العظات
دراسة فى سفرصموئيل الاول ج2
الإِصحاح الثانِى :-
[ فَصَلَّتْ حَنَّةُ وَقَالَتْ فَرِحَ قَلْبِي بِالرَّبِّ إِرْتَفَعَ قَرْنِي بِالرَّبِّ إِتَّسَعَ فَمِي عَلَى أَعْدَائِي] ، النَفْسَ أمام أعمال الله العظِيمة لاَ تملُك إِلاّ التسبِيح عِندما نأخُذ عطيَّة مِنْ الله تجِد مشاعِرها مُتأجِجة بِالحُبّ وَتتزاحم الكلِمات داخِلها لِذا كنِيستنا كنِيسة تسبِيح وَكُلّ نَفْسَ أمِينة ذاقت محبِّة الله لاَ تملُك إِلاّ التسبِيح وَالحمد لله ، وَالله يتلذّذ بِسماع التسابِيح نحنُ فُقراء فِى التسبِيح لله فَمَنَ مِنّا يقِف فِى الصلاة وَيقُول لهُ " أنت ضابِط الكُلّ أنت قدُّوس إِله الآلِهة إِلة عظِيم عجِيب فِى أفعالك وَأفكارك أنت الحافِظ عهده وَمراحِمه وَ" ، الله يُحِب سماع هذِهِ الصلوات ، لِذلِكَ دائِماً الأعمال العظِيمة فِى الكِتاب كان نتيجتها تسبِيح لاَ يُمكِن أنْ يشُق الله البحر الأحمر وَ لاَ تمسِك مريم النبيَّة الدُّف وَتُسّبِحه مَعَ الشَّعب وَتقُول [ سَبِّحوا الرَّبِّ لأِنّهُ بِالمجدِ قَدْ تمجّد ] ، نقُول لله نُرِيد أنْ نُعّبِر لَكَ عَنْ عظِيم أعمالك وَمجدك بِالتسبِيح أيضاً دبوَّرة القاضية وَالنبيَّة عِندما إِنتصرت على سِيسرا سبّحت العذراء مريم سبَّحت وَالثلاث فِتية سبّحوا الله النَفْسَ الأمِينة لابُد لها أنْ تُترجِم مشاعِرها لِتسبِيح ، لابُد أنْ نُسّبِح وَنشكُر الله فِى كُلّ صلاة الله يعلم أنّهُ قُدُّوس وَتخدِمهُ الملائِكة وَأنّهُ ضابِط الكُلّ وَلكِنّهُ يُحِبُّ أنْ يسمع كُلّ هذا مِنْ أولاده ، إِنَّهُمْ يتغنّون بِصِفاته ليس لِعجزه أوْ نقصه بَلْ لِيشعُر أنَّنا نُقِرُ بِحمدِهِ وَقداستهِ فَنَقُول لهُ أنت قُدُّوس الله قُدُّوس القوِى حَنَّة تقُول لهُ إِرتفع قرنِى لابُد أنْ تشعُر بِقوَّة الله فِى حياتك وَأنَّها سِر فرحك نحنُ محرُسون بِقوَّة الله فَلاَبُد أنْ نشعُر بِعظمتهِ أحياناً نشعُر أنّ الله فِى حياتنا باهِت بينما العذراء تقُول [صَنَعَ بِي عظائِمَ ] ( لو 1 : 49 ) [ لَيْسَ قُدُّوسٌ مِثْلَ الرَّبِّ لأِنَّهُ لَيْسَ غَيْرَكَ وَلَيْسَ صَخْرَةٌ مِثْلَ إِلهِنَا ] ، كُلّ الأمور تتغيّر لكِنْ الصخرة لاَ تتغيّر المشاعِر تتغيّرالبِلاد تتغيّرلكِنْ الله لاَ يتغيّر هُوَ صخرة لاَ يتغيّر إِتجاهنا وَنشعُر دائِماً أنَّنا مُطمئنِين فِى حياتنا لأِنَّنا مُتكِلِين عليه هُوَ صخرِتنا [ لاَ تُكَثِّرُوا الْكَلاَمَ الْعَالِي الْمُسْتَعْلِيَ وَلِْتَبْرَحْ وَقَاحَةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ ] ، كفاكُم كلام لاَ يلِيق بَلْ لِيكُن كلامكُم يلِيق بِعظمِة الله [ لأِنَّ الرَّبَّ إِلهٌ عَلِيمٌ0 وَبِهِ تُوزَنُ الأعْمَالُ ] ، النَفْسَ الَّتِى تتكلّم بِكلام الرُّوح تأخُذ لِسان تسبِيح هذِهِ هى مدرسة الرُّوح التُهمة الَّتِى أُتُهِم بِها السيِّد المسِيح هى أنّهُ لَمْ يتعلّم فَكيف يتكلّم بِهذا الكلام أليس هُوَ إِبن النَّجار ؟ لكِنّهُ أجابهُمْ إِنّهُ تعلّم مِنْ أبيه السَّماوِى بِهِ تُوزِن الأعمال لأِنّ مِيزان الله غير مِيزان البشرمُمكِن النَّاس تقُول إِنِّى تقِى لكِنْ الله يعلم القلب النَفْسَ الَّتِى تتحِد بِالله تشعُر أنّ الله هُوَ الَّذِى يُقِيمُها لِذا تُرضِى الله فقط فَلاَ تُقِيم أحد لأِنّهُ هُوَ إِله علِيم بِهِ تُوزن الأعمال [ الشَّبَاعَى آجَرُوا أَنْفُسَهُمْ بِالْخُبْزِ وَالْجِيَاعُ كَفُّوا ] ، الشَّباعى جاعُوا فَعملوا لِكى يأكُلوا ، وَالَّذِين كانُوا جِياع إِكتفوا حَنَّة كانت جائِعة لكِنّها شبعت وَإِكتفت بِالثمر[ حَتَّى أنَّ الْعَاقِرَ وَلَدَتْ سَبْعَةً وَكَثِيرَةَ الْبَنِينَ ذَبُلَتْ ] ، حَنَّة لَمْ يكُن عِندها سبعة بنِين لكِنْ رقم سبعة فِى الكِتاب يرمُز لِلكمال وَكأنَّها نالت مِنْ الرّبّ كمال الثمر لِذا تقُول[ يُقِيمُ الْمِسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ يَرْفَعُ الْفَقِيرَ مِنَ الْمَزْبَُلَةِ لِلْجُلُوسِ مَعَ الشُّرَفَاءِ وَيُمَلّكٌهُمْ كُرْسِيَّ الْمَجْدِ لأِنَّ لِلرَّبِّ أَعْمِدَةَ الأَرْضِ وَقَدْ وَضَعَ عَلَيْهَا الْمَسْكُونَةَ ] ،حَنَّة تُعلِن قُدرة الله وَرِعايتهُ لنا كلِمات فائِقة الأسرارالنَفْسَ الَّتِى تُحِبُّ الله ينفك لِسانها مِنْ عُقدة صمتِهِ صعب أنَّنا نقِف أمام الله وَ لاَ نعرِف ماذا نقُول لهُ لأِنّ قلوبنا لَمْ تتعوّد الرفع وَلِسانُنا لَمْ يتدرّب الحدِيث مَعَ الله لَوْ درّبنا قلوبنا وَلِسانُنا لاَ يُمكِن أنْ نقِف فِى حضرتِهِ صامِتين حَنَّة كانت إِنسانة تسبِيح لِذلِكَ هذِهِ الصلاة هى عيِّنة فقط ممّا فِى قلبِها [ وَذَهَبَ أَلْقَانَةُ إِلَى الرَّامَةِ إِلَى بَيْتِهِ ] ، رجِع ألقانة إِلَى بيتِهِ فِى الرِّامة بِدُون صموئِيل الطِفل الَّذِى كان عُمره وقتها سنتان [ وَكَانَ الصَّبِيُّ يَخْدِمُ الرَّبَّ أمَامَ عَالِي الْكَاهِنِ وَكَانَ بَنُو عَالِي بَنِي بَلِيَّعَالَ لَمْ يَعْرِفُوا الرَّبَّ ] ، هُنا الإِنجِيل يُقِيمُ مُقارنة صموئِيل الطِفل وَأولاد عالِى الكاهِن العتِيق الَّذِين كانُوا أشرار كانُوا بنو بلِيعال رغم أنّهُمْ أولاد كاهِن لكِنْ الشَّر كان مُتأصِل فِيهُمْ أحياناً الإِنسان يملُك عليه الشَّر وَ لاَ توجد مؤثِرات تُؤّثِر عليه رغم أنّ عالِى كان تقِى وَقديس لكِنْ كان لهُ خطيَّة وَهى أنّهُ لَمْ يُرّبِى أولاده فِى خُوف الله وَلَمْ يكُنْ يُنذِرهُمْ كان الصبِى صموئِيل يخدِم الرَّبّ بينما أولاد عالِى فِى شرٍ عظِيم رغم أنّهُمْ فِى الكهنُوت لكِنّهُم كانُوا مُخالِفين لِشريعة الكهنُوت وَكانُوا يعملون الخطيَّة مَعَ النِساء فِى الخيمة وَيُقّسِمُون الذبِيحة بِحسب هواهُمْ وَليس بِحسب الشريعة لأِنّ النَفْسَ عِندما يملُك عليها الفساد لاَ تحترِم المُقدّسات ، وَأحياناً نحنُ نشعُر داخِلنا بِذلِكَ وقارنا لِلمذبح يقِل وَلِلذبِيحة يقِل ، بينما النَفْسَ الَّتِى بِها مخافة الله تدخُل الكنِيسة بِفرح تترنّم بِالمزامِيرالنَفْسَ البعِيدة عَنَ الله تدخُل الكنِيسة بِإِستهتار [ وَكَانَ صَمُوئِيلُ يَخْدُمُ أمَامَ الرَّبِّ وَهُوَ صَبِيٌّ مُتَمَنْطِقٌ بِأَفُودٍ مِنْ كَتَّانٍ ] ،مخافة الله كانت أمان عينىّ الطِفل وَالكِتان إِشارة إِلَى البِرّ [ وَعَمِلَتْ لَهُ أُمُّهُ جُبَّةً صَغِيرَةً وَأَصْعَدَتْهَا لَهُ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ عَُِنْدَ صُعُودِهَا مَعَْ رَجُلِهَا لِذَبْحِ الذَّبِيَحةِ ] ، حَنَّة مُعتادة أنْ تصعد كُلّ سنة لِتُقّدِم ذبِيحة فَكانت تأخُذ معها لِصموئِيل جُبَّة صغِيرة جدِيدة كتجدِيد عهد نذرها لأِبنها لأِنَّها قدّمتهُ بِلاَ ندامة وَكأنَّها تقُول لهُ إِثبت على ما أنت فِيه وَكُنْ فَرِحاً كما أنا فَرِحة ،[ المُعطِي المسرُور يُحِبُّهُ اللهُ ] ( 2 كو 9 : 7 ) ، أجمل شيء أنْ نُعطِى لله أمور غالية فِى حياتنا كما قدّم أبونا إِبراهِيم إِسحق إِبنهُ يقُول القدِيسُون [ كُلٍّ مِنّا لهُ إِسحق فَقّدِم لهُ إِسحاقك ] ، وَبِالنسبة لِحَنَّة الله يقُول أنا أُرِيد صموئِيل أُرِيد البكرِى لِماذا ؟ لأِنّهُ أوَّل فرحة لها[ وَبَارَكَ عَالِي أَلْقَانَةَ وَإِمْرَأَتَهُ وَقَالَ يَجْعَلْ لَكَ الرَّبُّ نَسْلاً مِنْ هذِهِ الْمَرْأَةِ بَدَلَ الْعَارِيَّةِ الَّتِي أَعَارَتْ لِلرَّبِّ وَذَهبَا إِلَى مَكَانِهِمَا ] ، نالا البركة عِوض ما أعطتهُ لله [ وَشَاخَ عَالِي جِدّاً وَسَمِعَ بِكُلِّ مَاعَمِلَهُ بَنُوهُ بِجَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَبِأَنَّهُمْ كَانُوا يُضَاجِعُونَ النِّسَاءَ ] ، عرف عالِى الكاهِن تفاصِيل خطايا بنُوه [ فَقَالَ لَهُمْ لِمَاذَا تَعْمَلُونَ مِثْلَ هذِهِ الأُمُورِ لأِنِّي أَسْمَعْ بِأُمُورِكُمُ الْخَبِيثَةِ مِنْ جَمِيعِ هذَا الشَّعْبِ لاَ يَا بَنِيَّ لأِنّهُ لَيْسَ حَسَناً الْخَبَرُ الَّذِي أَسْمَعٌ تَجْعَلُونَ شَعْبَ الرَّبِّ يَتَعَدَّوْنَ ] ، توبِيخ بِرخاوه لاَ يا أولادِى لابُد أنْ نعرِف متى نُوّبِخ وَمتى نُدّلِل وَلابُد أنْ يكُون لنا حِكمة لِنعرِف كيف نتصرّف وَمتى فَلاَ تستعجِب الرّبّ الرقِيق وَبِيدِه سُوط يطرُد الباعة مِنْ الهيكل بينما فِى حنان يقِف مَعْ المرأة المُمسكة فِى ذات الفِعل وَيقُول لِليهُود مَنَ مِنكُم بِلاَ خطيَّة فَليرمِها بِحجرأراد أنْ يقُول لهُمْ دعوا الدينونة لِلديَّان ثُمّ يُنذِرُها وَيقُول لها أما دانِك أحد وَأنا لاَ أُدِينك لاَ تعودِى لِلخطيَّة مرَّة أُخرى نراه أيضاً حنُون مَعَ بُطرُس الرسُول عِندما أنكرهُ لكِنّهُ شدِيد مَعْ الكتبة وَالفرّيسيُون وَكأنّهُ راصِد لِكُلّ تصرُّفاتهُمْ وَيُعطِيهُمْ الويل غضب الله مِنْ عالِى الكاهِن بِسبب أولاده بينما الطِفل صموئِيل[ وَأَمَّا الصَّبِيُّ صَمُوئِيلُ فَتَزَايَدَ نُمُوَّاً وَصَلاَحاً لَدَى الرَّبِّ وَالنَّاسِ أَيْضاً ] ، تزايد فِى النِعمة فِى عينىّ الله وَالنَّاس وَهُنا لمحة عَنْ المسِيح فَقَدَ قِيل عنهُ نَفْسَ الكلِمات فِى إِنجِيل لُوقا الإِنجِيليين مُشّبعِين بِالعهد القدِيم فِى الفترة ما قبل صموئِيل النبِى كان يوجد أنبياء لكِنّهُمْ ليسوا بِصِفة رسميَّة أمام الشَّعب فَكان الله يُعيِّن أُناس أتقياء مِنْ الشَّعب يكُونوا لِسانه فِى وسط الشَّعب وَيُطلق عليهُمْ رِجال الله فِى هذِهِ الفِترة ذهب رجُل الله لِعالِى الكاهِن وَقال لهُ الله يقُول لَكَ أولادك دنّسوا هيكلِى وَأنت فضّلت أولادك عنِى لكِن إِحذر [فَوْقَ العالِي عَالِياً] ( جا 5 : 8 ) ، أنت هكذا تأخُذ حقِّى [ لِذلِكَ يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ إِنِّي قُلْتُ إِنَّ بَيْتَكَ وَبَيْتَ أَبِيكَ يَسِيرُونَ أَمَامِي إِلَى الأبَدِ وَالآنَ يَقُولُ الرَّبُّ حَاشَا لِي فَإِنِّي أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي وَالَّذِينَ يَحْتَقِرُونَنِي يَصْغَرُونَ ] ، الَّذِين يُكرِموننِى أُكرِمهُمْ وَالَّذِين يحتقروننِى يصغُرُون كلِمة " إِحتقار " كلِمة صعبة وَالله يستعمِلها كثِيراً فِى الخطيَّة وَكأنَّها إِحتقار لله قالها لِداوُد عِندما سقط وَأخطأ قال لهُ أنت إِحتقرتنِى أيضاً يقُول لِعالِى الكاهِن أولادك لَمْ يعمِلُوا الخطيَّة فِى الشَّعب بَلْ هُمْ إِحتقروننِى هل أنا أُكرِم الله فِى بيتِى وَأولادِى وَأُعلّمِهُمْ الصلاة وَالتسبِيح أم كُلّ همِّى هُوَ أكلهُمْ وَشُربُهُمْ ؟ الأكل وَالشُرب مُمكِن أىّ شخص يُعطِيه لهُمْ لكِنَّكَ أب أوْ أُم مسئول أمام الله عَنْ أولادك رُوحياً [ هُوَذَا تَأْتِي أَيَّامٌ أَقْطَعُ فِيهَا ذِرَاعَكَ وَذِرَاعَ بَيْتِ أَبِيكَ حَتَّى لاَ يَكُونَ شَيْخٌ فِي بَيْتِكَ وَتَرَى ضِيقَ الْمَسْكَنِ فِي كُلِّ مَا يُحْسَنُ بِهِ إِلَى إِسْرَائِيلَ وَ لاَ يَكُونُ شَيْخٌ فِي بَيْتِكَ كُلَّ الأْيَّامِ ] ، بِالفِعل أولاد عالِى كُلّهُمْ كانُوا مُجتمِعِين فِى مكان وَهُمْ شُبَّان وَهاج شاوُل الملِك على داوُد النبِى وَقِيل لهُ أنّ داوُد مُختبِىء عِندهُمْ فَذَهب هُناك وَقتلهُمْ لكِنْ أصعب شيئ على الراعِى هُوَ ضِيق المسكن كان بطريرك أيَّامه بِها ضِيقات فَطلب مِنْ الله أنْ يأخُذ نَفْسَه ضِيق المسكن هُوَ أنّ أولاد الله يتركوه وَتصِير الكنِيسة بِلاَ مؤمِنين ، هذا هُوَ ضِيق المسكن وَهُو مُر على الراعِى [ وَجَمِيعُ ذُرّيَّةِ بَيْتِكَ يَمُوتُونَ شُبَّاناً ] [ وَأُقِيمُ لِنَفْسِي كَاهِناً أَمِيناً يَعْمَلُ حَسَبَ مَا بِقَلْبِي وَنَفْسِي ] ، هذِهِ إِشارة لِلمسِيح وَفِى نَفْسَ الوقت إِشارة لإِحلال الكهنُوت[ وَأَبْنِي لَهُ بَيْتاً أَمِيناً فَيَسِيرُ أمَامَ مَسِيحِي كُلَّ الأيَّامِ ] ، هذِهِ مملكِة داوُد هُوَ الَّذِى يُقّدِس الشَّعب وَيُنادِى بِملكُوتِى وَيُمّهِد الطرِيق لِى أنا " مسيِحِي " كانت كلِمة غرِيبة على مسامِع النَّاس فِى ذلِكَ الوقت وَالكنِيسة الآن تقرأ المزمُور قبل الإِنجِيل وَكأنّ داوُد يُعِد الطرِيق أمام المسِيح 0
الإِصحاح الثالِث :-
[ وَكَانَ الصَّبِيُّ صَمُوئِيلُ يَخْدُِمُ الرَّبَّ أمَامَ عَالِي0 وَكَانَتَ كَلِمَةُ الرَّبِّ عَزِيزَةً فِى تِلْكَ الأْيَّامِ ] ، الله عِندما يجِد الشَّرُور كثِيرة يُعّزِز نَفْسَه وَقلبهُ ينكسِر وَ لاَ يُنادِى كثِيراً حتَّى لاَ يجرحُوا قلبه وَتكُون دينونتهُمْ أكبر عِندما تكُون النَفْسَ مُنغمِسة فِى الشَّرُور يكُون الإِنجِيل أمامها مفتُوح وَلكِنَّها لاَ تفهم لأِنّ كلِمة الله عزِيزة ، بينما لَوْ عاشت النَفْسَ حياة توبة تجِد كلِمة الله سخيَّة [ وَكَانَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ إِذْ كَانَ عَالِي مُضْطَجِعاً فِي مَكَانِهِ وَعَيْنَاه إِبْتَدَأَتَا تَضْعَفَانِ لَمْ يَقْدِرْ أنْ يُبْصِرَ وَقَبْلَ أنْ يَنْطَفِىءَ سِرَاجُ اللهِ وَصَمُوئِيلُ مُضْطَجِعٌِ فِي هَيَكَلِ الرَّبِّ الَّذِي فِيهِ تَابُوتُ اللهِ ] ، مكان عالِى الكاهِن تقرِيباً الحُجرة الَّتِى بِجانِب صموئِيل وَلكِنّهُ لَمْ يقُل مكانه قُرب تابُوت الله بينما قِيل عَنْ مكان صموئِيل فِى هيكل الرَّبّ أمام تابُوت الله رغم أنّ الإِثنان فِى الهيكل إِذن هُوَ تكلّم عَنْ القلب قلب صموئِيل غير قلب عالِى رغم أنّ الإِثنان بِجانِب بعضِهِما أىّ مُمكِن تكُون فِى عملك لكِنَّك أمام هيكل الله بِالقلب ، وَمُمكِن تكُون فِى الكنِيسة لكِنْ قلبك بعِيد عَنْ الله هى حالِة قلب وَالآباء القدِيسُون يقُولُون[ أنّ العالم كُلّه يُصبِح كنِيسة لِلقلب الخائِف الله ] الله دعا صموئِيل وَهُوَ طِفل فِى عُمر إِثنى عشر سنة أوْ أقل فَلَم يستطع أنْ يُمّيِزُ الصُوت وَكان الطِفل لهُ فِى الهيكل حوالِى عشر سنوات عِندما سمِع الصُوت يُناديه ذهب إِلَى عالِى الكاهِن وَسألهُ هل طلبتنِى ؟ أجابهُ عالِى بِالنفى وَتكرّر النِداء ثلاث مرّات وَفِى كُلّ مرّة يذهب لِعالِى ، وَفِى ثالِث مرَّة فهم عالِى ما يحدُث لِصموئِيل فقال لهُ [ إِذْهَبِ إِضْطَجِعْ وَيَكُونُ إِذَا دَعَاكَ تَقُولُ تَكَلَّمْ يَارَبُّ لأِنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ فَذَهَبَ صَمُوئِيلُ وَإِضْطَجَعَ فِي مَكَانِهِ ] ،عالِى جرّب الله وَإِختبرهُ فَعرِف الصُوت ليتنا نقُول لله دائِماً تكلّم ياربّ فَإِنّ عبدك سامِع قبل الإِنجِيل وَقبل القُدّاس وَقبل الصلاة النَفْسَ الخاضِعة لله تسمع صوتهُ الله حنُون على النَفْسَ رغم جهلِها فَنادى على صموئِيل أربع مرَّات وَفِى رابِع مرَّة قال لهُ صموئِيل تكلّم ياربّ فَإِنّ عبدك سامِع ، فَقَالَ لهُ الله [ هُوَذَا أنَا فَاعِلٌ أَمْراً فِي إِسْرَائِيلَ كُلُّ مَنْ سَمِعَ بِهِ تَطِنُّ أُذُنَاهُ ] ، هُنا تحقّقت كلِمة رجُل الله الَّذِى أتى لِعالِى الكاهِن بعد عشر سنوات الله أطال أناته عشر سنوات أحياناً نستهِين بِلُطف الله لكِنْ سيأتِى وقت وَيقُول الآن سَأصنع أمر تطِنُّ لهُ الأذان الله صامِت أمام شرور العالم لكِنْ سيأتِى وقت وَيعمل [ لأِنّهُ ليس رحمة فِى الدينُونة لِمَنَ لَمْ يستعمِل الرَّحمة ]( مِنْ قِطع الخِدمة الثالِثة ) [ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أُقِيمُ عَلَى عَالِي كُلَّ مَا تَكَلَّمْتُ بِهِ عَلَى بَيْتِهِ أَبْتَدِئُ وَأُكَمِّلُ وَقَدْ أَخْبَرْتُهُ بِأَنِّي أَقْضِي عَلَى بَيْتِهِ إِلَى الأبَدِ مِنْ أَجْلِ الشَّرِّ الَّذِي يَعْلَمُ أنَّ بَنِيهِ قَدْ أَوْجَبُوا بِهِ اللَّعْنَةَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَمْ يَرْدَعْهُمْ0 وَلِذلِكَ أَقْسَمْتُ لِبَيْتِ عَالِي أَنَّهُ لاَ يُكَفَّرُ عَنْ شَرِّ بَيْتِ عَالِي بِذَبِيحَةٍ أَوْ بِتَقْدِمَةٍ إِلَى الأبَدِ ] ، الآن لَنْ أُنذِرهُ مرَّة أُخرى بَلْ سأُقِيم عليهِ ما تكلّمت بِهِ لأِنّهُ لَمْ يُردِع أولاده عَنْ شرورهُمْ [ وَإِضْطَجَعَ صَمُوئِيلُ إِلَى الصَّبَاحِ وَفَتَحَ أَبْوَابَ بَيْتِ الرَّبِّ وَخَافَ صَمُوئِيلُ أنْ يُخْبِرَ عَالِي بِالرُّؤْيَا ] ، صموئِيل رقِيق رغم أنّهُ يعلم بِشرور أولاد عالِى إِلاّ أنّهُ يأخُذ رأى وَمشورة عالِى إِحترام كهنُوت لأِنّ الكهنُوت هُوَ وعاء لِلرُّوح أمَّا شخص الكاهِن وَأعماله فَهَذَا شيئ لاَ يخُصِنا الله لاَ يُعطِى أسراره لِبِر الكاهِن وَكما يقُول القدِيس مارِأفرآم[ أعطِى الكرامة اللائِقة لِلكاهِن كوكِيل لأسرار الله وَ لاَ تتأملّ أعماله فَهُوَ مِنْ حيث درجتهُ ملاك وَمِنْ حيث طبيعتهُ إِنسان وَبِالرَّحمة صار وسِيط بين الله وَالنَّاس ]هُوَ إِنسان لكِنْ صار وعاء لله ، وَهكذا تعامل صموئِيل مَعَ عالِى وَشعر أنّهُ صغِير أمام عالِى فَخَافَ أنْ يُخبِرهُ بِالرُّؤيَا ، لكِنْ عالِى نادى صموئِيل وَطلب مِنهُ أنْ يقُص لهُ الرُّؤْيَا وَشجّعهُ وَقال لهُ أنّ الله سيفعل لَكَ وَيُزِيد إِذا لَمْ تُخبرنِى [ فَأَخْبَرَهُ صَمُوئِيلُ بِجَمِيعِ الْكَلاَمِ وَلَمْ يُخْفِ عَنْهُ فَقَالَ هُوَ الرَّبُّ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ يَعْمَلُ ] ، سمِع عالِى الكلام لِثانِى مرَّة ، المرَّة الأوَّلى مِنْ رجُل الله وَالمرَّة الثانية مِنْ الرّبّ مُباشرةً لكِنْ الله يعلم الخفاء فَخِدمة عالِى وَتقواه لَنْ تذهب هباء 0
الإِصحاح الرَّابِعُ :-
حدث حرب بين فلسطِين وَشعب الله وَهُزِم شعب الله [ وَقَالَ شُيُوخُ إِسْرَائِيلَ لِمَاذَا كَسَّرَنَا الْيَوْمَ الرَّبُّ أمَامَ الْفِلِسْطِينيِيِِّنَ0 لِنَأْخُذْ لأِنْفُسِنَا مِنْ شِيلُوهَ تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ فَيَدْخُلَ فِي وَسْطِنَا وَيُخَلِّصَنَا مِنْ يَدِ أَعْدَائِنَا ] ، نأخُذ معنا التابُوت فِى الحرب فَنغلِب وَنخلُص مِنْ يد أعدائنا فَأخذوا التابُوت معهُمْ [ فَخَافَ الْفِلِسْطِينيُّونَ لأِنَّهُمْ قَالُوا قَدْ جَاءَ اللهُ إِلَى الْمَحَلَّةِ وَقَالُوا وَيْلٌ لَنَا لأِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُ هذَا مُنْذُ أَمْسِ وَ لاَ مَا قَبْلَهُ ] ، إِرتعب الفلسطِينيُون مِنْ التابُوت قائِلِين [ وَيْلٌ لَنَا مَنْ يُنْقِذُنَا مِنْ يَدِ هؤلاَءِ الآلِهَةِ الْقَادِرِينَ هؤلاَءِ هُمُ الآلِهَةُ الَّذِينَ ضَرَبُوا مِصْرَ بِجَمِيعِ الضَّرَبَاتِ فِي الْبَرِّيَّةِ ] ، الضربات العشرة كانت حرب آلِهة وَكُلّ ضربة كانت ضِد آلِهة المصرِيين وَليس ضِد أشخاص ، النَّار وَالشَّمس وَالنَّهر وَالذُباب وَكُلّها آلِهة عبدها المصرِيين وَكأنّ الله يُعلِن نَفْسَه هُوَ الإِله الحقَّ ، لِذا خاف الفلِسطِينيُون وَبنِى إِسرائِيل إِعتبروا أنّ التابُوت أداة نصر لكِنْ فِى النِهاية هُزِم شعب الله لأِنّ الله أراد أنْ يُعلِّم شعبه أنّ السِر ليس فِى التابُوت بَلْ فِى تقواهُمْ وَنقاوتهُمْ وَحِفظِهِمْ لِلوصايا هى الَّتِى تُعطِيهُمْ النُصرة لاَ تتعامل مَعَ الله بِحسب الشكل لِكى تنال مصالِح مُعيّنة لاَ لاَ تتناول لِكى تنجح أوْ تضع الإِنجِيل بِجانِب مرِيض لاَ يعمل بِالإِنجِيل ، السلُوك بِمُقتضى إِلهنا وَوصاياه هُوَ الَّذِى يُعطِينا الغلبة إِيمانُنا مِنْ أصعب مواقِف العهد القدِيم [ وَأُخِذَ تَابُوتُ اللهِ ] ، أخذ الأعداء التابُوت وَكأنّ الله يقُول أنا مُمكِن أتخلّى عنك لَوْ أنت تخلّيت عنِّى عالِى الكاهِن كان قلبهُ مُضطرِب ليس لأجل أولاده الَّذِين كانُوا فِى الحرب بَلْ لأجل تابُوت الله ، وَجاءهُ إِنسان وَأخبرهُ أنّ أولاده ماتوا وَأُخِذ التابُوت [ وَكَانَ لَمَّا ذَكَرَ تَابُوتَ اللهِ أَنَّهُ سَقَطَ عَنِ الْكُرْسِيِّ إِلَى الْوَرَاءِ إِلَى جَانِبِ الْبَابِ فَانْكَسَرَتْ رَقَبَتُهُ وَمَاتَ ] ، عِندما علِم عالِى بِخبر التابُوت حزِن وَسقط وَإِنكسرت رقبتهُ وَمات وَهذا أمر يُحسب لهُ ، زوجة فِينحاس كانت حامِل وَولدت إِبناً أسمتهُ " إِيخابُود " وَهى كلِمة جدِيدة على إِسرائِيل وَمعناها " التابُوت أُخِذ " لنَفْسَ الَّتِى تُحِبّ الله تحزن على تابُوت الله لأِنّ الله سِر نُصرتها وَمجدها ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين .
دراسة فى سفرصموئيل الاول ج1
سِفر صموئِيل الأوَّل مِنْ الأسفار الرائِعة الَّذِى يحكِى تعامُلات الله مَعَ شعبه وَكنِيسته وَكهنته وَكيف أنّ الله يُدّبِر كُلّ شيء وَهُوَ صانِع التارِيخ الحقيقِى لِلكنِيسة ، وَهُوَ الَّذِى يُقِيم الرُعاة وَيُعطِيهُمْ الكلِمة ، وَهُوَ صانِع النُصرة وَالهزِيمة سِفرىّ صموئِيل الأوَّل وَالثانِى وَسِفرىَّ ملوك الأوَّل وَالثانِى هى أسفار المملكة وَيحكِى قصَّة تارِيخ مملكة إِسرائِيل وَقِصص ملوكها وَتدُّخلات الأنبياء وَتعامُلات الله مَعَ شعبه ،وَفِى كُلّ مرحلة كيف يُعطِيهُمْ الله نِعمة خاصَّة وَمشيئة خاصَّة .
دراسة فى سفر راعوث ج3
رَاعُوث تخلَّت عَنْ صِفتها كإِمرأة وَالتقطت وسط الرِّجال فِى الحقل وَهذا يُشِير إِلَى أنَّ النَّفْسَ الأمِينة لاَ تعرِف التدلِيل وَتعرِف كيف تحتمِل المشقات فِى جِهاد الرِّجال كُلّ نَفْسَ تدخُل فِى عِشرة حلوة مَعَْ الله تدخُل فِى طبع وَجِدِيَّة وَإِلتزام الرِّجال بعدما عملت وَكافأها بُوعز سجدت لَهُ وَسألت كيف وجدت نِعمة فِى عينيهِ النَّفْسَ الأمِينة تتصاغر أمام الله لِذلِكَ أعطاها بُوعز عطايا أكثرهكذا قانُون الحياة الرُّوحِيَّة كُلّ ما تنكسِر أمام الله كُلّ ما يُزِيدكَ عطايا حَتَّى يفعل معكَ كما فعل بُوعز مَعَْ رَاعُوث حيثُ ناولها بِيَدِهِ طعام لِذلِكَ نحنُ نُؤمِن أنَّ المسِيح هُوَ الَّذِى يُناوِلنا جسده قِمَّة الحُب أنَّ شخص يُطعِم آخر بِيَدِهِ النَّفْسَ كُلّ ما تُعلِن خضُوعها لله تكُون النتِيجة مزِيد مِنْ العطايا وَهذا يدفعها لِمزِيد مِنْ الجِهاد.
دراسة فى سفر راعوث ج2
رجعت رَاعُوث وَحماتها مِنْ مُوآب وَوصلتا بيت لحم فِى أوان الحصاد وَلَمْ يعرِفهُما أحد لأِنَّ ملامِح نُعمِى تغيَّرت وَرَاعُوث كانت غرِيبة عَنْ الشَّعْب.
دراسة فى سفر راعوث ج1
زمن السِفر :-
أثناء عصر القُضاة فِى فِترة جدعُون القاضِى تقرِيباً 0
قِصة السِفر :-
يحكِى قِصة بسِيطة لكِنْ لها معانِى رُوحِيَّة عمِيقة جِدّاً تقُول القِصة أنَّ رجُل يُدعى ألِيمالِك يعِيش فِى بيت يهُوذا فِى بيت لحم مسقط رأس ربَّ المجد يسُوع هذِهِ المدِينة تعرَّضت لِمجاعة فأخذ ألِيمالِك زوجته وَولديه وَهاجر إِلَى مُوآب وَمُوآب هذِهِ مُسماه عَلَى إِسم أحد أولاد لوط الَّذِى لمَّا خرج مِنْ سدُوم وَعمورة كَانَ عِندهُ صدمة أنْ يعِيش فِى وسط ناس فعاش الوِحدة مَعَ بنتيهِ فقط لكِنْ بناته جاءت لهُما فِكرة شرِّيرة وَهِى أنْ يضطجِعوا مَعَ أبوهُمْ لِكى يكون لهُمْ ذِكر فِى الأرض فولدت الإِبنة الكُبرى مُوآب وَولدت الإِبنة الصُغرى عمُّون أى أنَّ مُوآب هُوَ ثمر الخطِيَّة لِذلِكَ عُرِف الشَّر عَنْ شعب مُوآب هذا الرجُل ألِيمالِك الَّذِى مِنْ بيت لحم ذهب إِلَى مُوآب بيت الشَّر وَزوَّج أولاده مِنْ مُوآبيات رغم أنَّ هُناكَ وصِيَّة تقُول لاَ يتزوَّج اليهُودِى بِأُمميات كانت الزوجتان الأُمميات هُما عُرفةُ وَرَاعُوثُ وَبعد فِترة مات الرَّجُل ثُمَّ ولديه وَبقيت الزوجة نُعمِى وَكِنَّتاها عُرفة وَرَاعُوث وَلمَّا طال الزمن وَبدأت نُعمى تجوع ففكرت فِى الرُجُوع لِبيت لحم وَطلبت مِنْ كِنَّتاها أنْ يظِلا فِى مُوآب لكِن راعُوث رفضت أنْ تترُكَ حماتِها بينما رجعت عُرفة إِلَى بيت أبِيها بعد إِلحاح حماتِها عليها فعادت نُعمِى وَرَاعُوث إِلَى بيت لحم وَعرفها أهل بيت لحم وَلكِنْ كَانَ شكلها قَدْ تغيَّر فقالت لهُمْ نُعمِى أنَّ الله قَدْ أذلَّها وَعاشت رَاعُوث مَعَ نُعمِى وَكانت رَاعُوث مُجتهِدة وَكَانَ وقت الحصاد وَفِى وقت الحصاد كانُوا يترُكُون جوانِب الحقل لِيلتقِط مِنْهُ الغُرباء وَأيضاً يلتقِطُوا الَّذِى يقع مِنْ أصحاب الأرض وَجاء أحد أصحاب الحُقُول وَهُوَ مِحور السِفر وَيُدعى بُوعز نزل لِحقلِهِ فوجد رَاعُوث مُجتهِدة فِى الحصاد وَسأل عنها وَعرفها وَتركها وسط الحصَّادِين تأكُل معهُمْ وَتشرب معهُمْ وَرجعت رَاعُوث بِحصادٍ كثِير لِنُعمِى وَحكت لِحماتِها عمَّا حدث معها خِلاَلَ اليوم وَعرَّفتها أنَّها كانت فِى حقل بُوعز فقالت لها نُعمِى أنَّهُ ثانِى ولِى لهُمْ أى أنَّهُ إِذا مات الزوج يتزوَّج زوجتهُ لِيُقِيم لِلميت نسل وَإِذا مات الولِى الأوَّل يتزوجها الولِى الثَّانِى وَهكذا وَكَانَ بُوعز هُوَ الولِى الثَّانِى لِرَاعُوث ( كَانَ الصُّدُقِيُون قَدْ سألوا السيِّد المسِيح عَنْ زوجة تزوجها سبعة أخوة فتكون زوجة لِمَنَ مِنهُمْ فِى السَّماء فقال لهُمْ السيِّد المسِيح أنَّهُ فِى السَّماء لاَ يُزوجون وَ لاَ يتزوجون هؤلاء السبعة أخوة هُمْ أولِية الزوجة ) قالت نُعمِى لِرَاعُوث إِذهبِى إِلَى بُوعز وَعرَّفِيه درجة القرابة بيننا وَقَالَ لها بُوعز لِنسأل الولِى الأوَّل الَّذِى وجد نَفْسَه سيخسر إِذا تزوَّج بِرَاعُوث فتركها لِبُوعز وَكَانَ ثمر زواجِهِما عُوبِيد أبو يسَّى أبو داوُد النبِى رَاعُوث تُمَّثِل النَّفْسَ المُجاهِدة المُتمسِكة بِالوصايا وَ لاَ تُحِب العالم تُمَّثِل كنِيسة الأُمم الَّتِى تركت الوثنِيَّة وَأرتبطت بِالمسِيح إِذاً بُوعز يُشِير لِلمسِيح أمَّا نُعمِى فَهِى تُمَّثِل النَّامُوس الَّذِى هُوَ الخطوة الأولى لِلإِرتباط بِبُوعز وَ لاَ يلِيق أنْ ترتبِط نُعمِى بِبُوعز وَلكِنْ لاَ يُمكِنْ الإِستغناء عنها [ لأِنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعطِيَ0 أمَّا النِّعمةُ وَالحقُّ فبِيسُوعَ المسِيحِ صَارَا ] ( يو 1 : 17 ) أى أنّنا لاَ نرتبِط بِالمسِيح دُون المرُور بِالنَّامُوس0
الأصْحَاحُ الأوَّلُ :-
[ حدث فِي أيَّامِ حكمِ القُضاةِ أنَّهُ صَارَ جُوع فِي الأرضِ فذهب رجُل مِنْ بيتِ لحمِ يهُوذا لِيتغرَّبَ فِي بِلاَدِ مُوآبَ هُوَ وَامرأتهُ وَابناهُ ] هُنا النَّفْسَ البشرِيَّة الَّتِى لاَ تحتمِل المجاعة المجاعة نوعان مجاعة جسدِية أى ضِيقات وَتجارُب وَآلام وَلابُد أنْ لاَ ننفُر مِنها لكِنْ هذا الرَّجُل فشل فِى إِحتمال الضِيقات وَنسى مواعِيد الله وَشعب الله وَفكَّر بِطرِيقة مادِّية أحياناً النَّفْسَ ترفُض أى ضِيقة مِنْ الله بينما يقُول الأنبا بولا[ مَنْ يهرُب مِنْ الضِيقة يهرُب مِنْ الله ]هذا الرَّجُل هرب مِنْ الضِيقة بِطرِيقة بشرِيَّة بينما[ إِنْ أراد أحد أنْ يأتِي ورائِي فليُنكِر نَفْسَهُ وَيحمِلْ صلِيبهُ كُلَّ يومٍ وَيتبعنِي ]( لو 9 : 23 )[ وَمَنْ لاَ يحمِلُ صلِيبهُ وَيأتِي ورائِي فَلاَ يقدِرُ أنْ يكُونَ لِي تلمِيذاً ] ( لو 14 : 27 ) إِذاً لابُد مِنْ شرِكة الآلام0
النوع الثَّانِى مِنْ المجاعة هُوَ مجاعة رُوحِيَّة فَلاَبُد مِنْ إِحتماله كثِيراً ما نشعُر بِفترات جوع رُوحِى وَفتُور وَعدم تلذُّذ بِالله وَبِالصلاة وَالإِنجِيل وَتُرى ما الحل ؟الحل هُوَ الثبات وَالصمت الله ينظُر إِلَى الثبات الَّذِى يثبُت وَيكون أمِين فِى فترات الفتُور يتذكَّى أمام الله أكثر لأِنَّ ذلِكَ قِمة الحُب النَّفْسَ الَّتِى تهرُب مِنْ الجوع الأرضِى وَالرُّوحِى بِطرِيقة بشرِيَّة وَتقُول أعِيش كباقِى النَّاس هذا ليس حل بَلْ الحل هُوَ الثبات عَلَى ما تعلَّمتهُ وَتقُول[ بِاسمِكَ أرفعُ يَدَيَّ كما مِنْ شحمٍ وَدسمٍ ] ( مز 63 : 4 – 5 )هذا يُعطِى حماس أكثر لِلحياة مَعَ الله ما الَّذِى يجعلكَ تعرِف معنى الخِير ؟الجفاف وَتعرِف معنى النُور ؟الظلاَمَ هذا الرَّجُل رفض المجاعة وَهذا يُعلِنْ عَنْ نَفْسَ ترفُض عمل الله ما مِنْ ضِيقة تُقابِلنا وَنأخُذ قرار مِنْ ذواتنا هذا خطرإِحذر أنْ تأخُذ قرار فِى ضِيقة تُقابِلَكَ مِنْ ذاتكَ قرار بشرِى وَتقُول أذهب إِلَى مُوآب هذا الرَّجُل حسبها حِسبة خطأ فِى لحظة وَنفَّذها لكِنْ ذلِكَ خِدعة مِنْ عدو الخِير[ فَأتوا إِلَى بِلاَدِ مُوآبَ وَكانُوا هُناكَ0وَمَاتَ ألِيمالِكُ رجُلُ نُعمِي وَبقِيت هِي وَابناها ثُمَّ مَاتَا كِلاَهُما محلُونُ وَكِليُونُ فتُرِكتِ المرأةُ مِنِ ابنيها وَمِنْ رجُلِها ]عِندئِذٍ أرادت نُعمِى أنْ تعود إِلَى بيت لحم لأِنَّ الله كَانَ قَدْ إِفتقد شعبه بِالخير [ فَقَامتْ هِيَ وَكنَّتاها وَرجعتْ مِنْ بِلاَدِ مُوآبَ لأِنَّها سمِعتْ فِي بِلاَدِ مُوآبَ أنَّ الرَّبَّ قَدِ افتقد شعبهُ لِيُعطِيهُمْ خُبزاً ] وَأرادت نُعمِى أنْ تُقنِع كنَّتاها أنْ يعودا إِلَى بيت أبويهِما فِى سِفر رَاعُوث بعض مبادِئ وَأخلاقِيات عالية رَاعُوث أظهرت شخصِيَّة المرأة المُحِبة الباذِلة نُعمِى قالت لِكنَّتاها الرَّبُّ يصنع معكُما إِحساناً كما صنعتُما بِى وَلِيُعطِيكُما الرَّبُّ راحة كُلُّ واحِدة فِى بيت رجُلِها هذا الكَلاَمَ لاَ يخرُج إِلاَّ مِنْ سيِده تقية وَأُم بارة حِكمة وَمحبَّة وَإِتساع00جمِيل أنَّ الشخص عِندما يُرِيد أنْ يقُوم بِأمرٍ مُعيَّن أنْ يضع نَفْسَه مكان الآخرِين وَ لاَ ينظُر لَهُ مِنْ وِجهة نظره هُوَ [ لاَ تنظُرُوا كُلُّ واحِدٍ إِلَى ما هُوَ لِنَفْسِهِ بَلْ كُلُّ واحِدٍ إِلَى ما هُوَ لآِخرِينَ أيضاً ] ( فى 2 : 4 ) نُعمِى تكلَّمت مَعَ كنَّتاها ثُمَّ قبَّلتهُما أى أنَّها إِتخذت القرار[ وَرَفعنَ أصواتهُنَّ وَبكينَ ] بنات مُخلِصات قالت رَاعُوث وَعُرفة لاَ بَلْ نعُود معكِ لِشعبكَ نُرِيد أنْ نطمئِن عليكِ لكِنَّها أرادت إِقناعهُما فقالت لهُما [ هل فِي أحشائِي بنُون بعدُ حَتَّى يكُونُوا لكُما رِجالاً اِرجِعا يا بِنتيَّ وَاذهبا لأِنِّي قَدْ شِختُ عَنْ أنْ أكُونَ لِرَجُلٍ وَإِنْ قُلتُ لِي رجاء أيضاً بِأنِّي أصِيرُ هذِهِ اللَّيلةَ لِرَجُلٍ وَألِدُ بنِينَ أيضاً هلْ تصبِرانِ لَهُمْ حَتَّى يكبُرُوا هلْ تنحجِزانِ مِنْ أجلِهِمْ عَنْ أنْ تكُونا لِرَجُلٍ ] هذا كَلاَمَ غير منطِقِى إِسلُوب جمِيل فِى التعامُل مَعَ كنَّاتِها الشخص الَّذِى لاَ أتعامل معهُ كإِبن لِى يكُون التعامُل معهُ صعب [ لاَ يا بِنتيَّ فَإِنِّي مغمُومةٌ جِدّاً مِنْ أجلِكُما ] هِى مغمُومة عليهِما وَعِندها شعُور أنَّ الَّذِى حدث لَهُمْ كَانَ بِسبب تفكِيرها هِى وَزوجِها لِذا قالت لهُما [ لأِنَّ يَدَ الرَّبِّ قَدْ خرجت عَلَيَّ ] تُرِيد أنْ تقُول أنَّ الذنب ذنبِى أنا وَليس ذنبكُما [ ثُمَّ رفعن أصواتِهُنَّ وَبكين أيضاً فقبَّلت عُرفةُ حماتها وَأمَّا رَاعُوثُ فلصِقتْ بِها ] أرادت نُعمِى أنْ تُقنِع رَاعُوث كما أقنعت عُرفة فقالت لها [ هُوذا قَدْ رجعت سِلفتُكِ إِلَى شعبِها وَآلِهتِها اِرجعِي أنتِ وراء سِلفتُكِ ]عُرفة تُمَّثِل الجِهاد الشخصِى أى الَّذِى يُرِيد أنْ يتحِد بِالله لكِنْ بِالمجهُود الشخصَِى الذَّاتِى بِعواطِفِهِ وَإِمكانِياتِهِ البشرِيَّة فيصِل إِلَى حد مُعيَّن وَ لاَ يستطِيع أنْ يتعداه لِلوصُول إِلَى بُوعزإِلاَّ إِذا كَانَ لِهذِهِ النَّفْسَ إِستنارة داخِلِيَّة لِذلِكَ كُلّ جِهاد بِطاقة بشرِية محدُود ثُمَّ يعُود مِثْلَ عُرفة لكِنْ لِتقُول النَّفْسَ [ معُونتِي مِنْ عِندِ الرَّبِّ ] ( مز 121 : 2 ) كَمِثْلَ رَاعُوث الَّتِى قالت لِحماتِها [ لاَ تُلِحّي عَلَي أنْ أترُككِ وَأرجِعَ عنكِ لأِنَّهُ حيثُما ذهبتِ أذهبُ وَحيثُما بتِّ أبِيتُ شعبُكِ شعبِي وَإِلهُكِ إِلهِي حيثُما مُتِّ أمُوتُ وَهُناكَ أندفِنُ هكذا يفعلُ الرَّبُّ بِي وَهكذا يزِيدُ إِنَّما الموتُ يفصِلُ بينِي وَبينكِ ] قرار قوِى جعل رَاعُوث تستحِق أنْ يأتِى مِنها عُوبِيد وَتدخُل فِى سِلسِلة أنساب المسِيح نعم رَاعُوث ذاهِبة إِلَى المجهُول لكِنْ عِندها ثِقة أنَّها مَعَ نُعمِى وَنُعمِى هِى مصدر بركة لِرَاعُوث قالت رَاعُوث لِنُعمِى [ إِلهُكِ إِلهِي ] رَاعُوث تُعلِن إِيمانها بِإِله نُعمِى رغم أنَّ كُلّ المؤشِرات تقُول إِنْ إِله نُعمِى ذلَّها كما قالت فِيما بعد رَاعُوث إِستحقت المِيراث الصالِح بِسبب إِشتياقات قلبِها هذِهِ هِى النَّفْسَ الأمِينة الَّتِى تسِير مَعَ الله سواء كَانَ يوجد تعزِيات أوْ ضِيقات إِنَّما تقُول لله أتبعك حيثُما تمضِى سأتبعك وَإِنْ حملت الصلِيب وَإِنْ تُهان وَإِنْ تُذل هذِهِ هِى النَّفْسَ الَّتِى لها رصِيد مِنْ الحُب يتعدَّى طاقتها البشرِية إِحذر أنْ تضع عائِق بينك وَبين الله كما قَالَ بُولُسَ الرَّسُولَ[ مَنَ سيفصِلُنا عَنْ محبَّةِ المسِيحِ أشِدَّة أمْ ضِيق أم اضطِهاد أم جُوع أم عُري أم خطر أم سيف ] ( رو 8 : 35 ) رَاعُوث تتكلَّم بِقلب حار مُتجِه لله وَعِندها إِستعداد أنْ تعِيش مِنْ أجل الله وَتُضَّحِى بِذاتِها مِنْ أجله جيِّد أنْ يفوق الإِنسان طاقته البشرِية وَيلغِى عقله وَيُسَّلِم لله كما قَالَ بُولُسَ الرَّسُولَ عِندما كانت السفِينة ستغرق بِهِمْ [ سلَّمنا فصِرنا نُحملُ ] ( أع 27 : 15 ) هكذا رَاعُوث لَوْ كانت قَدْ فكَّرت بِعقلِها لكانت تقُول مَنَ هِى نُعمِى هذِهِ الأرملة الَّتِى تركت شعبها وَشعبها نساها وَفِى أرضها بِها مجاعة حَتَّى ألتصِق بِها أحياناً أولاد الله يأخُذُون شكل نُعمِى الَّتِى ليس لها سند نُعمِى تُمَّثِل النَّامُوسَ لأِنَّ بِها شيخوخة وَعجز وَعُقمْ لكِنَّها طرِيق لِلوصُول إِلَى بُوعز لِذلِكَ الكِتاب المُقدَّسَ يضُم العهد القدِيم وَالعهد الجدِيد لابُد أنْ نعرِف نُعمِى لِكى نتحِد بِبُوعز رائِعة الكلِمات الَّتِى قالتها رَاعُوث لِنُعمِى لأِنَّها نشِيد حُب ليتنا نقوله لله أنّنا لَنْ نترُكه حيثُما ذهب نذهب ليتنا نشعُر أنَّ كُلّ مكان نذهب إِليهِ يكون فِيهِ الله لأِنَّهُ لاَ يحِدَّه مكان هذا يأتِى مِنْ قِمَّة العِشرة وَقِمَّة الحُب يا ليت هذا الحُب يكون لِمسِيحنا فنتمسَّكَ لِدرجِة الموت عِندما وجدت نُعمِى أنَّ رَاعُوث مُتمسِكة بِها تركتها تذهب معها إِلَى بيت لحم الله يُحِب أنْ يسمع مِنّا هذا الإِلحاح وَنقُول لَهُ إِنَّنا لَنْ نترُكه حَتَّى وَلَوْ جُرِّبنا أوْ لَوْ سمح لنا بِجفاف وَكما يقُول بُولُسَ الرَّسُولَ [ تدرَّبتُ أنْ أشبعَ وَأنْ أجُوعَ ] ( فى 4 : 12 )المُهِمْ أنَّ كِفايتنا مِنْهُ هُوَالله يُحِب أنْ يسمع مِنّا هذِهِ الإِلحاحات حَتَّى لاَ نكُون تابِعِين لَهُ لِهوى شخصِى كما قَالَ ربَّ المجد لِلَّذِينَ تبعوه أنَّهُمْ تبعوه ليس لأِنَّهُمْ رأوا آياته بَلْ لأِنَّهُمْ أكلوا مِنْ الخُبز وَشبِعوا أمَّا رَاعُوث فهِى تبعت نُعمِى وَإِلهها لِلمحبَّة المُجرَّدة [ وَكَانَ عِند دُخُولِهِما بيتَ لحمٍ أنَّ المدِينة كُلَّها تحرَّكت بِسببِهِما وَقالُوا أهذِهِ نُعمِي ] المدِينة كُلّها تحرَّكت لمَّا دخلت لأِنَّ ملامِحها كانت قَدْ تغيَّرت النِفُوسَ الَّتِى تترُكَ المعِيَّة مَعَ الله وَتلتمِسَ الخِير مِنْ مُوآب تفقِد ملامِحها وَصورِتها كإِبن لله أحياناً نقُولَ معقُولَ يكُون هذا الشخص مسِيحِى ؟ فلِماذا يتكلَّم هكذا وَيتصرَّف بِسلُوكَ هكذا ؟! الَّذِى يترُك الله يفقِد ملامِح النِّعمة لأِنَّ الله يرسِم ملامِحه علينا لِذلِكَ قالت نُعمِى [ لاَ تدعُونِي نُعمِي بَلِ ادعُونِي مُرَّةَ لأِنَّ القدِيرقَدْ أمرَّنِي جِدّاً ] نُعمِى عِندها وعى رُوحِى تعلم أنَّ الَّذِى بِها ليس مِنْ المجاعة لكِنْ بِتدبِير إِلهِى القدِير هُوَ الَّذِى صنع هذا جيِّد أنْ يكون لنا نظرة لِما وراء الأحداث عِندما نُجرَّب نقُول أنَّ القدِير صنع هذا " القدِير" أى لاَ ننسِب لَهُ حماقة جيِّد أنْ نشعُر أنَّ كُلّ آلام هِى بِسماح مِنْ الله [ إِنِّي ذهبتُ مُمتلِئةً وَأرجعنِي الرَّبُّ فارِغةً ] النَّفْسَ الَّتِى تلتمِس خيرها مِنْ غير الله تفقِد ما عِندها كما الإِبن الضَّالَ الَّذِى تركَ أبوه وَسحب كُلّ طاقاته الَّذِى يخرُج بِزوجة وَأولاد يُمَّثِلَ النَّفْسَ الَّتِى تخرُج بِجسدها وَكُلّ طاقاتها فتعُود فارِغة [ فَرَجعتْ نُعمِي وَرَاعُوثُ المُوأبِيَّةُ كنَّتُها معها الَّتِي رجعت مِنْ بِلاَدِ مُوآبَ وَدخلتا بيتَ لحمٍ فِي ابتِداءِ حصادِ الشَّعِيرِ رجعُوا فِى بِدايِة موسم الحصاد بعد أنْ تركُوها فِى مجاعة الخِير ينتظِركَ إِنْ ثبتَّ لكِنَّكَ أحياناً لاَ تثبُت وَ لاَ تصبِرإِنتظِر الرَّبَّ بدأ الأصْحَاح الأوَّل بِمجاعة وَإِنتهى بِحصاد لِذلِكَ كَانَ دائِماً يُقرأ هذا السِفر فِى موسم الحصاد قدِيماً وَيحكِى عَنْ المرأة الَّتِى تحمِل داخِلها سُنبُلة الحصاد ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً آمِين.
سفر يشوع ج1
بِنِعمِة ربِّنا سوف ندرِس مَعَْ بعض مُقَّدِمة لأِحد الأسفار التارِيخِيَّة وَهُوَسِفر يشُوع وَهذِهِ الأسفار تُؤكِّد لنا أنَّ ربِّنا يسُوعَ هُوَ سيِّد التَّارِيخ وَهُوَ قُوَّة الشَّعْب وَتعزيتهُمْ وَهُوَ صانِع التَّارِيخ فسندرِس مُعاملات الله مَعَْ شعبه وَهذا أمر واقِعِى جِدّاً مَعَْ الإِنسان أنَّهُ يرى الله كإِله حىَّ يتبنَّاه فِى كُلّ أمر حياتنا فِيها شئ مِنْ النظرِيَّة وَهذِهِ الأسفار تُرِينا أنَّ ربَّنا يسُوعَ هُوَ سيِّد ممالِكَ الأرض كُلّها وَهُوَ الَّذِى يُعطِى الغلبة وَالنُصرة وَهُوَ الضامِن وَهُوَ الَّذِى يُعطِى المواعِيد سِفر يشُوعَ هُوَ ماسِكَ مِنْ ناحِية بِأسفار مُوسى الخمسة وَمِنْ النَّاحِية الأُخرىماسِكَ بِالأسفار التارِيخِيَّة كاتِب السِفر هُوَ يشُوع بنَ نُون وَهُوَ وُلِد فِى مِصْرَ فِى البرِّيَّة وَكَانَ مِنْ التلامِيذ المُقرَّبِين جِدّاً لِمُوسى النبِى وَمُدِة قِصة يشُوع ليست طوِيلة وَهِى حوالِى 30 سنة فقط وَرغم أنَّها 30 سنة فقد خُصِصَ لها سِفر بِالكامِلَ لأِنَّها هامة جِدّاًوَذلِكَ لأِنَّ الَّذِى تقُصَّهُ الأسفار الخمسة يتحقَّق فِى سِفر يشُوع هُوَ الحُلم بِوعد الله وَهُوَ الوعد بِالبركة وَالدُخُولَ إِلَى كنعان فربَّنا وعد بِالبركة كما قَالَ لأِبراهِيم أنَّ نسلَكَ يرِث الأرض وَالحُلم قَدْ تحقَّق فِى شعب الله فبعد أنْ خرجُوا مِنْ أرض مِصْرَ وَعبرُوا البحر الأحمر وَكانُوا مُشتاقِين لِدُخُولَ أرض الموعِد وَكُلَّما تاهوا كَانَ يزِيد الإِشتياق لِلدُخُولَ وَفِى سِفر يشُوع تحقَّق الحُلم وَورثُوا الأرض وَهذا السِفر مِنْ حوالِى سنة 1451 ق0م وَهِى سنة موت مُوسى إِلَى سنة 1420ق 0م وَهُوَ سِفر غنِى جِدّاً وَيُمكِنْ أنْ نُقسِّمهُ إِلَى ثَلاَثَ أقسام هِى أوَّلاً 24 أصْحَاح :-
مِنْ 1 : 11يحكِى القِصة المُهِمة جِدّاً وَهِى موضُوع السِفر الأساسِى ( قِصة الدُخُولَ إِلَى كنعان وَعبُور نهر الأُردُن وَمِيراث الأرض وَهزِيمة الجُيُوش ) فكُلّ الأعداء الَّذِينَ حاربُوا يشُوع فِى سبِيل أنْ يدخُلَ الأرض هُوَ قَدْ هزمهُمْ وَلِذلِكَ يُمكِنْ أنْ نُسَّمِى سِفر يشُوع بِسِفر الرَّاحة أوْ سِفر النُصرة أوْ سِفر الملكُوت الأبدِى وَكَمْ أنَّ سِفر يشُوع يُمَّثِلَ حياتنا الآنَ إِلَى أنْ نرِث أرض الموعِد الحقِيقِيَّة وَهِى ملكُوت السَّماوات0
مِنْ 12 : 22فبعد أنْ دخلُوا الأرض وَحاربوا وَانتصرُوا وَاستراحُوا يحكِى لنا هذا الجُزء عَنْ شئ مُهِمْ جِدّاً وَهُوَ تقسِيم الأرض عَلَى 12 سِبط وَكُلّ سِبط أخذ جُزء وَهذا الجُزء وَهُوَ تقسِيم الأسباط عمِيق جِدّاً وَ لاَ نقدِر أنْ نمُر عليه إِلاَّ وَنتأمل فِيه وَبِالإِضافة إِلَى ذلِكَ فهُمْ قَدْ عيَّنوا مُدُن وَهِى مُدُن الملجأ وَطابِع العهد القدِيم غالِب عليه طابِع الشراسة وَالإِنتقام وَلِذلِكَ كَانَ يقُولَ عِينَ بِعين وَسِنَ بِسِنَ وَلكِنْ لاَ تُمِيته( لا 24 : 20 ) فَلُوْ مثلاً واحِد قتل واحِد عَنْ طرِيق الخطأ كانُوا يعتبِرُونهُ قاتِل وَكانُوا لابُد أنْ يقتِلُوا واحِد مِنْ قبِيلتِهِ فهُنا لَوْ واحِد قتل واحِد عَنْ طرِيق الخطأ كَانَ يدخُلَ إِلَى مدِينة الملجأ وَكُلّ مدِينة لها معنى وَفِى النِهاية سِفر يشُوع بِيأخُذ نصِيبهُ وَهُوَ إِشارة لِلخادِم الَّذِى هُوَ أخِر الكُلّ وَأمَّا سِبط لاوِى فربَّنا قَالَ لَهُ أنا نصِيبكَ أنتَ وَسأُعطِى لَكَ مدِينة فِى كُلّ جُزء لأِنَّهُ لابُد أنْ يكُون فِى وسط الشَّعْب لابُد أنَّ الكاهِن يكُون فِى وسط الأسباط0
مِنْ 23 : 24فهُمْ كانُوا قَدْ دخلُوا الأرض وَقَدْ قُسِّمت وَيشُوع إِبتدأ يشعُر بِنهايِة أيَّامه فإِبتدأ يُعطِى نصائِح0
نبدأ نأخُذ بعض رمُوز وَإِشارات وردت فِى سِفر يشُوع :-
أوِّل شئ يُقابِلنا هُوَ شخصِيَّة يشُوع نَفْسَه إِسم " يشُوع " معناه " يهوه يُخلِّصَ " وَهُوَ ربَّنا يسُوع كُلّ شئ فِى سِفر يشُوع يُشِير إِلَى شخص ربَّنا يسُوعَ قائِدنا وَفادِينا وَمُخلِّصنا وَمُدَّبِر حياتنا وَهُوَ كَانَ يعِيش فِى حياته فِى طاعة كامِلة لِمُوسى النبِى وَهُوَ إِشارة لِطاعِة الوصايا الَّتِى ربَّنا يسُوع أطاعها عِندما أُختُتِنْ وَتعمَّد مِنْ يُوحنا المعمدان وَخضع لِلنَّامُوسَ فيشُوع كَانَ مُطِيع وَكَانَ مُسلِّم حياته وَعاش بِإِيمان كامِلَ فِى قائِده مُوسى وَكَانَ مُتميِّز بِالجِدِيَّة الشدِيدة فِى حياته إِشارة لِربَّنا يسُوع الأسد الخارِج مِنْ سِبط يهُوذا فِى يشُوع تحقَّقت المواعِيد وَفِى ربَّنا يسُوع نِلنا الخَلاَصَ فِى يشُوع نِلنا الرَّاحة وَفِى ربَّنا يسُوع أخذنا كُلّ الأمور الَّتِى لَمْ يعرِف النَّامُوسَ أنْ يُعطِيها لنا فمرحلِة مُوسى كانت مرحلة مُهِمة جِدّاً وَفِى مُنتهى الصُعُوبة فَهُوَ وصَّلنا إِلَى الضَّفة الشرقِيَّة لِنهر الأُردُن وَنرى أرض المِيعاد وَلكِنْ لَمْ يستطِع النَّامُوسَ أنْ يوَّصلنِى مُمكِنْ أنْ يرتقِى بِىَّ وَيرتقِى بِإِخلاَصَ فَهُوَ لاَ يجعلنِى أُحِب عدُوِى وَكما أنَّ ربَّنا يسُوع هُوَ القائِد أيضاً يشُوع هُوَ القائِد وَكما أنَّ يشُوع واهِب الغلبة وَقَدْ حارب أكثر مِنْ 33 مَلِكَ وَانتصر عليهُمْ وَكُلَّهُمْ كانُوا أقوِياء وَمَعَْ ذلِكَ يشُوع غلب فِى كُلّ هذِهِ الحرُوب أيضاً ربَّنا يسُوع هُوَ الغالِب لنا وَجعلَ هذِهِ الغلبة لِحسابنا فَهُوَ عِندما يغلِب كأنَّنا غلبنا نحنُ فالملُوكَ عِندما سمعوا أنَّ شعب الله قَدْ عبروا البحر الأحمر وَنهر الأُردُن بِطرِيقة مُعجِزِيَّة وَهدموا أسوار أرِيحا وَهُوَ حصِين منِيع مُحصَّن طوِيل وَعرِيض وَضخم وَمملوء إِحتياطات فعِندما عرفوا أنَّ شعب الله مُجرَّد أنْ داروا حول السُور وَبوَّقوا إِنهدم السُورفإِنَّ الملُوكَ تحالفوا ضِدهُمْ لِدرجِة أنَّ راحاب الزانِية عِندما جاء إِليها الجواسِيس قالت لَهُمْ نحنُ سمِعنا فذابت قُلُوبِنا فإِنَّ المُلُوكَ ذاب قلبِهِمْ كالماء فِى داخِلهِمْ أُرِيد أنْ أقُولَ لَكَ أنت بِإِلهكَ قوِى فكثِيرِين بِيسُود عليهِمْ رُوح الضعف وَكثِيراً ما نقلق وَنخاف وَنشعُر أنَّ أعداءنا أقوِياء وَأنَّنا مُحاطِين بِكثِيرٍ مِنْ المشاكِلَ وَالأتعاب فهذِهِ الضُغُوط هِى مِثْلَ أسوار أرِيحا وَمِثْلَ 33 مَلِكَ وَلكِنْ لَوْ فِينا قُوَّة الله فإِنَّنا سنغلِب وَسيُعطِينا الله أنْ نغلِب بِلاَ ثمن فهدم السُور كَانَ بِطرِيقة بسِيطة جِدّاً وَهُوَ أنَّ الشَّعْب يتقدَّسَ وَتُحضِرُوا تابوت الله وَتدوروا حولَ السُور فقط وَفِى السَّابِع تدوروا سبع مرَّات وَتُبوِّقوا سبعة أبواق بِصوتٍ عظِيم حَتَّى ينهدِم السُور ما أعظم أعمالَكَ يارب ! فهذا جبرُوت خَلاَصَ يمِينه فالخَلاَصَ يا أحِبَّائِى ليس بِجهدِنا نحنُ فنحنُ أضعف جِدّاً مِنْ أنْ نتوب نحنُ أضعف جِدّاً مِنْ أنْ نهزِم العالم أرِيحا حصِينة وَهِى تُمَّثِلَ غرُور العالم وَتسلُّط العالم فَهُوَ لاَ يُغلب إِلاَّ بِإِيمانُنا وَ لاَ يُغلب إِلاَّ بِالبُوق وَالبُوق وَالفِضَّة فِى العهد القدِيم بِإِستمرار يُشِير إِلَى كلِمة الله فَلُوْ كلِمة ربَّنا فِى داخِلَ قلبكَ فإِنَّكَ تستطِيع أنْ تغلِب أسوار أرِيحا فَلُوْ كلِمة ربَّنا بِتنساب مِنْ شفتيكَ فعِندما تأتِى إِليكَ أى فِكرة فإِنَّكَ ستهزِمها هادِمِين حصُوناً وَكُلّ إِرتفاع ( 2 كو 10 : 5 ) فأرِيحا مُمكِنْ أنْ نغلِبها فَهُوَ صُورة لِشعب الله المُتمَّسِكَ بِوعوده القائِلَ لاَ تخافُوا[ فِي العالم سيكُونُ لَكُمْ ضِيق وَلكِنْ ثِقُوا أنَا قَدْ غلبتُ العالمَ ]( يو 16 : 33 )فأحياناً بِنشعُر بِرُوح ضعف فِى داخِلنا فَلاَبُد أنْ نشعُر أنَّنا أقوِياء بِرُوح الله وَأنَّنا فِى يَدَ الله وَأنَّ الله هُوَ صانِع التَّارِيخ وَنحنُ واثِقِين جِدّاً فِى تدابِيره فَهُوَ الَّذِى قَالَ [ فِي العالم سيكُونُ لَكُمْ ضِيق وَلكِنْ ثِقُوا أنَا قَدْ غلبتُ العالمَ ][ وَهذِهِ هِي الغلبةُ الَّتِي تغلُِبُ العالمَ إِيمانُنا ] ( 1 يو 5 : 4 ) أنا أتخيَّلَ أنَّ مَلاَكَ الرَّبَّ عِندما كلَّم يشُوع وَقَالَ لَهُ أنْ يلِف حولَ السُور فإِنَّهُ يتعجَّب كثِيراً ما عقُولِنا تقِف حائِلَ فِى تدابِير الله وَنقُولَ لَهُ ياربَّ إِنَّ هذا فوق الخيالَ وَلكِنْ فِى الحقِيقة أنت عليكَ أنْ تُلَّبِى نِداءه وَتقُولَ لَهُ[ شُكراً للهِ الَّذِي يقُودُنا فِي موكِبِ نُصرتِهِ ] ( 2 كو 2 : 14 ) فأُرِيد أنْ أقُولَ شئ مُهِمْ جِدّاً وَهُوَ أنَّ سِر الغلبة أنَّهُ قَالَ لَهُمْ تقدَّسوا فالغلبة بِالتقدِيس فيوجد مَنَ يظُنْ أنَّ الغلبة هِى بِكفاءتِهِ الشَّخصِيَّة أوْ بِعِلاَقات فسِر الغلبة هُوَ بِالتقدِيس فتوجد قرية صغِيرة إِسمها " عاي " فأرسلَ لها يشُوع ألفِين ثلاثة لِكى ينتصِرُوا علِيها وَلكِنْ الَّذِى حدث هُوَ أنَّها إِنتصرت علِيهُمْ00فما الَّذِى حدث هُنا ؟! هُوَ أنَّ ربَّنا قَالَ لِيشُوع توجد خطِيَّة فِى الشَّعْب فأنا قُلتُ لَكُمْ عِندما تدخُلُوا أرِيحا فإِنَّ كُلّ شئ إِعطِيه لله[ فِي وسطكَ حرام يا إِسْرَائِيلُ ] ( يش 7 : 13 )فالإِنسان عِندما توجد خطِيَّة فِى داخِله فإِنَّ أعداءه تهزِمه وَعِندما يكُون فِى قداسة فِى داخِله فإِنَّهُ يهزِم جيُوش أقوِياء فسِر الغلبة يا أحِبَّائِى هُوَ أنَّ حياتنا تكُون مُرتفِعة لله وَأنْ يتقدَّس الإِنسان عِندما يكُون غالِب شهوِته فإِنَّهُ يستطِيع أنْ يهزِم وَيأخُذ قُوَّة عَلَى مُدُن حصِينة وَيأخُذ قُوَّة ليست قُوَّتهُ مُعلِّمنا داوُد النبِى يقُولَ [ إِنْ راعيتُ إِثماً فِي قلبِي لاَ يستمِعُ لِي الرَّبُّ ]( مز 66 : 18 )" إِنْ راعيت " يعنِى أنا حابِب هذا الإِثم وَمُحتفِظ بِهِ فِى داخِلِى وَساكِت عليه وَ لاَ أُقاوِمه فالمفرُوض أنْ أرفُضه وَأنْ أُقاوِمه وَأُخرِجه مِنْ داخِلِى عاخان بنُ كرمِى خبَّأ شئ عِنده وَراعاه فيوجد خوف علِينا فبدلاً مِنْ أنْ نكُون مخبَّأيِن كلِمة ربَّنا فِى داخِلنا نخبَّأ محبِّة العالم وَمحبِّة المالَ وَالدنس فَلُوْ الإِنسان راعاها وَكتم علِيها فإِنَّهُ صعب أنْ يرِث بعد ذلِكَ فمثلاً الشَّعْب عِندما هُزِم فِى قريِة عاي أتوا وَقالُوا لِيشُوع فيالِحُزن يشُوع فإِنَّهُ سقط عَلَى وجهِهِ أمام التابُوت وَمزَّق ثوبهُ وَجلس يُعاتِب ربَّنا وَقَالَ لَهُ[ أسألُكَ يا سيِّدُ وَماذا تصنعُ لاِسمِكَ العظِيمِ ] ( يش 7 : 8 – 9 ) ماذا ستفعلَ ؟ وَماذا ستتصرَّف ؟ فربَّنا قَالَ لَهُ خَلاَصَ لِماذا أنتَ ساقِطَ عَلَى وجهِكَ فيشُوع هُوَ الشَّفِيع مِنْ أجل شعبِهِ كذلِكَ ربَّنا يسُوع هُوَ الشَّفِيع مِنْ أجلِنا فإِنْ كَانَ يوجد واحِد عنده خطِيَّة فإِنَّ الكنِيسة كُلَّها تكُون مهزُومة وَربَّنا يسُوع بِيأخُذ إِثمنا وَيُقَّدِسنا أمام الآب وَيقُولَ لَهُ خَلاَصَ إِرفع وجهكَ فَهُوَ يُمَّثِلَ الله الأزلِى الغِير محدُود الَّذِى أخلى ذاته وَأخذ صورة العبد وَعِندما يقُولَ لنا الكِتاب عَنْ أحد فِى العهد القدِيم إِنْ كَانَ مَلِكَ أوْ نبِى عظِيم فإِنَّ ذلِكَ هُوَ إِشارة إِلَى التخلِّى وَالتجسُّد فتوجد عمليِة إِخلاء لِكى يشفع فِى خطايانا فربَّنا يسُوع لَوْ تبعناه فلنا ثِقة أنَّنا سندخُلَ الملكُوت وَلُوْ لَمْ نتبعهُ فسيكُون ملكُوتنا مُعرَّض لِلضَّياع فالإِنسان لاَ يجِب أنْ يستكبِر وَأنْ يعِيش بِمشُورة نَفْسِهِ فَلاَبُدَ أنْ يكُون لَهُ مُرشِدِيه فكثِيراً ما يوجد ناس يرفُضُون أنْ يكُون لَهُمْ مُرشِدِين وَلكِنْ أنا لابُد أنْ يكُون لِى مُرشِد لِكى أضمن أنْ أكُون فِى أمان وَأنْ يكُون لِى قائِد يمسِكَ بِيَدِى وَمُمكِنْ أنْ يتشَّفع مِنْ أجلِى وَأدخُلَ الملكُوت [ سامِعُ المشُورةِ فَهُوَ حكِيم ] ( أم 12 : 15 )فَلاَ تسِير بِحسب رأيكَ فعِندما يكُونُ لَكَ مُرشِدِين فإِنَّ ذلِكَ هُوَ الَّذِى سيضمنُ لَكَ المِيراث وَيضمنُ أنْ يكُونُ لَكَ نصِيب لِذلِكَ نحنُ نحتاج إِلَى قائِد حكِيم يُدَّبِر أمورنا وَلِذلِكَ نحنُ لنا أُسقُف وَلنا كاهِن فكُلّ جماعة لها مُدَّبِر فهذا هُوَ موكِب النُصرة الَّذِى نتحرَّكَ بِهِ نحو السَّماء فنحنُ فِى رِحلة نحو أعماق الملكُوت وَالسَّماء0
عُبُور نهر الأُردُن :-
فَهُوَ عُبُور عجِيب جِدّاً فربَّنا قَالَ لَهُمْ أنَّهُمْ يحمِلُوا تابُوت العهد وَمُجرَّد أنْ يبعِدوا حوالِى 1000 ذِراع أى بِمُجرَّد أنْ يضعوا أرجُلهُمْ فِى ماء الأُردُن فإِنَّهُ يصِيرَ لَكَ الأُردُن مسلكاً وَالماء كُلّه وقف فِى ناحِية واحِدة بِمُجرَّد فقط أنْ نأخُذ خطوة جدِيَّة نحو السَّماء فإِنَّنا سنجِد ربَّنا يفتح لنا السَّماء وَتابُوت العهد هُوَ كلِمة الله فمادامت كلِمة الله فِى داخِلَ قلبِى خَلاَصَ لاَ يقِف أمامنا حائِلَ فالإِنسان لِكى يدخُلّ السَّماء لابُد أنْ يمُر بِالبحر الأحمر وَهُوَ العمودِيَّة وَلكِنْ أنا مازالت توجد حرُوب بِتحارِبنِى فأظِل عايِش فِى برِّيَّة العالم لِكى أدخُلَ السَّماء وَلابُد أنْ أعبُر نهر الأُردُن وَهُوَ الموت فموت الجسد هُوَ الخطوة الهامة الضرورِيَّة لِكى يدخُلَ الإِنسان كنعان عبُورنا الأُردُن يا أحِبَّائِى هُوَ الَّذِى ينقِلنا مِنْ العبُودِيَّة وَمِنْ مشقِة الطرِيق وَأحزانه إِلَى الأفراح فِى سِفر التَّثنِيَة كَانَ يقُولَ لَهُمْ عَنْ أرض كنعان مُدُن عظِيمة أرض رخاء أرض زيتُون لاَيُعوِزكَ فِيها شئ فهِى إِشارة لِلسَّماء وَبِذلِكَ يا أحِبَّائِى وَنحنُ فِى عبُورِنا لِلأُردُن فإِنَّ ذلِكَ إِشارة لِدخُولنا كنعان السَّماوِيَّة حيثُ السَّعادة وَالغلبة وَالنُصرة لِذلِكَ يقولَكَ أنَّ سَِفر يشُوع هُوَ سِفر الرَّاحة لِلإِنسان يا أحِبَّائِى الَّذِى يُجاهِد فِى حياته وَيتقدَّس فإِنَّهُ سيجِد فِى داخِله أنَّهُ مرتاح وَتجِده بِيأخُذ عربُون الرَّاحة الحقِيقِيَّة فِى شخص يسُوع وَعِندما يُرضِى ربَّنا يسُوع فإِنَّهُ سيشعُر أنَّهُ لاَ يُعوِزهُ شئ وَستجِده قامِع فرحان مُتهلِّلَ راحاب الزانِية عرَّضت نَفْسَها لِخطر بِأنَّها تأخُذ ناس غُرباء أتوا لِيتجسَّسُوا عَلَى أرضها فأجمل ما يُقالَ أنَّها عرفت أنَّهُمْ بِيفتِشُوا عَلَى الجاسُوسان فخبَّأتهُمْ بين عِيدان الكِتَّان وَأخذت مِنْهُمْ وعد بِالخَلاَص وَلكِنْ كيف أضمن الخَلاَصَ وَذلِكَ بِأنَّها تُحضِر حبل قُرمُزِى وَتُدَّلِيه مِنْ عَلَى السُورفعِندما نمُر وَنجِد الحبلَ القُرمُزِى لاَ نُصِيبِكَ بِشر فسِر الخَلاَصَ وَالنجاه فِى الحبل القُرمُزِى ربَّنا يسُوع قَدْ أعطى علامة لِعبِيده لِكى يغلِبُوا( إِبصالِيِّة الجُمعة ) فالأطفالَ عِندما يتعمَّدوا بِنضع لَهُمْ زِنَّار أحمر وَهذا هُوَ علامِة النجاه أنَّهُ صَارَ مِنْ جيش المفدِيين وَصَارَ مِنْ الَّذِينَ لَهُمْ سِمة الحبل القُرمُزِى وَهُوَعلامِة الدم وَراحاب الزانِية إِشارة لِلأُمم فَهِى إِستحقت أنَّ ربَّنا يسُوع يأتِى مِنْ نسلِها رغم أنَّها زانِية وَذلِكَ لأِنَّ ربَّنا يسُوع قَالَ أنا آتِى لأُِقَّدِسَ الإِنسان وَأُولد فِيه لأُِقَّدِسهُ فراحاب خبَّأت كلِمة الله فِى عِيدان الكِتَّان وَأصعدتها عَلَى سقفِ حياتِها أى فِى مُقَدِّمة حياتِها فالنِّفُوسَ الَّتِى خبَّأت كلِمة الله فِى قلبِها وَصَارتَ تتحدَّى الَّذِينَ حولها هذِهِ هِى النِّفُوسَ الأمِينة لله فكُلّ نَفْسَ تقُولَ لَهُ قُدنِى مِنْ نُصره إِلَى نُصره عبَّرنِى نهر الأُردُن فتوجد أُمور كثِيرة بِتتعبنِى وَبِتقلقنِى وَلكِنْ أنت الغالِب أنت الرَّازِق جمِيع الخيرات ربِنا يسُوع يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً آمِين .