الكتب

تفسير سفر ناحوم

المقدمة 1. ناحوم كلمة عبرية معناها نياح أو راحة أو تعزية. 2. ينسب نفسه إلى ألقوش (1:1) ويرى القديس جيروم أنها شمال الجليل. 3. تنبأ ليهوذا (15:1) وليس لإسرائيل (مملكة الشمال). وقد عاصر الغزو الأشوري لإسرائيل فهرب ليهوذا. وربما أقام في أورشليم ، حيث شاهد بعد 7سنوات حصار المدينة بواسطة جيش أشور، وما حل بأشور (ليلة الـ85.000) (2مل18،19) وقد كتب نبوته بعد هذا (11:1). ويكون بهذا قد عاصر حزقيا الملك وإشعياء. وحزقيا الملك كان حكمه تقريباً سنة725- سنة690 ق.م. وهو عاصر سقوط نو آمون (طيبة) المصرية في يد أشور بانيبال سنة 666ق.م. وهو يسجل هذه الحادثة في سفره (8:3-10) ونينوى نفسها سقطت وخربت سنة 612ق.م. وبهذا يكون تاريخ نبوته بعد سنة 666 وقبل سنة 612. وغالباً سيكون بعد سنة 666ق.م. في أواخر أيام عمره. 4. نبوته كانت ضد نينوى عاصمة أشور. وهذه كانت قد تابت قديماً بمناداة يونان (سنة825- سنة784ق.م) وعفا عنها الله. ولكننا نجد نبوة ناحوم هنا ليست دعوة للتوبة كنبوة يونان، بل حكم صادر ضدها. لأن شرورها أصبحت فظيعة ولا أمل في إصلاحها أو توبتها. 5. كان الأشوريون دمويون وفي منتهى العنف وكأمثلة لذلك. أ‌- ‌لما أيقن ملك أشور أنه هالك بعد حصار بابل له وسقوط عاصمته على يد نبوبلاسر أبو نبوخذ نصر ملك بابل، جمع نساؤه في قصره وأشعل فيه حريقاً فاحترقن كلهن. ب‌- كانوا يسلخون الأسرى وهم أحياء. ت‌- كانوا يقطعون رؤوس البعض ويعلقونها في أعناق الأحياء الآخرين. ث‌- كانوا يلهون بقطع أنوف وأذان وأيدي الأسرى. وكانوا يضعون الأمراء والرؤساء الذين يهزمونهم في أقفاص ويعرضونهم للهزء بهم. ج‌- أشور هي التي أسقطت إسرائيل وعاصمتها السامرة، وأحرقت 46مدينة ليهوذا وحاصرت أورشليم لتدمرها لولا معجزة هلاك الـ185.000. ح‌- ملكهم أشور بانيبال دخل مصر وأخذ عاصمتهم نو آمون (طيبة). وأثارهم تقول أنهم غنموا من مصر الكثير (ذهباً وعبيداً). لذلك كانت أشور وسط الشعوب كوحش مفترس. فلا عجب أن جميع ممالك الأرض أبغضتهم تماماً (أش12:10-14). 6. عل اسم النبي وهو يعني راحة وتعزية يتناسب مع نبوته، فهو تنبأ بخراب نينوى، ونبوته مرعبة لنينوى لكنها معزية لشعب الله، حيث يرتاح شعب الله من عدوه أشور الذي ظلمه. ويقال عن نبوته أنها صرخة ضمير غاضب من شر نينوى، أو أي شر عموماً. والنبي يوضح أن جزاء الشر دائماً هو الهلاك. ونبوته يسيطر عليها فكرة واحدة هي هلاك نينوى الشريرة وراحة شعب الله. وأشور هنا الدموية بشرها هي رمز لإبليس عدو شعب الله، والنبوات بنهاية الشر لهي نبوات معزية جداً للكنيسة فهي ترى فيها هلاك إبليس عدوها مصدر كل الشرور. وهنا لا نجد أي لوم ليهوذا أو لشعب الله، بل إنذارات فقط بهلاك أعداء شعب الله، ووعود معزية لشعب الله. أ‌- ‌أذللتك. لا أذلك ثانية.. أكسر نيره وأقطع ربطك.. وهذا وعد بالحرية. ب‌- ‌عيدي أعيادك أي إفرحي.. وهذا وعد بعودة الأفراح لشعب الله. ت‌- الرب يرد عظمة يعقوب.. سيكون لشعب الله مجد وعظمة. وهذا ما فعله المسيح بعد هزيمته لإبليس على الصليب فهو أعطى لكنيسته الحرية من عبودية إبليس، وأرسل لها الروح القدس المعزي يملأها عزاءً وراحة وفرحاً، وأعد لها أمجاداً سماوية. 7. النبي يذكر أشور هنا بتخريبها لنو آمون في مصر بالرغم من قوة نو لتعرف أن هذه نهاية كل شر. وأنه إن كانت نو قد سقطت لتشامخها وخطيتها فلسوف تسقط نينوى بسبب خطاياها. وليتعظ كل خاطئ بسقوط وهلاك من سبقوه. 8. أسلوب النبي شعري، ونبوته تكشف عن قوة الله، وكيف يوجه التاريخ حسب إرادته. (الشعر هنا أي الآيات مرتبة أبجدياً، فتبدأ كل آية بالحرف التالي للآية السابقة).

تفسير سفر ميخا

المقدمة 1. ميخا كلمة عبرية مختصرة عن ميخائيل = من مثل الله أو ميخايا = من مثل يهوه. وقد جاء اسم النبي مطابقاً لغاية السفر الذي يتركز في العبارة "من هو إله غافر الإثم مثلك وصافح عن الذنب لبقية ميراثه (18:7). وهو من قرية مورشة جت (14:1) أو من مريشة (15:1) لذلك دعي اسمه ميخا المورشتي (1:1). 2. بدأ نبوته بعد أ ن بدأ إشعياء بحوالي 17 أو 18 عاماً. إذاً هو كان معاصراً له. واستمرت نبوته 60عاماً (758-698 ق.م). وقد تحدث كلاهما عن خراب السامرة. واشتركا كلاهما في توبيخ الشعب على خطاياه. كما عاصر ميخا هوشع النبي أيضاً. فكان ميخا يتنبأ في غرب أورشليم وإشعياء في أورشليم وهوشع في إسرائيل المملكة الشمالية. وكان ميخا أصغر من إشعياء وهوشع، فهو كتب أيام يوثام وآحاز وحزقيا. ولم يعاصر عزيا مثل إشعياء وهوشع. 3. تحدث عن السيد المسيح وملكوته، وعن ميلاده بوضوح وعن ناسوته وبركات مملكته. 4. هو قروي ولكن يكتب لأهل المدن في قوة عجيبة ومملوء ترفقاً. وأسلوبه من الشعر البديع. 5. هو تنبأ عن يهوذا وإسرائيل. لكن حديثه عن إسرائيل مختصر. وهو عاش ليرى سقوط السامرة سنة 722ق.م : وقد تحدث عن نفس المصير لأورشليم بسبب خطاياها وفي نفس الوقت تنبأ عن مجد أورشليم المقبل ليفتح باب الرجاء وهي نبوات مسيانية مجيدة. فمجد أورشليم المقبل المقصود به مجد كنيسة المسيح. 6. نبوة ميخا جاءت نبوة دينية أخلاقية، فهو يعدد خطايا الشعب ويبرز العقوبة عليها. هو أبرز التأديب الذي يعقبه مجد مسياني بهيج جداً. 7. إن أمانة هذا النبي وجرأته كانا السبب في نجاة أرمياء من الموت. قارن (أر18:26 مع 12:3). 8. مورشة جت أي منسوبة إلى جت، وجت هذه في بلاد الفلسطينيين. فهي كانت غرب أورشليم. ومريشة (ماريسا حالياً) جنوب غرب أورشليم. لذلك نقول أن ميخا تركزت نبواته في غرب أورشليم.

تفسير سفر يونان

المقدمة 1. انتهى سفر عوبديا بهلاك أدوم (رمزاً لهزيمة الشيطان بالصليب) وإقامة صهيون (أي الكنيسة). وأن الكنيسة سترث الأمم وتمتد شمالاً وجنوباً، رمزاً لدخول الأمم للمسيحية. ويجئ سفر يونان ليعلن الله صراحة قبوله للأمم في شكل إرسالية أحد أنبيائه ليدعو الأمم للتوبة (نينوى). 2. يُظهر هذا السفر أن الله هو إله الجميع يهوداً وأمم، يحب الجميع ويريد أن الجميع يتوبون فيخلصون. والكتاب المقدس مكتوب أساساً لليهود، لذلك يركز على تعاملات الله مع الشعب اليهودي. إلا أننا ومن خلال الكتاب المقدس نلمح إهتمام الله وتعامله مع كل الشعوب، وأنه لم يَقْصِرْ تعاملاته على اليهود فقط. وهذا نراه [1] في إرسال يونان لشعب نينوى الوثني [2] الله يتعامل مع بلعام، وبلعام وثني، ولكنه يتنبأ عن المسيح [3] الله يكلم أيوب بل نرى أصدقاء أيوب (وكلهم ليسوا يهوداً) يروا رؤى سماوية [4] الله يتكلم مع أبيمالك ملك الفلسطينيين أيام أبونا إبراهيم [5] ملكي صادق كان كاهناً لله العلي، (بل وبارك إبراهيم). ولم يكن يهودياً [6]الله يكلم فرعون ونبوخذ نصر بأحلام. [7] لم يكن يونان هو النبي الوحيد الذي له تعاملات ورسالة موجهة للوثنيين بل إيليا كان له رسالة مع صيدون، وإليشع مع أرام. 3. بينما نجد اليهود يقاومون الأنبياء ويضطهدونهم إذ بأهل نينوى يقبلون كرازة يونان. وتكررت هذه الصورة، إذ رفض اليهود المسيح وقبله الأمم. 4. تنبأ يونان بن أمتاى في أيام يربعام الثاني ملك السامرة (2مل25:14) وقد تنبأ أن الله يرد حدود السامرة إلى مدخل حماة شمالاً وإلى بحر العربة جنوباً وكان نبياً لإسرائيل (مملكة الشمال) حوالي سنة 825-784ق.م. وعاصر عاموس النبي. 5. جاء في التقليد اليهودي أنه ابن أرملة صرفة صيدا الذي أقامه إيليا النبي (1مل18) ويرى البعض أنه كان مناسباً أن يرسل يونان للأمم حيث أن أمه أممية. 6. لا يوجد غيره بهذا الاسم ولا غير أبيه باسم أمتاى. 7. كلمة يونان في العبرية تعني حمامة وتعني أيضاً متألم. وكلمة أمتاى تعنى الحق. وبذلك يكون المعنى الرمزي للسفر أن المسيح المتألم (الذي حل عليه الروح القدس مثل حمامة ليمسحه فيصير رئيس كهنة ليقدم ذبيحة نفسه) والذي دفن في القبر ثلاثة أيام، كبقاء يونان 3أيام في جوف الحوت. والمسيح هو الحق. ثم كان خروج يونان من جوف الحوت رمزاً لقيامة المسيح. 8. قد لا توجد نبوة صريحة من فم يونان النبي عن المسيح في هذا السفر إلا أنه: أ‌- ‌صار يونان بنفسه نبوة عن عمل المسيح الفدائي أي موته وقيامته. ب‌- ‌إنذاره لنينوى بخرابها إن لم تتب كان نبوة، لكنها لتوبتها لم تهلك. ت‌- ‌ذهابه للأمم الوثنية (نينوى) كان نبوة عن قبول الأمم. ث‌- ‌نبوته في (2مل25:14). كل هذا يجعل منه نبياً عظيماً. ج‌- ‌هو من جت حافر في الجليل وهي تبعد مسافة ساعة سيراً على الأقدام عن الناصرة، فهو جليلي كما كان المسيح من الجليل

تفسير سفر عوبديا

المقدمة 1. عوبديا كلمة عبرية معناها عبد يهوه أو المتعبد ليهوه. 2. بعد أن سقطت أورشليم في يد البابليين. تحالف الأدوميون مع البابليين في إلحاق أكبر أذى بالشعب. فاشترك أدوم في نهب المدينة، وسدوا الطرق أمام الهاربين، وكانوا يمسكونهم ويقتلونهم أو يبيعونهم كعبيد. ومع أن المفروض أن أدوم هو أخو يعقوب إلاّ أنهم شمتوا في بليتهم وساندوا أعدائهم واشتركوا معهم في تحطيمهم بكل الطرق. 3. هذه النبوة القصيرة موجهة ضد أدوم وملخصها "كما فعلت يفعل بك، عملك يرتد على رأسك". 4. تمتد أدوم من جنوب البحر الميت حتى خليج العقبة، والجزء الجنوبي من أدوم يسمى تيمان، ويستعمل اسم تيمان كتعبير عن كل أدوم. وأشهر مدنهم هما بصري وسالع (بترا). واشتهرت أدوم بمناعة حصونها الطبيعية. فأكثر أرضها جبال. وعاصمتهم في وادٍ ضيق بين الجبال العالية. والطريق الوحيد لهذا الوادي ضيق وعرضه ما بين 4-13 ذراع فقط. وعلى الجانبين جبال واقفة، ويقال أن مئة من أهل البلاد قادرين أن يردوا 10.000مهاجم، ولذلك تكبَّر قلبهم، وهذه خطيتهم الأساسية. 5. أدوم هو عيسو. وفي (تك8:36) نسمع أن عيسو سكن في جبل سعير وصار اسم سعير مرادفاً لأدوم. وسعير = ذو شعر كثيف وأدوم = دموي أو من الأرض. والنبي يستخدم اسم أدوم هنا لدمويتهم ضد شعب الله.

تفسير سفر عاموس

المقدمة 1. إن نبوة عاموس هي الأولى من الأسفار النبوية وتاريخها يرجع إلى سنة 760ق.م. وهو قد عاش في أيام عزيا ملك يهوذا ويربعام الثاني ملك إسرائيل قبل حدوث الزلزلة المشهورة (1:1 + 9:5) والتي أشار إليها زكريا النبي بعد 300 سنة (زك5:14) وقد عاصره هوشع وإشعياء إلاّ أن عاموس سبقهما وعاصره كذلك يونان (2مل25:14). 2. معنى أمسه "ثقل" أو "حامل الثقل" ويقول التقليد اليهودي أنه كان ثقيل اللسان، يتلعثم في كلماته. ولعل أسمه يتناسب مع السفر، فقد كشف عن ثقل الخطية التي لا يحتملها الله ولا يطيقها. وقد نفهم أن الإعلانات التي أعلنت لهُ عن خطايا شعبه والتأديبات الآتية عليهم كانت تمثل ثقلاً بالنسبة له. ولذلك يسمونه نبي الويلات. وعموماً فكلمة وحي في اللغة العبرانية تعنى ثقل. وهو يتحدث عن دينونة الله لإسرائيل ولكل الأمم بسبب الخطية. 3. عاش في تقوع على بعد حوالي 12ميلاً جنوب أورشليم في وسط أسرة مجهولة وفقيرة كراعٍ للغنم (7:1) وجاني جميز (14:7) ولم يكن شخص شهير. وهو قد ذهب إلى بيت إيل حيث الهيكل الرئيسي لمملكة إسرائيل (المملكة الشمالية) فهو وإن كان من يهوذا المملكة الجنوبية، إلاّ أنه كان نبياً مرسلاً لإسرائيل المملكة الشمالية، وتحدث عن خرابها بسبب خطاياها الأمر الذي أثار الكاهن الأول لبيت إيل "أمصيا" فقدم عنه تقريراً ليربعام الثاني ملك إسرائيل عن أنه خائن وأمره بترك المدينة. ومماّ يدل على شجاعة عاموس أنه شهد للحق أمام أمصيا وتنبأ بخراب بيته بالرغم من قوة أمصيا لالتصاقه بالملك. 4. عمله كراعً وجاني جميز أعطاه فرصة للحياة التأملية، مقدماً صوراً كثيرة من الواقع الذي عاشه بروح ملتهب. ويجيب أمصيا في تواضع أنه راعً وجاني جميز، فأخذني الرب من وراء الضأن (14:7،15) كأن الله أختاره للنبوة وهو غير مستحق لذلك. 5. كان يتردد على مدن إسرائيل ليبيع الصوف، ويلاحظ الأمور السياسية والدينية وتأثر مماّ رآه فيها من الشرور والانحطاط. وكان هذا الوقت وقت نجاح زمني. فكان عزيا ملك يهوذا غنياً وقوياً، وأمتد لمدخل مصر (2أي8:26) وكان يربعام ملك إسرائيل مقتدراً في الحرب ورد تخم إسرائيل من مدخل حماة إلى بحر العربة (2مل25:14) وبيده خلَّص الرب شعبه إسرائيل. ولكن هذا الزمن كان زمن ظلم ورياء وفساد وتمسك بطقوس ومظهريات الدين دون جوهره. وكان عاموس كلوط البار يعذب نفسه البارة بما ينظر ويسمع من سيرة الأردياء فشهد عليهم وكلمهم بكلام الرب بلا خوف.

تفسير سفريوئيل

المقدمة 1. لا نعرف شيئاً عن هذا النبي سوى المدوَّن في نبوته والأرجح أن النبي سكن أورشليم وهو من سبط يهوذا. وأبوه فثوئيل غير معروف.. فثوئيل = فتح الله (مر24:7). 2. كلمة يوئيل في العبرية تعني "يهوة هو الله". 3. لا يوجد في نبوة يوئيل تحديد تاريخ زمنى لنبوته. فلم يذكر أسماء ملوك يهوذا أو إسرائيل المعاصرين له، لأن نبوته تركزت على الإنذار بأن يوم الرب آتٍ سريعاً. وكأن الوحي أراد أن يعلن أن هذه نبوة لكل الأجيال لتترقب كل نسمة يوم الرب بكونه قريباً للغاية.. ولتتأهل له بالروح القدس الساكن فيها، ولتقبل تبكيت الروح القدس لها فتدين نفسها فلا تدان. وتنعم بالمجد في ذلك اليوم. 4. الفكر السائد في هذه النبوة هو أن هناك ضربة تأتي وراء ضربة على الشعب بسبب الخطية، والآن فالبلاد تعاني من ضربة جراد أفنى كل ما هو أخضر. والنبي يعتبر أن هذا ما هو إلاّ مقدمة لضربات أخرى ستأتي وهو رأي أن جيش الجراد الذي أفنى كل ما هو أخضر وترك الحقول كما لو كانت محروقة هو رمز لهجوم جيوش الأعداء على بلاده في حالة إصرار الشعب على عدم تقديم توبة. لذلك يتسم هذا السفر بدعوته للتوبة. 5. يعتبر هذا السفر هو سفر إنسكاب الروح القدس على البشر ليهيئهم ليوم لقائهم مع الله للسكنى معه والتمتع بأمجاده. والروح القدس هو روح الفرح والبهجة والحكمة والتبكيت. وكان لازماً بعد ان شابهت أرواحنا، بسبب الخطية، الحقول المخربة بواسطة الجراد. فكما خَرَّب عدو الخير أرواحنا ونفوسنا وأجسادنا ولم يبقي فينا شيئاً أخضر هكذا خَرَّب الجراد الأرض. ولذلك يَعِدْ الله بأن يهب شعبه الروح القدس لتجديد طبيعته. 6. هذا السفر يتحدث عن يوم الرب العظيم، يوم الدينونة وهو يرى في هذه الحروب دينونة خاصة للخطية تمهيداً للدينونة العامة في ذلك اليوم. ولذلك يدعو للتوبة. 7. اسم النبي يوئيل ابن فثوئيل متمشياً مع دعوته. والمعنى أن الروح القدس يفتح عيوننا الداخلية فنعرف الله (1كو9:2-13) والأمجاد المعدة لنا، ونعرف مشيئته وتعليمه (يو26:14 + عب11:8) وهو يفتح أذاننا فنسمع تبكيته على خطايانا فنتحاشى هذا الخراب.

تفسير سفر هوشع

المقدمة هو أول الأنبياء الصغار. وكلمة صغار تشير لصغر حجم نبو تهم وليس صغر شأنهم. هوشع كلمة عبرية تعني "يهوه يخلص" ومنها كلمة يشوع أو يسوع. عاصر ملوك يهوذا " عزيا ويوثام وأحاز وحزقيا". وقارن مع (أش 1:1) تجد أنهم نفس الملوك الذين عاصرهم إشعياء. أي أن هوشع وإشعياء تنبأ كلاهما في نفس الفترة الزمنية. وبينما تنبأ إشعياء في يهوذا، تنبأ هوشع في مملكة إسرائيل الشمالية، إلاّ أنه غالباً وبعد سقوط السامرة في يد أشور ذهب هوشع إلى يهوذا وأكمل نبواته هناك. وهوشع ذكر أسماء ملوك يهوذا ولم يذكر أسماء ملوك إسرائيل الذين عاش وسطهم، لأنه غالباً إعتبر أن ملوك يهوذا، نسل داود هم الملوك الذين بحسب قلب الله. ومن الأنبياء الذين عاصروه أيضاً عاموس وميخا (عاموس في إسرائيل وميخا في يهوذا) بدأ هوشع نبواته في أيام يربعام الثاني بن يوآش ملك إسرائيل. ملك زكريا بن يربعام لمدة 6 شهور ثم قتله شلوم بن يابيش الذي ملك شهر واحد. ثم قام منحيم بن جادي على شلوم وقتله وإمتلك مكانه 10سنوات ومات وخلفه إبنه فقحيا بن منحيم لمدة سنتين. ثم قتله فقح بن رمليا. وهوشع قتل فقح. وحاصرت أشور السامرة في أيام هوشع ثلاث سنين إلى أن سقطت سنة 722ق.م.تقدر المدة التي تنبأ فيها هوشع بحوالي 70سنة. وفيها تنبأ بخراب إسرائيل. وكرر نفس التحذير ليهوذا. وذلك بسبب الإنحلال الخلقي والديني وعبادة الأوثان والزنا. وعبادة الأوثان كانت تشتمل على الزنا في المعابد الوثنية.استمرت مملكة إسرائيل فترات طويلة بدون ملك (هو3:10)

تفسير سفر دانيال

المقدمة 1. انتهت نبوات حزقيال بواقع حزين هو خراب أورشليم بالكامل مع أمل في المستقبل بعودتها للمجد. 2. بينما يحدثنا سفر حزقيال عما رآه النبي وتنبأ به في سنوات السبي الأولى، يحدثنا سفر دانيال عما رآه وتنبأ به في السنوات الأخيرة من السبي. 3. كان دانيال من سبط يهوذا (6:1) بل كان على ما يبدو من الأسرة الملكية (3:1) ولقد تم سبي دانيال في السبي الأول (2أي6:36،7) بينما تم سبي حزقيال في السبي الثاني (2مل14:24-16) (راجع مقدمة سفر أرمياء). 4. دانيال تعني الرب قاضيَّ God is my Judge. وقد أسماه ملك بابل بلطشاسر، وهي تعني ليحفظ الإله بيل حياته، وهكذا أبدل الوثنيون اسم الله باسم إلههم في اسم دانيال. ونلاحظ أن هناك علاقة بين اسم النبي وموضوع نبوته، فنبوة دانيال تتحدث عن ملكوت الله وانتشاره في العالم وأنه الديان، وأن الممالك تقوم بسماح منه فهو ضابط الكل، وأن كل قوة أخرى هي نابعة منه. وكل قوة أو كل مملكة تقوم هي لتحقيق خطة إلهية حتى لو كانت هذه القوة يبدو أنها تقاوم الله. وهذا ما يظهره أن الله يخبر دانيال بكل الممالك التي ستأتي لقرون طويلة قادمة، فمن يعرف المستقبل قادر أن يتحكم فيه. والسفر يحدثنا أيضاً عن قيام مملكة المسيح. ويدين أيضاً الوثنية ويظهر ضعفها وبطلان آلهتها وألقاب الله في هذا السفر تشير لأنه الديان ضابط الكل، فيطلق السفر على الله أنه ملك السماء / إله السماء/ إله الآلهة/ رب الملوك... 5. كان متميزاً من بداية حياته بالحكمة والتقوى. ويتحدث عنه حزقيال النبي المعاصر له، كحكيم أو نبي (حز3:28) وكذلك كرجل صلاة مشهوراً بقوة صلاته وفاعليتها (حز14:14،20) مما يعني أن دانيال بدأت شهرته منذ صباه. 6. في الرسم الآتي نجد موقع دانيال كنبي وسط أنبياء إسرائيل.

تفسير سفر حزقيال

المقدمة حينما نقترب من كتابات الأنبياء التى تحدثنا عن المستقبل يتكرر فى أسماعنا ما قيل ليوحنا فى رؤياه (4 : 1) "أصعد هنا فأريك". ونبوة حزقيال التى إشتهرت بصعوبتها تحتاج لفهمها صعوداً بالفكر إلى أعلى وإبتعاداً عن الأرضيات. وكلما نجحنا فى هذا يزداد فهمنا لها وتزداد الأعماق التى يأخذنا إليها الروح القدس، كما تزداد المياه المقدسة عمقاً (حزقيال 47). ففى البداية تبدو هذه المياه وكأننا فى موضع نستطيع أن نسبر غورها ومع التقدم نكتشف كم هى عميقة، ولكن مع هذا العمق يخرج من مجاريها ما يفرح مدينة الله حيث يسكن الله مع شعبه. وكثيرون يهملون دراسة هذه النبوة، ولكن هناك تساؤل يرغمهم على مراجعة أنفسهم.... ماذا لو قابلهم حزقيال فى السماء وسألهم.. هل قرأتم نبوتى ؟.. ماذا يا ترى سيكون جوابهم ؟!! شخص الكاتب الكاتب هو حزقيال، ومعنى أسمه "قوة الله" أو "تقوى بالله" أو تمنطق بحزام. وهذا الإسم يشير لما عمله النبى فعلاً إذ قد قواه الله وأظهر قوته فيه، وعموماً من يدعوه الله للخدمة يمنحه القوة للتنفيذ، ولكن كان الشعب فى أيام حزقيال فى حالة سيئة جداً، والله أعطاه القوة ليتنبأ بلا خوف لهذا الشعب، وليتنبأ بالخراب على أورشليم بسبب خطايا شعبها، لذلك قال له الله "ها قد جعلت وجهك صلباً مثل وجوههم حز 3 : 8". وقد تنبأ حزقيال فى أوائل فترة السبى، وكان هو ودانيال ضمن المسبيين. وعاش حزقيال بجوار نهر خابور. وكان متزوجاً. ولد حوالى سنة 623 ق م. وكان والده وإسمه بوزى كاهناً من نسل صادوق. إذاً فقد عايش النبى الخدمة الكهنوتية فى الهيكل، وكان يحلم فى صباه بالكهنوت حينما يصل لسن الثلاثين التى يبدأ فيها الكاهن عمله. ولكن جاء السبى وحطم هذه الأمال.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل