الكتب

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية

المقدمة 1 روما سميت هكذا لأن الذي أسسها هو رومليوس سنة 753 ق.م. فحملت إسمه. وبنيت علي مكان مرتفع، علي أكمة من الأكام السبع تم اتسعت لتمتد فتشمل كل الأكام. 2 إتسع نطاقها ونفوذها حتى صارت عاصمة الدولة الرومانية التي استولت علي حوض البحر المتوسط كله. وصارت روما ملتقى ساسة العالم وقادته، ومركزاً للعلوم والآداب والفلسفة، واشتهرت بالقانون الروماني الذي لا يزال يُدَرّس في أغلب جامعات العالم. وكبلد مفتوح امتلأت روما بقبائح الرجاسات الوثنية القادمة من كل العالم، ويظهر ذلك بوضوح من الإصحاح الأول. بل نعرف من التاريخ أن شعبها في وثنيته كان لهم طبعاً وحشياً ويتلذذون بإلقاء العبيد للوحوش تأكلهم، ويتلذذون بصراعات العبيد حتى الموت وذلك في ملاعبهم. 3 يقدّر سكان روما في القرن الأول بحوالي 2 مليون. وكان ثلث سكانها من العبيد. وكان بالمدينة عدد كبير من اليهود الذين قادهم بمبيوس القائد الروماني كأسري حينما إستولي علي سوريا سنة 63 ق.م وأسكنهم قسماُ في المدينة. ثم تحرر هؤلاء اليهود وتكاثروا حتي أصبحوا حوالي 16ألف نسمة في عهد بولس الرسول. وكان هؤلاء اليهود في سلام وراحة معظم وقتهم في روما، إلا في عهد طيباريوس سنة 19م. وفي عهد كلوديوس قيصر سنة 49م. الذي أمر بطردهم جميعاً من روما (أع 2:18). وذلك غالباً بسبب شغب اليهود ضد المسيحيين، فكان أن طرد طيباريوس اليهود والمسيحيين.

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس

المقدمة أفسس هى عاصمة المقاطعة الرومانية المسماة آسيا، وهى فى آسيا الصغرى (تركيا حاليا). وكانت أفسس ملتقى للطرق التجارية، وأشتهرت بهيكلها العظيم للإلهة أرطاميس، وهى إلهة تمثل أماً لها فى صدرها كثير من الثُدىّ فهى مرضعة جميع البهائم والحيوانات. وتعتبر أرطاميس إلهة القمر عند اليونان وتقابل ديانا عند الرومان. وكان أهل أفسس متهافتين على الوثنية والسحر والخلاعة (أع19:19). كتبها بولس الرسول من سجن روما (السجن الأول سنة 62 – سنة 63م) حين أُذِنَ له أن يستأجر بيتا لمدة سنتين (أع30:28). وهناك كتب رسائل الأسر الأول وهى: أفسس وفيلبى وكولوسى وفليمون. وبهذا تحوّل السجن الى كرازة إنتشرت عبر الأجيال ولآلاف السنين. ورسالة أفسس تكلمنا عن مفهوم الكنيسة، وكيف أن كل منا لا يحيا كفرد منعزل بل كل منا هو عضو فى الجسد المقدس (جسد المسيح). وهى تختلف مثلاً عن الرسائل الأخرى كغلاطية وكورنثوس، فلا توجد فى أفسس أخطاء عقائدية أو أخطاء سلوكية يعالجها الرسول فى رسالته. لذلك لا توجد نبرة غضب كالتى نجدها فى رسائل (غل، 1كو، 2كو) ولكن الرسول وهو فى فرحه بهذه الكنيسة يبحث عن النمو الروحى لمن هم سالكون فى الطريق الصحيح. وهذا النمو فى نظر بولس هو نمو بلا حدود، فيطلب أن نمتلىء إلى كل ملء الله (3 :19). وليحل المسيح بالإيمان فى قلوبكم (3: 17). فالمسيحى الحقيقى يجب أن ينمو دائماً. تأسيس كنيسة أفسس: كان بأفسس كثير من اليهود لهم الجنسية الرومانية. وكرز لهم بولس الرسول فى زيارته لأفسس حوالى سنة 54م فى نهاية رحلته التبشيرية الثانية. وكرز بولس فى المجمع اليهودى وترك أكيلا وبرسكيلا يكملان عمله (أع18: 21). وفى غيبته جاء أبلوس من الأسكندرية، وكان من تلاميذ يوحنا المعمدان. وجاهر بما عرفه عن السيد المسيح فى المجمع. وقام أكيلا وبرسكيلا بتعليمه طريق الرب بأكثر تدقيق (أع24:18 –26) ورجع بولس الرسول إلى أفسس حسب وعده فى خريف سنة 54م فى رحلته التبشيرية الثالثة حيث وجد بعض التلاميذ لم يقبلوا سوى معمودية يوحنا فبشرهم بالسيد المسيح وعمدهم وإذ وضع يده عليهم حل الروح القدس عليهم فطفقوا يتكلمون بلغات ويتنبأون (أع19: 3-9).

رسالة بولس الرسول الاولى إلى أهل كورنثوس

المقدمة تقع كورنثوس على برزخ ضيق بين خليجين ولذلك لها مينائين، ميناء على كل خليج. ميناء (1) يُدعى كنخريا وميناء (2) ويُدعى ليجيوم. وبلاد اليونان تنقسم لإقليمين: أ‌- الشمالي هو مقدونية ب‌- والجنوبي هو إخائية. وعاصمة الإقليم الجنوبي كورنثوس وتقع على بعد 40 ميلاً غرب أثينا. كورنثوس وبها مينائين يطلان على بحرين تربط بهما الشرق والغرب، مشهورة بغناها وعظمتها وبكونها مدينة صناعية ضخمة خاصة فى بناء السفن. وهى مركز للفنون المختلفة خاصة الفن المعماري. وهى مدينة مفتوحة على العالم فى التجارة والدورات الرياضية. وكمدينة مفتوحة ضمت ديانات كثيرة، وضمت كثيرين من اليهود الذين طردهم كلوديوس قيصر من روما مثل اكيلا وبريسكلا. وجاءها اليهود أيضاً من فلسطين للتجارة، وكانت مملوءة آلهة مصرية ويونانية ورومانية وبها هيكل للإلهة الإغريقية الزهرة إلهة العشق والشهوة وهيكل لإفروديت إلهة الحب عند اليونان وكانت هذه الهياكل مملوءة غانيات وراقصات (1000 لمعبد إفروديت فقط) تخصصوا للطقوس الوثنية الفاجرة. وبسبب إنفتاحها صارت مثلاًً للفساد الخلقي والزنا، وصار مثلاً "عش كورنثياً" أي عش فاسداً، وكانت كلمة فتاة كورنثية تعنى فتاة داعرة. ولقد أسماها الفيلسوف شيشرون " نور بلاد اليونان" ولقد ضمت المدينة عدد كبير من العبيد فكان بها (200.000 إنسان حر + 400.000 عبد)، وكان اليونانيون والوثنيون عموماً يعتبرون العبيد أفضل قليلاً من البهائم، وكان من حق السيد أن يقتل عبده دون مساءلة. وفى حوالي سنة 51 – سنة 52 م أتى إليها بولس الرسول ضمن رحلته التبشيرية الثانية وكرز فيها لمدة 18 شهراً، وكان ذلك بأوامر من الرب مباشرة (أع 18 : 9، 10) فتحولت المدينة بإعجاز، بعمل الروح القدس وغيرة بولس للمسيحية. وزارها الرسول فيما بين سنة 54 م، 57 م. وفى هذه الفترة كتب رسالة رومية (1كو16: 6، 7 + 2كو 12 : 14، 13 :1 + رو 16 : 27).

تفسير سفر صموئيل الثانى

هذا السفر يبرز قصة أخر قاضيين لإسرائيل وهما عالى الكاهن (قضى لإسرائيل 40 عاماً) وصموئيل النبى، وأول ملكين لإسرائيل شاول وداود. وكانت خطيئة شاول هى عصيان الله وأمّا فضيلة داود الأساسية الطاعة والتسليم لإرادة الله حتى فى التأديب بصمت ولا يفتح فاه فإستحق أن يقال عنه " وجدت داود بن يسى رجلاً حسب قلبى" (أع 13 : 22). كان صموئيل قاضياً ودوره كان القيادة الروحية وليس قيادة الجيوش وإتسمت قيادته بالإصلاح الروحى بسبب فساد الشعب (1صم 7 : 6،15-17) تربى صموئيل النبى فى شيلوه حيث إستقرت خيمة الإجتماع حوالى 300 سنة ولأنها إستقرت هناك أقيم حولها مبانى وكانت مقراً لرئيس الكهنة فسميت هيكل الرب. وكانت شيلوه مقر العبادة حتى إنهزم إسرائيل فى أفيق حين أخذ الفلسطينيون التابوت (1صم 4 : 1،11) ولم يرجع التابوت إلى شيلوه والأرجح أن الفلسطينيين خربوها تماماً (أر 7 : 12). كاتب سفرى صموئيل :-بحسب التقليد اليهودى الذى تسلمته كنيسة العهد الجديد فكاتب السفرين هما صموئيل النبى رئيس مدرسة الآنبياء ومؤسسها إلى ما قبل خبر نياحته وجاد وناثان النبيين لتكملة السفرين ومصدر هذا الإعتقاد (1أى 29 : 29،30) وكانت مدرسة الآنبياء التى أسسها صموئيل النبى مركز إشعاع ثقافى للشعب وقد إحتفظت بسجلات خاصة بمعاملات الله مع شعبه (1صم 10 : 25). تاريخ الكتابة :- كتب السفر بعد إنقسام المملكة وقبل السبى حيث يُذكر فيه مدة حكم داود كاملة (2صم 5:5) ويذكر ملوك يهوذا تمييزاً لهم عن ملوك إسرائيل (1صم 27 : 6). فى فترة القضاة كان الله هو الذى يملك، هو الملك على شعبه ويختار الله كملك القاضى والآنبياء لشعبه. وكانت التأديبات تحل بهم حينما يزيغوا عن الله وحينما يتوبون يرسل لهم قاضياً يخلصهم. ووظيفة القاضى لم تكن تتوارث إبناً عن أب، لكن الله الذى يختار وحينما إنحرف القضاة وصاروا عثرة للشعب (مثل إبنى عالى وإبنى صموئيل) شعر الشعب بما وصل إليه الحال من إنحطاط وفكروا بأسلوب بشرى فى أن الحل يكون بإقامة ملك لهم يدافع عنهم. ولقد وافق الله ومسح لهم ملوكاً فصار الملك مسيح الرب. لذلك صار داود رمزاً للمسيح الذى يملك على شعبه لهذا سمح الله بإقامة مملكة لكى تشير لما هو مزمع أن يصنعه فى ملء الزمان حينما يقيم المسيح ملكاً على شعبه. ولأن الملك مسيح الرب رفض داود أن تمتد يده على شاول فهو مسيح الرب. ولكن لم يكن حكم الملوك مطلقاً وجاء سفر الملوك وأخبار الأيام ليظهر منهم أن الملك إذا إلتزم بوصايا الله ينجح فى طريقه وإذا خان العهد مع الله يفشل فى طريقه وتنحط مملكته عوضاً عن الإزدهار وينهزم أمام أعدائِه. وكأن الله إستمر يحكم شعبه من خلال هؤلاء الملوك الذين أقامهم. وتنتهى المملكة بالسبى إلى بابل وبهذا ينتهى سفر الملوك بأن شعب الله أخذ للسبى وملكه أخذ للسبى ولكن مع رجاء فسفر الملوك ينتهى برفع رأس ملك يهوذا فى السبى وتكريمه. وسفر أخبار الأيام ينتهى بعودة الشعب من السبى بعمل إلهى مع كورش ملك فارس. والخلاصة فهذا ملخص حياة الآنسان مع الله فحينما رفض الآنسان أن يملك الله عليه وعصاه سقط الآنسان فى العبودية لإبليس وظل هكذا لكن مع رجاء بالعودة من سبى إبليس. حتى جاء المسيح ليقيم مملكته ويردنا من سبى الخطية وسبى إبليس مع رجاء فى عودتنا لأورشليم السماوية حيث يملك الله تماماً.

رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية

ورد لبولس الرسول أن كنائس غلاطية وقعت فريسة لبعض اليهود المتنصرين المتعصبين للناموس،وهؤلاء ينادون بضرورة الختان والإلتزام بالناموس بالنسبة للمسيحيين، وأنه لا خلاص بدون حفظ الناموس والختان وأسماهم بولس بالإخوة الكذبة، فهم إخوة لأنهم متنصرين، وهم كذبة لأنهم رفعوا موسى فوق المسيح، هم تنصروا ولكن بقى فيهم الفكر اليهودى. وأسماهم أي  ضا بالمزعجين إذ تابعوه وأثاروا الكنائس ضده فى كل مكان (غل ٧:١ + أع ١٣ ،١٢:١٨)وهاجم هؤلاء الإخوة الكذبة بولس الرسول وتهجموا على رسوليته قائلين إن الرسل الحقيقيين هم فقط الاثنى عشر، لذلك دافع بولس عن إرساليته من أول آية فى الرسالة (غل ١:١ ). ولو التزمت المسيحية بتعاليم هؤلاء لصارت المسيحية مجرد طائفة من طوائف اليهود. ولقد سميت المسيحية فعلا أولا الطريق (أع ٢:٩ ) وسميت الشيعة (أع ١٤، ٥:٢٤ ). والمعنى أن هؤلاء فهموا أنها طائفة يهودية، لكن لها طريق أو فهم مختلف (أع ١٧:٥)

تفسير سفر أيوب

مقدمة 1. ينقسم العهد القديم إلى أقسام 1- أسفار موسى الخمسة 2- الأسفار التاريخية (يشوع-استير) 3- الأسفار الشعرية (أيوب- النشيد) 4- الأسفار النبوية وسفر أيوب سفر شعري لذلك وُضع في بدآية الأسفار الشعرية 2. من أول الإصحاح الثالث وحتى الآية 6:42 فالسفر كله قد صيغ شعراً. والشعر العبراني يختلف عن باقي أنواع الشعر فهو لا يهتم بالوزن ولا القافية بل كل بيتين أو ثلاثة تتشابه في المعنى فيظهر جماله. ولذلك فترجمة الشعر العبراني لا تضيع جماله. 3. ينقسم السفر إلى: 1- مقدمة عن تجربة أيوب إصحاحات 1، 2 2- حوار بين أيوب وأصدقائه الثلاثة إصحاحات 3-31 3- رد أليهو على أيوب والأصحاب إصحاحات 32-37 4- كلام الله لأيوب إصحاحات 38- 1:42-7 5- الخاتمة إصحاح 7:42-17 4. السفر يحوي حواراً بين شخصيات السفر، وهذا الحوار ليس هو كلام الله نفسه ولكنه مدوَّن بإلهام من الله. وبعض فقرات من الحوار أظهر الله عدم رضاه عنها (2:38 + 7:42) لأنها تعبر عن رأي أصحابها الشخصي وقد أخطأوا في أرائهم هذه، ولكنها ذكرت لمنفعتنا. لذلك لا يجب أن تستخدم كل آيات السفر كما لو كانت تعبر عن إرادة علوية مقدسة وهذا لا يتعارض مع أن السفر مكتوب بوحي من الروح القدس (2تي 16:3 +2بط 21:1) فسفر التكوين موحى به من الروح القدس ولكن ورد في سفر التكوين على لسان الحية أقوال لا يوافق عليها الله مثل "لن تموتا" وسمح الله بكتابة أقوال الحية لنستفيد من معرفتنا بكذبها والدليل موت آدم وحواء عكس ما قالته الحية. وبنفس المنطق سمح الله بكتابة أقوال أيوب وأصدقائه رغما عن أنها خاطئة لنستفيد. 5. أيوب كان شخصاً حقيقياً والقصة كلها قصة حقيقية حدثت ودونها أيوب أو أليهو ثم صاغها أحدهم شعراً بعد ذلك ليسهل حفظها والإستفادة منها، وربما كان موسى هو الذي صاغها شعراً حين وجد القصة معروفة ومتداولة حين كان يرعى غنم حميه يثرون المدياني. ودليل أن أيوب كان شخصاً حقيقياً وليس خيالياً أن حزقيال أورد إسمه مع نوح ودانيال (حز 14:14). وهكذا ذكره يعقوب في العهد الجديد (يع 11:5) ولا يعقل أن الرسول الذي يكتب بوحي إلهي يستشهد بأمر وهمي ويجعله مثالاً للصبر ويأتي به برهاناً على رحمة الله. فضلاً عن ذكر أسماء الأشخاص والأماكن وعدد الأولاد وثروة أيوب قبل وبعد التجربة بل أسماء بعض أولاده. نقول هذا رداً على من يتصور أن قصة أيوب قصة خيالية كتبت لأجل التعليم والتهذيب.

رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسى

المقدمة كولوسى مدينة صغيرة فى مقاطعة فريجية بآسيا الصغرى (تركيا)، على نهر ليكوس، وعلى بعد 12 ميلاً من لاودكية (وادى ليكوس يضم كولوسى وأفسس وهيرابوليس ولاودكية). وكانت كولوسى على الطريق التجارى الممتد من الشرق (وادى الفرات) إلى الغرب (أفسس) وكولوسى تقع على بعد 160كم شرق أفسس، وعلى بعد نحو24 كم جنوب شرق لاودكية. نشأت الكنيسة هناك غالباً على يدى أبفراس تلميذ بولس الرسول (كو1 : 8،7) وأبفراس آمن غالباً على يدى بولس الرسول (أع 19 : 10). ولقد بشر بولس فى أفسس، وبالطبع عرف المسيح على يدى بولس بعض سكان كولوسى القريبة من أفسس، ورأوا معجزاته (أع 19: 10، 11، 26). كما خدم بكولوسى كثير من أصدقاء الرسول وأولاده الروحيين الذين آمنوا بواسطته مثل أرخبس. وربما زار بولس كولوسى فى أثناء رحلته التبشيرية الثالثة (أع18: 23 + كو4:1 + كو1:2). أبفراس : هو أختصار إسم أبفرودتس. وهو الذى بشر فى كولوسى ولاودكية وهيرابوليس، وأُسرَ بعد ذلك مع بولس (فل23). تاريخ كتابتها : كتبها بولس الرسول أثناء سجنه الأول فى روما (كو3:4، 10، 18) وكتب معها فى نفس الفترة رسائل أفسس وفيلبى وفليمون. ومدة الأسر الأول فى روما كانت من سنة 62م إلى سنة 63م.

تفسير سفر راعوث

المقدمة 1. سفر راعوث يأتى بين سفرى القضاة وصموئيل اللذين كثرت فيهما الحروب والدماء والعصيان والتأديب. وسفر راعوث يأتى بطريقة عجيبة بينهما فلا نجد فيه حروب ولا عداءات بل محبة وأشخاص يحيون فى بساطة وحب لله وطاعة لهُ. هو سفر يثبت أن هناك 7000 ركبة لم تنحنى لبعل وأن الله لا يبقى نفسه بلا شاهد. والآنتقال من سفر القضاة إلى سفر راعوث هو إنتقال من عالم الحرب إلى بيت السلام، هو إنتقال من العالم المملوء إضطراباً إلى الكنيسة المملوءة محبة وسلام. فالله قادر وسط هذا العالم المملوء إضطراباً أن يحفظ أولاده فى سلام يفوق كل عقل. وفى الكنيسة نتقابل مع المسيح عريس نفوسنا كما تقابلت راعوث مع بوعز عريسها. 2. تقليد اليهود يذكر أن كاتب السفر هو صموئيل النبى وهذا صحيح فمن سجل قصة داود أى صموئيل النبى يكتب قصة راعوث ليكمل نسب داود. 3. وقعت أحداث قصة راعوث فى عصر القضاة وهناك رأيين فى زمان الأحداث:- ‌أ. الرأى الأول يقول أن الأحداث حدثت فى زمان جدعون وأن المجاعة المذكورة هى التى حدثت نتيجة ظلم المديانيين ولو صح هذا يكون سلمون زوج راحاب قد وَلَدَ بوعز فى زمان بعيد عن أيام عوبيد والد يسى أبو داود. إلاّ لو كان هناك أسماء ساقطة لم تذكر ولكن (مت 1 : 5) يذكر صراحة أن سلمون ولد بوعز من راحاب فيكون سلمون المذكور هنا فى (را 4 : 21) هو زوج راحاب. ‌ب. يرى يوسيفوس أن راعوث عاشت فى أيام عالى الكاهن وفى جدول الأوقات التالى محاولة لحل المشكلة إفترضنا فيها أن سلمون ولد بوعز وعمره 60 سنة. وبوعز ولد عوبيد وعمره60 سنة وعوبيد ولد يسى وعمره 60 سنة ويسى ولد داود وعمره 60 سنة وبهذا يصبح إفتراض يوسيفوس بعيداً ويكون الإقتراح الأول أقرب للصحة. ولادة سلمون 1325 دخول أرض الميعاد................ ولادة بوعز من راحاب 1265 ولادة عوبيد من راعوث 1205 1167 بدء قضاء عالى الكاهن ولادة يسى 1145 1137 دعوة صموئيل وعمره 12 سنة 1127 موت عالى 1085 ولادة داود 1065 مسح داود ملكاً 1055 موت شاول وبهذا الإقتراح تصبح فترة القضاة حوالى 200 سنة وهذا يتعارض مع قول يفتاح بأن لهم 300 سنة فى الأرض. ويفتاح غالباً كان معاصراً لعالى الكاهن. وحل المشكلة أن الكتاب أسقط إسم أو إسمين ما بين عوبيد ويسى. وهذا يحدث كثيراً فى الكتاب المقدس.

تفسير سفر ملوك الثانى

يشمل التاريخ لمدة 300 سنة من يهوشافاط إلى خراب أورشليم وهيكلها حوالي سنة 586 ق.م. ويلاحظ في هذا التاريخ أن كل ملوك إسرائيل كان حالهم سيئًا وكانوا أشرار عابدي أوثان وبسوء تدبيرهم ازداد إثم الشعب وأدخل الملك آخاب عبادة البعل الوثني لمملكة إسرائيل الشمالية. ولذلك سرعان ما كانت نهاية مملكة إسرائيل (العشرة أسباط) وذهابها لسبي أشور. وقد ملك على إسرائيل 19 ملكًا تميزت فترة حكمهم بعدم الاستقرار والاضطرابات السياسية والفتن والمؤامرات والانقلابات فتعددت الأسر الحاكمة. ولم يحكم إسرائيل أسرة واحدة مثل يهوذا التي حكمها وملك عليها داود ونسله فقط. لأن ملوك يهوذا كان يوجد بينهم الأشرار أيضًا لكن كان يوجد بينهم ملوك يخافون الرب لذلك استمرت مملكة يهوذا فترة أطول ولم تذهب إلى سبي بابل إلاّ بعد أن زاد انحراف ملوكها وشعبها.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل