العظات
كما أحببتنى كذلك أحببتهم الجمعة الأولى من شهر بشنس
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا يوحناالإصحاح 17 التي نقول عليها صلاة يسوع الوداعية، هناك كلمتين جاءوا في هذه الصلاة يكشفوا لنا عن مشاعر ربنا يسوع المسيح الحقيقية تجاهنا نحن المؤمنين، معروف جداً أن الإنسان عندما يصلي يخرج الكلام الذي يجول في أعماق أعماق قلبه، ربما عندما يتكلم يمكن أن يكون كلامه عليه تحفظات فمن الممكن أن يقول كلام يكون فيه شيء من المجاملة، لكن عندما يصلي يكون هذا الكلام الذي ينبع من أعماق القلب، إذن ما هو الكلام الذي يقوله يسوع عننا وهو يصلي الذي ينبع من أعماق القلب؟!، يطلب لنا طلبة جميلة جداً،يقول للآب مثلما أنت أحببتني أنا أحببتهم،والذي أريده منهم أنهم يحبوك مثلما أنت أحببتني ،يقول لك ذلك"أنا أحببتهم كما أحببتني"،المستوى الذي أنت أحبتني به أيها الآب لي أنا الابن أنا قدمت لهم نفس مستوى الحب، كما أحببتني أنا أحببتهم، وفي النهاية يقول له "لتكون فيهم المحبة التي أحببتني بها"،وكأن هناك ثلاثة قنوات قناة الآب أعطت للابن،والابن أعطى لنا لكي نحن نحب الآب والابن بنفس المستوى الذي الآب يحب به الابن،فنصل في النهاية أن ١=٢=٣، فمن الممكن أن 1= 3،(ثلاثة)الذي هونحن، (واحد)الذي هو الآب،(اثنين) الذي هوالابن،مستوى محبة الله الآب للابن نفس مستوى محبة الابن لنا، ونفس مستوى محبة الابن لنا هي التي تصل بنا لمحبة الآب بنفس المقدار،لهذا العمق يا ربي، يقول لك نعم، أنا أحببت الابن منذ تأسيس العالم،وأنا عندما أحب الابن أحبكم فيه لأنكم في الابن،فأناعندما أحب الابن لن أحب الابن وأنتم خارج منه بل وأنتم داخله، فأنا عندما أرى الابن أراكم،عندما أحب الابن أحبكم، ومن هنا نحن أيضاً كلما اتحدنا بالابن اتحدنا بالآب، هذه هي الوحدة.
ربما أحدكم يقول لي بذلك يكون هناك انفصال، أقول لك أبدا، لا يوجد انفصال،مثلما النفس والجسد والروح تكون في وحدة، ليس من الممكن شخص جسده يكون لايحب نفسه، وليس من الممكن نفسه تكون لا تحب جسده، الجسد خادم للنفس،النفس خادمة للجسد، والاثنين يعيشوا في وحدة واحدة، وفي حب واحد، هكذا الآب وهكذا الابن،فإذن إنهم الآب والأبن نحن أين وضعنا؟! قال لك لا أنتم موضع حبي، ويقول لك في رسالة أفسس "الذي اختارنا فيه لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة"،الذي أحبنا قبل تأسيس العالم، أحبنا أنحن موجودين؟!، هل نحن في الخلقة كنا موجودين؟ لا لم نكن موجودين، لكن في الخلقة أعلن حبه لنا وإن كنا غير موجودين،لأنه يحبنا قبل أن نوجد، أحبنا أولا، تلاحظ أنت الخلقة وكأنها مثل شخص يريد أن يستقبل ضيف عزيز جداً فيهيئ له كل شيء، لا توجدأشياء احتاجها الإنسان صنعت بعدما جاء،بل كل الخليقة صنعت أولا ثم جاء الإنسان، تلاحظ أن الله في ستة أيام يهيئ الخليقة كلها، يخلق أولا ثلاثة عناصر الذين هم العناصر الرئيسية،الذين هم النور، الماء، الأرض، كل هذا في أول ثلاثة أيام، في الثلاثة أيام التي تليهم يخلق العناصر الذين بداخلهم،الذين داخل النور، الذين داخل الماء،الذين داخل الأرض، فتجد في أول ثلاثة أيام يخلق وبعد ذلك يخلق الشمس والجلدهذا في اليوم الرابع،الذي هو مقابل اليوم الأول،اليوم الخامس مقابل اليوم الثاني، اليوم الثاني الذي خلق في المياه مقابل اليوم الخامس الذي خلق فيه كلما يحيا في المياه،اليوم السادس مقابل اليوم الثالث الذي خلق فيه الأرض يخلق كل الدبابات وكل الزروع التي تدب على الأرض،يظل يجهز،يجهز لمن؟لأن هناك زائر مهم جداً يأتي في اليوم السادس، يأتي الإنسان بعدما أعد الله كل شيء يقول نصنع الإنسان على صورتنا كشبهنا، كل هذا!، موضوع حب الله، موضوع حب الله، موضوع انشغاله، موضوع اهتمامه،أحببتهم كما أحببتني،جاء الابن لكي يبلغنا رسالة محبة الآب لنا،الآب بعيد عنا،لم نكن نستطيع أبدا أن نحتويه ،أو نفهمه، ولا ندرك أعماقه، من الذي جعلنا نعرف الآب؟ الابن لذلك نحن في قداس القديس غريغوريوس نقول"أظهرت لنا نورالآب"،أنت الذي أعلمتني،أنت الذي أعلمتني طبيعة الآب،أنت الذي جعلتني أحبه،لأنه كان بالنسبة لي غير معروف،فأنت عرفتني به،فعندما عرفتني به أنا أحببته،هذا هو الحب الكامن في قلب ربنا يسوع المسيح تجاهنا، ومن هنا يقول لك الحب الذي أنا أوصله لك ذلك لكي ما في النهاية أريدك أن تحب الآب مثلما أنا أحببتك جميل الإنسان الذي مصدر الحب داخله يكون من الآب ،يكون من الابن،يكون من الله،فأي حب خارج الله هوحب غاش، حب أناني، حب مصلحة،حب رياء، عندما تريد أن تعرف أنت بداخلك محبة أم لا، أسأل عن مصدرها، إذا تأكدت أن هذه المحبة من الله ستجدها محبة ثابتة، محبة دائمة، محبة غير مترددة، لماذا؟ لأن المحبة البشرية محبة غير ثابتة، هوائية، طوال الوقت تزداد وتقل، لكن المحبة التي من الله هي محبة ثابتة،ما هو مستوي محبة الله لنا؟ يقول لك محبة بلا حدود، محبة بلا مقابل، محبة بلا سبب، محبة ثابتة، قبل أن أوجد وأثناء ما أوجد وبعدما وجدت، هذه هي محبة الله الآب لنا،لذلك يقول لك عندما أنت تتشبع بمصدر هذه المحبة ستكون أنت أيضاً كذلك،ستكون أنت أيضاً مشبع بنفس هذا المستوى العالي من المحبة،فبذلك يكون فيك محبة من الله لذلك الذي محبته ثابتة، الذي محبته لا تنتظر مقابل،الذي محبته تحب أن تعطي، أن تكرم، نتأكد أنها بذلك محبة من الله، هي محبة من الله،هي محبة ثابتة،محبة صادقة، يقال أن هناك ثلاثة مستويات:-
١- مستوي حب الأخذ.
٢-مستويحب أخذوعطاء.
٣- مستوى حب عطاء.
أولا: مستوى حب الآخذ:
يقول عنه أنه درجة متدنية جداً، يقال عنها اسمها الإيروس،هذا حب الأخذ، حب الملكية.
ثانيا: مستوى حب آخذ وعطاء:
هذا المستوي أرقى قليلاً، أخذ وعطاء،منفعة متبادلة، اسمه الفيلو،الفيلو الذي هو تعطني فأعطيك،لا تعطني لن أعطيك، فأخذ وعطاء.
ثالثا: مستوى حب العطاء :
هي محبة أجمل، هي الأغابي،التي هي محبة عطاء دون أخذ،من الذي يستطيع أن يعيش محبة الأغابي؟ الذي أخذ من الله، الذي اكتشف أن الله يحبه بهذا المقدار،الذي اكتشف أن الله يحبه بلاسبب،الذي اكتشف أن الله يحبه دون أن يكون محتاج إلى حبه،هل الله محتاج لمحبتنا؟!هومكتفي بذاته،هو الكائن،هوأحبنا بلا سبب، حب عطاء مطلق،عندما يكون داخلك حب عطاء مطلق أعرف أن محبتك هذه من الله، أعرف أن محبتك هذه ثابتة، أعرف أن محبتك هذه محبة قوية،هي محبة من الله،إذن أي محبة خارجة عن محبة العطاء هي محبة غير أمينة،تريد أن تكون محبتك محبة أمينة خذ باستمرار من مصدر المحبة، أحببتهم كما أحببتني، رأينا ربنا يسوع المسيح يسأل عن الضال،يطلب الكل،يصلي من أجل الكل،يحب المسيئين، يحب المبغضين،من أين أحضر هذه المحبة؟ قال لك كما أحبني الآب، أناجئت لأنقل لكم أعمق ما في قلب الله تجاهكم التي هي محبته، جئت لأحبكم كما أحبني الآب
لذلك أريد أن أقول لك على نقطة هامة وهي أن معاملتنا مع الآخرين هي انعكاس لإحساسنا بالله، كلما تشبعنا من محبة الله كلما عكسنا على من حولنا محبة، وكلما كانت علاقتي مع الله متوترة كلما كانت علاقتي مع من حولي متوترة لماذا؟مثلما هو يقول "كما أحبني الآب هكذا أحببتكم"،أنتم أيضاعندما تكتشف محبة الله لك تصبح تحب كل من حولك،ويقولون أن الأنسان كأنه أمام مرآه، يشاهد فيه انفسه،هذه المرآه هي الآخر،من حولي، كلما أشاهد في هذه المرآه أخطاء هي في الحقيقة أخطاء في أنا،فإذاشاهدت عشرة أخطاء فهم في الحقيقة أخطائي أنا،إذاشاهدت ثلاثون فهم في الحقيقة أخطائي أنا،لأنه في الحقيقة الآخر بالنسبة لي انعكاس لصورة الله، فكلما كانت الصورة مشوهة أعرف أن هناك خطأ في علاقتي بالله، لذلك عندما تجد نفسك اقتربت من الله ستشعر أن كل من حولك ممتازين،وعندما تبتعد عن الله تشعرأن كل الذين حولك سيئين،من أين أتى كل ذلك؟!هل من حولك هم الذين تغيروا أم أنت الذي تغيرت؟ أنت الذي تتغير،هنا يقوللك"أحببتهم كما أحببتني"،ما رأيك عندما نعيش نحن نفس المستوى من المحبة؟،نحب كل من حولنا كما أحبنا الله،لذلك الله يطالبنا بحب للآخرين على مقدار محبته لنا،عندما يجد محبتنا للآخرين مهتزة يقول لك أنت بذلك لا تستحق محبتي، أنت تريد أنني أحبك،أغفر لك،أعطي لك وأنت لا تغفر للآخرين، تريد أنني أظل أعطي لك وأنت تحاسب من حولك على كل هفوة، وماذا بعد ذلك؟!، هنا يريد أن يقول لك حب من حولك كما أدركت محبة الله لك،كلما يكتشف الإنسان كم يتأنى الله عليه تجده يتأنى على الآخرين، كلما يكتشف الإنسان أن الله يعطيه بلا حدود وبلا سبب وبلا مقابل هو يعطي من حوله بلا حدود وبلا سبب ولا مقابل، كلما يكتشف كم أن الله غافر له جميع آثامه فيغفر هولمن حوله جميع آثامهم لذلك يا أحبائي من أخطر الأمور الروحية هي إدراك الإنسان لمحبة الله في قلبه، عندما أنا أدرك هذا الحب فإن حياتي تنجح لماذا؟ لأني سوف أتأكد أنه حتى إذا أنا سيء فهويحبني فسوف يقبلني، فأتوب ،فأنا متأكد أنه لابد أن أعيش مع من حولي بكل الحب، أنا متأكد أني سأذهب إلى ملكوت الحب،الذي قال عنه معلمنا بولس رسول ملكوت ابن محبته، لماذا؟قال لك لأن هذه هي العلامة التي تدخل بها الملكوت علامة الحب، أكثر حقيقة عدو الخير يحاول أن يشوهها مقدار محبة الله لي،يحاول أن يشوهها لأنه عندما أكتشف أن التوبة سهلة، والقبول سهل، والمعاملة مع الآخرين سهلة،و عندما هذه تتشوه أشعر أن توبتي صعبة وبعيدة، وأشعر أن منحولي جميعهم أعداء،وأشعرأنه هناك فواصل كثيرة جدًا بيني وبين الله، بيني وبين نفسي، بيني وبين الآخر،عدو الخير يحاول أن يطمس هذه الحقيقة، أسهل وسيلة تذهبك للتوبة هي أن تشعربمقدار محبة الله،اكتشف محبة الله لك،محبة كما أحب الآب الابن،إلى أن تنغرس هذه المحبة داخلك، تثبت داخل قلبك،فأنت تحب الله بنفس مستوي محبة الآب للابن،ومحبة الابن للآب، دخلنا في شركة هذا الحب، لذلك تجد في القداس الكاهن يحدثك عن "محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة وموهبة وعطية الروح القدس تكون معك"، يريد أن يقول لك محبة الآب هذه تدخل داخلك،تسكن فيك،هذه المحبة محبة تغسلك،محبة ترفعك،محبة تنقيك،لحظه صدق أمام الله، لحظة تكتشف فيها أنك محبوب لديه، تسترد الثقة المفقودة،تسترد مكانك الذي يضيع،تسترد كرامتك التي تتلوث،تسترد فيها الصورةالإلهية، لحظة ما تكتشف مقدار محبة الله لك، اكتشفها كل يوم،أبحث عنها تجدها،وعود كثيرة جدًا بالمحبة،يقول لك "هكذا أحب الله العالم"، مواعيد كثيرة،مواعيد كثيرة للمحبة القادرة أن تغير حياة الإنسان وتغير طريقه،لابد أن تثق أنه مثلما يقول لك يوم بألف سنة وألف سنة بيوم، يوم مع الله يمكن أن يعطيك ألف سنة،يوم مع الله يمكن أن يعوض لك أزمنة، يعوض لك جهل كثير،يوم مع الله يصلح الماضي كله،يوم اكتشفت فيه محبة الله حياتك كلها تتغير،لأن يوم بألف سنة، أنا أريد أن أقول لك يمكن أن تكون لحظات وتغسل ماضي لسنين،وأنت إلى أن تكتشف أن الله غافر،أن الله يحبك،أن الله يشملك برعاية، أن الله يعطيك رغم ابتعادك، ومن هنا ماذايحدث؟نقول له كل هذه المحبة لي يارب وأنا بعيد، يالغباوتي،يالشقاوتي لهذه الدرجة، أنا قد حكمت على نفسي حكم، أنا الذي كنت حاكم على نفسي بالإعدام وأنت معطني البراءة، أنا الذي حاكم على نفسي بالابتعاد وأنت تريدأن تقترب مني،أنا الذي أحكم على نفسي أنك أنت لم تحبني،لذلك لاأستطيع إدراك محبتك،وأنت كل هذاتحبني،يقول لك نعم أنت موضع انشغالي،أحد الآباء يقول "أنا أريدك وأنت تتأمل على صليب ربنا يسوع المسيح تجده وكأنه يقول لك أنا فضلت أن أموت على أن أحيا بدونك،حقا لماذا هو قد مات؟ !مات لكي يأخذنا معه،لأنه إذا لم يكن مات لم يكن مات عنا،إذن حكم الموت كان سوف يظل علينا، أذن نحن كنا سنظل مائتين،قال لك لا بل عوضاً عن أنك أنت تموت أنا قد مت نيابة عنك، فأنا فضلت أن أموت على أن أحيا بدونك،لهذه الدرجة!، وهل تموت من أجلال أبرار؟!قال لك أبدا بل عن خطاة العالم، عن كل قاسي، كل عاتي، لكن المهم يقبل، المهم أن يقول أقبلني، يقول أعطني أحبك مثلما أحببتني،أعطني أن أكتشف مقدار محبتك داخل قلبي،لا يوجد أجمل من الحياة مع الله، لا يوجدأجمل من اكتشاف محبةالله داخل القلب،عندمايكتشف الإنسان يا أحبائي محبة الله في قلبه تصبح حياته تسبيح،حياته شكر،حياته توبة،لاتوجدخطية تغلبه، حتى وإن كان يسقط إلا أن رجاؤه متجدد، حتى وإن كان يضعف إلا إن محبة الله تغلب أي ضعف في داخله، يقول لناهكذا"أني أحببتهم كما أحببتني"،وجدناه يحب العشار، الفريسي، وجدناه يحب الخاطئة والزانية والزاني، وجدناه متأني على الكل،من أين أتيت بهذه المحبة؟! يقول لك كما أحببتني أنا أحببتهم، لدرجة أنه يصل بك إلى نفس مقدار المحبة، ستجد نفسك أخذت المحبة من الله، من مصدر أمين، من مصدر نقي،شبعت بها،واغتنيت بها،فتجدك تظل تفيض على من حولك بحب، بحب أمين، لأن مصدره جاء من الله،راجع مدى إدراكك لمحبة الله لك،كلما أدركت محبته وعنايته كلما تغيرت حياتك،إذا كان على مستوى البشريقول لك عندما شخص يحب شخص آخر الأمور تختلف كثيراً بينهم،يقول لك الحب يصنع المستحيل ، فإذا كان هذا على مستوى البشر فعلى مستوى الله ماذا يحدث؟!،لذلك لا تتعجب عندما تجد أشخاص يتركوا كل شيء ويتبعوه،و عندماتجد أشخاص تذهب وتسعى للاستشهاد، عندما تجد أشخاص تمارس أعمال فضيلة ونسك بطريقة قوية جداً،ماهذا؟! يقول لك حينما أدركوا مقدار محبتي في قلوبهم، عندما يدرك الإنسان مقدار محبة الله في قلبه،يقول لك حينما أدركوا مقدار محبته في قلوبهم ما صبروا أن يمكثوا في أفراح العالم ساعة واحدة، لماذا؟! لم يحتملوا،الذين يقول عنهم الشيخ الروحاني "أولئك يارب الذين أشرقت عليهم بشعاع من حبك لم يحتملوا السكنى بين الناس"،فلماذا تذهبون لتعيشوا بمفردكم؟!قال لك لكي أتمتع بهذا الحب، لأنه من الممكن أن الناس تعوق محبتي، لأنه من الممكن أن أشياء أخرى تأخذ وقتي، أنا أريدأن أعطي له كل قلبي، كل كياني، لهذه الدرجة!،لايمكن أن شخص يفعل هذا إلا إذا أدرك مقدار محبة الله في قلبه، أبحث عنها ستجدها،لا توجد حقيقة في حياتنا أثبت وأهم من مقدار محبة الله لنا، هي القادرة أن تعيننا، تغيرنا،تقدسنا، تهبنا حب لكل من حولنا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينابنعمته لإلهنا المجد دائماأبديا آمين .
القيامة فى حياتنا الجمعة الأولى من شهر برمودة
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . فلتحل علينا نعمته و بركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
بالقيامة يا أحبائي أخذنا معرفة جديدة لشخص رب المجد يسوع،عشنا معه أيام تجسده، شاهدنا تعاليمه،شاهدنا معجزاته، شاهدنا أسلوب معاملته مع الكل،كل ذلك كان جزء بسيط من معرفتنا بربنا يسوع المسيح، لكن الذي أعطى عمق ومجد في المعرفة هو القيامة،إذا تخيلنا أن حياة ربنا يسوع انتهت بموته على الصليب ووضعه في القبر وقد انتهت القصة إلى ذلك،الذي أعطى لحياة ربنا يسوع مصداقية وقوة وانتشار وميراث معه في ملكوت السموات هو معرفة القيامة،لذلك عندما أحب معلمنا بولس يقول أنه يعرفه قال "لأعرفه وقوة قيامته"،طريقة معرفتنا بربنا يسوع من خلال القيامة، لابد أن ننظر إلى كل التدابير من خلال القيامة،كل النبوات التي قيلت عنه ننظر لها من خلال القيامة، التجسد والميلاد البتولي ننظر إليه من خلال القيامة،الختان من خلال القيامة، العماد من خلال القيامة،التعاليم من خلال القيامة،الصليب من خلال القيامة،فالقيامة نستطيع أن نقول عليها هي التي أعطتنا شركة الميراث لذلك نستطيع أن نقول أننا في القيامة عرفنا مركزنا الجديد في المسيح يسوع،عرفنا مركزنا الذي في الأبدية،عرفنا أننا قد غفرت خطايانا، وعرفنا أننا أصبح لنا مكان في الأبدية،وعرفنا أن الموت لن يسود علينا،كل هذا أخذناه بالقيامة، لذلك يقول لك "ولدنا ثانية برجاء حي بقيامة يسوع المسيح"،لذلك يا أحبائي الكنيسة تحاول أن تنقل القيامة في مشاعرنا،وفي حواسنا وتجعلنا نحتفل بها خمسون يوم لكي تقول لك لا تدع هذا الحدث يمضي منك،احذر ألا تكون قوته قد دخلت حياتك وصارت داخل ذهنك ومشاعرك ودمك،احذر أن تكون القيامة بالنسبة لك فكرة،احذر أن تكون القيامة بالنسبة لك حدث،احذر أن تكون القيامة بالنسبة لك ماضي،القيامة ليست فكرة،ليست حدث، ليست ماضي،بل القيامة نعمة،القيامة حياة، القيامة سلوك، لذلك معلمنا بولس الرسول يقول لك "فكما أقمتم أيضا معه بإيمان الله الذي أقامه من الأموات"، لابد أنك أيضا تشعر بنصيبك في قيامته من الأموات،يقول لك أقامنا معه، لماذا؟ لأنه لم يقم وتركك،لا لم يكن هدف رب المجد يسوع أبدا أن يقوم هو لكي يعلن أنه بطل،أو مجرد أنه شيء خارق للطبيعة فعله لكي العالم كله يمجده لشخصه، لا ليس هوهدفه أبدا أبدا، لكن هدفه أنه يغلب لك أنت،هدفه أن ينقل لك قوةفعله داخلحياتك أنت،هدفه أنك تكون إنسان قائم،تكون إنسان غالب، تكون إنسان تسلك بقوة ونعمة القيامة في حياتك ،لذلك يا أحبائي لا تحصر ربنا يسوع المسيح في زمن،لاتحصره فيحدث،لا تحصره في مكان،لا تحصره في أشخاص،لا حدث، لازمن، لا شخص،لا مكان، المسيح أعلى من ذلك بكثير، مسيح القيامة هو مسيحنا نحن، القيامة تحدث لنا، وكأن الكنيسة بحكمتها تعطيك خمسين يوم تعيش القيامة لكي تذكرك أن المسيح القائم من الأموات يجول في وسطنا يباركك ويعلن قيامته في حياتك،حتى إذا كنت أنت لم تذهب إلى القبرفهو يأتي إليك،مثلما فعل مع التلاميذ،فهناك الذي ذهب إلى القبر إذأعلن له،لكن الذي لم يذهب هوجاء له،هوأعلن نفسه لكل الفئات،يذهب للعلية والأبواب مغلقة، يذهب في شوارع المدينة يعلن نفسه لكل إنسان، الذي لديه اشتياقات أعلى وهو الذي يأتي له يعلن نفسه،الذي ليس عنده وبطيء القلب، والذي ترك، والذي ندم على الوقت الذي أمضاه مع ربنا يسوع أيضا هو يأتي له مثلما فعل مع تلميذي عمواس،هذه هي قوة القيامة التي تريدنا الكنيسة أن نشعر بها، لذلك تعطي لك خمسون يوم نحتفل بالقيامة،تكون بهجة قوة القيامة يا أحبائي هي التي تجعلنا نتحرك،هي التي تجعلنا نئن بخطايانا،هي التي تعطينا إحساس بأن حياتنا تبدلت،أستطيع أن أقول لك أن الصليب أعطى لنا عطايا والقيامة أعطت لنا عطايا، الصك الذي علينا محي بالصليب هذا جيد،لكن لا يكفي أن شخص مايدفع لك الدين الذي عليك وأنت لا تزال رصيدك صفر، شخص دفع الدين الذي عليك إذن أصبحت براءة، لكن القيامة تعطيك البر الجديد، ليس فقط تمحو لك الخطايا لا بل تعطيك أيضاً بر،مات لأجل خطايانا، قام لأجل تبريرنا،الصليب فعل والقيامة فعلت،والإثنين لفائدتنا،لذلك أستطيع أن أقول لك هذا الصليب محى الصك الذي يخصك فيه لذلك أنت تمجد الصليب،لكن الصليب أنت تنظر إليه من خلال القيامة،والقيامة تنظر إليها من خلال الصليب،الاثنان وجهان لعملة واحدة،فالذي يلاحظ منكم أن صليب زفة القيامة هونفسه صليب زفة الصليب،لكن هوالصليب له وجهين، أحياناً نستخدمه من الوجه الأمامي حيث صورة يسوع المصلوب عليه، وأحياناً نستخدمه من الوجه الخلفي حيث صورة القيامة،لأنهما وجهان لعملة واحدة، المسيح القائم هو المسيح المصلوب، والمسيح المصلوب هو المسيح القائم، كل الذين شاهدوه على الصليب شهدوا أنه إله،فنظروا القيامة من خلال الصليب،أيضا جميع الذين رأوه وهو قائم رأوه قائم مصلوب لماذا؟ لأنه يؤكد علي حقيقة صليبه، يقول لك عندما ذهب للتلاميذ أراهم يديه، جنبه،اراهم جراحاته، حتى الملاك عندما جاء ليتحدث مع المريمات قال لهم أنتم تريدون يسوع المصلوب؟ !لأن اقتران الصليب بالقيامة هذا مؤكد، كل نعمة أخذناها في الصليب تأكدت بالقيامة، وكل فعل عمله الصليب استمر بالقيامة، وكل ما لم نستطيع أن نفهمه في حياة ربنا يسوع فهمناه بالقيامة،الضعف الذي شاهدناه فيه أثناء الصليب نستطيع أن نقول أننا باركنا هذا الضعف من خلال القيامة، من هنا القيامة أنارت الحياة كلها،من هنا القيامة عرفتنا شخص ربنا يسوع المسيح من جديد، كشفت لنا أسرار،كشفت لنا سرخلود وحياة أبدية،في الصليب يقول القديس يوحنا ذهبي الفم "في الصليب مات الموت وفي القيامة أخذنا الأبدية"،فهو لا يكفي أنه غلب الموت لا في الصليب مات الموت،أما في القيامة فأخذنا الأبدية،من هنا أستطيع أن أقول لك أنك أنت اليوم في فترة الخماسين أحذر أن تأخذ ها فترة استهتار بل فترةعطايا،فترة نعمة،فترة ثبات، هي فترة مجيدة في الكنيسة، عدو الخير أحياناً يستغل هذه الفترة للكسل،الاستهتار،الطعام،الشراب، أبدا أنت لابد أن تعرف أنك انتقلت إلى مرحلة جديدة بالقيامة، أنت أصبحت أكثر قوة في القيامة،أنت الآن أصبح فيك إنارة الحياة والخلود، أنت الآن أصبح جسدك منضبط، جسدك هذاأنت قمت بترويضه لمدة٥٥يوم،من هنا تقول لك أنت ان تقلت بجسدك من فعل جسداني لفعل روحاني،أنت جسدك لم يعد يسيطر عليك نهائيا، هذه هي بهجة الخماسين،وهذه هي قوة القيامة،أن الإنسان تاب،ندم،تذلل،في فترة الصوم الكبير فان فجر فيه نورالإنسان الجديد،فبدأ يسلك بروح القيامة،لذلك عدوالخير أحيانا يحاول أن يقول لنا أن أيام القيامة هذه أيام كسل وفتور، فبذلك لن نعلم ماذا تريد الكنيسة أن تقول لنا؟!،ونكون لم نستفيد من الصوم، وكنا نضحك على أنفسنا 55يوم، صوم انقطاعي، صلوات، قداسات،يقول لك لابد أن تعرف ما هو الهدف؟،ما هوالقصد؟،القصد أن حياتك تتغير، تتبدل،القصدأن يكون هناك إنسان جديد قد ولد داخلك، تسلك بروح القيامة في هذه الفترة لكي أنك بدلاً من أن تسلك بحسب الجسد أصبحت تسلك بحسب الروح، وقد يكون القديس أوغسطينوس أعطى تفسير للكلمة التي أحيانا تحيرأشخاص كثيرة جداً وهي الكلمة التي قالها ربنا يسوع لمريم المجدليةعندما قال لها "لا تلمسيني"،هناك تفاسيركثيرة جداً لهذه الكلمة لكن هناك تفسير جميل للقديس أوغسطينوس حيث يقول لك أن رب المجد يسوع يريد أن ينقلها من المحسوس إلى غيرالمحسوس،يريد أن يقول لها قد انتهينا من حكاية اللمس هذه لأنك أنتي الآن من المفترض في نور القيامة،وفي معرفة القيامة،تتبدل معرفتك بربنايسوع المسيح من مستوى اللمس إلى مستوى شركة الحياة،هذا مستوى أعمق، هذاهوالذي نحن الآن نعيش به،المستوى الذي نعيش به أننا نعيش في نورالقيامة وبهجة القيامة،من هنا نحن نعيش غالبين ومنتصرين،تأتي الكنيسة تجدها قامت بعمل قطمارس لفترة القيامة لأنها تتعامل معها بوقار خاص، تجد آحاد القيامة لها فكر متدرج مثلما كان لفكر أسابيع الصوم فكرمتدرج، تحدثك عن الثبات في المسيح،أنه نورالحياة، وماء الحياة، وهو خبز الحياة، وأنه طريق الحياة،تريد أن تثبت فيك معرفتك بالمسيح لكن في ضوء القيامة،كل حدث فعله المسيح أنت إذافهمته بطريقة مجردة بعيد عن القيامة سوف تفهمه بطريقة مختلفة، تخيل أنت عندماهو قال لهم أنا أنقض هذا الهيكل وأبنيه في ثلاثة أيام،تلاحظ المشكلة التي حدثت عندما قال لهم ذلك،بالطبع هذا الهيكل شيء عزيز عليهم جداً،الأمه اليهودية الهيكل بالنسبة لها هو رجائهم ليس في الدهرالآتي لا بل رجائهم في الدهر الحالي،هم ناظرين إليه أنهم ركزقوتهم، سر بركتهم، لم يقصدوا البركة الروحية لكن بركتهم كازدهار عالمي،كسطوة، كنفوذ،كأموال، فعندما يقول لهم أنا أنقض هذا الهيكل فهذه كارثة بالنسبة لهم، لذلك هو كان يقول لهم هذا الكلام، يقصد جسده، يقصد القيامة،أنه سوف ينقضه ويبنيه في ثلاثة أيام كان يقصد القيامة، تعاليم كثيرة جداً لربنا يسوع إذا نظرنا لها خارج القيامة لا نفهمها، لكن أنظر لها من خلال القيامة، عندما يقول لك"أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولومات فسيحيا"،تسمع منه هذه الكلمة قد تندهش،من الممكن أن تقول أنه قد بالغ قليلاً في كلامه،من يستطيع أن يقول هذه الكلمة؟، هل هناك بشريستطيع أن يقول أنا القيامة والحياة؟!، فهي كلمة صعبه جداً،يقول لك نعم كان من الممكن أن لا تفهمها لأنه هو لازال موجود علي الأرض لكن عندما أنت الآن ترى هذه الآية وتتلامس معها وهو قائم فأنت تقول آمين، حقا أنت هو القيامة والحياة لماذا؟ لأنك تذوقت هذا فيه،عندما هو قال أنا هو القيامة والحياة يقول لك لكي أنت أيضا تمسك بهذا الرجاء،عيش في القيامة والحياة،عيش في نعمة القيامة كممارسة يومية كان المتنيح أبونا بيشوي كامل يقول لك أجمل أيقونة للقيامة صورتين نقول له نعم يمكن أن يكون الفن القبطي،يمكن أن يكون أيقونةالفنان (فلان)، يقول لك أبدا بل أجمل أيقونة للقيامة هي أيقونة تائب وأيقونة شهيد، أجمل أيقونة للقيامة تائب لماذا؟! غلب موت الخطية،انتصرعلى الضعف البشري، تحول جسده من جسد شهواني إلى جسد روحاني،هذه أجمل أيقونة للقيامةلذلك في كنائس الروم أحياناً يجعلوا زفةالقيامة بها أيقونات قديسين توبة وشهداء، لماذا؟ يقول لك لأن هؤلاء هم التطبيق العملي لفكر القيامة،هم التطبيق العملي لروح القيامة،هم نماذج حية للقيامة،قديس تائب مثل القديس أوغسطينوس، القديس موسى الأسود هذا تائب،تريد أن تبتهج بالقيامة مارس التوبة من داخلك، وانتصر على الضعف، وانتصر على كل ما هو يميل للجسد،انتصر على روح الموت التي داخلك بذلك تشعر بالقيامة،أنهاحقا ليست شيء يمس ربنا يسوع المسيح وقد انتهت،لابل هذا حدث يمس حياتي أنا، يمس قيامتي أنا،أيقونة شهيد لماذا؟انتصر على الموت، لم يعد الموت يهمه،أصبح يسرع للموت، من هذا الذي يسرع للموت؟يقول لك الذي لديه رجاء القيامة، الذي لديه فكرأبدي،الذي لديه فكر أبدي الموت بالنسبة له لا يكون مزعج،من الذي لم يصبح الموت بالنسبة له مزعج؟السالكين بروح القيامة، لذلك معلمنا بولس يقول لك "عالمين أن الذي أقام يسوع سيقيمنا نحن أيضاً بيسوع"، نحنا أيضاً سنقوم، إذا كان قد قام فهو قام لأجلنا نحن كمؤمنين،يالبهجة النفس يا أحبائي التي تعيش في نعمة القيامة، يا لفرحة روح القيامة عندما تسيطر على مشاعر إنسان، تجد فكره تبدل، جسده تبدل، مشاعرهتبدلت،اصبح يعيش بفكر آخر، الناس منحوله لها اهتمامات مختلفة،لكن هو قائم، هوغالب كل هذا،هو هذا الكلام بالنسبة له جاهد فيه وفي النهاية حسم لفعل القيامة،انتهى، القبروالظلمة والنتنة والموت والماضي هذا كله انتهى تماما، فقداصبحت تسلك فيجدة الحياة بروح القيامة،أصبح لديك أنت نعمة الانتصار،هذاهوفعل القيامة الذي ربنا يسوع المسيح لم يريد أن يقوم لنفسه،لم يريد أن يقوم لنفسه بل هو أقامنا معه كل فعل عمله المسيح يا أحبائي فقد عمله من أجلنا،فمات من أجلنا،قام من أجلنا، صعد من أجلنا، حل الروح القدس من أجلنا،وصنع آيات وعجائب من أجلنا،لا توجد آية أو معجزة صنعها ربنا يسوع المسيح لكي يعلن قدرته هو، أبدا إطلاقاً،فكثيراً كان يكون هناك إلحاح في طلب معجزات ولم يكن يصنع معجزات، المعجزة لم تكن بالنسبة له غاية ولكن كانت وسيلة للتعبيرعن محبته لنا،شفقه،وسيلة للتعبير عن شخصه، عن رحمته،عن محبته، عن أبوته، عن مشاعره تجاهنا،لذلك يقول لك أقام ابن الأرملة،أقام لعازر، كل ذلك ينقل لنا فعل بركات في حياتنا،ليس مجرد أنه يعلن نفسه بطل،لذلك المسيح عندما مات فقد مات لأجلنا،عندما قام فهوقام لأجلنا،عندما صعد فهو صعد من أجلنا، ما الفائدة أن يقوم المسيح وأولاده لم يقوموا؟!، هو قام نحن أيضاً نقوم،هو قائم نحن أيضا لابد أن نكون قائمين، وإلا كان فعله سيكون لنفسه،وهو لم يرد أن يكون لنفسه هو لنا لذلك يا أحبائي فترة الخماسين فترة مذاقة جديدة لنعمة القيامة في حياتنا، لا تأخذها بكسل،لا تأخذها على هدوء فترة للتراخي،أبدا بل هي فترة للتمتع ببركات جديدة تذوقها بطعم جديد،أي أنه من الممكن أن الكنيسة على سبيل المثال تقرأ لك في فترة الصوم الكبيرإنجيل السامرية ستجد أيضا في فترة الخماسين يقرأ إنجيل السامرية لكن يقول لك لاانتبه لأن القصد هنا له غاية والقصدهنا له غاية أخرى، ما القصد؟! أقول لك في الأولى التوبة والثانية التمتع بماء الحياة، الأول نركز فيه على توبة السامرية ورجوع السامرية لكن الثانية نركز فيها على الجزء الثاني عندما رجعت السامرية كيف عاشت؟،كيف أحبت المسيح؟،كيف تبعته؟،كيف خدمته؟،هذه هي الفكرة التي تحتاج أن تعيشها في فترة القيامة، فترة مبهجة، فترة كلها بركات لذلك أرجو أن الله وهويعطينا نعمة القيامة ألا تكن بالنسبة لنا فكرة أو نظرية أو حدث قديم، لا أبدا فهو حدث يتجدد داخلنا باستمرار،كل فعل لصليبه نقل لنا،ثبت فينا من خلال نعمة القيامة، من هنا أستطيع أن أقول لك أنك أنت في هذه الفترة تأمل في قيامتك أنت، تأمل في ما هي الضعفات التي لا تستطيع أنت أن تتخلص منها، كيف يكون المسيح خارج القبروأنا داخل القبر؟،كيف يكون المسيح قام من أجلي أنا لكي ما أنا أقوم وأنا لم أقم بعد؟!،إذن يارب أنت تساعدني أنني أقوم،أنت يارب الذي تفك قيودي، أنت الذي تحل رباطاتي،أنت الذي تعطني قوة قيامة جديدة في حياتي،أنت أعطيتني فترة خماسين لكن أنا أشعر فيها بالكسل،كيف أرفع قلبي ومشاعري،كيف أسلك بروح القيامة؟، هذاهو الهدف من فترة القيامة أنني أثبت في المسيح لذلك أحيانا تجد القداسات لم تعد ممتلئة مثل الصوم الكبير يقول لك من المفترض أن أكثر فترة تتناول فيها هي فترة الخماسين، يقول لك كيف فهي فترة راحة؟ أقول لك لا بل هي فترة ثبات في المسيح، من أكثر الوسائط التي تنقل لك فعل القيامة في حياتك هوالجسد والدم،لأن هذاهو الذي يجدد فيك روح القيامة،الذي يعطيك نعمة القيامة،هذا هو خبز الخلود،من هنا أستطيع أن أقول لك لا تظن أن فترة الخماسين فترة للإهمال أو للتراخي بل هي فترة ثبات، فترة تقديس، فترة قيامة، فترة تعرف فيها ربنا يسوع المسيح بمعرفة جديدة لذلك لاتندهش أن التلاميذ عرفوه من جديد في القيامة، لذلك لا تتعجب عندما يقول لك أنه فتح أذهانهم لمعرفة الكتب في القيامة، ولكن هذا الكلام كله كانوا يعرفوه لكن كل ما عرفوه هي معلومات القيامة أنارتها كلها،كلها نورت بالقيامة،فمن الممكن أن نكون نعرف أشياء كثيرة وعندما نعيش القيامة سوف نعرفها بطريقة جديدة،لو لم نعيش القيامة نعرفها كأحداث أو كمعلومة وليس هو هذا قصد الكنيسة أبدا وليس قصد الإنجيل،وليس قصد ربنايسوع أننا نعرفه كأحداث أو كمعلومة،هذه الأحداث والمعلومات من الممكن أن تخرج لنا ناس فلاسفة لكن جمال كنيستنا وجمال حياتنا أنها لم تخرج فلاسفة لكن تخرج قديسين،تخرج قديسين عاشوا ما قدعرفوه، مارسوا محبة ربنا عمليا، تذوقوها واختبروها، من هنا أصبحت القيامة بالنسبة لحياتهم هي فعل القيامة تعطيك حياة جديدة، القيامة تعطيك نعمة انتصار، القيامة تفرحك بتوبتك،القيامة ثبات في المسيح ربنايمتعنا بروح القيامة ويثبتنا في شخصه القائم من الأموات يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائماً أبديا آمين.
نيقوديموس الذى أتى إليه ليلا الجمعة الثانية من شهر برمهات
قي إنجيل معلمنا يوحنا التلميذ والبشير أصحاح " 3 " يتكلم عن إنسان إسمه نيقوديموس رئيس اليهود – أي المجلس الأعلى لليهود – .. هو أحد أعضاءه .. وهذا المجلس مُكون من " 72 " عضو من مشايخ اليهود يتحكموا في كل الأمور المدنية الخاصة بمصالح اليهود .. هو واحد من أعضاء هذا المجلس ذو شأن كبير جداً وكان رجل لديهِ تساؤلات عند ربنا يسوع .. يرى حياته ونِفسه يقترب إليه ولكن مركزه منعه .. تجنب الإحتكاك والحديث في الأماكن العامة والأوقات المعروفة فذهب إليهِ ليلاً القديس يوحنا يقول في إنجيله كلمة في منتهى الرقة تُعبِّر عن الحدث .. لم يقُل عليه أنه خائف أو جبان أو أي صفة سلبية واكتفى أن يقول عليه أنه " أتى إليهِ ليلاً " رغم أنه كررها أكثر من مرة .. " الذي أتى إليهِ ليلاً " .. نعرف أن نيقوديموس هو الذي ذهب مع يوسف الرامي ليُنزِلوا جسد يسوع من على الصليب .. ويتذكرها القديس يوحنا فيقول " الذي أتى إليهِ ليلاً " أيضاً نيقوديموس هذا لديهِ المعرفة ولكن ليس له حياة .. عنده معلومات ولكن ليس عنده الإيمان الحي .. في أحداث الصليب لم نجد منه أي تعاطف رغم إنه بعد ذلك لم يحتمل ما رأه من تعذيب ربنا يسوع المسيح على الصليب .. وفي النهاية طلب الجسد مع يوسف الرامي ولذلك نقول بسبب الخوف من اليهود والمركز الإجتماعي والوضع بين الناس يعوق بركات كثيرة جداً على الإنسان .. حسابات الإنسان كثيراً ما تكون خاطئة .. ينظر الإنسان للأرض ولم ينظر إلى فوق وقلبه أيضاً كذلك .. حسب حساباته بسبب الخوف من اليهود المولود أعمى لم يخاف أن يُطرد من المجمع مثل نيقوديموس .. لم يخاف أن يقول أن هذا الرجل جعلني أُبصِر .. أحياناً يحتاج الإنسان أن يعمل هذه المفاضلة في حياته ويختار .. لذلك يقول الأباء القديسين في شرحهم للكتاب المقدس أن نيقوديموس هذا له إيمان الظلمة أو الظلام .. إيمان بالليل .. الإيمان الذي لا يستطيع أن يُعلنه .. إيمان غير مُعلن .. إيمان ناقص عنصر مهم جداً حي وفعال ونشيط .. يقول الأباء القديسين أن الإيمان النشيط يُحوِّل الخائف إلى شهيد .. مثل معلمنا بطرس الرسول أصبح لديهِ قوة بعد أن كان خائف لذلك عبَّر يوحنا في رقة عن هذا الإنسان ولم يقل أنه كان خائف أو جبان ولكن عبَّر بكلمة واحدة " أتى إليهِ ليلاً " .. كما قال أيضاً معلمنا يوحنا عن يهوذا عندما أعطاه الرب يسوع لقمة يقول { أخذ اللقمة خرج للوقت وكان ليلاً } ( يو 13 : 30 ) أي هذا العمل للظلمة التي دفعته لذلك قال نيقوديموس { يا مُعلِّم نعلم أنكَ قد أتيتَ من الله مُعلِّماً } ( يو 3 : 2 ) .. هذه الكلمة تدل على أنه لديه يقين في أن ربنا يسوع عنده شئ فريد جداً .. كلمة " مُعلِّم " يقصد بها مرتبة عالية جداً مثل أستاذ جامعة .. مثل " رب .. رابي .. ربوني " .. هناك ثلاث درجات عند اليهود :-
الرب ← مُعلِّم جماعة صغيرة من الأطفال .
رابي ← مُعلِّم أكثر قليلاً .
ربوني ← مُعلِّم المُعلِّمين .
هنا يقول له " ربوني " .. { يا مُعلِّم نعلم أنكَ قد أتيتَ من الله مُعلِّماً لأن ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إن لم يكن الله معهُ } إنه مبهور بالآيات والتعاليم وعقله يقول أنه رابوني .. هو شخص ربنا يسوع المسيح .. هو مُعلِّم رغم أنه لم يتخرج من مدارسهم الرسمية .. هو على يقين أن معرفته كبيرة جداً .. كلمة " نعلم " أي الجميع يعلم والمجلس كله يعلم .. يوجد عند اليهود قديماً اعتقاد أن أي أحد يقوم بعمل آيات يُبقى يأخذ رتبة أو درجة أو كرامة أعظم من المُعلِّم .. لدرجة عندما يريدون قياس تقوى إنسان تُقاس بالآيات .. هذا الفكر راسخ عندهم .. أي الآيات دليل على أن المسيح رجل الله – قياس يهودي – أي أنه بدأ يؤمن أنه من عند الله ومُرسل من عنده ولكن لا يستطيع أن يعرف ويتأكد من هو المسيح وكرامة المسيح وماهيته نرى ربنا يسوع المسيح يُجاوبه إجابة مختلفة جداً وكأنه يُجيب عن أفكاره التي لم يُعلن عنها .. فقال الرب يسوع له { الحق الحق أقول لك } – إعلان عن التأكيد واليقين – { إن كان أحد لا يُولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله } .. وكأنه يقول له " إنتظر رويداً لأن هذا الكلام كله أسرار .. هذا الكلام يحتاج إلى خليقة جديدة .. وتحتاج أن تولد من فوق " .. تعجب نيقوديموس وقال { كيف يمكن الإنسان أن يُولد وهو شيخ } .. فيرد ربنا يسوع المسيح ويقول له { المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح } يريد أن يقول له هناك ولادتين واحدة من الجسد والأخرى من الروح .. فرق كبير بين ما يُنتسب للسماء بميلاده الجديد وبين ما يُنتسب إلى الأرض بميلاده الجسدي .. كل هذا يحتاج إلى إدراك على مستوى الأسرار وليس على مستوى التحليل العقلي .. لذلك حياتنا المسيحية تتلخص في أن المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح وعنده دعوة مختلفة ويقين مختلف وحياة مرفوعة إلى فوق وإيمان يسلُك به ويقين في أمور غير مرئية .. هذا لأنه مولود من الروح نحن أخذنا عطية كبيرة جداً .. أخذنا ميلاد الروح .. هذا الرجل بكل معرفته لا يستوعب .. ولكن أنت بميلادك الفوقاني تقول " أؤمن وأعترف وأُصدِق " .. كيف تُصدق أن الخبز يتحول إلى جسد ؟أو كيف تُصدق أن الماء عندما ينزل فيه الطفل فإنه يُولد بالروح ويكون له نصيب في ملكوت السموات ؟ حذاري أن تكون مولود بالروح وتسلُك بالجسد .. وأنك مدعو أن تكون من مواطني السماء وأنت تعيش كمواطنين الأرض .. وأن يكون لديك المواعيد العظمى والثمينة وأنت ملهي في الأرض خسارة أن تحصر عقلك في الأمور التي تُرى .. بل أُحصر نفسك في الأمور التي لا تُرى .. أنت تسلُك كروحاني .. فهل قيود الجسد وروح العالم طاغية عليك وتقودك وتُنسيك طبيعتك ؟
أجاب يسوع وقال { إن كان أحد لا يُولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله } .. إيمان على مستوى روحي وميلاد جديد يحصل عليهِ الإنسان وطبيعة جديدة .. آه لو أدرك الإنسان أنه مولود من الروح وأعطى فرصة للروح تقوده وصدَّق المواعيد وسلك بالإيمان سيجد الكثير إختلف في حياته وأدرك أنه لا يعيش بالطعام والشراب .. أدرك معنى العفة ومعنى الحياة وجمال الأبدية .. كل هذا يأتي بالروح .. الروح في الميلاد الجديد يبطُل مفعوله .. الروح يريد أن يقوم بثورة في الداخل ونحن من نُقيِد الروح هذه كل اشتياق روحي يقودني له أتعطل وأعطل النعمة .. وهنا قال له الرب يسوع { الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب .. هكذا كل من وُلد من الروح } يريد أن يقول له أنه يأخذ الأمور على مستوى العقل فاجعلني أُحدِّثك على مستوى العقل .. فهل رأيت الريح تأتي شديدة جداً ولكنك لم تشاهد شئ ولكنك حاسس وشاعر وسامع ولكن لم ترى .. ولكنك تعرف أن هناك شئ لأنها قامت بشئ ملموس .. أوقعت شجر أو بيت ويوجد صوت الروح كذلك لا نعرف الأبعاد ولكن نعرف أفعالها .. ممكن أعطي فرصة أكبر للروح ليظهر مفعولها في حياتي .. لذلك أقول الروح القدس وروح الله والميلاد الفوقاني أعطاك تصديق لأمور لا يستطيع الآخرون أبداً أن يُدركوها أو يفهموها – أبداً – .. من قادر أن يفهم التجسد أو الصليب أو المعمودية أو الأسرار والكتاب المقدس والمواعيد وطبيعة الحياة السماوية وتفاهة العالم .. كل هذا يحتاج إلى الروح .. وأنت أخذت الروح التي تجعلك تُصدق كل هذه الأسرار .. الروح الذي يُغيِّر كيانك وفِكرك .. هل يصح أن أسلُك كما الذين لم يأخذوا هذه الروح .. كيف ؟إن أخذت الروح هل أسلُك كإنسان سماوي في ميولي واتجاهاتي وأفكاري أم يحكمني قانون العالم والجسد ؟ الروح القدس عمله سري لذلك شبَّههُ بالريح ولكنك تُدركه وتُدرك آثاره .. الكنيسة تريد أن تقول لك أنك في فترة الصوم هدفها أن نُطيع الروح والريح التي بداخلنا نخضع لها ونسلُك بالإيمان وأتحول من ميل للعالم إلى ميل للسماء .. كل نداء بر ورغبة قداسة أطاوعها أحياناً نرى أُناس درجة حياتهم الروحية تصل إلى العجب .. حياة عفة وتسامح وصوم ويُعطي ويبذل .. كل هذا يُثير العجب .. فيقول لا تتعجب لأن الأمور الروحية تحتاج إلى إيمان وتصديق ووعي لا تأخذ الأشياء بفتور ومظاهر بل أُدخل للجوهر والأعماق وكل الأسئلة لها إجابة .. إطرح نفسك .. وإن كان نيقوديموس أتى إليهِ ليلاً تعال أنت إليهِ نهاراً .. وإن كان نيقوديموس خائف فلا تخف أنت .. تكلم معه في كل وقت وهو مستعد على أن يجاوبك ويعطيك على قدرة استيعابك ويُعطيك على مستوى استعدادك .. أعطي أكثر من استحقاقات نيقوديموس .. لم يقل له لماذا تأتي ليلاً .. لم يصرِفه ولكنه أطال أناته وتكلم معه وإن كان لم يُظهر داخله ما بداخله ولكن عن طريق أسئلة جاوب عنها بفكره وعدم إيمانه هذا هو أجمل ما في شخص ربنا يسوع .. أطرح نفسي أمامه ويعلمني أسرار .. عليَّ أن أصدق وأخضع وأفعل وأغيَّر إنساني الداخلي وأتحول في النهاية إلى تلميذ لربنا يسوع المسيح .. لذلك الكتاب المقدس ومُعلمي الكنيسة يقول أن نيقوديموس هذا صار تلميذاً لربنا يسوع .. هذا هو التحول الذي النفس مدعوة له .. إن كان الإنسان في البداية متردد وخايف المسيح يقول لنا إنه يدعونا أن نُولد من فوق وعليك أن تسلُك بالروح ويتغير كيانك على مستوى فِعل حياة داخلية ربنا يعطينا أن نُدرك ونسلُك بالروح وأن نكون أُمناء لدعوتهم ونسلُك حسب ميلادنا الفوقاني ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته وبركته له المجد دائماً أبدياً آمين
نصيب الكنعانية الجمعة الرابعة من شهر أمشير
في الجزء الخاص بالمرأة الكنعانية في الإنجيل المبارك يُرينا كيف يكون الإنسان بلجاجتهِ وإيمانه ينول نصيب في مراحم الله .. وكيف أن النفس البعيدة ممكن جداً تكون قريبة .. خرج يسوع من هناك وأتى إلى تخوم صور وصيدا .. أي أقصى الشمال بالقرب إلى سوريا وهي أواخر الأماكن التي ذهب إليها الرب يسوع في كرازته هي صور وصيدا يُعرف عن هذه الأماكن أنها مليئة بالأمم .. فعندما ذهب يسوع كانت هناك إمرأة كنعانية خرجت من المسكن الخاص بها لتبحث عن موكب ربنا يسوع المسيح .. { وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليهِ قائلةً ارحمني يا سيد يا ابن داود } ( مت 15 : 22 ) .. إمرأة كنعانية غريبة عن المسيح وكيف تقول " الرب ، ارحمني " ؟! وكيف عرفت " ابن داود " ؟ من الواضح أن ربنا له في كل مكان وفي كل زمان شهود وله من يُباركه حتى لو كان غير معروف من الواضح أن هذه المرأة تحمل في قلبها إيمان عالي جداً بالسيد الرب .. بابن داود .. رغم إنها غير محسوبة بأنها من رعية بيت الله .. ولكنها أخذت نصيبها من خلال إيمانها ولجاجتها الموكب يسير وهناك ازدحام غير عادي وهي من بعيد تصرخ .. وهي تعرف إنها غير مدعوة لهذا الموكب .. فسمعها السيد المسيح وأيضاً التلاميذ .. ولكن المسيح صمت .. فقالت { ابنتي مجنونة جداً } أما يسوع لم يجبها بكلمة فازدادت في الصراخ حتى اضطرت أن تعمل لون من ألوان الإزعاج .. فتضايق التلاميذ لذلك وحاول الجميع إسكاتها ولكنها ازدادت .. وعرفوا إنها كنعانية ومع ذلك تقول" ارحمني ، ابن داود ، الرب " تكلم التلاميذ مع يسوع وقالوا له " ياريت تسكِّتها وتصرِفها " .. كل هذا والرب يسوع صامت والصُراخ يزداد .. وعندما تكلم تلاميذه قال { لم أُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة } .. فأتت واقتربت وأيقنت أن هناك رفض فجاءت وقالت له { يا سيد أعني } ثم سجدت لهُ .. هذا هو إيمان المرأة الكنعانية والكنيسة وضعِت هذا الجزء من الإنجيل في الصوم الكبير لتقول لنا ينبغي أن تأخذ نصيبك من هذا الصُراخ لتأخذ نصيبك من الإستجابة الإبنة في الكتاب المقدس تُشير أحياناً إلى النفس .. أنت " نفسك " الشيطان أزعجها وفي بشارة معلمنا متى يقول { ابنتي مجنونة جداً } .. وأحياناً يشتكي الإنسان من نفسه المجنونة جداً .. أتفه شئ يجعله يثور .. يقع بسهولة في الخطية .. يشتهي ما لغيره .. غير مُتزن في تصرفاته .. غير حكيم في ترتيب يومه .. نفس مُنزعجة ومتقلبة المرأة الكنعانية إشتكِت من إبنتها المجنونة جداً .. بها شيطان .. النفس عدو الخير أحياناً يمتلكها ويوجهها كما هو يريد .. وهذا يحتاج صُراخ .. محتاجة أسير وراءه .. وإنت كلمته ولم يسمع .. فالمرأة من شدة مرض إبنتها تبنت هذه الآلام وظلت تصرخ وتقول { ارحمني يا سيد يا ابن داود } .. عندما تبنت هذه الآلام وهو لم يسمع لم تنصرف .. ولم ترجع كما نفعل نحن وننصرِف عن الله عندما لا يسمع .. وضَّحِت سؤال قلبها حتى لو كان هو لا يسمع تأثر التلاميذ بموقفها جداً وتشفعوا لها عند ربنا يسوع .. فإنها جاءت وسجدت سجود عبادة وليس سجود احترام .. الكنعانية آمنت أنهُ الرب وسجدت له سجود عبادة .. ما الذي عرفته عنه حتى يصل إيمانها إلى هذا الحد ؟ الكنعانية بإيمانها إخترقت حدود إسرائيل وصارت مندوبة أو سفيرة عن نصيب الأمم في المسيح .. من هم مِنْ خارج إسرائيل ينبغي أن يُشفوا .. والعدو إستعبِدهم والرب يسوع هو ينبوع الشفاء ولديهِ القدرة على الشفاء .. فقيل على الكنعانية غلبِت صمت يسوع وغلبِت رفض يسوع .. لجاجة الصلاة تغلِب الصمت وتغلِب الرفض .. وبإيمانها أثبتت إنها من البنين حتى وإن كانت كنعانية .. وأثبتت إنها أفضل من البنين عندما قالت { يا سيد أعني } وسجدت لهُ .. تعلم السجود أثناء الصلاة خاصةً أثناء الصوم الكبير وكثرة الميطانيات بخشوع وأنت تقول له " أغثني يارب " جميل في آباء الكنيسة أخذِهِم عبارات الكتاب المقدس .. صلوات قصيرة .. " إرحمني يا ابن داود " صلوة ثم تقول " إبنتي بها شيطان " ثم " أغثني يارب " .. هذه الكلمة أئن بها مثل المرأة الكنعانية التي كان بداخلها أنين لأنها ترى آلام إبنتها وترى عبودية الشيطان لها نرى رفض ليسوع لثالث مرة والرفض يزداد في قوته .. والمرأة تزداد في طلبها .. الرفض الأول عندما لم يجاوبها .. الرفض الثاني عندما قال لها { لم أُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة } .. الرفض الثالث أصعب قال { ليس حسناً أن يُؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب } .. يوجد منهج يتِّبعه معنا ربنا يسوع المسيح .. يريد أن يرى إيماننا وصدقِنا ومحبتنا .. إنه أراد أن يُعلِّم كل من حوله بهذه المرأة والتلاميذ أيضاً كأنه يستدرج إيمانها ويُخرِج ما في باطنها من قوة لا تظن أن طِلبِتك لم تُستجاب أو حالتك غير جيدة والله لم يستجيب بعد .. فلا تظن أن صلواتك مرفوضة ممكن أن تنال ما تريده عن طريق إنك لم تنال ما تريده .. وكما يقول سيدنا البابا { كثيراً ما تكون إستجابة الصلاة في عدم استجابتها } أراد الله أن يُظهِر لجاجتها وهو عالِم في داخله أنه حتماً ينصِفها ولكنه أحب أن يُعلِّم بها .. أراد أن يُفجِّر ينبوع الإيمان بداخلها .. لم نتعود من الرب يسوع هذا الكلام الحاد .. تعودنا على الكلام اللطيف .. فإنك لا تشاء موت الخاطئ .. فأنت تدعو الكل للخلاص .. لماذا يارب تقول لها هذا الكلام الصعب ؟ يريد أن يقول لها أن الشعب يأكل على مائدة إسرائيل ويجب أن لا يُشاركهم أحد .. فإن اليهود في الموائد الفصحية ممنوع تماماً أن يقترب منهم غير المؤمنين ولا يشترك معهم هذه المرأة تعرف هذا وكان يجب أن تنصرف وهي حزينة .. ووجدناها ترد سريعاً وتضع نفسها على مستوى الكلاب وتقول { نعم يا سيد والكلاب أيضاً تأكل من الفُتات الذي يسقط من مائدة أربابها }لا تطمع في الأكل من على المائدة ولا أريد طعام البنين ولكن أطلب فُتات فقط .. أعرِف يارب إني غير مستحق أن أكُل من المائدة الخاصة بك ولكن اقبلني كأحد أجرائك وغير مستحق .. إنعِم يارب بالفُتات في معجزة إشباع الجموع تعرفنا على الفُتات .. والفُتات في المعجزة كان ضخم .. إثنتي عشرة قفة مملوءة .. هذا هو نصيب الجياع .. الفُتات من نصيب أي أحد لكن المائدة من نصيب البنين .. فإن مُنعنا من نصيب البنين نُمنع حتى من الفُتات .. فالكلب لا يُمنع من الفُتات أحد الأباء القديسين يقول على هذه المرأة أن حجتها أقوى من طلبها .. عندما تقف تتحدث إلى الله وقلبك منكسر وفي خشوع تدخل طِلبِتك إلى حضرتهِ .. لا تتكلم إليهِ بجسارة .. تقول المرأة رداً على كلام الله " نعم يارب " ولم تُقل له إنكَ أخطأت .. وتقول له " والكلاب أيضاً " .. قدمت المرأة دفاع عن كنيسة الأمم كلها إن كان الخبز للبنين فقط فإنه ظلم لأن الجياع لم تشبع .. فكيف يكون الفُتات موجود وهناك جياع ؟ أعطينا يارب تعزية صغيرة ونحن غير مستحقين أن نكون أبناء ولكن أعطيني يارب نصيب الكلاب .. أحتاج يارب إلى المائدة الخاصة بك ولا أستطيع الإنصراف بدون أن أشبع .. لا يرضى الله أن يفيض خبز من الشباعى وهناك جياع .. إنه لا يقبل أبداً تعطينا المرأة درس في اللجاجة والطِلبة .. تقول له إنها تطلب نِعمه وجُوده فكيف يأتي هو ولم تحصل هي على نِعمه ؟ كيف يكون لديها مشكلة ولم تأخذ الفرصة ؟ { نعم يا سيد والكلاب أيضاً تأكل من الفُتات الذي يسقط من مائدة أربابها .. حينئذٍ أجابَ يسوع وقال لها يا امرأة عظيم إيمانُكِ } .. أخيراً يارب نطقت بالنعمة .. وإن تأخرت فهي تأتي .. الخلاص قريب منا جداً ولكن ينتظر استحقاق وطِلبة وقلب منكسر .. { القلب المُنكسر والمتواضع لا يُرذلهُ الله } .. كما الكنعانية التي قدمت قلب منكسر .. أخذت مشوار طويل .. غريبة أن تكون كل الشخصيات التي وردت في الكتاب المقدس وظهر إيمانهم غالبيتهم من غير المؤمنين مثل قائد المئة الله رفض طلبها ولم يجبها لكي يُعلِّمنا بها .. بلغت بإيمانها ما يجعلها تُخرج سلطان الشيطان من إبنتها .. أكيد أن هذه المرأة لها نصيب في ملكوت السموات وعلِّمت كثيرين كيف تطلب وتستمر وكيف تتكلم بلياقة وبشعور عدم استحقاق هذه هي الشروط التي وضعتها لنا المرأة الكنعانية في كيفية التحدث إلى السيد الرب .. وقار + احترام + سجود .. إنها أخذت حق الأمم في خبز البنين والتي رفعت مستوى الأمم من شعب جالس في الظلمة إلى شعب أبصر نور .. شعب لا يعرف الله إلى شعب يعرف الله كما قال { سأدعو الذي ليس شعبي شعبي } ( رو 9 : 25 ) إستمر في طلبك واطلب بخشوع وتكلم معهُ لأنه السيد الرب واطلب الرحمة .. وإن لم يستجيب إستمر .. وإن لم يُجيب بكلمة أُصرخ أكثر .. ممكن تكون عدم الإجابة هي رغبة منه لكي يسمع صُراخك فازداد في اللجاجة .. بعد صُراخها سجدت ثم رَفَض فازدادت في الصُراخ واللجاجة وتقول له { نعم يا سيد والكلاب أيضاً تأكل من الفُتات الذي يسقط من مائدة أربابها } .. أراد الله أن يُعلِّمنا كيف نطلب وكيف يكون الخشوع والإنسحاق في الطِلبة .. فستجد استجابة وإن كانت مخفية وتأخرت فإنها ستأتي الله يعطينا إيمان الكنعانية حتى ننال هذا المدح والنعمة ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين
الدوافع والفضيلة الجمعة الثالثة من شهر كيهك
عودتنا الكنيسة في تذكار الأنبياء أن تتلو علينا ويلات الكتبة والفريسيين وكأنها تريد أن تعرفنا أن الأنبياء جاءوا منذرين للشعب ومهمتهم أن يقوِّموا كل تعدي صادر من الشعب وكأن صوت الأنبياء ينقذ كلٍ منا إلى خلاص نفسه .. إن أعمال الكتبة بها حماس واهتمام .. إنهم يطوفون الأرض والبحر ليتحول فرد واحد إلى اليهودية .. حياتهم مليئة بالتدقيق في كثير من الأمور يعشرون النعنع والشبث ( مت 23 : 23 ) .. من هنا نبحث عن أهداف الإنسان وأعماله .. فرد علينا الآباء القديسين بقولهم﴿ إن أردت أن تبحث عن القداسة في داخلك إسأل دوافعك ﴾ .. مثال على ذلك إن كنت صائم فما الدافع لصيامك ؟ بلا دافع أو لأنه لا يصح أن تصوم الكنيسة وأنت غير ذلك أو مجاملة لأهل بيتك أو بدون إقتناع ؟ ربما لتقوية الروح أو لأخذ فرصة أكبر للعبادة .. الذي يأتي إلى الكنيسة ما هي دوافعه ؟ روتين .. مجاملة .. رؤية آخرين ؟ ربما لا نستطيع أن نصل لما وصل إليه الكتبة والفريسيين رغم أنه غير مُرضي أمام الله لأنها دوافع ذاتية شكلية منحرفة .. إن الكنيسة تجعلنا نقف أمام أنفسنا كالمرآة لنرى الإنحرافات .. الهموم والمتاعب ومعرفة مدى إشتياقك لله أراد الآباء القديسين أن يعطونا مؤشرات بقولهم ﴿ إن المؤشر الحقيقي يكون عند وقوفك أمام الله في الصلاة ﴾ .. أو بقراءاتك في الكتاب المقدس لأن الدافع هو حب حقيقي .. إحذر أن تعمل أعمال فضيلة وأنت لا تعرف لماذا تفعل ذلك .. فإسأل دوافعك دائماً لأن النفس كثيرة الخداع يمكن أن تتلون وما أسهل أن يضيع هدف الإنسان .. فإن الكتبة والفريسيين عاشوا كذبة قضوا بها عمرهم أجيال وأجيال فتصور ظاهرة الرياء المنتشرة عبر الأجيال .. الله يكره الرياء ويرى شعب يكرمه بشكله لكن بدون جوهر حقيقي .. من أجل هذا يقول القديسين إن قليلاً جداً ذُكرت الويلات لأنه جاء لكي يعطي بركة لأنه نور إعلان للأمم فإنه يعطي تطويبات ولكنه إضطر أن يعطي ويل الله لم يعطي ويل للزناة أو للخطاة ولكنه أعطى ويل للمرائين .. إجعل داخلك نقي في تصرفاتك في أعمالك .. في كلامك .. في صلاتك في القداس وكما يعلمنا الآباء القديسين بما يسمى* بالغرض المستقيم * .. لماذا أصلي ولماذا أقف ولماذا أصوم ؟ إبحث في داخلك عن الدوافع الغير صحيحة وقاومها وضعها أمام الله حتى لا تكون كالقبور المبيضة ومن الداخل عظام أموات ورائحة عفنة في الشريعة اليهودية كل من يمر على أحد القبور أو جاء ظله على قبر وهو في طريقه إلى أورشليم ليقضي الفصح فإنه يتنجس ولا يصح له أن يُعيِّد الفصح خاصةً الغريب الذي يأتي ولا يعرف أماكن القبور فاستقروا على أن تُدهن القبور عند قدوم العيد بالأبيض حتى يصير علامة للغريب إكشف نفسك أمام الله حتى ترى ما يجب تغييره لذلك يحدثنا الله عن النظرة الرديئة وعن محبة العالم والمال الذي هو أصل كل الشرور .. ربنا يريد أن يدخل ويكشف أعماق الإنسان .. قديماً أمر الله الكهنة بإرتداء ملابس خاصة برئيس الكهنة مكونة من ثلاث قطع .. الجزء الخارجي عبارة عن ثوب أزرق × أحمر ويُجدل من خيوط الذهب .. والطابق الثاني من اللون الأزرق السماوي والجزء الأخير الداخلي يكون من اللون الأبيض لأنه ملاصق بالجسد .. لأن إذا كان الشكل من الخارج براق وجذاب فالمهم جداً أن من الداخل يكون أبيض .. الرداء الخارجي بلا أكمام حتى تظهر الأكمام البيضاء لأن النقاوة الداخلية يجب أن تنطبع على الأعمال فتظهر في الأيدي وأسفل عند القدمين لأن النقاوة الداخلية تظهر في الأعمال وفي الطريق نقي أولاً داخل الكأس لأن الله يهتم جداً به وهو الوحيد الذي يعرفه معك لذلك يجب أن أعرض ما بداخلي أمامه لأنه يعرف أعماق الإنسان .. يعرف كل إرادة قبيحة وكل دافع منحرف .. لذلك تهتم الكنيسة بأن تذكرنا بالويلات لتقول لنا إحذر أن تعيش في العهد الجديد وأنت إنسان شكلي مرائي كن صادق مع نفسك لأنك حبيت ربنا من كل قلبك .. أُضبط دوافعك الحقيقية واكشفها يقولوا ﴿ إن بداية معرفة الله الحقيقية هي بداية معرفة النفس الحقيقية ﴾ .. من هنا قال لهم ربنا يسوع أنكم تغلقون ملكوت السموات قدام الناس فأنتم لا تدخلون ولا تجعلون الآتين يدخلون لأنكم صعبتم الأمور على الناس تخيل أنه وصل الأمر إلى أن الشخص إذا لزم الأمر أن يغمض عينيه لكي لا تعثره مما يجعله يتخبط في طريقه في الناس والحوائط فكان يرى نفسه أكثر كرامة من غيره إذا زادت عدد الخبطات في رأسه .. وكانت هناك فئة تدعى * المرضودين * وإذا سألت أحد منهم عينك فقط المغلقة أم قلبك أيضاً ؟ إقلع عين الشر الداخلية .. جاهد .. رأوا اليهود أن المسافة بعيدة جداً عليهم .. أين هم من المخبوطين ؟الناس كانت تستصعب الحياة مع ربنا يسوع لذلك قال الله للكتبة والفريسيين أنتم أخذتم مفاتيح المعرفة ولكن لم تدخلوا ولم تدعوا الداخلون ليدخلوا .. فإن الناس كانت تتبعهم لأنهم لا يعرفوا ما ورد في التوراة لأن النسخ كانت نادرة جداً والناس تعتمد على الكتبة في التوجيه لأنهم فقط الذين يملكون نسخ من التوراة .. لذلك الرب يسوع كان يتحدث ويخاطب بإسلوبين :-
(1) أما قرأتم (2) أما سمعتم
لأن عامة الشعب كانت تعيش على السمع فقط دون القراءة لذلك إنطباعهم كان أن الوصية مستحيلة وصعبة إسأل دوافعك ومقدار الحب الذي تنفذ به الوصية شوف ضعفك وضعه أمام الله والله هو الذي يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا .. آمين
قزمان ودميان الجمعة الثالثة من شهر هاتور
في تذكار الشهيدين العظيمين قزمان ودميان المزمور يقول لنا { جُزنا في النار والماء وأخرجتنا إلى الراحة } ( مز 66 : 12) .. { أدخل إلى بيتك بمحرقاتٍ أُوفيك نذوري التي نطقت بها شفتاي }( مز 66 : 13 – 14) .. قزمان ودميان من أسرة بسيطة من خمسة أطفال .. توفى الأب ودخل ثلاثة أولاد الدير ودرس قزمان ودميان الطب .. الأم تقية .. كان قزمان ودميان يخدموا الله عن طريق شفاء الناس .. يُقال عنهم عندما يأتي مريض للعلاج يقف الأخوان ويرفعا يدهما إلى فوق ويُصليا على أن ينال المريض الشفاء رغم أن المرضى جميعاً من الوثنيين .. يروا الإثنان يُصليان بالدموع ويتضرعا من أجلهم .. وفي النهاية يرشم عليه علامة الصليب ويعطوا للمريض بعض من الأعشاب والعلاج ويخبروه بأنه سيُشفى باسم يسوع المسيح .. وعندما يحاول المريض إعطائهم أي مقابل يرفضوا بشدة .. شفاء كثير كان يحدث على يدهم .. وعندما يوجدوا في مكان يكون عليهم تجمع كثير من الناس ( نوع من أنواع الكرازة ) بالتأكيد بسبب كل هذه الأشفيا كثير جداً دخلوا في الإيمان .. وأما عدو الخير فلم يحتمل هذا المنظر فآثار عليهم بعض المتاعب .. إستدعاهم الوالي وحاول أن يثنيهم عن عزمهم وتم على يدهم شفاء كثير من الناس مما جعل الوالي نفسه يُعرض عليهم كمريض وتم شفائه بعد أن صليا له وطلبا له الشفاء .. فتركهم الوالي مما جعلهم يعملوا ما أرادوا .. وكان مجد عظيم للرب بواسطتهم وذاع صيطهم في أقطار المملكة كلها بعد أن جاءت إليهم الناس من كل المملكة جميل أن تستخدم وزناتك الطبيعية لمجد الله .. جميل أن تخدم الله ومجِّده بما تجيده .. المدرس .. الطبيب .. المحاسب .. وغيرهم حتى لو كانت لك إجادة في مهنة بسيطة .. يمكن أن تمجد الله وأنت في المجتمع .. يجب أن تؤثر في المجتمع عندما تعيش مع المجتمع آلامه واحتياجاته كيف يعالج أطباء الناس بلا مقابل حتى أطلقوا عليهم * مبغضي الفضة .. أو عديمي الفضة * .. مما جعل المملكة كلها تستعجب من هذا تذكر في السيرة الخاصة بهم أن دميان الأخ الأصغر عند علاجه لشخص أعطى له هدية فرفض بشدة هذه الهدية .. إلا أنه أصر على هذا مما جعل دميان يقبل هذه الهدية وقال في نفسه أن يعطيها لشخص آخر .. فعندما علم الأخ الأكبر – قزمان – بهذا حزن جداً من أخيه وقال إنه لم يلتزم بما إتفق عليه مع أخيه وإنه إختلف عن منهجه فاحتد عليه بشدة كيف نخدم المجتمع بالمهنة الخاصة بنا ؟ كيف نصل للمجتمع عن طريق محبة ليس لها هدف ؟ إخوتنا الكاثوليك عند الدخول إلى مكان للكرازة يقوموا بعمل شيئين .. بناء مستشفى وبناء مدرسة وكلٍ منهما ملحقة بكنيسة حتى يسمع المرضى أو الطلبة صوت الصلاة في خشوع .. يروا كهنة .. يروا المسيحيين المدرسين .. يروا معاملة مختلفة ( كرازة ) قزمان ودميان أيضاً كرزوا باسم المسيح بطريقة عملية بسيطة جداً وقدموا نموذج للإنسان المحب بلا هدف .. مما جعل الناس تريد أن تعرف الله بعد الشفاء فيتم شفائهم وعمادهم ويبدأ يعيش كمسيحي .. عدو الخير لم يهدأ لأن أُناس كثيرين دخلوا الإيمان عن طريق قزمان ودميان المسيحي في المجتمع إنسان محب .. عطَّاء .. أمين .. هدفه أن يشهد للمسيح .. جميل أن تعرف هدفك وعندما تسأل لماذا أنت هنا يقول لك إنه يمجد المسيح .. عندما زادت الكرازة إحتد عدو الخير وهيج عليهم المملكة مرة أخرى ولكن الأمر إرتفع إلى الرئيس وليس الوالي ويُدعى دقلديانوس .. جاء بهم وبأخواتهم الثلاثة من الدير وأتى أيضاً بأمهم .. وحتى يُزيد من أحزانهم قتل أمهم عندما رآهم متعلقين بها جميل أن تعيش شاهد للمسيح .. وأن تعرف أن رسالة في حياتك أن يظهر إسمه للناس .. وأن يُمجد المسيح من خلال مجده الشخصي .. { يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات }( مت 5 : 16) .. ويرى الناس فينا روح مختلفة .. ترى فينا حب بلا مقابل وبلا حدود .. صورة لمجد المسيح .. صورة لقوتة وإتضاعه وبذله .. وبعد كل هذا لا تجد كل الأمور سهلة .. فإنهم يطردوك ويُبغضوك ويهينوك ويُسلموك للمجامع وتُقدم للولاة .. فتقول في نفسك إنك يجب أن تكون من كبار رجال الدولة على الخدمات التي أؤديها .. ولكن لم يحدث ذلك ..{ من أجل اسمي } ( لو 21 : 17) قزمان ودميان إختاروا المجد السماوي .. رفضوا الفضة .. وكان معهم القوت الضروري وما زاد عن ذلك كانا يتصدقا به على الفقراء .. غير مرتبطين بشهرة أو كرامة .. أو محبة عالم .. يريدا المسيح فقط فهدفهم واضح واستخدما المَلَكَات والوظيفة الخاصة لأجل إسمه .. بيت يعيش للمسيح به ثلاث رهبان وإثنان لخدمة مجد الله ويُحضرا له قديسين .. بيت ينشأ في الأرض ويمتد إلى السماء عندما يفقد الإنسان كل هذه المعاني .. وبدأت الأمور داخله غير واضحة المعالم .. وابتدأ لا يرى إلا الأرض ويجري وراء شهواته ويُذل لها فحياته تُصبح بلا معنى وبلا رسالة .. رأينا قزمان ودميان وهما في سن صغير .. سن شباب .. رأينا فيهما نضج ورؤيا .. يرى الإنسان أن من حقه بعض التجاوزات في مرحلة شبابه .. هذا غير صحيح .. { اذكر خالقك في أيام شبابك } ( جا 12 : 1) .. أُذكر أن هذا هو زمن المحبة .. الجهاد والتعب .. أكثر من مرة يتعرض قزمان ودميان للإستشهاد ونرى أن الله يُرجعهم سالمين .. مرة من المرات وُضعوا في معصرة ومع ذلك جسدهم كان سليم .. { جُزنا في النار والماء وأخرجتنا إلى الراحة } .. ربنا يريد أن يقول لنا أن الجسد الذي هو محور إهتمامكم هو في يد الله لا يمكن أحد أن يمسه إلا بسماح من الله ذاته .. أنا أحدد وأقول فأنا ضابط الكل .. لا يستطيع أحد أن يأتي عليك بسوء ولا يمس شعرة أو عظمة من رؤوسكم إلا بإذني أنا .. وعندما أئذن تكون ممجد عندي يُقال عن القديس العظيم أبو مقار عندما كان يقف للصلاة يرفع يده عالياً وهذا يُزعج الشيطان جداً .. فحاول أن يعطيه إحساس أن يده ثقيلة جداً حتى يُنزلها ويأتي له بأصوات مزعجة .. يحاول يثنيه عن هذه العادة .. ولكن القديس أبو مقار يزيد من رفع يده إلى فوق .. يُقال عن عدو الخير أنه أتى بسيف وإندفع إليه حتى يقطع يده وأما أبو مقار ظل رافع يده ولا يخاف .. ونراه يقول له * لو كان سمح لك أن تقطعها فلتقطعها .. وإن لم يسمح لك لا تستطيع هذا * آبائنا الشهداء كان لديهم هذا الإحساس بأن حياتهم ليست في يد السياف .. ومصيره ليس في يد الملك .. ومستقبله مُدبر من عناية الله وإن سمح بالإستشهاد فهو غاية ما اشتهاه أن يكون مع المسيح فذاك أفضل جداً ( في 1 : 23 ) قزمان ودميان أعطوا لنا نماذج عملية لنعيش في وسط المجتمع .. كثيراً ما سمعنا عن قديسين عاشوا في صحاري وقلالي ونسك شديد ويمكن أن نقول أن سيرتهم غير مناسبة لنا لأننا نعيش في وسط الناس .. وأما قزمان ودميان فرفعوا إسم إلههم بمحبتهم وبذلهم ورؤيتهم الواضحة الله يعطينا أن نكون شهود له في كل مكان نُوضع فيه أن يجعل الجميع يمجدوه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين
اتبعنى الجمعة الأولى من شهر هاتور
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلهاآمين .
تقرأ علينا الكنيسة اليوم يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح الأول من (عدد٤٣ : ٥٢) وفيه ربنا يسوع يدعوا نثنائيل، وهنا يقول هكذا أن فيلبس عندما كان ربنا يسوع المسيح يمر فقال له "اتبعني"، وجدنا فيلبس متعلق بصديق له أسمه نثنائيل،فقال بما أنني أتبع يسوع فأنا أريد صديقي أيضاً يتبعه، فصديقه هذا الذي هو نثنائيل،وفيلبس كان متأثر جداً ببطرس واندراوس لأنه كان من نفس بلدتهم التي هي بيت صيدا،فمن الواضح أن فيلبس كان جار لبطرس واندراوس،بطرس واندراوس هم أخوات، فكان جارهم فشاهدهم يسيروا مع ربنا يسوع فأعجب جداً بشخص ربنا يسوع المسيح وبهذه التبعية، فربنا يسوع يعلم الاشتياقات،وجد أن فيلبس يتمنى أن يكون مثل بطرس واندراوس، فقال له هلم ورائي، قال له هذاحسناأنك أنت الذي قلت لي فإنني في الغالب كنت أشعر بالخجل، فعندماقال له اتبعني،وجدناه يريد أن يأخذ صديقه أيضاً الذي هو نثنائيل،فذهب ليقنع نثنائيل فيقول له نحن وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء، من الواضح أنهم متدينين ويعرفون الناموس جيداً، نحن وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء وهو يسوع بن يوسف الذي من الناصرة، نثنائيل لم يكن لديه الحماس الكافي، قال له من الناصرة!،أمن الناصرة يخرج شيء صالح؟!،حيث أن مدينة الناصرة كانت مدينة فقيرة جداً، وسمعتها بسيطة جداً، وربنا يسوع تعمد أن يأتي من بلاد فقيرة لكي يرينا كم هو أفتقد البشرية في ظلامها، في فقرها، في سمعتها الرديئة، فالناصرة هذه بلد سمعتها رديئة، فيقول هكذا قال له فيلبس "تعالى وأنظر"، فيلبس مقتنع، لكن نثنائيل غير مقتنع، قال له تعالى وانظر، ورأى يسوع نثنائيل مقبلاً، من المؤكد أن يسوع يعرف كل الأمور، يعرف أن فيلبس مقتنع ولكن نثنائيل غير مقتنع،يعرف أن نثنائيل غير مقتنع، فيسوع عندما وجد نثنائيل مقبلاً إليه فقال عنه "هوذا إسرائيلي حقا لا غش فيه"،أي أنه يريد أن يقول هذ اليس من السهل أن يقبل،فماذا بعد؟!فقال له نثنائيل من أين عرفتني؟!،أنت من أين عرفت أني إسرائيلي لا غش فيه؟ قال له لا فأنا إذا كنت أعرفك فإنني أعرفك منذ زمن بعيد،فقبل أن دعاك فيلبس وأنا أعرفك،فقال له من أين تعرفني وأنا أول مرة أراك؟ فقال له نثنائيل من أين عرفتني؟!أجابه يسوع وقال له"قبل أن يدعوك فيلبس وأنت تحت شجرة التين رأيتك"،ما هي قصة شجرة التين؟هل يريد أن يقول له أنك قبل أن يحضرك فيلبس كنت تجلس تحت شجرة التين؟!لا فهي لها قصة في حياة نثنائيل لن ينساها أبدا ويسوع ذكروا بها، قصة في طفولته الصغيرة جداً، ما قصة شجرة التين هذه؟! يقولون أن أثناء قتل هيرودس لأطفال بيت لحم كانوا الجنود يدخلوا على البيوت دفعة واحدة ويقتلوا كل الأطفال من سنتين فما دون، فيقولوا أن والدة نثنائيل وقت أن جاءوا ليهجموا على بيتها أخذته مسرعة وخبأته تحت شجرة التين إلى أن ذهبوا الجنود،ودخلوا بحثوا في البيت لديها فلم يجدوا أطفال وعادت مرة ثانية أخذت الولد من تحت شجرة التين،وكلما ينمو الولد يحكوا له ويقولوا أترى شجرة التين هذه أنت اختبأت تحتها وأنت صغير والجنود أتوا ولم يروك،وجيدأنك لم تبكي ويظلوا يقصون له فهو يفهم هذه القصة قصة "شجرة التين"، وجد يسوع يقول له أنا لم أقصد وقتما فيلبس قال لك تعالى لا بل أنا أقصد وقت ماأنت كنت تجلس تحت شجرة التين أنا رأيتك،ما هذا؟! من أين عرفت هذا الكلام؟!، لدرجة أنه بمجرد أن قال له ذلك فقال له "يا معلم أنت هو ابن الله"،أهكذا يكون التحول في لحظة واحدة!، من شخص يقول "أمن الناصرة يخرج شيء صالح "لشخص يقول له"أنت ابن الله"،أنا أريد أن أقول لك أننا نحن الآن لا زلنا في الإصحاح الأول من إنجيل يوحنا،واستعلان لاهوت ربنا يسوع المسيح كان متدرج على مدار حياته، أي أننا لا زلنا في البداية تماماً وهذا يقول له أنت ابن الله،ومن الممكن أن تكون معجزة عرس قانا الجليل لم تحدث بعد،من الممكن أن يكون إقامات الموتى والأشفية بأنواع الأمراض الكثيرة لم تتم بعد،هذا شعر بهذه الدعوة وشعر أنه قائم أمام ابن الله، قال له "يا معلم أنت هو ابن الله أنت هوملك إسرائيل"، قال له أنت تقول ذلك لأني رأيتك تحت شجرة التين، كل هذا الموضوع لأني أخبرتك عن حدث منذ قديم الزمن،أجاب نثنائيل وقال له يا معلم أنت هو ابن الله أنت هوملك إسرائيل،لذلك ربنا يسوع أجابه قائلاً "أنتم من الآن ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن البشر"انتبه أن اعتراف نثنائيل بالإيمان جعل يسوع يقول له كلام ما شكله؟! قال له أنت سترى من الآن السماء مفتوحة، والعلاقة بين السماء والأرض قائمة، وملائكة تصعد وتنزل،وستجدأنهم ينزلون على ابن البشر، ربنا يسوع مشتاق أن يدعو الكل لتبعيته، ولكن هناك اختلاف في الاستعدادات،بطرس واندراوس كانوا يصطادوا بمجرد أن قال لهم هلم ورائي فيقول لك فتركوا شباكهم للوقت وتبعوه،فيلبس كان مشتاق، نثنائيل كان مبتعد، هو يريد هذاويريد هذا ويريد ذلك،ويريد أن يقنع هذا ويريد أن يقنع هذا.كلمة جميلة اليوم يقولها لنا الكتاب يقول لك عندما ذهب يسوع إلى الجليل فوجد فيلبس فقال له يسوع اتبعني، ربنا يسوع ينادي كل واحد فينا يقول له اتبعني، أنا أريدك تسيرخلفي،أريدك أن تكون لي،أريدك أن تكون ملكي،اتبعني تعالى، عندما شخص يفكر في كلمة اتبعني هذه يعني يريد أن يقول له اترك كل شيء، اتبعني، كن معي أنا فقط،المسيح يريد أن يدعونا كلنا لنتبعه،وعندما نتبعه مثلما تقول الكنيسة نقول له "نتبعك يارب بكل قلوبنا"،أتبعه بكل عواطفي، كل مشاعري، كل اهتماماتي، كل مالي يتبعه، اتبعني يقول لك اتبعني تعالى أنا أريدك، لماذا أنت تضيع الوقت؟ تعالى معي،لماذا تضع اهتمامات أخرى في حياتك غيري؟ اتبعني أنا، أنا أريدك تذهب معي أنا، أنت اتبعني، أنت تعالى أريدك،إذا قمت بالنظر للإنسان تجدهناك تبعيات كثيرة في حياته، هناك إنسان حياته كلها تابع ذاته،تابع تفكيره،تابع كرامته، حياته كلها موجهة لذاته ولكرامته، هناك إنسان آخر تابع لشهواته، حياته كلها وذهنه كله واهتماماته كلها منحصر في شهوته، هناك إنسان آخر ذهنه كله واهتماماته كلها منحصرة في المال وجمع المال،اهتمامات، تبعيات، لكن هنا يسوع يقول لك أنا أريدك تكون معي أنا، الذي يتبع ربنا يسوع المسيح ينسى ذاته، يضبط شهواته، يرتفع فوق محبة المال، اتبعني،اتبعني، تعالى،من المؤكد أن هؤلاء الذين تبعوا ربنا يسوع المسيح نسوا العالم، نسوا شهوتهم، نسوا اهتماماتهم المحصورة في الزمن وبدأوا يروا الأبدية، لذلك قال له أنت سوف ترى السماء وترى الملائكة صاعدة ونازلة على ابن البشر، هل هناك منظر أجمل من ذلك؟!،مشاهد تأخذ قلبك، مناظر تبدل اهتماماتك،ما الذي يجعل الإنسان تبعيته لربنا يسوع المسيح ضعيفة أو محصورة أو مهزوزة أو مؤجلة؟أنه لايعرف من يتبع،لا يعرف ماذا سيأخذ من تبعيته؟،لا يعرف ماذايحدث له؟،الذي يحدث لك أنك أنت سوف تتبدل بالكمال،الذي يحدث لك أنك لن تكون أنت،تصبح شخص آخر، نثنائيل قبل يسوع يختلف عن نثنائيل بعد يسوع، فيلبس قبل يسوع يختلف عن فيلبس بعد يسوع،بطرس واندراوس قبل غير بعد، أنا وأنت وكل شخص فينا ربنا يسوع المسيح يريد أن يدعونا نفس الدعوة، أنت قبل شخص وبعد شخص آخر تماماً.
لذلك يقول لك اتبعني،اتبعني،القديس أوغسطينوس كان يناجي الله ويقول له "إن من يقتفي أثارك لن يضل قط"،الذي يسير خلفك هذا لن يضيع،الذي يتبعك، من يقتفي أثارك لن يضل قط، ومن امتلكك شبعت كل رغباته،الذي أخذك كل الأشياء سقطت من داخله،إنسانه القديم تبدل، شخصه القديم تغير، من امتلكك شبعت كل رغباته،الذي أخذ المسيح أخذ كل شيء،والذي افتقر من المسيح افتقر من كل شيء، لذلك يقول له اتبعني،عندما تجلس اليوم وتسأل نفسك سؤال بسيط وهو أنا من أتبع؟، أي فرد في العمل يتبع مدير العمل،يتبع سياسة العمل، توجيهات العمل، أي فرد يعيش في بلد يخضع لقانون البلد،أي شخص يسير في الشارع بسيارة يتبع قانون المرور الذي يخص السيارة، يقول له هذا الشارع اتجاه واحد من اليمين إلى اليسار أو من اليسار إلى اليمين فيتبع، أنا من أتبع؟أنا تابع لمن؟يقول لك أنت مسيحي منذ يوم عمادك وأنت دشنت فأنت رشمت بالميرون، فأنت صرت في ملكية المسيح،فهل أنا أسلك حسب ذلك بالفعل؟، هل أنا بالفعل تابع له؟،بمعنى أنني أخضع إلى قانونه، يعمل في القانون الإلهي وأخضع لروحه القدوس العامل في،والساكن في، وأنا أسلك بوصاياه، وأنا أسلك بحياته،اتبعني،من أتبع أنا؟.
ذات مرة قرأت مقال يقول: هل نحن مسيحيون، هل نحنب الحق مسيحيين؟ نقول له نعم، يقول لك إذن تعالى لنرى هل تسير بهذه الوصية ....،....،....، وهل تفعل ذلك؟،وماذا بعد ذلك؟،في النهاية يقول لك لا أنت تحتاج أن تكون مسيحي من جديد،هل أنا مسيحي؟!،هل أنا أتبع المسيح؟ أم أني أتبع عقلي، شهواتي، المال، العالم،استهتار،استخفاف،أصنع لنفسي حياة، تابع لنفسي،يقول لك لا اتبعني، أنا أريدك أنت، أنا أريدك أنت، أنا أريد أن ما بداخلك هذا يحدث فيه تغيير من جذوره،هل تعطيني وقت أم لا؟، أنت تقول أنك تتبعني وتحسب علي الدقائق!.
لذلك أحد الآباء يقول لك تدعوني أبا ولا تطيعوني، تدعونني سيدا ولا تكرموني،تدعونني معلما ولا تسمعوني،بمعنى أنه من جهة الدعوة فالدعوة جميلة، أما من جهة أنك تقول أني معلم فحسنا ذلك لكن اسمعني، تقول سيد إذن اكرمني، تقول أب إذن أطعني،اتبعني فيكون تتبعني،مسيحي تكون مسيحي، لذلك ياأحبائي كلمة اتبعني هذه كلمة لابد أن تدخل داخلنا ونراجع أنفسنا في ضوئها، معلمنا بولس الرسول يقول لك "حاذين أرجلكم لاستعداد إنجيل السلام"،أي تسير بحسب الوصية، حاذيب معنى وازي،بمعنى اذهب خلفها،حاذين أرجلكم لاستعداد إنجيل السلام، هل أنا أسلك بالوصية؟عندما يأتي يسوع يقول لك اتبعني تقول له فما هو المطلوب مني؟ يقولك أمرين مهمين جداً :
١- تتبع وصاياي.
٢- تتبع شخصي .
١- تتبع وصاياي :
في كل مرة أنت تريد أن تعرف فيها هل أنت تسلك بطريقة صحيحة أم خاطئة اسأل آية، اسأل نفسك، لدرجة الآباء القديسين يقولون لك أن أي عمل لك لا تستدل عليه من الكتاب المقدس يكون خطأ، لا تعمل عملا إلا ويكون لك عليه دليلاً من الكتاب، شخص يذاكر أقول لك هو له دليل من الكتاب أنه يكون أمين في عمله،شخص يعمل أقول هذا جيد فهو يتعب في عمله أقول لك مثلما قال لك الكتاب "بعرق جبينك تأكل خبزك"، لاتتضايق،شخص يسامح أقول لك الإنجيل قال سامح،وبفرض أن شخص قال كلمة خطأ أقول لك الإنجيل قال "لا تخرج كلمة رديئة من أفواهكم"،لكن افترض أن شخص طامع، شخص أحب العالم،شخص استعبد للشهوة،.... إلخ،ستجد الإنجيل هو الذي يرد عليك، لا تعمل عملا إلا ويكون لك عليه دليل من الكتاب المقدس، "حاذين أرجلكم لاستعداد إنجيل السلام"، وقتهاعندما يقول لك أتبعني تكون أنت بالفعل تتبعه، لأنه قال"بهذا يعرف العالم أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضكم نحو بعض"،لكن كيف نعرف؟! قال لك إذا أنت نفذت وصيتي،هذا معنى أنا أتبعه،وعندما تتبعه وتتبع الوصية تشعر أن الوصية هي قانون واجبة التنفيذ، ليست تحت بند النقاش، لا،لا يوجد شخص يقف في محكمة يناقش قانون، لا بل القانون قانون، هو يحاول يقيس نفسه على القانون، ويحاول إلى حد ما يبرر لنفسه أنه فعل ذلك لكي يخفف الحكم، لكن القانون قانون، يسري عليك ويسري على غيرك، الإنجيل قانون،ماذاأيضاً لكي أتبعه؟أقول لك:
٢ـ تتبع حياته :
تتبع حياته يقول لك"تاركاً لنا مثالاً لكي نتبع خطواته"، عيش بحسب المسيح، عيش بحسب فكره، عيش بحسب كلامه،عيش بحسب أعماله، أجمل ما في شخص ربنا يسوع المسيح يا أحبائي أنه عندما جاء وتجسد على الأرض عاش كل حياتنا بالضبط، فما من موقف في حياتنا إلا واجتازه، كيف؟! أقول لك كل المواقف التي من الممكن أن نعيشها أو يمكن أن نشكو منها هوعاشها لكنه اختلف في المكان والاسم فقط، على سبيل المثال إذا كان هناك شخص يشكو يقول لك يا أبي الناس من حولنا يكرهوننا، شخص آخر يقول لك العالم ممتلئ بالشر، شخص آخر يقول لك هناك ناس تظلمنا،شخص آخر يقول لك هناك عثرات كثيرة جداً محيطة بنا، أقول لك إذن تعالى لنشاهد ربنا يسوع المسيح عاش نفس الكلام بالضبط أم لا؟،هل هناك ناس تظلمه؟ كثيراً،هل هناك ناس تكرهه؟ كثيراً،وقال لنا تكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمي،وهل هناك عثرات؟ نعم هناك عثرات، هل الشيطان يحاربنا؟! نعم وهو أيضاً تمت محاربته،هل يغوينا بمباهج العالم؟!وهو أيضاً حورب بذلك، هناك أشخاص تخوننا وهو أيضاً تمت خيانته،هناك أشخاص تتآمر علينا وهو أيضاً تآمروا عليه وتشاوروا عليه، هناك أشخاص تحبنا وهو أيضاً هناك ناس أحبوه،تقول لي ولكن الحياة غالية أقول لك هو أيضا عاش هذه الحياة الغالية،عندما أتوا ليطلبوا منه أن يدفع ضريبة رغم أنه كان من المفترض ألا يدفعها لأنه مواطن، الضريبة كانت للغرباء ومع ذلك حسبوه غريب لأنه كانت مواطنته من الممكن أن يكونوا غير قادرين على التأكد منها لأنه كان يتنقل في بلدان كثيرة فعندما كان يتنقل في بلدان كثيرة حسبوه زائر،لم يحسبوه أنه مواطن وهو كان من الممكن أن يعارض ويقول لا أنا ليست علي ضريبة، لكنه عندما جاءت عليه ضريبة قال لمعلمنا بطرس اذهب اصطاد وادفع لنا سويا وستجد في السمكة استارين ادفع عني وعنك، بمعنى أنه قبل الظلم، وقبل أنه يتحمل نفقات ليست واجبة عليه، أي أن كل موقف في حياتنا هو اجتازه، لذلك كلما تشكو من شيء أنظر إليه ستجده اجتازه،عندما يكون شخص منا لديه تجربة شديدة ينظر لها ويقول لك عليه أنه رجل حزن، مختبر وجع،عندما يكون شخص منا متألم من مرض أقول لك أنظر قمة الألم الذي هو احتمله والذي قبله في جسده من أجل أن يعطينا بالألم راحة، وتكون آلامنا شركة آلام مع آلامه،إذن حياته منهج، فعندما يقول لك اتبعني أنا لابد أن أبحث أنا من أتبع بالضبط؟،وماذا اتبع؟، ولكي أتبعه لابد أن أتبع وصاياه،واتبع سيرته،اليوم ربنا يسوع يقول لكل شخص فينا اتبعني،ويجب عليناأيضاً أنا أقول له"أتبعك يا رب أينما تمضي" وأقبل حياتي، وإذا كان هناك أي شيء يجعلني أنظر إلى الوراء فأنت الذي تفطمني منه، وأنت الذي تغير حياتي،وأنت الذي تستأثرن بالكمال، لكي أنسى ما هو وراء وامتد إلى ما هو قدام.ربنا يقبل حياتنا ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائماً أبديا آمين.
غريزة الخوف الجمعة الثانية من شهر بابة
تَقْرَأ الكِنِيسَة فِي هذَا الصَبَاح فَصْل مِنْ إِنْجِيل مُعَلِّمْنَا لُوقَا مِنْ نِهَايِة الأصْحَاح الحَادِي عَشَر وَبِدَايِة الأصْحَاح الثَّانِي عَشَر .. تَعَوَّدَت الكِنِيسَة أنْ تَقْرَأ هذَا الفَصْل فِي تِذْكَار إِسْتِشْهَادٌ الأبَاء القِدِّيسِينْ وَتَقُول ﴿ لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ ﴾ ( لو 12 : 4 ) الخُوف غَرِيزَة فِي الإِنْسَان وَالله سَمَح أنْ يَكُون مِنْ مُكَوِنَات الإِنْسَان الرَّئِيسِيَّة الله أعْطَى لِلإِنْسَان غَرَائِز هَدَفْهَا أنْ يَحْفَظْ الإِنْسَان بِهَا حَيَاتُه .. فَنَجِدٌ أنَّ ضَرُورِيَات الحَيَاة كُلَّهَا مِنْ كَثْرِة مَحَبِّة الله تَكُون مُرْتَبِطَة بِغَرَائِز .. ضَرُورِيَات الحَيَاة وَإِسْتِمْرَارْهَا رَبَطْهَا الله بِغَرِيزَة حَتَّى لاَ يَتَوَقَفْ الأمر عَلَى هَوَى الإِنْسَان فَنَجِدٌ الإِنْسَان كَيْ يَعِيش لاَبُدْ أنْ يَأكُل .. الله رَبَطْ الأكْل بِالغَرِيزَة .. كَيْ يَسْتَمِر الإِنْسَان فِي الحَيَاة لاَبُدْ مِنْ تَنَاسُل وَكَيْ يُوْجَدٌ تَنَاسُل فَلاَبُدْ مِنْ غَرِيزَة .. فَوَضَعَ الله فِي الإِنْسَان الغَرِيزَة لِكَيْ تَكُون مُرْتَبِطَة بِاسْتِمْرَار الحَيَاة وَلِكَيْ يَضْمَنْ إِسْتِمْرَار الحَيَاة رَبَطْ كُلَّ الغَرَائِز بِلَذَّة فَنَجِدٌ الشَّهْوَة قَدْ يَكُون بِهَا لَذَّة .. الأكْل بِهِ لَذَّة .. حَتَّى الخُوف بِهِ لَذَّة .. فَنَجِدٌ البَعْض يَمِيلُون لِمُشَاهَدِة أشْيَاء مُرْعِبَة .. لِمَاذَا ؟ مَا الَّذِي يِجْبِرَك لِتَرَى أشْيَاء مُخِيفَة ؟ أوْ مَا الَّذِي يِجْبِرَك لِتَرْكَبْ قِطَار يَسِير فِي الظَّلاَم أوْ تَدْخُل بِيتْ الرُّعْب ؟ هذِهِ أُمور مُرْتَبِطَة فِي الإِنْسَان بِلَذَّة الله مِنْ كَثْرِة رَحْمِتُه جَعَلَ الغَرَائِز مُرْتَبِطَة بِلَذَّة مِنْ أجْل إِسْتِمْرَار حَيَاة الإِنْسَان .. لكِنْ الإِنْسَان بِهَوَاه الشَّخْصِي وَحُرُوب عَدُو الخِير لَوَّث إِرَادِة الله فِي الإِنْسَان .. وَبَدَلْ أنْ تَكُون هذِهِ عَلاَمَة لإِعْلاَن مَحَبِّة الله فِينَا سِوَاء بِغَرِيزَة أوْ شَهْوَة أوْ أكْل أوْ خُوف دَخَلْ العَدُو وَلَوَّث الخُوف وَالأكْل وَالغَرِيزَة وَبَدَلْ مَا تَكُون عَلاَمِة حُبْ الله صَارَت عَلاَمِة إِنْفِصَال عَنْ الله هُنَا يَقُول الله ﴿ لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ ﴾ .. كَأمر غَرِيزِي طَبِيعِي لِتُحَافِظْ عَلَى حَيَاتَك وَضَعْت لَك الخُوف كَغَرِيزَة كَيْ تُحَافِظْ عَلَى حَيَاتَك وَمُجَرَّدٌ أنْ تَرَى شِئ يُخِيفَك إِهْرَبْ أوْ حَاوِل أنْ لاَ تُوَاجِه المَوْقِفْ .. هذَا شِئ غَرِيزِي طَبِيعِي فِي الإِنْسَان .. قَالَ الله إِلاَّ فِي هذِهِ الأُمور نَعَمْ الغَرِيزَة هِيَ عَلاَمِة مَحَبِّة الله فِي الإِنْسَان مِنْ أجْل الحِفَاظ عَلَى حَيَاتُه .. لكِنْ عِنْدَمَا يَكُون الإِنْسَان يَحْيَا فِي حَالَة رُوحِيَّة مُتَحِد مَعَ الله يَبْدَأ إِحْسَاسُه بِتَمَسُّكُه بِالحَيَاة يَقِلْ وَعِنْدَمَا يُضَحِّي بِتَمَسُّكُه بِالحَيَاة مِنْ هُنَا يَكُون الخُوف مَنْزُوع وَشَهْوِة الأطْعِمَة لاَ تُوْجَدٌ وَشَهْوِة الحَيَاة الجِنْسِيَّة تَكُون غِير مَوْجُودَةٌ .. هذَا جَاءَ مِنْ شَهْوَة أعْلَى رَفَعَتْ الإِنْسَان إِلَى فَوْق رَبَطِتُه بِالأعْلَى جَعَلِتْ الغَرَائِز لاَ تَكُون خَادِمَة لِحِفْظ الحَيَاة عَلَى الأرْض بَلْ خَادِمَة لِحِفْظ الحَيَاة فِي السَّمَاء وَمِنْ هُنَا تَتَحَوَّل الغَرَائِز مِنْ غَرَائِز إِنْسَان يَحْيَا لِلأرْض إِلَى غَرَائِز إِنْسَان يُرِيدْ أنْ يَحْيَا لِلسَّمَاء فَإِنْ كَانِتْ الغَرِيزَة أوْجَدْهَا الله فِي الإِنْسَان لِحِفْظ حَيَاة الإِنْسَان مُرْتَبِطَة بِلَذَّة صَارَتْ هذِهِ الغَرَائِز نَفْسَهَا مُرْتَبِطَة لِحِفْظ الحَيَاة الأبَدِيَّة بِلَذَّة فَصَارَ الصُوم لَذَّة .. وَصَارَتْ الطَّهَارَة لَذَّة .. وَصَارَ الخُوف الَّذِي يُؤدِّي إِلَى مِيرَاث الحَيَاة الأبَدِيَّة لَذَّة لكِنْ لاَ نُسَمِّيه خُوف بَلْ نُطْلِقٌ عَلِيه مَخَافَة .. فَصَارَتْ فِيَّ مَخَافِة الله لَذَّة .. وَصَارَ الصُوم بِهِ لَذَّة .. وَالطَّهَارَة بِهَا لَذَّة .. لكِنْ قَدْ نَقُول أنَّ هذِهِ الأُمور ضِدٌ الطَّبِيعَة .. نَعَمْ هِيَ ضِدٌ الطَّبِيعَة لكِنْ بِحَسَبْ قَوْل الكِتَاب كَمَا قَالَ مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول ﴿ إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ ﴾ ( 2كو 5 : 17) .. بَدَأتْ الدَّوَافِعْ تَتَغَيَّر وَالأهْدَاف تَتَغَيَّر وَيَسْلُك الإِنْسَان بِحَسَبْ الإِنْسَان الجَدِيد .. إِنْسَان الحَيَاة الأبَدِيَّة وَكَمَا يُسَمِّيه الآبَاء ** إِنْسَان الله .. إِنْسَان السَّمَاء *هَلْ هذَا لَيْسَ لَهُ غَرَائِز ؟ لَهُ غَرَائِز لكِنَّهَا مُخْتَلِفَة .. غَرَائِز لَيْسَتْ مِنْ أجْل حِفْظ حَيَاة الإِنْسَان عَلَى الأرْض بَلْ مِنْ أجْل حِفْظ الحَيَاة الأبَدِيَّة وَصَارَتْ مُرْتَبِطَة بِلَذَّة أكْثَر مِنْ لَذِّة حِفْظ الحَيَاة الأرْضِيَّة .. لِذلِك الَّذِي بِهِ رُوح الله يَعْمَل صَارَ هذَا الأمر مُؤشِر أكِيدٌ لأِنَّ إِشْتِيَاقَات الحَيَاة الأبَدِيَّة بَدَأت تَعْمَل دَاخِلُه وَالآبَاء القِدِّيسِينْ كَانُوا يَطْلُبُون مِنْ الله قَائِلِينْ ﴿ أعْطِنَا يَا الله أنْ نُحِبَّك بِقُوِّة أهْوَائْنَا ﴾ وَلِنَرَى قُوِّة الأهْوَاء دَاخِلْ الإِنْسَان وَكَيْفَ تَكُون مُتَسَلِّطَة .. نَفْس الإِحْسَاس الّذِي لأِهْوَاء الإِنْسَان بَلْ وَأعْلَى مِنْهُ تَكُون مَحَبِّة الله .. مِنْ هُنَا تَتَبَدَّل شَهْوِة وَاشْتِيَاقَات الإِنْسَان لِذلِك هُنَا يَقُول لَهُمْ ﴿ لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ ﴾ تَخَيَّل إِثْنِينْ وَاقِفِينْ وَالإِثْنَان لَهُمَا غَرِيزِة الخُوف .. وَاحِدٌ مِنْهُمَا مُحِبْ لِلشَّهْوَة وَالحَيَاة مَدْفُوع بِغَرَائِزُه وَتَحْت وَطْأة الغَرِيزَة مُجَرَّدٌ أنْ يَرَى السَّيَاف وَاقِفْ بِيَدِهِ سِيف تَرَى كِمِيِة الرُعْب الَّتِي تَدْخُلْ قَلْبُه وَتَكُون عِنْدُه حَسْرَة عَلَى حَيَاتُه .. وَهذَا الأمر مُرْتَبِطْ بِغَرَائِزُه لِلحِفَاظْ عَلَى حَيَاتُه وَلاَ نَسْتَطِيعْ أنْ نَلُومُه لأِنَّ هذَا حَال الإِنْسَان الطَّبِيعِي .. وَلكِنْ نَجِدٌ الآخَر مُخْتَلِفْ .. يِكَلِّمَك عَنْ سَرْجِيُوس وَوَاخُس– وَهُمَا لَهُمَا شَأنْ عَظِيمْ حَتَّى أنَّ الَّذِينَ عَذَّبُوهُمَا حَاوَلُوا أنْ يُقْنِعُوهُمَا – يُحْكَى عَنْ سَرْجِيُوس أنَّ الَّذِي كَانَ يُعَذِّبُه كَانَ فِي المَكَان الَّذِي كَانَ فِيهِ بِوَاسِطَة سَرْجِيُوس فَكَانَ فِي خَجَل أنْ يُعَذِّبُه لأِنَّهُ يَشْعُر بِجِمِيلُهٌ عَلِيه وَكَأنَّهُ يُرِيدْ أنْ يَقُول لَهُ أنَا أفَضَّل أنْ أكُون مُقَصِّر وَأقُول لَك إِهْرَب مِنِّي .. المُهِمْ أنْ تَهْرَب أنَا غِير قَادِرٌ أنْ أمُدٌ يَدِي وَأُعَذِّبَك فَأنَا مَدْيُون لَك بِالكَثِير .. وَلكِنْ قَدْ يَكُون سَرْجِيُوس يَرْجُوه كَيْ يَسْتَمِر فِي تَعْذِيبُه .. لِمَاذَا ؟ لأِنَّ عِنْدُه غَرِيزَة لكِنَّهَا تَقَدَّسَتْ وَارْتَفَعَتْ جِدّاً وَصَارَتْ غَرِيزَة فِي الله .. وَصَارَتْ غَرِيزَة لَيْسَتْ مِنْ أجْل حِفْظ الحَيَاة الأرْضِيَّة لكِنَّهَا صَارَتْ خَادِمَة لِلحَيَاة الأبَدِيَّة لِذلِك يَقُول ﴿ بَلْ أُرِيكُمْ مِمَّنْ تَخَافُونَ ﴾ ( لو 12 : 5 ) .. هذَا خُوف جِدِيد .. خُوف الإِنْسَان الرُّوحَانِي الَّذِي عِنْدُه خُوف عَلَى خَلاَص نَفْسُه وَخُوف مِنْ المُعَاشَرَات الرَّدِيئَة وَخُوف مِنْ مَنْظَر رَدِئ .. أوْ إِنُّه يِكُون قَدْ إِسْتَهْتَر بِحَوَاسُه .. عِنْدُه خُوف عَلَى الحَيَاة الأبَدِيَّة مُرْتَبِطْ بِلَذَّة .. جَمِيلٌ الإِنْسَان الَّذِي لاَ يَخَاف مِنْ السِيف لأِنَّ لَذِّة الحَيَاة الأبَدِيَّة أمَامُه لِذَا هُوَ غِير خَائِفْ مِنْ المُوت لأِنَّهُ يَعْلَمْ أنَّ حَيَاة تَنْتَظِرُه .. هذَا جَمَال دَوَافِعْ الإِنْسَان الرُّوحَانِي الَّتِي يَغْلِبْ فِيهَا الإِنْسَان الطَّبِيعِي الَّتِي يَغْلِبْ فِيهَا نَفْسُه .. يَغْلِبْ فِيهَا ضَعَفَاتُه كَثِير مِنْ الآبَاء الشُّهَدَاء كَانُوا يَسْعُون لِلإِسْتِشْهَادٌ وَكَانَ عِنْدَهُمْ لَذِّة الإِسْتِشْهَادٌ وَهذَا لأِنَّ الخُوف الَّذِي دَاخِلُه تَحَوَّل إِلَى مَخَافِة الله فَصَارَ الخُوف الَّذِي دَاخِلُه لَيْسَ غَرِيزَة أرْضِيَّة بَلْ إِنْ صَح التَّعْبِير صَارَ لَدَيْهِ غَرِيزَة رُوحَانِيَّة .. صَارَتْ لَهُ غَرَائِز تَخْدِم أُمور أُخْرَى .. صَارَتْ الغَرِيزَة لَيْسَتْ مَوْضُوعَة فِي الإِنْسَان لِحِفْظ حَيَاة الإِنْسَان مُرْتَبِطَة بِلَذَّة أرْضِيَّة .. بَلْ صَارَتْ مَوْضُوعَة فِي الإِنْسَان مِنْ أجْل حِفْظ حَيَاتُه الأبَدِيَّة مُرْتَبِطَة بِلَذَّة رُوحَانِيَّة لِذلِك الإِنْسَان الرُّوحَانِي عِنْدُه وَقْفِة الصَّلاَة لَذِيذَة وَجَمِيلَةٌ وَإِنْ كَانْ بِهَا تَعَبْ لِلجَسَد .. أيْضاً صُوم يَومَيّ الأرْبَعَاء وَالجُمْعَة يَفْرَح بِهِ وَيَنْتَظِرُه لأِنَّ فِيهِ لَذَّة وَلاَ يَشْعُر بِحِرْمَان .. لِمَاذَا ؟ لأِنَّ الغَرَائِز تَتَبَدَّل وَالإِنْسَان الجَدِيد الَّذِي بِحَسَبْ الرُّوح يُولَدٌ وَيَنْمُو وَصَارَ يَتَذَوَقٌ مَذَاقَة جَدِيدَة لِطَعْم حَيَاة جَدِيدَة فِي الْمَسِيح يَسُوع .. هذِهِ هِيَ بِدَايِة الإِسْتِعْدَادٌ لِلإِسْتِشْهَادٌ .. الإِسْتِشْهَادٌ لَيْسَ لَحْظَة بَلْ حَيَاة .. لَيْسَ مَوْقِفْ بَلْ سُلُوك دَائِمْ .. مِنْ هُنَا الشَّهِيدٌ وَإِنْ كَانِتْ عَنْدُه رَغَبَات حَيَاة أرْضِيَّة إِلاَّ أنَّهَا تَقَدَّسَتْ بِالرُّوح وَارْتَفَعِتْ جِدّاً وَصَارَتْ تَخْدِمٌ أهْدَاف سَمَاوِيَّة قَدْ نَقُول هذَا ضِدٌ طَبِيعِة الإِنْسَان .. نُجِيبْ أنَّ الإِنْسَان يَتَقَدَّس فِي الْمَسِيح .. هَلْ تُصَدِّقٌ أنَّ نَفْس جَسَدَك وَنَفْس غَرَائِزَك تَتَبَدَّل ؟ .. نَعَمْ تَتَبَدَّل .. الله لَمْ يَخْلِقْنَا لِنُسْتَعْبَدٌ لِلغَرَائِز الأرْضِيَّة .. الله خَلَقْنَا مِنْ فَرْطٌ مَحَبِّتُه أعْطَانَا غَرَائِز مِنْ أجْل حِفْظ نُوعْنَا وَالإِبْقَاء عَلَى حَيَاتْنَا .. أعْطَانَا غَرَائِز كَيْ نَعِيش الحَيَاة وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لَنَا الأكْل غَرِيزَة سَتَجِدٌ الكَثِيرُون لاَ يَأكُلُون فَيَضْعَفُون وَيَمْرَضُون وَيَمُوتُون .. لِذلِك مِنْ أجْل مَحَبِّة الله رَبَطْ الأكْل بِلَذَّة .. كذَلِك التَّنَاسُل لَوْ لَمْ يَرْبُطُه الله بِلَذَّة كَانَ الإِنْسَان يَنْقَرِض لِذلِك مِنْ مَحَبِّة الله أعْطَانَا أُمور بِهَا تَعْبِير عَنْ إِرْتِقَاء مَحَبَّة .. عِنْدَمَا يَنْحَرِفْ الإِنْسَان عَنْ هذِهِ الأهْدَاف يَقُول لَهُ الله الَّذِي أعْطَيْتَك إِيَّاه أنْتَ بِهِ تُهِينَنِي .. الّذِي أعْطَيْتُه لَك بِمَحَبِّتِي لَك أنْتَ إِسْتَخْدِمْتُه لإِهَانَتِي .. إِذاً تَسْتَطِيعْ يَارَبَّ أنْ تَسْحَبْهَا مِنْ الإِنْسَان ؟ .. يَقُول لاَ .. أنَا لَذِّتِي فِي الإِنْسَان .. أنَا أحَاوِل أنْ أُقَدِّسُه وَأنَا أجْتَهِدٌ أنْ أجْعَل جَسَدُه مِلْكِي .. أجْعَلُه هَيْكَل لله وَغَرَائِزُه مُنْضَبِطَة .. أنَا مَيِّزْت الإِنْسَان بِأجْمَلٌ نِعْمَة نِعْمِة الحُرِّيَّة .. أنَا خَلَقْت الإِنْسَان عَلَى صُورَتِي وَمَيَّزْتَهُ وَلَنْ أنْدَم عَلَى ذلِك .. لاَبُدْ أنَّ الصُورَة الإِلهِيَّة تَثْبُتْ فِي الإِنْسَان حَتَّى عِنْدَمَا يُمَجِّدْنِي يَسْتَحِقٌ أنْ أُمَجِّدُه كَيْ أقُول لَهُ تَعَالَ وَرِث المُلْك المُعَدُّ لَك مِنْ قَبْل إِنْشَاء العَالَمْ ( مت 25 : 34 ) .. أنْتَ حَقَّقْت صُورْتِي عَلَى الأرْض .. حَقَّقْت هَدَفِي فِيك مِنْ خِلْقِتَك أنْتَ مَجَّدْتِنِي عَلَى الأرْض لِذلِك حَرَصِتْ الكِنِيسَة عَلَى إِبْرَاز آبَائْنَا الشُّهَدَاء كَنَمَاذِج لَنَا صُور عَمَلِيَّة لَنَا عَنْ أُنَاس عَاشُوا فِي أجْوَاء بِهَا تَقْرِيباً نَفْس التَّحَدِيَات الَّتِي تُوَاجِهْنَا .. تَحَدُّوا مُجْتَمَع .. تَحَدُّوا طُغَاة .. تَحَدُّوا ألَمْ .. تَحَدُّوا مُقْتَنَيَات وَغَرَائِز وَغَلَبُوا لأِنَّ بِذْرِة الحَيَاة الأبَدِيَّة وُضِعَتْ فِيهُمْ فَرَوُوهَا وَنَمُّوهَا .. كُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا وُضِعَتْ فِيهِ بِذْرِة الحَيَاة الأبَدِيَّة مِنْ يُوم المَعْمُودِيَّة .. مِنْ يُوم المَعْمُودِيَّة لاَبُدْ أنْ نَرْعَاهَا بِإِجْتِهَادٌ .. القِدِيس أُوغُسْطِينُوس يَقُول ﴿ إِرْعَى مُحِبّاً مَا قَدْ أخَذْتَهُ ﴾ ** إِرْعَى مُحِبّاً ** أي كَمَا تَهْتَمْ بِطِفْل بِحُبْ وَحَنَان وَرِعَايَة الله أعْطَانَا الكَثِير أعْطَانَا رُوحُه القُدُّوس .. أعْطَانَا نَفْسُه كُلَّ يُوم عَلَى المَذْبَح لِلتَّقْدِيس وَالثَبَات وَالنُمُو لَمْ يَمْنَع خِير عَنْ طَالِبيِه .. لَمْ يَدَعْنَا مُعْوَزِينْ شَيْء .. أعْطَانَا بِذَار وَقَالَ هذِهِ البِذَار مِنْ أجْل نُمُو الحَيَاة السَّمَاوِيَّة لِذلِك كَانُوا يَسْعُون لِلإِسْتِشْهَادٌ وَإِنْ كَانُوا فِي مَدِينَة أُخْرَى يَتَقَاطَرُون عَلَى الإِسْتِشْهَادٌ .. لِمَاذَا ؟ .. هُنَاك رَغْبَة جِدِيدَة جَدِّت فِي حَيَاتْهُمْ .. شَهْوِة حَيَاة جِدِيدَة .. حَيَاة أبَدِيَّة لاَ يَسْتَطِيعُوا أنْ يَحْتَمِلُوهَا فَبَحَثُوا عَنْ أمَاكِنْ الإِسْتِشْهَادٌ هُنَاك أبَاء شُهَدَاء كَانُوا يُعْطُون فِضَّة لِضَارِبِيهُمْ بِالسِيف .. القِدِيس بُطْرُس خَاتِمْ الشُّهَدَاء خَافْ السَّيَاف أنْ يَقْطَعْ رَأسُه مِنْ شِدِّة وَقَارُه وَهَيْبَتُه .. كَيْفَ يَخَاف السَّيَاف ؟ .. نَعَمْ الخُوف غَرِيزَة لِحِفْظ النُّوع وَلكِنْ السَّيَاف يُمِيتْ وَلاَ يَمُوت .. الَّذِي يَمُوت لاَ يَخَافْ .. الحَيَاة فِي الْمَسِيح يَسُوع تُحَوِّل الخَائِفْ إِلَى شَهِيدٌ وَالشَّهْوَانِي إِلَى بَتُول .. الحَيَاة فِي الْمَسِيح يَسُوع تُبَدِّل الغَرَائِز وَتَعْلُو بِهَا وَتُقَدِّسْهَا وَتَجْعَلْهَا غَرَائِز لِحِسَاب الْمَسِيح لِذلِك تَقُول لَك الكِنِيسَة ﴿ لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ ﴾ الكِنِيسَة وَضَعِتْ هذِهِ النَّمَاذِج وَتَحْتَفِل بِهَا لِتُغَيِّر أهْدَافْنَا وَتَقُول لَك أنْتَ لاَ تَعِيش لِلأرْض فَقَطْ تَهْتَمْ بِمَا تَأكُلْ وَتَرْتَدِي لاَ نَمِّي إِشْتِيَاقَات الحَيَاة الأبَدِيَّة الَّتِي عِنْدَك تَغَيَّر وَتَقَدَّم وَنَمِّي إِشْتِيَاقَاتَك إِذَا جَاءَ مَوْقِفْ الأنْ لِتُقَدِّم حَيَاتَك لِلْمَسِيح مَاذَا سَتَفْعَل ؟ لَنْ تَسْتَطِيعْ أنْ تَقُول أُقَدِّم حَيَاتِي لِلْمَسِيح فِي لَحْظَة لاَبُدْ أنْ تَكُون مُقَدِّمْهَا كُلَّ يُوم لاَبُدْ أنْ تَكُون لَك وَقْفِة صَلاَة وَإِنْ كَانِتْ مُتْعِبَة لِلجَسَد لاَبُدْ أنْ تَغْلِبْ الجَسَد وَإِنْ كَانْ لَيْسَ لَدَيْكَ وَقْت وَإِنْ كُنْت لاَ تُعْطِي حَتَّى وَلَوْ لَحَظَات لله فَكَيْفَ تُعْطِيه الحَيَاة كُلَّهَا ؟ مِنْ هُنَا نَقُول تُوْجَدٌ حَيَاة أبَدِيَّة بِغَرَائِز رُوحِيَّة مِحْتَاجِينْ أنْ نَحْيَاهَا مِنْ الأنْ لِنَتَهَيَّأ لِمَجْد الحَيَاة الأبَدِيَّة الله يُعْطِينَا أنْ نَسْلُك بِإِسْتِقَامَة فِي الحَيَاة وَأنْ يُصَحِّح أهْدَافْنَا وَيُقَوِّم خَطَوَاتْنَا وَيُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
الراعى الصالح
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان والى دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح فصل من إنجيل معلمنا يوحنا إصحاح ١٠ عن الراعي الصالح، فعندما يكون هناك تذكار بطريرك أو أسقف في الكنيسة، تقرأ علينا الكنيسة فصول تناسب هذا الأمر، فتجد أن الكاثوليكون اليوم عن رسالة معلمنا بطرس يقول لنا "ارعوا رعية الله التي بينكم، وتعهدوها لا بالقهر بل بالاختيار كمثل الله، ولا ببخل بل بنشاط، ل كمن يتسلط على المواريث بل صائرين أمثلة للرعية"، في الحقيقة الكنيسة تعتبر أن كل أسرة كنيسة، وتعتبر أن هذه الكنيسة الصغيرة جزء من الكنيسة الكبيرة، هذه الكنيسة الصغيرة الكنيسة تجعل لها راعي، الراعي هو الأب، وبالطبع الزوجة تكون مشتركة في الرعاية في الأسرة، كم يا أحبائي نحن نشعر أن الكنيسة قائمة على الكنائس الصغيرة، كلما كانت الكنائس الصغيرة في رعاية، في ثبات في الإيمان، في محبة لله، صارت الكنيسة كلها كنيسة في وحدة، في مخافة الله، في ثبات الإيمان، كلنا نحتاج أننا نراجع أنفسنا، ربما يكون الله سمح أن الكنيسة تمر بتجربة، نشكر الله إذا مرت بسلام، لكن الشخص لابد أن يراجع نفسه، ما شكل الكنائس التي في منازلنا؟، ما شكل أسرنا؟، هل أبنائنا ثابتين في الإيمان أم لا؟، هل كل زوج يحب زوجته من قلب طاهر نقي؟، هل كل زوجة مخلصة لزوجها؟، محبة، أمينة له، كل أب وكل أم هدفهم أن يصلوا بأولادهم إلى السماء، ويرعوهم ويثبتوهم في الإيمان، ماذا نفعل بالضبط ونحن نعيش؟، معلمنا بطرس يقول لهم "كونوا متيقظين وأسهروا لأن إبليس عدوكم يجول كأسد زائر يلتمس من يبتلعه، فقاوموه راسخين في الإيمان"، قال لك المشكلة وقال لك العلاج، العلاج جزئين قال جزء في البداية وجزء في النهاية والمشكلة وضعها في المنتصف، فما هو العلاج؟! :
١- كونوا متيقظين واسهروا .
٢- قاوموه راسخين في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تجرى على إخوتكم الذين في العالم .
متيقظين، اسهروا، قاوموه راسخين، ربما يا أحبائي تشعروا أن في هذا الوقت هناك هجوم شديد، ربما يكون انعكاسات لأحداثه، ربما يكون منها السياسية، ربما يكون منها دينية، ربما رد فعل البعض للأشياء الموجودة في الانفتاح على الإنترنت والفضائيات، ربما يكون هناك احداث كثيرة فيها إثارة، فهناك رد فعل، إذن رد الفعل هذا يحتاج أن أكون متيقظ وأحتضن أولادي، وأحافظ على بيتي، وأكون في ثبات في الإيمان، قاوموه راسخين، جميل جداً البيت الذي يكون كنيسة، جميل جداً الذي ثبات البيت في الإيمان يكون شغله الشاغل، جميل جداً الرجل الذي يشعر أن البيت بالنسبة له هو راعي فيه، لا يبحث فيه على مصلحته، وراحته فقط، يأتي ليأكل وينام فقط، لا توجد أمور مطلوبة منه غير ذلك، ويوم أن يتفضل ويفعل أي شيء يكون بالتذمر، والزوجة أيضا أحياناً نجدها تعامل الأولاد بقسوة وتعامل زوجها بجفاء، تفكك، وفي النهاية هناك هجوم، لكن هناك أسد ينتظر أولادنا، وينتظرنا كلنا، الكبير والصغير، والأسد هذا جائع، مفترس، من طبعه الشراسة، فهو يظل يجول يلتمس من يبتلعه، الذي يعرف أن يتصيده سواء كان كبير أو صغير، في ظروف جيدة أو رديئة، غني أو فقير، ثابت في الإيمان أو بعيد عن الإيمان، ما شكله؟ لا يهم، المهم يريد أن يلتمس من يبتلعه، إذن فهذا يحتاج يقظة، كم يا أحبائي عندما نشعر أن هناك شخص ذهب إلى فك هذا الأسد نشعر بالحزن، لذلك علينا أن ننتبه، أعتني به، أحتضنه، أكون حافظاً له، ناصحاً له، أكون صديق له أحيانا يا أحبائي نجد أن بعض الناس في بيوتنا لا يشعرون بالارتياح مع بعضهم البعض، لا يعرفوا أن يتحدثوا بصراحة، كل موقف يكون بالكذب، كل حدث يكون بالمراوغة وعدم الوضوح لأنه لا أحد يود أن يسمع، والذي يسمع لا يريد أن يعالج، وإذا سمع يعتبر الكلام الذي سمعه يريد أن يعالجه بالمشاجرة والمشاكل، هنا معلمنا بطرس قال لك "أنتم أرعوا رعية الله التي بينكم وتعهدوها لا بالقهر"، ليس معنى شخص راعي أنه يثور ويغضب وليس معنى أنه أب هذا البيت يكون قاهر لهذا البيت، أو يكون ديكتاتور في هذا البيت، تكون كلمته فقط، يقول أنا قلت ذلك، لكن دعنا نتحاور، دعنا نتناقش، دعنا نقنع، قال لك لا بالقهر بل بالاختيار كمثل الله، يريد أن يقول لك هل أنت سوف تكون أعظم من الله؟!، ربما عندما يفعل الله شيء ما يفعله بالاختيار، الله يعطي الحرية، الله عندما يريد أن يتحدث معنا فهو يقنعنا، الله عندما يحب أن يفعل شيئاً يقول لك أيضاً أتشاور مع موسى، أتشاور مع إبراهيم، الله، إله الآلهة، كنز الحكمة، يتشاور، وهنا يعود ثانية ويقول لك "ولا كمن يتسلط على المواريث"، أي كأن شخص هذه الأشياء أصبحت ميراثه ومتسلط عليها، وهي ملكه، يقول أنا حر فيها، وأنا أعمل فيها ما أنا أريده، قال لك لا، لا بالقهر ولا كمن يتسلط على المواريث، بل صائرين أمثلة للرعية، بمعنى أن الأب الذي يريد أولاده يثبتوا في الإيمان لابد أنه أيضاً يثبت في الإيمان، الأم التي تريد بيتها يكون بيت كنيسة لابد أن تكون هي أم عابدة، مصلية، تقية، محبة لله، خائفة لله، متضعة، لسانها يخرج كلام بركة، أولادها يشاهدوها ثابتة في المسيح يسوع، ذات مرة أحد الآباء كتب كتاب وقال هل نحن مسيحيون أم نحن مرتدون؟! نحن أحياناً عندما نسمع كلمة أن شخص يترك المسيح تخيفنا جداً وتزعجنا جداً، قال لك دعنا الآن لا نهتم بمن يذهب هذا، لكن نحن هل نحن مسيحيين أم نحن مرتدين عن المسيح؟!، صدقني إذا قمنا بقياس أنفسنا حسب قوانين الكنيسة وبحسب الإنجيل ستجد أن كثير مننا اسمه مسيحي لكنه تارك المسيح، واضع وصايا المسيح خلفه، غير مهتم، غير مكترث، مهما قالت الكنيسة ومهما حذرت، مهما كان هناك خطر، كما أنا، أقول لك انتبه، انتبه لأن هنا الإنجيل يحذرك ويقول لك أنه هناك ذئاب خاطفة، لا تشفق على الرعية، وهنا ربنا يسوع بفمه الطاهر المبارك يحدثك عن الذئب الذي يأتي يخطف الخراف، وحدثك عن السارق، وحدثك عن إلى أي درجة من المفترض أن الراعي يكون راعي صالح كمثال لربنا يسوع المسيح، معلمنا بطرس هنا يكلمك على الأسد الزائر، كم يحتاج الإنسان إلى يقظة؟، كم يحتاج الإنسان ثبات في الإيمان، أجمل ما في البيت أنه تكون هناك وقفة صلاة مع بعضنا البعض، أجمل ما في البيت أن يكون هناك إنجيل مفتوح، نجلس ونقرأ الكتاب المقدس مع بعض، أكلنا كثيراً، شربنا كثيراً، نمنا كثيراً، تنزهنا كثيراً، لم نرى أننا من المفترض أن نفتح الكتاب المقدس في البيت، لا يوجد كلام في المجال الروحي مع أولادنا أبدا، أصبحنا نعتمد علي أن الأولاد تذهب الكنيسة ويذهبون مدارس الأحد فقط، وماذا عن بقية الأسبوع، وماذا عن التيارات الموجودين فيها الأولاد، والمشاكل الشخصية التي تخص الأولاد الذي من الممكن ألا يستطيعوا أن يقولوها في الكنيسة، والظروف الشخصية التي للولد أو للبنت التي يجب أن تكون أنت أكثر شخص على معرفة بها وأنت أكثر من يكون على معرفة بها، هناك نفسية قوية وهناك نفسية ضعيفة، هناك شخص يعرف أن يختار أصدقائه وهناك شخص لا يعرف، وهناك شخص مخدوع، هناك شخص ضعيف، وهناك شخص ثابت، كل هذا الكلام من أين يأتي؟! يأتي من أعيننا نحن التي تراعي خرافنا لذلك قال لك أنه لابد أن تكونوا متيقظين وأسهروا، كن يقظ، كن يقظ داخل قلبك، اجعل داخلك عين تتابع، ترى هل هذا الولد لديه نشاط في حياته الروحية أم لا؟ تجده لا، إذن لماذا؟ لأنه يمر بسن الشباب، إذن ما هي الضغوط التي عليه الآن؟ يقول لك .... ،....،.... إلخ، فنحاول نساعده، لكن بماذا نساعده؟، وماذا عن البنت، ما هي مشكلة البنت؟ البنت مشكلتها أن نفسيتها ضعيفة، مشكلة البنت أنها عاطفية، مشكلة البنت أنها حساسة، أقل كلمة تتعبها، لذلك أقوم بملاحظة هذه البنت هل تحتاج تشجيع؟ والولد يحتاج توجيه، هذه البنت تحتاج لإحساسها بالدفء، إحساسها بأمان، إحساسها بمحبة، هذا احتياج الفتاة، الولد يحتاج أن يشعر أنه هناك توجيه عقلي، يشعر أن هناك احترام لطاقاته، احترام لمواهبه، احترام لاهتماماته، يريد شخص يفهمه، يريد شخص يتواصل معه، ولا نعامل البنت بجفاء، يقول لك علماء النفس أن البنت عندما تتعامل بجفاء كأنك تقتلها، وهذا سر لمشاكل كثيرة جداً عند البنات، الولد عندما لا نحترم مواهبه أو طريقة تفكيره فبذلك زرعت بينك وبينه خصومة، فتجد أن البنت تقتلها، الولد فعلت معه خصومه، ونفس الكلام يحدث بين الزوجة والزوج، فبذلك يشعر كل فرد أن الآخر خصم بالنسبة له، متي نكون متيقظين؟! متي نسهر؟ كيف ننتبه من الذئاب الخاطفة؟ لذلك عندما يأتي الأسد أنا لا أهرب من الأسد أنا من الممكن أذهب للأسد، إذا كان شخص كل حياته متعب، محبط، متضايق، لم يشعر بأمان، لم يشعر بعاطفة، لم يشعر بسلام، الكتاب المقدس فيه كل الغنى، فيه كل السرور، الكنيسة فيها كل العطايا، تحدث مع أولادك، كن على علم أن الله أقامك كراع على هذه الأسرة لكي تهتم بكل احتياجاتها ليس الجسدية فقط بل النفسية والروحية، كيان هذا الإنسان نفس، وجسد، وروح، لا تأخذ الجسد فقط وتقول أنا طوال النهار أعمل لأجلهم، أقول لك عملت من أجل الجسد لكنك لم تعمل من أجل النفس، لم تعمل من أجل الروح، عندما تكون خدمت ثلث الإنسان وخدمت الثلث الضعيف فيه الذي هو الجسد، نحن نريد أن نربي أولادنا لكي نعلمهم كيف يضبطوا أجسادهم ليس كيف يأخذوا احتياجات أجسادهم، لذلك الكنيسة كثيرة الأصوام، وتأتي في الصوم تقول لك لا أنت لابد أن تأخذ فترة انقطاع، وماذا عن الجسد؟! تقول لك لا أنت لابد أن تضبط الجسد، هذه الكنيسة، إذن هل الكنيسة ليس لديها حنان على أولادها، هل الكنيسة غير رحيمة على أولادها، هل الكنيسة ضدنا، بل الكنيسة ترفعنا، تقول لك هذا الجسد لابد أن يحمل إلى فوق، هذا الجسد لابد أن تكون النفس فرحانة، متهللة، والروح متحدة بإلهها، حينئذ الجسد يكون خفيف، الجسد يكون منضبط، الجسد يكون سهل توجيهه، لماذا الغريزة يمكن أن تكون متسلطة؟ لأن الجسد كل طلباته نسجد له، فعندما نلبي كل طلبات الجسد له لا نعرف أبدا نرفض له أي طلب، لذلك هنا معلمنا بطرس يقول لك "كونوا متيقظين وأسهروا لأن ابليس عدوكم يجول كأسد زائر يلتمس من يبتلعه"، تخيل أنت عندما يكون هناك أسد زائر يظل يبحث من الذي نفسه ضعيفة؟، ومن الذي إيمانه ضعيف؟ ومن الذي يحتاج لحنان؟، من الذي يحتاج للمال؟، من يمكن أن يكون سهل أن يتورط؟، من يمكن أن نفعل له فخ نصطاده به؟، أسد زائر يريد أن يلتمس من يبتلعه، تخيل أنك أنت كراعي تارك غنمك لأسد، الراعي وظيفته أنه يرعى، الراعي مسؤوليته أمام الله أن ينتبه على أغنامه، حتي ربنا يسوع المسيح عندما جاء يحدثنا على مثل الراعي الذي كان لديه مائة خروف وهناك خروف فقد منه تجد الكتاب المقدس عجيب يقول لك إن هذا الراعي أضاع خروفاً، فلا ينسب ضياع الخروف للخروف ولكن للراعي، نحن كلنا نقول هذا خروف شقي، هذا خروف رغم أن كل القطيع يسير في هذا الاتجاه لكنه ابتعد، فنظل نتهم الخروف، قال لك لا تتهم الخروف ولكن اتهم الراعي، ربنا يسوع المسيح قال لك أضاع خروفاً وكأنه يريد أن يقول لك هذا الخروف مسؤوليتك أنت أيها الراعي، المفترض أنت الذي كنت تنتبه له، الخروف هو الخروف، مهما كان خروف، فالخروف معروف جداً عنه أن إمكانياته ضعيفة، قدراته الذهنية ضعيفة جداً، الخروف قدرته ضعيفة حتى على الرؤية، يقول لك الخروف تقريباً لا يرى تقريباً، أي أنه أعمى، فكون أنك تعتقد أن الخروف يسير ويرى من حوله لا فهو يكون داخل على منطقة خطر وتجده أيضاً مستمر، ويأتي الراعي ينتبه له ويمسك بالعصا ويوجهه، خروف! لذلك نحن لابد أن نفهم أن وظيفتي كراعي، أنني أوجه، أنني أحتضن، أحب، وإذا استخدمت العصا مرة لابد أنني أستخدم التوجيه مرات ومرات، كونوا متيقظين واسهروا لأن إبليس عدوكم يجول كأسد زائر يلتمس من يبتلعه، قاوموه راسخين في الإيمان، لابد أن نرسخ في الإيمان، تخيل أنت إذا أحد سأل أولادنا سؤال في الكتاب المقدس أو في عقيدة كنيسته لابد أن يكون راسخ في الإيمان، أنا لم أقول لك ذلك لكي يجيب، لكن على الأقل يكون راسخ في داخله في إيمانه، إذن ماذا يريد هذا الكلام؟ يريد معرفة، يريد اهتمام، يريد توجيه، عندما تقرأ أنت كتاب وأعجبك تعطيه لابنك ليقرأه، تقرأ أجزاء منه قد أعجبتك مع البيت، كل هذا الكلام لا يكن في اهتماماتنا، ليس في خريطتنا اليومية، وتسألني على الوقت أقول لك راجع نفسك ستجد هناك وقت يهدر أمام تلفاز، ستجد هناك وقت يهدر مع مجلات ومع جرائد يمكن أن تكون غير مفيدة بالمرة، اجعل وقت لبيتك، اعتني بكل أحد، كن راعي صالح، كن راعي محتضن، كن راعي يقظ، كن راعي مهتم ربنا يسوع المسيح الراعي الصالح لأنفسنا يرعانا جميعاً، ويجعلنا جميعاً نتعلم منه الرعاية لأنه يرعانا، قبل أن نوجد يرعانا، وإلى الآن يرعانا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائماً أبديا آمين .