مائة درس وعظة (٦٠)
14 فبراير 2025
شهداء مصر فى ليبيا « أم الشهداء جميلة»
"لى اشتهاء أن انطلق وأكون مع المسيح، ذلك أفضل جداً" (فی ۲۳:۱)
إخوتنا الذين انتقلوا إلى السماء كانوا ثابتين وصامدين ومسبحين ما أشهى أن ينتقل الإنسان وعلى لسانه اسم الله:
اذكرني يارب متى جئت في ملكوتك ( لو٤٢:٢٣) ارحمني يا الله حسب رحمتك (مز ١:٥٠) ياربي يسوع المسيح ارحمني وهذا ما رأيناه وسمعناه، ولكن ما كان في القلوب بالتأكيد كان أكثر وأكثر
أولا مفهوم الموت.
١- انتقاء:- "طوبي للذي نختاره وتقربه ليسكن في ديارك" (مز٤:٦٥) الله يختار فطوبی "يا بخت و يا بركة" من اخترته يارب ليسكن في ديارك "لى اشتهاء أن انطلق وأكون مع المسيح، ذاك أفضل جدا. (فى١ :۲۳)، فالموت هو اختيار وانتقاء.
٢-راحة:- الموت ينهى ألام الإنسان على الأرض ألام الغربة العوز المرض الجوع إلخ. فالموت انتهاء لكل هذه الآلام، والإنسان يعيش في غربة هذا العالم "غريب أنا في الأرض. لا تقف على وصاياك " ( مز ۱۹:۱۱۹)، وعندما تنتهى هذه الغربة يرتاح.
٣-لقاء:- لقاء بالسمائيين ربما عندما تنظر إلى إخوتنا الذين انتقلوا وتنظر إلى عيونهم ماذا كانوا يرون كانت أعينهم شاخصة إلى السماء، وكان السماء تستدعيهم وتستعد لاستقبالهم وصاروا من السمائيين في يوم عيد ما أشهى هذا اللقاء وهذا اللقاء ليس مثل لقاءات الأرض يبدأ وينتهي إنه لقاء فيه دوام فالأبدية ليس لها زمن.
٤-هناء:- يقول سفر يشوع بن سيراخ "لا تحسد أحداً سعيداً قبل موته" فلا توجد سعادة حقيقية على الأرض، بل في السماء.
ثانياً: موقفنا من الموت
امام الموت بأي صورة من الصور لا نملك إلا ثلاثة أمور
١-الإيمان:- نؤمن بالله ضابط الكل الذي يدبر كل شيء ورغم أن الموت هو العدو الأخير للإنسان والذي لا يقف امامه انسان لكن لا ينبغى أن يزعزع الموت إيماننا، لان تاريخ وطننا وتاريخ كنيستنا يشهدان أن كل شهيد يسقط يزيد ويقوى الإيمان أكثر فأكثر. ٢-الرضا:- نحن نرضي بكل ما يفعله الله صانع الخيرات وتدبيره المملوء حكمة، وهذا الرضا نابع من إيمان قوي في داخلنا، أنه مدبر حياتنا كلنا.
٣-الشكر:- نشكر الله على كل حال، ومن اجل كل حال، وفي كل حال، لاننا بالحقيقة نؤمن " أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده" (رو ۲۸:۸)
ثالثاً: أكاليل نورانية
١-إكليل الإيمان:- نالوا إكليل الاعتراف فقد تعرضوا لضغوط كثيرة لكي ما يتركوا إيمانهم، ولكنهم ظلوا ثابتين، هم شهداء للإيمان لأنهم حافظوا على إيمانهم إلى النفس الأخير، عاشوا في هذا الإيمان ربما. لم يتعلموا في كليات لاهوت، وربما غريتهم لم تكن تتيح لهم الانتظام في الكنيسة، ولكن الله رأى في قلوبهم نقاوة فاعطاهم أن يحصلوا على إكليل الإيمان.
٢-إكليل الشهادة :- نالوا إكليل الشهادة، لأنهم بذلوا حياتهم من أجل المسيح.
٣- إكليل الوطنية:- هم قتلوا لأنهم من مصر فنالوا إكليل الدفاع عن الوطن وشهادتهم أمام الله غالية.
رابعا: موقفنا من المعتدين
١-فرصة توبة:- الله لا يقضى على الشرير ولكن يمنحه فرصة التوبة يوما واثنين وثلاثة ربما يتوب ويعود.
٢- الصلاة من أجلهم: نحن نصلى من أجل هؤلاء المعتدين،ومن أجل هؤلاء الأشرار، فالحياة الإنسانية ستنتهي يوما ما. خامساً: نداء
١- يا أيها الشرير انتبه مهما طالت حياتك نب قبل فوات الأوان.
٢- يا أيها المغيب انتبه.. فالعنف والظلم حتى وإن تحلى تحت عباءة التدين فهو ليس مقبولاً أمام الله.
٣- يا أيها العنيف انتبه ربما فيروس صغير يصيب الإنسان يقعده.
٤- يا أيها الظالم انتبه فحينما يأتيك الاجل سيوضع جسدك في التراب، ولكن في يوم الدينونة ستقف أمام الله فماذا ستقول له.
نحسب أننا كسبنا واحداً وعشرين شهيداً في السماء، ولذلك فسوف يذكرهم تاريخ الكنيسة وتاريخ الوطن تركوا الأرض ليصيروا في السماء.
قداسة البابا تواضروس الثانى
عن كتاب صفحات كتابية