مجاني الأدب في حدائق العرب جزء 4

الباب الأول في التدين
عظمة الخالق وجبروته
سبحان من تقدست سبحات جماله عن سمة الحدوث والزوال. وتنزهت سرادقات جلاله عن وصمة التغير والانتقال. تلألأت على صفحات الموجودات أنوار جبروته وسلطانه. وتهللت على وجنات الكائنات آثار ملكوته وإحسانه. تحيرت العقول والأفهام في كبرياء ذاته. وتولهت الأذهان والأوهام في بيداء عظمة صفاته. دل على ذاته بذاته. وشهد بوحدانيته نظام مصنوعاته. (شرح مواقف الأيجي للجرجاني)
العظمة لك والكبرياء لجلالك يا قائم الذات. ومفيض الخيرات. وواجب الوجود وواهب العقول وفاطر الأرض والسماوات. ومبدي الحركة والزمان. ومبدع الحين والمكان. وفاعل الأرواح والأشباح وجاعل النور والظلمات. وتحرك الأفلاك المدبرات. ومزينها بالنجوم الثوابت والسيارات. ومقرر الأرض وممهدها لأنواع الحيوان وأصناف المعادن والنبات. دام حمدك وجل ثناؤك. وتعالى ذكرك وتقدست أسماؤك. لا إله إلا أنت وسعت رحمتك. وكثرت آلاؤك ونعماؤك. أفض علينا أنوار معرفتك. وطهر نفوسنا عن كدورات معصيتك. وأمطر علينا سحاب فضلك ومرحمتك واضرب علينا سرادقات عفوك ومغفرتك. وأدخلنا في حفظ عنايتك ومكرمتك.(عجائب المخلوقات للقزويني)