موسوعة الأنبا غريغوريوس الجزء 28 الشباب والأسرة في المجتمع

Large image

إهداء إلى القديس والفيلسوف والعالم الأب بنتينوس الاسكندری
بين يدي الله مخلصنا ومخلص الناس جميعاً ، وإحياء لذكراك أيها القديس والعالم والفيلسوف ، نضع ، بكل اتضاع واحترام هذه السلسلة من المحاضرات تعبداً لله ، وخدمة لاسمه القدوس ، في جيلنا وللأجيال الآتية . أنت الرجل الأمين ، والمعلم الفذ ، الذي أخلص لرسالته ، وعاش للإكليريكية والعلم وفسر الكتاب المقدس كله ، من أوله إلى آخره تفسيراً شاملاً ، روحياً وعقائدياً وتعليمياً ، حتى عرفت بين آباء الكنيسة جميعاً في العصور الأولى المسيحية أنك « مفسر كلمة الله » . ولقد وصفك تلميذك العظيم اكليمنضس بأنك « موعب من روح الكتاب المقدس » . ومع بالغ الأسف لم يبق من كتاباتك الثمينة شيء ، إلا شذرات قليلة وردت في كتابات بعض الآباء من بعدك ممن أشاروا إليك ، واقتبسوا منك . ولابد أ أنه قد احترقت جميع كتبك في الحريق الهائل الذي دمر مكتبة الأسكندرية العريقة ، وأتلف تراثها الأدبي والروحي . لكن تلميذك النابغة الفيلسوف والقديس اكليمنضس الاسكندري ، كان معجباً بك كل الاعجاب ووصفك بأنك « أعظم الأساتذة وأكملهم » ، فكشف لنا عن شخصيتك وأبان أنك لم تكن معلماً كأي معلم ، بل كان تعليمك مصاحباً كمال سيرتك ، ونابعاً من فضيلتك . ولقد وصف صدق تعليمك وأمانته ودقته ، بأن قال بأن قولك دائماً كان « لسان القفل في أقواله وكتاباته » ، وهو تعبير يدل على مبلغ احترامه لتعليمك ، وأنه في كل ما قال وعلم كان تابعاً لك ، وأنه كان يجد في أقوالك الختم الدامغ ، والقول الفصل في كل ما علم به وكتب . بل زاد قائلاً بأن مقابلته الأولى لك كانت آخر مقابلة لعدد كبير من المعلمين في زمانه ، لكنها كانت الأولى من حيث قوتها وعمق أثرها في نفسه ، وأنه كان يجد فيك دائماً راحة لأفكاره وجواباً شافياً لكل أسئلته . ولئن برهن اكليمنضس بقوله هذا على وفائه لمعلمه وإخلاصه التام للرجل الذي درس عليه ، ووجد فيه إشباعاً لعقله وروحه ... بل لقد ألغى نفسه ونسب الفضل كله لمعلمه ... إلا أنه فيما قال ، جعلنا نقف على استقامة سيرتك وجمال فضيلتك وسعة علمك ،

عدد الزيارات 1198
عدد مرات التحميل 551
تحميل

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل