العظات

لا تخف الجمعة الثالثة من شهر أمشير

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا لوقا الإصحاح 12وبه آية تتردد على مسامعنا كثيراً "لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم سر أن يعطيكم الملكوت"، لا تخف، في الحقيقة يا أحبائي كثيرمن حروب عدو الخير لنا أنه يستغل ظروف أو ضعفات في الإنسان أو ظروف في البيئة والمجتمع لكي ما يخيف الإنسان، تجد القلق لدى الأشخاص بسبب الغلاء، الحرب، ارتفاع الأسعار، العملات،الذهب، تنشغل الأشخاص بشكل به قلق، هذه المنتجات في غلاء متزايد، ثم بعد ذلك، ماذا سنفعل؟!، وتجد الإنسان بدأ يدخل له هم وخوف وقلق، وبدأ الموضوع يأخذ أكبر من حجمه، أقول لك في بداية الأمر أن هناك خوف طبيعي، فطري، هذا الخوف غريزة في الإنسان من ضمن غرائز الإنسان،والله أعطانا كل الغرائز التي فينا من أجل محبته لبقاء حياتنا،غريزة الجسد،غريزة الطعام، غريزة الخوف، هذه غرائز من أجل بقاء الحياة، نحن إذا لم نخف كان من الممكن أشياء كثيرة تحدث لناوتؤذينا،لابد أن نخاف من النار، نخاف من السكين،نخاف من قطار، نخاف من سيارة ستصطدم بنا، لابد من هذا الخوف لبقاء حياتنا، الله سمح لنا أن يكون لدينا خوف من محبته لنا، لكن عندما يتحول الخوف إلى رعب، عندما يتحول الخوف من أمر إلهي إلى أمر حرب من عدو الخير علينا لابد أن ننتبه، تقول لي يا أبي وماذا نفعل والعالم من حولنا ممتلئ بالأشياء الصعبة، والوسط المحيط، والغلاء،والحروب التي علينا، وطوال الوقت نسمع أخبار مزعجة، فنحن ننزعج، أقول لك على ثلاثة أمور لأن الوقت قصير:- ١- الإيمان . ٢- الاكتفاء . ٣- فكر كثيراً في الأبدية . أولا الإيمان:- هل الله الذي يعول هذه الخليقة والذي يهتم بهذه الخليفة كلها سوف يأتي عليه وقت معين أو مرحلة معينة من الحياة يقول لنا أنا لا أستطيع التصرف؟!، ذات مرة تلميذ ومعلمه كان لديهم أمر صعب جداً يخص الدير والمعلم كان لديه قلق بسبب هذا الأمر ويظل يصلي وكان سوف يتقابل مع شخص من المسئولين لكي يحل هذه المشكلة وخائف وقلق ومضطرب ولا يستطيع النوم وسوف يقابله الرجل المسئول في صباح الغد، والتلميذ كان يعيش مع معلمه فصلوا وقاموا بعمل التسبحة ونام، ولكنه كلما يستيقظ يجد معلمه قلق ويظل يمشي ويدور حول نفسه فينام مرة أخرى وهو يصلي له ويقول يارب أعطي له سلام، بعد قليل من الوقت يستيقظ فيجد معلمه يظل يسير ويدور في القلاية، المهم قال له لماذا أنت قلق يا معلم؟ فيجيبه المعلم أنت لا تدري بشيء، فهل أنت تحمل مسئولية أو هم؟! نام، نام قالها له بصوت مرتفع وكأنه ينتهره، فشعر بالخجل فقال له هل يمكنني يا معلم أن أسأل عن شيء؟! فالمعلم قال له اسأل، فقال التلميذ من الذي دبر أمور الخليقة منذ خلقتها إلى الآن؟ فأجابه بالطبع الله،قالها بغضب، فسأله ثانية ومن الذي يدبر أمور الخليقة من الآن وحتى مجيئه الثاني وإلى نهاية العالم؟ فأجابه الله، فقال له إذن بما أن الله دبر من البداية إلى الآن وسوف يدبر من الآن وإلى مجيئه الثاني فدعه يدبر الآن أيضاً، فصمت، فوجد معلمه شعر بالخجل، حقا من الذي دبر هذه الخليقة كلها؟ لابد أن يكون لدينا إيمان أنه بالفعل كما قال الكتاب المقدس وتبحث عن هذه الآية تجدها كثيراً جداً في الكتاب المقدس وهي "وأما البار فبالإيمان يحيا لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان" ما هو الإيمان؟ الإيمان هو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى، إيمان قوي أن الله هو الذي خلقني، هو الذي خلصني، هو الذي ينتظرني في الأبدية،هو الذي يحبني، هو الذي يعولني،هو ضابط الكل،ما أجمل كلمة ضابط الكل التي تستخدمها الكنيسة"بان طوكراطور" أي ضابط الكل، خالق السماء والأرض، ما يرى وما لا يرى، صدقوني يا أحبائي الأشياء التي لا نراها في الخليقة أكثر بكثير جداً من الأشياء التي نراها، الأشياء التي تحت الأرض، الكائنات الغير مرئية، أمور السماء، الأفلاك، النجوم، الشمس، أسرار وأسرار، وتدابير الذي دبر الكون كله أنا أرى أنه لا يعرف تدبير هذه المرحلة أو لا يعرف أن يدبر حياتي أنا، الإيمان، بالإيمان نسلك لا بالعيان،اجعل دائمًا ثقتك في الله أعلى من ثقتك في نفسك، أعلى من ثقتك في الظروف التي حولك، الإيمان، وقل له يارب زد إيماني أحياناً يا أحبائي الله يضعنا في محكات كثيرة جداً لكي نلجأ له أكثرولكي يتقوى إيماننا ليس لكي يضعف إيماننا، مثلما قال "كنت فتى والآن شخت ولم أرى ذرية تخلى عنها، ولم أرى ذرية تلتمس خبز"، لا يوجد. ثانياً الاكتفاء:- الإنسان دائمًا يحارب بطلبات كثيرة، الإنسان دائمًا يهدد بأمور كثيرة، لكن هذا التهديد جاء من رغباته الداخلية، أحياناً كثيرة الإنسان يرى أنه ليس لديه، غير مقتدر،لا يستطيع أن يأتي بشيء، الاكتفاء ينجينا، ما أجمل عندما قال "إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتفى بهم"، تخيل عندما يقوموا بعمل إحصائيات يجدوا الإنسان يأكل أكثر من خمس مرات احتياجاته من احتياجه للخبز، وتخيل أنت الإنسان لديه من الخبز عشر أضعاف احتياجه،فأين الاكتفاء؟!، أقول لك لا يوجد اكتفاء لأن الإنسان لديه احتياجات داخله يخضع لها ويحاول أن يشبعها وهي لن تشبع،ويظل يشتري ويأكل، يشتري ويأكل إلخ ما أجمل الأب الكاهن عندما يصلي لنا في القداس الإلهي ويقول "لكي يكون لنا الكفاف"، كفاف! قدسك يا أبي تقف على المذبح وتصلي لنا بالكفاف!ألست تصلي بالزيادة؟! قال لك بلى أنا أصلي لك بالزيادة لكن انتبه فيما تكون هذه الزيادة،"ليكن لنا الكفاف في كل حين نزداد"، فيما نزداد؟ "في كل عمل صالح"، في أمور الحياة نريد الكفاف، ما هو الكفاف؟ الذي يكفيك في ملبسك وطعامك وكفى، ودائماً قل أشكرك يارب، اجعل دائماً لديك رضا، اجعل لديك شبع داخلي،الحكيم قال "العين لا تشبع من النظر"، قال الإنسان مهما أكل ومهما شبع، قال مهما اشتهته عيني لم أمسكه عنهما، وفي النهاية قال باطل الأباطيل، قال الذي يحب الفضة لا يشبع من الفضة،اقرأوا سفر الجامعة،لتعرفوا أن المال الذي كل الناس تجري وتذهب خلفه لا ينفع بشيء،مهما كان ملك، أو غني، أو أمير، أو صاحب ثروة والجموع كلها تجري خلفه فهو لا شيء منذ وقت قريب كان هناك مجموعة يذهبون إلى مكان للخلوة وبجانب المكان قصر ضخم جداً، لكن عندما نظرنا إليه من الشرفة وجدناه خراب، فقالوا لأن صاحب هذا القصر توفي وأولاده خارج البلاد فلا يوجد أحد يهتم به فتجد حمام السباحة،الحدائق، السلالم، الرخام، كل هذا. إلخ، قال لك صاحب القصر توفي فانتهى أمر هذا القصر، ما هي القصور التي تجري الناس خلفها؟!، كم سنة سوف يأخذ معك هذا القصر يأخذ 20أو30عاما لكن وماذا بعد ذلك؟ لنفرض أنه لم يجد الذي يهتم به أو الذي يقيم فيه،قد تكون أنت كفرد تختاره وتقول أنا اريد مكان بعيد لكي أهدأ، لكن لنفترض أن ابنك لم يحب ذلك، وقال لك أنا لا أريد هذا المكان فأصبح الذي تعب فيه وبنى فيه لم ينفعه، لذلك نطلب الاكتفاء، اجعل دائماً لديك اكتفاء ما أجمل معلمنا بولس الرسول عندما يقول "تدربت أن أكون مكتفيا بما أنا فيه"، تدربت أن أجوع وأن أعطش وأن أنقص واستفيض، ما أجمل الإنسان القوي من داخله، لذلك يقول لك الغني هو ليس الذي يملك أكثر ولكن الغني هو الذي لا يحتاج، من هو الغني؟! من الغني في الحاضرين الآن ليس الذي لديه مال لا بل الغني هو الذي لا يحتاج، الذي يقول أنا لدي ملابس أنا لدي ساعة أنا لدي ..إلخ،الغني هو الذي لا يحتاج، من هو الفقير؟ الفقير هو الذي دائماً يحتاج إلى كل شيء، كل شيء يراه يقول أنا أريده، كل شيء، ولكن أنت لديك! هذا الفقير. ثالثاً فكر كثيراً في الأبدية:- تعلق بالأبدية، الأبدية تشفيك، الأبدية تغنيك،ما مصيري الأبدي، أين سوف أذهب،ماذا بعد! ما أجمل الإنسان الذي يسأل نفسه بعد شراء هذه الأشياء وبعد أن أفعل ذلك، ماذا بعد؟!. كان البابا كيرلس السادس الله ينيح نفسه كثيراً ما يسأل الذي كان يحدثه وماذا بعد؟! أحضرنا ممتلكات كثيرة،لكن ماذا بعد! فرحنا بها، أيضاً ماذا بعد!،أي أنناأصبحنا سعداء،إذن ماذا بعد! يقول لك هذا يكفي، أقول لك هذا جيد أتمنى أن تصل لكلمة كفى،لذلك أعرف أن هناك شيء اسمه نهاية، هناك نهاية اسمها السماء، هناك نهاية اسمها المصير الأبدي،هناك بداية اسمها الحياة الجديدة، هناك مقولة اسمها أن نكون معه إلى الأبد، هناك وضع اسمه أن الزمن الذي نعيش فيه الآن زمن غربة، زمن قصير، قصير، بخار، نعم بخار هو قال ذلك "بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل"، قال "أيامي أسرع من الوشيعة"، الوشيعة التي هي النول الذي يتحرك هكذا وهكذا بسرعة، أسرع من الوشيعة، ما هذا؟ قال هو كذلك، عندما يعرف الإنسان أن العمر قصير ويعرف أن الأبدية تنتظره أمور كثير من هذه الحياة تسقط من داخله، كان معلمنا بولس يقول الذين يشترون كأنهم لا يملكون، أي لا يشعرون بالفرق، الذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه ما هو الاستعمال، عندما يأتي الإنسان ليفكر في مصيره الأبدي أمور كثيرة تقل من نظره أختم كلامي بقصة بسيطة على موضوع المصير الأبدي، يقولون كان هناك رجل لديه جوهرة، رجل فقير لديه جوهرة صغيرة ورثها من أجداده ثم بعدما افتقر تماماً ذهب إلى شخص يشتري الجواهر وأراه الجوهرة قال له أنا لا أعرف تقييمها جيداً لابد أن نوصلها لتاجر آخر يكون أكثر احترافا مني، فأراها لتاجر أعلى فقال له لا هذه تذهب للتاجر الأعلى مني إلى أن وصلوا لأكبر التجار الذي كان يعطي للملك، فأكبر التجار قال له هذه جوهرة نادرة جداً وغالية جداً وهذه لا تقدر بثمن وليس لها عندي غير واحد فقط هو الذي يشتريها فقال له من؟ قال له الملك، أخذه للملك فالملك عندما رأى الجوهرة انبهر قال له هذه الجوهرة سوف تضيف للمملكة فسأله الرجل على ثمنها قال له هذه ليس لها ثمن فقال له لا أنا أريد مقابل، قال له أنا سوف أمر بأن يفتحوا لك خزائني كلها وتجلس في قصري لمدة ستة ساعات، اجلس واحمل كل ما تريده ولكن ستة ساعات فقط وبعد الستة ساعات ستخرج خارجاً بالذي حملته قال له وهو كذلك، دخل وجد القصر ممتلئ بأشياء كثيرة، فتحوا له أشياء بها مجوهرات وسلاسل وذهب وفضة ومقتنيات ثمينة جداً، ثم دخل على مكان الطعام المأكولات، والمشروبات، وأشياء كثيرة، وفواكه، فعندما رأى كل هذه الأشياء ظل يأكل، يأكل، يأكل، أطعمة شهية جداً، أطعمة كثيرة جداً، فعندما أكل ثقل جسده وقال أستريح قليلاً، وبعدما استيقظ آخذ كل ما حصلت عليه، نام وايقظوه وقالوا له الستة ساعات انتهوا، هيا لكي تخرج خارجاً، قال لهم أنا لم آخذ كفايتي، اعطوني خمس دقائق، معذرة، قالوا له لا الستة ساعات انتهوا. صدقوني يا أحبائي أحياناً فترة حياتنا نلهو فيها، لا ننتبه أننا نريد أن نجمع لميراثنا الأبدي ونلهو بأمور هذا العالم، نبحث عن شيء نلهو به،نهيم فيه، ننام،نتكاسل، لا بل لابد أن نعرف أن العمر قصير، عدو الخير دائماً يحاربنا،تجد الكاهن وهو يصلي يقول"لا تدع عدو الخير ألايضغينا بواسع الأمل بل نبهعقولنا"،يضغينا بواسع الأمل بمعنى أنه يقول لنا لازال الوقت أمامك طويلاً الله يعطينا أن نقضي أيام غربتنا في خوف ونحن رافعين قلوبنا لفوق، عندما يأتوا ليهددونا بشيء أنه سوف يحدث غلاء، ويحدث .... إلخ، قل لتكن إرادة الله، يقول لك "الحكيم يضحك على الزمن الآتي" الله يعطينا إيمان، يعطينا اكتفاء، يعطينا تفكر دائم في الأبدية، فلا نخاف ولكن نجعل الأبديةفي قلبنا.يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين.

عمل الإنبياء

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلهاآمين . في تذكار نياحة الأنبياء تقرأعلينا الكنيسة إنجيل الويلات وذلك لأن الأنبياء كان عملهم هو الإنذار الإلهي وتوصيل الرسالة من أجل التوبة، فتقرأ علينا الكنيسة إنجيل الويلات للكتبة والفريسيين بما معناه أنهم أناس تسمع كثيراً وتحفظ كلمة الله كثيراً لكن لا تفعل شيئاً،واليوم تذكار نياحة يونان النبي ونحن جميعاً نعلم أن يونان النبي كرز ونبه أهل نينوى بمجرد كلمتين حيث قال لهم "بعد أربعين يوماً تنقلب المدينة"،فاستجابوا وتابوا، لكن هناك أنبياء كثيرين علموا ونادوا وأنذروا لكنهم لم يستجيبوا للنداءات،إذن ما هذا الكلام؟! الكنيسة تريد أن تقول لنا يا احبائي عندما يكون هناك صوت الله يكلمنا لابد أن نستجيب،فموضوع أننا نسمع دون أن نعمل هوموضوع يحتاج مراجعة،لأن عندما تحدثنا الكنيسة ويحدثنا الأنبياء ويحدثنا الآباء الكهنة، ونسمع تعاليم كثيرة،نسمع ثم نسمع ولا نعمل نكون فعلنا مثل الكتبة والفريسيين الذين نصيبهم الويل، الويل لكم أيها الكتبة والفريسيين المراؤون،لماذا؟ لأنكم تعرفوا، من جهة المعرفة أنتم تعرفوا لكن لا تفعلوا، أخطر شيء يا أحبائي أن تكون كلمة الله بالنسبة لنا للمعرفة فقط،فمثلاً عندما نقول هيا نكمل آية نجد أننا جميعاً نحفظها،على سبيل المثال أقول لك أكمل تحب قريبك .....، تقول لي كنفسك، أحبوا .....،تقول أعدائكم، أحسنوا إلى .....، تقول لي مبغضيكم، باركوا ...، تقول لاعنيكم، أقول لك إذن هل نفعل ذلك؟ تقول لي لا ليس كل ذلك نفعله كاملاً،إذن ما هذا التناقض؟! كيف نعرف ولانعمل، وعندما نعرف ولا نعمل مرة، واثنين، وثلاثة، وعشرة، ماذا يحدث؟يحدث تبلد للإنسان، يحدث قساوة للقلب، يحدث مزيد من الابتعاد عن الطريق الروحي وكأننا نكون مثلما قال أخذتم مفاتيح المعرفة لكن لم تدخلوا أنتم والداخلين أيضامنعتموهم كثيراً يا أحبائي ما نرى أشخاص سمعت كثيراً ولم تفعل،وكثيراً ما نجد العكس أشخاص سمعت قليلاً وفعلت،فمن الممكن مثلاً أن تجدشخص سمع كلمة حركت قلبه وغيرته مثلما نقول عن أهل نينوى"بعد أربعين يوماً تنقلب نينوى"، كلمة حركت قلبهم وتابوا،كثيراً ما يقول لك عن امرأة كانت تعيش في دنس وخلاعة ولكنها سمعت كلمة الله من راهب أو من قديس مثل القديسة بائيسة، ومثل قديسة أخرى اسمها القديسة بيلاچية يقول لك تركت كل شيء،باعت كل شيء، القديسة بيلاچية يقول لك أنها ظلت في الصحراء 40 سنة، تابت بكلمة وذهبت للصحراء بعدما كانت تعيش في الدنس والخلاعة،تظل 40 سنة بتأثير كلمة،ولكن هناك أناس يسمعوا كثيراً ونحن جميعاً لدينا هذه المشكلة وخاصة أننا نأتي إلى الكنيسة ولدينا إنجيل في البيت، نسمع ولا نعمل ،والذي بداخل القلب يظل داخله، نفس الاهتمامات، نفس المشاعر، بمعنى أنه إذا كان هناك بعض الخصومة مع أشخاص، هناك عداوة مع أحد،هناك محبة معينة لخطية ما، فكل هذا يفعل مزيد من الابتعاد.لذلك لنحذر يا أحبائي ونراقب أنفسنا هل أنا قلبي قاسي، هل أنا لااستجيب،هل أنا الله يفعل أمامي آيات وعجائب وأنا لااستجيب،هل الله يكلمني وأنا لا أسمع،لذلك الكنيسة وضعت صلاة اسمها أوشية الإنجيل وهي صلاة الكنيسة تصليها قبل سماع الإنجيل لكي نقول "فلنستحق أن نسمع ونعمل"،الكنيسة تقول لنا أن الذي نسمعه لابد أن نفعله وإلا يكون دينونة علينا مثل الكتبة والفريسيين،قال لهم"الويل لكم أيها الكتبة والفريسيين"،كثيراً أناس تستجيب وكثيراً أناس تتقسى،كثيراً أناس تسمع الكلمة وكثيراً أناس لا تسمع للكلمة،الله صنع عجائب كثيرة في أرض مصر،صنع عجائب مع فرعون لدرجة أن مع الضربات العشر فرعون كان يقول كفى، كفى بعد كل ضربة، فهي ضربة واثنين وثلاثة وعشرة وكل مرة يقسي قلبه، ومرة يقول "إن الرب هو البار وأنا وشعبي أشرار"،يكفي هذا، اخرجوا من أرض مصر، بعد ذلك يقول لك أيضاً قسى قلبه ثانية، يقسي قلبه،يقسي قلبه وأنت قد رأيت ضربة أبكار، رأيت ضربة الغنم، رأيت ضربة البعوض، رأيت ضربة الظلمة،رأيت ضربة تحويل الماء إلى دم،رأيت ضربة الدمامل،أنت رأيت مخاطر كثيرة ومن المفترض أن تتوب، لا لكنه يقسي قلبه،ونحن أيضاً ياأحبائي يرسل لنا الله ظروف شديدة في حياتنا القصد منها أننا نتوب ونرجع، ولكن الإنسان أحياناً يظل يدين في الأمور، يظل يسخط على الواقع،وتأتي هذه الظروف له بتمرد، في حين أن المقصود منها أن تأتي بتوبة وليس تمرد.لذلك ياأحبائي الكنيسة تحذرنا من قساوة القلب، الذي حضر منكم الأسبوع الماضي،في الأحد الماضي الكنيسة كانت تقرأ علينا إنجيل زكا العشار، هذا الرجل مجرد فقط أن ربنا يسوع قال له "ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك"، وجدناه سرعان ما قال له يارب أنا أعطي نصف أموالي للفقراء، ومن ظلمته بشيء أعوضه أربع أضعاف، المسيح قال له "اليوم صار خلاصا لهذا البيت"، كيف استجاب زكا؟!لأنه فتح قلبه للمسيح، وعندما فتح قلبه للمسيح ليس فقط سمع لابل سمع وعمل، رغم أنه رجل متمسك بالمال جداً،رغم أنه رجل ظالم،فهو لم يكن عشار فقط بل يقول لك أنه كان رئيساً للعشارين، تخيل أن زكا يستفيد بينما الناس يدينوا ربنا يسوع المسيح أنه دخل بيته، الذي منكم سيحضر الأحد القادم في الكنيسة يجد إنجيل المرأة الخاطئة، المرأة تستفيد وتتوب وتتعلق بأرجل المسيح وتفرح باللقاء بينما الفريسي يقول في نفسه "لو كان هذا نبي لعلم من هذه المرأة وما حالها إنها خاطئة"، يا حبيبي ركز في نفسك!، يا حبيبي استفيد من اللقاء مع ربنا يسوع،عندما تأتي إلى الكنيسة استفيد من اللقاء مع المسيح لا تظل تنظر للناس من حولك، ولا تقل من جيد ومن غير جيد،أنت إذا أردت أن تقول فقل أكثر شخص غيرجيد في الحاضرين هو أنا، الخطاة الذين أولهم أنا،"وأما أنا فبكثرة رحمتك أدخل بيتك"، أنا أدخل الكنيسة بالرحمة ليس بالاستحقاق،وأنا سأتناول بالرحمة ليس بالاستحقاق،هذا هو الذي يستفيد من الكنيسة،قساوة القلب تأتي مع اعتياد السماع فقط ومع اعتياد أن الإنسان لايستجيب للكلام ولا يتغير يكون قاسي القلب،كان هناك قصيدة للبابا شنودة يقول فيها "صار قلبي في صدري مثل صخرا بل وكان أقسى"،قلبي داخل صدري مثل صخر لا بل وكان أقسى،كيف هذا الكلام! نعمل ذلك قال لك "أنا أعطيكم قلب لحم عوض قلب الحجر"،هل هناك قلب يكون حجر؟!، نعم الذي يسمع ولا يعمل، يسمع قصص توبة،يسمع مواقف خطرة،يسمع عن شباب يفارقوا الحياة، يسمع عن أطفال جاء لهم أمراض شديدة، إذن بعد كل هذا الكلام عندما أسمعه ماذا أقول؟أقول يارب أعطيني فرصة لكي أعيش،أعطيني فرصة لكي أتغير،أعطيني فرصة أرضيك فيها وأعبدك فيها، لكن من الممكن الإنسان يسمع كأنه لم يسمع، لذلك قال لهم "أعطوني القفا لا الوجه" يقصد أنهم يعطوني ظهرهم، لذلك يقول أنه من الممكن أن الإنسان يمنع نفسه عن البركة،يمنع نفسه عن التوبة،كثيراً ما يوجد قديسين في الكنيسة تابوا بكلمة، تابوا بموقف، أشخاص كثيرين تغيرت حياتهم بمجرد نداء،"اتبعني" يقول لك ترك كل شيء وتبعه، معلمنا بطرس يعظ وعظة تغير 3000 شخص، ويقول لك ماذا نعمل أيها الرجال؟!، قولوا لنا إذن ماهي الخطوة الأولى؟ قال لهم توبوا،وأنا أجلس الآن أسمع في الكنيسة لابد أن أقول إذن ما الخطوة الأولى التي أفعلها؟ تفعل خطوتين:- ١-تترك الشر . ٢- تمسك في البر . وأنت تجلس الآن يوجد شر معين في حياتك يسيطر عليك،قل له يارب ارفعه عني، وبر قلله يارب أنا أريد ألتزم كل يوم بالصلاة، لابد أن أترك شر وامسك في بر، ماذا نعمل أيها الرجال الأخوة؟لا يصح أنني ابتدئ مع الله وأنا داخلي شرور أخبئها، قال لك "إن راعيت إثماً في قلبي فلن يستمع الرب لي" لا يصح ذلك لذلك إنجيل الويلات لأن أنبياء نادوا وعلموا وأنذروا وتحدثوا، وكان هناك أناس تستجيب وأناس لا تستجيب،ولكن الذي لايستجيب لايقل عن نفسه أنه سيء، تصور يصل به لدرجة عجيبة! أنه يعتقد في نفسه أنه ليس أنا السيء لا بل النبي هو السيء، لدرجة كانوا يرجموه، ارميا وضعوه في جب،أشعياء وصلت درجة الشر بملك اسمه منسى ليس فقط يقتله فهو نشر عظامه،حيث لايريد أن يكون له بقية،رأيتم ماذا تفعل القساوة؟!،رأيتم القساوة التي تجعل الشخص رافض إلى هذا الحد،عندما يقولوا له الله سوف يسلمنا للسبي وسوف يسلمنا ليد أعدائنا يأمرأنهم يسجنوه،يأمرأنهم يضعوه في جب، فهو لا يريد أن يسمع كلمة توبخه.كانوا أحياناً يحضروا أنبياء مجرد أشخاص تأخذها وظيفة لكي يقولوا لهم كلام حلو،يقول له نعم هذا هو الرجل الذي كلامه كله حلو، يقول له سوف يكون أيامك جيدة،أيامك خير،سيحدث انتصارات وتعمل ......،......إلخ، يكون سعيد،يأتي آخر يقول له سوف يحدث سبي،وسوف يأخذكم أعدائكم،وسوف تذلوا، ويحدث .....،يقول كفى ولايريد أن يسمع، نحن أيضاً لابد أن نعرف أنه هناك مكافأة في الأبدية لكن أيضاً هناك دينونة، ويقول لك الكتاب "ليست رحمة لمن لم يستعمل الرحمة"، وكل يوم نصلي ونقول "توبي يا نفسي ما دمت في الأرض ساكنة"، فأنا لابد أن أستفيد بالفرصة وإلا قلبي يتقسى وأجد نفسي غير مستجيب لأي نداء، قلبي لايتحرك لأي حدث،وهذه مشكلة لذلك الكنيسة في تذكارات الأنبياء تقرأ لناإنجيل الويلات لكي توقظنا، ولكي تقول لنا الكلام الذي أنتم تسمعوه لابد أن تسمعوه لكي تستجيبوا له،الإنجيل خاصة بشارة معلمنا متى بدأ بالتطويبات لكن نجدأنه انتهى بالويلات،لكن أنا أريد أن أقول له يارب اجعل نصيبي في التطويبات، هناك بعض المفسرين أجروا مقابلة بين كل تطويبه وكل ويل،بمعنى كم أن التطويب مفرح وكم أن الويل مخيف ربنا يعطينا يا أحبائي أن نستفيد بكل كلمة،أن نسمع ونعمل ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

لماذا أنت عايش؟

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا لوقا،وتعيد الكنيسة بتذكار استشهاد شخص وزير اسمه واسيليدس،هذا الوزير يشهد للمسيح والملك دقلديانوس قد أصدر أمر باضطهاد المسيحيين، تعذب بأنواع عذابات كثيرة قاسية جداً واحتمل، وفي النهاية أمروا بقطع رأسه نقطة بسيطة نقف عندها لأن كل منا يحتاج أن يسأل نفسه لماذايعيش؟ ستجدأن شخص مثل واسيليدس لديه كل الأشياء التي نريدها،أي المال، المركز، السلطة، الإمكانيات، الكرامة،ومن الممكن أن الفرد يعيش حياته كلها لكي يصل لهذه الممتلكات وينتظرها،و يظل ينتظر هذه الأمور٢٠ - ٣٠ سنة يجمع مال، يجمع مال ويريد أيضاً سلطة،يريد أن يكون مشهور، تخيل أننا نعيش حياتنا كلها في هذه الخدعة، ونقضي أيام وشهور وسنين لكي نجمع مال ونصل لسلطة ونصل لكرامة ونصل لمركز معين الكنيسة تقدم لنا نماذج كثيرة جداً داست على هذه المباهج، وغلبت كل هذه الأمور،مثل اليوم القديس واسيليدس فهو كان وزير وأخته كانت زوجة الملك،فهو بذلك أيضا يعتبر لديه مكانة تعطي له كرامة وفيها تميز، لكن عندما يفحص الشخص نفسه قليلاً يقول لكن ماذا آخذ بعد كل هذا؟، وماالذي استفاد؟،وما الذي يرجعله؟ تجدأنه في النهاية يشعر أن المسيح أفضل جداً،يقولوا له انكر الإيمان فيقول أبدا لا يمكن أن أنكر إيماني،يقولوا له سوف نعذبك يقول نعم عذبوني، لماذا؟! يقول لأن العالم يصغر جداً أمام من اكتشف المسيح، طالما نحن لازلنا لم نكتشف المسيح يا أحبائي في حياتنا،ومركزه الفعلي،وكرامته الفعلية في حياتنا،واهتمامنا به،ومشغوليتنا به،يظل العالم كبير جداً في أعيننا،والدنيا كبيرة جداً، الإمكانيات هي أقصى ما نتمناه، أسأل نفسك سؤال أمين أمام الله الآن ما هي أقصى أهدافي؟سوف تجد نفسك لديك طموحات كثيرة في جمع المال،جمع المركز،جمع المناصب،غيرمكتفي،غيرشبعان،ليس لديك انتهاء، تظل تسعى ثانية وأكثر،تسمع ما تسمع ويقولوا لك ما يقولوا لك وتظل كما أنت،ما هذا الكلام؟! هذا مركز الحياة، الإنسان الذي يجعل مركز حياته في أمور تزول هو إنسان مخدوع،حقا هو إنسان مخدوع، أحد الآباء قال "من اكتفي بالعالم ونفسه أنكر على نفسه أنه لا نهائي"، الذي يكتفي بالعالم لايشبعه العالم، الحكيم قال "ما من شيء اشتهته عيني وأمسكته عنهما"، لا يوجد أبدا،لا توجدلذة أبدا عشت في هذه الدنيا وقلت كلمة أتمناها، لايوجد أمور أتمناها، وصل لدرجة أنه لا يتمنى شيء، وفي النهاية قال "باطل الأباطيل الكل باطل وقبض الريح"، ماذا قال؟ قال ليس شيء،إذن هذه الفكرة هل الإنسان لا يتعلم منها؟!،معلمنا بولس الرسول قال لك "ما كان لي ربحاً" الذي كنت أولا أفتخر به،بالمنصب والعائلة والكرامة،حيث أن بولس كان من عائلة كبيرة،كان مثقف جداً،متعلم جداً، ولو كان بولس الرسول قد أكمل حياته كحياة عادية لكان وصل لمنصب كبير جداً دينياً ومدنيا،أي أنه كان يمكن أن يكون له منصب كبير في رئاسة الكهنوت، وكان يمكن أن يكون له منصب كبير في البلد لما له من إمكانيات وثقافات ولغات، مميز جداً، لكن في النهاية قال لك "ما كان لي ربحاً"، الذي كنت زمان أفتخر به حسبته نفاية من أجل فضل معرفة المسيح،بمجردأن المسيح يكبر في حياة الإنسان تجد العالم يصغر، هذا هو المثل الذي قاله ربنا يسوع المسيح على الجوهرة المختفية في الحقل،طالما أنا لا زلت لم أرى الجوهرة المخفية في الحقل أنا متمسك بالحقل، أنا كياني من الحقل، أنا أمالي كلها في الحقل، أحلامي كلها في الحقل، لكن بمجرد أن أجد الجوهرة أقول يكفي،وجدت الكنز أخبئها،أخبئها ماذا أفعل؟!أبيع ممتلكات كثيرةلكي نأخذ هذه الجوهرة،طالما نحن لازلنا لانكتشف المسيح كجوهرة فنحن نشعر أن الحياة معه خسارة ولن نربح شيء،على العكس تكون الحياة في المسيح، أحياناً الإنسان ينظر إليها على أنها بعض القيود، يقول لك أعطي، سامح،اغفر،ادفع، عش مسكين،لا تطالب بحقك،تجدمتاعب كثيرة مثل مساكين بالروح، يكلمك عن طوبى لكم إذا طردوكم وعيروكم، فهو كلام محزن،لأن الإنسان لم يجد المسيح، وعندما لا يجد المسيح يحسب أن الوصايا ثقيلة، ويحسب أن الحياة معه خسارة،بمجرد أن يجد المسيح يقول لا أبدا فأنا اكتشفت الأبدية، أنا ارتفعت فوق الزمن، أنا ارتفعت فوق المال، أنا ارتفعت فوق السلطان، هذه السلاطين لا تدوم،مثلما تقول لنا الكنيسة في مديح القديسين مكسيموس ودوماديوس يقول "بدأوا بخلع التيجان، ورميها من فوق الرؤوس، محبة في ملك السماوات"، كلنا نتشفع بالقديس العظيم مار جرجس، كلنا نتشفع بالقديس العظيم فلوباتير الذي يقول لك خلع النياشين وألقاها،وهي الرتبة التي تأخذ الناس فخر منها، تخيل عندما يكون رجل لواء أو منصب كبير، والرتبة التي على كتفه تعطيه تميز وفخر، وهو يلقيها ويقول خذها أنا لا أريدها، متى يصل الإنسان لذلك؟الذي وجد المسيح،ولكن ماذا أفعل لكي أجد المسيح؟ صدقني هو طوال النهار يطرق على الباب، طوال النهار يحدثنا،أنت إذا رفعت أعينك إلى فوق تراه،إذا رفعت أعينك على المذبح تراه،إذا دخلت داخل قلبك تراه،إذا دخلت داخل الإنجيل تراه،إذا دخلت داخل سير القديسين بوعي وصدق وأمانة تراه،فهوغير مختفي عنا أبدا،أحد القديسين قال "ليس هو بعيد عنك ذاك الذي تتعب في البحث عنه كل أيام حياتك،أنه داخلك" أين هو؟! داخلك لكن للأسف لم تعطيه فرصة للدخول داخلك بسبب غلبة العالم، واسيليدس العالم صغر أمامه جداً، صغر جداً بمجرد أن رأى الجوهرة الأكبر،كان هناك شاعر منذ زمن طويل اسمه"جبران خليل جبران"، جبران كان كاتب يقول لك (أنا وأنا صغير وأنا شاب كان العالم يشدني جداً،كنت مولع جداً بالعالم،ومولع جداً بكل ما هو مقتنيات وكل ما هو اختراعات وكل ما هو جديد - وبالطبع هذا هو الطبع البشري فينا جميعاً -فقال كنت أرى هذا العالم ضخم جداً وكأنه بحر كبير جداً وأنا نقطة تافهة صغيرة جداً على شاطئ بحر العالم الكبير، قال لك لكن عندما كبرت وعندما تذوقت المسيح وعندما دخلت في اختبار الحياة مع المسيح وعندما شاهدت نور المسيح وعرفت كم هي كرامتي في المسيح يسوع تغيرت الدنيا معي) ،تغيرت معك فماذا أصبحت؟! قال لك تغيرت تماماً معي،قال لك أصبحت على العكس،وما هو العكس؟! قال لك أصبحت أنا الشيء الكبير جداً، أصبحت أنا شخص لانهائي،أصبحت أنا الإنسان الذي لا يقدر بثمن وهذا العالم كله مثل حبيبة رمل على الشاطئ الذي هو أنا، أصبحت أنا أكبر من العالم، هذا هو الذي قاله ربنا يسوع المسيح "ثقوا أنا قد غلبت العالم"قال لنا ذلك أنتم سوف تغلبوا العالم، أنتم سوف تغلبوا الأشياء التي في العالم، أنتم سوف تدوسوا عليها لأن داخلكم نعمة أغلى داخلكم جوهرة غالية كثيرة الثمن،من وجد المسيح وجد كل شيء ومن لم يجد المسيح فقير لكل شيء، أي أنه لم يجد أي شيء لذلك يا أحبائي عندما تقرأ لنا الكنيسة سير شهداء مثل اليوم ثلاثة فلاحين عائدون من عملهم وجدوا أريانوس الوالي وكان قد قضي على مسيحيين مدينة أسنا بأكملها وأخذ أسقفه االأنبا أمونيوس أسير معه لمزيد من إذلاله،يأخذونه معهم من أسنا إلى أسوان، وفيما هو يذهب وجد ثلاثة عائدون من عملهم وقالوا له نحن مسيحيين، فقال الجنود يكفي ذلك فقد شعرنا بالملل وقتلنا البلد بالكامل، يكفي فقد أتعبتنا أيدينا، وسيوفنا أصبحت غيرحادة ووضعناها في غمدها، قرأت اليوم في السنكسار يقول لك قالوا لهم خذوا فؤوسنا واقتلونا بها، أميتونا بها، العالم يصغر جداً أمام الذي وجد المسيح،ليس فقط العالم لكن الحياة نفسها، الأيام نفسها، الممتلكات نفسها، كلما وجدنا المسيح كلما وجدنا ما هو أثمن من كل ما نحيا من أجله،فنحيا لأجله ولأجله فقط لنقتني الجوهرة الغالية الكثيرة الثمن ربنا يكمل نقائصنا يسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

شعرة من رؤوسكم لا تسقط

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحدآمين ،تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة فصل من بشارة معلمنا لوقا الإصحاح (21) والذي يتحدث عن اضطهاد وألم المؤمنين من أجل اسم السيد المسيح،قال "يلقون أيديهم عليكم ويطردونكم ويسلمونكم إلى مجامع وسجون وتقدمون أمام ملوك وولاة لأجل اسمي فيكون لكم ذلك شهادة"، ثم يقول "يقتلون منكم وتكونون مبغضين من الجميع لأجل اسمي"، ثم يقول كلمة نحتاج أن نقف عندها قليلاً حيث يقول "وشعرة من رؤوسكم لا تهلك بصبركم تقتنون أنفسكم"."شعرةمن رؤوسكم لا تهلك"كيف ذلك يارب؟! إذا كان الإنسان يستشهد، بمعنى أن اليوم على سبيل المثال السنكسار يحدثنا عن قديس اسمه مويسيس وأخته اسمها سارة،والدهم كان غني وترك لهم ثروة، الأخ أراد أن يذهب إلى الدير فأخته قالت له هل تتركني فوضعها في بيت للعذارى فذهبوا الدير وظلوا عشرة سنوات لم يروا بعضهم البعض،ثم ذهب إليها وقال لها أنا سأذهب وأعلن إيماني واستشهد، قالت له إذن وأنا أيضاً آتي معك، فأستأذنت من الدير وذهبت معه واعترفوا أمام الوالي، يقول لك عذبهما عذابات كثيرة وألقاهم للسباع،إذن كيف يكون عذبهم كثيراً وألقاهم للسباع واستشهدوا وماتوا والإنجيل يقول لنا شعرة من رؤوسكم لاتهلك!، فما هي كل هذه العذابات للقديسين!، ويقول أيضاً"يحفظ جميع عظامكم وواحدة منها لا تنكسر"، ونجد القديسين يكسر عظامهم،ونجدقديس مثل القديس يعقوب المقطع قطعوا كل أعضائه،فكيف يقول يحفظ جميع عظامهم؟!وتقطع أعضاؤه، وكيف يقول شعرة من رؤوسكم لا تسقط وفي نفس الوقت هو يلقى للسباع وفي نفس الوقت هو يتألم الامات كثيرة،فهناك أمثلة كثيرة من يقول أنهم وضعوه في زيت مغلي،ومن يقول لك وضعوه في مقطرة،ومن يقول لك قطعوه اربا اربا، لكن كيف كل هذا وشعرة من رؤوسكم لا تسقط؟! في الحقيقة هناك أمور ياأحبائي نستطيع أن نقول عليها أنها لا تفهم بالزمن ولكن تفهم بالأبدية، فالمقصود أن شعرة من رؤوسكم لا تسقط أبديا، يحفظ جميع عظامكم أبديا، فمثلاً عندما يقول لك على الكنيسة كل "آلة صورت ضدها لا تنجح" أوعندما يقال عنها "أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها"، فنحن يمكن أن نسمع- الله لا يسمح - عن كنيسة تهدمت أو كنيسة احترقت،إذن كيف يقول أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها، فالمقصود أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها أبديا نحن يا أحبائي لابد أن نعرف أن الجسد هو وعاءللروح،الجسد هو أداة لكي نعيش بها مدة الغربة، معلمنا بولس يقول لك "لنا هذا الكنز في أواني خزفية"، ما هو الإناء الخزفي؟الجسد الذي نعيش فيه هو اسمه إناء خزفي،لكن هذا الإناء الخزفي داخله محتوى أغلى منه كثيراً،لنا هذا الكنز، هذا الإناء، إناء من خزف رخيص، ضعيف، قليل القيمة لكن الذي داخله ما هو أثمن، الذي هو روح الله التي بداخلنا،الذي هو الروح الذي أخذناه منه الذي سوف يأخذ الخلود،الذي يأخذ النعمة،الذي يأخذ مجد الحياة الأبدية لذلك نحن لن نرث الحياة الأبدية بجسدنا هذا،لاسوف يتغير قال "إلى تلك الصورة عينها"،فالله ينظر إلى هذا الجسد على أنه مجرد وعاءلما هو أثمن منه،فعندما يتحدث عن عظام لا تكسر أو عن شعرة لا تسقط فهو لا يقصد بها الجسد الذي نعيش فيه الآن، وعود الله لنا يا أحبائي بالشفاء، وعود الله لنا في هذا الزمن هي وعود للخير ولكن لا يقف عندها الإنسان كثيراً لماذا؟ لأنه قال لك"أطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس"، لأنه قال لك لا تهتم بما تأكلوا أوبما تشربوا لأنه يعرف أن الزمن الذي نعيش فيه هو زمن مؤقت، والجسد الذي نعيش فيه جسد مؤقت، فهو عنايته بالأكثر ليس بما هومؤقت لكن بما هو دائم،لذلك عندما نجد مثلاً جسدنا ضعيف لا ننزعج،عندما نجد جسدنا قابل للأمراض لا ننزعج، عندما يأتي تعب لشخص يقول له لماذا يارب ذلك المرض وأنا أرضيك، أنا أعيش معك، فلماذا أنا؟! ولماذا تترك الأشرار؟!،لأن الأمر بالنسبة لنا يفهم بطريقةخاطئة، بمعنى أنه ليس الأبرار ستكون صحتهم جيدة والأشرار ستكون صحتهم غيرجيدة لا بل وعود الله لنا وعود أبدية ليست وعود زمنية، عناية الله بالجسد عناية موجودة ولكنها ليست كل شيءلأن الله يعتني بالأكثر بما هو دائم وليس بما هو زائل،كان أبونا دوماديوس الله ينيح نفسه كلنا نعرفه بالطبع (كان كاهناً على كنيسة الأنباأبرام) عندما كان مريض والناس كانت مشفقة عليه وهم يروه غير قادر على الحركة بشكل جيد وهناك فترة كان يجلس على كرسي متحرك والناس كانوا متضايقين جداً لأجله فكان يقول لهم كلمة جميلة جداً، كان يقول لأن الخيمة تتمزق،لأن جسدنا هذا الكتاب المقدس أسماه خيمة، يقول لك"إننقض بيت خيمتنا الأرضي فلنا في السماء بناء غير مصنوع بيد أبدي"، اسمها خيمة، ما هي الخيمة؟ هي التي تخصرحلة، الخيمة لأيام،هذه الخيمة يعرف عنها أنها تكون ضعيفة لكي تتنقل لابد أن تحمل على الأكتاف ولا تكن ثقيلة جداً،فتجد كلما كانوا صناع الخيام ماهر ينفهم يصنعوها من قماش أو خامة قوية وفي نفس الوقت لابد أيضا أن تكون خفيفة لكي لاتكون ثقيلة في حملها لأنها معروفة أنها مؤقتة،هكذا هو جسدنا أيضاً، جسدنا هو لرحلة، فعندما يقول شعرة من رؤوسكم لا تسقط، ونجد هنا الشهيد تعذب، تألم،ألقى للسباع،والذي يقول لك ألقوه في البحر، والذي يقول لك ألقوه للوحوش، والذي يقول لك أحرقوه بالنار، تقول له إذن كيف؟!، لماذا يفعل الله ذلك في الأبرار؟ يقول لك لأن قصد الله لنا يا أحبائي أبدي أكثر من أنه زمني، هناك ثلاثة نقاط نحن محصورين فيهم جداً في تفكيرنا واهتماماتنا وفي الحقيقة الله لديه ثلاث نقاط أخرى في مقابلهم على العكس تماماً وهم موضع اهتمام الله:- ١- بالنسبة لنا الجسد، الله بالنسبة له الروح. ٢-بالنسبة لنا الزمن، الله بالنسبة له الأبدية. ٣- بالنسبة لنا الأرض، الله بالنسبة له السماء. فنحن لدينا ثلاثة أمورمحصورين فيهم جداً، نحن الآن نعيش وكل تفكيرنا في الأرض،كل ما يقلقنا الزمن،كل مايشغلنا الجسد،تستيقظ وتنام وحياتك كلها محصورة في ثلاث نقاط جسد، وزمن، وأرض، لكن في الحقيقة الله يريد أن يأخذنا من هؤلاءالثلاثة لمكان آخر تماماً،يريد أن يأخذني من الجسد للروح،بالطبع أنا أرفض لأنني لا أعرف الروح أنا أعرف الجسد،يريد أن يأخذني من الزمن للأبدية لكننا نقول له اتركنا في الزمن، أريد تأمين حياتي التي أعيشها الآن، ثم يريد أن يأخذني من الأرض للسماء أقول له أيضاً اجعلنا في الأرض، نحن مثل الطفل الصغير الذي يتمسك وينحصر في لعبة ووالده ينظرللأمام جداً ويريده أن يذاكر ويجتهد،والده يرى رؤية مستقبلية بعيدة بينما الطفل يرى رؤية زمنية ضيقة جداً هذا هو الحال بيننا وبين الله، لذلك هناك أمور كثيرة لا نفهمها،أمور كثيرة لانستطيع استيعابها لأننا محصورين في الجسد والزمن والأرض، لماذا يارب تفعل ذلك؟ يقول لك أنا أهتم بك أبديا،قديكون في حياتك ضيقة،قد يكون لديك ألم في الجسد،قد يكون لديك تعب، قديكون لديك مرض،وقديكون لديك مشكلة، لكنه لتعرف ماهو مقصدي من هذا الكلام؟ أنا أريد أن أنقلك نقلة أعلى بكثير،"إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضا معه"،"إن آلام هذا الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا"،هو ينقلنا نقلة من زمن لأبدية،من جسد لروح، لدرجة أن معلمنا بولس قال لك "من تألم في الجسد كف عن الخطية"،فهل هذا يعني أن ألم الجسد قديكون مفيد؟!نعم قد يكون مفيدجداً،فألم الجسد قد يقدم لك هدية لا تعرف أن تأخذها وإن تعبت العمر كله، تأخذها كهدية بألم الجسد التي هي أنك تأخذ به الحياة الأبدية وتأخذ به مستقبل أبدي،لذلك عندما يقول لك شعرة من رؤوسكم لا تسقط فلا تأخذها حرفياً لا بل خذها بمعنى أبدي، لأن الكتاب المقدس وفكر ربنا يسوع المسيح لنا هو فكر روحي ليس فكر أرضي، هو فكر سماوي وليس فكر زمني،لذلك عندما تجد قديس يتعذب أو تسمع عن مار جرجس أنه ظل سبع سنوات يتعذب قد تحزن عليه،وتتخيل أن أي شخص جاء ليعذبه تريد أن الله يصنع له معجزة،تريد أن الله يصنع معجزة مثلاً وهم يلقوهم للسباع تقول نحن يارب ننتظر أن تفعل لنا معجزة مثل التي فعلتها مع دانيال، فنسمع هكذا أنه عندما ألقوهم للسباع أنه يقول لك وأرسل الرب ملاكه وسد أفواه الأسود، حينئذ نكون سعداء جداً أن مويسيس وسارة أخته خرجوا أصحاء من الجب أو من المكان الذي وضعوهم فيه للسباع، السباع كانوا أليفين و هادئين وبعد ذلك نكمل القصة مثلاً يقول لك فعندماأخرجوهم(هذا كله كلام من وحي خيالنا)قالوا سوف نضع الأشخاص الذين وضوعوهم في البئر للسباع فبمجرد أن سقطوا في البئر افترست السباع فوراً، حينئذ نحن نكون فرحين، لقد افترست السباع الأشخاص الذين كانوا يريدون أن يقتلوهم، هذا فكر زمني، هذا فكرمحدود،حينئذ نكون فرحين أن الله أنقذهم،لابل الله أنقذهم بالفعل لأن الله أراد أن يتمجد معهم أنهم صاروا شهداء واسمهم صار اسم خالد ولهم مجد أبدي،فإذا كان مويسيس وسارة عاشوا حياة عادية لم يكن أحدتذكرهم أوسمع عنهم، لكن الآن يحدثك عن قديسين منذ سنة 250 ميلادية،تعرف مامعنى أن شخص يظل اسمه خالد لمدة حوالي ألفين سنة، ما هذا؟!، لأنه عندما ذا قال ألم من أجل المسيح صار له مجد، وهذا المجد ليس مجد زمني بل مجد أبدي،الكتاب المقدس وفكر ربنا لنا هو فكر غير محصور في أيام، غير محصور في مادة، غير محصور في جسد،غير محصور في منصب، الناس كلها كل تفكيرها هو ذلك،لكن الله يريد أن يقول لك أن افكر يغير ذلك تماماً، أنا أريدك أن تهتم بما فوق، أنا أريدك أن تعمل لمصيرك الأبدي، أنا أريدك أن تهتم بالروح ليس بالجسد، أنا أريدك تهتم بالأبدية ليس بالزمن، أريدك أن تهتم بالسماء وليس بالأرض، إذن لنفترض أنك نلت مجموعة ضيقات في هذه الحياة فلا يوجد أبدا مايعطينا معونة وسند على آلام الزمان الحاضر إلا أنني تكون عيني على السماء لذلك كان يمكن أن نجد هؤلاء الشهداء يتعذبوا لكنهم يرتلوا،يكونوا يتألموا لكنهم فرحين، لدرجة أن أحد القديسين واسمه القديس أغناطيوس كان أسقف وذاهب للاستشهاد وبالطبع كان الشعب حزين لأنه أسقف ويحبوه فيظلوا يبكون عليه ويقولوا له لايا أبانا لا تفعل ذلك،يقول لهم كيف؟!لا تصنعوا بي شفقة في غير موضعها، هل أنتم تحبوني؟إذا كنتم تحبوني حقا فإنها لحظات وأتقابل مع المجد الأبدي،هي لحظات اجعلوني أعبرها هيا اتركوني،دعوني أطحن، قال لهم"دعوني أطحن بأنياب الأسود،إني أريد أن أقدم جسدي خبزة لله"،أنظروا هذا الفكر!، أين فكره؟ليس في البكاء الذين يبكون به،وليس في الذين يقولون له لا تتركنا،والذي يتحسر عليه،والذي يقول له لا لن تحتمل أنت رجل كبير،يقول لهم دعوني أطحن لأقدم خبزة لله، الفكر الكتابي والفكر المسيحي وفكر ربنا يسوع المسيح لنا ينقلنا أننا ليس من هذا العالم، وقال ذلك "أطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس" ربنا يعطينا فكر سماوي، فكر روحاني، فكر أبدي يكمل نقائصنا ويسندكل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجددائمًا أبديا آمين.

ما هو الروح القدس

الفترة يا أحبائي التي بين عيد الصعود وعيد حلول الروح القدس عشرة أيام، أمس كانت الكنيسة تحتفل بعيد الصعود، من الخميس بالأمس إلى الأحد الذي يلي القادم يكونوا عشرة أيام عيد حلول الروح القدس، الكنيسة هذه الفترة تكون في فترة اشتياق وترقب لحلول الروح القدس، ما الروح القدس الذي سوف نأخذه؟ هنا يقول "الذي يرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم". سوف أقول لكم ثلاثة أمور قد نكون لا نركز فيهم جداً مع الروح القدس : ١- هو يعلم . ٢- هو يذكر . ٣- هو يرشد . أولاً : يعلم : ما معني أن الروح القدس يعلم؟، قال لك يعلمك كل شيء، هناك كثيراً من الأشياء في حياتنا في المسيح يسوع تعتبر فوق العقل، تعتبر أسرار، تحتاج إلى أن يفهمها الإنسان، وفي صريح الأمر لا يعرف، فعلى سبيل المثال ماذا يعني عذراء تحبل؟ فهو كلام غير منطقي، ماذا يعني أن أتناول قطعة قربانه وتكون هي الجسد؟، قربانه وجسد كيف؟، ما معني أن الله حاضر معنا الآن في القداس؟، ما معني أن القداس به ملائكة؟، ما معني أن القداس به قديسين؟، أمور كثيرة فوق العقل؟، من يعلمنا هذا الكلام؟ هو الروح القدس، الروح القدس يعلمك هذا الأمر، لأن الحياة في المسيح يسوع كلها أسرار، وكلمة أسرار ليس معناها غموض، لا بل أسرار بمعنى أنه لا يدرك منتهاها، أي سوف تفهم فيها لكن لا تفهمها للنهاية، لا يدرك منتهاها لذلك اسمها أسرار، إذن من الذي يعرفني هذه الأسرار؟ من يعلمني هذا؟، من يحل لي هذا الغموض الذي فاق ذهني؟ الروح القدس، الروح القدس هو الذي يعلمك، يعلمك آية أنت لم تستطيع أن تفهمها، يعلمك سر لا تستطع أن تدركه، يعلمك الثالوث الآب والابن والروح القدس، قال لك "لا يستطيع أحد أن يقول أن المسيح رب إلا بالروح القدس"، الآب والابن والروح القدس، وهم الثلاثة واحد، والثلاثة متحدين، غير منفصلين، لكن لهم كل واحد أقنوم، له طبيعة خاصة، طبيعة الآب غير طبيعة الابن غير طبيعة الروح القدس، ومع ذلك هم واحد، هذا الكلام عندما تجد نفسك في غموض سوف يفهمه لك الروح القدس، الروح القدس يعلم، عندما تجد آية لا تستطيع أن تفهمها، حيث أن الكتاب المقدس يقول لك كتبه أناس الله القديسون مسوقين بالروح القدس، أي أن الروح القدس هو الذي قادهم للكتابة، فعندما أنا لا أفهم من الذي يفهمني؟ الروح القدس الذي قادهم للكتابة، مثلما نحضر كاتب كتاب ليشرح لك الكتاب، أو نحضر شخص هو الذي وضع نظرية ليشرح النظرية، شخص صنع جهاز يشرح الجهاز، الروح القدس يفسر لنا أي غموض في الكتاب المقدس . ثانياً : يذكر : ما معني يذكر؟ أنا أريدك تتخيل معي أن أحداث الكتاب المقدس وخصوصاً أحداث البشائر الأربعة، التلاميذ والأنجلين كتبوها بعدما حدثت بفترة فكيف تذكروا كل هذه الأحداث بمنتهي الدقة؟، كيف يكتبون التطويبات كلها؟، هل من المعقول أن شخص يمكن أن يتذكر أشياء قيلت لمدة سنين، إذن فكيف تذكر أنه بعدما خرج من الجبل ذهب ليصلي؟، ثم بعد ذلك ماذا قال وهو يصلي؟، بعد ذلك خرج ليقابل التلاميذ، بعد ذلك قال لهم أنا صاعد لأورشليم، قال لهم أنا سوف أصلب، وقال لهم .... وبكى على أورشليم، هذا الكلام كله بالأحداث بترتيبها هل يمكن لشخص أن يتذكرها بهذه الدقة، قال لك أن الروح القدس هو الذي ذكرهم، الروح القدس هو الذي ذكرهم بالتطويبات، ذكرهم بالتعاليم، ذكرهم بالمواعظ، ستجد في الكتاب المقدس عظات طويلة مثل العظة على الجبل، مثل حديث المسيح في الهيكل، الذين يقولون عليها أناجيل الباراقليط، (يوحنا : ١٤، ١٥، ١٦) بعد ذلك تدخل على الصلاة الوداعية، (يوحنا : ١٧، ١٨ ، ١٩) أحداث بالإصحاحات، أحداث كثيرة جداً كيف تذكروها؟ الروح القدس، أتريد أن تتذكر أشياء؟ اطلب من الروح القدس أن يذكرك تعاليم أو عظة أو آية أو ... إلخ، الروح القدس يذكرك . ثالثا : يرشد : ماذا أفعل يارب؟ لا أعرف، هذا الشخص أنا متضايق منه، هذا الموقف أنا لا أعرف كيف أتصرف فيه، هل أذهب أم لا أذهب، أعمل هذا العمل أم لا، هناك شخص شاب هل يرتبط بهذه الفتاة أم لا، هل أسافر أم لا أسافر، هل أحضر أم لا أحضر، أسئلة كثيرة جداً، أقول لك صدقني أخضع للروح القدس وهو يرشدك، إلي أي شيء يرشدك؟ ستجد الروح القدس يتحدث داخلك بالسلام، يتحدث داخلك بالطمأنينة، يتحدث داخلك بالفرح، يتحدث داخلك بالشكر، الروح القدس يرشد، قال لك هو يرشدكم. لذلك يا أحبائي الروح القدس هذا تستطيع أن تقول أننا بدونه نكون أيتام، أيتام بمعنى أن الشخص لم يعد له سند، لم يعد له إرشاد، الله قال لنا أنا خير لكم أن أنطلق، كيف يارب تتركنا فنحن ضعفاء جداً، غلابه جداً، مساكين جداً، وسوف نتعثر ونضل، بالفعل أمر يشعر بالخجل، قال لهم لا انتبهوا أنا لا أترككم هكذا فقط، أنا لن أكون ماضي حدث في حياتكم، لن أكون شخص عاش معكم فترة حلوة فقط، قال لك لا أنا خير لكم أن أنطلق، أنا إن لم انطلق لك لن أرسل لكم المعزي، وبالفعل انتظروا وأرسل لهم المعزي، وكانت بالنسبة لهم قوة ودفعة كبيرة جداً . ثلاث أمور عندما قال لهم يعلمك كل شيء، يعلم ويذكر ويرشد، هذه الفترة أرجوكم صلوا كثيراً قطع الساعة الثالثة حتى وإن لم تكن في أوقاتها، قوموا بترديدها وأنتم ذاهبون أو عائدون، "أيها الملك السمائي المعزي روح الحق الحاضر في كل مكان والمالئ الكل كنز الصالحات هلم تفضل وحل فينا"، هلم تفضل وحل فينا، رددوها كثيراً، رددوها كثيراً، هلم تفضل وحل فينا وطهرنا أيها المخلص الصالح، من هنا إلى عيد حلول الروح القدس إلى أن يرسل لنا هذه النعمة.ربنا يعطينا أن تكون هذه الفترة، فترة ترقب، انتظار، اشتياق لحلول الروح القدس المعزي فينا .يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

أخر يمنطقك ويحملك حيث لا تشاء الجمعة الثالثة من شهر أبيب

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين .فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهرالدهور كلها آمين . تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي أخر فصل في إنجيل معلمنا يوحنا البشير وهو حديث بين ربنا يسوع المسيح والقديس معلمنا بطرس الرسول،حديث ربنا يسوع المسيح يجدد فيه دعوة معلمنا بطرس بعد الصليب والقيامة وبعد إنكار معلمنا بطرس، ربنا يسوع أكل مع تلاميذه واخذ معلمنا بطرس الرسول"وقال له أتحبني؟قال له أنت تعلم يا سيد أني أحبك قال له ارع غنمي،يقول لنا فعاد ربنا يسوع وسأله مرة ثانية أتحبني قال له أنت تعلم أني أحبك قال له ارع غنمي،ثم سأله مرة ثالثة وقال له أتحبني؟"فيقول الكتاب أن معلمنا بطرس حزن وكأنه يريد أن يقول له يارب أنت لم تصدق أني أحبك،كأن ربنا يسوع المسيح يريد أن يقول له وهل أنت تصدق أنك تنكرني؟!،فحزن بطرس أنه قال له ثلاث مرات أتحبني؟ فقال له ارع غنمي،عند هذه الإجابة ربنا يسوع دخل معه في حديث أقوى، قال له عندما كنت شاباً، أنت عندما كنت صغير كنت تمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء، ولكن إذا شخت فإنك تبسط يديك وآخر يمنطقك ويحملك حيث لا تشاء،ماذا يعني هذا الكلام؟ معروف أنه في زمن ربنا يسوع المسيح كانت الناس ترتدي جلباب أو قفطان فعندما يرتدوها وكانوا يريدون أن يعملوا أعمال معينة تحتاج إلى مجهود فكانت تعطلهم،فتجد الفرد لكي يعرف أن يعمل وهو يرتدي الجلباب ولكي لا يتعطل فيرفعها قليلاً ويرتدي من فوقها قطعة من القماش ويربطها جيداً على ظهره بحيث تصلب ظهره أكثر وتعطي له عزم في العمل هذه اسمها "المنطقة"ترتدى على الوسط وتكون الملابس مرتفعة لفوق قليلاً لكي الشخص وهو يعمل لايشعر أن هناك شيء يضايقه اسمها "المنطقة"، طالما الشخص يسير في الشارع أو في بيته أو يعمل أي عمل بسيط لا يوجد داعي أن يرتدي المنطقة، فمتي يرتدي المنطقة؟عندما يشعر أن هناك عمل مهم أو عمل شاق أو عمل جاد سوف يقوم به،حينئذ يرتدي المنطقة، فربنا يسوع المسيح يقول له أنت منذ زمن كنت عندما تود أن تعمل كنت تمنطق ذاتك،أنت كنت تحضر هذه المنطقة وتقوم بربطها على وسطك وتعمل وتمضي حيث تشاء،وتفعل ما أنت تريده،قال له لكن أنا سوف أنتقل بك إلى مرحلة أخرى تختلف عن المرحلة الأولي تماماً،ما هي؟ قال له أنت سوف تبسط يدك،بمعنى تجعل يديك الأثنين مرفوعتين،وعندما أنا أود أن أجعلك تعمل شيء ما أنا سوف أمنطقك، وسوف أجعلك تعمل شيءأنت لا تعرفه،وسوف أقودك حيث لا تشاء،ما هذا؟!معلمنا يوحنا الرسول بالطبع يفهم أسلوب ربنا يسوع المسيح فوجدناه يحل لنا اللغز في ثانية،فماذا قال؟ قال هذا مشيراً إلى أية ميتةكان مزمع أن يمجد الله بها،ما المقصود بهذا الكلام؟يريد أن يقول أن ربنا يسوع المسيح سوف يدخله في طريق الكرازة والبشارة، لكن الكرازة والبشارة سوف تجلب عليه أتعاب كثيرة جداً إلى أن تذهبه لطريقة موت يتمجد بها مع المسيح لكن هو بسط يده وآخر منطقه وقاده حيث لا يشاء، وكأن ربنا يسوع المسيح يريد أن ينقلنا من مرحلة أننا نقود أنفسنا إلى ما نشاء إلى مرحلة ما يقودنا هو إلى حيثما لانشاء علينا يا أحبائي أننا نبسط أيدينا وآخر يمنطقنا،ما معنى ابسط يدك؟ تخيل أنت عندما شخص يرفع يده وآخر يمنطقه ويقول له أنت تصرف، أنت أفعل بي ما تريد، ما أجمل أن أختبر في حياتي أن الله يقودني ما أجمل أن يكون لي اختبار أن ربنا يسوع هو الذي يمنطقني، هو الذي يقول لي أستعد للعمل، هو الذي يختارلي نوع العمل، هو الذي يأمرني بالعمل حتى أن كنت أنا لا أشاء،يقول لك أنت في وقت تعيش فيه أنت كل الأمور فيها بإرادتك،تفعل ما تريد،تذهب المكان الذي تريده،تعمل العمل الذي تريده هذه مرحلة، لكن هناك مرحلة أنت لابد فيها أن تبسط يدك وآخر يمنطقك ويقودك حيث لا تشاء،هذه هي المرحلة، لذلك يا أحبائي نحن علينا بنعمة ربنا أننا نجتاز هذا الاختبار، اختبار التسليم الكامل لإرادة الله، ما أجمل الإنسان الذي كل يوم وهويصلي يقول لربنا لتكن مشيئتك،وكأنه يقول له هأنذا يارب أرفع يدي وتعالى أنت منطقني قدني حيث لا أشاء،قدني في المكان والموضع والطريق الذي تريد أنت لا الذي أريده أنا، أخطر خطية يا أحبائي جلبت على الإنسان كل الأتعاب هي العصيان، وأجمل نعمة تجلب على الإنسان كل البركات هي الطاعة، فإذا كان العصيان هو الذي طرد أبونا آدم من الفردوس فالطاعة هي التي أدخلتنا مرة أخرى إلى الفردوس،أي طاعة؟ قال لك ربنا يسوع المسيح هو الذي جاء أطاع حتي الموت موت الصليب ربنا يسوع عندما يقول لنا آخر يقودك حيث لا تشاء هو بنفسه فعل ذلك،و قال ذلك لتكن لا إرادتي بل إرادتك،هونفسه أعطانا نموذج تاركاً لنا مثالاً لكي نتبع خطواته، هو علمنا كيف نحن ننقاد معه حيث لا نشاء لكن حيث يشاء هو،هذا هوالنموذج الذي يريد الإنجيل اليوم أن يركز عليه،يريد أن يقول لك أختبرحياة التسليم التامة لربنا،سلم له يدك، سلم له إرادتك، سلم له طريقك، هو قادر أن يقودك، حتى وإن كان هذا الطريق في النهاية سيقود إلى موت قال لك "قال هذا مشيراً إلى أية ميتة"وكلمة ميتة تعني موت، نوع طريقة الموت التي كان مزمع أن يمجد الله بها،هذا موت يمجد الله، بالنسبة للعالم يمكن أن يكون موت،هؤلاء الناس الذين يمنطقوا ذاتهم، لكن بالنسبة للذي آخر يمنطقه هذا يعتبرمجد،البعض يظن أن التسليم سلبية،والبعض يظن أن التسليم الغاء للشخصية، أبدا بل التسليم هو اعطاء الإرادة لله وتسليم الحياة بالكامل لله، ما أجمل الكلمة التي نصلي بها في القداس عندما نقول لله"أقدم لك يا سيدي مشورات حريتي"، ما معنى مشورات حريتي؟ تعني ما نقوله الآن بالضبط،شخص يرفع يده ويقول له أن تمنطقني ،أذهبني مثلما انت تريد، آخر يمنطقك ويقودك حيث لا تشاء، ما أجمل اختبار الشعب في القديم يا أحبائي الذي كان الله يقودهم في البرية وهما لايعرفون أين يذهبون، بمجرد أن السحابة تستقر فوق رؤوسهم يعرفوا أنهم الآن يستقروا وينصبوا الخيام ويجلسوا، بمجرد أن السحابة ترتفع يعرفون أنهم يجب عليهم أن يرتحلوا الآن، السحابة تستقر يستقروا ثم السحابة تتحرك يرتحلوا،لكن إلى أين يذهبون؟ قال لك يقودنا حيث لا نشاء،يقودنا حيث يشاء هو، ما أجمل الإنسان يا أحبائي الذي يسلم حياته بالكامل لله، معلمنا بولس الرسول يدخل مدينة يريد أن يكرز فيها فيجد الله يقول له لا أذهب إلى بلد أخرى،فيذهب بلد أخرى يريد أن يكرز فيها يجد الله يقول له أريدك أيضاً تذهب بلد أخرى،فيذهب بلد أخرى فيقول لله هل أتممت إرادتك فأنا أريد أن أذهب؟ هل اكتفيت بذلك؟يقول له لا أنا أريدك تجلس قليلاً هنا، ما هذا؟!أنه يبسط يده وآخر يمنطق هو يقوده حيث لايشاء،هذه عظمة تسليم حياتنا لله،معلمنا بطرس الرسول نجد أن الله يريد أن يقول له أنت كنت في الماضي صياد سمك،وكنت تختار المكان الذي تصطاد فيه،واليوم الذي تصطاد فيه،والطريقة التي تصطادبها، يوم لا تريد،ويوم تريد،وأنت عندما كنت شاب كنت تمنطق ذاتك وتمضي حيث تشاء، لكن أنت الآن أنت دخلت في ملكيتي، أنت دخلت في العمل معي، أنت الآن تبسط يدك وأنا أمنطقك، ارفع يديك إلي فوق،وعندمايأتي شخص الآن ويقول عبارة أرفع يدك إلى فوق فهي عبارة شخص يسلم نفسه، يقول له سلم نفسك فيرفع يده إلي فوق، ما معنى يرفع يده إلى فوق؟ تعني أنا لا أستخدم يدي في شيء، أنا أمامك لا أفعل أي شيء فأنارافع يدي إلى فوق،لا تظن أنني سوف أتحرك،أو سوف أضرب،أو أضع يدي في ملابسي،ولا أي شيء، ارفع يدك إلى فوق، ارفع يدك إلى فوق، فالله يقول لك ذلك،ابسط يداك، ابسط يداك تعني لا تشعر أنك أنت مسئول عن نفسك، أنت ابسط يدك،اجعله هو الذي يمنطقك،قل له يارب هأنذا، أنارافع يدي، أين تريدني؟، ماذا تريدني أن أفعل؟، أنا رافع يدي،أنا كثيراً وضعت يدي في الأمور وكثيراً تدخلت في الأمور وكثيراً شعرت أني أنا سقطت بجهل وغباء في أمور كثيرة أنا لم أكن أفهمها، لكن أنا الآن اختبرت وفهمت أن لابد إني ابسط يدي، أنا لابد أن أفتحها وأقول له هأنذا، وآخر يمنطقك ويقودك حيث لا تشاء، ما أجمل الإنسان الذي في كل طريق وفي كل مكان يشعر أن هذا المكان ذهب إليه بإرادة الله،ذهب إليه بأذن من الله شاهدنا اليوم في القديس يوحنا صاحب الإنجيل الذهب وهو يريد أن يذهب للرهبنة فيأخذ إرادة الله،ويأخذ المشورة،يأتي إليه الله ويقول له ارجع إلى البيت لأنك سوف تتنيح في سأل أب اعترافه ويصلي لدرجة أن الله يعلن له الرؤية ثلاث مرات فيذهب،انسان يقاد بروح الله، إنسان ليس له إرادة ولكن إرادته في يد ضابط الكل، هو يقوده حيث لايشاء، ما أجمل الإنسان يا أحبائي الذي أخذ هذا الاختبار العميق، تقول عن القديس العظيم أبو مقار أنه اشتهى في يوم من الأيام أن يدخل إلى البرية الداخلية لكي يري الآباء السواح، سمع عن الآباء السواح وتعاشر مع بعضهم،وتعامل مع بعضهم، فأشتاق أن يدخل إلى البرية الداخلية،أشتاق أن يرى أحوالها، أشتاق أن يرى الناس التي تعيش فيها، أحب أن يشاهد ماهذا؟ فقيل عن القديس أبو مقار أنه عندما صلى لهذا الأمر شعر بتردد،إذن يذهب أم لا يذهب؟ قال لك لا أنا لا أذهب إلاعندما آخذ أمر إلهي،يقولون عن القديس أبو مقار أنه مكث ثلاث سنوات يصلي من أجل هذه الإرادة لكي يري يذهب أم لا يذهب،هل هذا الأمر منك يارب أم ليس منك، هل أنت موافق أم لا؟، أنا أبسط يدي وآخر يمنطقني ويقودني حيث لا أشاء،أن كنت أنا أشاء ولكن إرادتك قبل إرادتي، جميل الإنسان الذي يسلم إرادته لله،كثيراً يا أحبائي ما نوضع في اختيارات، كثيراً العالم يضعنا في ظروف صعبة تجعل الإنسان عاجز عن اختيار قرار معين، إذن ماذا يجب علي أن أفعله؟ أصلي، أسلم، أخضع، أطلب مشورة، ألاحظ أين يريدني الله، إذا كان هذا رأيي أنا لكن أنا أخاف من رأيي، أنا أريد رأيك أنت،قال له ذلك إن برأيك تهديني وبيمينك تمسكني، أنا أريدك أنت يارب،أريد رأيك أنت،أريد يمينك هي التي تمسكني،مثلما ترى الطفل الصغير الذي يسير ويده في يدأبيه،فهذا الولد الصغير آخر يقوده حيث لا يشاء،هو لايعلم أين يذهب لكن هو مطمئن جداً أنه في يد والده هذا يا أحبائي الاختبار الجميل الذي أراد الله أن يضع معلمنا بطرس الرسول فيه وقد كان،شاهدنا معلمنا بطرس الرسول بعد أيام قليلة من هذا الحديث وهو موجود في السجن، يقول أنه بعد أن قتل هيرودس يعقوب - يعقوب هو أكبرالرسل –قتله فيقول لنا سفرالأعمال "وأذ رأى أن ذلك يرضي اليهود"،وجد أنه عندما قتل يعقوب فقد فرح اليهود،ولأن هيرودس يريد أن يكون الرأي العام معه، فقال في نفسه أفقط هذا يرضيكم!، إذا كان هذا الفعل يزيد شعبيتي فأنا أفعله لكم كثيراً، فقتل يعقوب، ثم قبض على بطرس على أمل أن يقتله،فأدخل بطرس السجن، يقول أنه وهو مقيداً إياه بسلاسل حافظاً إياه بأربعة أرابع من العسكر (يقصد بها أربع فرق، والفريق به أربعة من العسكر)، أي وقف على بطرس غير السلاسل الذي ربطه بها 16عسكري ليحرسوه،من المؤكد هنا أن بطرس وهو مقيد بالسلاسل و16عسكري فإنه يتذكر الكلمة التي قالها له ربنا يسوع المسيح أنك تبسط يداك وآخريمنطقك ويقودك حيث لا تشاء،يريد أن يقول له يارب ماذا يحدث؟! 16عسكري حولي، وسلاسل في يدي ماذا أفعل؟ لكن أنا مطمئن،يقول لك إنه نحو منتصف الليل بطرس كان نائم في سلام ومطمئن، لماذا كان مطمئن؟! إذا كنت انت يا بطرس في حالة تجلب الرعب، فأنت شخص من المحتمل غداً أو بعد الغد أو الآن تموت كيف مطمئن؟! قال لك لأنه قال لي، بمعنى أنني أخذت منه وعد أنه يقودني،إذن ماذا بعد؟ يقول لك أنه جاء ملاك وأيقظه قائلا قم عاجلاً، أيقظه لدرجة أنه يقول لك أن بطرس كان في نوم عميق والملاك ضربه في جنبه، فيقول لك أن بطرس ظن أنه في رؤية، فأخذه الملاك من يده وعبر به المحرس الأول والثاني وذهب به إلى باب المدينة، غير مصدق نفسه، شخص يكون داخل سجن جيش روماني الذي كله حصون منيعة،كله جنود، كله ورديات،وهذا يقول له مع السلامة وأخرجه عند باب المدينة يقول له أنت بذلك قد نجوت، ذهب للرسل فتحوا له فلم يصدقوا،غيرمصدقين، فتحت له واحدة خادمة اسمها رودا،فقالت لهم إنه بطرس، قالوا لها أنتي تهذين،لكنه كان بالفعل بطرس،ماذا حدت ؟! أنه اختبر أن آخر يمنطقك ويقودك حيث لا تشاء،أنت كنت سوف تموت، أنت كنت داخل السجن، لآن آخر هو الذي يقودني ما أجمل الإنسان الذي يكون له هذا الاختبار مع الله ويشعر أن الله ينجيه، وأن الله ينقذه من يد أعداؤه، وأن الله يتعهده بالنجاة والحياة، وإن حتى قادوه إلى الموت فإن هذا مجدمع الله، قال هذا مشيراً إلى أية ميتة كان مزمع أن يمجدالله بها، وقد كان، كان موت معلمنا بطرس الرسول مجد لربنايسوع المسيح، لا تتخيلوا يا أحبائي كم كان موت الآباء الرسل بدلاً ما كانوا الرومان يتوقعوا أن موت الرسل نهاية للمسيح والمسيحية ولكنها كانت تعطي ثبات وعزم وكانت تلهب قلوب المؤمنين بمزيد من الاشتياق ومزيد من الشهادة،فبدلاً من أنهم كانوا يظنوا أنهم يدفنوا بذرة لكنهم كانوا يوجدوا شجرة وهكذا يا أحبائي انتشر الإيمان،ما أجمل هذا الاختبار، ما أجمل هذا الحديث ربنا يسوع يقول لكل واحد فينا هل تحبني،هل تحبني،هل تحبني،إذن ارع غنمي، فتعالى وأنسي ماضيك،أختبر أن آخر يمنطقك ويقودك حيث لا تشاء ربنا يعطينا ويعلمنا أن نسلك حياتنا بالكامل له يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

الصلاة الوداعية

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين . تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح 17 الذي يقال عنه الصلاة الوداعية، كل ما في قلب ربنا يسوع المسيح تجاهنا ركزه في هذه الصلاة، قال "وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني، ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد. أنا فيهم وأنت في ليكونوا مكملين إلى واحد"، ما معني هذا الكلام؟ هو يريد أن يقول له أن البشرية التي أعطيتها لي لكي أخلصها أريد أن أكون أنا واحد معها، وفي نفس الوقت أنا واحد معك أيها الآب، فأصبح أنا والبشرية واحد معك، الذين أعطيتهم لي أريد أن أكون أنا وهم واحد، وبما أنني أنا وهم واحد، وأنا وأنت واحد فيكون أنا وهم وأنت واحد.ما في قلب الله لنا يا أحبائي وما في قلب ابنه ربنا يسوع المسيح لنا ألا نرجع فقط إلى رتبتنا الأولى قبل السقوط بل وأكثر، نحن كنا واحد مع الآب، ولكن كنا واحد كأننا نعيش معه، ربنا يسوع بعد التجسد والفداء والصليب والروح القدس لا يريد أن يكتفي أننا نصبح معه، لا بل ونكون فيه، هناك فرق بين أننا نكون معه لكن نصبح فيه، هذا هو ما فعله ربنا يسوع المسيح، نحن في البداية خلقنا على غير فساد لنبقى إلى الأبد معه، ثم دخل الموت للعالم بحسد إبليس وطردنا فبذلك لم نصبح واحد معه، لم نصبح معه لكن أصبحنا مطرودين، جاء ربنا يسوع المسيح وقال إذن أنا لكي أرجعهم مرة أخرى فماذا أفعل؟ أخذ جسدنا فأتحد بنا، فأخذ جسدنا واتحد بنا لكي ما يعيدنا إليه، اتحد بطبيعتنا البشرية ليقدسها ويوحدها فيه، وبما أنه هو واحد مع الآب صرنا نحن فيه واحد مع الآب، يا لها من كرامة يا أحبائي والمجد الذي أخذناه نحن بواسطة عمل ربنا يسوع المسيح لنا، نحن أغنياء جداً، قديسين جداً، أبرار جداً، واحد مع الآب، كل هذا قال نعم، المجد الذي أنت أعطيته لي يارب اعطيه لهم، نفس الكرامة التي أعطيتها لي أنا أعطيها لهم، نفس المكان الذي أنت أعطته لي أعطيه لهم، نفس الوحدة التي بيني وبينك أعطيها لهم، إلى هذا يارب نحن غاليين لديك، قال لك نعم بالطبع، فأنتم خليقتي، أنتم سروري، أنتم إكرامي، أنتم مجدي، أنا أريد أن أتمجد بكم، أرجعكم مرة أخرى، عدو الخير يا أحبائي حاول أن يطمس أعيننا لهذه الكرامة ويحاول أن يجعلنا فقراء ونحن أغنياء، يحاول يجعلنا أشرار ونحن أبرار، يحاول يجعلنا من الأرض ونحن من السماء، يحاول يفصل الوحدة التي بيننا وبين الله، قال لك لا بل أنا أريد أن يكونوا واحد، ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد، فكيف يارب وحدتنا بك؟ قال لك أنا كل الأدوية المؤدية للحياة أعطتها لك، لكن أنا أقول لك على ثلاث عطايا بهم صرنا واحد معه. ١- التجسد . ٢- التناول . ٣- الروح القدس. أعطانا هؤلاء الثلاثة الذين يضمنوا أننا نظل ملتصقين به، يضمن أننا داخله، يضمن أننا متحدين به. ١- التجسد : بالتجسد أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له، أخذ جسدنا واتحد به وشاركنا فيه، اذ تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضا فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، أخذ جسد قابل للموت، آخذ جسد ضعيف، قابل أن يجوع، يعطش، يتعب، يحزن، أخذ جسدنا، يا لكرامتنا منذ أن أخذ المسيح جسدنا، يا للمجد الذي أخذناه منذ أن أخد المسيح جسدنا، مثلما يقول لك شخص أنا رئيس الجمهورية مثلاً قام بزيارتي في منزلي، وأنه قد جلس وأكل معي، فهو يظل يتذكرها طوال العمر، كذلك الله أخذ جسدنا، فماذا فعل؟ بارك طبيعة الإنسان واتحد بالإنسان، ولم يكتفي أن يكون الإنسان معه ولكن أراد أن يكون الإنسان فيه. ٢- التناول : قال لك ولكي أضمن أنك تظل في هذه الوحدة أنا أخذت جسدك فأنا أيضا أعطيك جسدي، لكي يدخل جسدي داخلك، يتحد بك، يصبح واحد معك، وتصير أنت واحد معي وأنا واحد معك، يا للوحدة!، فهو قال "من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا أيضا فيه"، فأعطانا التجسد وأعطانا التناول، لكن عندما نتحد نحن به في التناول ماذا نأخذ؟ هل نأخذ جسد فقط؟ لا بل جسد متحد باللاهوت، ونأكل ويصرخ الكاهن ويقول "وجعله واحداً مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير"، ويصرخ ويقول "هذا هو بالحقيقة آمين" ويقول "آمين آمين آمين"، ويجيبه الشماس قائلا "آمين آمين آمين"، ونظل نؤكد أن الذي ناكله ويدخل لداخلنا هو جسد ودم حقيقي ليسوع المسيح ابن إلهنا، فنتحد به ويتحد بنا، وهذا لأنه يريد أن يأخذنا معه في نفس مجده عند الآب، يا للكرامة، يا للكرامة!.فنحن عندما نأتي لندخل السماء يا أحبائي لن ندخل بأعمالنا ولكن سوف ندخل لأننا متحدين به، المشكلة إذا تركناه، المشكلة إذا نحن فقدنا هذه البنوة، فقدنا هذه الوحدة ثم أعطانا أيضا الروح القدس لكي يحل علينا. ٣- الروح القدس : أعطانا الروح القدس هل ليحل علينا؟ قال لك لا بل ليسكن فينا، ليس فقط يحل من خارج، فأصبح أنا داخلي جسده ودمه وداخلي الروح القدس، فأكون أنا واحد معه، وواحد مع الآب، وهذه شهوة قلب الله للكنيسة ولجماعة المؤمنين أن نكون واحد معه. لذلك يا أحبائي هذه الكرامة والمجد لا يليق به أنه يشاهد مناظر لا تليق، أو يقول كلام لا يليق، أو عينه تكون على الأرض، أو يكون منغمس في شهواته، لا فهو أعطى لنا كرامة تليق بالسمائيين، تصور عندما يكون هناك شخص والده ترك له حساب في بنك كبير جداً وهو لا يعرف، يقولوا له هذا الحساب باسمك، هذا به رصيد كبير جدا جدا جدا جدا، أنت كيف لا تعرف؟ أنا لم أكن أصدق فأنا كنت أراه شخص بسيط، لم أكن أتخيل، لا يا حبيبي بل أنت غني، أنت غني جداً، أعطاك رصيد بر، قداسة، طهارة، حب، غفران قد لا تصدقه، أعطيتك طهارة غير محدودة، لكن المهم أنك تستثمرها. لذلك يا أحبائي وحدتنا مع المسيح في التجسد، وفي التناول، وفي الروح القدس، تضمن لنا سلامتنا وتضمن لنا مكان جميل في السماء، بمجرد أننا نكون واحد معه، بمجرد أننا نتحد به.أختم كلامي بموقف حدث ذات مرة قد يكون منذ عشرة سنوات تقريباً، أنه جاء زيارة للكاتدرائية المرقسية لدينا هنا بالإسكندرية بطريرك أريتريا، وكان ميعاد هذه الزيارة الساعة السادسة وكنا نحن الآباء الكهنة ومجموعة كبيرة من الشعب نجلس منتظرين في الكنيسة ولكنه لم يحضر وظللنا ننتظر إلى أن تم إخبارنا هاتفياً أنه ذهب لزيارات كثيرة وذهب إلى دير مارمينا ولكنه سوف يأتي لكنه سيتأخر قليلاً، فجلسنا ننتظر وبدأ الشعب يشعر بالملل ويخرج في فناء الكنيسة، أصبح هناك توتر وعدم تنظيم، في النهاية جاء هذا البطريرك ومعه وفد كبير حوالي أربعون أو خمسون شخص، فأبنائنا في الكشافة لكي يقوموا بالتنظيم اصطفوا عند مدخل الكنيسة الذي هو الممر في المنتصف لكي يمر البطريرك والوفد الخاص به، بينما كل الشمامسة والإخوة المصريين يمروا من الجانبين إذا كانت سيدة أو رجل يدخلون من الجانب الخاص بهم بحيث أنهم يدخلون في أماكنهم والبطريرك الأريتيري ووفده يدخلون مع بعضهم، لكن كيف عرفت مجموعة الكشافة الوفد الإريتري؟! لأنهم سود الوجه، سود جداً، فأي شخص أسود الوجه جداً يدخل من المنتصف، يعرف هو من يتبع، يقولون له تفضل حضرتك، وهكذا نحن ندخل معه طالما نحمل ملامحه، تفضل أنت معه، أنت ابن الملك تفضل، أنت لا أحد يستطيع أن يمنعك من الدخول، مجرد أنك معه فقط ليس مطلوب منك أنك تقول لنا أي شيء، أنت معه، ظل معه، كن معه ستجد رائحته جاءت فيك، ملامحه جاءت عليك، تصرفاته، أقواله، أفعاله أصبحت فيك.لذلك قال لك أنتم رائحة المسيح، فتجد علامة المسيح الذي فيك هي شفيعة لك تدخلك السماء وتقول لك تعالى أنت ابن الملك تعالى اجلس عن يمينه.ربنا يعطينا نثبت فيه، هو جاء لنا بتجسده، أعطانا جسده، أعطانا الروح القدس لنثبت فيه، لنكون واحد فيه، واحد مع الآب، ونأخذ نفس المجد الذي أخذه هو من الآب.يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

إنجيل الويلات

في تذكار الأنبياء يا أحبائي تقرأ علينا الكنيسة فصل من بشارة معلمنا متى الإصحاح 23 وهو انجيل الويلات، لأن الأنبياء كانوا يمثلوا صوت الله وسط الشعب، وللأسف يمثل عدم استجابة الشعب لصوت الله، يظل ينذرهم ويل لكم ....، ويل لكم ....، ويل لكم ....، لكن هذا الكلام كان في العهد القديم الويل للكتبة والفريسيين والناموسيين، فلماذا أنت يارب يسوع المسيح تضع هذا الكلام في كنيستك، وتترك هذا الكلام لنا في إنجيلك، نحن لسنا فريسيين، نحن لسنا ناموسيين، نحن لسنا كتبة، نحن عبيدك، نحن أولادك، يقول لك معذرة لكن أيضا يمكن أن يكون بينكم قليل من هذا الوضع، لأن مشكلة هذا الفريسي أنه اعتبر الله حياة شكلية يحاول أن يرضيه لكي يأخذ مصلحته، كأنه يحفظ الناموس لكي يكون كمن يعرف تعويذة يتمتم بها. أتعرف أن كلمة الناموسي تعني أن الشخص يحفظ أسفار موسى الخمسة عن ظهر قلب، تخيل أنك تحفظ سفر التكوين بأكمله، ثم سفر الخروج، ثم اللاويين، ثم العدد، ثم التثنية، تحفظهم بالكلمة وترددهم، هذا هو الناموسي، أما الفريسي فهو الذي يدقق في التطبيق، الفريسي فئة والناموسي فئة أخرى، وهناك حوالي ١٤ فئة تقريبا من الفئات اليهودية، لكن دعنا نركز في المعنى الذي يريد الله أن يقوله لنا، يريد أن يقول لك من الممكن أن تكون حافظ لأسفار موسي الخمسة عن ظهر القلب ولكنك لا تعمل بها، أو تفهمها خطأ، ما هي التي تفهمها خطأ؟ أنك تفهم أن المطلوب هو تطبيق حرفية الناموس. على سبيل المثال تجد أول وصية قالها الله لهم هي لا تكن لك آلهة أخرى أمامي، يقول له لا تصنع لك صورة ولا تمثال، يقول لله لا نحن شعبك يارب، نحن ليس لنا صورة ولا لنا إله أخر سواك، أقول لك فقط انتبه، فأنا لم أقصد فقط إله آخر مجرد صنم، من الممكن أن يكون في حياتك أصنام أخرى، فأنت من الممكن أن تتعبد لغير الله وأنت توهم نفسك أنك تعبد الله، لذلك أريد أن أقول ذلك للكنيسة، ربنا يسوع يريد أن يعلم أولاده أن هذا تعليم يمكن أن يكون موجود لدينا وهو أنني من الممكن أن أكون من حيث الشكل أعبد الله لكن في الجوهر أنا لي صورة وتمثال، في الجوهر أنا أعبد آلهة أخرى غيره، ما هي الآلهة الأخرى؟! أكبر أله أنا قد أكون أعبده غير الله هو الأنا، ما هي هذه الأنا؟ الأنا أن الإنسان يعيش أنه هو إله الكون، الأنا أن يعيش الإنسان علي أنه هو مركز الحياة، وبدلاً من أنه يجتهد كيف يرضي الله فهو يجتهد في كيف أن الله يرضيه، ويظل يطلب من الله أشياء من أجل نفسه هو، ويكون الله يظل يقول لي لا تحب العالم ولا الأشياء التي في العالم وأنا أظل أطلب منه أمور للعالم، وذلك لأنني أقمت نفسي إله، راحتي مهمة، طعامي مهم، لذاتي مهمة، ضرورياتي مهمة، أجمع مال هذا أمر ضروري، هذه هي آلهتك، ومن الممكن أن تكون لا تقولها لكن قد تكون هذه هي آلهتك. ما هو الإله بالنسبة لأي إنسان؟ الإله هو موضع الحب، هو موضع الثقة، هو موضع العبادة، هو موضع الكيان، الله هو الذي منه الحياة، ويجب أن تكون له الحياة، الله هو الذي أوجدني، هو الذي أعبد له، الذي أحبه، الذي أثق فيه، الذي أسجد له، هذا هو الله، لكن تخيل أنني أسجد لغير الله، أعبد غير الله، أحب غير الله، أثق في غير الله، أذن أنا لي إله آخر غير الله، لكن أنا أوهم نفسي أنني أعرف الله، فهنا هي الخطورة الشديدة، إذن الويل لكم أيها الكتبة والفريسيين لأنكم ...،... ،... ويظل يقول في جوهر الأمر أنتم لا تعرفونني، تأكلون مال اليتيم ولعلة تطيلون في الصلاة، تطوفون البحر والبر لكي تنجبوا ابن يكون ابن لأبناء جهنم، لأن لديكم أهم الأمور هي تعصبكم، ذواتكم أيضا، أن يكون ديننا أحسن دين، أكثر ناس، أعلى ناس ... إلخ، يمكن أن إنسان يكون انتمائه للمسيحية انتماء ذاتي ليس انتماء حسب إلهه، أحيانا يا أحبائي نكون نتمسك بشكليات دون جوهرها، الله يريد أن يقول لك أنا أريدك تنمو في محبتي، أنمو في ثقتك في، أخرج من ذاتك وقل أنت هو الله، أنت هو إلهي، أنت هو ربي، أنت هو ثقتي، أنت هو محبتي، لك أسجد، لك أعترف أن هذا هو الإله، وإذا غير ذلك يا أحبائي لا يكون إله. لذلك معلمنا بولس الرسول يقول في رسالة روميه "أنتم عبيد لما تطيعونه"، حقا فإن الأشياء التي يطيعها الفرد، والتي يسير خلفها يصبح عبد لها، لكن ما الذي أسير خلفه؟! إذا أنا أسير وراء نفسي، وراء رأيي، وراء عقلي، وراء لذاتي، وراء شهواتي، وراء السلطة، وراء جمع المال، فأنا عبيد لكل هؤلاء، إذن أنا لي آلهة أخرى غيره، لي آلهه أخرى غيره لكن أنا لم أقول ذلك، ثم بعد ذلك عندما أكون لدي وقت، وغير منشغل، وعندما أتذكر، وعندما أكون هادئ البال، أتذكر الله، وإن تذكرته يكون حسنا وإن لم يحدث حسنا، ذلك لأنه رؤوف ورحيم ويغفر لي فقط، فالحياة مع الله قائمة على هذه الفكرة وهي حينما أستطيع أعطي له، يقول لك وهل هذا يليق؟، هل هكذا يكون هو إلهك؟!، إلهك يقصد به هذا الذي أنت تريد أن تنال منه أقصى رضا، هو أقصى ما تقدس، هذا هو إلهك، أقصى ما تقدس، أقصى ما تهتم، اهتماماتك القصوى هذه هي إلهك. لذلك يا أحبائي إنجيل الكتبة والفريسيين عندما نأتي لنقرأه أجدني أقول هذا أنا، هذا أنا، المهتم بالشكل هذا أنا، أنا الذي أظل أقول أنا من أكثر الناس التي تعرف الله، الذي آخذ الشكل لكن للأسف الجوهر ليس كذلك، للأسف أنا أسير خلف نفسي، خلف ذاتي، أنا أعبد نفسي، أنا أعتبر أن هذا الكون كله يدور حولي أنا، أنا أظن أنه من الممكن إذا لم أكن أنا موجود هذا الكون كله سوف يتوقف، أنا أعتقد أن الكون كله يتحرك لمجرد إرضاء رغباتي، هكذا هو العالم وهذه يا أحبائي مشكلة الشخص الذي يعيش خارج دائرة ربنا، لذلك الله عندما يحب شخص يبدأ يغير من طريقة تفكيره، تجد الله يعمل مع الأشخاص في الكتاب المقدس أو القديسين مواقف تندهش لها جداً، ما هي؟! يأخذ منه كل ما يهمه، يجعله يتخلى ويترك كل ما يتعلق به قلبه، يقول له هذا كله أعطيه لي، يقول له كيف يارب؟! يجيبه الرب هو كذلك، أنظر يا أبونا إبراهيم أنا أريد أن أعمل معك عهد جديد، وأريد أن أجعلك رأسا لشعبي، وأب لجمهور كثير من المؤمنين، لكن لدي شرط لكي نبدأ بطريقة صحيحة معا، فقال له أنا يارب تحت أمرك، قال له "اخرج من أرضك وأهلك وعشيرتك وأذهب إلى الأرض التي أنا أريك"، هل تظنون أن هذا الخروج سهل؟ هل تظنوا أن شخص لديه 75 سنة يترك مقتنياته وأهله وعشيرته وربطات اللحم والدم والثروة ليمضي حيث لا يعلم، هل هذا الأمر سهل؟!، فنجد أنه هنا سيبدأ أبونا إبراهيم يعرف أن له إله، قبل ذلك كانت الدنيا غير واضحة، ويقول الله له أنني أول ما أخذت منك كل شيء فأنت لابد أن تلجأ لي في كل شيء، فخرج إبراهيم وهو لا يعلم إلى أين يذهب، والآن حينما لا يعرف أبونا إبراهيم ما يجب أن يفعله ماذا يفعل؟ يقول لك يرفع قلبه إلى الله، فصلى إلي الله، وبني هناك مذبحا، وبدأ يكون الله مركز الثقة لحياة أبونا إبراهيم. كذلك أبونا يعقوب أنت يا أبونا يعقوب طول الوقت وأنت تجلس في بيت أبيك وأنت مدلل وهذا لا يليق، تعالى اخرج فيخرج، وأيضا يوسف طالما أنت يا يوسف تجلس في هذا التدليل وأبوك الذي يحبك وميزك وصنع لك هذا القميص الملون، كل ذلك يا حبيبي لا يجعلك تفهم أن لك إله، بهذا إلهك يكون ذاتك، إلهك هكذا يكون أبيك، وأنا لا أريد أبيك أو أمك أو أخواتك لا أريد شيء، أنا أريدك أنت، وبالفعل يصير يوسف ليس له أحد أبدا وهنا يصير له الكل، ما هذه القاعدة الصعبة؟. تقولوا لي لكن يا أبونا هذا الكلام صعب علينا، أقول لك شاهد وأبدا من الآن، كل ما تتكل عليه نفسك، كل ما تجعل يقينك فيه، قل له يارب كل هذا ملكك أنت، معذرة، أنا آسف أنا كنت أعيش بطريقة خاطئة، أنا كان لي آلهة أخرى كثيرة أمامك، أنا بالفعل جعلت لنفسي آلهة كثيرة غيرك، يا رب سامحني، وبمجرد أن الإنسان يكتشف أخطائه هنا يبدأ الطريق الصحيح، رأينا مع أيوب الصديق، أيوب له ممتلكات كثيرة جداً، أبناء كثيرين جداً، أعمال ... ،.... إلخ، أنظر إلى أيوب لا تظن أن ممتلكاتك سوف تحميك وليس أولادك يحموك ولا حتى أعمالك سوف تهديك، الأعمال نفسها ليست هي الكافية أبدا، لكن ماذا؟! أن يكون لك الله كل شيء، لأن هناك أشخاص تظن أن إنجازاتها هي التي تحقق معناها لا أبدا فالحياة لا تحقق بالإنجازات، الولد الأكبر قال لأبوه أنا أخدمك سنين هذه عددها ولم تعطيني جديا، للأسف هذا الولد يظن أن الإنجازات التي يفعلها في بيت أبيه تشفع فيه، قال له حبيبي أنت لا تفهم، أنت غير مدرك، فأنت تتحدث على جدي وكل ما في البيت هو ملكك، الله يا أحبائي يريد أن يغير وجهة نظرنا، يقول لك أنت وإن تركتني أنا لا أتركك، وأن ابتعدت عني أنا لا أبعد عنك، لكن المهم أنك تكون تريد، لذلك عندما بدأ الله دعوته مع التلاميذ كان الطريق لكي يبدوا بطريقة صحيحة مع ربنا يسوع المسيح لابد أن يتركوا ما مضي لهم، وتركوا شباكهم وتبعوه، وقالوا له "ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك"، أترك من قلبك كل اهتماماتك، أترك من قلبك الأمور التي تضع يقينك فيها، أحيانا الله يعرضنا لتجارب شديدة لكي يقول لنا أننا كل الذي نتكل عليه هذا لن ينفعنا بشيء، المال لا ينفع، قدراتك الجسدية لا تنفع، فأنت تري أنك تمرض، وكل من حولك أيضا يمرضوا، العلاقات لا تدوم، والدك لن يعيش طول الوقت، والدتك لن تعيش طول الوقت، أنت لن تعيش طول الوقت، إذن ما هو المطلوب؟ أن تبقى معه، أن تبدأ معه في علاقة حقيقية جادة أمينة، تقول له حقا يارب أنا من الممكن أن أكون أعرفك لكن بطريقتي، أنا أحتاج أن أعرفك بطريقتك، يقول لك نعم لا تعطني الفتات وتقول لي أنت ابني، لا تعطني البواقي، لا تكن تريد أن تشبع من كل شيء من الدنيا، وأنا أقول لك أنت طعامك سماوي، أعطيتك شجرة هذه الشجرة لابد أن تسقي بالماء، لن تسقي بشيء آخر وإلا سوف تموت، الله أعطانا الشجرة وهي البذرة التي فينا وجودنا منه فيكون لابد أن تسقى منه، وإذا سقيت بشيء آخر تموت، لكن بالطبع الله يعطي لنا الفرصة لكي نراجع أنفسنا فلن تموت الشجرة في الحال، تظل قليلاً، ستجد أنه يحدث فيها أمرين أنها لا تثمر، وأنها تذبل، ثم تنتهي هكذا الإنسان يا أحبائي الذي يعيش بعكس إرادة الله ستجد شجرته موجودة لكن لا يثمر، ومع الوقت يذبل ثم ينتهي، فمثلا عندما تري شخص يريد أن يسقي شجرته بشيء آخر غير الماء، يقول لك أنا أحضر لها عصير، نقول له لا يصلح عصير يا حبيبي، فالله يريد أن يسقيها ماء، هي كذلك، الله أمر بذلك، إذن أحضر لها مشروبات أخرى، أحضر لها بيبسي، نقول له لا يمكن، لا يمكن، كذلك نحن الله أعطي لنا بذرة لابد أن تسقى من عنده، بذرة وجودنا هذه تريد روحه القدوس ينميها داخلنا، غير ذلك لن تنمو لذلك تجدنا مع الوقت يحدث أننا لا نثمر، لا توجد فضيلة، لا يوجد نمو حقيقي في الحياة مع الله، هناك شكل لكن لا يوجد ثمر، شجرة موجودة لكن لا تترعرع ولا تأتي بثمر، فالشجرة لماذا سميت شجرة إلا لكي تثمر، لا تثمر بعد ذلك ماذا يحدث لها؟ تذبل، تجدها ذبلت، هؤلاء هم الناس الذين أرادوا أن يعيشوا خارج الله، تجده يريد أن يكون سعيد فيذهب إلي حفلة، يأكل، يشرب، يلبس، يستبدل السيارة، يغير ...، يشتري ...، يشتري بيت، وبيتين، وأربعة، ثم بعد كل ذلك تجده يذبل، كل هذه أمور تعبر عن أنه يريد أن يملك، ويريد أن يؤمن حياته بذاته وعبثا يفعل، عبثا يفعل، كلما زاد في المقتنيات زادت الأخطار، وزاد القلق، وكما قال الحكيم "إذا كثرت الخيرات كثر الذين يأكلونها" لذلك يا أحبائي هيا نعرف نحن من أين؟! لذلك ربنا يسوع قال "لستما تعلمان من أي روح أنتما؟"، أنت لا تعرف من أين أنت، أنت منه، ولابد أن تكون حياتك له، يقول لك منه وله وبه كل الأشياء، أنت لابد أن تثمر له، تعيش له، تنمو له، إلى أن تنتهي حياتك تستمر معي، هذه الشجرة التي سقيناها بالمياه نمت وأزهرت ثم أتت لنا بثمر، هذا الثمر جاء لنا ببذرة، هذه البذرة تزرع فتأتي بشجرة أخرى، هكذا نحن إذا عشنا في المسيح يسوع بعدما تنتهي حياتنا هذه سوف نستمر معه في الأبدية.الله يعطينا أننا نحقق قصده في حياتنا، لا نكن كالكتبة والفريسيين الذي لنا شكل يقول أننا نعرفه، أو شكل يقول أننا نعبده لكننا نحن لنا آلهة أخرى، لذلك نحن نقول له في القداس "اقتنينا لك يا الله مخلصنا لأننا لا نعرف آخر سواك".ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل