الكتب

تفسير سفر ملوك الثانى

يشمل التاريخ لمدة 300 سنة من يهوشافاط إلى خراب أورشليم وهيكلها حوالي سنة 586 ق.م. ويلاحظ في هذا التاريخ أن كل ملوك إسرائيل كان حالهم سيئًا وكانوا أشرار عابدي أوثان وبسوء تدبيرهم ازداد إثم الشعب وأدخل الملك آخاب عبادة البعل الوثني لمملكة إسرائيل الشمالية. ولذلك سرعان ما كانت نهاية مملكة إسرائيل (العشرة أسباط) وذهابها لسبي أشور. وقد ملك على إسرائيل 19 ملكًا تميزت فترة حكمهم بعدم الاستقرار والاضطرابات السياسية والفتن والمؤامرات والانقلابات فتعددت الأسر الحاكمة. ولم يحكم إسرائيل أسرة واحدة مثل يهوذا التي حكمها وملك عليها داود ونسله فقط. لأن ملوك يهوذا كان يوجد بينهم الأشرار أيضًا لكن كان يوجد بينهم ملوك يخافون الرب لذلك استمرت مملكة يهوذا فترة أطول ولم تذهب إلى سبي بابل إلاّ بعد أن زاد انحراف ملوكها وشعبها.

تفسير سفر ملوك الاول

عمر الملك داود الآن حوالي ۷۰ عاما فهو ملك وعمره ۳۰ عاما وملك ٤٠ عاما . وواضح أنه في سن السبعين يوجد كثيرين لهم حيوية أكثر من ذلك فلماذا إنهارت صحة داود هكذا ؟ لقد رأى داود أياما صعبة بسبب خطيته في موضوع أوريا وكان أصعبها، فتنة إبنه عليه بل سعيه وراءه ليقتله ثم حزنه على أولاده وما حدث لهم ومنهم. وهو ذوالشخصية المملوءة حبا وحنانا . ونجد هنا مشورة بإحضار فتاة حاضنة جميلة للملك وهي أبيشج الشونمية . وهذه الفكرة إنما كانت من وزراء ومشیری داود بحسب شهواتهم هم وليس حسب طلبه . ويقال أنها طريقة يونانية للعلاج فهذه تعمل كممرضة تنام بجوار المريض وموضوع أبيشج ذكر هنا كمقدمة لما سيحدث بعد ذلك في موضوع أدونيا ابن داود. وذكر موضوع ضعف داود لإظهار سبب الإسراع بتنصيب ملك آخر من أولاده.

