المتنيح القمص منقريوس عوض الله

من أشهر الأساتذة الذين قاموا بتدريس مادة الطقوس في الكلية الإكليركية ؛ يأتي ذكر القمص منقريوس عوض الله (1913- 2009 ) في المقدمة . فهو صاحب أشهر موسوعة في تاريخ الطقوس وهي "منارة الأقداس" أما عن منقريوس عوض الله نفسه ؛فلقد ولد في 15 ديسمبر 1913 بميت غمر الدقهلية ؛ وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حتي حصل علي البكالوريا عام 1928 ؛ ورغم أنه كان من الأوائل وكانت رغبة والديه هي الالتحاق بكلية الطب ؛لكنه كان قد نذر نفسه منذ الطفولة ان يكون نذيرا للرب ؛فألتحق بالكلية الإكليركية وتخرج فيها عام 1936 وكان ترتيبه الأول علي الكلية ؛ ولقد تتلمذ في الكلية الإكليركية علي يد مجموعة من الأساتذة العمالقة مثل :- الارشيدياكون حبيب جرجس ؛ القمص ابراهيم عطية ؛الأستاذ يسي عبد المسيح ؛الأستاذ إدوارد يسطس ( المتنيح الأنبا ديسقوروس مطران المنوفية ) ولقد قام الارشيدياكون حبيب جرجس بتعيينه مدرسا بالكلية الاكليركية فور تخرجه ؛كما قام بتدريس مادة الدين المسيحي بالمدارس الحكومية والأميرية . ولقد قام بتدريس مادة الطقوس بالكلية الإكليركية ؛ وأعد لها منهجا مطولا صدر في موسوعة كبيرة أسمها "منارة الأقداس في شرح طقوس الكنيسة و القداس " في خمسة اجزاء ؛ كما قام بنشر كتاب مواعظ الانبا بولس البوشي وقصة ملك الملوك وعذراء . كما كلفه المتنيح القمص ابراهيم عطية بتدريس مادة العهد القديم ؛ ولقد تتلمذ علي يديه العديد والعديد من كبار معلمي الكنيسة نذكر منهم ":- المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث – وهيب عطا الله ( المتنيح الأنبا غريغوريوس ) والانبا باسيليوس مطران القدس والأنبا صمويل أسقف الخدمات والقمص صليب سوريال ......... ألخ . ولقد تمت سيامته كاهنا علي مذبح كنيسة مارمينا ببني مزار في 10 ديسمبر1944 علي يد المتنيح الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف في حبرية البابا مكاريوس الثالث ؛ وأثناء خدمته ببني مزار قام ببناء مدرسة إبتدائية ومستوصف ؛ وكان يسافر ثلاثة أيام كل أسبوع للقاهرة للتدريس في الكلية الإكليركية . واشفاقا من البابا عليه من هذا المشوار الطويل أسبوعيا ؛ قام بنقله إلي كنيسة السيدة العذراء بمسرة ؛ وتنقل بعدها بين كنيسة العذراء بالزمالك وكنيسة مارجرجس بمصر الجديدة . ولقد شارك في الرحلة العلمية التي قامت بها الكلية الإكليركية في فبراير 1962 لمعالم مدينة الأقصر وأسوان ؛ كما أصدر مجلة قبطية بعنوان "تعاليم الكنيسة "؛ ولقد صدر العدد الأول منها في أكتوبر 1951 ؛واستمرت في الصدرور لمدة طويلة ؛ ( ولنا عودة تفصيلية إليها في نهاية المقالة ) . ونظرا لمواهبه المتعددة ؛ اختير عضوا في العديد من اللجان الكنسية نذكر منها :-
1- لجنة إعداد مناهج مدارس الأحد لكنائس القطر المصري .
2- لجنة دراسة التقويم القبطي لتوحيده .
3- لجنة دراسة الطقوس الكنسية ومراجعة كتب الطقوس قبل نشرها بالاشتراك مع المتنيح الانبا غريغوريوس والمرحوم الاستاذ شاكر باسيليوس . 4- عضوا في المجلس الإكليركي المختص بالنظر في أمور الكهنة وفي الاحوال الشخصية . ولقد سافر الي الولايات المتحدة الامريكية عام 1969 لزيارة نجله "مكاري" هناك وأستمر هناك لعدة شهور ؛ وفي 18 أبريل 1973 هاجر إلي كندا وكان ثالث كاهن قبطي يخدم هناك في هذه المنطقة ؛ ولقد استمرت خدمته في المهجر خلال الفترة من 18 ابريل 1973 الي 24 ديسمبر 2009 ؛ وكان من أهم انجازاته هناك :-
1- تاسيس كنيسىة العذراء مريم بأتوا ؛ كما خدم أيضا في ميسساجا .
2- أصدر تقويم العذراء وهو أول تقويم يصدر من بلاد المهجر .
3- أسس كنيسة تي أجيا ماريا والقديسة الشهيدة دميانة باونتاريو عام 1990 .
4- قام بشراء المبني الحالي للكنيسة في 24 نوفمبر 1994 لكي يستطيع استكمال أنشطة الكنيسة .
5- أهتم بتعليم الأطفال اللغة القبطية لاطفال المهجر بنفسه .
6- أستمر في إصدار مجلة تعاليم الكنيسة ؛ وأستمرت حتي تنيح . ولقد أقامت الكنيسة حفلا كبيرا لتكريمه بمناسبة مرور 65 عاما علي رسامته قسا ؛حضره صاحب النيافة الأنبا ديفيد الأسقف العام بالولايات المتحدة الأمريكية ؛ ولقد حمل إليه تهاني قداسة البابا شنودة الثالث – نيح الله نفسه في فردوس النعيم - . وأخيرا وبعد جهاد طويل في الخدمة ؛تنيح بسلام في يوم الخميس 24 ديسمببر 2009 عن عمر يناهز 96 عاما ؛ قضي منها 65 عاما في الكهنوت ؛ نيح الله نفسه في فردوس النعيم ونفعنا بصلواته .