عصر المكابيين وسفر المكابيين الأول

مقدمه في عصر المكابين
الهللينستيةواليهود
إن الغرض من هذا الفصل دراسة آثار الأفكار الهللينستية في اليهود من ناحية قيام ومصير تلك الحركة التي دفعت العالم الإغريقي إلى الاتصال بالشعب الوحيد الذي أوتي القسوة على مقاومة ثقافة الإغريق
الاتصالات الأولى :-
إن الإغريق من أبناء الحقبة الهللينستية لم يعرفوا الكثير عن اليهود . حيث أن الاسكندر شهد بعينه حضارات كثيرة مثل بابل ومصر ولكنه لم يزر أورشليم . وليس من المستبعد أن هيئة أركان حربه ظنت أنها دولة كهنة أخرى من الطراز المألوف لهم بآسيا الصغرى وسورية ، ولم يكن ثيوفراستوس يعرف عن اليهود إلا أنهم المتفلسفين المتطلعين للنجوم وأنهم الذين ابتدعوا التضحية البشرية
وفي عهد بطليموس الأول تمكن من الوصول والإلمام فعلاً بحقيقتين بارزتين عن اليهود :-
أولاهما : أن اليهود لا يصنعون تماثيل للأرباب
ثانيهما : أنه لا يمارس قتل الأطفال إلا بأمر من صاحب شريعة موسى وكان الإغريقي يشعر منذ البداية أن اليهود يختلفون عن غيرهم من الناس ولكن أحداً من اليهود قبل يوسيفوس لم يجعل الوصول إلى تاريخهم في متناول الإغريقي وعندما حاول العالم اليوناني الاسكندر الملقب لبغفبعغفغ أو الواسع الاطلاع (حوالي 50 ق.م ) أن يقوم بهذه المهمة ، فلم يستطع . وحتى استرابون نفسه وهو العالم الواسع المعرفة كان تام الجهل بالتاريخ اليهودي . وذلك أن اليهود كان لهم على الدوام عالمهم المنعزل عما عداه