العظات

الراعي يطعم قطيعة

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته وبركته ورحمته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . في تذكارات الآباء البطاركة مثل اليوم وهو تذكار قدوم القديس ساويرس الأنطاكي إلى مصر تقرأ الكنيسة علينا انجيل الراعي الصالح، لأن الكنيسة ترى أن ربنا يسوع هو راعي الكنيسة، ويقيم عليها رعاه وهما الآباء البطاركة، والآباء المطارنة، الأساقفة،القسوس اسمهم رعاه، ومن أهم عمل الراعي أنه يهتم بالخراف، يقود، يقوت، يفرح،يحمي، أعمال كثيرة للراعي، يحمي ويقوت ويقود، أنا سوف أتكلم معكم قليلاً عن أن وظيفة الراعي الرئيسية أنه لابد أن يطعم الخراف، الخراف إذا لم تأكل سوف تموت،الخراف فهمها ضيق، معرفتها قليلة، على الراعي أن يقول لهم ما المكان الذي يأكلون فيه، يقودهم إلى المكان ويقول لهم اجلسوا هنا كلوا فهذا المرعى مرعى جيد،لذلك يقول لك في المزمور إلى مراع خضر يربضني، إلي مياه الراحة يوردني، فالراعي يأخذ إلى المكان الذي الخراف تأكل منه، تتغذى، تشبع بأمان، هذا هو عمل الراعي ربنا يسوع الراعي الصالح لنا لابد أن يغذينا،لابد أن يطعمنا لكي نعيش،لكن يارب لماذا تطعمنا؟، ماذا تطعمنا؟ أقول لك أمرين وهؤلاء هم أكثر الأمور التي يعتمد الله عليها ليطعمنا بهم، يشبعنا بهم، يغذينا بهم، يحيينا بهم، فما هما هذين الأمرين؟ هما كلمة الله والإفخارستيا أي التناول،خذوا كلوالكي تعيشوا، عمل ربنا يسوع معنا أن يأكلنا لكي تستمر حياتنا، الذي لم يأكل منهما فسوف يجوع، وإذا استمر هكذا لا يأكل منهما فسوف يموت ليس فقط يجوع،ما هما الشيئين اللذين قال لنا الله عليهما أن تأكلون منهم؟ هذا هوغذائكم،هما اللتي نيشبعكم، وهما اللتين تحييكم؟،وهما : ١- كلمة الله. ٢- الإفخارستيا . الذي يبعد عن كلمة الله ويبعد عن التناول ستجد حياته بدأت تضمر، تتلف، تضعف،معرضة للأمراض، معرضة للأخطار،حتي الموت، تريد أن تعيش هاتان النعمتين اهتم بهم جداً، اهتم بكلمة الله وبالإفخارستيا. ١- كلمة الله: كلمة الله هذه تؤكل،أي أنك تجلس هنا كأنك جالس أمام وليمة تشبع منها، مثلما عندما تذهب إلى فندق كبير ويضع لك أصناف وأشكال وألوان،تأكل إلى أن تصبح غيرقادر،فهو كذلك،الإنجيل الوليمة ، قال لك "وجدت كلامك كالشهد فأكلته" ، "أبتهج أنا بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة"، هيا افتح انجيلك وأجلس وأقرأ،ومن الأفضل وأنت تقرأ ألا تضع مواعيد، فتظل تقرأ،ماذا تفعل؟ تقرأ،ما أجمل البيت الذي فيه الإنجيل مفتوح، ما أجمل منظر الأب للأبناء الذي يمر أمام والده ويجد انجيله مفتوح، الفتاه التي تمر على والدتها تجد والدتها تمسك الإنجيل، المنظر نفسه عظة، المنظر نفسه تعليم، وعندما يتشبع الأب بكلمة الله سوف يعيش مع أولاده بكلمة الله،تحكمه للخلاص،أشبع بكلمة الله،فالله يقول لك هذا هو الغذاء الذي يحييك، هو لايقول أنا أطعمك ولن أعطيك الطعام،لا هو يقول أنا أطعمك وأعطيك الطعام، هو صنع لك المائدة، هو صنع لك الشيء الذي يشبعك إلى النهاية،فأنت لا توجد مائدة تأكل منها بشكل مطلق مثل كلمة الله، فكم تأخذ؟ على مقدار سعيك،على مقدار اجتهادك، افتح فمك وأنا أملأه،اجلس وارفع قلبك وقل له يارب، يارب تكلم لأن عبدك سامع، تكلم يا رب أنا عبدك وأنا أسمعك، أريد سماع صوتك، وجهني، أرشدني،أشبعني، اجعل ذهنك مشبع بكلمة الله، حينما يأتي إليك موقف تجد الإنجيل يحكمك لأن كلمة الله التي تحكمك للخلاص،لا يجب أن الله يعطينا كلمته لكي نشبع بها ونحن لا نأتي نحوها و نشكو من الجوع ونشكو من الموت لذلك تجد أنفسنا كثيراً منزعجة،مضطربة، تجدنا غير قادرين علي مقاومة الشر، غير قادرين علي مقاومة الخطية، ونظل نشكو من صعوبة الخطية،لكن عندما شخص لا يأكل ماذا نقول له؟،إذالم يأكل يشكو من الأمراض بالطبع فجسمه لا يوجد به دم، جسمه لا يوجد به حياة، جسم لا يوجد به مقاومة لذلك يا أحبائي كلمة الله هي التي تركها لنا للتغذية، يقول لك أنا راعيك،ليس من المعقول أكون أنا راعيك ولا أعطيك شيء لتأكله،لافأنا لابد أن أهتم بك، لابد أن انتبه جيداً أنت ماذا تأكل؟هيا افتح العهد القديم،افتح العهد الجديد، افتح المزامير وأقرأ وأشبع، شاهد كلمة الله، سوف تكتشف كل يوم كلمة تفرحك وتعزيك وتسندك وتحميك، هذه كلمة الله، المائدة التي أعطاها لناالله، الإنسان الذي يهمل في كلمة الله يهمل في غذائه، فأنه يعرض نفسه لمخاطر كثيرة، تخيل أننا كلنا نشكو من هموم الدنيا،نشكو كلنا من الحزن،الاكتئاب، الضيقات،ولدينا الكلمة المفرحة، البشارة المفرحة،"إيفانجيلون"يعني الإنجيل، يعني البشارة المفرحة، الخبر السار،لديك البشارة المفرحة، لديك دواء الحزن، لماذا لم تأخذه؟!،تشكو من الحزن لا قم بقراءة كلمة الله تجد الأحزان ليس فقط انتهت ولكنك ارتفعت فوق منها،وهموم الدنيا لااستطيع أن أعبر لك كيف انتهت لكن تجد لديك الذي يجعلك تغلبها وتعرف وترتفع بها، بماذا؟ بكلمة الله لأن الكلمة حية وفعالة،لأن كلمة الله تحكم العينين، لأن كلمة الله هي التي تعطيك روح مشورة، وروح فهم،تخيل عندما أسأل أحدكم فيقول أنا لي فترة طويلة لم افتح الإنجيل،في الواقع لا يوجد وقت،حقا أنا لم أفهم، يقول لك مهما كان الوقت، مهما كنت لا تفهم،لايمكن أن الله يصرفك فارغ، لا يمكن فكلمة الله لا ترد فارغة،أنت فقط اجلس وأرشم علي نفسك علامة الصليب وافتح انجيلك والله سوف يحدثك لأن كلمته حية إذا كان الله يغذيك بكلمته!، فنشكر الله لا يوجد بيت الآن لا يوجد به إنجيل، نشكر الله أن كلمة الله وصلت كل أقطار الأرض سواء بإنجيل يقرأ، أو بإنجيل يسمع، أو بإنجيل من على الإنترنت، المهم إن كلمة الله الآن أصبحت متاحة لكي يقول الله لكل شخص فينا أنت بلا عذر،الذي يريد أن يقرأ بالتشكيل،وبالشواهد، ومسموعة، كل الطرق موجودة . ٢- الإفخارستيا : تشبع بالجسد والدم، هو قال ذلك خذوا كلوا منه كلكم، هو قال ذلك أن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة، هو الذي قال، هو الذي قال إذا لم تأكلوا لا تكون هناك حياة،فهو الراعي الصالح يطعم أولاده، الراعي الصالح تارك لنا جسده ودمه على المذبح غذاء لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا، غفران للخطايا، حياة أبدية لكل من يتناول منه،هذا الذي يأكله نفسه لا تجوع، طعام الحياة،طعام الحياة،لا تبعد عنه، لا تشكو من الجوع وأنت لك الخبز السماوي، والقوت السماوي، أشكر الله عليه جداً،عندما يكون الله أعطانا هذه الوليمة السماوية،عندما يكون الله مشفق علي أولاده أنهم جائعين،يشفق عليهم لئلا يخوروا في الطريق، ويقول أعطوهم ليأكلوا،يريدكم أن تأكلوا، ما هو يارب الأكل الذي تعطيه لي؟ قال لك أنا لن أعطيك أي أكل، لا بل أغلى أكل سوف أعطيه لك، ما هو الذي تعطيه لي يارب؟ قال لك أعطيك جسدي، خذوا كلوا منه كلكم، خذوا اشربوا منه كلكم عندما تأخذ جسد ودم إبن الله ماذا يحدث لك؟ يحدث لك أنت نفسك تحول، طبيعتك تتغير، تتقدس، جسد هذا يتحد بالجسد المقدس تجده اتنقل للموت الذي فيك حياة تجد نفسك انتصرت على الخطية بماذا؟ بالمسيح الذي فيك، "من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه"، ثبات في المسيح، تخيل إذا لم يكن الله أعطانا هذين النعمتين كيف نعيش؟! سيظل الله بعيد عنا،يظل الله خاضع لتصوراتنا،نظل نقول لربنا كيف نشبع؟، وكيف تظل تحدثنا عن أننا نشبع وأنت لم تعطينا الأطعمةالتي نأكلها قال لك لا أنا أعطيك الأطعمة التي تأكلها،واجعلك كيف تفهمها،وكيف تتفاعل معها، في العهد القديم عندما كان الله يريد أن يصلح من شعبه،عندما كان الله يريد أن يثبت شعبه،عندما كان الله يريد أن يجدد عهوده مع شعبه كان يقيم له ملوك يفعلوا أمرين، هذين الأمرين هما سر قوة الشعب، أمرين مهمين جداً كان هذا الملك يهتم : ١- بالشريعة . ٢- بالفصح . حينما تجد ملك تقرأ عنه في الكتاب المقدس أنه اهتم بالشريعة واهتم بالفصح فاعرف أن هذا الملك يعرف كيف يغذي الله شعبه؟الله يغذي شعبه بكلمته بالشريعة والفصح،إنهم يأكلوا الفصح الذي هو إشارة إلى أكل جسد ودم ابن الله،ملوك كثيرين اهتموا بالفصح والشريعة،وملوك كثيرين أهملوا الفصح والشريعة، هناك ملوك للأسف أنسوا الشعب أنه هناك عادة اسمها الشريعة،لم يتذكروها، في فترات طويلة تصل إلى مئات السنين انقطعت عن الشعب عادة الشريعة وعادة الفصح،لم يتذكروا كيف يفعلون ممارسات الفصح من كثرة إهمالها، وهناك ملوك أخرى أعادوا الشريعة وقرأوها على الشعب، والشعب أصبح يتأثر وأصبح يتغير وأصبح يبكي، وأعادوا عمل الفصح، أقرا عن يوشيا الملك،اقرأ عن يوآش الملك،اقرأ عن يهوشافاط ستجد سر قوة شعبهم في هاتين العادتين الشريعة والفصح، لذلك هؤلاء هما العادتين الذي نيريد الله أن يشبعنا بهم، لا يصح أن يكون الله أعطانا الأشياء التي نشبع بها، نعيش بها ونحن نهملها،لا تهمل الإنجيل، لاتهمل أنك تتناول،لا تتناول على فترات طويلة، طالما الله أعطاك وقت وفرصة متاحة تعالى، تعالى خذ كل وأشرب مثلما قال أشعياء بلا ثمن، بلا فضة، بلا ذهب الله أعطانا بركات كثيرة لأنه يعرف أننا نحارب حروب كثيرة،الله أعطانا بركات كثيرة لأنه يعرف أن التحديات التي نواجهها قوية وعنيفة، أي شخص فينا يشكو لله بالخطية ويقول له يارب الخطية ثقيلة، العالم مظلم، الناس أشرار، الفساد كثير، التلفزيون، الإنترنت، الناس،المعاشرات، الخطية تحيط بنا بسهولة، يقول لك أنا أعرف ذلك، أنا أعرف لكني أعطيتك الأقوى منه،أعطيتك الأقوى منه، أعطيتك كلمتي، وأعطيتك جسدي ودمي، هيا نتمسك بهم، لا يمرعليك يوم دون أن تقرأ،لا تمرعليك فترة بدون تناول،لكي تذهب خلف الراعي الصالح، وتأكل من يده، تشبع، تتلذذ نفسك كما من شحم ودسم ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

