تفسير سفر المكابيين الثاني

مقدمة
جاء سفر المكابيين الأول يتحدث عن جهاد الأخوة المكابيين الخمسة في سبيل تنقية الأمة اليهودية من التأثير الوثني العقيدي الذي وضعه الحكام السلوقيين وإعادة الحياة الليتروجية من جديد بعد توقف العبادة في الهيكل لفترة طويلة أما هنا فقد جاء سفر المكابيين الثاني يركز على جهاد يهوذا المكابي في نفس الفترة والذي يعد القائد الأشهر في التاريخ اليهودي بعد داود النبي كما يقدم لنا هذا السفر باقة عطرة من الشهداء الذين اعتبرتهم الكنيسة شهداء مسيحيين قبل المسيحية . مثل المرأتين اللتين استشهدتا مع طفليهما لأجل الختان والشهداء السبعة وأمهم .والعازار وكذلك رازيس الشيخ هؤلاء الذين أشار إليهم القديس بولس في رسالته إلى العبرانيين قائلاً "الذين بالإيمان : قهروا ممالك ، صنعوا برأ ، نالوا مواعيد ، سدوا أفواه أسود ، أطفأوا قوة النار ، نجوا من حد السيف ، تقووا من ضعف ، صاروا أشداء في الحرب ، هزموا جيوش غرباء ، أخذت -نساء أمواتهن بقيامة . وآخرون عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكي ينالوا -قيامة أفضل . وآخرون تجربوا في هزء وجلد ، ثم في قيود أيضاً -وحبس . رجموا ، نشروا ، جربوا ، ماتوا قتلا بالسيف ، طافوا في : جلود غنم وجلود معزى ، معتازين ، مكروبين ، مذلين ، وهم لم يكن : العالم مستحقاً لهم . تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض . . فهؤلاء كلهم ، مشهوداً لهم بالإيمان ، لم ينالوا الموعد ، إذ سبق الله -فنظر لنا شيئاً أفضل لكي لا يملكوا بدوننا " ( عب 33:11-40 ) .