تفسير سفر صموئيل الثانى

هذا السفر يبرز قصة أخر قاضيين لإسرائيل وهما عالى الكاهن (قضى لإسرائيل 40 عاماً) وصموئيل النبى، وأول ملكين لإسرائيل شاول وداود. وكانت خطيئة شاول هى عصيان الله وأمّا فضيلة داود الأساسية الطاعة والتسليم لإرادة الله حتى فى التأديب بصمت ولا يفتح فاه فإستحق أن يقال عنه " وجدت داود بن يسى رجلاً حسب قلبى" (أع 13 : 22). كان صموئيل قاضياً ودوره كان القيادة الروحية وليس قيادة الجيوش وإتسمت قيادته بالإصلاح الروحى بسبب فساد الشعب (1صم 7 : 6،15-17) تربى صموئيل النبى فى شيلوه حيث إستقرت خيمة الإجتماع حوالى 300 سنة ولأنها إستقرت هناك أقيم حولها مبانى وكانت مقراً لرئيس الكهنة فسميت هيكل الرب. وكانت شيلوه مقر العبادة حتى إنهزم إسرائيل فى أفيق حين أخذ الفلسطينيون التابوت (1صم 4 : 1،11) ولم يرجع التابوت إلى شيلوه والأرجح أن الفلسطينيين خربوها تماماً (أر 7 : 12). كاتب سفرى صموئيل :-بحسب التقليد اليهودى الذى تسلمته كنيسة العهد الجديد فكاتب السفرين هما صموئيل النبى رئيس مدرسة الآنبياء ومؤسسها إلى ما قبل خبر نياحته وجاد وناثان النبيين لتكملة السفرين ومصدر هذا الإعتقاد (1أى 29 : 29،30) وكانت مدرسة الآنبياء التى أسسها صموئيل النبى مركز إشعاع ثقافى للشعب وقد إحتفظت بسجلات خاصة بمعاملات الله مع شعبه (1صم 10 : 25). تاريخ الكتابة :- كتب السفر بعد إنقسام المملكة وقبل السبى حيث يُذكر فيه مدة حكم داود كاملة (2صم 5:5) ويذكر ملوك يهوذا تمييزاً لهم عن ملوك إسرائيل (1صم 27 : 6). فى فترة القضاة كان الله هو الذى يملك، هو الملك على شعبه ويختار الله كملك القاضى والآنبياء لشعبه. وكانت التأديبات تحل بهم حينما يزيغوا عن الله وحينما يتوبون يرسل لهم قاضياً يخلصهم. ووظيفة القاضى لم تكن تتوارث إبناً عن أب، لكن الله الذى يختار وحينما إنحرف القضاة وصاروا عثرة للشعب (مثل إبنى عالى وإبنى صموئيل) شعر الشعب بما وصل إليه الحال من إنحطاط وفكروا بأسلوب بشرى فى أن الحل يكون بإقامة ملك لهم يدافع عنهم. ولقد وافق الله ومسح لهم ملوكاً فصار الملك مسيح الرب. لذلك صار داود رمزاً للمسيح الذى يملك على شعبه لهذا سمح الله بإقامة مملكة لكى تشير لما هو مزمع أن يصنعه فى ملء الزمان حينما يقيم المسيح ملكاً على شعبه. ولأن الملك مسيح الرب رفض داود أن تمتد يده على شاول فهو مسيح الرب. ولكن لم يكن حكم الملوك مطلقاً وجاء سفر الملوك وأخبار الأيام ليظهر منهم أن الملك إذا إلتزم بوصايا الله ينجح فى طريقه وإذا خان العهد مع الله يفشل فى طريقه وتنحط مملكته عوضاً عن الإزدهار وينهزم أمام أعدائِه. وكأن الله إستمر يحكم شعبه من خلال هؤلاء الملوك الذين أقامهم. وتنتهى المملكة بالسبى إلى بابل وبهذا ينتهى سفر الملوك بأن شعب الله أخذ للسبى وملكه أخذ للسبى ولكن مع رجاء فسفر الملوك ينتهى برفع رأس ملك يهوذا فى السبى وتكريمه. وسفر أخبار الأيام ينتهى بعودة الشعب من السبى بعمل إلهى مع كورش ملك فارس. والخلاصة فهذا ملخص حياة الآنسان مع الله فحينما رفض الآنسان أن يملك الله عليه وعصاه سقط الآنسان فى العبودية لإبليس وظل هكذا لكن مع رجاء بالعودة من سبى إبليس. حتى جاء المسيح ليقيم مملكته ويردنا من سبى الخطية وسبى إبليس مع رجاء فى عودتنا لأورشليم السماوية حيث يملك الله تماماً.

تفسير سفر صموئيل الاول

مقدمات للأسفار التاريخية أسفار تأسيس المملكة صموئيل (2،1) - الملوك (2،1) - أخبار الأيام (2،1) أولاً : سفرى صموئيل 1- سفرا صموئيل الأول والثانى فى الأصل العبرى سفر واحد يحمل إسم صموئيل 2- سمى السفر بإسم صموئيل : 1- صموئيل يحتل الدور الرئيسى فى الجزء الأول من السفر. 2- هو أول من مَسَحَ ملوكاً لإسرائيل (شاول وداود) 3- أول من كتب كتابات نبوية وتاريخية بوحى من الروح القدس. 4- كان هو القائد المرسل فى أخطر فترة والتى ينتقل فيها الشعب من عصر القضاة إلى عصر الملوك. خلالها أصلح من حال الشعب. 5- كان صموئيل زعيماً وطنياً وقائداً روحياً لا يبزه إلاّ موسى. 3- هذا السفر هو حلقة الوصل بين القضاة والملوك فلو لم يكن هناك قائد حكيم لكانت هذه الفترة فترة إضطرابات خطيرة ومنازعات على المُلك. بل كان صموئيل هو مدرب الملوك. 4- كما أخرج موسى إسرائيل من أرض مصر وأعطاهم الشريعة بعد أن كان حالهم قد إنحط هكذا جاء صموئيل والأمة فى الحضيض روحياً وسياسياً وأتى معهُ بنهضة روحية عجيبة ورجاء جديد (1صم 7). وكان صموئيل هو الحافز على نشر الشريعة. 5- معنى إسم صموئيل :- راجع (1صم 1 : 20) "ودعت إسمه صموئيل قائلة لإنى من الرب سألته". صموئيل يعنى سمع الله، فأمه سألت الرب والرب إستجاب. 6- قُسّم السفر إلى إثنين (1صم، 2صم) فى الترجمة السبعينية، وذلك لأسباب عملية إذ كانت هناك حاجة إلى إستخدام دَرَجَيْن (لفتين 2 rolls) عوض دَرَجْ واحد والترجمة السبعينية إعتبرت أسفار صموئيل والملوك هم أسفار المملكة. وأمّا القديس جيروم فى ترجمته الكتاب إلى اللاتينية (ترجمة الفولجاتا) فقد إتبع نفس التقسيم لكنه دعا الأسفار 1مل، 2مل، 3مل، 4مل. فكان 1مل هو 1صم.... 4مل هو 2مل. وإبتداء من القرن الرابع عشر أخذ الكتاب المقدس العبرى بنفس التقسيم. وبذلك نرى أن التسمية 1صم، 2صم أخذت من الأصل العبرى مع التقسيم اليونانى. 7- ينتهى 1صم بموت شاول الملك ويبدأ 2صم بملك داود وجلوسه على كرسى المملكة وسفر 2صم عبارة عن تاريخ حياة داود كملك فداود هو الذى أسس المملكة وليس شاول وهو الذى أعد كل شئ لبناء الهيكل وهو الذى رتب خدمة العبادة ووضع أكثر المزامير والتى إشتملت على نبوات كثيرة عن المسيح، فلا عجب أن نجد داود هو الشخصية المحورية لسفرى صموئيل فهو علاوة على ذلك جد المسيح بالجسد.

تفسير سفر راعوث

المقدمة 1. سفر راعوث يأتى بين سفرى القضاة وصموئيل اللذين كثرت فيهما الحروب والدماء والعصيان والتأديب. وسفر راعوث يأتى بطريقة عجيبة بينهما فلا نجد فيه حروب ولا عداءات بل محبة وأشخاص يحيون فى بساطة وحب لله وطاعة لهُ. هو سفر يثبت أن هناك 7000 ركبة لم تنحنى لبعل وأن الله لا يبقى نفسه بلا شاهد. والآنتقال من سفر القضاة إلى سفر راعوث هو إنتقال من عالم الحرب إلى بيت السلام، هو إنتقال من العالم المملوء إضطراباً إلى الكنيسة المملوءة محبة وسلام. فالله قادر وسط هذا العالم المملوء إضطراباً أن يحفظ أولاده فى سلام يفوق كل عقل. وفى الكنيسة نتقابل مع المسيح عريس نفوسنا كما تقابلت راعوث مع بوعز عريسها. 2. تقليد اليهود يذكر أن كاتب السفر هو صموئيل النبى وهذا صحيح فمن سجل قصة داود أى صموئيل النبى يكتب قصة راعوث ليكمل نسب داود. 3. وقعت أحداث قصة راعوث فى عصر القضاة وهناك رأيين فى زمان الأحداث:- ‌أ. الرأى الأول يقول أن الأحداث حدثت فى زمان جدعون وأن المجاعة المذكورة هى التى حدثت نتيجة ظلم المديانيين ولو صح هذا يكون سلمون زوج راحاب قد وَلَدَ بوعز فى زمان بعيد عن أيام عوبيد والد يسى أبو داود. إلاّ لو كان هناك أسماء ساقطة لم تذكر ولكن (مت 1 : 5) يذكر صراحة أن سلمون ولد بوعز من راحاب فيكون سلمون المذكور هنا فى (را 4 : 21) هو زوج راحاب. ‌ب. يرى يوسيفوس أن راعوث عاشت فى أيام عالى الكاهن وفى جدول الأوقات التالى محاولة لحل المشكلة إفترضنا فيها أن سلمون ولد بوعز وعمره 60 سنة. وبوعز ولد عوبيد وعمره60 سنة وعوبيد ولد يسى وعمره 60 سنة ويسى ولد داود وعمره 60 سنة وبهذا يصبح إفتراض يوسيفوس بعيداً ويكون الإقتراح الأول أقرب للصحة. ولادة سلمون 1325 دخول أرض الميعاد................ ولادة بوعز من راحاب 1265 ولادة عوبيد من راعوث 1205 1167 بدء قضاء عالى الكاهن ولادة يسى 1145 1137 دعوة صموئيل وعمره 12 سنة 1127 موت عالى 1085 ولادة داود 1065 مسح داود ملكاً 1055 موت شاول وبهذا الإقتراح تصبح فترة القضاة حوالى 200 سنة وهذا يتعارض مع قول يفتاح بأن لهم 300 سنة فى الأرض. ويفتاح غالباً كان معاصراً لعالى الكاهن. وحل المشكلة أن الكتاب أسقط إسم أو إسمين ما بين عوبيد ويسى. وهذا يحدث كثيراً فى الكتاب المقدس.

تفسير سفر القضاة

المقدمة 1. كلمة قاضى مأخوذة من أصل كنعانى والترجمة الدقيقة تفيد معنى قائد أو رئيس فالقضاة المذكورين فى هذا السفر ليسوا قضاة بالمفهوم العام لنا، فلم يكن عملهم القضاء وإصدار أحكام بحسب قانون معين لتحقيق العدل، وإنما رد البر وإعادته فى حياة الجماعة، والدفاع عن حقوق هذه الجماعة وتخليصها من الضيق الذى تسقط فيه. 2. ظهر هؤلاء القضاة فى الفترة ما بين موت يشوع وبدء عصر الملوك (بداية بشاول) فكانوا ذوى سلطة ولكن ليس كالملوك، فكان الحكم إلهياً. بمعنى أن الله هو الملك الخفى للشعب، والقاضى يعمل كنائب لله. وكان كل سبط له رئيسه الذى يدبر أموره الخاصة، أمّا الأمور الكبرى التى تمس الجماعة على مستوى جميع الأسباط أو بعضها معاً كمحاربة الأعداء والتخلص من نيرهم فيرجع إلى القاضى. 3. كانت فترة ظهور القضاة فترة محزنة بعد موت يشوع. فإن كان سفر يشوع قد أظهر حياة الجهاد والنصرة، نجد أنه بعد موته أن إنصرف الشعب للذات الوقتية ومشاركة الأمم عبادتهم الوثنية، وكان القاضى ليس لهُ أن يسن شرائع أو يضع أثقالاً على الشعب وإنما يحكم ويؤدب خاصة المنحرفين إلى العبادة الوثنية، ويقود المعارك ضد الأمم وكان ينظر للقاضى كمخلص يخلص الشعب من سطوة الأمم الوثنية ويكون ذلك بقيادتهم عسكرياً خلال التوبة والرجوع إلى الله مع الجهاد. 4. لم يكن للقضاة أجور من الشعب ولا حرس ولا أتباع ولا أحد يخدمهم بل كل منهم ينفق على نفسه. وكان الله هو الذى يقيم القاضى، وأحياناً يختاره الشعب. 5. سفر يشوع هو سفر الخلاص المجانى، إذ يتسلم يشوع قيادة الشعب ليدخل بهم أرض الموعد (رمزاً للمعمودية الأن) ولكن سفر القضاة يكشف عن حال غالبية المؤمنين إذ يتهاونون بعطية الله العظمى ويتراخون فى المطالبة بمواعيد الله المجانية، إذ فترت غيرة الشعب وإنصرف غالبيته إلى مشاركة الأمم الوثنية التى تركها فى وسطهم فى عبادتهم والتلذذ معهم بالخطية. ونرى فى هذا السفر أسلوب الله فى التعامل مع أولاده إذا أخطأوا "فمن يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل أبن يقبله عب 12 : 6" فالله لا يترك أولاده فى الرجاسات بل يؤدبهم. وهناك نجد الله يؤدبهم مستخدماً الأمم ذاتها كعصا تأديب قاسية، وكان متى يرجع الشعب يرسل لهم الله مخلصاً ينقذهم. إذاً هذا السفر هو سفر حياة كل مؤمن ذاق عذوبة الحياة الجديدة مع المسيح يسوع بكونها الأرض الروحية التى تفيض لبناً وعسلاً، ولكن عوض الإنطلاق فيها من قوة إلى قوة يتراخى روحياً ويرتد لحياة اللذة الجسدانية فيؤدبه الرب حتى يرده إبناً مقدساً. 6. لقد أمرهم الله بإبادة الكنعانيين لكنهم إستبقوهم فصاروا عثرة لهم ونقلوا لهم وثنيتهم ورذائلهم بل كانوا سبب إرتدادهم. وهذه الشعوب هى (شعوب ما بين النهرين والموآبين والعمونيين والكنعانيين والمديانيين والفلسطينيين) ونلاحظ أن منهم شعوباً طلب الرب إبادتها وشعوب لم يطلب منهم ذلك بل طلب بعدم مصاهرتهم أو الأختلاط بهم وبأوثانهم. فكان أن إستخدم الرب هذه الشعوب لتأديبهم وإذلالهم فالخطية عقوبتها فى نفسها. وهذه الشعوب ضايقوا شعب إسرائيل على التوالى وفرضوا عليهم جزية صعبة. ولكنهم كانوا متى صرخوا إلى الله فى ضيقهم وتابوا، كان الله يشفق عليهم ويقيم لهم قادة يعطيهم شجاعة وحكمة خاصة فينقذوهم من تلك الضيقات ويكونوا ولاة أمورهم. وكان القضاة يمارسون وظيفتهم حتى نهاية حياتهم.