طوباكم ايها المساكين لان لكم ملكوت الله

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين. تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان والي دهر الدهور كلها آمين. إنجيل معلمنا لوقا نجد ربنا يسوع يتحدث مع تلاميذه ويعطيهم تعاليم سماوية روحية، من أهمها كلمة نعرفها جميعاً حيث يقول لهم "طوباكم أيها المساكين بالروح لأن لكم ملكوت السموات"، في كثير من الأحيان لا نلتفت إلي موضوع المساكين بالروح، لكن أود أن أتكلم عنها في دقائق. في حقيقة الأمر إذا قمت بالبحث عن سبب خطايا كثيرة ستجد سببها كبرياء الإنسان، عظمته، غروره، ذاته، قم بتحليل خطايا كثيرة ستجد سببها الذات، الأنا، تنظر إلى محبة العالم، ومحبة المقتنيات، أنا ، أنا أريد، أنا أريد أن أمتلك هذا الشيء، أريد هذا الشيء يكون لي وملكي أنا، فهناك مرحلة في الحياة وهي مرحلة الطفولة فيها تجد الطفل يود كثيراً أن كل شئ يراه يمتلكه، لكن إذا استمرت هذه المرحلة مع الإنسان يصبح هناك خطر شديد عليه، الأنا، فمحبة المال أصلها الأنا، محبة الشهوات أصلها الأنا، أنا أريد أن أستمتع بهذا الشيء، أريد هذا الشيء يصبح ملكي، حتى إذا كانت إنسانة أريدها تصبح ملكي وملكي أنا، الشهوة أساسها الأنا، محبة المال أساسها الأنا، البغضة والكراهية أساسها الأنا، التعظم، الإدانة، فأنا عندما أتحدث في سير الآخرين فهذا يعني كأنني أقمت نفسي قاضي عليهم، وكأنني قمت بتصنيف نفسي أني أحسن من كل الناس، "الأنا"، الطمع يأتي من الأنا، محبة العظمة، عندما تحدث معلمنا بطرس عن شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة، إذا قمت بتحليل هؤلاء الثلاثة ستجدهم الأنا، الأشخاص تختلف مع بعضها بسبب الأنا، الإنسان لماذا يريد الملكية بسبب الأنا، لماذا يغار الناس من بعضهم البعض بسبب الأنا، فهذه الأنا مشكلة كبيرة جدًا - نعم - ولكن الأخطر من مشكلة الأنا هو ألا يكون الشخص شاعر بها، يكون الشخص داخله مرض خطير (ربنا يرحمنا من هذه الكلمة) خطير وخبيث، ولا يشعر به، فماذا يحدث إذن؟ يظل يكبر، يكبر، يكبر، وهل تتخيل أن المحب للانا يشعر أنه مخطئ؟ أبدا، فدائماً ينصف نفسه لأنه دائماً يحب أن يحن على نفسه، تجده يشفق على نفسه جداً ويكون قاسي جداً على الآخرين، تجده يفكر في نفسه جداً، وقليلا ما يفكر في الآخرين، تجد هذا الأمر أصبح يزيد داخله، ستجد كل من حوله يهرب منه لأنه متكبر، فهل تعتقد أنه يقول أن الناس تهرب مني لأني متكبر؟ أم يقول لك لأنهم سيئين، لأنهم هم سيئين، ولأنهم هم .... ، .... ، .... ، .... ، ويظل يبحث عن نقاط ضعف في كل من حوله، لا فكن حذر من الأنا، لذلك تجد أول التطويبات "طوباكم أيها المساكين بالروح". لذلك إذا قمت بقراءة سير القديسين ستجد بينهم فضائل كثيرة جداً لكنهم اشتركوا في الاتضاع، يقول أن الاتضاع خلص كثيرون بلا تعب، بلا تعب بأقل مجهود الإنسان يخلص، لكن من الذي يخلص؟ المتواضع، المزمور يقول "إلى هذا أنظر إلى المسكين المرتعب من كلامي" يقول لك "لأن الرب لا يسر بساقي الرجل بل يسر الرب بخائفيه والراجين رحمته". من الذين لديهم مخافة الله؟، من يصلي صلاة حارة؟ المتواضع، من يشفق على الناس؟ المتواضع، من يسعى لمصلحة الآخرين؟ المتواضع، من يعطي غيره ويساعد غيره؟ المتواضع، فنحن لابد أن ننتبه لأنه في الحقيقة ستجد خطايا كثيرة تظل تكبر، وكلما في العصر بدأت تزيد عجلة السرعة، وكلما طلبات البشر بدأت تزيد، وكلما تزيد ضغوط الحياة كلما تزيد الأنانية، لذلك تلاحظ أن المجتمعات الأكثر تقدماً تجد فيها الذاتية عالية جداً، عالية جداً، ستجد أن حتى الإخوة لا توجد حنية فيما بينهم، على عكس المجتمعات الهادئة تجدها قليلة مترابطة والناس تشعر ببعضها لماذا؟ لأن المجتمع له ضريبة، يعطيك سرعة حياة، يعطيك تكنولوجيا، ويعطيك تقدم، ويعطيك دخل عالي لكن يأخذ منك ما هو أغلى، يأخذ منك مشاعرك تجاه الآخرين وتزداد مشاعرك تجاه نفسك فذاتك ترتفع، ترتفع، ترتفع، وتبدأ تشعر أنك محور الكون كله، أنا الذي أجلب النقود، أنا الذي أقوم بتشغيل الجهاز، أنا الذي أقوم باختيار أغلى الأشياء، وأنا الذي أتنزه وأنا .... ، ..... ، تجد الأنا تزيد، هل تعتقد أن الأنا تشعر بالشبع؟ لا تشعر بالشبع مطلقا، تعتقد أن الإنسان يشعر بالأنا؟!، أبداً بل قليلاً جداً ما تجد إنسان يشعر بالأنا أنها عالية بل بالعكس كلما زادت الأنا لديه كلما يشعر أن الآخرين هم الأقبح، فهذه تجربة مرة، يقول لك نعم، لذلك يا أحبائي عندما نري ضعفات كثيرة جداً في عصرنا لابد أن نفكر في أنفسنا، فالكاهن في القداس يقول "هذا الذي يأتي في مجده ليدين المسكونة بالعدل ويعطي كل واحد فواحد كنحو أعماله " كل شخص على حدا، يقوم بمحاسبتي بمفردي، ويقوم بمحاسبتك بمفردك ..... إلخ، كل شخص بمفرده ستجد أشياء كثيرة تمنعنا الذات منها. تصور أنه من الممكن أن تكون الذات هي التي تجعلك لا تصلي لأنك تشعر بالاكتفاء ولا تشعر بالضعف، من الممكن أن تكون ذاتي هي التي تجعلني أقف أمام الله بغير انسحاق تجعلني أقول: أنا شاطر، أنا قوي، أنا جيد، أنا أعرف أن أحل الأمر بيدي، فلذلك الله مكانه في حياتي قليل ، تخيل الإنسان عندما يستمر في هذه الحالة!، ترى إلى متى يستمر فيها؟، فماذا تحتاج؟ تحتاج نقطة انتقال، أنه لا أنا بل المسيح، تحتاج نقطة انتقال لا يكون مركز حياتك هو أنت، لا تعيش فقط لكي تتلذذ، تتنعم، تأخذ، تنفق، تجمع، تطمع، تتعالى، تكن مغرورا، تتعصب - لا إطلاقاً - لذلك مسكنة الروح هذه تحتاج أن الإنسان يطلبها جدا، "القلب المنكسر المتواضع لا يرذله الله"، من الذي من الممكن أن يلفت نظر الله الآن ونحن ههنا؟! المتواضع، من الذي من الممكن أن الله يركز معه؟! المتواضع، القلب المنكسر المتواضع لا يرذله الله، دائما يقال مثلاً أنه إذا أحضرنا قليل من المياه أو خرطوم من المياه وسكبناه في مكان ستجد المياه تستقر في الأماكن المنخفضة، المياه تستريح، هكذا النعمة، النعمة تستقر لدى المتواضع، والمتكبر ماذا يحدث له؟! المياه تجري من فوقه سريعاً، فكل شخص منا يحتاج التواضع جدا. لذلك فإننا نجد الكثير من المشاكل في حياتنا تحدث بسبب غرورنا وبسبب كبريائنا وبسبب عدم الشفقة علي الآخرين وبسبب الأنا، لقد قرأت قصة عن مشكلة زوجية بين رجل وسيدة وهما الإثنين متشاجرين مع بعضهما البعض وأخذوا قرار أن يتركوا البيت وهو كان يقول لها أنا لم أرى معك يوم جيد، وهي تقول له بل أنت ... ، ...، وهو يقول لها ... ، ...، وقد كان لديهم طفلة صغيرة في المرحلة الابتدائية ترى الأب يجمع أشياءه والأم أيضا تجمع متعلقاتها؛ فقالت لهما أنا لا أستطيع أن استغنى عنكم أنتما الإثنين، أنا لابد أن أعيش معكم أنتما الإثنين، قالوا لها لا، ففي النهاية حكموا على أنفسهم أن تعيش الطفلة أسبوع لدى أحد منهم ، جلست البنت في الأسبوع الأول تبكي وتصلي، تصلي، تصلي، فقامت بفعل شيء من دون علمهم، فماذا فعلت؟ أحضرت هدية بسيطة وقامت بإرسالها للرجل وقالت له سامحني وهذه كانت ساعة غضب وأنا لا أستطيع العيش بدونك وقامت بالإمضاء باسم الأم، وبعدها أخذت الهاتف المحمول من والدها وأرسلت رسالة إلى والدتها وقالت أنا لا أستطيع العيش بدونك وهذه كانت ساعة غضب وسامحيني، فرجع الإثنين إلى بعضهم البعض، وكل واحد منهم قدم اعتذار للآخر، فحدثته عن الهدية وحدثها عن الرسالة فإذ بهما لا يعلمون شيء، فبذلك كانت البنت أحكم من الإثنين، فقاموا بسؤال البنت من أين أتيتي بهذه الفكرة؟ فأجابت بالصلاة، قمت بالصلاة كثيراً لأني كنت حزينة عليكم. إذن ما الذي حدث لهم؟ كسرت ذاتهم، ففي هذا الموقف كان يحتاج أن أحدهم يكسر ذاته، من الذي يكسر ذاته؟ الشيطان دائما ينمي فكرة أن الذي يكسر ذاته هو الضعيف، لكن بالعكس فهو القوي، من يبادر، من يعطي، من يصلي لأجل الآخر، من يقوم بكسر ذاته، لا يوجد شخص ضعيف يستطيع أن يكسر ذاته، لا بل الذي يكسر ذاته هو الأقوى، الذي يكون مستند علي نعمة. ولكي يكون حديثنا عملي ومنطقي فمن أين يأتي موضوع الاتضاع هذا؟ الاتضاع يأتي من أمرين صغيرين جداً: ١- تعلم كثيراً من المسيح، الاتضاع هو المسيح، القديس مار إسحاق يقول لك "حينما نتكلم عن الاتضاع فإننا نتكلم على الله لأن الاتضاع هو الحلة التي لبسها اللاهوت لكي ما يخلصنا بها". "عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الجسد". نزل من السماء، فعندما تري صورة يسوع وهو مولود في مزود تقول هل الإله يرضى بذلك، عندما تقوم بقراءة الكتاب المقدس وتجد يسوع يهان تقول هل الإله يرضي بذلك، عندما تري يسوع عاريا على الصليب تقول هل الإله يرضي بذلك، هذا هو العجب في اتضاعك، تريد أن تتعلم التواضع أنظر إلى صليب ربنا يسوع، أنظر ليسوع، وأنظر لحياته، وأنظر لأعماله، "هذا الذي من أجلنا نحن البشر من أجل خلاصنا نزل من السماء". جاء من السماء، تخلى عن مجده وجاء، الذي لم يحسب خلسة أن يكون مساويا لله لكنه أخلى ذاته أخذا شكل العبد صائرا في الهيئة كإنسان، شكل العبد نعم شكل العبد، لذلك أريد أن أقول لك لكي تتواضع تعلم من المسيح، وكلما ارتفعت نفسك قليلاً تقول أنا بذلك خرجت عن منهج المسيح، منهج المسيح هو منهج التواضع، أنظر كثيراً للمسيح. ٢- أنظر لضعفك، أنظر لخطيتك، أبحث عن شيء يجعلك تتعالي فلا تجد شئ حلو تتكبر به، إذا كان لدينا أشياء حلوة تكون من المسيح، لكن نحن كلنا ضعف، كلنا ضعف، أنت إذا تذكرت فقط ضعفات يوم واحد فعلتها ستجد نفسك تخجل من نفسك، فبماذا نتكبر إذن؟! ونحن كل يوم مغلوبين بالآثام والخطايا، بماذا نتكبر ونحن نصلي كل يوم ونقول الخطاة الذين أولهم أنا، أولهم أنا، أنا أول الخطاة، لذلك الإنسان عندما يتكبر فهذا شيء لا يوافقه إطلاقاً، لماذا؟ لأنه في الأصل من تراب، في الأصل خاطئ، فكيف يكون كائن ترابي و خاطئ يتفاخر، لا تصلح، عندما يقول أحد الآباء نحن أصلنا من تراب، وإذا ارتفع التراب يحدث عفارة، إذا قمت برفع قليل من التراب تحدث عفارة، يصبح لا يليق، ليس جيد، فأنت لا تهدأ إلا أذا التراب سقط مرة أخري للأرض، نحن أيضاً كذلك. لذلك ذات مرة رأى القديس العظيم الأنبا أنطونيوس طريق ضيق ممتلئ بالفخاخ، وممتلئ بالثعابين والحيوانات الشرسة ومخيف جدا، فصرخ لله وقال له ما هذا ياربي هل الطريق هكذا؟ هل الطريق شاق جدا، وصعب جدا، ومستحيل جدا، فمن ينجو من كل هذا يا رب؟، من ينجو من كل هذا؟، فأنا إذا نجوت من فخ سأسقط في عقرب، إذا نجوت من عقرب سأسقط في أسد، ما هذا الطريق؟ قال له من ينجو من هذا يارب؟. فجاء إليه صوت قائلا له المتواضعون ينجو يا أنطونيوس. لذلك الكبرياء لا يليق بنا يا أحبائي، لأن الإنسان يعرف بضعفه، الإنسان يعرف بخطاياه، فلا يوجد أجمل من أن تقف أمام الله وتقول له ارحمني أنا الخاطئ، أكثر كلمة الكنيسة تستخدمها "كيرياليسون"، أكثر كلمة الكنيسة تستخدمها "أنعم لنا بمغفرة خطايانا"، "يارب أرحم"، فهل يوجد إنسان متكبر يستطيع أن يقول كلمة يارب ارحم؟ فهيا يا أحبائي نطلب مسكنة الروح، نطلب الاتضاع، هيا نتخلى عن العتيق الذي بداخلنا، نتخلى عن الأنا، فهل من الممكن أن هذا يأتي مرة واحدة؟، لا بل يأتي تدريجياً، كيف يأتي تدريجياً؟ أنظر إلى المظاهر التي أنت مقتنع بها إنها يوجد بها كبرياء، أتخذ خطوة، خطوة ولو بسيطة، تعلم أنت إذا قمت بالتخلي عن جنيه فهذا جزء من ثمن رحلة تواضعك، جنيه واحد فقط هذا جزء من رحلة التواضع لديك، إذا قمت بالسجود مرة واحدة هذا جزء من رحلة التواضع، إذا غفرت لإنسان فهذا جزء من الرحلة، إذا قمت بمصالحة إنسان كان غاضب منك أو أنت على قطيعة معه من زمن فهذا جزء من الرحلة، إذا أبصرت خطاياك هذا جزء من الرحلة، إذا قمت بالاعتراف للكاهن وقمت بفضح خطاياك وتقول أنا سيء هذا جزء من الرحلة، إذا تناولت بقلب منكسر هذا جزء من الرحلة، إلى أن تجد نفسك بدأت تقتني قلب بحسب قلب الله، طوبي للمساكين بالروح. ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

البيت المسيحى الذى يهب قديسين

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد أمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين احتفلت الكنيسة يا أحبائي يوم الثلاثاء الماضي بتذكار القديس أوغسطينوس واليوم قديس اسمه القديس بيساريون وغداً إثنين إخوة ترهبوا واستشهدوا القديس اسمه القديس مويسيس وأخته سارة وإثنين آخرين أيضاً قديسين إخوة استشهدوا هما أغابيوس وأخته تكلا. إذا قمنا بجمع هؤلاء الثلاثة مجموعات أمام بعضهم البعض، القديس أوغسطينوس وأمه القديسة مونيكا كانت دائمة الصلاة من أجله، اليوم القديس بيساريون يقول لك عنه أن والديه كانوا تقيين محبين لله، غداً ستجد مويسيس قدوة لأخته سارة التي هي أصغر سنا منه ذهبوا هما الإثنين للرهبنة، وبعد ذلك أتت له رغبة في الاستشهاد، وعندما علمت سارة أن أخيها ذهب لكي يستشهد ذهبت هي أيضا استشهدت مع أخيها، وإثنين آخرين أيضا كان لديهم رغبة في الاستشهاد، واستشهدوا بالفعل هما القديس أغابيوس وأخته تكلا. إذن كيف ينتج بيت قديسين؟!، كيف يربي بيت قديسين للمسيح؟، أنظر دموع القديسة مونيكا من أجل ابنها أوغسطينوس، أنظر كم هي شغوفة لخلاص نفس ابنها، أنظر إلى ذهابها للكنيسة وإلى صلاتها من أجل ابنها، وتتضرع إلى الله من أجل توبته، وهو قلبه قاسي، إلا أن دموع أمه مثلما قال لها الأب الأسقف "ثقي يا ابنتي أن ابن هذه الدموع سوف لا يهلك". والقديس بيساريون قديس اليوم يصبح راهب، ناسك، عابد، متوحد، مصلي لكن يقول لك أن أبويه كانوا بارين، أتقياء، محبين لله، محبين للفقراء. وغداً تذكار القديس مويسيس وأخته سارة يذهبوا للرهبنة وبعد ذلك يذهبوا للاستشهاد، وبعد ذلك تجد أيضا القديس أغابيوس وأخته تكلا، ما هي أقصى اهتماماتنا في منازلنا؟، أن نقوم بالأكل والشرب والتنزه هذا جيد لكن أين الله من مركز البيت؟!، أقصى اهتماماتنا بالنسبة لأولادنا أن يصبحوا متعلمين تعليم كبير جداً، لكن هل أقصى اهتماماتي والتي أضعها في ذهني أن يصبحوا قديسين؟، هل أقوم بتربية ابني لأن في ذهني تصور نهائي له أن يصبح إنسان اسمه صورة المسيح في المجتمع، فتصوري هذا هو الذي يقوم برسم الخطة كلها، فلابد أن أعلم النهاية لكي أسير في اتجاهها، لكن إذا لم يوجد لدي تصور لآخر الشيء الذي أفعله سأصبح متشتت. عندما نترك أنفسنا يا أحبائي نجد أن المجتمع يشكلنا ونجد أن وسائل الإعلام تشكلنا ونجد أن آراء الناس تشكلنا، لكن ليس المجتمع أو تصوراتنا أو آراء الناس من الممكن أن تفعل لدينا شيء جيد. نحن لنا إنجيل ولنا كنيسة ولنا قديسين ولنا قدوه ولنا هدف، هدفنا أن نربح السماء، هدفنا أن نحيا في رضاه، هدفنا أن نمجد اسمه القدوس، هذه الأشياء عندما تكون واضحة تجعل الطريق أوضح، وعندما تبعد عن أعيننا تجعل الطريق غير واضح، لذلك يا أحبائي هذه الأسر المسيحية التي أعطاها لنا الرب في الكنيسة كنماذج فهي ينبغي ألا تمر علينا بدون تأثير، فلابد أن تجعلنا نراجع أنفسنا، هل يوجد صلاة في منزلنا أم لا؟، يوجد إنجيل في منزلنا أم لا؟، يوجد مخافة الله في منزلنا أم لا؟، يوجد أعمال رحمة وصدقات للفقراء في منزلنا أم لا؟، أم أن كل شخص ينشغل بنفسه، وكل شخص يغذي أنانيته، وكل شخص يريد طلبات وكأنه يريد أن يأخذ حق الأسرة كلها لنفسه، وكل شخص أهم شيء لديه أفكاره واهتماماته الشخصية، ونصبح نعيش في المنزل وكأن كل شخص يعيش في جزيرة مستقلة تماما عن الآخر. بيت يصنع قديسين، يكون بيت للمسيح اسمه بيت يسوع، ذات مرة قمت بزيارة رجل تقي ذهب للسماء الآن، وعندما ذهبت لافتقاد هذا الرجل وجدت لافتة على البيت مكتوب عليها بيت يسوع، هل أنا أفهم جيداً معنى أن بيتي هذا بيت يسوع؟، هل بالحقيقة الكلمة التي قيلت "الكنيسة التي في بيتك" هل أنا حقا أعتبر أن بيتي كنيسة؟، في سر الزيجة يا أحبائي عندما نقوم بصلاة طقس سر الزيجة فإننا نلبس العريس برنس، هذا البرنس لا تراه إلا على الكاهن، فهو ثياب كهنوتية، على اعتبار أن الكنيسة تؤمن إن هذا البيت سيصير كنيسة للمسيح، والزوج هو كاهن هذا البيت، فهو المسئول عن العبادة وتقدمات المحبة وتقدمات السجود لله وتقترب أسرته لله عن طريقه، هذا فكر الكنيسة. عندما نعيش يا أحبائي دون أن ننتبه لماذا نحن نعيش؟، وما الذي نريده؟، وإلى أين نريد ان نصل؟، فإننا نضل الطريق. ما أسهل الإنسان الذي لا يعرف أخر نقطة في نهاية رحلته، ما أسهل أن يضل، لذلك يقال أن القائد الحقيقي - وكل زوج وزوجة في البيت هو قائد - يقول لك هو الذي يرى نهاية الرحلة قبل أن تبدأ هذا هو القائد الحقيقي، لابد أن يرى أولا آخر نقطة هو يريد أن يصل إليها وأين توجد؟، لكي يحدد الطريق الذي يسير فيه وبناء عليها سيحدد أين يذهب؟، عندما تذهب مشوار، أو عندما تسافر، عندما تذهب إلى مكان ما فهناك شيء اسمه الطريق، فهذا الطريق كيف تقوم بتحديده، ليس على حسب الطريق الذي آراه أنا أنه جيداً - لا - لكن علي حسب إلي أين أنت ذاهب؟، على سبيل المثال إذا كان هناك شخص يريد الذهاب إلي دمنهور لا ينبغي أن يصر على أن يسير بالطريق الصحراوي، فلابد أن يسير بالطريق الزراعي، لأنه هو الأقرب إليه، نحن أيضاً لابد أن أعرف أنا أين أريد أن أذهب واختار أفضل طريق، أنا أريد أن أذهب إلى السماء، أنا أريد أن أربح الملكوت، أنا أريد أن أقول "أما أنا وبيتي فنعبد الرب"، أريد أن أجعل بيتي كنيسة، أريد أن أقف للصلاة أنا وأولادي وزوجتي، نريد أن نرفع أيدينا لله، إذا قال لي أحد الأولاد أنه لا يريد الوقوف للصلاة أقول له نعم، ونقف نحن نصلي ويرانا ونحن نصلي، فمن الممكن أن تكون هذه المرحلة من حياته التأثير لديه ليس وقوفه للصلاة، لكن يمكن أن تكون مرحلة أنه يراكم وأنتم تصلوا ، فهذه أيضاً لها تأثير، وهناك تأثير آخر وهو أن تصلوا من أجله، قد يقول لي أحدكم يا أبي أنا أتحدث ولا يوجد من يسمع لكلامي، أقول لك لا بل يكفي أنهم يروك وأنت تصلي، وأن تصلي من أجلهم، يكفي أن يوجد في بيتك صلاة، يكفي أن يذكر اسم ربنا في بيتك، فهذا يزرع في بيتك سلام وحب وروح ربنا يسكن في المنزل، كن أنت التغيير الذي تريده، مثلما علمونا ولا تنتظر التغيير من غيرك، بيتك هو بيت المسيح وأسرتك هذه هي أسرة للمسيح وحياتك كلها مسؤولية أمام الله. لذلك يا أحبائي الإنجيل الذي قرئ علينا اليوم يقول "من هو يا ترى الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه على جميع أمواله" نحن لابد أن نعرف أننا وكلاء على بيوتنا، نحن أمناء على بيوتنا، ربنا قام بتوكيلي أمين علي أسرة، فنحن علينا أن نقودها في طريق الخلاص، كل شخص يا أحبائي لابد أن يغير من طريقة تفكيره واهتماماته، هناك ظاهرة تقول أن الناس تأتي إلي الكنيسة هذا شيء جيد هذه خطوة جميلة، لكن في الحقيقة قاموا بفصل حياتهم مع الله ما بين الكنيسة وما بين الحياة العملية وما بين بيتهم، تجدهم داخل الكنيسة لكنهم لا يقومون بالصلاة في البيت، تجدهم يحبون ويحرصون على حضور أولادهم إلى الكنيسة لكنهم لا يقومون بتربية أبنائهم في منزلهم على المبادئ المسيحية، فماذا يحدث من ذلك؟ يحدث لون من ألوان الازدواجية عند الأبناء ، فالذي يتعلمه في الكنيسة شيء والذي يراه في البيت شيء أخر، أيهما يكون أكثر تأثير عليه؟ الأشياء المعيشية هذه هي الأكثر تأثيراً، الطباع، طريقة الحياة نفسها، السلوكيات اليومية التي يراها هي تنطبع في بيته أكثر، ولذلك عندما أغلقت الكنائس في روسيا لأكثر من مائة عام لإنتشار الشيوعية وكان الذي يعلن عن ديانته يعتقل ويعذب ويموت، فكان لا يوجد شيء اسمه ديانات نهائيا لمدة مائة عام، إلى أن جاء وقت وقالوا قد إنتهى هذا العصر وسنقوم بفتح الكنائس مرة أخري ومن أراد أن يذهب ليصلي فليذهب للصلاة، من المتوقع بعد مائة عام من غلق الكنيسة أنه عندما تفتح الكنيسة مرة أخرى، بالطبع الأطفال حديث الولادة لم يروا أبونا، خدام، شمامسة، ولا يعلموا الصلاة، القداس، ولا يعلموا طريق كنيسة من الأساس لا يعلموا، تتوقع عندما تفتح الكنائس هل هناك أحد يذهب إلى الكنيسة بعد مائة عام وهي مغلقة، التصور العجيب أن الكنائس كانت ممتلئة إلي آخرها، وعندما يأتي الكاهن لصلاة القداس يجد الشعب جميعه يقول كل الألحان معه، فأين حفظوا؟! ومن أين أتوا لهم بشمامسة لكي يحفظوا؟!، فمتي تعلموا هذه الألحان؟! من المنازل، المنازل كانت تعلم، فإذا كان البيت يعلم فعندما يقال بالحقيقة نؤمن تجد كل الكنيسة تقول، أين تعلموه، لا يوجد مدارس أحد، لا يوجد درس ألحان، لا يوجد شمامسة، لا بل الأب والأم والجد والجدة هم الذين قاموا بتعليمهم هذه الأشياء، فعندما فتحت الكنيسة وجدوا الكنيسة مستمرة، البيت هو الكنيسة وهو النواة، القديس أوغسطينوس الفضل للبيت، القديس بيساريون قديس اليوم الفضل للبيت، وغداً القديس مويسيس وأخته سارة الفضل للبيت، القديس أغابيوس وأخته تكلا الفضل للبيت. دور البيت يا أحبائي عندما نغفله فنحن نغفل ركن رئيسي في حياتنا مع المسيح، الاعتماد على أن الأولاد يأتوا الي الكنيسة فهذا شيء جيد، لكن لا يكفي أبدا، يقول لك الأولاد مشتركين في المسابقات وفي المهرجان وفي النادي هذا شيء جيد وجيد جدا، لكن أيضا لا يكفي، ما الفائدة من كل هذا التعليم ويذهب إلي البيت يجد أشخاص يقوموا بإهانة بعضهم البعض، وأشخاص يتحدثوا على بعضهم البعض، وأشخاص لا يحبوا بعضهم البعض، وأشخاص يدخلون في منافسات مع بعضهم البعض، وأشخاص يتحدون بعضهم البعض، فيقول لك أن الحياة مع الله هي لون من ألوان الخيال، هي حياة غير واقعية. حينئذ يا أحبائي علينا أن نعرف أننا أمناء لله، وإن بيتنا هذا بيت اسمه بيت يسوع بيت المسيح، كان هناك عبارة متداولة يتداولها الآباء في بيوتهم، ويكتبوها تقول "يسوع هو رب هذا البيت، والضيف الغير المنظور على المائدة، والمستمع الصامت لكل حديث". يسوع يجلس في بيتك ويسمع، لا تعتقد أن يسوع لا يسمع الكلام الذي يقال في البيت، فمن الأفضل أن يكون الكلام الذي يقال في البيت والذي يسمعه يسوع يكون كلام مرضي لله، يسوع هو رب هذا البيت والضيف الغير المنظور على المائدة فهو يجلس ويأكل معنا، الضيف الغير المنظور على المائدة والمستمع الصامت لكل حديث. أحبائي القناعة بذرتها من البيت والصلاة بذرتها من البيت والمحبة بذرتها من البيت والقناعة بذرتها من البيت والعطاء بذرته من البيت ، لذلك يا احبائي لا نستهين أبدا بالرسالة التي أعطاها لنا الله. أختم كلامي بالعذر الشديد الذي يقوله الناس الآن وهو المشغولية، "مشغولين" أقول لك فلابد أن تكون هذه المشغولية مشغولية هادفة، ولابد أن أعلم لماذا أنا مشغول؟، تصور أنت عندما تكون مشغول من أجل أبنائك، لكن تكون مشغول عن أبنائك، فهل أنت مشغول من أجلهم أم مشغول عنهم؟!، إذا كنت مشغول عنهم تصبح هذه المشغولية مشغولية ضاره، لا أنت لابد أن تكون مشغول من أجلهم، مشغول من أجلهم بمعني أن كل هذه المشغولية لكي تقوم بتربيتهم تربية صحيحة، أنت مشغول لكي تعلمهم أشياء أنت تود بهذه المشغولية أن تغرسها فيهم، أنت تود أن تعلمهم، وتقوم بتربيتهم أبناء لله، وتريد أن تجعلهم لديهم ثقة في أنفسهم، وتريد أن يكونوا محبوبين ومحبين، وتريد..... إلخ، لديك مبادئ كثيرة جداً، لكن من الممكن أن نكون غير منتبهين إلى هذا الأمر، ونظل نغرس في أبنائنا أشياء غير صحيحة، ونظل نجتهد لكي فقط نلبي لهم احتياجاتهم، لكن لا الموضوع ليس موضوع مجرد تلبية احتياجات، وليس كل طلباتنا منهم فقط إنهم مثلاً يقوموا بالمذاكرة، هذا لا يكفي، ليست فقط المذاكرة لكن أنا أريد بتربية ابني للمسيح، أنا ليس هدفي أن ابني يصبح فقط طبيب لا، ليس من المهم أن يكون طبيب، فماذا يعني أو يفيد طبيب ولا يخاف الله، غير أمين، غير عفيف، فماذا يعني طبيب أو أي منصب آخر كبير لكن إنسان مبادئه كلها مشوهة وملوثة؟! - بالطبع لا - هذا الإنسان لا نرغب فيه ليس هذا ما نريده، أتذكر أن أبونا بيشوي كامل قبل خدمته بالكهنوت كان اسمه الأستاذ سامي كامل وكان يخدم في كنيسة العذراء بمحرم بك بجوارنا وكان يخدم أسرة لأولاد في مرحلة ثانوي وقام بالافتقاد لولد في ثالثة ثانوي فوالد هذا الولد قال له يا أستاذ الولد هذه السنة في ثانوية عامة ونحن مشغولين وهو لن يذهب إلى الكنيسة لأني أريده أن يصبح طبيب، فنحن شاكرين لك وحاول ألا تقوم بتعطيله، أبونا بيشوي كان رجل لطيف فقال له لكن إذا أستطاع أو إذا وقته سمح، بلطف قال له قم بنسيانه هذه السنة، فقال له من فضلك اسمح لي من وقت لآخر أن آتي وأجلس معه، ولكي يحضر قداس كل فترة ويتناول، فأجابه إننا هذه السنة أجازه يا أستاذ، ولا يوجد داعي لحضورك لأنه لن يكون هناك وقت لمقابلتك، مرت الأيام والولد أصبح بالفعل طبيب وبعد عدة سنوات ذهب هذا الرجل يسأل على الأستاذ سامي كامل في كنيسة العذراء محرم بك، قال لهم أريد الأستاذ سامي كامل لأنه كان خادم لابني وأنا أريده في موضوع مهم جدا جدا، قالوا له سامي كامل! لكن لا يوجد خادم هنا اسمه سامي، هل أنت تقصد من حوالي سبعة أو ثمانية أعوام؟! إنه أصبح كاهن الآن في كنيسة مار جرجس سبورتنج، فذهب له وعندما رآه أبونا تذكره، قال له هل تتذكرني؟ أجابه طبعا أتذكرك، فقام بالسؤال عليه وعلى ابنه، وقال له إني أعلم انه دخل كلية الطب لعله يكون بخير، قال له أرجوك أن تنقذني فهو قد تعرف على ممرضة غير مسيحية وتعلق بها ويتقابلوا مع بعض، فهو قد قام بجعله طبيب حقا لكنه لم يتذكر أن يعلمه ما هو أهم من أن يصبح طبيب. أحبائي البيت مصنع قديسين، البيت للمسيح، أولادنا للمسيح، حياتنا للمسيح، "إن أكلنا أو شربنا لمجد الله" إذا ذهبنا للتنزه تكون الأجبية معنا، فنحن لا نعيش شيزوفرنيا، المصيف ليس بعيد عن المسيح لأنه ترفيه، لا بل الترفيه لدينا داخل المسيح، كل شيء نفعله نرى فيه المسيح، الطبيعة فيها المسيح، أنت إذا ذهبت إلى شاطئ هذا شيء جميل لكن أنت ذاهب لكي تصفي نفسك لكي تسمو، ليت نظرتنا للأمر تكون أن المسيح هو مركز الحياة، لذلك معلمنا بولس الرسول لخص الحياة كلها في كلمة واحدة حين قال "لي الحياة هي المسيح". ربنا يبارك بيوتنا ويبارك حياتنا ويجعله مركز لكل اهتماماتنا. ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

في العالم سيكون لكم ضيق و لكن ثقوا انا قد غلبت العالم

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين. تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل آوان وإلي دهر الدهور كلها آمين. هذه الآية نعرفها جميعاً من بشارة معلمنا يوحنا ختم بها إنجيل اليوم وهي "في العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم". الحقيقة يا أحبائي ما أكثر ضيقات العالم، ما أكثر ضغوط العالم، ما أكثر هموم العالم، ربما يكون كما نشعر أن كلما تطورت الحياة أكثر، كلما تزيد التكنولوجيا أكثر، وكلما تدخل المدنية أكثر كلما يزيد الضيق أكثر، لماذا الضيق؟ لأنه في الحقيقة الله لم يخلق الحياة لكي تصبح كذلك، الله خلقها لتكون هادئة أكثر من ذلك، الإنسان هو الذي جعلها سريعة، الإنسان هو الذي جعلها ممتلئة بالاضطراب، الإنسان هو الذي لا يرغب أن يسير بحسب مقاصد الله وهي أنه عندما يأتي الظلام تجد الناس تذهب للنوم، وعندما يشرق النور الناس تستيقظ، والناس تعمل مع ربنا في الطبيعة، تصور أن هناك شخص يعمل في حقل فتكون الدنيا واسعة والهواء جيد ويرى يد الله جداً والزرع وهو ينمو، يجلس هادئ، فيوجد أوقات بها عمل، وأوقات بها هدوء، وبعد وقت الظهيرة يكون قد إنتهى من عمله ويشكر الله ويذهب للبيت هادئ قليلاً وهكذا، لقد كان هذا قصد الله في الحياة، لكن الإنسان أطماعه في الحياة أكثر من ذلك بكثير، فأصبح يريد ... ، ... ، ... ، حينئذ قم بدفع الثمن، ما هو الثمن الذي يدفعه الإنسان مقابل طلباته الكثيرة الذي لا يستطيع أن يغلبها؟ للأسف العالم يغلبه، فبدلاً من أن يأخذ من العالم هدوء واطمئنان يأخذ من العالم اضطراب وانزعاج، وهذه هي القاعدة التي فعلها الله للإنسان، كلما خالف الإنسان مقاصد الله يقوم بدفع الضريبة، "في العالم سيكون لكم ضيق". وهناك ضيق آخر بسبب اسم ربنا يسوع المسيح الذي دعي علينا ضيق الاضطهاد، ضيق الآلام، هناك ضيق آخر بسبب مدنية الحياة وسرعتها، يوجد ضيق آت من داخلنا وضيق من خارجنا، ضيق آت بسببنا وضيق بسبب من حولنا، في العالم سيكون لكم ضيق، فما هو حل هذا الضيق؟ الحل أن الإنسان لا يقع تحت الضيق، الحل أن الإنسان لا يترك نفسه لهذا الضيق ويغلبه، صعب جدا يا أحبائي إننا نقوم بزيادة ضيق العالم بضيقات داخلية لدينا، فماذا يفعل الإنسان قال "ثقوا أنا قد غلبت العالم" ما هو حل ضيقات العالم؟ المسيح ، المسيح ، المسيح، شخص يقول لك لكنها كلمة نظرية، لا فالثقة فيه، الاتكال عليه، الرجاء به. صدقني إذا عشت حياة خارج المسيح سوف تتعذب، تتألم، ستجد نفسك بدون فرح، بدون شبع، بدون رضا، مختلف مع معظم من حولك، ستجد نفسك دائماً ناقم على الوضع الذي أنت فيه، هذا لا يعجبك، ولا هذا يرضيك. لماذا؟ لأنك خرجت خارج المسيح، المسيح يعطيك قبول لنفسك، المسيح يعطيك قبول لكل من حولك، هل هناك أحد يقبلك ويقبلني مثل المسيح بكل عيوبي وكل أخطائي، هو يقبلني، لماذا يقبلني؟ لأنه هو الذي خلقني، "يداك صنعتني وجبلتني". العالم كله والناس كلها يمكن أن ترفضنا لكن الله مات لحبه لنا، العالم كله يمكن أن يرى أخطائنا لكن الله يستر على هذه الأخطاء، ويرى أشياء جيدة فينا نحن لا نراها في أنفسنا، تخيل أن الله يري داخل كل واحد فينا حاجات جيدة هو لا يراها في نفسه، تخيل أن الله يتأنى علينا، تخيل أن كل الأخطاء التي نفعلها هو ساتر عليها، فإذا كان هو ساتر على أخطائنا، وإذا كان يرانا أفضل مما نحن نري أنفسنا، فلماذا نعيش في أضطراب وانزعاج؟ كثرة طلبات الإنسان، كثرة رغبات الإنسان، كثرة أطماع الإنسان هي التي تجعله يعيش في ضيق، تجد دائما الرغبات لا تشبع، لأن الإنسان عميق جداً لكي يصل لدرجة أنه يقول أنا مكتفي، أشكرك يارب، هذ يكفي جداً، من هذا الذي يصل لهذه الدرجة من الاكتفاء؟! هل يوجد شخص يترقى في منصب معين ويقول هذا يكفي؟ هل يوجد شخص يحصل على قدر معين من المال ويقول هذا يكفي؟، هل يوجد شخص يحصل على سلطة معينة في النهاية يقول هذا يكفي؟، كفايتنا من الله، إن لم تشبع نفوسنا بالله يا أحبائي فلن تشبع. لذلك قال القديس أوغسطينوس كلمة جميلة قال "من امتلكك شبعت كل رغباته"، حقا يارب الذي يمتلكك تشبع كل رغباته، فما المطلوب الآن؟ مطلوب إني لا أدخل داخل هذه الدوائر العنيفة، في العالم سيكون لكم ضيق. ما الضيق، أنظر إذا ترك الإنسان نفسه في هموم الغلاء، دخول المدارس، التكاليف، الذي يريد أن يأكل، الذي يريد أن يلبس، الذي يريد التنزه، يقول لك صدقني إذا لم نتعلم القناعة من داخلنا وإذا لم يكن لنا الاكتفاء من داخلنا، لا نشبع، لا نهدأ، لا نستريح، لذلك أستطيع أن أقول لك أكبر شيء تعطيه لابنك هو القناعة، أكثر شيء تعلمه لابنك أنه غني، أنه جميل، أكثر شيء تعلميه لابنتك انها لا ينقصها شيء، أنه لا يوجد شيء أبدا سيزينها أو يجملها، لا "الملابس، شعرها، بشرتها" ولا أي شيء، فالذي يزينها من داخلها، في العالم سيكون لكم ضيق ثقوا أنا قد غلبت العالم. كثيراً يا أحبائي الإنسان يضع نفسه تحت ضيقات العالم، ويمتلئ بالحزن والاكتئاب والضيق، عالم ممتلئ ضيق، الله يقصد أن يكون هناك ضيق في العالم لكي نعيش معه في الأرض ولكي نشتاق إلي الراحة الحقيقية في السماء، تخيل عندما أعيش عمري كله رافض الضيق، وناقم على الضيق، ومتمرد على الحياة، ولم أفهم الدرس. فما هو الدرس الذي يأتي من ضيق العالم أمرين مهمين جدا: ١- أن تكون عيني في العالم علي المسيح لأنه هو الذي يجعلني أغلب الضيق. ٢- لكي اشتاق للحياة الأبدية. فمتي نستريح من أتعاب هذا العالم؟. يقول لك قم بتجهيز نفسك للسماء، السماء لا يوجد فيها هذا الضيق يا حبيبي، تقول له أنا مشتاق للحياة الأبدية، يقول لك هيا مبروك عليك السماء، يسألك هل أنت مستعد؟ تجيبه : ليس بالدرجة الكافية ، يقول لك حاول يا حبيبي حاول ، فالله من خلال ضيق العالم يجهزني لأبدية سعيدة ، ومن خلال ضيق العالم يجعلني أرتبط به هو أكثر لأن هو سلامنا، لان منه تكتمل كل احتياجاتنا، كلما تقع في ضيق في العالم أنظر إليه، من سفر أشعياء يقول لك "في كل ضيقهم تضايق وملاك حضرته يخلص"، يا رب أنقذني، يا رب أنا في تجربة، يارب أنا في ضيقة، يا رب أحميني من نفسي، احميني من العالم، احميني من التحارب ، احميني من الشهوات ، احميني من مكائد عدو الخير الخفية والظاهرة ، في العالم سيكون لكم ضيق أمسك في ربنا لأنه هو الذي غلب العالم وكلما تزيد الضيفات كلما أفهم أنه يوجد قصد إلهي ، ما هو القصد الإلهي لله، أنه يضيق عليك الحلقة، يا ربي لماذا تضيق علي الحلقة، يا رب قم بتوسيعها، فيجيبك لا لأنني لم أخلقكم لهذه الحياة أنا خلقتكم لكي تكون هذه الحياة فترة، أنا خلقتهم لحياة أبدية، لذلك لا أريدكم أن تعتبروا أن العالم هو نهاية الحياة - لا - فهو بداية الحياة الأبدية، لذلك أريدكم تعلموا أنكم لن تستقروا هنا وأخذتم كل شيء هنا وتسعدوا هنا وتفرحوا هنا، يقول لك لا بل خفة ضيقاتنا الوقتية تنشأ لنا ثقل ومجد أبدي، أنا أريدكم للسماء، طوبي للإنسان يا أحبائي الذي طوال حياته يفهم أن هذه الضيقات بقصد وبإرادة إلهية لكي يزداد شوقنا للسماء، فنحن نري في العالم ضيقات كثيرة نري كراهية، غدر، مؤامرات، حقد، لكن حينئذ لا تدين الآخرين بل قل يا رب متي أذهب إلى عالم كله محبة، متي يا ربي استريح من أتعاب هذا العالم، متى أنتقل من هذا العالم وأذهب للعالم الذي لا يوجد به بكاء ولا حزن ولا تنهد، يقول لك أنتظر بعض الوقت، فتسأله لماذا أنتظر؟ يجيبك من أجل أمرين لأني أريدك أن تكمل رسالتك وتكمل توبتك. فلماذا يبقينا الله في هذه الحياة إلى الآن لسببين لابد أن نفهمهم جيداً، لماذا أظل إلي الآن موجود بالحياة؟ فهناك أشخاص أصغر مني انتقلوا وسافروا إلى السماء، والآن هم متنعمين بالحياة السعيدة فلماذا أنا؟ لأجل هذين الأمرين لأكمل توبتي وأكمل رسالتي، أي شخص منا لا بد أن يسأل نفسه لماذا أنا مازالت علي قيد الحياة إلى الآن؟ لأكمل توبتي أكمل رسالتي، هيا لنفعل في هذين الأمرين. ١- ماذا عن توبتك؟! فأنا بطئ في التوبة، أنا لست رافض للخطية، أنا أسعي للخطية، أنا متمسك بالخطية، أنا متلذذ بالخطية، أنا غير أمين، أنا غير مدقق، فهيا قم قدم توبة وأشكر الله أنه معطيك فرصة كل صباح جديد برحمة جديدة ،هيا نكمل توبتنا، هيا نقوم بتوبيخ أنفسنا على خطايانا، هيا نقول له ارحمني، ارحمني، ارحمني، قم بتفكيكي، تعال أنت يارب، كمل توبتك، ادخل ربنا في توبتك واطلب منه. ٢- كمل رسالتك : ماهي رسالتي يارب في هذه الحياة؟ أن تمجدني، تعبدني، تكرمني في العبادة، نعم هذه رسالة، أن تكرمني في الضعفاء، أن تهتم بالضعفاء، أن تنشر الحب، أن تنشر اسمي، أن تنادي وتخبر بأعمالي، هذه رسالتك في الحياة، الله أرسلنا لهذه الحياة نور يا أحبائي، ارسلنا لهذه الحياة لكي نبشر بموته وقيامته، الله أرسلنا لهذه الحياة لكي نكون شهداء أمناء له، فدائما تذكر هذه الحقيقة، ففي بيتك أنت شاهد، في عملك أنت شاهد، مع أحبائك أنت شاهد، أنت صورة حية للمسيح، لذلك فهي رسالة، فأنا موجود إلى الآن لكي أكمل توبتي وأكمل رسالتي، لكن أنا مشتاق أن أتخلص من هذا العالم الممتلئ بالضيق، وأظل أقول متي أتراءى أمامك يارب، يجيبك باقي قليلاً كمل توبتك، لأنني يا حبيبي أريد لك مكان جميل، لأني مهيئ لك مكان جميل جداً، وأنا أري أنك لست مهيأ لهذا المكان، أنا أعددت لك مكان حلو جدا، فوق خيالك أنت، فماذا تفعل أذن ؟ هيا استعد، تزين بالفضائل، كف عن الشر، حد عن الشر أفعل الخير وأطلب الأمانة، اسعى ورائها، باستمرار اسعي لرضى الله، راجع نفسك، راجع الثعالب الصغيرة، راجع الكراهية ، راجع الشهوة، راجع حب العالم، راجع حب المال، راجع حب السلطة ، راجع حب الكرامة ، .... ، .... ، إلخ أنا أحتاج أراجع كثير، فهيا قم واركع أرفع يدك وقلبك بصلوات نقية وقل له مع معلمنا داود "أقترب إلي نفسي وفكها ولا تتسلم للوحش نفس يمامتك" تعالى يارب وأنقذني وخلصني، فكلما تفعل ذلك ماذا يحدث "في العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" هذا وعد الله لنا يا أحبائي أنه يغلب العالم، ليس معناه أننا نعيش في عالم بلا ضيق - لا - هو لم يعدنا بعالم بلا ضيق، لا فهو لم يخدعنا، هو لم يقول لنا أننا نعيش في العالم بلا ضيق، فالعالم ممتلئ بالضيق، لكنني سوف أجعلك تغلب الضيق، فأنا لا أتركك تعيش في العالم بلا ضيق لا، فسمة الضيق هي سمة رئيسية في العالم لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم، يجعلك الله تعيش في نفس واقعك ونفس الآلام لكنك غالب لهذه الآلام، لكنك لا تسقط تحتها، بالعكس أنت قائم فوق منها، أحبائي الله لم يرسلنا إلى هذا العالم لكن نهلك في العالم، لا ، أرسلنا إلى هذا العالم لنشهد له في العالم ونخلص بالعالم وتكون ضيقات العالم مجال لصراخنا نحو الله وتكون ضيفاتنا في العالم وسيلة خبرة حياة مع الله فننمو بالله، لذلك يا أحبائي في العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم، كن حذر ألا تسقط تحت أمور هذا العالم، تذكر دائما لماذا نعيش؟، لا تدع عينك تنزل من علي المسيح لكي لا تزيد آلامك، الضيقات لأجل أمرين تذكرهم دائما، الضيقات لكي أتعلق في المسيح جدا، لكي أفهم أن من خلال هذه الضيقات أشتاق للأبدية، فلماذا الله أبقاني إلى الآن، لأجل أمرين لكي أكمل توبتي، وأكمل رسالتي. ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

ان الحصاد كثير و لكن الفعلة قليلون

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . عندما يكون هناك تذكار لأحد الآباء الرسل أو من السبعين رسول تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا لوقا، والذي يقول "ثم عين الرب سبعين آخرين" أختارهم لكي يكرزوا، لكي يذهبوا إلى أورشليم وإلى السامرة وإلى أقصى الأرض لكي يدعو الناس للتوبة، وقال لهم كلمه لاتزال تعتبر شعار لكل إنسان مسيحي، وهي "أن الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون"، ربنا يسوع يريد أن يضع في قلوبنا غيرة، يقول لنا اخدموا لأن الحصاد كثير والفعلة قليلون، تصور عندما يوجد حقل الله أنعم عليه ببركات، وممتلئ خير، ممتلئ محصول، لكن تصور أننا لم نجد الشخص الذي يحصده، فهذا شيء صعب جداً، فالشجرة تعطي ثمر والأرض تعطي محصول وأعيننا تري ثمار كثيرة جداً، ولا يتبقى إلا آخر خطوة وأسهل خطوة وهي جمع المحصول، تخيل ربنا يسوع المسيح يقول لنا الحصاد كثير بمعنى أن الزرعة نجحت، لكن الفعلة قليلون، ما هو الحصاد يارب؟ قال الذي فعلته أنا للعالم، الخلاص الذي أعطيته للعالم، الحب الذي أعطيته للعالم، البذرة التي قمت بزراعتها في العالم أثمرت لكن تريد من يحصدها. تصور أن هناك أشخاص تحتاج فقط أن نكلمهم عن المسيح لدقائق، تصور أن هناك أشخاص بعيدة عن المسيح غير مسيحيين يحتاجوا فقط إلى شخص يقول لهم أن هناك ما يسمى بالمخلص ، فهو إله من حبه للإنسان خلقه، وعندما فسد الإنسان فكان لا يوجد شخص يمكن أن يخلصه إلا الذي خلقه، الذي أستطاع أن يخلقه يستطيع أن يخلصه، قل له هذان الكلمتين واتركه ليراجع أفكاره، فمن الممكن أن هذان الكلمتين تأتي بأشخاص للإيمان، فلنفترض أن هناك شخص مسيحي بعيد عن المسيح تماما، شخص يحتاج أن تقول له : لماذا لا تأتي إلى الكنيسة، يجيبك لأني مشغول قل له العمر يمضي والإنسان إذا ترك نفسه للمشغولية فأنه لن يجد وقت أبدا، فأتمني أن نتقابل في الكنيسة وأتركه، من الممكن أن تقول هذا الكلام لعشرة أفراد ويأتي فرد واحد فقط، فنحن نراها كثيراً جداً أنك من الممكن بمجرد أن تقابل شخص ما في الطريق وتقول له لماذا لا أراك في الكنيسة؟ تجده اليوم التالي في الكنيسة، "الحصاد كثير والفعلة قليلون"، الله يريد فعلة. لذلك يقول "ثم عين الرب سبعين آخرين" ما معني عين؟ بمعنى اختار، تقول لكن أنا لست من بين الذين قام بتعينهم الرب، فهو له مجموعة أشخاص يحب أن يختارهم، فالخدام أشخاص مميزين بالتأكيد ليس أي شخص يخدم، يقول لك لا أبداً، القديس يوحنا ذهبي الفم يقول لا يوجد شيء اسمه شخص مسيحي ليس خادم، أنت ممسوح بالروح القدس، أنت قمت بأخذ مفعول الروح القدس، أنت عضو في الجسد، لا يصلح أن عضو في الجسد ينفصل عن الجسد، عضو في الجسد يخدم الجسد كله، عندما يكون هناك شخص يتناول الطعام فأن عينه تعمل، يداه تعمل، وفمه يعمل، ومعدته تعمل، كل الأعضاء تعمل عمل واحد، عندما يأتي شخص ليرتدي ملابسه فعينه تعمل، عضلاته تعمل، أعصابه تعمل، لكي يستطيع أن يرتدي ملابسه، أي عمل بسيط الإنسان يفعله تشترك فيه كل أعضائه، هكذا الكنيسة لا يوجد فيها عضو يكون خامل. "عين الرب"، كل شخص فينا معين من قبل الرب، فأنا معين، شخص يقول لي: أنا! أقول لك نعم أنت معين، معين من الله، قال "الذين عرفهم سبق فعينهم، الذين سبق فعينهم سبق فبررهم". سبق فعرفهم، سبق فعينهم، الله قام بتعيننا، نعم قام باختيارنا، قم بقراءة رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أفسس الأصحاح الأول يقول لك "مبارك الله أبو ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية من السماويات الذي اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة". أنا وأنت الله قام باختيارنا قبل أن نولد، الذي اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة، نحن مختارين، نحن معينين، نحن سفراء، نحن له، نحمل صورته، "عين الرب سبعين آخرين"، فكل الذين أمامي في الكنيسة معينين؛ منذ سنوات كثيرة كان الشباب أو الشابات الذين يقومون بالدراسة الجامعية، بعد الانتهاء من الجامعة، يأتي لهم شيء اسمه خطاب التعيين، يقول له أنك عينت في شركة الكهرباء، في شركة المياه، في شركة الري، ... ، ... ، وهكذا، خطاب تعيين، فكانوا يمزحون مع الشباب ويقولوا لهم لا تجلس في المنزل تنتظر خطاب التعيين، قم بأي وظيفة حتي يأتي خطاب التعيين، تصور أنك معين من ربنا يسوع يقول لك أنت ابن (فلان) المعمد، المولود، الذي تخدم في كنيسة .. أنا قمت بتعيينك لخدمة أعضاء جسمي، اخدمني أنا، من خلال مريض، شخص محتاج، شخص حزين، شخص مهمل، شخص بعيد عن المسيح، مستشفى، دار أيتام، دار مسنين، شخص مدمن، شخص عليه دين، شخص مسجون، أسرة شخص مسجون، أشخاص ضعيفة في أسرتك، اخدم، أكثر شيء يا أحبائي يقوم بأذية الإنسان أن يعيش في سجن نفسه، لذلك الإنسان دائما متضايق، محصور داخل نفسه، دائرة تخنق لماذا؟ أنا ونفسي وهمومي ومشاكلي، فهل تنتهي المشاكل؟ لا تنتهي، فكيف يخرج الإنسان منها؟ يعيش لغيره، اخرج نفسك واخرج بيتك من دائرة نفسك، قم بالسؤال عن شخص محتاج، قم بخدمه شخص محتاج. الله اختارنا ووضع ثقته فينا، يقول لك أنت بدلاً مني، أرسلتكم للعالم، "عين الرب"، عينك بوظيفة، معين لكي تصبح شاهد لله، وقال انتم تكونوا شهودي، أنت الشاهد لي، أنت وسط العالم أنت رسالتي، إذا قمت بقراءة الكتاب المقدس بتدقيق ستجد أدوار معينة على الإنسان المسيحي أن يقوم بها، سوف أختصر منهم ستة : ١- أنتم ملح الأرض : أنت الملح الذي يعطي مذاق، بدونك العالم مائع، بدونك العالم لا يؤكل، لا يفرح، أنتم ملح الأرض. ٢- أنتم نور العالم : بدونك العالم مظلم، صدقوني ربنا يسوع المسيح لا يقوم بمجاملتنا، لا يقول كلام معنوي لكي يرفع معنوياتنا - لا - أنتم نور العالم فعلا، العالم بدونكم مظلم، أنتم القداسة في العالم، أنتم الطهارة في العالم، أنتم الأمانة في العالم، أنتم الحب في العالم، أنتم العطاء في العالم، أنتم الرحمة في العالم، ... ، ... ، أنتم ملح الأرض ، أنتم نور العالم. ٣- أنتم الخمير الذي يخمر العجين كله : خميرة، قطعة الخميرة الصغيرة لكن هي التي تنتشر، وتعطي طعمها ومفعولها للعجين كله، أنت الخمير المقدس في العالم كله، قليل لكن مؤثر. ٤- أنتم رسل ٥- أنتم سفراء ٦- أنتم رسالة رسول، رسالة، سفير. ٧- رائحة المسيح : معلمنا بولس قال أنكم رائحة المسيح. عين الرب سبعين آخرين، دورك في العالم مهم جداً، ربنا يسوع صعد للسماء، لكنه ترك تلاميذه، وقال عن تلاميذه أنهم من يقوموا بإكمال رسالتي، لذلك الكاهن يقول: "تبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي وتذكروني إلى آجيء" وجميعكم تقومون بالرد آمين، آمين، آمين بموتك يارب نبشر، أنت خادم، ولابد أن تكون خادم، على سبيل المثال الأسبوع الماضي قمت بمقابلة شاب قادم من أمريكا، وكان من المهم لدي أن أطمئن على حياته الروحية، أطمئن على علاقته مع الله، فسألته هل تذهب للكنيسة؟ قال نعم نشكر ربنا، قال لي لابد أن أذهب، فأنا أذهب أكثر مما كنت أذهب هنا ، قلت له هذه بركة كبيرة، قال لي أذهب ٤أو ٥ مرات في الأسبوع، جيد جدًا، فسألته هل هناك خدمه تخدمها؟، قال نعم أخدم خدمه صغيرة علي قدر استطاعتي، فسألته ما هي الخدمة؟ قال لي خدمه اسمها خدمة صيانة، صيانة ماذا؟! قال لي نحن ثلاثين شاب مجتمعين مع بعضنا البعض ولدينا مشرف للمجموعة يمر علي الكنيسة ويبحث عن أي شيء يحتاج لصيانة وليكن مثلاً المصباح لا يضيء، ستر المنجلية به تمزق، كسر في الحديد الخاص بسلم الهيكل، يحضرون الأشخاص الذين يقوموا بالتصليح، فهي خدمه. الله يريد كل شخص منا يخرج طاقته للمسيح بحسب إمكانياته، حسب طاقتك، حسب معرفتك، لكن لا تترك نفسك لنفسك، ولا تعيش في دائرة نفسك، إذا كنت تعرف كيف تقوم بالخبز، الطبخ، الخياطة، الأسلوب اللبق مع الآخرين، أي إمكانية، أي ملكة. لابد أن نعرف أن أي إمكانيات اعطاها الله لنا فهو اعطاها لنا له، أي إنسان يا أحبائي يستطيع فعل شيء فليبحث كيف يخدم به، في بعض الأحيان أجلس مع طبيب وأقول له الله جعلك طبيب لكي تعالج من يحتاج أولا ثم بعد ذلك لربح المال، لكي تخدم بهذه المهنة، فأنت يأتي إليك مرضى من كل الديانات اشهد عن المسيح مع المرضى، لابد أن تعرف نفسك أنك في داخل عملك أنت خادم، عين الرب سبعين آخرين، الله يريد أن يعين، الله يريد أن ملكوته ينتشر، يريد أن خدمته تمتد، لا يريد عمل صليبه يعطل، ولا طلبته تختبئ، يقول "لا يمكن أن تخفي مدينة موجودة على جبل ولا يوقدون سراجا ويضعوه تحت مكيال"، فالمصباح لابد أن يوضع على مكان مرتفع، أنت كإنسان مسيحي لابد أن تضيء. لذلك يا أحبائي ونحن نعيش تذكار استشهاد القديسين بطرس وبولس أمس، ونعيش اليوم تذكار القديس الشهيد أولمباس تلميذ القديس بطرس الرسول، لابد أن نعرف أن الخدمة والحياة في المسيح لا تستمر بفرد، بطرس أستشهد لابد أن يكون خلفه مئات، وأيضا بولس، هذا ما يحدث إلي اليوم، فكم شخص يريد أن يكون مثل بولس، كم شخص يريد أن يكون مثل بطرس، كم شخص يضع نفس حياة بولس داخل قلبه، من الكلمات الرائعة التي قالها بولس عندما قال أنا لست مهم، قال "أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في"، قال كلمة أخري مهمه جدا "ولا نفسي ثمينة عندي حتي أكمل بفرح الخدمة والسعي التي أخذتها من الرب يسوع ". يقولوا له إذا ذهبت لأورشليم سيقتلونك، يقول لا يوجد مشكلة، وأيضا إذا ذهبت لروما قال لهم أنا أتمني الموت ولكن أتمني فعل شيء قبلها أن أشهد لربنا، فقالوا له تذهب إلى روما فقال أنا لدي شهوة ان اذهب لروما لكن لا أستطيع لأني مسجون، فكيف أذهب إلى روما، روما عاصمة العالم، روما بها الثقافة، بها المعرفة، روما بها القوة، روما بها السلطة، يريد أن يغزوها بولس، فعل حيلة وهو يحاكم قال لهم أنا مواطن روماني كيف تحكموا علي وأنا غير مقضي علي، أنا رافع دعواي إلى قيصر، تريد أن تحاكم عند قيصر، خافوا منه وقالوا حقا هذا مواطن روماني، قالوا إلى قيصر يذهب، فقال أشكرك يارب، ستذهب تحاكم عند قيصر، الناس جميعها تخاف من قيصر، فهو رجل لديه "بطش" أنت ذاهب لنيرون بنفسك، فأنا أريد الذهاب إلي روما لكي أشهد للمسيح، عندي شهوة أن أكمل حياتي في روما لأني أريد أن استشهد في روما، لكن قبل أن أستشهد أريد أن أشهد للمسيح هناك. نحن يا أحبائي حياتنا إذا تركناها لأنفسنا فقط فنكون نسجنها، نقللها، نحدها، غير متمتعين بها، لا يصح أن قارورة طيب تكون مغلقة فقارورة الطيب لابد أن تفتح لكي تعطر رائحتها المكان، أنت أيضا كمسيحي لابد أن يكون لك مفعول، الملح لابد أن يوضع في الطعام، النور يضيء للناس، الرائحة لابد أن تكون لراحه الكل، الرسالة موجودة لكي تقرأ ليس لتكون مغلقة. هكذا يا أحبائي كل واحد منا، "عين الرب سبعين آخرين"، كل واحد منا يقول له يارب ماذا تريد أن أفعله؟ يقول لك أخدم بالإمكانيات التي لديك، قم بمساعدة أحد، قم بالسؤال علي أحد، أنت كن قدوة لمن حولك، قم بالصلاة في بيتك، أرفع يدك، حاول تقلل من طلباتك الشخصية لكي تشفق على من حولك، حاول يكون لديك خدمة بالكلمة الطيبة، حاول يكون لديك خدمة بابتسامة، حاول تمارس العطاء لمن حولك، فكر وأنت تأكل هل الرجل الغفير يستطيع أن يجد هذا الطعام؟!. تجد نفسك وتجد بيتك يوجد فيه بركة، أصبح في حياتك سعادة تبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي. ربنا يعطينا يا أحبائي أن تدرك رسالتك، أننا معينين من الله، لخدمته، لمجده. يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

ارسالية السبعين رسولا

بسم الآب والأبن والروح القدس إله واحد آمين ، تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين . تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في تذكارات نياحة أو استشهاد أحد من الآباء الرسل فصل من انجيل معلمنا لوقا البشير إصحاح ١٠ وهو إرسالية السبعين رسولا، الكنيسة في تذكارات الذين تعبوا في الخدمة تحملنا أمانة امتداد رسالتهم، وتقول لنا مثلما أرسل السيد المسيح سبعين في وجود حياته على الأرض فهو يحتاج أن يرسل كثيرين وكثيرين من أجل اعلان ملكوته، من أجل نشر رسالة خلاصه ، من اجل امتداد ملكوته على الأرض ، يقول "بعد ذلك عين الرب سبعين آخرين وأرسلهم أمام وجهه اثنين اثنين ، وقال لهم اطلبوا من رب الحصد أن يرسل فعلة الي حصاده"، وقال لهم "أن الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون" ، ربنا يسوع في قلبه وفي عقله الملكوت، ونشر الملكوت، وامتداد الملكوت، ويريد أن كل إنسان يبعد عن طريق الضلال ويدخل في طريق محبة الله، هذه هي رسالته، أن يتمتعوا بخلاصه، يتمتعوا بمعرفته، ويدخلون معه في عهد أبدي، هذه هي رسالته لكن ليكمل رسالته فهو يحتاج الي ناس ، يحتاج يرسل ناس ، ناس مختارة الذين هم السبعين فقط؟! قال لا مازال الحصاد كثير ولازال الفعلة قليلون. ما هو موضوع الحصاد والفعلة؟، يريد أن يقول لك إذا كان قلبك ممتلئ بمحبة الله، إذا كنت متمتع بالفعل ببركات خلاصه ، ستجد نفسك لا تحتمل أن تصمت ، ولا تحتمل أن تري إنسان خارج طريق خلاصه ، فماذا تفعل؟ تنادي باسمه ، تجذب الآخرين إليه ، تدعوهم للتوبة ، تدعوهم للتمتع بالحياة معه ، هذا عمل الإنسان المسيحي يا أحبائي ، عمل الإنسان المسيحي أن يكون له رسالة المسيح علي الأرض ، هذا عمل الإنسان المسيحي أن نحمل أسمه ، نحمل كرازته ، نحمل منهجه. هنا في انجيل معلمنا لوقا اصحاح ١٠ عمل رسالة السبعين رسول، قبل ذلك عمل رسالة اختيار الاثني عشر تلميذ وقال لهم أنتم لا تخرجون خارج أورشليم، قال لهم أذهبوا إلي خراف بيت إسرائيل الضالة، الذين هم أهلكم لكن لا يعرفون الله، فعندما وجد باقي خراف إسرائيل الضالة ليسوا جميعهم قابلين الإيمان، ويوجد منهم نسبة كبيرة تقاوم ، نسبة كبيرة رافضة، نسبة كبيرة لا تريد ، نسبة كبيرة متعالية ، قال إذن أتركوهم ، وقال لهم أذهبوا للعالم أجمع ، هيا أذهبوا أكرزوا لهم ، أذهبوا إلي أورشليم واليهودية وإلي السامرة وإلي أقصي الأرض. كان سبق وقلت لكم أنه ينبغي أن يكون لدينا خيال عن منطقة أورشليم أيام المسيح لابد أن تتخيلها جيداً جدا لأن كل تعاليم الإنجيل مبني علي معرفة الأماكن ، ساحل البحر المتوسط، وفي المنتصف خط مستقيم بنهر الأردن، فقط هذه هي خريطة أورشليم ، خط هكذا ومائل وخط هكذا في المنتصف ، في المساحة التي بين الخط المائل وخط المنتصف ثلاثة مدن مهمين جدا، أسفل جدا أورشليم ، في المنتصف السامرة ، فوق الجليل، وفي الجزء الشرقي لنهر الأردن يوجد مدينتين كبار جدا، جزء أسمه العشرة مدن ، وجزء أسمه عبر الأردن ، هؤلاء هم الخمس مدن الرئيسية الذين كرز السيد المسيح فيهم وعاش بهم. لقد قال لهم اليهودية ولكنهم لم يستجيبوا معكم، إذن نذهب الي فوق قليلاً ، أين نذهب؟ السامرة، إذا رفضوكم في السامرة أذهبوا إلي أقصى الأرض. هذه هي رسالة الإنسان المسيحي في كل جيل يا أحبائي ، يخدم في اليهودية التي هي بيت كل شخص فينا ، لابد أن نبدأ ببيتنا، لابد أن تبدأ بأبنائك ، بزوجتك ، بزوجك ، لابد أن أبدأ بأخواتي ، بأقربائي، بجيراني ، بيتي أورشليم ، الذي يسمع ويستجيب فقد نال الخلاص والذي لا يسمع فهنا كان يقول لهم أذهبوا الي المدينة إذا قبلوكم فهذا جيد وإذا لم يقبلوكم أخرجوا منها وقولوا لهم حتي الغبار الذي التصق بأرجلنا سننفضه لكم ، بمعنى أننا لا نريد شيء منكم أبدا ، بمعني حتى إننا لا نريد أن نتذكركم ولو لثانية ، حتى الغبار الذي لصق بأرجلنا ننفضه ، يصبح أنتم دمكم على رأسكم ، أما إذا قبلوكم يكون حسنا فهذا هو الهدف ، أبدأ اكرز في بيتك ؟ هل تعلم ما الذي يمنعك أن تكرز في بيتك؟ أن تكون أنت لا تعيش للمسيح ، ستجد نفسك تحدثهم عن المسيح وأنت لا تعيش للمسيح فالكلام متناقض ، غير مرتبط ببعض ، أذن قبل أن تكرز في بيتك لا بد أن تغير من نفسك أولا ، لكي يروك تصلي فعلا ، يروك وأنت رافع يدك ، لكي يروك في البيت وأنت تسجد ، لكي يروك وأنت أمين في كلامك ، لكي يروك وأنت تحب من حولك بالحقيقة ، لكي تكون إبن حقيقي للمسيح ، لذلك يا أحبائي موضوع الكرازة هذا موضوعنا كلنا ، علي كل مسيحي أن يكون خادما ، علي كل مسيحي أن يكون كارزا ، وعلي كل مسيحي أن يكون صورة المسيح في المكان الذي يعيش فيه ، هذه هي رسالتنا ، هل أنت تعيش للمسيح ؟ قال لك مجرد أنك تعيش للمسيح "لا يمكن أن تخفي مدينه كائنة علي جبل ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال". بمجرد أن تعيش مسيحي ستجد نفسك أنرت ، نعم حياتك اختلفت ، الناس من حولنا تحتاج ليس كلام بل أفعال ، نريد أن نري إنسان أمين فعلا ، صادق فعلا ، إنسان عفيف فعلا ، إنسان مدقق فعلا ، إنسان يحافظ على لسانه وقلبه وفكره ومشاعره فعلا أعظم كرازة ، إذا بدأت أنت تعيش المسيح من داخلك فبدأت أن تكون كارزا للمسيح، حدث ابنك، أجلس مع أبنك بمفردك ، أجلس مع أبنتك بمفردك ، وقل أني أريدك أن تدخل في عشرة حقيقية مع المسيح ، خسارة أن تستهلك نفسك ، وقتك ، فكرك في أمور تافهة ، أساله أنت تصلي أم لا ؟، أنت لماذا تكسل عن الصلاة؟ أنا أقول لك لماذا أنت تكسل لأني انا مثلك كذلك أنت تكسل لأن روح العالم تأخذك وأنت تكسل أنك تبدأ تتكلم مع من أمامك ، غير معقول أن لا نعرف أن نحدث أقرب الناس لنا ، فعندما يكون الانجيل داخلي مكتوم ، والحق يكون باطل ، الخير الذي بداخلي يصبح شر ، فأصبح أنا لا أستطيع الكلام ، كيف أتكلم؟ ، أذن الأمر يبدأ من داخلي. إذن أنا كنت سيء ، ما المشكلة إذا كنت سيء ؟ ليس عيب أنني كنت سيء لكن العيب أن استمر سيء ، ليس عيب أن يكون لدي أخطاء نحن بشر لكن المشكلة الأكبر أنني أستمر، لذلك الله يريد أن نتغير، وإن أنا تغيرت أقوم بتغيير من حولي ، أورشليم أبدأ اكرز في أورشليم ، إذا لم يستجيبوا قم ببذل مجهود ، صلي لهم، كن فدية لهم ، قم بتشجعيهم ، حاول أن يروا فيك نموذج عملي ، وإن رفضوا أخرج لمن بعدهم لا تقف ، وهم "السامرة" السامرة مقاومة للمسيح معروفة دائما كانوا السامريين في عداوة شديدة جدا مع اليهودية ، يقول لم يستطع يسوع أن يصنع هناك آية بسبب عدم إيمانهم ، قلوبهم قاسية، يوحنا ويعقوب كانوا يشعرون أن السامرة بلد مرفوضة وسيئة وغير مستجيبة ، قالوا لربنا يسوع المسيح أطلب نار لتحرقهم قال لهما لستما تعلمان من أي روح أنتما ، لا فأنا متأني علي كل إنسان حتى إذا كان رافض ، لأن كل إنسان وله زمن ، ولكننا رأينا في السامرة المرأة السامرية إنسانة ضعيفة لكن حين تحدث معها المسيح أتت ، وعندما أتت جاءت بالمدينة ، الحصاد كثير لكن الفعلة قليلون. هيا نعمل في جيش خلاص ربنا يسوع المسيح ، هيا نبدأ لنذهب للسامرة ، الناس الرافضة ، الناس التي أغلقت قلبها ، يروك أنت تتغير فيتغيروا هم أيضا ، يروك أنت تتوب فهم يتوبون ، يروك أنت تتقدس فهم يتقدسون، أما إذا رفضوا ، فهنا ربنا يسوع يقول لهم أذهبوا إلي البلد وأكرزوا وقولوا لهم قد أقترب ملكوت السماوات الذي يسمع فقد خلص والذي لا يسمع لا يخلص. لذلك يا أحبائي يقول لك أنت غير مطالب بإيمان الآخرين لكن مطلوب منك أنك تكرز ، لست مطالب بالنتيجة لكن مطلوب منك الأمانة والجهاد والتعب ، هذا ما يريده الله ، لذلك يا أحبائي أفعل ما عليك فعله. نحن في هذه الفترة المقدسة الكنيسة تجعلنا نعيش فيها فترة صوم الأباء الرسل فترة خدمة، ناس تمتعت بميلاد المسيح وعماد المسيح وعمل المسيح ومعجزات المسيح وصليب المسيح وقيامة المسيح وحلول الروح القدس عشنا كل هذه الأحداث. ونحن في يناير ونحتفل بالميلاد ومنتصف يناير نحتفل بالعماد ، بعدها الكنيسة تقول لك هيا لكي نصوم الصوم الكبير ونعيش مع المسيح أقواله ، تعليمه ، حياته ، صليبه ، قيامته ، صعوده ، حلول الروح القدس ، ماذا تنتظر بعد كل هذا؟ ، وكأنه يقول لك أنا فعلت دوري ، اتفضل أنت أكمل الدور جاء عليك أنت. هذه هي الفترة التي نحن فيها، ما هي الفترة التي نحن فيها ؟! بموتك يارب نبشر هذا دورنا ، يريد أن يقول لك ما هو المطلوب مني ثانية لأفعله؟ لا يوجد ، خاطئ خلصتك ، مذنب رفعت الدين عنك ، جسدك سيء أخذته بدلاً منك ، أعطيتك بري ، أعطيتك ملكوتي ، أعطيتك حياتي ، فهيا قم بنشر ملكوتي علي الأرض ، أنت صورة ملكوتي ، أنت "تبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي وتذكرونني إلي أن آجيء" ، هذا عملك ، لذلك يا أحبائي الحصاد كثير ، تخيل أنت أن ربنا يسوع متعشم ان البشرية كلها تعرفه ، كل الناس فهم خليقته ، ما الذي في قلبك ياربي يسوع المسيح ؟ يقول لك كل خليقته تدخل الملكوت ، فلماذا خلقتهم ؟ ليهلكوا !. لا قال لك الحصاد كثير، ناس كثيرة جداً مطلوب أن كل هؤلاء الناس تدخل الي الإيمان ، مطلوب أن كل هؤلاء يعرفوه ، مطلوب أن كل هؤلاء يعبدوه ، فماذا يحتاج هؤلاء ؟ يحتاجوا إلي ناس تكرز ، ناس تنادي ، ناس تكون حياة المسيح داخلها حية ، ناس تكون حياة المسيح داخلها أغلي من حياتها الشخصية ، بولس قال في سفر الأعمال الأصحاح العشرون "ولا نفسي ثمينة عندي" ذات يوم جلس مع الآباء الرسل فجاء إليه نبي وأخذ حزام بولس وربط به نفسه ويده وقال لهم صاحب هذه المنطقة سيقتاد إلي المحاكم ، ويهان ويذل ويقتل، فبكوا جميع الموجودين ، قالوا صاحب هذه المنطقة بولس لا تتحرك من هنا ، نحن لا نتركك، بولس قال لهم أنتم تبكوا و توجعوا قلبي ، قال لهم أنا مستعد لا أن أربط فقط ولكن مستعد إن أموت من أجله ، وبعدما كان المشهد مشهد عاطفي وبكاء وعلاقات بشرية رفعوا أعينهم إلي السماء ، أنا لا أستطيع أن أربط فقط أنا أستطيع أموت من أجله ، وبالفعل قال لهم هأنذا ذاهب بالروح إلي أورشليم ، لا أعلم ماذا يصادفني هناك، أنا لم أعرف ماذا أجد ، لكنني أعلم أن وثقا وشدائد تنتظرني ، أنا أعرف، لذلك عندما جاء إلي أورشليم ناس رأوه في الهيكل قالوا هذا هو ، هذا الذي ضد اليهودية ، هذا الذي ضد الهيكل ، هذا من يقوم بإدخال الناس الي الإيمان ، هذا هو من يقوم بإدخال الناس إلي الهيكل ، والهيكل هذا اسمه الموضع المقدس، والموضع المقدس لا يدخله الأمم ولا الغرباء وفعلوا له تهمة وجمعوا الناس عليه وقبضوا عليه ، وناس نذرت نفسها قالوا لا نأكل أو نشرب إلا إذا مات هذا الشخص ، تصور أربعين رجل فعلوا نذر علي موته ، إلي هذا الحد كانت حياته في خطر، نعم حياته في خطر، لكنه قال ولا نفسي ثمينة عندي الإنسان يا أحبائي الذي يمتلئ بمحبة المسيح حياته أو فكرته عن نفسه هو -كحياة شخصية - تصبح غير مهمة، يصبح المهم هو المسيح ، لذلك قال "أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيا" لذلك يقول لهم الحصاد كثير والفعلة قليلون أطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة لحصاده ، لذلك نحن جميعنا لابد أن نكون خدام. هيا نكرز في منازلنا ، هناك ناس تعيش للمسيح لكن بعيد عن المسيح ، هناك ناس تعيش للمسيح بالاسم فقط ، في ناس داخل بيوتنا وعائلاتنا بعيدين تماما عن المسيح ، وصدقني الذي أنت تراه رافض المسيح تماما، الذي تراه متكبر جدا، ومتعظم جدا، ولا يوجد منه فائدة، صدقني ربنا مات من أجله ويحبه ويريده لذلك نري التلاميذ أصبحوا مندهشين ، رجعوا الي الفرح ، رجعوا فرحين ، وقالوا له أننا لم نكن نتوقع ذلك، فقال لهم لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم بل أفرحوا أن أسمائكم مكتوبة في السموات، رجعوا بفرح عظيم طبعا ، لأن كثيرين استجابوا لهم ، نحن ضعفاء ، نحن لا نعرف شيء ، ربنا يحب يستخدم الضعفاء والذين لا يعرفون شيء، هو يحب هذا. تعلم أن الذي يقول أنا أعرف ، يقول له أنا غير محتاج لك ، أنا أريد الذين لا يعرفون، أنا أريد الضعيف، اختار الصياد، الجاهل ، البعيد ، الخاطئ ، العشار ، اللاوي ، لكي يحول كل هؤلاء لأواني مجد له ، أحبائي الحصاد كثير والفعلة قليلون ، أبدأ غير داخل نفسك أنت ، نور مصباحك أنت ، نور عقلك وقلبك بنور كلمة ربنا ، أبدأ أرفع يدك في بيتك وصلي وأركع ، أبدأ بقراءة الأنجيل وأشبع به لكي تمتلئ أنت بكلمة ربنا ، أبدأ أن تكون أنت نفسك آية ، تكون أنت نفسك أنجيل ، فبمجرد أن تبدأ هذه الخطوة ستجد نفسك غير محتمل أن تري إنسان بعيد عن خلاص ربنا يسوع المسيح ، فتنادي للكل، تعالى، لأورشليم ، لليهودية ، للسامرة ، إلي أقصي الأرض. ربنا يعطينا يا أحبائي أن نكون شهود أمناء له، ننادي باسمه، نأتي له بنفوس، نقول له ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك. ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

اليوم الاخير من العيد عيد المظال

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهرالدهور كلها آمين . تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا يوحناالاصحاح(٧)،ويقول اليوم الأخير من العيد وهذاالعيد يسمى بعيد المظال ،ما "عيد المظال" هذا ؟يتذكربني إسرائيل خروج آبائهم من أرض مصر،عندما ضلوا في البرية أربعين سنة إلي أن وصلوا أرض الميعاد ،ولكي يتذكروا هذا الحدث ويعيشوه مع أهاليهم إنهم ظلوا أربعين سنه ضالين في البرية، كانوا يأتون ناحية الهيكل ويصنعوا مظال لذلك هذا العيد اسمه عيد المظال ،يصنعواخيام ومظالات ويخرجون من بيوتهم ،لايجلس أحد في بيته هذه الفترة ،يجلسون في خيام حول الهيكل ، على أسطح المنازل ، في الحدائق ، في الحقول ، في الشوارع ،كل الناس تكون خارج منازلها ثمانية أيام لكي يتذكروا قصة خروج بني إسرائيل، ويتذكروا عيد الفصح عندما قاموا بذبح خروف الفصح ، ويتذكروا فترة الضلال في البرية .لكن فترة البرية فيها أمورنريد أن نتذكرها أكثر، فهناك أمرين كانوايحبون أن يتذكروه مجدا في هذا العيد تحديدا ،ما هما ؟ "المياه ،النور".من ضمن الأشياء التي كانوا يحتفلون بها في هذا العيد إنهم كانوايخرجوا في اليوم الثامن – الذي وقف يسوع يتكلم فيه آخر يوم في العيد - يخرجوا في الفجر، يذهبون إلي الحقول، ينقسموا إلي فريقين ، فريق يذهب إلي الحقول وفريق آخريذهب مع رئيس الكهنة لبركة سلوام ، فريق يذهب إلي الحقول يقوموا بجمع أغصان كثير جداًويقوموا بربط الأغصان مع بعض بخيوط فضية أو ذهبية ويقومون بهتاف هتافات الخلاص ،مبارك الرب إلهنا ،ومبارك الله الذي أخرجنا بزراع رفيعة ،ويتحدثون عن قدرة الله وعمل الله معهم فيسبحون ويرنمون ، هذا الفريق جمع أغصان،أما الفريق الآخريذهب مع رئيس الكهنة لبركة سلوام ومعه إبريق كبير يملؤه من بركة سلوام ويرجعون على الهيكل ويقوم رئيس الكهنة بالصعود فوق المذبح ومعه البخور الذي هو مذبح المحرقة ويقوم بسكب المياه على المذبح والمياه تنزل بفيض من على المذبح إلي أسفل في الهيكل فيتذكروا المياه. ما هي قصة هذه المياه ؟المياه التي أسقانا الله منها ونحن عطاش في البرية ،فيتذكرواعمل الله أثناء وجودهم في البرية، وطوال فترة جلوسهم في هذه الخيام تجد الأنوار تحيط بهم في كل مكان-لماذا؟- لأن الناس كانت تعيش في الشارع فلابد أن يكون هناك إنارة ،فالنورالكثير مع المياه التي تسكب ، النور والمياه تذكرهم بعمل الله معهم أثناء رحلة البرية عندما ضلوا أربعين سنة. في اليوم الثامن والذي هو اليوم الأخير في عيد المظال وقف يسوع وقال لهم أنا هو المياه ،فسألوه أنت المياه ؟! أجابهم نعم ، وقال منه وعطشان فليقبل إلى ليشرب من آمن بي كما هو مكتوب في الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي ، ماهذا ؟!هذه المياه التي تسكبوها هي مجرد رمز، فبماذا ترمز؟ ترمز لأمريمكن ألاتفهموه أنتم ، ما هو ؟ الروح القدس،ثمأني أحضر لكم مياه من بركة سلوام وتضعوها على الهيكل هذا مجرد رمز فهي رمز "للروح القدس"، انتم أنفسكم تحتاجون لهذه المياه لأنكم تعطشون فأنتم محتاجين لهذه المياه ،من هذه المياه ؟ قال لهم أنا هو المياه ،فسألوه ما هذا ؟ قال لهم من يؤمن بي سيجد نفسه أصبح مصدر للمياه ،ليس فقط عطشان يشرب - لا - هو نفسه أصبح مصدر للمياه ، وتجري من بطنه أنهار ماء حي. تصور ونحن اليوم نتكلم علي سد النهضة ومياه النيل القادمة من أثيوبيا ،وهذا هوالينبوع الذي ينبع منه النيل ، تخيل أن بطنك هذه تجري منها أنهار، ليس نهر النيل فقط لا بل عدة أنهار من بطنك ، كيف ذلك؟! قال هذا عمل الروح القدس، الذي يؤمن به تجري من بطنه أنهار ماء حي، ركز في كلمة"تجري من بطنه"، فمن المفترض بالمنطق عندما نتكلم عن مياه تخرج ، فمن أين تخرج ؟ تخرج من الفم ،فهذا منطقي قليلاً أن المياه تخرج من الفم لكن تخرج من البطن فكيف ؟! قال لك فالبطن هذه تشيرللأعماق ،الذي به عمل روح الله نشيط ومتجدد. فتجري من بطنه أنهار، لكن الأنهار أيضا أنهارماء حي،بمعني متجددة،ربنا يسوع يا أحبائي يتكلم بهذا الكلام لكي يهيئهم لفكرة وحقيقة انسكاب الروح القدس عليهم ،ويصيروا هم آنية للروح القدس ،ويصبحوا هم يملؤون آخرين بالروح القدس ،فهوعما يتحدث؟قال هذا عن الروح القدس.فما هو الروح القدس ؟ قال لهم إنه الذي كان المؤمنون به مزمعون أن يقبلوه ،لأن الروح القدس لم يكن قد أعطي بعد ، لأن يسوع لم يكن قد مجد بعد ،ما علاقة عطية الروح القدس بأن يسوع مجد ؟ ولماذا هنا يسوع لم يمجد بعد ؟ قال لك كلمة لم يكن مجد هنا تعني لم يكن صلب ،لأن الصليب هوالمجد ، لكن يسوع صنع معجزات كثيرة جداً ،أليس من المفروض أن المعجزات التي صنعها تكون هذه هي المجد ؟ قال لا ، المجد الذي لربنا يسوع المسيح هو الصليب ، لم يكن قد مجد بعد بمعني لم يكن قد صلب بعد ،لذلك نحن طوال الفترة التي نحتفل ونعيد بذكرى آلامه في أسبوع الآلام نظل نقول له "لك القوة ولك المجد"لذلك ربنا يسوع لم يكن قد مجد بعد،وقد قال هذا على الروح القدس الذي المؤمنين مزمعون أن يقبلوها.نحن يا أحبائي في هذه الفترة ومتبقي يومين لنعيد بعيد حلول الروح القدس علينا في الكنيسة ،فماذا نحتاج؟! نحتاجأن نهيئ أنفسنا وأن نتقبله ، نحتاج أن نكون آنية نقية للروح القدس ، نحن الآن ياأحبائي تعيش الكنيسة "فترة العشرة أيام"التي بين الصعود وبين حلول الروح القدس، هذه العشرة أيام اسمها فترة ترقب،انتظار لعطية عظمى ،تعلم الذي ينتظر حدث كبير!، تعلم العروسة المنتظرة إكليلها!،تعلم الذي ينتظر أن يأخذ جائزة كبرى! ،تعلم الذي ينتظر أن يتوج عمل مهم فعله! ،تعلم الذي ينتظريتسلم هدية! ......إلخ ، فهذه هي العطية العظمى ،نحن الآن جالسين مترقبين أن نأخذ الروح القدس،لكي نكون نحن أنفسنا مصدر للروح القدس، سيكون في أحشاءنا وتجري من بطننا أنهار ماء حي.الروح القدس يا أحبائي لا يعطي لنا بكيل، كلما كنا أمناء للروح القدس كلما تجد الروح القدس غزير داخلك ،متجدد داخلك أنهار ماء حي ،ركز في كلمة حي ، الحي بمعني دائم الحركة.والذي تجري من بطنه أنهارماء حي ،تجد كلامه كله كلام بالروح القدس ، أفعاله كلها أفعال بالروح القدس ، سلوكياته كلها سلوكيات بالروح القدس، لماذا؟ لأنه سالك بالروح ،إذا كانت تأتي داخل قلبه فكرة انتقام يعالجها بروح المحبة ، يأتي داخل قلبه فكر دنس يعالجه بروح الطهارة ،يأتي داخل قلبه روح كسل يعالجه بروح الجهاد، والروح القدس يكون داخله متجدد ونشيط وفعال.من أكثرالأمور يا أحبائي التي تجلب لنا رخاوة،والتي تجلب لنا سيادة للخطية علينا،والتي تجلب لنا تدميرلإرادتنا الروحية، هي أن نكون غير أصدقاء للروح القدس ،وإذا لم أتكلم مع الروح القدس.كيف؟ الكنيسة تعلمنا أن نتكلم مع الروح القدس ، كل يوم في الساعة الثالثة ونقول له "روحك القدوس يارب الذي أرسلته على تلاميذك فهذا لا تنزعه مني أيها الصالح لكن جدده نسألك أن تجدده في أحشاءنا" ، جدده كل يوم في الساعة الثالثة تقول له"هلم تفضل وحل فيا"،تعلم الذي يرحب بضيف يقول له هلم تفضلوحل فيا ،ولكن عندما تحل فيا ماذا تفعل؟ تطهرني من كل دنس ، تجري من بطني أنهار ماء حي ، قال هذا عن الروح القدس.هذا الروح القدس يا أحبائي روح القداسة اسمه الروح القدس ،لماذا ؟ لأنه يقدس.نشتاق أن نعيش حياة القداسة،هيا نتوسل للروح القدس ،أطلب فضيلة من الروح القدس ، اطلب بر، طهارة ، تواضع ، أطلب من الروح القدس أن يفطمك من كل شر،من كل خطية، أطلب من الروح القدس.فالروح القدس يا أحبائي ناقل ،الروح القدس هو المسئول عن توبتنا، عن قداستنا ، المسئول عن الصلاة ،تصور أن الذي يكون مسئول عن أهم الأمورالتي تنمينا نحن نهمله ، لا نعطيه حقه ،فعندما نهمل روح القداسة، عندما نهمل روح العفة ،عندما نهمل روح التواضع –ماالذي نتوقعه؟ -نتوقع الكبرياء والدنس والكسل، ونتوقع شيءآخر غير الروح القدس وهو روح العالم اسمها روح إبليس،ما الذي يسود علينا روح العالم ونكون طامعين ونريد ...،...،...،ولا نشعر بالشبع ،ونقع في خطايا وحتى الروح القدس نهمله،ونفقد حتى الرغبة في الرجوع إلى الله ، نفقد روح التبكيت ،نفقد روح القداسة هذا .لذلك ياأحبائي نحن الآن نقوم بتهيئة أنفسنا لقبول عطية الروح القدس العظيمة،لذلك يقال عن اسمها العطية العظمى هذا الروح القدس.الروح القدس الذي يريد الله أن يعطيه لنا ،ويريد أن يقول لنا هذا يكلفني كثيراً، ما هو ؟صليبي.لا يجب أن أعطيكم الروح القدس بدون أن أصلب،لايجب أن تأخذوا الروح القدس بدون أن تغفر خطاياكم ،ولا يصح أن أكون أنا لا أقدم عنكم ذبيحة الخلاص ، وذبيحة الغفران لكي تصبحون خليقة جديدة ،فقوموا بآخذ الروح القدس ،هيا نعرف قيمته، هيا نستقبله بحب، هيا نرحب به، هيا نجعله فاعل داخلنا ،هيا نعرف أن العطش الذي نشعر به لا يشبع ولا يروي إلا بالروح القدس .لذلك يا أحبائي ربنا يسوع المسيح وقف في المنتصف يوم العيد وقال لهم فالنور الذي تحتفلون به هو أنا ،هذه المياه التي تحتفلوا بها هي أنا ،أنتم تحتفلون بشيء ماضي ،الله وقف مع أهاليكم وأجدادكم وقف مع بني إسرائيل في الماضي وأخرجهم وأسكنهم وأدخلهم أرض الميعاد لكن الذي يهم هوأنتم، المهم أنكم تدخلواالسماء، المهم أنكم تفرحوا بهذه المياه ، لأنني لازلت أعطي ماء ، ماهي المياه التي تعطيها لنا الآن يا ربي ؟ قال مياه الروح القدس أنا لازلت أعطيكم مياه ،مازالت ينابيعي تفيض عليكم ،لازلت أنا أشفق عليكم لأنكم عطشانين. فعندما يضل الإنسان يا أحبائي عن الله يجد نفسه عطشان جداً ،هيا أبحث عن معنى لحياتك ، هيا أطعم نفسك كثيراً واشرب كثيراً،وتنزه كثيراً، وأرتدي كثيراً، واجعل معك نقود كثيرة، أفعل هذا الموضوع في عشرين أو ثلاثين سنة ، ثلاثين سنة للأمام ، أي شيء تحبه تقوم بشرائه، فقم بشراء عشرة منه، لكن بعد عشرين ، ثلاثين سنة قم بسؤال نفسك هل أنت سعيد؟ ستجد نفسك إن ليس هذا ما كنت تتمناه ،ليس هذاالذي يشبعك ، ليس هذا الذي يريحك ، ليس هذا الذي يفرحك، ليست هذه غايتك ، لماذا ؟ لأن الله يا أحبائي لم يخلقنا لذلك -لا- لم يخلقنا لكي تكون لدينا ممتلكات، لم يخلقنا لنعيش هذه الدنيا لكي نأخذ منها على قدر ما أستطاعنا بالعكس، بل لكي نترك منها على قدر ما أستطاعنا ،خلقنا لهذاالعالم لكي يكون العالم وسيلة نربح بها الملكوت ،لكي يكون روحه القدوس فاعل فينا ونشهد له، ونصبح نور لكل من حولنا، ومياه لكل العطاش.لذلك ياأحبائي هذه الفترة قل الكلمة الصغيرة التي علمتها لنا الكنيسة "هلم تفضل وحل فيا"، من الممكن أن تقولها وأنت ترشم على نفسك علامة الصليب ،ممكن أن تقولهاوأنت تنحني، فعندما تقولها كثيراً ستجد نفسك عطية الروح القدس تأتي إليك في شخص يريد أن يستقبلها لأن الروح القدس لا يحب أن يكون ثقيل على أحد ،لا يحب أن يكون ضيف غير مرحب به، لذلك أحيانا يقول لك "لا تطفئ الروح"، فمن الممكن أن يكون الروح القدس داخلي وينطفئ،يكون صامت،يكون غير فعال .ربنا يعطينا يا أحبائي أن نشتاق لحلول الروح القدس داخلنا ونقول له كل وقت وكل ساعة هلم تفضل وحل فيا وطهرني من كل خطية ربنا يكمل نقائصناويسندكل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

حديث الرب يسوع مع نيقوديموس

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين ، تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين . تقرأ علينا الكنيسة اليوم فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح الثالث ، "حديث نيقوديموس مع السيد المسيح" وهو رجل من كبار علماء اليهود ، يقال أنه من أعضاء مجمع السنهدريم الذين هم سبعين شيخ ، فهو رجل له مكانة كبيرة في الكيان، كان يسمع عن ربنا يسوع كثيراً أنه يصنع معجزات فكان يحتار في أمره ، فهو كان يريد أن يذهب يتحدث معه ، يريد أن يذهب ليسأله ، لكنه في الحقيقة كان خائف أن أي شخص يراه ، ويسألوه أنت مع من؟ أنت تتبع الناصري ؟ فذهب إليه ليلا، ودائما عندما تأتي سيرة نيقوديموس يقول هذا الذي أتى إليه ليلا، فأصبحت هذه علامة تميزه ، فذهب إليه وهو خائف وقال له نحن نعلم إنك أتيت من الله ، وتصنع معجزات ، وشاهدنا لك أشياء ، فكيف تفعل هذا ؟ فقام السيد المسيح بنقله لمستوى أعلى تماما، قال له إن لم تولد من فوق لن ترى ملكوت السماوات، فقال كيف أولد من فوق؟ هل أرجع مرة أخرى إلي بطن أمي وأولد مرة أخرى ، قال له إن لم تولد من الماء والروح لن تدخل ملكوت السموات، المولود من الجسد جسد هو، لكن مولود من الروح روح هو، فماذا تريد يا معلم أن تقول لنيقوديموس ؟ وماذا تريد أن تقول لكل أحد منا ، فنحن داخلنا نيقوديموس الذي هو الرجل الذي يريد أن يعيش كيانه الاجتماعي ويريد أن يعيش مظاهر العالم ومظاهر الدنيا لكن في نفس الوقت يسوع بالنسبة له شيء يحب أن يتبعه لكن يتبعه قليلاً أو يتبعه أحيانا أو يتبعه في الظلام ، فإن نيقوديموس يمثل جزء من داخل كياننا الداخلي الإنساني. قال له المولود من الجسد هذا شئ والمولود من الروح شئ أخر فروح هو، يريد أن يقول له لا تخلط الأثنين ببعضهما البعض ، هذا شيء وهذا شيء آخر، وربنا يسوع يريد أن يقول لنا أيضاً ذلك ، الجسد هو جسد والروح هو روح ، نحن الآن مولودين للروح، المولود من الجسد جسد هو، ما هو الجسد ؟ الجسد هو الذي نعيش فيه الآن ، الذي يريد المأكل ، المشرب ، النوم ، الراحة ، الغرائز، هذا هو الجسد يريد احتياجات مادية ، يريد كرامات ، يريد أرضيات ، يريد أن يكبر مقامه ، يريد أن يكبر دائرة نفوذه ، هذا المولود من الجسد فالمولود من الجسد جسد هو ، جميعنا نعلم ما هو الجسد ، ضعيف جدا ويزول وفي الآخر يذهب للتراب، هذا المولود من الجسد ، المولود من الروح فهو روح فهو شيء آخر، ما هي الروح؟ قال الروح هي نسمة القدير، الجسد من التراب فهو آتي بالتراب ونفخ فيه نفخه نسمة حياة ، فأنا جسد وروح ، أنا يوجد في من الأرض ومن السماء ، أنا بداخلي الإثنين، لكن لم يختلطوا ببعض ، فهذا الجسد لا يتحول للروح مطلقا ، وهذا الجسد شيء آخر تماما غير الروح ، وطلبات الجسد تختلف تماما عن طلبات الروح ، والتزامات الجسد غير التزامات الروح ، المولود من الجسد جسد هو ، والمولود من الروح روح هو ، فالجسد هذا جميعنا نعاني منه ، من منا لا يعرف تعب الجسد ، ألم الجسد ، احتياجات الجسد، لكن الروح فهي نسمة الله فيك، الروح هذا الذي يشتاق إلي الخلود ،الروح الذي يشتاق إلي الله ، الروح الذي يشتاق للأبدية، الروح هو الذي يرتفع فوق المادة، الروح هو الذي لا يشتاق إلي أتساع الأرض لكنه يشتاق إلى المجد السماوي ، الروح له طلبات أخري ، لذلك يقول المولود من الجسد جسد هو ، يوجد ناس مولودة بالجسد وتقضي حياتها كلها للجسد وسوف تعيش بالجسد للجسد إلي آخر لحظة ، نري الجسد ينتهي وتدفن وترجع مرة أخري للجسد ، بالجسد ذهبت للتراب، ذهبت للجسد ، إنتهى الأمر. ماذا يعني ذلك ؟ يعني أن دائرة الحياة لديها توقفت ، لماذا لأنها من الجسد وعاشت بالجسد وذهبت للجسد، ذهبت للتراب، ذهبت للموت الذي أخذت منه، لكن المولود من الروح ليس كذلك فهو مختلف ، المولود من الروح يعتبر أن هذا الجسد هو مجرد الشكل الخارجي لكي يحتوي على جوهر إلهي عالي القيمة وغالي القيمة جدا، قيمتك في الروح ليس في الجسد ، الذي يعطينا الحياة الآن ليس الجسد ، فاذا انتقل شخص فالجسد يظل موجود لكن طالما الروح ذهبت فإنتهت الحياة. لذلك أنا لست مديون للجسد لأنني حي في الجسد ، لا أظل طوال عمري أدلل في الجسد، وأخدم الجسد، وأطبطب علي الجسد، وألبي احتياجات الجسد ، وفي الحقيقة ليس الجسد سر الحياة ، ليس الجسد مصدر الكيان ، ليس الجسد مصدر الوجود ، مصدر الوجود هو الروح ، لذلك قال المولود من الروح هو روح ، فالروح تشتاق للخلود ، تشتاق الأبدية ، تشتاق إلي الفضيلة ، لذلك مثلما أعطي الله الجسد إمكانيات تساعده على الحياة ، أعطى أيضاً الروح إمكانيات تساعدها على الحياة والنمو، أعطاني في الجسد إمكانيات تساعدني على الحياة ، أعطي لي آيدي ، عين ، أذن ، معده تهضم الأكل ، وغريزة أكل لكي أشتاق للأكل ، لأني لو لم يوجد لدي غريزة للأكل من الممكن أن أموت جوعا ، أعطاني كل المتطلبات التي تجعلني أستطيع أن أعيش ، هذا بالنسبة للجسد ، لكن في الحقيقة الروح أعطاني لها كل الإمكانيات التي تنمو بها ، جعلها باستمرار مشتاقة إلي فوق ، جعلها باستمرار مشتاقة إلي اللانهاية ، لذلك دائما تجد الجسد مهما تعطي له غير راضي ، مهما تعطي له تجده غير مشبع، غير سعيد ، لا حدود لرغباته لماذا ؟ لأننا لا نعيش لهذا ، كلما يأخذ احتياجاته كلما تزيد احتياجاته أكثر، كلما يدخل في دائرة فراغ أكبر لأنه يشعر أنه مهما آخذ فهو لا يشبع ، الحكيم قال ذلك : "كل الأنهار تصب إلي البحر والبحر ليس بملآن" ، هذا الجسد مهما تعطي له لا يشبع، لا يشكر، لا يكتفي ، لا يرضى . لأن في الحقيقة الموضوع أكبر بكثير من الجسد ، متي يشبع الجسد ؟، متى يرضى الجسد؟ إذا كان منقاد بالروح ، فالروح هو الذي يعطي الرضا ، الشكر ، الاكتفاء، السمو. لذلك يا أحبائي نحن نعيش الآن في الأثنين معا، موجود الجسد فينا وموجود الروح أيضا، لكن إذا سألت نفسي هل أنا سالك بالروح أم سالك بالجسد ؟ أنا أستطيع أطلق على نفسي إنسان جسد أم إنسان روح ، أنا مولود بالجسد وأعيش بالجسد ، وعايش ألبي رغبات الجسد فقط، أم أني مولود بالروح وأحاول ألبي رغبات الروح ، وأرتقي برغبات الروح ، وأطلع إلي فوق . لذلك يا أحبائي نحن موجودين لهذا الأمر، والكنيسة قصدت تضع لنا هذا الفصل الآن، فلماذا؟ لكي تقول لك أنت في رحلة الصوم المقدس أوشكت علي الأنتهاء ، لكي يكون فيك إنسان الروح ، لكي إنسان الروح يبدأ بالنمو ، لكي إنسان الروح هو الذي يقود الجسد يصبح هذا الجسد مجرد وعاء لأن لو لم يولد إنسان الروح داخلي سأشعر بالعدمية ، العدمية تأتي من العدم، يشعر أنه يظل يقتني أشياء لكن يظل يدخل في دائرة من الفراغ ، إنسان الروح لا بد أن يولد داخلنا ، ولا بد أن يشبع ، ولا بد أن يعرف إنه مسرته في الله ، وشبعه في الله. لذلك مثلما أعطي لي الله غريزة آكل بها أعطاني إشتياقات روحية ، تجد الإنسان الروحاني يحب الصلاة جدا ، يعشق الكتاب المقدس ، القداس هو السماء التي على الأرض ، يكون موجود بالجسد لكنه لا يكون معنا نهائيا هو فوق، في القداس يقول الأب الكاهن "أرفعوا قلوبكم" فنجيب "هي عند الرب" بمعني أنني لن أنشغل بأي شيء آخر، مثل من بجواري ، ماذا يرتدي ، متي حضر، من يتكلم ، من متعب .... إلخ، أنا رافع قلبي فوق ، إنسان الروح؛ إنسان الروح سعيد جدا بعمل ربنا في حياته ، هموم الأرض هذه بالنسبة له تافهة ، لا ينشغل كثيراً بماذا يأكل ، ماذا يلبس ، لا ينشغل بالمقتنيات لإنه يعرف تماما أنها زائلة ، عرف ، فهم إن إنسان الجسد لا يستحق أن أعيش له ، لأنه زائل، أعيش لزائل ، أتعب نفسي على أشياء ليس لها فائدة، تخيل عندما تظل تعمل عند شخص وفي النهاية تكتشف أنه يعطيك المقابل عملات مزيفة ، فالجسد كذلك ، فأنا لن أعيش للجسد لكي يعطيني في النهاية عملة مزيفة ، يعطيني لذة أعتقد أنها تشبعني وأجد نفسي لا أشبع ، أظن في نفسي أنه عندما يصبح لدي أشياء معينة سأكون راض، ولا يحدث هذا الرضا ، لماذا ؟ لأنها ضريبة الإنسان. لذلك الإنسان الذي في الجسد دائما قلق ، غير راض، غير سعيد، دائما مخاصم ، دائما في نزاع مع من حوله ، لأنه يريد أن يزيد من أمور الجسد، ويظل يمشي في دائرة ، مسكين .. مسكين ، يظل يجمع مال ، كرامه ، نفوذ ، يفرح جدا إذا قال له أحد كلمة احترام ، مسكين لأنه من الأساس جائع ، لم يجد كيانه في الله ، الروح متعبة، غير مغذاه ، الجزء الإلهي الموجود فينا عندما يكون مائت يصبح الإنسان مسكين ، يظل يشحت كرامة ، عطف ولا يجد . لذلك يا أحبائي الإنسان الذي يقتني المسيح يقول كفاني ، أنا ما صدقت وجدتك ، يقول لك من امتلكك شبعت كل رغباته ، إنسان الروح الذي وجد المسيح يصبح قانع ، هادئ ، لا يوجد في نزاع مع أحد ، ولا خصومة مع احد ، لماذا ؟ لأن اهتماماته ليست من اسفل ، لذلك قال لك إنت لستم من اسفل ، إنسان الجسد دائما في نزاع مع السراب، يحاول يمسك شيء ، يحاول يأخذ شئ ، ويكتشف أنه أضاع ....، .....، ...... ، مسكين من الممكن أن يقضي طوال عمره هكذا. على سبيل المثال قرأت عن شخص مليونير، غني جدا ، معه ملايين من الدولارات ، وطبعا هذا الغني يجعله يحيا مشغول جدا ، جدا بالأخص عن زوجته وعن أبنائه ، مشغول تماما، وعصبي وطول الوقت منفعل ، مشدود ، لم يعيش هادئ أبدا، ولا زالت الثروة لديه تزيد إلي وصلت لمليارات الدولارات ، ولم يجد وقت يجلس مع زوجته ، أولاده. للأسف زوجته تعلقت بالسائق ، وبعد ذلك هذا الرجل حدث له ذبحة صدرية ومات ، فتزوجت الزوجة من السائق ، السائق فجأة وجد لديه حوالي 3,000,000,000 دولار ، فقال لقد اكتشفت الآن إن العمر الذي مضي كان هذا الرجل يعمل لدي لست أنا الذي أعمل لديه ، مسكين الإنسان الذي أضاع عمره كله ، أضاع زوجته ، بيته ، أبنائه ، هل تعتقد أنه كان يعرف أنه يضيع ؟ لا لقد كان غير فاهم ، مخدوع . علينا يا أحبائي إن ننتبه ، يوجد أشياء أهم بكثير ، روحك أهم ، خلاص نفسك أهم ، ربح الملكوت أهم ، ربح زوجتك وأبنائك في المسيح يسوع وتطمئن عليهم إنهم يعيشون في حضن المسيح أهم ، وإن كان دخلك أقل .. أقل .. أقل ، لا يهم، لكن المهم أننا قد وجدنا المسيح ، نحيا في حضنه ، أمنه، فعندما تربط أبنائك بالمسيح تكتشف أنه أصبح لديهم شكر ، رضا ، الأمور التي كانت تتعبك ، كنت متصور إنك كنت تعمل فقط لكي ترضيهم ، ليس هذا ما يرضيهم ، الذي يرضيهم أنك تربطهم بالمسيح ولكي يرتبطوا بالمسيح لابد أن يروك وانت مرتبط بهم ، ويشعرون أنهم أغلي الأشياء وأجمل من أي شيء وأكبر من أي شيء ، أنت يا ابني أجمل شيء ، طالما أنا أراكي في المسيح فأنتي أجمل واحده في الدنيا ، أغلي واحدة في الدنيا وأنا لا أريد شيء من الدنيا كلها إلا أن أراكي في حضن المسيح فقط. لذلك يا أحبائي المولود من الجسد جسد هو ، المولود من الروح روح هو ، هل هذا الأمر سهل ؟ لا يوجد به نزاع طبعا ، عندما تدرس في شخصية أبونا أسحاق يقول رفقة كان في بطنها الطفلين ، لدرجه إنه كان بينهم نزاع قوي جدا وهما داخل بطنها ، لدرجة أنها قالت " أن كان هكذا فلماذا أنا "، فمضت لتسأل الرب تقول له ما هذه الحرب ياربي ؟، قال لها لا تخافي في بطنك أمتين، ومنك يخرج شعبان وكبير مستعبد لصغير ، قال لها أنتي بداخلك الأثنين إنسان الجسد وإنسان الروح ، وهم يظلوا في صراع لا تخافي ، فالكبير يستعبد للصغير، إنسان الروح سينتصر، لا تخافي أطمئني لكن علينا أن نهتم بإنسان الروح ، لا بد أن نهتم بإنسان الروح ، نقوم بتربيته وتغذيته ومساندته وتشجيعه . هيا نفرح بالصوم وهيا أقول لجسدي قف معتدلاً وصلي ، هيا أقول لبيتي أنا وبيتي أعبد الرب ، هيا نزرع في أبنائي مبادئ ، هيا أزرع في أبنائي إشتياقات روحيه ، نحضر لهم كتاب ونتأمل ونسأل فيه ، تقول لي يا أبونا لا يسمعون ، أقول لك أفعل هذا مع أي شخص مستجيب ، وإذا لا يوجد أحد استجاب، يكفي أن يروك أنت تصلي ، أنت تقرأ ، تقرا الكتاب المقدس ، يروك انت تركع ، فعندما تقوم بالصلاة في بيتك يصبح الكل مبارك في شخصك أنت . الروح أقوى فماذا يفعل؟ يمتص ، مثل النور، النور بمفرده بدون أي مشاكل ينتصر على الظلمة ، هو هكذا له سلطان أقوى ، الحياة أقوى تنتصر على الموت هي كذلك ، الروح ينتصر على الجسد لكن المهم أن نمنحه فرصة. لذلك يا أحبائي لدينا فرصة في الأسبوعين الباقيين نعيش للروح ستجد في نهايات الصوم أثناء الصوم يقرأ سفر أشعياء ، ستجده يقول لك آية جميلة "كفوا على الإنسان " ، بمعني كفاية حياة للجسد ، كفاية حياة للتراب ، كفاية حياة للأرض ، كف عن الإنسان . لذلك يا أحبائي فرصة جميلة وأنت في ختام الصوم عيش للروح ، وافي للروح ، وافي لمن سيبقي معك للأبد ، هذا الجسد يذهب إلي التراب ولن يتبقى منه شئ ، الذي تهتم به جدا، فلا تركز عليه جدا لأنه مؤقت بل اهتم بالشيء الذي يظل معك طول الوقت ، المستمر معك ، قم بتغذيته وصداقته وأرضيه وأفرحه لأن هو مرضاته في الله . ربنا يعطينا يا أحبائي في هذه الأيام المقدسة التي تتدخر لنا الكنيسة فيها من كل خيراتها وتغذي الروح ، أن نتبعها بصدق ، وأن نكون أوفياء للروح ، خاضعين للروح . يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

الصلاة الاسبوع الاول من الصوم المقدس

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين. تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين. تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا لوقا الإصحاح الحادي عشر عن الصلاة على اعتبار أن الكنيسة في الأسبوع الأول من الصوم تريد أن تضع مبادئ في قلوب أبنائها أهمها أن الصوم لابد أن يكون مقترن بالصلاة، لذلك الكنيسة تقرأ لنا اليوم ماذا نقول في الصلاة؟ فربنا يسوع قال لهم نقول الصلاة الربانية "أبانا الذي" الله يريد أن نتكلم معه كأب لنا، نقدس أسمه، نطلب ملكوته، نطلب مشيئته، أن تكون مشيئته على الأرض مثلما هي في السماء، نطلب أن الله يعطينا قوت اليوم، ولا نكون منشغلين كثيراً بهموم الحياة، ونطلب أن الله يغفر لنا ذنوبنا، ومثلما هو يغفر لنا ذنوبنا لابد أن نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا، ونطلب منه ألا يدخلنا في تجربة، وأن ينجينا من الشرير. بعد ذلك قال لنا المثل الذي يقال عليه اسمه "مثل صديق نصف الليل" عن شخص، رجل فقير أتى إليه ضيف في وقت متأخر من الليل، وله دالة أن يبيت لديه، فالرجل يريد أن يكرمه ويقدم له شيء لكنه رجل فقير ليس لديه شيء، وهو في خجل منه قام يبحث فيمن حوله وقال من أستطيع أن أطلب منه، وظل يفكر إلى أن تذكر شخص قريب منه ومعروف عنه أنه فاضل، رحيم، طيب، فقال له انتظرني قليلاً حتي أعود، وذهب يطرق على باب هذا الرجل صديقه، في وقت متأخر، قال له أنا آسف أعطيني فقط ثلاثة أرغفة فقد آتى إلي ضيف فجأة، جعل نفسه كمن لا يسمعه، طرق مرة ثانية وقال له أنا آسف، آتيت في وقت متأخر أنا أعلم لكن أعطني ثلاثة أرغفة آتى إلي ضيف، فأجابه وقال أهذا وقت تأتي فيه؟!، أنا نائم وسط أبنائي الآن لن أعطيك الوقت متأخر، فالرجل لم يذهب ظل يطرق، والرجل الآخر يريد أن ينام، فقال أنا أفضل شيء أفعله لكي أكمل نومي أن أعطي هذا الرجل ما يريده سريعاً وأجعله يذهب لكي أنام، فيقول لك إن لم يعطيه بسبب أنه يريد أن يعطيه سوف يعطيه من أجل لجاجته، لماذا أختار ربنا يسوع هذا المثل؟! هذا المثل أنا أريدكم أن تصلون به بالضبط، أقول لك على ثلاث كلمات من هذا المثل: ١- شدة الاحتياج. ٢- اللجاجة. ٣- الاستجابة. ١- شدة الاحتياج : إذا لم يشعر هذا الرجل بشدة الاحتياج لن يذهب ليطلب في هذا الوقت الصعب، ومن الممكن ألا يطلب اساسا حتى إذا الوقت مناسب، يقول ليست مشكله ألا يوجد لدينا خبز الآن، لا يهم، لكن شدة الاحتياج تجعله يذهب ويطرق على الباب، ماذا عن شدة الاحتياج؟ أنا وأنت إذ لم يكن لدينا أحساس شديد جدا بالاحتياج لربنا فإن صلاتنا تكون صلاة ضعيفة، صلاتنا ستكون صلاة بالشفتين، لن تكون من القلب، ولن تكون بحرارة، ما الذي يولد الحرارة إلي القلب في الصلاة؟، ما الذي يجعل الصلاة تدخل لدرجة القبول إلي الله؟، ما الذي يجعلني أضطر للجاجة؟ هي شدة الاحتياج، موقف هذا الرجل صعب، فلا يوجد لديه شيء ليقدمه، فنحن كذلك، عندما أكون أنا في موقف صعب ولدي احتياج شديد، ومشتاق جداً أن يكون لدي شيء أنا مفتقده، أصلي وأطلب من الله، ما قوة الصلاة التي أصليها؟ هي قوة الاحتياج، يوجد شخص لا يشعر أنه يحتاج للصلاة، شخص آخر يشعر أنه لا يحتاج إلى غفران خطاياه، وآخر يشعر أنه لا يحتاج إلي الطهارة، وآخر لا يحتاج للشكر، وآخر لا يحتاج إلى المحبة، وآخر لا يحتاج إلى أي فضيلة، فكيف نطلب منه أن يصلي ؟!، صلاته كلها روتين، كلها شكلية، كلها بلا معنى، بلا فائدة، لماذا؟ لأنها خالية من الاحتياج، يقف أمام الله كواجب أو كروتين، لكن ما الذي يجعل أن الصلاة تكون فيها روح؟ شدة الاحتياج، حتى إذا كنا نصلي من أجل الآخرين، لجاجتنا وشدة احتاجينا من أجل الآخرين بأن نستعطف، نطلب، فالكنيسة تعلمنا عندما نطلب كأن شخص يشحذ، نمد أيدينا، أنا أطلب رحمتك يارب، شدة الاحتياج متي أشعر فعلا أن صلاتي بدأت تكون صلاة حقيقية؟ مع شدة الاحتياج. ما رأيك في بداية هذا الصوم أن تكرس الصوم لكي تقتني فضائل معينة أنت فقير منها جدا، أنا أتمنى ... ، ... ، ...، فهيا بنا ما دمنا محتاجين هيا نشحذ، هيا أرني عزيمتك، هيا أرني لجاجتك كيف تكون؟، لذلك تسمع عن الآباء القديسين يقول لك عن صلاة اسمها صلاة الدموع، لماذا يبكي؟، متي يبكي الشخص؟، الشخص يبكي عندما تعجز الكلمات عن التعبير، فتجده بكى، ما الذي يجعل الناس تبكي في الصلاة؟ هذه دموع تأتي عندما تعجز الكلمات، والإلحاح من داخل شديد، ومن داخلك، تطلب ثم تطلب، فهذا يا أحبائي ما نطلق عليه شدة الاحتياج، نقول له يارب نحن قارعين باب تعطفك، نحن نظل نطرق، لماذا المثل موضح أن الرجل الذي يعطيه الخبزات متشدد؟ قال لك أنا أعطيك مجرد مثل، إذا افترضنا أن الله لا يريد أن يستجيب لطلباتك في وقت من الأوقات فلا تذهب لذلك أعطي مثل آخر موازي لهذا المثل وهو "مثل قاضي الظلم"، عن رجل قاضي يقال عنه أنه لا يخاف الله ولا يا يهاب إنسان، هذا قاضي ظالم، سيدة أرمله تذهب إليه وهو لا يحكم لها ولا ينصفها، وقالت له أنصفني من خصمي، قال أيضا أنه سوف ينصفها من أجل لجاجتها. الاحتياج يا أحبائي أبحث في نفسك: كم خطية رابضة على باب قلبك؟، إلى أي مدى أنا مغلوب من ضعفات كثيرة ولا أقدر عليها، أنا غير قادر، أنا عاجز، أنا ضعيف، بمجرد أن أشعر بعجزي وضعفي وشدة احتياجي من هنا تبدأ الصلاة الحقيقية، قبل ذلك كان تدريب، شيء بسيط، بمجرد أن الاحتياج يزيد داخلك، يلح داخلك، بمجرد أن تشعر بعجز شديد، فقر شديد، أنظر إحساس الإنسان الفقير الذي لم يجد ما يأكله، فنحن لابد أن نقف أمام الله هكذا، إحساس الذي لم يجد طعام وجائع، جائع، جائع، ولم يجد ما يأكله. ٢- اللجاجة : ماهي اللجاجة؟ أنني لم أذهب، لن أذهب، إلا إذا أخذت الأرغفة، لم أذهب إلا إذا أخذت رحمة، لم أذهب إلا إذا شعرت بمصالحة، لن أذهب إلا إذا شعرت بتوبة، لن أذهب إلا إذا شعرت بسلام، أنا سأظل واقف أمامك يارب، لا أستطيع الذهاب، هل أذهب فارغ؟!، لا يليق. نحن كذلك يا أحبائي نظل نطرق على الباب ونظل نقول له أفتح لنا يا سيد، أحد القديسين كان يقول افتح لنا يا سيد ذلك الباب الذي أغلقناه علينا بإرادتنا، أنا الذي أغلقته، الله لايغلق الباب أبدا أنا الذي أغلقه، أفتح لنا يا سيد ذلك الباب الذي أغلقناه علينا بإرادتنا، يعود فيقول لك هكذا فإن فتحت لنا فهذا حق وإن لم تفتح لنا فهذا حق، لماذا؟ نعم فإنه عندما يفتح هذا حق لكن إذا لم يفتح فهذا من جزيل رأفته، وإن لم تفتح لنا فمبارك الذي أغلق علينا بعدل، أنا لا أستحق، فماذا إذا لم يفتح؟ لن أذهب، سأظل أطرق، مثلما قال لك عن فاضي الظلم هذا يقول لك فلن يشاء إلي زمان، مثلما يقول لك علي صديق نصف الليل هذا، ليس مجرد أنه رجل طرق، طلب، فأعطي له. لا فهو أخذ وقت وأجابه جواب شديد، أنا نائم وسط أبنائي، بمعنى في الفراش الآن مع أبنائي، ما الذي آتي بك في هذه الساعة، فمن الممكن أن يشعر كل واحد منت أن الله لايزال متأني عليه لا يريد أن يستجيب لطلبته، لماذا؟ قال لن يشاء إلي زمان، من الممكن أن يكون هذا ليس وقت الاستجابة ولازال الله له تدابير، فماذا علي أن أفعله؟ أستمر، أظل في اللجاجة، شدة الاحتياج تأتي باللجاجة، تريد أن تتعلم اللجاجة؟! الكنيسة تعلمها لك، ترى كم مرة تقول فيها كلمة كيرياليسون؟ ٤١ مرة، هل الله لم يسمع؟!، ويجعلك تقول كيرياليسون بنفس النغمة، لماذا؟ فهذا زن، ففي اللحن القبطي هناك ألحان يقولون عليها في نغمتها أنها ألحان زن، "هيتين إبرسڤيا" هذا زن بشفاعة والدة الإله، مثل الطفل الصغير الذي يزن علي شيء إلى أن يأخذه، فنحن كذلك الكنيسة تعلمك تكون طفل صغير واقف أمام الله لتزن، كم من مرة يقول أنعم لنا بغفران خطايانا، كم من مرة يقول لك يارب ارحم، كم من مرة يقول اهدنا لملكوتك، لماذا تكرار نفس المعاني؟ تصلي المزامير تجدهم يشبهون بعض جدا نفس المعاني، ألا يكفي واحد؟!، لا أبداً صلي كثير، قل كثير، الذي يصلي التسبحة يجد كلمات تتردد كثير، الذي يصلي مجمع التسبيح الذي فيه ننادي بالقديسين تجده يحدثك عن قديسين كثير جداً في مجمع التسبحة ومردها أنعم لنا بمغفرة خطايانا، وكلها بنفس النغمة، إنتيف كانين نوفي نان إيڤول، ونكررها كثيراً فهل الله لا يسمع، لا إنه يسمع لكنه يريد أن يسمع منك أكثر، اللجاجة، تعلم أن تقول لله ارحمني، الآباء القديسين يعلمونا صلاة اسمها صلاة يسوع التي هي "يا رب يسوع المسيح إبن الله ارحمني أنا الخاطئ"، "يا ربي يسوع المسيح إبن الله ارحمني أنا الخاطئ"، ياربي يسوع المسيح إبن الله ارحمني أنا الخاطئ، كم مرة؟، لا تقوم بالتعداد، قل كثيراً جداً لأنك عندما تقول هذا سيطهرك، ينقي مشاعرك. لذلك يا أحبائي هيا نتعلم اللجاجة في الصلاة هيا نكون لدينا احتياج. ٣- استجابة : تشعر بفرحة في داخلك بعدما كنت مثقل، بعدما كنت حزين، أصبحت جيداً، تجد إحساس آتى إليك يقول حسنا، حسنا، كفى، كفى، كفى، أنا أرفع يدي وأصلي، أنا سأعطيك نعمة، لكن لماذا كان الماضي هكذا؟ لما لا أن الذي يطلب يأخذ في حينه، يقول لك من الممكن أن تأخذ شيء ما ولا تحافظ عليه، من الممكن أن تأخذ شيء لا تعرف قيمته، من الممكن أن تأخذ شيء تتفاخر به أمام الناس، من الممكن أن تأخذ شيء تشعر أنه آتى من مجهودك، لكن لا، اللجاجة الكثير تفهمك أن الذي أخذته ليس حقك، فلماذا أخذته، لأني أنا ملح في الطلب، لأني بصراحة أنا لا أستحقها، لكن أنا لم أهون عليه فأعطاها لي فقط، هي اللجاجة كذلك، اللجاجة لكي تختبر ثباتنا، وتختبر محبتنا، وتختبر رجائنا، ولكي نحافظ علي الأشياء التي نأخذها، هل تعتقد أن الله ليس من الممكن أن يعطينا فضائل بلا حساب، لا بل يمكن. تصور شخص معنا الآن لديه محبة كبيرة جداً ولديه ينبوع طهارة كطهارة الملائكة ولديه روح صلاة قوية جداً مثل صلاة أبو مقار، الأنبا أنطونيوس، هل تعتقد أن الله لا يود أن يعطينا مثلها، لكن للأسف بمجرد ما آخذ شيء مثل هذه أنا أول شيء يأتي إلي إحساس بالافتخار الشديد جدا، يأتي إحساس إن الناس كلها لا شيء، وأنا الذي لايوجد مثلي، ويأتي إلي إحساس ...،....،... إلخ فأجد أن هذه الأشياء من الممكن أن تضرني، نعم من الممكن تضرك حقا. لذلك الله يريد أن يعطينا بالاتضاع، لذلك انكسر أمام الله وأسجد، انحني كثيراً جداً وما أجمل السجود والانحناء بلجاجة مع بطن فارغة، ما البطن الفارغة؟ هي الصوم. ما أجمل لجاجة الصلاة وأنت مانع جسدك عن ملذات كثيرة جداً من أجل محبتك له، وأنت صالب جسدك، جسد مصلوب مع نفس منسحقة مع روح مرفوعة مع أيدي تتضرع هذا هو الصوم. لذلك يا أحبائي اقرن صومك بصلوات كثيرة، كن كثير اللجاجة، كن شاعر بشده الاحتياج، إذا لم تأخذ لا تنصرف، بل انتظر الرب، داود النبي قال "من محرس الصبح إلي الليل فلينتظر إسرائيل الرب لأن الرحمة من عند الرب عظيم هو خلاصه". ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا أمين.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل