العظات
تعرفون الحق والحق يحرركم الجمعة الثالثة من شهر برمودة
من أثمار خدمة ربنا يسوع المسيح دخول كثير من اليهود إلى الإيمان وهذه هي أكبر شهادة لسلطانه على النفس مهما كانت خطاياها وماضيها وقساوة قلبها إلا أنه قادر على الكثير .. يقول الكتاب المقدس ﴿ فقال يسوع لليهود الذين آمنوا به ﴾ .. بالطبع واجه اليهود صعوبات في التصدي لمن حولهم من أهل وأصدقاء لإعلان إيمانهم لذلك يقول لهم ربنا يسوع المسيح ﴿ إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي ﴾ ( يو 8 : 31 ) .. كيف نثبت ؟ بالبعد عن المظاهر .. عن أقاويل الناس .. عن إهتمام العالم .. ربنا يسوع المسيح لا يريد تلاميذه تسير وراءه ولكن تلاميذ تثبت فيه .. وإن ثبتم تعرفون قوة الحق والحق هو الذي يقودك إلى أجمل ناموس المسيحية وهي الحرية .. الحرية المأخوذة من المسيح يسوع فهي أجمل عطية يتمتع بها الإنسان في جهاده الروحي .. حريته من سلطان ذاته .. من رغباته وشهواته .. من محبة العالم .. إذاً يتم الوصول إلى ناموس الحرية بثلاث نقاط :-
القيامة مجد المسيحية الجمعة الأولى من شهر برمودة
القيامة يا أحبائي هي مجد المسيحية،لذلك الأناجيل الأربعة والكنيسة تركز جداً على حدث القيامة، إنجيل اليوم فصل من بشارة معلمنا مار مرقس،يحدثنا عن المريمات الذاهبين إلى القبر باكر جداً، لكن إيمانهم بالقيامة ضعيف، وتصديقهم للقيامة قليل،ذاهبين يتعاملوا مع جسديسوع المائت،ولأنه جسد مائت آخذين معهن أطياب، آخذين حنوط لأنه جسد مائت،ولأنه جسد مائت فهم في الطريق تذكروا عقبة شديدة جداً وهي من يدحرج لنا الحجر لكي ندخل ونطيب الجسد، من الذي يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟!،لكن لن كمل الطريق ونرى من الممكن أن إلهنا يساعدنا، وقد نستطيع نحن كسيدات أن نحركه، وقد يرسل لنا الله أحد ليساعدنا،هذا هو فكرهن، لكنهم ذهبوا ويقول لك فنظرن ووجدن أن الحجر قد دحرج لأنه كان عظيم جداً،إلى الآن أيضاً هن لايعتبرون أنه هناك قيامة، الحجر دحرج كيف؟! دخلوا القبر،عندما دخلن القبر،داخل القبر نظرن شاباً جالساً عن اليمين لابسا حلة بيضاء فذهلن،وجدوا ملاك، لابس حلة بيضاء، داخل القبر،قال لهم"لا تنذهلن أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب"فمن المؤكد أن الذي آتي إلى داخل هذا القبر تحديداً يريد يسوع،هل أنتم تريدونه؟ قد قام، ليس هو ههنا،هذا هو الموضع الذي وضعه فيه،أنتم تشاهدون المكان الذي وضع فيه وكان هناك حجر كبير لا أحد يستطيع أن يدحرجه،بدأ يعطي لهم البشرى أن يذهبوا إلى التلاميذ، وهنا معلمنا مرقس الرسول يركز على بطرس يقول لك"وقلن لتلاميذه و لبطرس"، لأنه كان يعلم الضعف الذي كان وقع فيه بطرس، أنه يسبقكم إلى الجليل فهناك ترونه كما قال لكم، وبالطبع أخذتهم الرعدة والحيرة إذا تعاملنا مع المسيح يا أحبائي أنه لم يقم،إذا تعاملنا مع المسيح أننا ذاهبين لزيارة قبر فيه جسد لإنسان مائت،إذا كان المسيح أنهى قصة تدبير خلاصنا وهو على الصليب أنزلوه ودفنوه وانتهى الأمر، معلمنا بولس الرسول يصل بالأمر لدرجة صعبة جداً ويقول لك "لو لم يكن المسيح قد قام فباطل إيماننا وباطل كرازتنا ونوجد نحن شهود زور لله"، كل الأمور لا توجد لها فائدة،لكن لماذا يا معلمنا بولس؟!، فربنا يسوع أقام موتى،ربنا يسوع قال تعاليم مقدسة، ربنا يسوع المسيح الإله الذي نزل وصلب، ربنا يسوع هو الذي تجسد، تدابير كثيرة لا تتوقف عند القيامة فقط، يقول لك لا فالمسيح جاء ليخلصني من حكم الموت، فكيف يغلب من الموت؟ إذا كان هو جاء ليخلصني من الموت إذا هو مات ولم يقم إذن الموت أقوى منه وبما أن الموت أقوى منه فبذلك هو لن يستطيع أن يخلصني من الذي أتى لأجله،يكون هو لم يفعل لي شيء، تخيل عندما يدخل طبيب ليجري عملية لشخص ما حالته خطيرة جداً وهذا الطبيب بمهارة شديدة يبدأ عمله في هذه العملية ونفاجئ بشيء عجيب أن هذا الطبيب نفسه مات بجانب المريض،أي أنت أتيت لتحيي هذا الرجل وتشفيه وجدناك أنت تموت بجواره، تخيل ربنا يسوع المسيح جاء ليقيمنا من الأموات ويخلصنا من حكم الموت فهو مات ولم يقم،مثل شخص جاء يخلص آخرمن دين وجدناه هو مديون، شخص جاء يخلص شخص من شخص آخر يضربه وجدناه هو أيضا قد ضرب، كذلك ربنا يسوع المسيح جاء يخلصنا من الموت كان لايمكن أن يمسك من الموت، كان لابد أن يغلب الموت لذلك القيامة هي ركيزة حياتنا المسيحية، انتصار المسيح على الموت الذي نقله لنا، رفع عقوبة الموت الأبدي الذي حكم به على الإنسان، موت أبدي،هلاك أبدي،لذلك إذا تخيلنا قصة ربنا يسوع المسيح قصة كاملة بدون أن ننظر إلى القيامة أقول لك لا فبذلك المسيح يكون قد غلبه الموت وأنتصر عليه، لكن لا فهو أتى ليعلن انتصاره على الموت،جاء يعلن انتصاره على الخطية، على الطبع البشري،على الموت، كل ضعف في الإنسان جاء ليغلبه،وكل ما كان سبب في هلاك جاء يحوله سبب لحياة، ومن هنا نجد أن ربنا يسوع المسيح كان لابد أن يقوم لذلك معلمنا بولس قال لك "أنه إذا لم يكن ممكناً أن يمسك منه"،ليس من الممكن أنه يمسك من الموت، ومنذقديم الزمن في سفر هوشع قال "أين شوكتك ياموت أين غلبتك يا هاوية"، لقد انتهى الموت،القيامة رجاء جديد لحياة جديدة، لانتعامل مع ربنا يسوع المسيح أن هذا جسد مائت موضوع في قبر، قال لك لا أنتم تطلبوا يسوع المصلوب،نعم نريده، نحن نحبه،نحن أحضرنا له أطياب، قال لك لا ليس هو ههنا،هو غير موجود، إذن أين ذهب؟هل نقلتموه إلى قبرآخر؟! قال لك لا إنه قام،قام القيامة يا أحبائي تحقيق أن يسوع الذي شاهدناه على الأرض هو الإله الحقيقي، القيامة تحقيق لعقيدتنا، القيامة تحقيق لإيماننا الأرثوذكسي، إيماننا المسيحي،لذلك الكنيسة تؤكدعلى أنه أهم فعل ربنا يسوع المسيح جاء وخلصنا به لابد أن يكون لنا فيه نصيباً الذي هو فعل الموت والقيامة،لكن كيف ينقل لنا فعل الموت والقيامة؟ قال لك بالمعمودية، معلمنا بولس الرسول يقول لك "مدفونين معه في المعمودية"،ما معنى مدفونين؟ندفن،ندفن أي نموت،لكن هل عندما نحضر طفل لنعمده ندفنه في المعمودية ونتركه مدفون أسفل أم نقيمه منها؟ نقيمه منها، فبذلك هو اجتاز الفعلين الموت والقيامة،لذلك عندمايقول"أنكم قد متم مع المسيح وحياتكم مستترة فيكم"،هل هناك شخص يحدث أناس أحياء يقول لهم أنتم متم!، يقول لهم أنتم قد متم مع المسيح وهم لا زالوا أحياء،قال لك لا بل يقصد متم مع المسيح أي تعمدتم،أي اجتزتم فعل القيامة،والصليب ليس فعل نظري في حياتنا كلنا أخذناه، بماذا أخذناه؟ بالمعمودية،لذلك إذا انتبهتم سوف تجدوا أن الله قصد بالتدبير أنه يقوم في اليوم الثالث، قال لك ولكن لماذا لم يقم في اليوم الثاني؟،أولماذا لم يقم في اليوم الرابع؟ قال لك لأن ربنا يسوع المسيح عندما أوصى على المعمودية قال "عمدوهم بسم الآب والابن والروح القدس"، ثلاثة،إذن كيف نعمد بسم الآب والابن والروح القدس وهم ثلاثة ونجعل المعمد يغطس مرتين، أو نجعل المعمد يغطس أربعة مرات أو خمسة أو ستة أو سبعة!،قال لك هم يكونوا ثلاثة أيام وفي نفس الوقت الآب والابن والروح القدس،لكي يكون هناك اتفاق،فأكون أنا تعمدت بسم الآب والابن والروح القدس وأيضاً دفنت مع المسيح ثلاثة أيام وقمت، لكن إذا كان أثنين أو أربعة لن تكن متطابقة، لذلك ربنا يسوع المسيح قصد أن تكون قيامته في اليوم الثالث، لكي يكون كل أحد فينا في المعمودية ينال نفس النصيب ونفس الفعل الذي ربنا يسوع المسيح فعله لنا،جيد جداً أن نكون بقلب المريمات المحب، الشغوف، المستيقظ باكراً جداً والظلام باقي، ليذهب إلى قبر يسوع، جيد جداً، ولكن ليس حسنا أبدا أننا نذهب إلى قبر يسوع وفي ضميرنا وفي قلوبنا وفي عقولنا أنه مجرد جسد مائت، أقول لك لا فهذا أمر يستحق العتاب،لذلك مريم المجدلية عندما ذهبت مرة ووجدت القبر فارغ،لم تصدق فرجعت مرة أخرى، وعندما ذهبت ثانية إلى القبر وجدته فارغ وهناك ملاك، وجدت يسوع نفسه كلمها وقال لها لا تلمسيني، تذهب تقول لهم يقولوا لها نحن لا نصدق ذلك،تعود ثانية، الآباء يقولوا أن مريم المجدلية التي ذكر عنها في الكتاب المقدس أنها ذهبت إلى القبر خمس مرات في فجر الأحد، خمس مرات هم يقولون أنه بينهم مرات لم تكن تأخذ المشوار كامل،تذهب وترجع وهي في منتصف الطريق أو ربع الطريق تتقابل مع شخص ذاهب تذهب معه مرة أخرى،تعود ثانية تتقابل مع فوج آخر تعود معهم، لكن الكتاب يذكر أنها خمس مرات كانت عند القبر، لكن من المفترض أن يكون لديها إيمان القيامة الكافي،على عكس يوحنا الحبيب الذي ذهب مرة واحدة فقط، مرة واحدة قال لك فرأى وآمن، قلب المريمات قلب ممتلئ عاطفة، قلب ممتلئ اشتياقات، لكن لا تكفي العاطفة بدون إيمان، الإيمان لابد أن يكون ممزوج بعاطفة، لذلك عندما أتعامل مع ربنا يسوع المسيح لا أتعامل معه بعواطفي فقط،هذا منهج منتقص، أخواتنا البروتستانت يتعاملوا بالعاطفة، أقول لك هذا منهج منتقص،قصة المشاعر والعاطفة هذا منهج غير كامل، لابد أن يكون معه إيمان سليم، أنني لن أذهب لقبر فارغ لكن أتأكد أنني ذاهب ليسوع المسيح الحي القائم من الأموات المصلوب المقام،هذا هو الإيمان الذي أذهب به،أذهب بهذا الإيمان مع عواطفي ومشاعري،هذا هو الإيمان الصحيح، جميل جداً أني أمزج عواطفي بإيمان سليم، جميل جداً أن الإيمان السليم يكون معه عاطفة ومشاعر من هنا يا أحبائي القيامة هي سر قوتنا، سر انتصارنا على الخطايا، سر رجاءنا في الحياة الأبدية، سر إيمانا بأن هذا هو المسيح ابن الله بالحقيقة، سر ثبات عقديتنا في المسيح يسوع، لأنه لو لم يكن المسيح قد قام فباطل إيماننا،المريمات ذاهبين معهم أطياب وتأكدوا من القيامة لكن يقول لك هنا أنه أخذتهم رعدة وحيرة، لدرجة أنهم ظلوا فترة غير قادرين أن يقولوا لأحد، قال لك "ولم يقلن لأحد شيئاً لأنهن خفن"، غير قادرين، خائفين، لماذا خائفين؟ يقولون إذا قلنا لأحد يسخر مننا،أوماذا نقول لهم إذا كنا نحن أنفسنا غير قادرين على الاستيعاب كيف نجعل شخص آخر أن يستوعب؟كيف؟، خائفين،غير قادرين أن يقولوا لأحد، لكن من المؤكد أنه كان هناك فعل وصوت في داخل أنفسهم وقلوبهم حركهم وجعلهم يستطيعوا أن يقولوا،قد تكون أحدهن قالت لانحن لابد أن نقول،نحن لابد أن نقول لابد أن نخبرلذلك الكنيسة كلها يا أحبائي تردد مع تسابيح الملائكة أننا بموتك يارب نبشر وبقيامتك المقدسة، نحن من المفترض أننا كلنا نخبر بقيامة ربنا يسوع المسيح،يسوع المسيح الذي غلب الموت لنا، يسوع المسيح الذي نقل لنا رجاء الحياة الأبدية ونصيبها لنا،المسيح الذي يقول لنا إذا كان فكركم أني في قبر فالقبر فارغ، أنا قمت، أنا دحرجت الحجر ربنا يسوع المسيح يجعلنا نؤمن بحقيقة قيامته في حياتنا الشخصية،يجعلنا لا نتعامل مع جسد مائت، ولكن مع جسد حي بل وجسد محيي ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين.
أن حرركم الابن فبالحقيقة تصيرون احرارا الجمعة الاولى من شهر بشنس
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح (٨)،ونلاحظ أن الإصحاحات (٨،٩،١٠)من رسالة معلمنا يوحنا عبارة عن مواجهة شديدة جداً بين ربنا يسوع المسيح وبين جماعات اليهود المتفرقة،يسوع يحاول أنه يجتذبهم إليه، يحاول أن يعطيهم مفاهيم جديدة بخلاف المفاهيم المعتادين عليها، وهم لديهم إصرار على ما في قلوبهم وما في أذهانهم، وهذه يا أحبائي مشكلة كبيرة تواجه الإنسان الذي يريد أن يسلك بأمانة وإخلاص في حياته مع الله، أن يكون الإنسان يعيش بفكره الخاص، بمشورته الشخصية، يعيش مقتنع بفكرة معينة وثابت عليها، وليس لديه استعداد على تغييرها،هذه مشكلة جماعة اليهود، قال لهم أنتم ثبتم في كلامي فبالحقيقة أنتم تلاميذي،أي كون أنكم تحبون سماع كلامي وتريدون أن تتعلموا مني فالأمر لا يقف عند هذا الحد أن تثبتوا في كلامي فإذا ثبتم في كلامي تكونون بالحقيقة أنتم تلاميذي، وتعرفون الحق والحق يحرركم، آباءكم قالوا أنهم ذرية إبراهيم ولم نستعبد لأحد قط، فكيف تقول أنكم تصيرون أحراراً،هل أنت تظن أننا مثل باقي شعوب العالم الذي من السهل علينا أننا نستعبد؟! لا فبذلك أنت من الواضح أنك لم تعرف تاريخنا، نحن نود أن نعرفك على تاريخنا،نحن ذرية إبراهيم لم نستعبد لأحد قط، فكيف تقول أنت أنكم تصيرون أحراراً!، أجابهم يسوع وقال "الحق الحق أقول لكم أن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية"،مفاهيم جديدة ربنا يسوع المسيح يحاول أن يغرسها فيهم وفي قلوبهم، ونفس المفاهيم يا أحبائي ربنا يسوع المسيح يحاول أن يغرسها في قلوبنا ونفوسنا، أي عندما تأتي لشخص اليوم وتقول له الله يريد أن يحررك فيقول لك هل نحن في استعمار؟!، هل نحن في عبودية؟!، من هذا الذي استعبدنا؟!، نحن أحرار لا يوجد عبودية، أقول لك لا هناك مفهوم للعبودية يختلف عن المفهوم الذي في ذهنك، فليس شرط لكي تكون عبد أن يكون هناك قيود حديدية في يدك، ليس شرط لكي تكون عبد أنك تكون شخص مسخر لشخص آخر، ليس شرط لكي تكون عبد أنك تكون مأخوذ من مكان إلى مكان آخر وتكون عبد فيه، ليس شرط، لكن هناك بعد آخر للعبودية، وهي أنك تكون عبد لسلطان ذاتك، أنك تكون عبد لشهواتك، معنى كلمة عبد أنك إنسان تسعى إلى ما لا تريد، ومعنى كلمة عبد أنك إنسان تسعى لأمور أنت مجبر عليها وأنت لا توافق عليها، ومعنى كلمة عبد أنك مسلوب الإرادة، هذا معنى العبودية، أقول لك هل هناك أكثر من عبودية الخطية لكي تشرح لنا ما هي العبودية، عبودية الخطية تسلب الإنسان إرادته، كيانه، حياته، عمره، قراره، عبودية الخطية مرة جداً، إذا كان بالفعل الإنسان يود أن يكون حر لابد أن يكون حر من داخله، لابد أن يكون الإنسان حر من قيود نفسه في الداخل، شخص يسأل نفسه هل أنا حر أم لا؟، أنا كثيراً من الأشياء تربطني،أنا كثيراً من داخلي هناك أمور تسلب إرادتي، كثيراً ما أسعى لأمور وأشعر بالندم عليها وأكون لا أعرف كيف فعلتها، أقول لك هذه هي العبودية،هذه هي العبودية، القديس أوغسطينوس يقول"أن العبودية عند سيد قاسي أهون من عبودية الخطية"، لأن عبودية الخطية تمرر حياة الإنسان أكثر من عبودية سيد قاسي،عندما يتعب سيد قاسي إنسان أو يستعبد إنسان يجعله يحمل أشياء زائدة، يمنع عنه بعض الطعام، حتى وإن كان سوف يجلده، حتى وإن كان سوف يقتله،فحينما يفعل فيه كل هذا الكلام كم يتألم الشخص وكم يتعب؟، لكن العبودية في الخطية تضيع علينا حياتنا الأرضية وتضيع علينا حياتنا الأبدية، هذه هي عبودية الخطية، هذه هي خطورتها،قال لهم تعرفون الحق والحق يحرركم، ما أجمل يا أحبائي الإنسان الذي أقتنى الحق داخله، ما أجمل الإنسان الذي يصرخ فيه روح الله بكل ما هو حق وكل ما هو عادل وكل ما هو جميل وكل ما هو مسر وكل ما هو حسن في داخل قلبه، هذا هو الإنسان الذي حر بالحقيقة، هذا هو الذي نستطيع أن نقول عليه بالحقيقة أنه حر، لذلك كان الآباء القديسين يقيدوا أجسادهم،يقيدوا أيديهم، يقيدوا أرجلهم،ولكن لا نستطيع أن نقول عليهم أنهم في عبودية، كثيراً ما رأينا قديسين وهم في عصر الاستشهاد وهم مكبلين بقيود حديدية كان من انفعال الفرحة الروحية الذين هم فيها كون أنهم مكبلين يسجدون علي الأرض ويقبلون قيدوهم، ما هذا الذي يحدث؟،هل هو سعيد أنه مقيد؟!، أقول لك لأن الروح من الداخل منطلقة، لأنه يعرف الحق والحق يحرره،لأنه من داخله حر وأن كان يبدو شكله من الخارج أنه عبد.
لذلك يا أحبائي لابد أن تسأل نفسك ما هي العبودية في حياتي؟، ما الأمور التي تربطني وما الأمور التي تذلني؟،ما الأمور التي ليست لدي مقاومة ضدها، هذه هي العبودية، هذا حقا أن الإنسان يكون مستعبد من داخل نفسه،هذا بالفعل الذي تحتاج يد الله لكي تحررني من هذه العبودية، قال لك أن الحق يحرركم من هو الحق إلا ربنا يسوع المسيح ، المذخر فيه كل كنوز الفكر والمعرفة، هو الحق ذاته، هو الذي يستطيع أنه يأتي ليحررنا، فهو الذي قال لنا كل من يفعل الخطية هو عبد للخطية، عبودية قاسية جداً، شرسة جداً، الخطية لا تشفق، ربما من الممكن أن سيد يشفق على عبده أما الخطية لا تشفق أبدا علي فاعلها، لا تشفق أبدا، تجعلك تخسر كل شيء، تزيد من ربطاتك، تكثر من أحزانك،هذه هي الخطية.
لذلك الإنسان لابد أن يسأل نفسه عند من أنا عبد؟، هل أنا عبد عند سيدي ربنا يسوع المسيح؟، هل أنا باستمرار قوته هي التي تقودني وكلمته هي التي تفرحني؟، هل كلامه هو سراج لرجلي؟، هل أنا بالفعل أشعر أني خاضع لكل وصية بكل حب وكل أمانة وكل اخلاص، هذه هي العبودية عند ربنا يسوع المسيح، عبودية الخطية مرة جداً، لذلك الإنسان وهو يعترف أمام الآب الكاهن هو يحاول أن يطرح خطاياه ويحاول أن يتحرر منها، لذلك الأب الكاهن يقرأ لنا صلاة اسمها صلاة التحليل، شخص يقول لأبونا حللني يا أبي أي حلني، لأنني مربوط بالخطية، فالإنسان الخاطئ عندما يعترف يحل، لذلك الأب الكاهن يقول الذي قطع كل ربطات خطايانا من قبل صليبه، تقطيع للقيود تعني حرية، يفكنا من الأسر، الكاهن عندما يأتي ليقرأ التحليل يضع الصليب غلي رأس المعترف لأننا تحررنا بالصليب، هذا هو الذي فكنا من ربطات الظلمة وربطات الخطية، ما أجمل صرخة داود النبي عندما كان يقول "أقترب إلى نفسي فكها" ،كلمتين ولكن يعبروا عن أنين النفس، نحاول أننا نرددها بأمانة، أصرخ إلى الله وقل له من أعماق نفسي وأنا أجلس في عملي، وأنا أسير في الطريق، وأنا نائم علي فراشي، أقول له أقترب إلى نفسي فكها، فكها من ربطات الظلم، فكها من سلطان الشهوة، فكها من رباط محبة العالم،فكها من أسلوب الخداع، فكها من اللسان المنفلت، فكها من كثرة الإدانة، فكها كثيراً ما تجد شخص يسأل نفسه كيف أنا فعلت ذلك؟ يقول لك لا أعلم أنا فقط أتكلم بسيرالناس ولم انتبه، كذبت وأنا لم انتبه، كلمة لم انتبه هذه هي العبودية، العبودية تجعلك مسلوب الإرادة تماماً، وإذا حاولت أن تقاوم لا تستطيع، من هنا ربنا يسوع المسيح يقول لك أنت عبد لأن كل من يفعل الخطية هو عبد للخطية، لكن أن لا أستطيع أبدا أنني أواجه الخطية لأن الخطية هذه هي سيد قاسي، يوجد من يحارب عنك، ويوجد من يحارب هذا السيد القاسي، ويوجد من يضع لك طريق للحرية بصليبه المقدس، أقترب منه، اطرح همك أمامه، أطرح ضعفك أمامه، وجه إليه صراخات، صراخات بأنين،صراخات بأنين من أعماق قلب يعاني، يعاني من شدة الألم من جراء هذا السيد القاسي، اشتاق للحرية،لا تكون عبد وأنت لا تشعر، أخطر شيء،لا تكون عبد وأنت تحب العبودية للخطية، تريد أن تكون عبد حقا كن عبد عند سيدك يسوع المسيح، اسمع وصاياه واطعها بكل أمانة وكل حب،اطعها من كل القلب، مثلما يقول معلمنا بولس الرسول "لأنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها"، أطع من قلبك، اسمع الوصية وقل أمين أسندني فيها يارب، معلمنا داود النبي في مزاميره كان يقول"لك فتحت أذني"،عندما كان يقرأ شخص هذه العبارة كان يقول فتحت أذني بمعنى أنا أعطيتك أذني لكي أسمع كلامك، لكنه في الحقيقة كان هناك عادة عند جماعات اليهود أن الشخص العبد إذا ظل يعمل في بيت عند سيد ووجد أن هذا السيد يروق له أي أنه شخص جيد، وكان هذا العبد مشترى لفترة، وبالتالي يمكن بعدها أن يحل من العبودية ولكن كان من الممكن هذه العبودية تستمر إذا كان العبد يحب هذه العبودية،ولكن ما الذي يجعل هذا السيدفي راحة ضمير، والناس تعرف أنه ليس رجل ظالم، اتفق مع شخص ليعمل معه لفترة معينة ولنفترض مثلاً أن الفترة المحددة للعبد هي ستة سنوات ويحرره في السنة السابعة لأن السنة السابعة تمثل الراحة، إذا كان هذا العبد يود أن يستمر عند هذا السيد يقول لكي لا تلومني الناس أو أنت تلومني نحن نضع طقس معين، ما هو هذا الطقس؟! يأتي هذا الشخص أمام كل الناس وأمام باب بيت سيده ويجعله يفتح له أذنه أي يثقبها، يفعل فيها ثقب ويربطه، إشارة إلى أن هذا الشخص أحب أن يستمر في العبودية عند هذا الرجل بإرادته الشخصية،لاحظ إذن معلمنا داود النبي وهو يقول لله أنا لك فتحت أذني، وهذا يعني أنه يحب العبودية عند الرب، وأشهد على نفسي ويشهد علي الجميع أنني أحب أن أكون من ضمن عبيدك بإرادتي أنا فهل تقبلني؟، لك فتحت أذني لذلك فهم يقولوا لربنا يسوع المسيح نحن ذرية إبراهيم ولم نستعبد لأحد قط، وكأن ربنا يسوع المسيح لا يعرف تاريخهم، في حين أنه يعرف تاريخهم، فقال من في الأمة اليهودية التي لم تستعبد، فهل أنتم لم تستعبدوا؟ كثيراً ما استعبدتم، يكفي ما حدث فيكم وأنتم في أرض العبودية، أرض مصر، فرعون لم يكن بالنسبة لكم سيد قاسي، فهوجعل لكم رؤساء تسخير لإذلالكم، أتيتم تقولوا ليسوع لا يوجد أحد أستعبدنا،ألم تذهبوا للسبي البابلي والسبي الأشوري؟!،نبوخذ نصر الملك الوثني أخذ مقدستكم وكان يشرب فيها الخمر، وحول الآنية المقدسة إلى أواني للهوان، هل أنتم لستم عبيد!، في الحقيقة أنتم عبيد،لكن هو لم يجيبهم على فكرة أنكم كنتم عبيد أم لم تكونوا عبيد بل أجابهم بما هو أعمق من العبودية الظاهرية، قال لهم أن كل من يفعل الخطية هو عبد للخطية لذلك يا أحبائي الإنسان لابد أن يكتشف نفسه بكل أمانة، لمن هو عبد؟، لذلك القديسين يقولون لك أنت عبد لمولاك فلا ترضي غيره، أنت عبدلإلهك ربنا يسوع المسيح لا ترضي غيره، لا تدخل في صراعات أنك تكون عبد عند ربنا يسوع وعبد للخطية،لن تعرف، لأنه لا يستطيع أحد أن يخدم سيدين،لن تعرف، أنا أتمنى أن كل أحد فينا يتخيل نفسه أنه هناك رجل يعمل في نفس الوقت في مكانين وهذا يطلب منه طلب وذاك يطلب منه طلب آخر، ينقسم، لا يعرف ماذا يفعل؟،فيضطر أن يدخل في دائرة صعبة جداً، يأتي عند هذا السيد يقول له أين كنت؟ يقول له أبدا لم أكن، ويكذب، يأتي الآخر يطلب منه طلب لا يعرف أن يفعله يقول له أنني لن أستطيع في الحقيقة يا أحبائي هذه صورة لنفوسنا عندما تعرج بين الفرقتين، لا نعرف هل نطيع الله أو نطيع وصاياه لماذا؟لأننا عبيد لغيره، وفي نفس الوقت غيره لا نستطيع أن نطيعه لأن الخطية نحن نرفضها، فنأتي للخطية ونقول لها لا نعرف، لا نستطيع، نأتي لربنا يسوع المسيح نقول له لا نعرف، لا يستطيع أحد أن يخدم سيدين، "إن حرركم الابن بالحقيقة تكونون أحراراً" ربنا يسوع المسيح يقترب إلى نفوسنا ويفكها، مثلما قال معلمنا بطرس الرسول "لا تعد نفسك بالحرية وأنت في داخل نفسك عبد للفساد"ربنا يسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائماً أبديا آمين .