تفسير سفر التثنية

المقدمة 1- يسمى السفر فى العبرانية بأول كلمات فيه وهذه هى الطريقة العبرانية فى تسمية الأسفار. ويسمى هذا السفر فى اليونانية DEUTRO NOMY وهى مأخوذة منDEUTEROS ومعناها ثانية ومنها بالفرنسية DEUX = رقم 2 NOMOS ومعناها ناموس فيكون المعنى الشريعة الثانية أو تكرار الشريعة. وهكذا دُعى فى السبعينية. وبالعبرية يسمى التثنية أو تثنية الإشتراع أى إعادة الشريعة وتكرارها ثانية. ودُعى السفر هكذا لأن موسى أعاد على الشعب فيه الكثير من تاريخهم ومن الوصايا والشرائع التى أعطاها لهم الرب سابقاً وسبق ذكرها فى أسفار اللاويين والعدد والخروج. وموسى قال ما قاله بوحى من الروح القدس 2- هل تكرار هذه الوصايا والشرائع والتاريخ هو تكرار بدون فائدة؟! من المؤكد أن لكل كلمة فائدتها فى الكتاب المقدس ونستطيع أن نلمح تمايزاً بين سفر التثنية وباقى الأسفار نلخصه فيما يلى:- أ‌- سفر اللاويين والعدد هما أسفار موجهة للكهنة واللاويين ليجدوا فيها الشرائع وطقوس العبادة والأحكام. أما سفر التثنية فهو موجه للشعب لذلك تجد فيه الكثير من الإيضاحات والشرح والتفسير والحث على الإلتزام بها. ب‌- ألقى موسى عظات هذا السفر فى آخر أيام حياته كأحاديث وداعية بعد أن إختبر الوصايا ونفذها وإلتزم بالطقوس والشرائع، وبعد أن نفذها، تذوقها، وتذوق طعم العشرة مع الله وحلاوة تنفيذ وصاياه. ونجده هنا لا يريد أن يغادر العالم قبل أن يظهر لشعبه أن الوصايا ليست جامدة ولا الطقس جامد بل فيه كل الحب. هو يشرح الآن كمختبر متذوق يود لو أن كل فرد فى شعبه يتذوق هذه الحلاوة مثله ج- موسى الخادم الأمين مثل بولس الرسول الخادم الأمين لا يجدون تكرار الوصايا والتعليم ثقيل (فى1:3) وذلك لمحبتهم لشعبهم. فهذا السفر هو خلاصة محبة موسى لشعبه حتى يؤمنهم. د- موسى لا يكرر الكلام بدون داعٍ بل هو سفر التذكرة لوصية الله ( 8:6) وهو شرح فى ضوء الأحداث التى عاشوها خلال الأربعين سنة. ونحن نحتاج للتذكرة لأننا ننسى. خصوصاً فموسى يقدمها للشعب قبل دخولهم أرض الميعاد لتكون دستورهم فى الأرض الجديدة. هـ- نغمة هذا السفر هى الطاعة القائمة على المحبة. ولنلاحظ أن وصية موسى والتى لخصها السيد المسيح "أن تحب الرب إلهك وتحب قريبك..." (لو28،27:10) فهو دعوة للطاعة ودعوة للحب ليكون لهم راحة وليدخلوا أرض الميعاد ويكون لهم راحة وإستقرار وثبات فيها. ولاحظ أن الطاعة تقود للحب فلو أطعنا الوصية سنتلامس مع الله ونحبه، ولو أحببنا الله لأطعناه من كل القلب "من يحبنى يحفظ وصاياى" وهذا ما إختبره موسى وود لو إختبره كل فرد فى شعبه وهذا ما إختبره الشعب إذ هلك أبائهم فى البرية لعدم طاعتهم وموسى يحذرهم حتى لا يفعلوا مثلهم بل يطيعوا الوصايا. و- هو سفر الحب المشترك بين الله وشعبه، الله أحب شعبه وخلصه وحفظه فى رحلته فى البرية وعليهم حفظ وصايا الله إعلاناً لحبهم فتكريس قلوبهم بالطاعة والعبادة هو الطريق العملى لإعلان الحب وهذا هو طريق دخول أرض الميعاد. ز- طالما هو سفر الطاعة والحب لذلك سمعنا فيه لأول مرة عن نبوة صريحة عن مجىء المسيح بالجسد كنبى مثل موسى ومن وسط إسرائيل (تث15:18-19). بل أول مرة نسمع عن لعنة الصليب (23:21) فتجسد المسيح وصليبه ظهر فيهم المحبة والطاعة ( فى 6:2-8 + رو 32:8 + يو 13:15). ح- لأنه سفر الحب ينفرد عن باقى الأسفار فى بعض المصطلحات مثل " حملك الرب إلهك " 31:1. ومثل تحب الرب إلهك من كل قلبك 5:6 ط- تكرار الشريعة كان لازماً لأن الجيل الأول الذى إستلمها لأول مرة مات جميعه فى البرية. وكان موسى يريد أن يتأكد من فهمهم للوصايا قبل دخول الأرض الجديدة فلا يتشبهوا بأهلها فى عباداتهم الوثنية. هو أب حنون يريد أن يطمئن على أولاده ومحبة موسى لشعبه هى صورة بسيطة من محبة الله لهم.

تفسير سفر العدد

مقدمة جاءت تسمية هذا السفر " العدد" عن الترجمة السبعينية، وعنها أخذت كل الترجمات الحديثة. وهذه التسمية تناسب الإصحاحين الأول والسادس والعشرين من السفر حيث ورد فى كل منهما إحصاء للشعب، الإحصاء الأول تم فى سيناء فى السنة الثانية لخروجهم، والثانى بعد حوالى 39 سنة وتم فى سهول موآب قبل دخولهم أرض الميعاد مباشرة. أما النسخة العبرية فجاء فيها إسم هذا السفر " بمدبار" أى فى البرية" وهما الكلمتان الرابعة والخامسة فى الإصحاح الأول. والتسمية العبرية تعبر بأكثر دقة عما حواه السفر، بكونه سفر رحلات الشعب فى البرية. مميزات السفر 1- يروى لنا هذا السفر قصة تيه بنى إسرائيل فى برية سيناء ووصولهم إلى موآب وإشرافهم على أرض الموعد. (مدة السفر 38 سنة وتسعة شهور) 2- نجد فى هذا السفر عرض لعمل الله مع الشعب لتهيئته لدخول أرض الموعد، ومن هنا تأتى أهميته فى حياتنا، فنحن الآن فى برية هذا العالم والله هو هو أمس واليوم وإلى الأبد مازال يعمل معنا ليهيئنا للدخول لأورشليم السمائية. إذاً نرى فيه قصة معاملات الله معنا ونرى صورة أيضاً لمعاملاتنا مع الله. 3- هذا السفر يأتى بعد سفر الخروج وعبور البحر الأحمر وهذا يمثل فى حياتنا المعمودية. 4- نرى فى هذا السفر عناية الله العجيبة بشعبه (المن والسلوى والماء والغلبة ضد أعدائهم...) ونرى تذمر الشعب المستمر وبالرغم من تذمرهم كان يقودهم كعمود سحاب نهاراً وعمود نار ليلاً. ولكن نرى أيضاً الله كمؤدب لشعبه، والتأديبات من محبته حتى يردهم للطريق الصحيح، وفى تأديبه وعنايته نرى عدله ورحمته 5- نلاحظ أن التذمر يحرمنا من بركات الله كما حرم التذمر الشعب من بركات الله. 6- لقد شكك العلماء المحدثون فى كيفية إعالة ثلاثة ملايين شخص فى برية قاحلة ولكن هؤؤلاء ينقصهم الإيمان بأن الله كان قائد الرحلة وهو يعول شعبه.

تفسير سفر اللاويين

موقع سفراللاويين بين أسفار موسى الخمسة + يبدأ سفر التكوين " في البدء خلق الله السموات و الأرض.... و روح الله يرف " ليعطى حياة. و هذه البداية تعطينا فكرة عن أن الله يريد أن يعطى حياة للبشر ثم يعرض لنا سفر التكوين قصة السقوط، والسقوط معناه إنفصال الإنسان عن الله فلا شركة للنور مع الظلمة،و كان هذا معناه الموت، فالله هو مصدر الحياة. و لذلك ينتهي سفر التكوين بهذه النهاية" ثم مات يوسف... فحنطوه ووضع فى تابوت فى مصر". حقاً يقول القداس الغريغورى " أنا إختطفت لى قضية الموت " فلم يكن الله يريد للإنسان الموت. ولاحظ أن مصر تشير لأرض العبودية + ثم يأتى سفر الخروج ليعلن أن الله لن يقبل بأن نظل عبيد فيعلن فى هذا السفر خلاص الشعب من عبودية مصر رمزاً لخلاص البشر من عبودية إبليس. ويختم سفر الخروج القصة بأمرين غاية فى الأهمية :- الأول :- الوصايا العشر :- فليس لنا إستمرارية فى حياة الحرية إلا بالإلتزام بالوصايا. الثانى:- خيمة الإجتماع :- هذا ما يريده الله أن يجتمع مع شعبه ويقيم وسطهم. وحتى نرى أن هذا هو هدف الله راجع رؤ 21 : 3 " هوذا مسكن الله مع الناس ". + ثم يأتى سفر اللاويين وهو سفر القداسة، وهذا السفر يعلن ماذا يعطى المسيح لشعبه حين يسفك دمه من أجلهم ويكون فى وسطهم. هذا السفر هو سفر شرائع الكهنوت حيث نرى المسيح رئيس كهنتنا مقدماً نفسه كذبيحة عنا حتى يقدسنا + ثم يأتى سفر العدد وهو سفر تجوال الشعب فى البرية مشيراً لإنتصاراتهم وأيضاً سقطاتهم رمزاً لحياتنا فى هذا العالم أو غربة هذا العالم + أما سفر يشوع ودخوله مع الشعب لأرض الموعد كنعان فهو يشير لدخولنا إلى أورشليم السمائية فى نهاية هذا العالم بعد الموت. فكنعان تشير لأورشليم السمائية وإن كان عبور البحر الأحمر يشير للمعمودية ( 1كو 10 : 1، 2 ) فعبور الأردن يشير لإنتقالنا من العالم. إذاً فأسفار موسى ثم يشوع هم إشارة لرحلة حياتنا 1 - سفر التكوين :- اله يريد حياة للبشر ولكن البشر يسقطون ويموتون 2 – سفر الخروج :- خطة الله لتحرير البشر من عبودية إبليس. وذلك بدم خروف الفصح الذى كان به الخلاص ثم المعمودية فى البحر الأحمر ثم أكلهم من المن إشارة للمسيح الخبز الحقيقى الذى من يأكل منه يحيا ولا يموت (يو 6 ) 3 – سفر اللاويين :- كان دم خروف الفصح هو الوسيلة لإنقاذ الشعب من العبودية أما هنا فنجد دم الذبائح إشارة لدم المسيح الذى يقدسنا ويقربنا إلى الله فنجد هنا طقوس هذه الذبائح ونظام الكهنوت. هو سفر حياة الكنيسة والمذبح، فإرادة الله قداستنا وأن نحيا كقديسين 4 – سفر العدد :- فى نهاية الرحلة نعبر نهر الأردن مع يشوعنا أى مع المسيح لأرض الراحة كنعان السماوية أى فى نهاية حياتنا على الأرض

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل