيل المُضاد ؟ بدأ يعرف كيف أن يجيب على إغواءاته المُتكررة , بدأت الأبدية تعمل فيه. فأصبح جسد بدأ يأخذ لمحة من لنحات الجسد النورانى , بدأ يتغير , بدأ يتمجد , بدأ يُصبح جسد مُقاد بالروح , بدأ يكون جسد يميل إلى الطبيعة السمائية , أكثر ما يميل إلى الطبيعة النورانية . نحن مدعوون من الآن إن أجسادنا تُدرب على الحياة الأبدية , جسد يُصلى , جسد لا يُكسل , جسد لا يُشاغبالروح , جسد مُنقاد بالروح , فهذا الجسد هو جسد الأبدية , فهذا يُساعدنى إننى أعيش حياة بر و يقول لك مُعلمنا بولس الرسول " إن السماء هى ارض يسكُن فيها البر , إستقر فيها البر , فإذا نحن عندما نعيش حياة الأبدية و نحن على الأرض , فلا ننتظرها كثيرا و لكن نشتاق إليها و نحياها من الآن . حياتنا على الأرض هى تمهيد للحياة الأبدية و لهذا الآباء يُعلمونا و يقولوا لنا " إن مصير الإنسان هو إمتداد طبيعى لما نحياه الآن , فمن يحيا الآن البر و من يحيا الآن الوجود فى حضرة الله, يكون مصيره الطبيعى , ميراث الحياة الأبدية و من يحيا بعيدا عن البر و بعيدا عن الوجود فى حضرة الله سيكون إمتداد طبيعى لمصيره فى الجحيم " و لهذا أستطيع أن أقول لك إن الأبدية هى إمتداد طبيعى لما نحياه على الآن . الذى نحن نعيشه الآن إمتداده هو الذى سنكمله . فلذلك أقول لك " عيش الأبدية و أنت على الأرض "يقول لك " جعل الابدية فى قلبهم " . الوجود الدائم فى حضرة الله و حياة البرو حياة التقوى و حياة مخافة الله , هذة هى حياة السماوات . و ما الذى يوجد فى السماء أيضا ؟؟ أقول لك إن السماء فيها تسبيح , أقول لك " كلما عشت التسبيح و أنت على الأرض بدأ يكون لك حياة السماء , بدأ يكون طعامك هو ترديد اسمه القدوس , بدأ يكون هذا هولذة نفسكو لذة قلبك , بدأت تكونحياة التسبيح السماوية , أنت تتدرب عليها على الأرض , إنك تُسبح ترنيمة النُصرة و الغلبة و الخلاص , إنك تنحنى و تقول " قدوس قدوس" إن فمك يتلو تلاوة الاسم الحلو المملوء مجد , بدأت الأبدية تكون معك . فنا الذى يوجد فى الأبدية ظ؟ فى الأبدية , يُسبحون على الدوام , يخرون و يُسبحون و يُمجدون . و لكن هل لا يوجد تسبيح على الأرض؟ أقول لك " الأرض أجمل ما يوجد عليها هو التسبيح , فإذا وقفت لُسبح, تشعر إنك لا تتنتمى إلى الأرض , تشعر إن طبعك طبع تبدل , تشعُر إن عقلك أصبح عقل فوقانى , بدأت تكون أنت واحد أجمل من كل الذى تعرفه عن نفسك , بدأت تكون أجمل من الذى أنت كُنت تتوقعه , فلماذا كُل هذا ؟؟ فالتسبيح يجعل فيك روح أبدية , سبح كثير رنم كثير ردد اسم يسوع , قُل " قدوس قدوس " إحفظ مزامير و رددها , إجعل نفسك مشغولة دائما بترديد اسم الله " يا رب يسوع المسيح ارحمنى أنا الخاطى " " يا رب يسوع المسيح أعنى " " يا رب يسوع الميسح دبر أمورى " كل طلبة عندك , إقرنها باسم يسوع , ردد اسم يسوع كثير , فتجعل الأبدية تبدأ معك على الأرض , عوّد عقلك و فمك و قلبك على أن تكون مشغول بمحبة الله , إنظر إلى أعمال و سبحه عليها , تكلم معه عن تدابير الله , تكلم مع الله عن تجسده و عن صليبه و عن فداؤه و قيانته و عمله و خلقته و عن غثفراه و عن محبته , كلم الله كثير . النفس الذى تُسبح يا أحبائى تمتلئ فرحا . القديس أثاناسيوس الرسولى يقول لك "إن التسبيح هو خير دواء لشفاء النفس " النفس تكون مجروحة و حزينة و مُحبطة , العالم ملئ بالحُزن و الإحباط و لكننى أريد أن أفرح , كيف أفرح ؟؟ لا يوجد طريقة تُفرحك إلا إنكتُسبح الله , و لهذا الإنسان الذى يُسبح تجده مليئ بالبهجة , الإنسان الذى يُسبح تجده غالب لأوجاعه , فمن إين أحضره ؟؟ أحضره من التسبيح , نحن نحتاج أن نُعيشها و نحن لا زلنا على الأرض , آخر شئ أريد أن أقوله لك , ماذا تُعنى بحياة الأبدية ؟؟
3- الأبدية هى عشرة مع القديسين , عايشين فى محفل الملائكة , عايشين مع السيدة العذراء و مع مارجرجس و الأنبا أنطونيوس , عايشين مع مارمينا و مع أبوسيفين , عايشي مع القديسين فى الأبدية . أقول لك عيش معهم الآن , عندما تعيش مع القديسين و أنت على الأرض سيكون الإمتداد الطبيعى إنك تُكمل حياتك مع القديسين . فعندما يأتوا و يقولوا له إنك أتت لك الهجرة . فتجده يُغير نظرته فى أشياء كثيرة , عمله المشغول به هُنا , مُمتلكاته المشغول بها هُنا , الترقية التى كان مستنيها , حياته هُنا بدأت نظرته تختلف لها و بدأ يُركز هُناك , بدأ يرى هل لُغته تنفع أم لا و عمله ينفع أم لا و كل لديه مكان هُناك و هل لديه أصحاب هُناك . بدأت طريقة تفكيره فى الأمور تختلف تماما. نحن يا أحبائى مدعوون دعوة أبدية و علينا طوال فترة أيام حياتما على الأرض , نأمن أبديتنا . أرى 2 أصحابى هناك , هؤلاء هم الذين سينفعونى. الواحد عندما يُسافر منكان بعيد , يرى إين اقرباؤه هُناك ؟؟ و يبدأ يتصل بهم , و الذين لم يكُن يكلمهم فيبدأ يُكلمهم أكثر و يسأل و يستفسر و يُحاول و يرى , هل أحد سيستقبله هُناك , هل أحد سيسكنه هُناك , هل أحد سيستديفه هُناك. فنحن كذلك يا أحبائى , مُهاجرين للأبدية , فيجب أن نعرف من هُم أصحابنا هُناك و ما الذى سيفعلوه معنا , أُكلمهم من الآن . هؤلاء هُم الذين سيكونوا فى إستقبالنا . فيقولوا إن الأباء القديسين , يستقبلوا النفس من لحظة خروجها من الجسد و هؤلاء هُم الذين سيظلوا معنا إلى الأبد , فنحن نُريد دعوة خلود . و ليس من المُجرد إننا نعيش فترة على الأرض و من هُنا أقول لك , نمى عشرتك مع القديسين , الذى يُعاشر القديسين من الآن , أعلن إن رغبته و إشتياقاته فى إن يكون أصداقؤه سمائيين . و بدأ من الآن يعرف إن كل الذين حوله مُتغيرين و لكن القديسين ثابتين و كُل الذين حوله عاجزين و لكن القديسون قادرين , بدأ يضع يقينه فيهم , بدأ يُكلمهم , يُسبح لهم و يُرنم لهم , يعمل لهم تمجيد , يأخذ صورة و يتكلم معها , فعندما يصعد إلى السماء يجد القديسين و يجد نفسه عارفهم , مُتدرب عليهم و مُتدرب على لقائهم . فالإستعداد للأبدية يا أحبائى يبدأ معنا من الآن , لا تنتظر. إياك أن تتفاجئ بالأبدية و تجد نفسك غريب عنها . فتقول لى " إنها حياة غريبة عنى , أنا مالى ومال حياة الأبدية . فالكنيسة يا أحبائى كُل عبادتها و كٌل أصوامها و كُل إحتفالتها هى مُحاولة , لكى ماتجعل مؤمنيها من السماء و ليس من سُكان الأرض . فالقداس الذى نعمله هو سماء و لهذا تجدنا غيرنا شكلنا , تجدنا لبسنا أبيض , تجدنا وضعنا بخور , مسكنا مجامر , تجد صور القديسين تملئ الكنيسة , فلماذا كُل هذا ؟؟ حتى ترفع عقلك و إشتياقاتك إلى فوق . الله يُريد أن يُعطينا ايام السماء على الأرض . فإذا عشنا الوجدالدائم فى حضرة الله , تكون الأبدية بدأت معنا , نعيش حياة البر , بدأت معنا الأبدية , نعيش حياة التسبيح , هذا عربون حياة الأبدية , نعيش عشرة الأبدية , نحن بذلك أصبحنا فى أبدية صغيرة مُنتظرين و مُتوقعين سرعة مجيئه . و لهذا نحن فى الصلاة نقول " ليأتى ملكوتك " و كُل يوم نقول " ننتظر قيامة الأموات و حياة الدهر الآتى آمين " مُستعدين مُشتاقين مُنتطرين . ربنا يُعطينا يا أحبائى أن نحيا حياة السماء على الأرض . أن نحيا أبدية من الآن , أن يكون نصيبنا هو من نصيب الميراث السمائى , الذى لا يفنى ولا يتدنس و لايضمحل . ربنا يُكمل نقائصنا و يسند كل ضعف فينا بنعمته , لإلهنا المجد الدائم الآن و كل آوان و إلى دهر الدهور كلها آمين .
مسيح كل أحد الجمعة الأولى من شهر توت
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح العاشر عن الراعي الصالح، الكتاب المقدس يا أحبائي هو الذي يعطينا صورة أمينة صادقة عن شخص ربنا يسوع المسيح كراعي صالح، هنا يحدثنا عن الراعي الذي يهتم بخرافه، والذي بمجرد أن تسمع خرافه صوته تتبعه، الراعي الذي يبذل نفسه عن الخراف، أريد أن آخذ منظور صغير نقف عنده في رعاية ربنا يسوع المسيح، كان يرعى كل إنسان، وكان يرعى كل الإنسان، لا يوجد فئة يا أحبائي إلا وافتقدها ربنا يسوع المسيح، وأحبها، وعلمها، وأطال أناته عليها جداً، لا يوجد فئة إلا وخاطبها ربنا يسوع بما يناسبها.
على سبيل المثال نجده الآن يتحدث عن الراعي الصالح هذا يناسب الأشخاص الذين كانوا يرعون الغنم، ويظل يحدثهم عن تفاصيل كأنه صديق معهم في المهنة، فعندما يحدثهم بأسلوبهم عن الراعي، والخروف، والذي يضيع، والحظيرة، والبحث، والراعي الذي خرافه تعرف صوته وتتبعه، هذا الكلام كله من الذي يفهمه جداً؟ الرجل الراعي، فالرجل الراعي عندما يسمع هذا الكلام يكون متأثر جداً، ويشعر أنه قريب منه لأنه يفهمه، لأنه يعرفه، ولأنه داخل منه، داخل اهتماماته، فيقول له حقا، كلامك كله صحيح، أنا الراعي الصالح، هو راعي صالح فيخاطب الإنسان بحسب ظروفه، بحسب احتياجه، سنرى الآن يا أحبائي أن ما من فئة إلا وخاطبها ربنا يسوع المسيح بما يناسبها، راعي صالح، لا يمكن فئة تسقط منه أبدا، فهو خاطب جماعة رعاة الغنم وحدثهم عن مثل الخروف الضال، يتحدث عن مدى رعاية واهتمام الراعي بكل غنم لديه.
ثم يأتي لفئة أخرى مثل المزارعين تجده يتحدث عن حبة الخردل، وتجده يتحدث عن مثل خرج الزارع ليزرع، يتحدث عن شجرة التين، الأشخاص المزارعين الذين يعملوا في هذا المجال يتفاعلون مع هذا الكلام جداً، ويشعرون أنه رفيق لهم وقريب منهم، ربنا يسوع من أهداف تجسده أنه يأتي ويصير كواحد منا، ويقترب منا جداً، ومن اهتماماتنا التي تبدو تافهة وبسيطة بالنسبة له، ما معني رجل راعي غنم فهو لا شيء، أو رجل مزارع لا شيء، فمن الممكن أننا ننظر لهذه الفئات نظرة دونية، لكن شاهد كم هو يقترب منهم، يحدثهم بأسلوبهم، ويدخل داخل اهتماماتهم ويحول هذه الاهتمامات إلى اهتمامات روحية بحيث أنه يجعله من خلال حياته العملية يتذكر أموره الروحية، وهذا إبداع، إبداع الإنسان الروحي، إبداع الإنسان الروحي أنه لا يكون هناك فاصل بين ما يفعله وبين الأمور الروحية، بين عمله وبين صلاته، بين حياته في المجتمع وبين رؤيته لله، بين عمله وتقواه، أبدا لكن على العكس قد يشعر أن الإثنين وجهين لعملة واحدة.
لذلك الآباء القديسين يعلمونا ويقولون لك صلي وأنت تعمل، وأعمل وأنت تصلي، اليدين تعملان والعقل والقلب يصليان، أنت عملك أنك رجل مزارع، حسنا أزرع، ازرع كيفما تريد، لكن وأنت تزرع تذكر أن هذه البذرة هي كلمة الله، وارجع إلى قلبك، فأنت من أي نوع من أنواع التربة، وكلما تزرع ترجوا أن تنتظر ثمر أعتبر أن الله بذر فيك كلمته وينتظر أن تصنع ثمر، ويقول لك أنت كرجل مزارع ما مشاعرك عندما تضع بذرة ولا تجد ثمر، يجعلك من خلال حياتك العملية تتذكر أمورك الروحية.
ما من فئة يا أحبائي إلا وتكلم معها بما يناسبها، شاهدنا الراعي، المزارع، وفئات أخرى كثيرة كالصيادين يتحدث مع الصياد ويقول له يشبه ملكوت السموات شبكة مطروحة في بحر، وهذه الشبكة تجمع كل شيء، ثم يقول له ماذا تفعل عندما تدخل الأسماك التي جمعتها من الشبكة، يقوم بفرزها، وعندما يفرزها الأسماك التي لا تعجبك ماذا تفعل بها؟! يقول لك ألقيها مرة أخري في البحر، قال له الملكوت هكذا شبكة مطروحة في البحر، البحر هو العالم والشبكة هي كلمة الله التي تصطاد الكثيرين، ويمكن أن تأتي لها أشخاص صادقين ويمكن أن تأتي لها أشخاص غير صادقين، يأتوا الملائكة يقوموا بالفرز في الدينونة الأمناء والأشرار يطرح الجياد عن يمينه أما الأردياء فيطرحهم في البحر، قال لك هذا هو عمل الله في العالم وعمل ملائكته، عندما يتحدث مع رجل صياد بمثل هذا فهو بذلك يقترب منه جدا، من اهتمامه، من عقله، من قلبه، راعي صالح لا يترك فئة إلا ويخاطبها، يخاطبها باهتمامها، ويشعره بأن الأمر عميق جداً ولكن في بساطة شديدة.
والآن دعنا نري فئة أخرى على سبيل المثال نجد سيدة بسيطة لا تعرف في الصيد أو الزراعة، فهذه سيدة تجلس في المنزل، لا تخرج من المنزل، لا يوجد بيت إلا ويقوم بالخبيز لأنه لم يكن يوجد أفران، فيحدثها ويقول لها "يشبه ملكوت السماوات خمير صغير تخبأ في ثلاثة أكيال دقيق لتخمر العجين كله"، تكلم عن اهتمامها وعملها في المنزل، كلما تخمر السيدة في المنزل تتذكر أن هذا هو الملكوت، الملكوت القليل الحي الفعال الذي ينتشر في صمت وهدوء وفي سرعة، هذا هو الملكوت، كيف يسود ملكوت الله على قلب الإنسان؟ خمير صغير توفر له فقط جو مهيأ، لأنه لكي يخمر أي شيء لابد أن تكون الحرارة قليلة، تكون دافئة قليلا، وتغطى لكي تعمل في صمت، تجد الحجم إزداد والرائحة ظهرت، الطعم ظهر، ما هذا كله؟! إنها الخميرة، هذا هو الملكوت، فالملكوت يظهر رائحته في الإنسان جداً، يظهر في ملامحه، يظهر في عقله، يظهر في اهتماماته في صمت شديد في خفاء شديد هذا هو الملكوت، فبذلك نجد السيدة التي تخبز قد علمها وكلمها، فهو راعي صالح يهتم بكل إنسان وبكل الإنسان، لا يوجد فئة إلا ونالت نصيبها من تعاليم ربنا يسوع المسيح.
ولكن ماذا عن الأغنياء؟! الطبقة التي يقال عليها الأرستقراطية، حدثهم عن مثل الغني ولعازر، وظل يروي لهم ويقول لهم الناس التي استوفت خيراتها على الأرض، ولكن هذه طبقة موجودة كثيراً، وفي نفس الوقت يخاطب الفقير جداً ويعزيه، يقول له انتبه لا تحكم بما يحدث الآن فهذه مرحلة، لكن أحكم بعد ذلك، بعد ذلك ما هي النهاية؟ سوف تنقلب الصورة تماماً، والذي كان يتنعم هذا سوف يتعذب، والذي كان يتعذب هذا سوف يتعزى، والرجل الذي كان يظل يحتقر هذا الفقير سوف يقول له أرجوك أنا أريدك فقط أن تأتي بنقطة صغيرة من الماء، سوف يتوسل إليك ما هذا؟! عزاء للفقير وفي نفس الوقت توبيخ وإنذار للغني، ما من فئة إلا وحدثها.
وأيضا الناس التي تعمل في الأعمال الخاصة والتجارات الثمينة قال لهم يشبه ملكوت السموات تاجر لآلئ حسنة، حتى هذه الفئة، تخيل إذا كان هناك مجموعة من الفئات ولدينا من بينهم أشخاص تجار بالذهب، لابد أن نتحدث مع تجار الذهب يقول لك كلم أيضا تجار الذهب، تاجر لآلئ حسنة بمجرد أن يسمع كلمة تاجر لآلئ حسنة ماذا يفعل؟ ينتبه جداً، ويقول إنه يتحدث علي، هذا موضوع يتعلق بي، كيف يفهمني هذا الرجل هكذا؟ يقول لك عندما يجد جوهرة غالية كثيرة الثمن ماذا يفعل؟ من شدة فرحه يمضي ويبيع كل ماله ويأخذها، ما هذا؟ تاجر لآلئ حسنة، يريد أن يقول له هذا هو الملكوت يا سيدي، وجدته أم لا؟!، تظل تبحث عن اللآلئ التي تشتريها فهي كثرت جداً لديك، أنا أعرض عليك أن تستبدل هذه اللآلئ كلها فهي لآلئ مزيفة، فأنا أعرض عليك أن تستبدل هذه اللآلئ كلها باللؤلؤة الوحيدة الغالية الكثيرة الثمن هي ربح الملكوت، هل هذه المبادلة تتوافق معك أم لا؟، إذا وجدت أنها غالية سوف تمضي من شدة فرحك، إذا وجدت أن العملية ليست رابحة فإنك حينئذ لا تقدم على هذه البيعة، كل فئة يخاطبها بأسلوبها، مع تلاميذه يكلمهم بأسلوب، مع العامة يكلمهم بأسلوب، لدرجة أنه من كثرة ما إعتاد التلاميذ أنه يتكلم معهم بمفردهم وأحيانا مع الناس فتشتتوا في مثل الوليمة والفريسي قالوا له ألنا قلت هذا المثل أم قلته للجميع؟، نحن نريد أن نعرف أنت تقول هذا الكلام لنا أم أنك تقوله للكل؟
جميل جداً أن الراعي الصالح يكون افتقدني، يكون كلمني، ويكون كلامه أثر في، ويكون كلمته هذه شعرت أنها كلمتي أنا، خاصة بي أنا، لأنه كتبها لي أنا، أرسلها لي أنا، راعي صالح يهتم بكل نفس جداً، لا يوجد نفس لا تعنيه أبدا، حتى المقاومين، حتى المعاندين، المضلين، المطرودين، المجروحين، لا يوجد فئة أبدا يزدري بها، تجد أكثر ناس تقاومه الكتبة والفريسين، شاهد كم هو علمهم، كم هو أنذرهم، كم هو فتح قلبه لهم، كم فتح صفحات جديدة، يكلم الكتبة والفريسيين يقول لهم احكي لكم قصة، لكي تحاول تفهم واحد يكون يقاومك بشدة ممكن تحكي له حكاية، فيحكي له حكاية يقول له كان شخص لديه كرم فتركه ووكل أشخاص عليه، ثم غاب، فأرسل واحد من الكرامين لكي يأخذ الأجرة منهم فعندما شاهدوه ضربوه وطردوه، فأرسل واحد آخر فجرحوه وطردوه، انتبه هنا الدرجة تزيد مرة ضربوه مرة ثانية جرحوه، أرسل واحد ثالث قال لك أهانوه وضربوه وجرحوه وطردوه تظل تزيد الدرجة، ثم قال لك لا توجد فائدة أرسل ابني لعلهم يهابوه، فبمجرد أن وجدوا ابنه قالوا هذا الحل الوحيد، هذا نقتله نهائيا لأنه الوارث فقتلوه وألقوه، قولوا لي صاحب هذا الكرم ماذا يفعل؟ بالطبع الكتبة والفريسيين يفهموا ماذا يقصد؟، فهو يحكي لهم قصتهم لكن بذوق بلطف شديد، وكأنه يريد أن يقول لهم ألستم أنتم أيضا هكذا؟!، فقولوا لي ماذا أفعل أنا معكم؟ لأنهم يعلمون أنهم يخططوا لكي يتآمروا عليه ويقتلوه، يقول لهم قولوا لي ماذا افعل؟! يريد أن يقول لهم بالطبع الله أرسل نبي، واثنين، وثلاثة، وكما قال لهم القديس اسطفانوس "أخبروني أي من الأنبياء لم تضطهدوا" قولوا لي على أحد الأنبياء قمتم بتكريمه، لا يوجد نبي تكرم، كل نبي كان الشعب يتمرد عليه، نبي مثل دانيال يوضع في جب، نبي مثل أشعياء يقتلوه وينشروا عظامه، لا يوجد نبي رحبوا به، قال لهم إذن هؤلاء هم الذين أرسلهم لكي يتابعوا كرمي، وفي النهاية أرسل ابنه لعلهم يهابوه فقتلوه، ماذا يفعل؟! لم يقدروا أن يجيبوه، فهو سؤال صعب جداً، قال لهم أنا أقول لكم، ماذا يفعل؟ يأتي هو ويأخذ هذا الكرم ويعطيه لآخرين، هذه هي كنيسة العهد الجديد الذي جاء ربنا يسوع في العهد الجديد أزال رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين، والمقيمين على الخدمة، والمقيمين على الكرم، والمقيمين على الناس والرعية، أزالهم وأقام رعاة جدد، أقام رسله، وأقام كهنوته، وأصبحوا هؤلاء هم الخدام الجدد، أين القدماء؟، وأين كرامتهم؟، انظر ما فعلوه، هم الذين حكموا على أنفسهم لا توجد فئة إلا ويخاطبها بما يناسبها، وبما تفهمه، جميل جداً أن الراعي الصالح الذي يقترب لكل نفس، الذي يكلم كل إنسان بحسب ظروفه، بحسب ثقافته، وبحسب اهتماماته، يشعر أن الله يخاطبه هو، وهو تحديداً، إذا كان راعي غنم، إذا كان رجل مزارع، إذا كان رجل صياد، إذا كانت سيدة منزل، إذا كان رجل غني، إذا كان رجل تاجر لآلئ حسنة، إذا كان من الكتبة والفريسيين، ويحكي أيضا مع تلاميذه أنفسهم ويحكي لهم بأمثلة وقصص، مع الخطاة شاهد القصص والحكايات التي قيلت للخطاة، على سبيل المثال عندما يبرز موقف مثل المرأة الخاطئة، عندما يحكي مثل كالابن الضال، يريد أن يقول للخاطئ مكانك موجود ومحفوظ لا تخف، لا تبتعد، اقترب فأنت مقبول، أنا أضمن لك ذلك، أنا الذي أقول لك أنت مقبول، ما هذا؟ لم يترك فئة، يجعل البعيد يقترب، القريب يثبت، الثابت ينمو إلى أن نصل إلى ملء قامة المسيح، وهذا هو دور الكنيسة في الرعاية، ما هو الذي تفعله الكنيسة؟ تخاطب كل الفئات، ما من فئه إلا وواجب على الكنيسه أن تخاطبها وتخاطبها بأسلوبها، تجد الناس الكبار في السن لابد أن يكون لهم خدمة، المرضى لابد أن يكون لهم خدمة، الأشخاص البعيدين والعمال والمشغولين يكون لهم خدمة ونذهب إليهم في أماكنهم، الأطفال يكون لهم خدمة، الشمامسة يكون لهم خدمة، كل الفئات، فمن من تعلمنا هذا الأسلوب؟! من الراعي الصالح، الراعي الصالح الذي بذل نفسه عن الخراف، الراعي الصالح الذي اقترب من الإنسان جداً لكي ما يقدس كل الإنسان وكل إنسان، لذلك قال لك ماذا يحدث إذا كان هذا الراعي غريب عن خرافه؟ قال لك الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه لأنها لا تعرف صوت الغريب، قال لك في كل مرة كان يكلمهم كان هناك أشخاص تتحير، تجد من يقول لك أنا استمعت لكلامه وأعجبت بهذا الكلام لكن لا أستطيع استيعاب قصده، وماذا يقول لي؟ أقول لك القصد واضح لكن أنا لا أستطيع أن أتخيل أنه يقترب مني جداً هكذا، أنا خائف لئلا يكون له قصد آخر لذلك يقول لك "أما هم فلم يعرفوا بأي شيء كان يكلمهم"، هل لا تعرفوا؟ يقول لك أنا الراعي الصالح يقول لك أنا الذي أبحث عنك، يقول لك تعال وأدخل داخل الحظيرة، تعال أنا أفتقدك، خلاصك أنا، راحتك أنا، سلامك أنا، البعد عني خسارة، البعد عني تيهان، البعد عني جوع، إذن تعالى والباب مفتوح، يعود ثانية ويقول لهم بما أنكم لم تنتبهوا أنا أوضح لكم مرة أخرى، فماذا تقول لهم لتوضح؟!، قال لهم أنا هو باب الخراف، بدأ يتكلم صراحة، في البداية كان يتكلم بمثل، لكنه الآن يقول لهم "أنا هو باب الخراف جميع الذين أتوا قبلي هم سراق ولصوص ولكن الخراف لم تسمع لهم، أنا هو باب الخراف إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى"، يريد أن يقول له هل فهمت أم لا تفهم؟ الآن انتبهت؟!، يقول له تعالى وادخل من خلالي إلي، أنا باب الخراف أدخل من خلالي إلي، اتبع كلامي فتمتلكني، أدخل من خلال وصاياي فتشعر بالراحة والسلام، يدخل ويخرج ويجد مرعى، يجد خصوبة، صراع الرعاة حتى الآن على أين يرعون غنمهم؟ لأنه لا يوجد واحد يترك حقله لغنم غيره، فكل واحد صنع حقل لغنمه هو، فكان الصراع على الأماكن الخضراء، فكان من الممكن أن يذهبوا إلى بلاد غريبة لكي يجدوا فيها مراعي خضراء، هنا يقول لهم الذي يأتي إلي يجد هذا المرعى، وكان الراعي الأمين من شدة أمانته لأن الحقل متسع جداً فكانوا يفعلون مثل جدران بسيطة أو حدود خشبية ويصنعون في النهاية باب للحظيرة، فالراعي من شدة أمانته لكي لا يسمح لأي ذئب أن يأتي كان يجلس على الباب، يظل جالس على الباب، حتى عندما يريد أن ينام أو يستريح كان يسند جسمه على الباب لكي إذا جاء ذئب يمر من فوقه، فيستيقظ ويطرده أو يضحي بحياته هو أولا، هذا هو الراعي، هنا يقول لهم أنا هو الباب، أنا الذي أجلس على الباب لن تدخل إلا من خلالي، أنا الذي أجلس أسهر لرعايتك وفي نفس الوقت تدخل من خلالي، أنا هو الباب، من المؤكد أنه عندما يقول لهم أنا هو الباب تجد الرعاة يقولون له نعرف ذلك، قد لا نعرف نحن هذا الكلام، لكن يقولها لهم فيعرفوها، يخاطب كل إنسان بفئته، بثقافته، بذهنه لماذا؟ يقول لك لأنك أنت تهمني جداً جداً، أنت من الممكن أن تظن أن تعاليمي هذه عشوائية لا أبدا، فهي لكل إنسان، هي لك أنت تحديداً، لذلك الذي يريد أن يسمع صوت الله في الإنجيل سوف يسمعه، والذي يريد رسالة خاصة له تحديداً سيجدها، والذي يريد كلمة تناسب حالته سيجدها، والذي يريد كلمة تناسب ظروفه يجدها، والذي يريد كلمة تدخل داخل قلبه سيجدها، كل إنسان سيجد كلمة الله داخله لذلك هذا الراعي الصالح يكلمنا، يخاطبنا، يلح علينا، يكرر الكلام، كل هذا لكي في النهاية نقول له نتبعك يارب بكل قلوبنا، لأنه هنا قال لك خرافي تسمع صوتي فتتبعني.ربنا يعطينا أن نتبعه، وأن نميز صوته، وأن نكون خراف أمناء له، وأن نكون مستفيدين بكل تعاليمه، تدخل إلى قلوبنا فنفعل بها.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.
الاستعداد الدائم الجمعة الرابعة من شهر مسرى
إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا مار لوقا الإصحاح ١٢عن "لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم سر أن يعطيكم الملكوت، بيعوا ما لكم وأعطوا صدقة، اعملوا لكم أكياس لا تقدم، و كنز لا يفنى في السماوات، حيث لا يقرب سارق ولا يفسده سوس لأنه حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم أيضاً".
هذا الأنجيل يا أحبائي تعتاد الكنيسة أن تقرأه لنا في تذكار الآباء النساك، المجاهدين، الرهبان، لأنه يعبر عن ما قد فعلوه، ما الذي فعلوه؟ باعوا أمتعتهم وأعطوا صدقة، ما الذي فعلوه؟ أنهم شعروا بأن أباهم سر أن يعطيهم الملكوت، فدخلت محبة الملكوت في قلبهم بقوة وسكنت فيهم، حينئذ وجدوا أن أمور الأرض هي أمور وقتية زائلة فتركوها، تركوها بسهولة، تركوها بدون نزاع، فهو قال هكذا "لأنه حيث يكون هناك كنزكم هناك يكون قلبكم أيضا"، اليوم تذكار قديس ناسك راهب عظيم في جهاده اسمه القديس بيساريون، يقولون عن هذا القديس أنه كان دائم البكاء على خطاياه، علي ضعفاته، على ضعفات كل من حوله، كان له عبارة دائماً يقولها وهو يسير، شخص يظل يبكي، وثيابه قديمة وبالية، من الممكن أن تكون قدماه حافيتين ومظهره كمظهر شخص متسول، يقول لك ضربوني، آخذوا نقودي، طردوني، فكل شخص يتقابل معه يقول له الله يرد لك الذي أخذ منك، الله يعوض عليك، ماذا يقصد؟! يقصد الأعداء الذين طردونا وسلبونا وأخذوا مكاننا، يقصد أبونا الأول آدم وعلى كل الجنس البشري، إلى أي درجة يمكن أن يشغله جداً أمر خلاص الجنس البشري كله؟، إلى أي درجة يمكن أن يبكي على سقطة أبونا آدم؟، هل من المعقول أن شخص من كثرة اهتمامه بخلاص نفسه يصل الأمر إلى أنه يصل لأصل الداء، أصل المرض، ويبدأ يبكي على سقطة أبونا آدم، وهذه نجدها عند الآباء الذين دخلوا في عشرة عميقة مع الله، يقول لك هكذا، هناك ما يسمى بانتحاب آدم، ما معني انتحاب آدم؟ يعني البكاء على آدم، ووصلت الدرجة لذلك، إذن من هو آدم؟ هو الأصل ونحن امتداد، نفس التعدي الذي فعله نحن نفعله، فالأمر عندما يأخذ مسار من الجدية في الحياة يصل الإنسان لدرجة أنه يشعر حقا أنه سلب، يشعر بالفعل أنه ضاعت كرامته، يشعر أنه طرد من منزله، من مكانه الأول، من موضع راحته، الذي هو الفردوس.
لذلك يقول لك الكتاب "طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين"، من يقصد؟! يقصد القديس بيساريون قديس اليوم، يقصد على كل راهب، يقصد كل إنسان مجاهد، يقصد كل إنسان يقظ، يقصد كل إنسان عينه على خلاص نفسه لا تنخفض ولا تغفل، يقصد كل إنسان هدفه واضح، قال لك "طوبي لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين"، شخص طوال اليوم يبكي على أشياء مثل ذلك!، يقول لك نعم بالفعل.
جميل الإنسان الذي يشغله جداً فكرة خلاص نفسه، يكون منشغل جداً على ابديته، حريص جداً في تصرفاته، شاهدنا آباء مثل القديس بيساريون طوال الوقت وهو يسير يقول أنا سرقت، ضاعت مني مقتنياتي، طردت، شاهدنا آباء طوال الوقت وهم يسيرون يقولون عبارات قصيرة تدل على أنه في حالة اشتياق بل والتهاب، شاهدنا مثلاً قديس مثل القديس أبونا يسطس الذي كان طوال الوقت يسأل ويقول لك كم الساعة الآن، ما موضوع كم الساعة هذا؟! طول الوقت يريد أن يقول لك هذا الزمن زمن مائت، وسوف نقضي وقتنا، شاهدنا شخص طوال الوقت يقول لك "سوف يأتي قريباً"، "سوف يأتي قريباً"، الناس لم تفهم ما هي القصة سوف يأتي قريباً، شخص يقول لك من الممكن هذا الرجل عقله غير سليم، من الممكن أنه يقصد معلومة معينة، إلى أن هذا الشخص في لحظة صمت وجدوه ابتسم وقال قد جاء وفارقت نفسه جسده، هو يعيش عمره كله يقول سوف يأتي، يعيش عمره كله يتوقع انتظار مجيئه، ظل يحصي أيامه كلها من أجل أن تكون أيام للاستعداد وأيام لقبول الخلاص، هذا القديس، قال لك "طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين، الحق أقول لكم أنه يتمنطق ويتكئهم ويقف ويخدمهم"، يالها من مكافأة، المكافأة والمجد، الذي أنت تراه الآن في حالة قد تكون غير جديرة بالاحترام من ناحيتك مثل المظهر، الكلام، السلوك، الاهتمامات، يمكن أن يكون هذا هو الذي سيده سيتمنطق ويخدمه، لهذه الدرجة يقول لك نعم بالطبع، كرامة كبيرة جداً تنتظر المجاهدين، كرامة عظيمة جداً تنتظر كل من أرضي الله في خفاؤه، لا تأخذ بالمظاهر الخداعة التي أمام عينيك، لا تأخذ بالمقاييس البشرية أنها هي المعيار الرئيسي، لا الذي يلبس، لا الذي يأكل، ولا الذي يذهب ولا الذي يأتي، المعيار في الخفاء في داخل القلب، نبضات قلبك ماذا تنادي؟ اشتياقاتك الحقيقة ماذا تطلب؟، ماذا تريد؟، أنت إذا أردنا أن نضع أهداف كبيرة في حياتنا ما هي أعظم أهدافك؟ لذلك الكنيسة تقرأ لنا هذا الإنجيل لأنها تريد أن تقول لك أنا أريد أن أمسك يدك، الكنيسة تريد أن تصنع من كل واحد مننا قديس، وتقول لنا الإنجيل هو القديس، القديس هو الإنجيل، القديس هو أيقونة للإنجيل، تقرأ فصل اليوم تضع بجانبه قديسي اليوم تقول بالفعل القديس هو هذا الإنجيل، لأنه أخذ فصل الإنجيل وعاشه وطبقه، فأصبحت أفهم الإنجيل من القديس والقديس يفهم الحياة من الإنجيل، حياة القديس أصبحت إنجيل، وإنجيل القديس أصبح حياة، هذا ما تريد أن تفعله لنا الكنيسة، لذلك يقول لك أنت لابد أن تكون في حالة استعداد دائم، قال لك "طوبي لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجهده يفعل هكذا"، ماذا يفعل؟ يجاهد، يجاهد، فعن ماذا يعبر يومنا؟ تخيل إذا تأملنا يومنا كله، كم ما يخص الله في اليوم، كم يخص جهادنا الروحي، كم يخص مقاومتنا لضعفاتنا، إذن ابحث الأوقات الأخرى فيما تمضي؟، إذا جاء سيدنا في أي وقت ماذا يجدنا نفعل؟، ما هو اهتمامنا الحقيقي؟، ما شغف قلبنا؟، هذا شخص مثل القديس بيساريون قديس اليوم، يسير يبكي، يسير يبكي على خطيئته، وعلى خطية الجنس البشري كله، تشغلنا خطايانا لدرجة البكاء، يشغلنا أمر انصرافنا ولهونا عن الحياة الأبدية ودرجة التفاعل مع صوت الله للدرجة التي تجعلني أراجع نفسي طوال الوقت، الكنيسة تريد مني ذلك، الكنيسة تريد قداستنا، تريد الرؤية الصحيحة للحياة وللأبدية، تريد الرؤية الصحيحة للاهتمامات، تريد أن تقول لك جيد أن تعمل، جيد أن تذاكر، جيد أن تجتهد، ولكن ضع أمامك أمر خلاص نفسك لا يغفل عنك أبدا، أبدا، باستمرار، باستمرار، قس نفسك باستمرار على الإنجيل وعلى القديسين وأعرف أين أنت؟ وشاهد مقدار الزيغان، ومقدار التيه، مقدار الاقتراب، كل اقتراب له فرح، وكل زيغان له حزن، شاهد عندما يدخل مفعول الملكوت داخل القلب، ويملك عليه ماذا يفعل؟ إنه يسبي، يغير، يقدس، تجد اليوم البولس يقول لك "أما نحن فسيرتنا في السموات"، وكلمة سيرتنا هنا في الترجمة يقول لك مواطنتنا ليس فقط سيرتنا، يعني أننا جالسين هنا لكن مواطنتنا الحقيقية في السماء، إذن شخص مواطنته في السماء، وطنه الأصلي في السماء فهو يعيش هنا يقضي الأيام، أين قلبه؟ في وطنه، نحن سيرتنا في السموات، كل أعمالنا تكتب في السماء، اهتماماتنا في السماء، قلبنا في السماء، فكرنا في السماء، قال لك التي منها ننتظر مخلصنا ربنا يسوع الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون مشابهاً لصورة جسد مجده، ما هذا؟ يريد أن يقول لك قديس اليوم القديس بيساريون هو في جسد تواضع، هذا شكله أي أنه لم يكن أحد ينتبه له، لكن يقول لك هو سوف يغير شكل جسد تواضعنا، الحالة التي نعيشها نحن الآن إذا كنا في جسد ضعيف نجاهد ضد الخطايا، إذا كنا في جسد ضعيف غير قادر أن يعطينا الفرصة لكي نعبر عن اشتياقاتنا الروحية، عندما تقاوم ضده تأخذ وعد من الله ويقول لك فهو يغير شكل جسد تواضعك، الجسد الذي أنت لا تستطيع التحكم فيه جداً هذا سيكون الجسد بالمجد بحسب صورة استطاعته، أي أنه سوف يعطيك قوة أنت لا تتخيلها أبدا.
لذلك يقول لك اجعل سرجك تكون موقدة، أن يكون لديك حياة الاستعداد الدائم، كن باستمرار إنسان في حالة تأهب، يقول لك لتكن أحقاءكم ممنطقة وسرجكم موقدة، الأحقاء التي هي إستعداد العمل، كن باستمرار في حالة تأهب، الإنسان لم يكن يربط حقويه إلا عندما يعمل، هنا يقول لك كن دائماً رابط حقويك، دائماً رابط حقويك، تجد هؤلاء الحقوين عندما يقوموا بربطهم يعطوا عزم في العمل، هو يقول لك اجعلهم دائماً هكذا، كن باستمرار في حالة يقظة مثلما كان القديس بيساريون دائماً في حالة ابتهال، في حالة نداء متكرر، القديسين عندما قالوا لنا اجعل لديك صلوات قصيرة، صلي لديك، وضع لديك صلاة يسوع، ماذا يريد أن يفعل؟ يريد أن يمزج حياتك بصلاتك، يريد أن يجعل أنفاسك صلاة، يريد أن يجعل حتى عملك صلاة، يقول لك اعمل وأنت تصلي وصلي وأنت تعمل، اليدان تعملان والعقل والقلب يصليان، وأنت تعمل قلبك يلهج بالله، يا ربي يسوع المسيح أعني، يا ربي يسوع المسيح خلصني، يارب يسوع المسيح ارحمني، يكون هذا نداء قلبك، عندما نأتي لنشتكي لله نقول له يارب نحن منشغلين، لدينا مشغولات، يقول لك أنت مشغول نعم لكن ما الذي يأخذ قلبك؟، ما الذي يأخذ عقلك؟، أنا لم أقل لك لا تعمل لكن اعمل وليكن لهج قلبك وليكن ندائتك التي من أعماقك تكون أمين على خلاص نفسك، هذا هو ما يريده الله، أحقاء ممنطقة، سرج موقدة، تعرف أنت إلى أين تذهب، تعرف أنت ماذا تفعل، نوره الروحي يهديك، كلمة الله تهديك، فها هي السراج، كل شخص يراجع نفسه على الإنجيل، يراجع نفسه على روح الله التي داخله، ستجد الصوت واضح، لماذا نحن نتعثر كثيراً؟ لأننا أحيانا نسير بحسب فكرنا، أحيانا نسير بحسب فكر العالم، أحيانا تضيع منا الأهداف التي نريدها، ومن هنا تجد الشخص لا يعرف ما الذي يريده؟ إذن أحقاء ممنطقة، سرج موقدة لكي عندما يأتي العريس ويجدنا ساهرين سيتمنطق ويتكأ ويخدمنا، سوف يعطينا المكافأة إن كنا مستحقين، شاهد الجهاد والأتعاب، شاهد الجهاد والأتعاب التي فعلوها القديسين من أجل أن ينالوا الملكوت، عندما نقول نحن الآن أن العصر الذي نحن فيه صعب، أنه به تحديات كبيرة، أقول لك هذا لأن العصر الذي نحن فيه صعب فنحتاج أن نتمسك في الله أكثر، ليس لأنه صعب أننا نترك الأمر، لا فهو لأنه صعب يحتاج مني أني أراجع نفسي باستمرار لكي لا تتغير مبادئي، ولكي لا تبرد اشتياقات قلبي، ولكي لا تضيع رؤيتي للأبدية، إذا كان العصر صعب فيريد أن يقول لك : الله يعطي له طعم لذيذ جداً عندما تكون هناك ضغوط على الإنسان، يقول لك "حيث كثر الاثم تكثر هناك النعمة أيضاً"، ستجد أن كلما زاد الاثم في البشر كلما المتمسكين بالله والمحبين لوصاياه تزداد نعمتهم جداً، انتبه عندما نقرأ هذه الآية "حيث كثر الآثم تكثر هناك النعمة أيضاً" ليس معناها حيث كثر الآثم أنني أتجاوب مع الآثم فتكثر النعمة، لا بل حيث كثر الآثم في من حولي وأنا أرفض هنا تكثر النعمة، عندما يكثر الآثم في من حولي وأنا أرفض الآثم هنا تكثر النعمة جداً جداً جداً، على سبيل المثال عندما يذهب شاب ليعمل في مكان ممتلئ عثرات، لكنه متمسك في الله، يقول له يارب ساعدني، يارب أنا مضطر لهذه الوظيفة، أنت يارب تسندني تجد النعمة جاءت لهذا الشاب، وتجد هذا الشاب نور من داخل قلبه وعقله، حيث كثر الآثم تكثر هناك النعمة، لكن لنفترض أن شخص تجاوب مع الآثم الذي حوله، واستهتر، وسلم نفسه إلى الظروف وقال لك ماذا أفعل والظروف كانت هكذا، يقول لك لا هذا لا ينطبق عليه هذه الآية، الذي استطيع أن أقوله لك أنه حيث كثر الآثم تكثر هناك النعمة، أنه إذا كنا نحن نقول إن هذا الجيل الذي نحن فيه صعب، تحدياته كبيرة، لا أستطيع أن أعيش مع الله، أقول لك لا أنت عندما تتمسك في الله ستجد النور الذي فيك أصبح أكثر وضوحاً، هل النور يتضح أكثر في النور أم في الظلام؟ في الظلام، النور الذي فيك سوف يعلن، كلما زاد الظلام، أنت كيف تظهر كابن لربنا كلما كنت في وسط أشخاص لا يعرفوا الله، قيمتك تظهر أكثر عندما يكون الناس منصرفة عن الله أكثر، وأنت متمسك بكمالك، أنت وضعت في قلبك ألا تتنجس، أنت وضعت في قلبك أنك في وسط الجيل كله تكون أنت بالنسبة لهم شمعة، هؤلاء هم الذين أحقائهم ممنطقة، سرجهم موقدة، في كل وقت حتى متى جاء سيدهم، بمعنى في أي وقت، قال لك لأنه سيأتي بغتة فأنت لابد أن تكون في حالة إستعداد دائم، قال لك يمكن أن يأتي في الهزيع الثاني أو الهزيع الثالث طوبى لأولئك العبيد، لأنه إذا أي شخص علم متى يأتي السارق قال لك لسهر ولم يدع بيته ينقب وكونوا أنتم أيضا مستعدين لأنه في ساعة لا تعرفونها يأتي ابن الإنسان، الله يريدنا أن نعيش في حالة يقظة مستمرة، في حالة جهاد دائم، فمبارك الله الذي جعلنا لا نعرف متي سوف يأتي لأنه من الممكن إذا أعلمنا متى سيأتي لكل شخص منا يمكن أن نعيش في لهو، نعيش في استهتار، نعيش في رخاوة، وحينما نعرف نستعد لكنه جعلك تعيش التوقع والترقب في أي وقت، في أي وقت، وتظل ساهر، قال لك هذا هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيده على عبيده ويعطيهم طعامهم في حينه، لابد أن نعيش الترقب، كل يوم نعتبر أنه يوم مجيء لربنا، تجد الكنيسة بحكمة تقرأ لك كل يوم في صلاة نصف الليل إنجيل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات يقول لك : " ولما انتصف الليل صار صراخ هوذا العريس" ما هذا؟ يريد أن يقول لك سيأتي، لكن من الممكن أنه يأتي في وقت أنت لا تعرفه، لا تنام، وإذا نمت لا يكن مصباحك منطفئ، وإذا مصباحك منطفئ لابد أن يكون معك زيت، الله يتأنى علينا جداً، ويعلم الضعف الذي فينا، يقول لك إذا نمت اجعله موقد، وإذا انطفأ اجعل لديك زيت، هذا هو السهر الذي يريدنا الله أن نعيشه، والاستعداد الذي يريدنا الله أن نعيشه.
جميل الإنسان يا أحبائي الذي يعيش في لذة التمتع بالحياة مع الله في كل وقت يأتي سيده ويجد اسمه على شفتيه، يجده في حالة نبضات قلب مختلطة بصلوات، يقول لك عن القديس العظيم الأنبا انطونيوس يقول لك كان انطونيوس يتنفس المسيح، يتنفس المسيح أقول لك نعم كان يتنفس المسيح لهذه الدرجة!، أنفاسه هي المسيح، معلمنا بولس قال لك "لي الحياة هي المسيح" حياتي هي المسيح، ما هذه حياتي أنا؟ هي المسيح.
جميل الإنسان يا أحبائي عندما يكون رؤيته لحياته صحيحة، جميل الذي يعلم ان فترة حياته هي فترة أعطيت له من قبل مراحم الله وصلاح الله لكي ما يكون أكثر بهاء، وأكثر إشراقا، وأكثر استعدادا، "طوبي لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين"، يأتي الله ماذا تكون حالة الإنسان التي يجدها، تخيل إذا كل واحد منا يراجع نفسه يقول إذا جاء الآن المسيح سيجدني ماذا أفعل؟، سيجدني ماذا افعل؟، ما هي افكاري، ما هي اهتماماتي؟، ما هي مشاعري؟، ما هي مشغوليتي؟، ما هو وقتي؟، إذا جاء العريس الآن في أي حالة يجدني؟، يقول لك هيا فهو يعطينا فرصة لكي تصحح نفسك لكن انتبه إذا كل فرصة لم تصحح وقتها ماذا يحدث؟ وقتها يقول لك أنت أحكم على نفسك قبل أن يحكم عليك.ربنا يعطينا حياة استعداد، يقظة، يعطينا أحقاء ممنطقة، سرج موقدة، ساهرين في كل حين، غير ساهين على أمر خلاص أنفسنا.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.
دعوة للفرح الجمعة الثانية من شهر مسرى
باسم الأب و الإبن و الروح القدس الإله الواحد آمين, فتحل علينا نعمته وبركته الآن و كل آوان و إللا دهر الدهور كلها آمين.
إنجيل هذا الصباح يا أحبائى يُكلمنا عن نعم "اراكم فتفرحون" الانسان عايش فى دائره من الافراح والاحزان وتجد الفرح مسلوب وتجد فيهم حزن ماالذى ياتى بالانسان بالحزن .القديس يوحنا ذهبى الفم قال اتركواالعبوس للاشرار من علامات السلامه مع الله هى الفرح لدرجه ان ربنا فى العهد القديم قال لا اراك الا فرحا عارف الذى ياتى وهو زعلان لا انا لااراك الا وانت فرحان تريد ان تتاكد من سلامه علاقه انسان مع الله مها كانت ضيقاته وتجاربه تجده فرحا .تعالوا نشوف اسباب الحزن عند الانسان , أكثر شئ يُسبب الحزن للإنسان هى الخطية , إنسان يعيش مغلوب , مقهور , حزين , لا يستطع أن يُحقق معنى حياته , فتجده من داخله مُمذق , الخطية هى مُحزنة و مألمة , فتجد الإنسان بداخله صراع و يعيش مغلوب و يعيش مهموم , لا يوجد حُزن تجده فى الإنسان مهما كان يتظاهر بأنواع الأفراح الكثيرة , إلا وتجده إنسان مهزوم من داخله و تجده حزين و تجده مُحبط و فاشل , 1)الخطية , هى أكثر الأشياء التى تُسبب حزن للإنسان . 2) الهموم, تجد الناس تعيش مهمومة , لماذا ؟ لأنهم دائما يُفكروا فى غدا و ما الذى سوف يفعلوه , و تجد علامات إستفهام على أشياء كثيرة , فتجد الإنسان يعيش مهموم, و هذا الهم يؤدى إلى الحُزن و عدم الفر ح , و إذا قلت له افرح , يقول لك , ما الذى أفرح لأجله ؟؟ فيقول لك أنا لدى و لدى و عندى وعندى..... فعنده مرض أو ضيقة أو مشكله أو إبن أو زوج أو زوجة ... , و عندما يُفكر فى بعض همومه , يجد عنده جدل و هذا الجدل يأخذه إلى أسفل , فيجعله يعيش مهموم و حزين و مكسور , و ماذا أيضا يُسبب للإنان الحُزن؟؟, أقول لك , أشياء كثيرة جدا تُسبب للإنسان الحُزن , و من أكثر الأشياء التى تُسبب للإنسان الحُزن أيضا إنه يشعُر إنه فاشل , إنه لم يُحقق الذى يأمل إنه يُحققه , فتجد الواحد ينظر إلى نفسه و ينظر إلى حياته و يقارن نفسه بأقاربه أو أحباؤه أو معارفه أو مُجرد أحد يكون يعرفه أو حتى واحد يسوق سيارة فخمة فى الشارع , و تجده يقوم يعمل مُقارنات و يأتى له إحساس من داخله , إنه لا يساوى شئ و عندما يِعر الإنسان إنه لا يُساوى شئ , يأتى له الفشل و الحزن , فأسباب الحزن كثيرة جدا , إن الإنسان يضع أمامه هدف و لا يُحققه , تجده حزين , أو إنه كان نفسه أن يقتنى شئ و لم يقتنيه تجده حزين أوإنسان إقتنى شئ و فُقد منه تجده حزين , إذا أشياء كثيرة جدا تجلب الحُزن للإنسان و لكن من إين يأتى الفرح فى وسط كل هذة الدائرة المُتعبة ؟؟ أقول لك بأمانة , إنك لا تجد أى فرح خارج عن المسيح , لأنك إذا أتيت لترى أسباب الحُزن تأتى لك الإجابة فورا , تجد إنه بالحق الهم , لا يوجد له حل إلا داخل لامسيح , و الفشل لا يوجد له حل إلا داخل المسيح , الخطية ليس لها حل إلا فى المسيح , إذا " أراكم فتفرحون" فإذا أردتنى أنت أن أفرح , فكيف أفرح , ليس من الممكن أن أفرح فى غياب المسيح. فالقديس مارإفرام رجل شاعر , مشاعره مُرهفة جدا فيشبه اللقاء مع الله " بأنه توجد أرملة , بنت صغيرة شابة , تزوجت ثم فقدت عريسها فى أيام , فبالتأكيد حُزنها سيكون حزن شديد جدا , فيقول عنها " ليس من فقدت عريس صِبلهل و التقت إلا و نست إنه كان لها ميتا " فما الذى جعلها تنسى إن لها ميتا , فنقول له " إن لقاءك يُزيل كل الأحزان " أريد أن أفرح لا يوجد فرح خارج المسيح . فإذا تقابلت معه تنسى همومك . أحبائى هُنك خطورة فى حياتنا إن هُناك مسيح نظرى فى حياتنا , هذا المسيح النظرى سوف لا يحل لى أمورى , سوف لا أشعر به أبدا , هذا المسيح النظرى من الممكن أن نكون سمعنا عنه أو قرأنا عنه أو من الممكن أن تكون رأيناه فىمواقف و لكن هُناك شئ يُسمى المسيح العملى , عندما نسمع مُعلمنا داود يقول " الذى يغفر جميع ذنوبك الذى يُشفى جميع أمراضِك الذى نجّا من الحُفرة حياتك " فمن هو المسيح الحى ؟؟ فإذا سألنا السامرية تقول لنا , هذا الذى قال لى كل ما فعلت و الذى شعرت معه إننى وُلدت من جديد , من هذا ؟؟ القديس يوحنا يقول لك :" الذى سمعناه و الذى رأيناه و الذى لمسته أيدينا " هُناك مسيح آخر غير المسيح النظرى , الذى نشعُر فى هذا المسيح النظرى إن كل المكان مُجرد كلام , فأقول لك لا , المسيح ليس كلام فقط , هو لم يأتى و ترك عرشه الإلهى و إقترب مننا جدا و شابهنا فى كل شئو أخذ جسدنا و أخذ لحمنا و عاش حياتنا و أكل من أكلنا و شرب من شُربنا و عاش نفس الطبيعة التى نحن نعيشها , حتى يظل يعيد عنا فى النهاية, لا المسيح عملى , المسيح تلامس مع حياتنا جدا و إقترب مننا جدا , فتقول لى إين الحل من كل هذا الحُزن ؟؟؟ أقول لك الحل فى المسيح , فإذا جلست معالمسيح كل يوم تشعر إن مشاكلك حُلت و رُفعت , فيأخذها هو و يقُدملك الحل و المسرة , يأخذ حُزنك فيُعطى لك فرحه " أراكم فتفرحون " جميل جدا إن الحُزن و اليأس الذى كان يُخالط التلاميذ و جالسين فى العُلية مُغلقة و لكن يقول لك , ففرح التلاميذ إذا رأوا الرب , فمتى يفرح الإنسان ؟؟ عندما يري المسيح , متى أتخلص من أحزانى الكثيرة و همومى الكثيرة , عندما أشعر إنه يُشاركنى فيها , و لكنه لا يُشاركنى فقط بل إنه يرفعها عنى و هو يُريد أن يجعل هذا الحُزن هو مصدر اللقاء و تتحول ضعفاتى هى مصادر قوة فى حياتى , فإنه لا يريد فقط منى أن أعيش فى الضعف و اتهزم و لكنه يريدأن يُحول كل ماكان يُضعفنى فى حياتى إلى قوة و يرييد أن يجعل الأشياء المُقلقة و المخيفة و المتعبة و التى تجعل الإنسان فى هم هى وسيلة لقاء و ساعتها يقول لنا " يتحول حزنكم إىل فرح" إذا حتى يبحث الإنسان عن إنه كيف ينبغى أن يفرح , يقول لك إياك تُفكر إنك تفرح إنك تأخذ يومين فى مكان آخر , فهذا يأتى بفرح نفسانى , و هذا الفرح النفسانى , يزول بزوال المؤثر و من الممكن أثناء وجودك فى مكان آخر تُغير جو , يأتى لك مُكالمة تليفون تُزعججك و تُتعبك , ففى أى مكان من الممكن أن تذهب إليه طالما المسيح ليس بموجود فإذا الهم موجود و الحُزن موجود و الفشل موجود . متى يفرح الإنسان ؟؟ فى لقاؤه , من إمتلكه شبعت كل رغباته , الذى أقتفى آثاره لم يضل قط , الذى رأى وجهه لا يحتمل أن يحيى بدون وجه السرور و السعادة , هذة هى الحياة , و لهذا أستطيع أن أقول لك , إن أردت أن تفرح , لا يوجد فرح خارج المسيح , نمى عشرتك معه ليس على مستوى المعرفة أو الكلام , راجع نفسك , ماذا يساوى المسيح فى حياتى؟؟ ما المفاعيل فى حياتى التى تثبت إننى أعرفه و إننى أتكلم معه و إننى أشعر بقوته و قدرته و غُفرانه و محبته و خلاصه و صلاحه فى حياتى أنا الخاصة , فعنما أشعر أنما بهذة المحبة و هذة القُدرة و هذا الصلاح و هذا الغفران . فلماذا أعيش فى هم؟ لماذا تخاف ؟؟ هو ضابط الكل هو معه مفاتيح الحياة و الموت , هو الذى يفتح و لا أحد يُغلق و يُغلق و لا أحد يفتح , فلماذا أخاف , إذا الإنسان الذى يعيش خارج دائرة المسيح أشياء كثيرة جدا تُقلقه و تحزنه , ليس مُجرد خبر , مجرد كلمة , فكيان الإنسان كله يُقلب , فإذا شئ ألمه فى رجله , كيانه يُقلب , إذا شئ فى معدته ألمه , تجده كيانه كله يُقلب و يذهب بالتفكير إلى بعيد و الذى يراه يجده و كأنه كبر 20 سنه . فنا كل هذا ؟؟ إنسان يعيش يتمسك بأمور أرضية و زمنية و لا ينظر إىل المسيح , فتجده الزمن يضحك عليه و العدو يلهو به و ضعف الجسد يغلبه و هموم الحياة تُخنقه , فكل هذا من إين يأتى؟؟ أتى من إنه يعيش خارج دائرة الإتكال و دائرة التسليم , فتجده لا يقتنى الفرح , " أراكم فتفرحون " إذا أردت أن تفرح إفرح بلقاؤم إياك أن تنام بدون إن تتقابل معه , تنام بهمك , تنام بهمك وتأخذه معك هذا لا ينفع , أنت من المفترض أن يكون لك وقفة صغيرة بالليل , تقول له " أبُث لديك ضيقى عند فناء روحى منى " أتكلم معه , أرى ضعفاتى فى هذا اليوم و أضعها عليه و هذا سبب الحُزن و الخطية , فالخطية عندما تبات بداخل الإنسان , يوم مع يوم مع يوم تتراكم و تعمل فى الإنسان طبقات عازلة , و لمن عندما أكشف نفسي أمامه كل يوم , أنا اليوم أحزنتك و أنااليوم أتت لى فكرة سيئة و أنا اليوم أهنت فُلان , أعطى لى يا رب توبة و نعمة و أقف نعه , وأشعر إن يومى إنتهى بسلام و أشعر إننى قادر أن أستقبل يوم جديد و أُكمل الحياة فى فرح و سلام و سرور , فالفرح يأتى من المسيح , فلا يوجد فرح خارج المسيح , مسكين الإنسان الذى يبحث عن الفرح فى تحقيق ذاته فى مجال معين أو من ملكية أو من كرامة , أبدا , فالذى ستأخذه اليوم سوف تجده غدا قدم و تجد غدا صعد الذى هو أحدث منه و تجد نفسك ذهقت , فهذة هى الحياة , الحياة يغلُب عليها الملل و الحياة يغلُب عليها القدم , الحياة يغلُب عليها الزمن , لكن الإنسان الذى يعيش فى المسيح يسوع لا يغلبه الزمن و الملل لا يخنقه و الأحزان لا تخنقه , لأنه ألقى نفسه بالكمال على النعمة التى يؤتى بها عند إستعلان ربنا يسوع المسيح إذا" اراكم فتفرحون " فتعالى إحيا فى دائرة المسيحة, تجد حياتك فيها شُكر و بالرغم من إنك يوجد أشياء كثيرة جدا ينقُصنى إلا إنك تشعر إن حياتك كلها من يده جميلة , فتفرح و تشكر على كل حال و من أجل كل حال , فتُصبح قابل لحياتك . فاليوم ترى أشياء كثيرة جدا يُريدها الإنسان و المجتمع و عدو الخير ينجح فى إنه يُكثر رغبات الإنسان و طلباته و الذى كان عنده شئ واحد لا يكتفى به و يريد منه 2 أو 3 و كل شئ يقدم بشرعة و كل شوية , أشياء جديدة نراها , شئ مُزهل فى سرعة التجديد , و تجد الإنسان جعان بإستمرار , يشعر إنه ليس يمتلك و محروم بإستمرار , فمن هذا ؟؟ أقول لك هذا الذى لم يقتنى الحقيقة و الشبع و المسيح , عندما تقتنى المسيح , لا تشعر إنه تحتاج إلى شئ مهما كان , لا تشعر إنه من الممكن أن يغلبك شئ أو يُقدرك , فكثيرا من الىباء يقول لك " لا يوجد شئ يستطيع أن يُقدرنى " لماذا لا يوجد شئ يستطيع أن يُقدره ؟؟ لأنه من داخله شبعان بالمسيح لا يحتاج إلى شئ و مُتكل على المُخلص . مرة سألوا قداسة البابا شنودة ربنا يُنيح نفسه وقالوا له:" لماذا نراك مُبتسم و فرحان فى كل وقت حتى فى أثناء المشاكل الكبيرة ؟؟"فقال لهم " أنا لا آخذ المشكلة و أضعها بداخلى , فما الذى يفعله فى المُشكلة و هناك هموم كبيرة جدا خارج الكنيسة و بداخلها ؟؟ فقال:" أنا لا أضع الشكلة بينى و بين المسيح , أنا أضع الله بينى و بين الُمشكلة فأرى المسيح و لا أرى المُشكلة , فعندماأضع المُشكلة بينى و بين المسيح أنا أرى المُشكلة و لا أرى المسيح و لكننى أضع المسيح بينى و بينها , فأرى المسيح و لا أرى المُشكلة , بل المشكلة تُقربنى أكثر بالمسيح ..."أراكم فتفرحون" و كلنا نعلم إنه له 3 كلمات مشهورة جدا " 1)ربنا موجود: فهذة الكلمة إذا قلتها بإيمان , ترتاح , و تعيش فى إطمأنان , ,2) مسيرها تنتهى:يعنى يعرف إنه زمن و متغير و متقلب ,3) كله للخير " فما كل هذا الإيمان , أقول لك هذا هو المسيح , إنسان يعيش مع المسيح , هذا منهج حياة , فيقول ربنا موجود , تقول مسيرها تنتهى , تقول كله للخير , فوضع المشكلة على المسيح و ألقاها وراء ظهره , المُشكلة , لم تأخذة و تغرق و لكنه وضع المُشكلة فى يد القادر أن يرفع , هذا هو الإنسان الذى تجده فرحان , فيقول لك " أراكم فتفرحون " لا أراك إلا فرحا , فالخطية حلها فى المسيح و التوبة , الإنسان الذى يُقدم توبة بإستمرار تجده إنسان مُقتنع بحياته و تجده إنسان مرفوع و تجده إنسان قائم , فمن إين أتت له؟ آتية له من روح الجهاد العميقة التى يُعطيها له الله , فتجده إذا كان الخاج يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوما و تجده من داخله , هناك قوة , هناك نُصرة , تجده غالب لأوجاعه و أحزانه و آلامه و تجاربه , لدرجة إن حتى خطاياه لا تكون وسيبة إبتعاد بل وسيلة إقتراب و لهذا يقولوا عن واحد من الآباء القديسيين , كان يُعلمك تلاميذه الصلاة ,فقالوا له من هو معلمك ؟؟ من الذى علمك أنت الصلاة ؟؟ نحن نراك تتكلم فى منهج مُرتفع جدا فى الصلاة , فمن الذى علمك الصلاة ؟؟ فقال لهم الذى علمنى الصلاة ,هى تجاربى و أحزانى , فأحزانى هى التى علمتنى الصلاة , فعندما صليت فرحت و عندما كانت التجربة أصعب تقربت إلى الله أكثر و بعمق أكثر , غعندما صليت أكثر و بعمق أكثر تجاربى علمتنى الصلاة و فى الصلاة رأيت الله . عنما يتعب الإنسان من أمورالغد , فما هو الحل؟؟ , أقول لك لا يوجد حل أجمل من التسليم , أجمل من إنك تشعر إن حياتك كلها مُدبرة من يده , إجتهد فى حياتك بكل الأشكال , لكن لا تقلق لا ترتعب لا تخاف , لا تكن غير مؤمن بل مؤمن بل ثق فى القادر أن يحفظ و أن يرفع , يقول لك " القادر أن يصنع معنا أكثر جدا مما نسأل أو نطلب , مما نفهم أو نفتكر" فالإنسان الذى يدخل فى دائرة عمل الله فى حياته , يتعغير كليا , تجده يعيش نفس الضغوط و من الممكن أكثر و تجده يعيش فى دائرة من الممكن إن واحد غيره يعيش فيها , يكون مهموم و مهزوم و يكون حزين و مُكتأب , لكن لا , الذى يعيش فى المسيح يسوع تجده , متكل و مبتسم و راضى و قابل و شاكر و مُسلم و يتوب , عندما تُتعب الخطية الإنسان يا أحبائى و تُعجه , ليس لها حل غير إنه يُقدم عنها توبة حتى يقوم منها و يُرفع منها و لكن حتى نجلس لكى نتأمل فى خطايانا فقط دون أن نتوب , فالخطايا , سوف تُصبح سبب أحزان , أقول لك لا , إجعل الخطية تكون سبب توبة و التوبة الحقيقية بالتأكيد تُفرح الإنسان , لا يُمكن أن تعيش لحظة حُب على خطية إلا عندما يأتى لك مشاعر فرح فى نفس اللحظة و لهذا أقول لك : أمر الفرح هو أمر مُهم جدا للحياة الروحية , حتى تشعُر إنك بالفعل عرفت المسيح , يجب أن تكون فرحان من داخلك , مهما كانت همومك مهما كانت ضغوتك , مهما كانت ضعفاتك , مهما كانت الظروف المُحيطة بك " أراكم فتفرحون " الله يُعطينا يا أحبائى أن نفرح فيه , وأن لا تكون لنا حياة خارجه و أن نُلقى بخطايانا و همومنا و أحزاننا و حتى أوجاعنا عليه و نفرح لأننا قد ألقينا عليه كل همومنا ربنا يُكمل نقائصنا و يسند كل ضعف فينا بنعمته , لإلهنا المجد الدائم الآن و كل آوان و إلى دهر الدهور كلها آمين .
بحكمة فعل ذلك الجمعة الرابعة من شهر بؤونة
الكنيسة تقرأ لنا في إنجيل هذا الصباح يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا لوقا إصحاح 16 عن مثل وكيل الظلم .. إنسان غني عنده وكيل ومعروف إن من سمات هذا العصر الذي عاش فيه ربنا يسوع إن الأفراد الأثرياء جداً يكون لديه شخص وكيلاً لأعماله وخصوصاً الأعمال المالية .. فالرجل الغني يكون عنده الوكيل لأعماله المالية .. فهناك من وشى به .. فيه إنسان أراد أن يتخلص من الذي عليه فوشى عليه .. فهو جاء على وتر حساس بالنسبة لصاحب المال أنه يبذر أمواله .. ﴿ ما هذا الذي أسمع عنك ﴾( لو 16 : 2 ) .. الوكيل يفاجأ بين لحظة وأخرى يجد نفسه بلا عمل .. بلا دخل .. لا يستطيع أن ينفق على أسرته ولا على بيته .. ﴿ لأنك لا تقدر أن تكون وكيلاً بعد ﴾ ( لو 16 : 2 ) ففكر هذا الوكيل ﴿ ماذا أفعل لأن سيدي يأخذ مني الوكالة ﴾ ( لو 16 : 3 ) .. فقد كان لدي كرامة .. كان الناس يحترمونني .. ﴿ لست أستطيع أن أنقب وأستحي أن أستعطي ﴾ .. فقال هذا الوكيل ﴿ قد علمت ماذا أفعل حتى إذا عزلت عن الوكالة يقبلوني في بيوتهم ﴾ .. فقد دعى المديونين وسألهم ﴿ كم عليك لسيدي .. فقال مئة بث زيتٍ فقال له خذ صكك واجلس عاجلاً واكتب خمسين ﴾ * البث * وحدة يهودية .. وآخر قال عليَّ 100كر قمح فيقول له خذ صكك واكتب 80 في هذه القصة قد عمل هذا الوكيل تصرف غير أمين .. فالمثل إسمه وكيل الظلم .. ربنا يسوع لما حكى هذا المثل أراد أن يظهر الحكمة في تصرفه فأظهر هذا المثل الحكمة العالية عند الوكيل وقال بحكمة فعل هذا ( لو 16 : 8 ) .. الحكمة في وكيل الظلم جعله ينظر إلى الأمام .. آمن المرحلة القادمة فهو يقول لنا فكر في المرحلة القادمة أنها غير آمنة وغير مستقرة وغير مستمرة فهو أراد أن يؤمن المرحلة القادمة لأنها أهم فاكتب بدلاً من 100 أكتب 80 حتى متى عزلت يقبلونني في بيوتهم فإحساس هذا الوكيل يجب أن ينتقل إلينا .. فنحن في خطر فالوضع الذي نحن فيه الآن سوف يضيع .. الوضع الذي نحن فيه الآن حيأخذ مننا .. الوضع الذي أنا فيه الآن سوف أتركه فكل الإمكانيات الكرامة حتأخذ مننا .. فكل هذا الوضع هو وضع غير مستقر فعليَّ أن آآمن الفترة القادمة .. فلابد أن أدرك أن في هذه المرحلة نحن معرضين فيها للوشاية .. للحروب .. للظلم .. للضياع .. للفقرللتغيير السريع .. فيجب علينا أن نؤمن الفترة القادمة على اعتبار أنها الثابتة ليس فيهل غش ولا خداع ولا وشاية فلذلك يجب أن نهتم بالفترة القادمة فربنا يسوع قال هذا المثل الذي لوكيل الظلم وقال عنه بحكمة فعل هذا .. فجميل أن لا ينظر الإنسان إلى هذا الزمان على أنه زمان الحياة الوحيد .. يقول القديس أوغسطينوس ﴿ إن لك حياة واحدة ولك نفس واحدة فلا تضيعهما ﴾ .. فالفترة التي أنت عايش فيها على الأرض إجتهد فيها لتؤمن الفترة القادمة .. ﴿ إذ بحكمة فعل ﴾ .. ﴿ أبناء هذا الدهر أحكم من أبناء النور في جيلهم ﴾ ( لو 16 : 8 ) .. فكيف أن أبناء الملكوت لا يفكروا في كيفية ضمان الملكوت ؟ لذلك يجب أن تضمن الملكوت .. كن مثل وكيل الظلم .. إنسى المرحلة التي أنت فيها الآن .. ثبت فيك إحساسك بأن الحياة التي أنت فيها غير آمنة وغير مستقرة .. ثبت فيك إحساس أن هذا الزمان إسمه زمان الظلم .. زمن كله غش فهو بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل ( يع 4 : 14) .. الإنسان معرض فيه للضياع .. سموه الآباء فترة غربة فترة مؤقتة .. فكر كثيراً في زواله فهو غير آمن ومعرض فيه للوشاية ومعرض للظلم .. العدو يوشي بك .. العدو يسلب قدراتك ومقتنياتك فالمفروض أن تكون حكيم فكر كثيراً في المرحلة القادمة أحد الآباء يقول ﴿ إن كنت حكيماً لا تستبدل زمان بزمان ﴾ .. لا تشعر أن هذا الزمان هو زمن الأمان بل لا تطلب الراحة في زمان التعب لئلا في زمان الراحة الحقيقية يوضع النير في عنقك أنت الآن في زمن التعب إقتني فضائل .. آمن الملكوت .. إصنع رحمة .. إصنع صداقات .. إملأ وقتك إشتياقات .. إملأ وقتك صلاة .. إملأ قلبك بأفكار مقدسة .. هذا هو الذي يؤمن المرحلة القادمة هذا هو ما صنعه وكيل الظلم لأنه نظر إلى الأمام فأتى بكل مديون وكتب له قيمة أقل .. فالمرحلة القادمة هي الأكثر قبولاً واستمراراً لا نقول ليس لدينا وقت لنصلي .. ليس لي مال لأعطي العشور فأنت بهذه الطريقة تكون قد حصرت نفسك في هذا الزمان .. فالزمان الذي نحن فيه الآن معرض للضياع وبين لحظة وأخرى يمكن أن يوشى بك فتطرد .. ﴿ إبليس خصمكم كأسدٍ زائرٍ يجول ملتمساً من يبتلعه هو ﴾ ( 1بط 5 : 8 ) العدو يوشي بنا فيقول أعرض عليه شهوة .. هذا مواظب على الكنيسة .. أعطيه مال عن طريق الغش فأسمع الكلمة ﴿ أعطِ حساب وكالتك ﴾ .. المرحلة القادمة لو إنت مؤمن عليها لا تخاف .. لا تقلق فأنت متوقعها بين لحظة وأخرى وهي أمام عينيك باستمرار فأمن هذه اللحظة .. فوكيل الظلم هذا كان رجل لديه نظرة مستقبلية الحكمة تتطلب من الإنسان في أن يفكر في الشئ كثيراً .. يفكر في غربته على الأرض فالفترة القادمة أكثر بكثير من الأيام القليلة التي نحياها الآن أبونا يعقوب عندما سؤِل عن عمره قال ﴿ أيام سني غربتي مئة وثلاثون سنة قليلة وردية ﴾( تك 47 : 9 ) .. فالأيام قليلة والوقت مقصر .. في كل يوم يجب أن نفكر كثيراً في تجميع ما يؤمن المرحلة القادمة على اعتبار إنها الأهم فهي الدائمة .. هذا هو وكيل الظلم .. وكيل الظلم فكر كيف يقبلوه في بيوتهم ويقبلوه في مظالهم بعد أن يطرد .. هذا هو الإنسان الذي يفكر أن يكون له مكان في الأبدية .. السماء مكان يقبل فيه .. فكر كثيراً في أنك تصنع لنفسك مكان .. يقول الكتاب ﴿ في بيت أبي منازل كثيرة ..... أنا أمضي لأعد لكم مكاناً ﴾ ( يو 14 : 2 ) .. من يوم المعمودية وأنت لك مكان فلذلك زين مكانك .. حسن مكانك .. جمل مكانك .. تمسك بمكانك .. إمسك بالحياة الأبدية التي لها دُعيت .. فمنذ ولادتك وأنت مدعو إلى الأبدية فالله ينتظرنا في الأبدية منذ أن أنشأنا فلا تستحسن أحياناً حياة الأرض عن الأبدية فلا تكون مشغول جداً بدقائق وأيام .. فلا تفكر في الهموم فعدو الخير ناجح جداً في أن يلهي الإنسان وينسيه الإهتمام بحياته الأبدية .. فعندما تفكر في الأبدية وزوال العالم عدو الخير يأجل التفكير في مثل هذه الأمور ثم ينسيك إياها لأن التفكير فيها يجعل لك إشتياقات روحية .. فعدو الخير يجتهد بكل طاقته ليلهينا عن هذه الحقيقة الهامة فيقول آجلها دلوقتي .. خليها بعدين .. فمن أسلحته الفتاكة التأجيل فيجعل الإنسان يلهو بحياته .
عدو الخير فكر في خطة وذلك لينصرف الناس عن خلاصهم ففكر في عدة طرق :-
أ) لا يوجد ربنا أصلاً ..... فقال الشيطان أن الآخرين لن يصدقوا هذا الكلام .
ب) المسيح لم يأتي على الأرض ..... فقال الشيطان أن الآخرين لن يصدقوا هذا الكلام .
ج) المسيح لم يصلب ..... فقال الشيطان أن الآخرين لن يصدقوا هذا الكلام .
د) أنه جاء وصلب وهناك توبة ولكن نأجل الأمر حتى تعيشوا حياتكم فكان هذا هو أفضل إقتراح .
فعدو الخير لا يستطيع أن يقول أنه ليس هناك توبة ولا خلاص ولا صليب ولكنه يشير بأن تنتهي أولاً من الهموم التي لديك .. إنتهي أولاً من المرحلة التي أنت فيها فيقع الإنسان في مشكلة خطيرة وهي كما سماها الآباء * تسويف العمر الباطل * .. فيقول * غداً .. بعدين * .. فيقسى القلب وتزداد قساوته وينسى الأبدية ويفكر الإنسان في المرحلة التي هو فيها الآن الإنجيل اليوم يعلمنا أن نكون حذرين .. أن نسلك بلياقة وبتحفظ لأن الوشاية تنتظرك فأنت معرض الآن لأن تطرد في أي لحظة فيذكرني أن الوضع الآن آمن ومستقر ولكن عندما تطرد ماذا تفعل ؟ لذلك فلنفكر كثيراً في الأبدية .. فلنجعل الأبدية في قلوبنا .. إجعل الأبدية في قلبك .. إجعل الأبدية تشغلك وتكون هي لهفة قلبك واشتياقك باستمرار .. لذلك راجع نفسك باستمرار أين هو قلبك ؟في القداس أبونا يقول ﴿ أين هي قلوبكم ؟ ﴾ .. والشعب يرد ﴿ هي عند الرب ﴾ .. فيكون الفكر فوق والإشتياقات فوق في رسالة بولس الرسول لأهل فيلبي يقول ﴿ فإن سيرتنا نحن هي في السموات ﴾ ( في 3 : 20 ) .. فيكون كل حاجة في السماء فتتوقع أن سيرة حياتك كلها تكتب فوق وليست على الأرض فيكون مكانك في أعلى .. فكر كثيراً في حياتك .. مكانك .. نصيبك .. فكر في المرحلة القادمة كيف ستقضيها وكيف ستعيشها فإن كنت حكيم لا تستبدل زمان بزمان .. ﴿ فمن يأتمنكم على الحق ﴾ ( لو 16 : 11 ) .. فإن هذه الحياة هي فترة مؤقتة زائلة فكيف أئتمنك على الأبدية ؟ فإن لم تكن أميناً في الأيام القليلة فكيف تكون أمين في الأبدية ؟ فإن كنت غير أمين في دار الظلم فمن يأتمنك على الحق ؟ من يأتمنك على المسيح ؟ من يأتمنك على الأبدية والخلود ؟أحد الآباء القديسين يقول ﴿ أعطني يا الله ألا أركض إلى الظل كأنها الحق ﴾فهذه الأيام هي مثل ظل شجرة فمن يستند عليها يقع لأنها ظل فلا تكون مسنود على الزمن فيأخذك وتقع فإستند على الحق .. فإن لم تكن أمين في مال الظلم كيف يأتمنك على الحق ؟ كيف ربنا يأتمنا على الأبدية ونحن غير أمناء على مال الظلم ؟ كيف ربنا يأتمنا على الأبدية ونحن غير أمناء على الوصايا ؟ فربنا يطلب مننا أن نضحي ببعض الوقت لنعطيه له .. نضحي ببعض الأموال القليلة التي هي أصلاً منه ولكن نحن نأخذها لأنفسنا .. فربنا هو الذي يعطينا المدينة التي من ذهب التي لها أساسات .. العروس المزينة .. يمتعك بكل الخيرات لذلك أنظر كثيراً إلى هذا الوكيل من أجل أن تأكلك الغيرة لتتعلم منه الحكمة تعلم منه أنه في زمن يسود فيه الغش أن لا تضع قلبك فيه فهو غير آمن بل هو إلى زوال فانقل إشتياقاتك الحقيقية إلى ما هو آمن وما هو آتي ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين
الاهتمام بالداخل الجمعة الثالثة من شهر بؤونة
يُقرأ علينا اليوم إنجيل معلمنا لوقا الإصحاح 11 وجزء من الإصحاح 12 .. فربنا يسوع المسيح إحتك كثيراً بالكتبة والفريسيين فأثناء ما كان يقول أجمل تعاليم على وجه الأرض كان يليق بالموجودين أن يتنقى قلبهم ومع تنقية القلب تتنقى الحواس والمشاعر .. فالمفروض أن يسروا بالكلمة داخل قلوبهم من أجل أن يعيشوا بها ولكن ما حدث هو أن الكلام لم يعجبهم لأنه كان يكشف عن أمراض كثيرة كانت في داخلهم ..﴿ وفيما هو يكلمهم بهذا إبتدأ الكتبة والفريسيون يحنقون جداً ويصادرونه على أمورٍ كثيرةٍ وهم يراقبونه طالبين أن يصطادوا شيئاً من فمه لكي يشتكوا عليه ﴾ ( لو 11 : 53 – 54 ) فبدلاً من أن يسمعوا ويستفادوا ويتغيروا من الداخل كان الفريسيون من جواهم يريدون أن يمسكوا عليه كلمة .. كان بداخلهم مكر يريدون أن يغلطوه .. يريدون أن يتكلموا بشئ ردئ فبالرغم من أنهم كتبة وفريسيين ولهم كرامة في أعين الناس إلا أنه كانت هناك فئات كثيرة كانت موجودة يسمعون كلام الرب يسوع فكان منهم :-
1.المرددين فكانوا يطبقوا الشريعة جداً .. فمثلاً حتى لا ينظر الشخص إلى إمرأة ليشتهيها فكانوا يغطون وجوههم أثناء سيرهم في الطريق فكانوا يتخبطوا في الحائط وهم لا يروا فسموا بالمرددين .
2.الغيوريين لهم معرفة غزيرة بالناموس وهم غيورين على الناموس والشريعة حماة الناموس .
3.الناموسيين حافظ أسفار موسى الخمسة عن ظهر قلب .
4.الفريسيين وهم مدققين في الوصايا ومن شدة تدقيقهم كانوا يعشرون النعناع .
5.الكتبة لاهوتيين فهم يمثلوا أصحاب معرفة عالية .
فهو كان جالس معهم يعلمهم وهم كانوا يستمعوا إلى أجمل التعاليم .. فمن جهة المعرفة فهو كان أكثر معرفة فالغيورين هم غيورين على الشريعة .. هم حماة الناموس .. الناموسيين هم حافظي أسفار موسى الخمسة عن ظهر قلب .. والمفروض أن الكلام يغير وربنا يسوع في منتهى الوضوح والحب فهو يخشى عليهم من الإستمرار في هذا الحال .. فكان يقول لهم ﴿ تحرزوا لأنفسكم من خمير الفريسيين الذي هو الرياء ﴾ ( لو 12 : 1) .. فالخمير هو شئ صغير جداً ولكن بمجرد أن يوضع في شئ ينتشر سريعاً .. فهم كانوا متشبعين بهذه الروح كان أهم شئ عند الإنسان هو بره الخارجي ولكن يسوع كان يعلمهم الإهتمام بالداخل فهو كان يقول لهم ﴿ أبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانيةً ﴾ ﴿ لا تظهر للناس صائماً ﴾ ( مت 6 : 18) .. عيش جوهر التقوى .. إفحص القلب من الداخل وانظر ميوله واشتياقاته .. فالهدف هو ربنا يسوع المسيح ولكن إذا ضاع الهدف يضيع الإنسان .. فالإنسان يجب أن يعرف نفسه بشدة وما هو الذي يريده .. أما هم فكان الإهتمام بالنسبة لهم بالخارج .. بالشكل .. بأراء الناس عنهم ربنا يسوع المسيح عايزني أخفي الفضائل والضعفات أظهرها في الخارج أما هم فكانوا يعيشون في العكس تماماً فكانت العيوب والضعفات يخفوها والفضائل يظهروها .. فهناك الكثير من الأفكار والإنفعالات والكلام والنظرات والتصرفات التي تظهر علينا .. لذلك إذا أردت أن تبدأ بداية حلوة مع ربنا أدخل إلى أعماق نفسك فهذا هو الذي يحتاج إلى تنهد .. إلى أنين .. إلى صلاة فبداخل الإنسان حاجات يحتاج أن يسجد كثيراً من أجلها .. يرفع قلبه كثيراً ويصرخ كثيراً يقول القديس مارإسحق السرياني ﴿ الذي يبصر خطاياه أفضل من الذي يبصر ملائكة ﴾ هذه هي دعوة ربنا يسوع للإنسان أن يعيش في خفاء قلبي .. في إنسان داخلي .. في كرامة .. في خفاء .. يفضح الأمور الرديئة باستمرار .. لا يستحي أن يظهر ضعفه .. فالرياء هو أن الإنسان يظهر عكس ما بداخله .. فيجب على الإنسان أن يعيش حياة الخفاء .. إن الأمور الهامة جداً لابد أن تكون مخفية فربنا سمح إن الحاجات المخفية أهم من الحاجات الظاهرة .. فمثلاً العين تتكون من الشبكية وقنوات فالمهم هو المكونات الداخلية للعين وليس الشئ الظاهري الذي هو لون العين مثلاً .. فمن أهم القلب والرئة والكلى ولا الأهم هو لون البشرة الخارجي ؟ فالمهم هو الحاجات المخفية فهي أهم من الحاجات الظاهرة فلذلك إهتم بالداخل .. إفحص قلبك .. فاليوم موجود بالطب تشخيص بالليزر ليعرف ما بالداخل ولكننا نقول أنها أمراض جسدية تتعب وقتاً ولكن التعب الروحي فهي أمراض تحتاج إلى أنين .. تحتاج إلى صراخ ولذلك أدخل للداخل فكل ما الإنسان ينظر إلى الخارج يتوه ولا يتقدم وفي أغلب الأوقات يكون راضي .. فكلما تنظر تجد نفسك أنك في الموازين إلى فوق ( مز 62 : 9 ) .. لذلك هو محتاج إلى سنين وسنين لكي يتوب الشجرة نريد أن نأخذ منها ثمر .. نريد أيضاً أن تظلل لكن الورق فقط مظهره خداع بل أنه يضعف الشجرة فالورق يأخذ العصارة من الشجرة .. الورق ممكن أن يكون حماية فهو شكل فقط فلذلك أنظر إلى إشتياقاتك الروحية .. إصنع ثماراً تليق بالتوبة ( مت 3 : 8 ) .. أنظر إلى عشقك إلى الطهارة أنظر إلى مدى حبك للعطاء .. مدى حبك لإخوتك .. مدى حبك لحياة الخفاء .. أنظر مدى حبك إلى كل الذين يضايقونك ويؤذوك .. هذا هو الثمر .. إفحص نفسك جيداً ولا تضع لنفسك مقاييس سيئة فلذلك قال الآباء القديسين ﴿ قيس نفسك على .. المسيح .. الوصية .. القديسين ﴾أنظر إلى السيد المسيح وقف أمامه ستجد أن أمامك الكثير جداً .. أنظر إلى الوصية تلاقي نفسك إنت بتعمل إيه منها .. إنت فين منها ؟!! أنظر إلى القديسين نلاقي إن هم النموذج العملي للوصية .. هم صورة المسيح أنظر إلى نفسك فعندما تنظر إلى نفسك تلاقي إنك بعيد جداً وهنا أنت بدأت تمشي الطريق صح فالبداية الصحيحة هي أنك تكتشف نفسك صح .. لذلك أقول لك إهتم بخفاءك .. أنظر إلى إشتياقاتك .. راقب تخيلاتك .. أنظر إلى دوافعك .. إعرف كل ما هو غير مرئي بداخلك .. العمارة لما تتبني نهتم بالأساس فالأساس هو الأهم .. إهتم بالداخل .. أنظر إلى داخلك .. لما الإنسان يذوق نعمة ربنا يبتدي يحب ربنا جداً ولما يحبه نلاقيه يحب الصلاة ويحب يعمل الخير ولا يظهره ويتفنن في كيفية إخفاء أموره فربنا يسوع المسيح أعطاه نعمة أو عطية وشرطه له إنه يخفيها ولا يظهرها .
في قصة في تاريخ الكنيسة للقديس باسيليوس .. فقد كان القديس باسيليوس له علاقة قوية بالسيدة العذراء والكنيسة كانت ضعيفة جداً في القرن التاسع والعاشر ولكن هو كانت علاقته قوية بأم النور .. فكان في زيارة لإحدى الكنائس والمفروض إن عند دخول الأسقف الشمامسة والشعب كله يقولوا لحن ~أك إزمارؤوت* أي مبارك الآتي بإسم الرب * .. وكان الشعب فقير جداً في الألحان الكنسية فبدلاً من أن يستقبلوه بالألحان إستقبلوه بالتصفيق والتهليل والزغاريد .. هو من الداخل يشعر أنه غير مستحق لكل هذا فما يحدث كان من الخارج فقط وفي الحقيقة كان يبكت نفسه .. وفي وسط هذا الهتاف لمح طفلة صغيرة صامتة لا تهتف معهم فسألها * إنت مش بتقولي معاهم ليه ؟ * .. ففي الحال هللت معهم فازداد الشعب في الهتاف والتهليل فسأل ما هي الحكاية فعرف إن هذه الطفلة كانت خرساء لا تتكلم ولا تسمع فلما سألها القديس باسيليوس حدثت المعجزة ونطقت مما أبهج الشعب بالأكثر .. ولكن رد فعل الأسقف كان البكاء الشديد وعاتب السيدة العذراء لأنها كشفت سره وظل حابس نفسه في حجرته أربعون يوماً الإنسان الذي يحيا مع الرب يسوع يتفنن في أن لا يظهر ما يقوم به وليس هو فارغ من الداخل .. الإنسان الذي يحيا مع الرب يسوع يخفي فضائله وعيوبه يظهرها .. فالقديس باسيليوس عاتب السيدة العذراء لأنها كشفت شئ موجود فيه فلذلك أنظر إلى نفسك من الداخل هل أنت ترضي ربنا من الداخل ؟ ﴿ تحرزوا لأنفسكم من خمير الفريسيين الذي هو الرياء ﴾ .. فالشكل من الخارج ليس هناك أروع من ذلك ولكن الجوهر صعب .. فكلما إكتشف الإنسان ما بداخله كلما يجد أتعاب ومشاكل ويرميها كلها على الرب يسوع وهذا يسبب فرح للإنسان فكلما زادت الأتعاب كلما فرح الإنسان أكثر وأكثر لأنه رماها على السيد المسيح .. فالجميل أن تكتشف أخطاءك أكثر فكلما تكتشف أكثر تفرح أكثر .. ﴿ حزنكم يتحول إلى فرحٍ ﴾( يو 16 : 20 ) .. ولكن لماذا ؟ ﴿ الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة ﴾( 2كو 7 : 10) .. كأنه شايل حاجة ثقيلة جداً ورماها على المسيح فهو يفرح فرح لا حدود له ربنا يعطينا أن نفحص ما بالداخل .. نراقب قلوبنا .. تصوراتنا فكلما نتنقى ونتزكى أمامه كلما نعرفه ونحبه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين
اسماؤكم مكتوبة فى ملكوت السموات الجمعة الأولى من شهر بؤونة
تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا لوقا إصحاح ١٠، عن الرسل الذين عينهم ربنا يسوع المسيح وأرسلهم للخدمة،وعادوا يخبروه بما فعلوا فكانوا في حالة بهجة، لأن خدمتهم أثمرت فيقول الكتاب المقدس "رجع السبعون بفرح قائلين يارب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك"،بالطبع كانوا هم أنفسهم غير مصدقين أنفسهم أنهم يجدواعلى سبيل المثال شخص عليه روح شرير بمجرد أن ينطق باسم يسوع الروح الشرير يهرب و يخاف ويطرد،فكانوا سعداء جداً بهذا الأمر،وبالطبع عندما طرد الأرواح الشريرة من الناس أصبح لهم نعمة كبيرة جداً في أعين الكل،فكانوافي حالة زهو،عائدين بفرح يقولوا له وهذا أصعب شيء وهو الشياطين فيقولون له حتى الشياطين تخضع لنا باسمك أي أنه يريد أن يقول له المهام الأقل من ذلك قد فعلناها فنحن فعلنا أشياء كثيرة جداً،جداً، جيده فهم عائدين فرحين جداً،فقال لهم أنا رأيت الشيطان ساقطا من السماء مثل البرق،يريد أن يقول لهم أن خدمتكم هذه وعمل الخلاص الذي يتم عن طريقكم هو هدم ونهاية لمملكة إبليس، فأنا رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق،"ها أنا أعطيتكم السلطان لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوات العدو ولا يضركم شيء"،لا يوجد أجمل من ذلك،لا يوجد فرح أجمل من فرح الشخص الذي يعرف أن هذا الشيطان قد هزم ،قال لهم لا تفرحوا بهذا، لاتفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم بل أفرحوا أن أسماءكم مكتوبة في السموات،يقوم بتحويل نظرهم من أسفل إلى أعلي،يقوم بتحويل نظرهم من الانتصار الأرضي إلى الانتصار السماوي،يقوم بتحويل نظرهم من مجد الأرض إلى مجد السماء، وهذا هو هدف ربنا يسوع المسيح،لا تفرحوا بهذا، يريد أن يقول لك أنه من الممكن أن تكون في الأرض مقاييس كثيرة جداً لكن أهم شيء هو أن المعيار الذي يكون أمامك هو أن تزن نفسك بميزان السماء لا تزن نفسك بميزان الأرض، حتى وإذا كانت الشياطين تخضع لك، حتى إذا كنت ترى أنك قد وصلت لأكبر درجة كنت تتمناها،يقول لك هذه غيركافي،الذي تفرح به أن اسمك مكتوب في ملكوت السماء شيء جميل جداً أن يكون الإنسان يا أحبائي دائم التذكر لاسمه المكتوب في ملكوت السماء،سفرالرؤيا قال لك أن هناك سفر اسمه "سفر الخروف"، ماهذا؟! هذايوجد فيه أسماء الأشخاص المفديين ،قال لك هذا يوجد فيه أسماءالأشخاص الذين نجوا من الضيقة العظيمة، قال لك هذا يوجد فيه أسماء المنتصرين،هذا هوالذي لابد أن يشتاق إليه الإنسان دائمًا أن اسمي يكون مكتوب في هذا السفر، افرحوا أن أسمائكم مكتوبة في ملكوت السماء، شيء جميل ياأحبائي أن الإنسان يتذكر دائمًا اسمه الذي كتب في ملكوت السماء، أحد الآباء القديسين يقول ثلاثة أمورتسبق أي خطية ماهي؟! قال لك الكسل، الغفلة، النسيان،ماذا يقصد بالغفلة والنسيان؟يقول لك أن الإنسان يتلاهى عن خلاص نفسه، يتلاهى عن مجد السماء،يتلاهى أن هناك دينونة،يتلاهى أن هناك ثواب وعقاب، غفلة ونسيان،فطالما هناك غفلة ونسيان وملكوت السماء غير موجود في قلب الإنسان ستجد الإنسان يعيش كأنه يعيش على الأرض فقط الكسل، الغفلة، النسيان،لذلك من أكثر الحقائق التي يحاول عدو الخير جاهداً أن يخفيها تماماً أن هناك ملكوت، وأن هناك دينونة،أنه يجعل الإنسان باستمرار يضع ثقته في الأرض ويضع يقينه في كل ما هو مرئي، في حين أن الكتاب المقدس يقول لنا"غير ناظرين إلى الأمور التي ترى بل الأمور التي لا ترى، لأن الأمور التي ترى وقتية أما الأمور التي لا تري فأبدية"، "لا تفرحوا ولكن افرحوا بأن أسمائكم مكتوبة في ملكوت السماء"، يريد أن يقول لهم أنتم أيها الرسل فرحين جداً أنكم أنتم الآن أخرجتم الشياطين،شفيتم مرضى،والناس سمعوا لكم، الناس أحبوكم،الناس احترموكم، كل هذاجيد لكن الأفضل الذي يفرحك بالفعل أنك تكون من الناس التي اسمائهم مكتوبة في ملكوت السماء الآباءالقديسين يعلمونا يقول لك تذكر دائماً الملكوت لكي ما تأخذك غيرة أعمالك،تذكر الملكوت كثيراً، تذكردائماً أن هناك أبدية،تذكردائماً الأماكن المعدة للقديسين لكي ما يكون لك هذا الشوق، أحد الآباء كان يحكي رؤية المتنيح الأنبا يؤانس أسقف الغربية يقول أن الله أعطاه رؤية أنه ارتفع إلى السماء وظل يشاهد الأماكن المقدسة في السماء وكرامات القديسين،وكان منبهرجداً،تخيل أنت عندما يشاهد مجد ربنا يسوع ويشاهد مجدالسيدة العذراء في السماء والملائكة،ويشاهد القديسين بكرامتهم، الشهداء، البطاركة، الأنبياء،ويقولوا له أن هذا هوأشعياء العظيم في الأنبياء، ويقولوا له هذه أمنا سارة، ويقولوا له هذا أبونا إبراهيم أبو الآباء، شاهد كرامات في السماء مناظر فائقة،ورأى مار جرجس،ورأى الأنبا انطونيوس،ورأى كل طغمات السماء،ثم وجد مكان جميل جداً لكن الكرسي الذي فيه فارغ، كان الذي يصطحبه في زيارته لهذه الأماكن كلها ويريه إياها كانت السيدة العذراء قال لها هذا المكان الفارغ لمن؟! قالت له سوف أقول لك في النهاية، ظل يزور الأماكن كلها إلى أن في النهاية قالت له أن الكرسي الفارغ لك أنت إلى أن تكمل جهادك وتكمل رسالتك وتأتي،ومن وقت أن شاهد هذه الرؤية وهو ازداد في اشتياقه، في حرارته، وفي عبادته، وفي أصوامه، وفي صلواته،ما رأيك أنت عندما تقول يارب أنا أريد أن أحافظ على مكاني في السماء،منذ وقت عمادنا يكون اسمنا كتب في السماء، للأسف نحن الذين من الممكن أن نمحيه،هولايمح ونحن الذي ننمحو، هو أعطانا مكان جيدولكن نحن من الممكن أننا الذين نفقد هذا المكان،معلمنا بولس الرسول يقول لك في رسالة العبرانيين"فلنخف،أنه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته،يرى أحد منكم أنه قد خاب منه"، هو أعطانا وعد وأعطانا المكان فهو يوم أن وعد بني إسرائيل أنهم يدخلون أرض الميعاد أكان يقصد أن جميعهم يدخلون أم كان يريد اثنين فقط يدخلوا؟!، كان يريدهم كلهم يدخلون، لكن يوجد منهم قد هلكوا لعدم إيمانهم ولزيغانهم لأنهم نظروا إلى الخلف، لأنهم نظروا إلى قدوراللحم،لأنهم نظروا إلى الأرض، لم يذكروا أرض الميعاد في قلبهم ففقدوا أرض الميعاد في الميراث، هذا هو،تذكر دائما أن اسمك يكون مكتوب في ملكوت السماء، تذكر دائما أنك تصنع صدقات، تصنع عبادة الإنسان الذي ذكر الملكوت في قلبه يا أحبائي تجده لديه غيرة في عبادته،غيرة في خدمته، غيور على خلاص نفسه، ينقي نفسه من أي شائبة، لماذا؟ لئلا يفقد مكانه،أنت عندما يكون هذا الفكر في ذهنك باستمرار، لماذا الكنيسة جلبت شهداء؟ لأن الملكوت في فكرهم، تجد أريانا الوالي الرجل الذي كان مشهور جداً بالافتراء على المسيحيين كان وقت أن يذهب إلى مكان يجد المسيحين يأتوا له صفوف، يأتوا له صفوف من بلاد أخرى،ويفترض أننا نعرف أن أريانا الرجل الوالي الذي يفتري على المسيحين يكون موجود في مكان المسيحين يهربوا منه ويذهبوا أي بلد أخرى يختبئوا فالمنطق يقول ذلك، لكن كون أنه يذهب مكان المسيحيين يتكاثروا عليه، كون أنه يأتي هنا الإسكندرية يجد 3٠,000 مسيحي أتواإليه من دمنهور سيرعلى الأقدام، 60 كيلو سيرا على الأقدام، تقريبا أربعة أيام سيرا علي الأقدام، من بعد 60 كيلو لكي يستشهدوا، هذه الأشخاص كان فكر السماء داخل قلوبهم كيف يكون شكله؟، ما مدى تعلق هؤلاء الناس بالأرض والأرضيات؟،ما مدى ارتباطهم بالشهوة؟،ما مدى ارتباطهم بالمال؟،ما مدى ربطاتهم العاطفية مع أهلهم ومع ذويهم؟،ماهذا!أشخاص لديهم شهوة الملكوت أصبحت فوق أي شهوة،أصبحت فوق أي شهوة، شهوة وجودهم على الأرض، شهوة علاقاتهم، شهوة الماديات، شهوة الكرامة كل هذا زال،لماذا؟! يقول لك جعل الأبدية في قلبه، يقول لك هكذا"وجعل الأبدية في قلبهم"، أجعل الأبدية في قلبك،أفرح أن اسمك مكتوب في ملكوت السماء،نحن كل يوم نقول له، كل لحظة نقول له:ليأتي ملكوتك، ملكوتك هذا أنامنتظره، أنا أعيش من أجله،عندما يتذكر كل فرد مكانه، كل فرد فينا له مكان، كل فرد فينا له كرامة، له إكليل،الذي يكون لديه هذا الإكليل يكون غيور في أعماله، وفي حياته، تعرف الشهيدة ثيؤدورا التي يقال عنها أنها كان عرض عليها أن شخص ينقذها من الاستشهاد، دخلوا عليها مجموعة من الجنود يريدون أن يقطعوا رقبتها فأحد الجنود قال لها ارتدي الزي الخاص بي،اخرجي في زي جندي وأنا هنا استشهد، فهو يعرض عليها النجاة، يقول لها هيا ارتدي الزي الخاص بي،واخرجي خارجاً واهربي، فتقول له عبارتها الشهيرة "لا لن تسرق إكليلي"،هل تأخذ إكليلي؟!، لا هل أنت تظن أني خائفة من الموت؟لا أنا لست خائفة من الموت فأنا في اشتياق للقاء الحبيب، لاتسرق إكليلي،"لاتفرحوابهذا بل أفرحوا بأن أسماءكم مكتوبة في ملكوت السماء" نحن هذه الفترة نعيش في فترة انتظار تذكارنياحة القديس العظيم الأنبا آبرام،شاهدنا كم كان الملكوت في قلبه،شاهدنا كم هي مكانة السماء في قلبه، كلنا نتذكر الكلمة عندما قالوا له أين أنفقت النقود التي نبني بها الكنيسة الجديدة، الكاتدرائية الجديدة، قال لهم نحن قد قمنا ببنائها بالفعل، قالوا له أين بنيتها فلا زالت قديمة مثلما هي،أين بنيتها؟! فقال لهم بل نحن قد قمنا ببنائها فوق،قلبه فوق، فكره فوق، اهتماماته فوق، فقد بناها فوق وإنتهى الأمر جميل الإنسان يا أحبائي الذي يكون قلبه مرفوع في السماء، الكنيسة تقول لك "أين قلوبكم" ،"ارفعواقلوبكم" ،نجيب ونقول "هي عند الرب"، مبارك الإنسان يا أحبائي الذي ذكر السماء يكون في قلبه باستمرار، وبالتالي عندما يكون فكر السماء في قلبه كثيراً فإذا عرض عليه خطية أو فكرة أو كلمة قبيحة أو نظرة رديئة أو شهوة أو أمر يغضب الله ويغضب صلاح الله فماذا يكون موقفك بعد ذلك؟تجد انت الله افتقدك،عزاك،تجدالله سند لك.
جميل يا أحبائي الإنسان الذي يكون لديه هذه السعادة، سعادة التفكير الدائم في ملكوت السماء، التفكير الدائم في الميراث، التفكير الدائم في المواضع المقدسة، جميل الإنسان يا أحبائي الذي يكون لديه هذه الغيرة وهذه الأمانة وهذا الحب، وأنه يكون باستمرار يفكر ويراجع نفسه أنا أين مكاني؟هل مكاني أنا أفقده أم أنا كلما اجاهد أنا أربحه؟، لذلك الكنيسة يا أحبائي تجتهد أن تدربك على السماء وأنت على الأرض،السماء هي عبادة، السماء هي تسبيح،السماء هي سجود، السماء هي خضوع،السماء هي إحساس بالوجود الدائم في حضرة الله،السماء هي بهجة،الكنيسة ماذا تفعل لنا يا أحبائي؟ تسبيح، بهجة، حضور إلي الله، حضور للمسيح،حضور للملائكة، حضور للقديسين،نحن الآن كأننا في جزء من السماء نقضيه على الأرض،نظل نقضي السماء على الأرض إلى أن نشتاق جداً للسماء، لاتفرحوا بهذا بل افرحوا بأن أسمائكم مكتوبة في ملكوت السموات لذلك تجد أن الإنسان بدأت تقل اهتماماته بالأرض،يقل اهتمامه بالأمور المرئية، يقل اهتمامه بكرامته، كذلك يقل اهتمامه بالمقتنيات في أنه يكون لديه....،.....،لماذا؟! لأنه يظل يفكر في السماء فتجد أنه يحب أن حياته يكون فيه اخفاء، يحب أن يكون هناك سر بينه وبين الله، يحب أن يكون هناك عشرة بينه وبين القديسين،وبينه وبين الملائكة،بدأوا أصدقائه لا يكونوا أسفل، بدأوا أصدقائه يكونوا فوق،بدأت ثقته تكون فوق وليس أسفل،بدأت ممتلكاته تكون فوق وليس أسفل، بدأ ينسحب تدريجيا من الأرض إلى السماء، ومن هنا قال له"حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك"،يبدأ مركز ثقل اشتياقات الإنسان ينتقل تدريجيا من الأرض إلى السماء إلي أن يظل يقول له"متي أترائي أمامك يارب"،معلمنا داود كان يئن، يئن ويقول له "ويل لي فأن غربتي قد طالت علي"، معلمنا بولس الرسول كان يقول "ويحيأنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت"،متى أخلص؟،متى أخلص من جسد هذا الموت؟،متى أعتق من حياة الأرض وآخذ الميراث السماوي الذي ينتظرني؟ لذلك ربنا يسوع يصحح ذهن الرسل والتلاميذ ويقول له لا تفرح بهذا، أهم ما عليك أنت كخادم باستمرار أن تتذكر هل مكانك في السماء محفوظ أم أنك تفقده؟،تذكر باستمرار، باستمرار تذكر أن اسمك مكتوب في ملكوت السماء، تذكر باستمرار أنك من المدعوعين للوليمة ومن الممكن أنك أنت الذي تفقد هذه الدعوة،أنك لايكن عليك ثياب العرس،ثياب العرس التي هي التوبة،الفضائل، الاستعداد هذه هي ثياب العرس،لذلك الذي يذهب إلي حفلة مهمة يظل يفكر من قبلها كثيراً، تجدهذا الموضوع ينشغل به أشخاص كثيرة جداً،عندما يكون لديه مناسبة،فمنهم من يقوم بتفصيل فستان مخصوص والتي تجدها تؤجل مناسبة لأنه اليس لديها شيء ترتديه،يقول لك أنا لست لدي ما أرتديه انتظرقليلاً عندما أجهز زي،يقول لك لا لابد من ثياب العرس هذه نقطة مهمة، فنحن كذلك،فنحن طالما لدينا وعد بدخول السماءلابد أن نفكر في ثياب العرس التي نرتديها، ما الفضائل؟ قال لك أنه هذه الثياب هي "تبررات القديسين"هذا هو ثوبنا،هذا البر لنا، رداء التسبيح، رداء الفضيلة هذا هوالذي أنت تفكر فيه،قال لهم "أفرحوا أن أسمائكم مكتوبة في ملكوت السماوات" ،ملكوت السماء يا أحبائي ملكوت أبدي، ملكوت كله بهجة، كله فرحة، من الخسارة أن نفقده، القديس يوحنا ذهبي الفم يقول كلمة قاسية قليلاً يقول لك "أنه من الغباء، من الغباء أن يكون لك ملكوت وتفقده"،لماذا تفقده؟ يقول لك من الغباء أنك تتمسك بأمور الأرض لكي تخسر أمور السماء،يريد أنيقول لك هذه مقارنة تعلن عن أن الإنسان الذي يتمسك بالأرض عن عدم سلامة عقله،كون أن الإنسان يتمسك بالأرض ويخسر السماء،القديس يوحنا ذهبي الفم يقول أنه من الغباء،القديس انطونيوس يسمي العقل هو الفضيلة، والجنون هو الرذيلة، يسمي الخطية هي الجنون لأنه إنسان يعيش اختلال عقل لأنه يفقد الغالي بالرخيص،لأنه يهين الجسد المقدس، لأنه يدنس هيكل الله، فأسماه بالجنون.لذلك أستطيع أن أقول افرح أن اسمك مكتوب في السماء،افرح أن الله سجل اسمك،وضمن تسجيل اسمك على حساب فدائه ودمه وجسده، على حساب أنه هزم مملكة الشيطان، قال لك لكنني لم أهزم مملكة الشيطان فقط لا فأنا هزمت مملكة الشيطان ليسل مجرد أعلن افتخار لا لكي يرثوا أبنائي ملكوت السماء ربنا يعطينا يا أحبائي أن نتفكر في مكاننا في السماء، وأن نتذكر أن أسماءنا مكتوبة ولنحذرأن لا نفقدها ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .
أثمار الروح الجمعة الثالثة من شهر بشنس
تنشغل الكنيسة في الفترة ما بين عيد الصعود وعيد حلول الروح القدس إستعداداً لحلول الروح القدس .. ويقول الإنجيل وقف يسوع في وسط الجموع وصاح قائلاً { إن عطش أحد فليقبل إليَّ ويشرب } ( يو 7 : 37 ) .. معروف عن يسوع أنه لم يصيح قط وهذا معناه أنه أراد التنبية على شئ خطير جداً جعله يفعل هذا .. كان هذا في العيد وهو يطلب منهم هذا .. يقول { من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي } ( يو 7 : 38 ) .. معلمنا يوحنا حتى لا نتحير قال لنا أنه كان يتكلم عن الروح الذي لم يكن قد أُعطيَ بعد ( يو 7 : 39 ) لهذا وضعت الكنيسة هذا الجزء للمؤمنين المزمعين أن يقبلوه بعد يومين في عيد حلول الروح القدس .. من التشبيهات البديعة في الكتاب المقدس عن الروح القدس أنه « ماء » لأنه لا يوجد مكان ذات قيمة ليس به ماء .. مثل قطعة الأرض الصحراوية المقفرة التي ليس لها قيمة .. ولكن عند دخول الماء إليها قيمتها تزداد ويظهر بها الحياة من خضرة ومباني وأُناس نحن أيضاً نختلف فيما بيننا ولكن الفرق في وجود الماء فينا « الروح القدس » .. الماء الذي يُروي ويُشبع لهذا خلق الله الماء أولاً ثم الأرض .. الماء يُبنى عليه الكون كله .. فإنها من أسرار الحياة .. لأنه يستطيع الإنسان الإستغناء عن الطعام لكن صعب الإستغناء عن الماء .. نسمع في العهد القديم{ سواقي الله ملآنة ماءً } ( مز 65 : 9 ) .. أي ينابيع الروح .. لهذا يجب أن نتودد للروح القدس حتى يتجدد في داخله وتجري من بطنه أنهار ماء حية من صفات الماء التنظيف وهذا هو عمل الروح القدس لأنه يقدس ويطهر من الإتساخ الذي حدث لعينك ولجسدك وعقلك وأفكارك .. هو المسئول أن يعتقق .. من تشبيهات الروح القدس أنه « نار » .. وعمل النار حرق الشوك .. قديماً كان من ثمار الخطية على الإنسان أن الأرض تُنبت لك شوكاً وحسكاً( تك 3 : 18) .. والإنسان الذي وقع في الخطية في قلبه شوك وحسك في فكره وحواسه .. إجعل الروح القدس داخلك باستمرار حتى يُرجعك إلى صورتك الأولى يقول يسوع المسيح عن الروح القدس أنه يبكت على خطية .. بر .. ودينونة ( يو 16 : 8 ) .. يبكت عن خطية عند لومه لك عليها .. ويبكت على بر عندما يقول لك لماذا لم تُمتع نفسك وتأخذ بر المسيح ؟ .. قديماً حزقيال النبي رأى رؤية جميلة جداً { ثم أرجعني إلى مدخل البيت وإذا بمياهٍ تخرج من تحت عتبة البيت نحو المشرق لأن وجه البيت نحو المشرق ( أي كنيسة العهد الجديد ) والمياه نازلة من تحت جانب البيت الأيمن عن جنوب المذبح ( أي مياه كثيرة ) ثم أخرجني من طريق باب الشمال ودار بي في الطريق من خارج إلى الباب الخارجي من الطريق الذي يتجه نحو المشرق وإذا بمياه جارية من الجانب الأيمن .. وعند خروج الرجل من المشرق والخيط بيده قاس ألف ذراعٍ وعبرني في المياه والمياه إلى الكعبين ثم قاس ألفاً وعبرني في المياه والمياه إلى الركبتين .. ثم قاس ألفاً وعبرني والمياه إلى الحقوين .. ثم قاس ألفاً وإذا بنهرٍ لم أستطع عبوره لأن المياه طمت مياه سباحةٍ نهرٍ لا يعبر } ( حز 47 : 1 – 5 ) .. هذه هي ينابيع الروح المتدفقة من الله وكنيسته .. الروح القدس الذي يريد الله أن يمتع شعبه به وأزال منك آثار خطايا وظلمة لأن ينابيع المياه من أجل نقاوتنا وبرنا .. ونحن نشتكي من عدم وجود مياه تخيل لو رأينا المياه لم تأتي عند الناس لأنها لا تخرج من عند الهيكل .. عندما يكون هناك نفوس منكسرة ومنسحقة وتإن من ضعفاتها وخطاياها .. قديماً من كذب على الروح القدس يموت .. من نشاط الروح القدس قديماً في كورنثوس .. يقول بولس الرسول عن الولد الذي أخطأ { إعزلوا الخبيث من بينكم } ( 1كو 5 : 13) .. أما الآن أصبحت الناس متآلفة مع ضعفاتها وخطاياها لأن الروح القدس ضعيف .. عمل الروح القدس فينا أن يملأنا بينابيع مياه حية لأجل الضعيف الذي بيننا .. لكي يجرف منك تيارات الشر المتراكمة .. ينابيع تعطيك سر حياة عِوَض عن الموت نرى أن المواعيد العظيمة في الكتاب المقدس أُعطيت عند آبار لأن الآبار إشارة للروح القدس .. أبونا إبراهيم أخذ الوعد بعد حفره للبير .. إسحق نبش الآبار التي ردمها الفلسطينيين .. إسحق تعرف على رفقة لكي يتزوج بها عند بير .. يعقوب يتقابل مع راحيل عند بئر .. المكان عندما يكون فيه بئر إذن هو صالح للحياة .. الله حفر بئر داخل كلٍ منا من يوم العماد .. إشرب وإشبع لأن مشكلة البئر عندما تتركه ولا تأخذ منه مثل الروح القدس فتودد إلى الروح القدس .. ولهذا يقول داود النبي { وروحك القدوس لا تنزعه مني } .. لأنه رأى شاول عندما فارقه روح الرب ودخله روح ردئ فجاءوا بداود لكي يعزف ويرنم له .. عندما أخطأ داود خاف جداً أن يفارقه روح الرب فأخذ يتودد إليه .. الروح القدس هو الذي يحرك الضمير .. هو المسئول عن تجديد ملامحنا التي أفسدتها الخطايا إقرأ عن ثمار الروح القدس .. محبة .. فرح .. سلام .. طول أناة .. لطف .. صلاح .. إيمان ( غل 5 : 22 ) .. عندما تكتشف أن حياتك غير منتظمة تُحرم من كل هذا لأن الروح القدس لا يعمل داخلك وتبذل مجهود بلا فائدة .. الأمور لا يمكن أن تتحسن لو تغيرت الظروف .. المشكلة داخل الإنسان دائماً مثل أبونا آدم فلا يوجد أسعد منه في الفردوس ولكن عندما إهتز بداخله طُرد من الفردوس .. المشكلة أنه يجب أن يراجع الإنسان ما بداخله من ميوله وأفكاره .. يجب أن يكون بداخله مقدس ومشاعره مقدسة وتسأل الروح القدس أن ينقيك رأينا قديسين أفواههم مملوءة نعمة .. وآباء الروح متجدد داخلهم .. رأينا عطايا الروح القدس السخية .. نحن أخذنا الروح القدس وعلينا أن ننشطه في هذا العيد .. فأننا لم نأخذه ثانياً ولكن نتقبله لكي يشتعل من جديد بداخلنا .. لا توجد خطية تقوى على الروح القدس .. لا توجد خطايا بلا حل فالروح القدس قادر أن يغير .. قادر أن يجعل من إنسان محب للمال إلى شخص يعطي أمواله .. قادر أن يحول من شاول الطرسوسي إلى رجل الله .. بولس الملئ بالروح القدس .. قادر أن يغير ميول وإتجاهات .. قادر أن يغير أي ضعف .. الروح القدس هو روح قداسة .. هو الذي يعطينا التوبة ويعطينا روح صلاة وبر ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين