تفسير رسالة فيلبى تأليف - ف . ب . ماير

في هذا التفسير الروحى لرسالة فيلبى لم أحاول أن أتجه ناحية التفسير الحرفى، بل حاولت بأمانة التأكد من المعنى الذي قصده الرسول، كما حاولت طرق ذهبه الصافي النقى إلى صفائح.وأعجب ما يلتقى به المرء دواماً لدى دراسة رسالة كهذه دراسة طويلة عميقة هو أن أولئك المؤمنين الأوائل كانوا يقيناً قادرين على تفهم وهضم مثل هذه التعاليم العميقة المركزة عندما نذكر كل التفاسير والشروح والتعليقات والتأكيدات التي دونت عن هذه العبارات الرسولية في كل الأجيال الماضية، وعندما نذكر أننا - مع ما بذلناه من جهد - لازلنا واثقين من أننا لم نسبر أغوارها بعد، ولم نصل إلى ارتفاعها، ولم نكتشف كل كنوزها، فاننا نجد أنفسنا مضطرين أن نشعر بأن النار الإلهية تشتعل هنا، وأن نخلع أحذيتنا من أرجلنا، اعترافاً منا بأن الله هنا بكيفية سامية رائعة عجيبة. إن كل تطلع وكل لمحة إلى المحبة البشرية الكاملة، وكل كلمة من أقوال الله نفس الطابع الخاص، طابع اللانهائية.